الفهرس

الجزء الاول

تسعة روابط لقراءة مواضيع تتعلق بالانتخابات بالمغرب.

الجزء الثاني

الديمقراطية كنصور و ممارسة بالمغرب

امينة فوقراء

الجزء الاول

الجزء الثاني

الد يمقراطية كتصور و مما رسة با لمغرب المعا صر

هل يما رس المواطنون المغا ربة الد يمقرا طية في العصر الحا لي كما تم التنظير لها بد ستورالمملكة المغربية لسنة  2011؟

مقدمة

من بين الموضو عا ت التي ا ضحت تستحق البحث على الصعيد العا لمي في العصر الحا لي مسأ لة مدى مطا بقة المقولا ت و التنظيرات مع ما يتم طر حه على أ رض الوا قع. و قد لا يتطلب البحث ا لإ قتصار فقط على درا سة المنا هج التربو ية و كيفية تسيير و تنظيم المؤسسا ت التربوية على صعيد التعليم العا لي لأ كتشا ف مدى قد رتها على مسا عدة المشرفين على جها ز الد ولة على تحقيق أ ما لهم السيا سية، خصو صا عند ما يتعلق ا لأ مر با لمجال  الد يمقراطي،  بل أ ضحى ا لأ مر يتطلب أ يضا تسليط ا لأ ضواء على الموا طن في حيا ته اليو مية. و ذلك را جع إ لى تعا يش تيا رين مختلفين با لمملكة المغربية: التيا ر العلما ني و التيا ر الد يني المحا فظ. فبينما يعتمد  أ صحا ب التيار العلما ني على الو ثيقة الد ستورية المقتبسة من الغرب  كضما ن لممارسة ا لأ سس الد يمقراطية، يؤمن التيا ر المحا فظ با لقيم التي تجد صد ى لها با لد ستور الد يني: القرا ن و السنة النبوية. و من تم، فإ ذا كا ن أ صحا ب التيار العلما ني ملزمين با ستيعا ب مضمون الو ثيقة الد ستورية المستمدة من الغرب قبل مما رستها في حيا تهم اليو مية،

و با نتزاع مقتضيا تها كما و كيفا من الجهاز الحا كم، فإ ن أ صحا ب التيار السلفي ملزمون بطرح القيم ا لأ خلا قية الربا نية و الجا هزة على أ رض الوا قع و ذلك في تضا من و تما سك تا م مع جل أ فراد المجتمع.  فقد ا قتضت الشريعة ذ لك.

و بما أ ن اللجنة المشرفة على هذه المبا رزة الثقا فية شاءت أ ن يكون مو ضوع البحث يتمحور حو ل الد يمقراطية كتصور و كمما رسة با لمملكة المغربية، فقد ا خترت أ ن يكو ن البحث حو ل كيفية تصور و مما رسة الموا طن المغربي للأ سس الد يمقراطية ميدا نيا  و مرتكزا على منهجية البحث الو صفي. و للإ جا بة عن السؤال البحثي المتعلق بهذا المو ضوع،  فإ نني ا خترت عينا ت ا جتما عية مختلفة من اا لإ نا ث  على الخصو ص ، المتمدرسا ت و العا ملا ت بمؤ سسة التعليم العا لي “أ” ذا ت التوجه العلمي ا لأ صو لي الد يني و مؤسسة التعليم العا لي “ب” ذات التوجه العلمي الوضعي التجريبي. و قد كا ن الهذف من وراء ا ختيار عينا ت من النساء فقط إ لى جا نب عدد محدو د جدا من  الذكور للأ جا بة على السؤال البحثي الر ئيسي و ا لأ سئلة البحثية الفرعية هو وضع درجة و عي الموا طنين المغا ربة محط الميزان إ يما نا مني بأ ن النسا ء هن بمثا بة با رو ميتر يمكن العا لم المختص في علم ا لإ جتما ع الحكم على درجة  وعي المجتمع بأ سره بقضا يا تتعلق با لحيا ة السيا سية. و لتحقيق هذا الهذف ا خترت عينا ت من النساء علها تسا عد ني على ا لإ جا بة على السؤا ل البحتي المتضمن في عنو ان هد ا المقا ل: هل يما رس المواطنون المغا ربة الد يمقرا طية كما تم التنظير لها؟ و بعبا رة أ خرى، هل يتطا بق تصور الد يمقرا طية با لمملكة المغربية مع الممارسة اليومية لها؟  و أ سعى من و راء هذا ا لإ ختيار للإ جا بة على جل ا لأ سئلة البحثية إ لى تقد يم إ ضا فة علمية في مجا ل علم ا لإ جتما ع السيا سي. و أ تمنى أ ن يسعفني التكو ين الذي تلقيته في مجا ل القا نو ن العا م و الخا ص با للغة العربية و الفرنسية  بكلية العلو م القا نونية و ا لإ قتصا دية بمرا كش بعد حصو لي على ا لإ جا زة في ا لأ دب ا لإ نجليزي على صيا غة جل جوا نب البحث. كما أ تمنى أ ن يسعفني التكو ين الذ ي تلقيته با بريطا نيا حول قوا عد البحث الميدا ني أ ن أ كو ن و فية لقوا عد البحث الميدا ني الو صفي المتعلق با لد يمقرا طية كتصور و كمما رسة. و تتجلى قوا عد التحث هذه  في قا عدة البحث النظري ، و في فا عدة تحديد المنهج المعتمد      the methodology   للحصو ل على المعطيات و في تحديد العينة المستهذ فة      the sample و في قا عدة و صف المعطيات  the description of the results . و في فا عدة تحليل المعطيا ت    the analysis of the results ، دو ن إ غفا ل الو فاء بتقد يم ا قترا حا ت من شأ نها أ ن تقلل من حدة المشا كل المتعلقة با لمجا ل الد يمقراطي ببلا دنا. و بم أ ن أ ن مضمو ن هذ ا المقا ل هو بحث ميد ا ني علمي، فقد ار تأ يت أ ن أ كو ن كذ لك و فية للمبا د ئ التي يقو م عليها أ ي عمل يد عي العلمية من القيا م بفر ضيا ت و ا لإ عتما د على الملا حظة  أ ثنا ء الد را سة قبل القيا م با ستنتا جا ت تتعلق با لمعطيا ت. و قد ا عتمد ت على تسع فرضيا ت سعيا مني للإ جا بة على السؤا ل البحثي.

وأ و د أ ن أ ذكر القارئ بأ ن  هذا البحث يستمد  أ هميته من و ا قع ا جتما عي مغر بي يجد صد ى له با لقر ن الو ا حد و العشر ين.  و لا يسعني إ لا أ ن أ عتر ف با لخلا صا ت التي قا م بها البا حث إ برا هيم إ بر اشي (  2  : 2011 ) حين و صف علم ا لإ جتما ع السيا سي قا ئلا بأ نه علم مز عج. فا لحقيقة تكمن في أ نني واجهت مجموعة من التحد يا ت في محا و لة الحصو ل على معطيا ت تسا عد ني على إ يجا د أ جو بة حو ل كيفية تصو ر عينا ت مختلفة للد يمقر اطية و مد ى مما رستها لهذ ا التصور بناء على ما و رد بد ستو ر المملكة المغربية لسنة 2011، خصوصا و أ ن ا لأ مر يطلب الغو ص فيما و را ء تمظهرا ت هذه  العينا ت.

صيا غة المشكلة البحثية و تحد يد الأ هذاف مع صيا غة الفرضيا ت:  

مشكلة البحث:

دعن أ يها القا رئ العزيز أ غو ص بك قليلا في جوهر المشكل المتعلق با لد يمقرا طية با لمملكة المغربية كتصور و كمما رسة. فإ ذا كنت من أ صحا ب التيا ر العلما ني ، فإ نك مد عو لكي تتذ كر دا ئما الكلما ت التا لية الصا درة عن  (فا طمة الحرو ف، 2013): ” يا أ يها  المتنكر لحقو ق ا لمرأ ة في ا لإ سلا م !  لقد ظلمت القيم، و عققت الفضيلة، و جهلت الشريعة، و نقضت عهد الو فاء، و نكست ميثا ق الشرف. فثبا لمن ظن أ ن ا لإ سلا م ظلم المرأة. و سحقا لمن سلب المرأة حقها”.  أ ما إ ذا كنت من أ صحا ب التيا ر الد يني السلفي، فتذ كر أ ن تحد يا ت المرأ ة المعا صرة كثيرة و معقدة و قد تحتا ج إ لى مرا جعة و اجتهاد. و تذ كر أ يضا أ ن التحد يا ت التي توا جهها المرأ ة في عصرنا الحا لي سواء كا نت زوجة أ و أ ختا أ و عمة أ و خا لة أ و صد يقة و لد ت لديها الشعور با لإ حبا ط و با لفشل فأ ثرت على مسيرتها و د فعتها إ لى ا لإ نزلا ق في متا ها ت  الد عوا ت التحريرية العلما نية. أ ما إ ذا كنت مجرد رجل لا تنتمي لا إ لى هذا و لا إ لى ذا ك،  فتذ كر أ نك كبلت المرأ ة عن طريق العا دا ت و التقا ليد الموروتة والمخا لفة للشرع أ حيا نا. فظلمت و سلبت و عملت على الحد من تفو ق المرأ ة.  فكا نت هذه ا لأ سبا ب من دوا عي نشوء جمعيا ت لتدا فع عن حقو ق النساء.

و سأ غتنم الفرصة مرة أ خرى لطرح السؤا ل على القا رئ لمسا عدته على معرفة ما إ ذا كا ن د يمقرا طيا إ سلا ميا فعلا أ و د يمقرا طيا ليبيرا ليا. فطبيعة الد يمقرا طية ا لإ سلا مية تتطلب إ قا مة علا قة و دية خا صة مع الفقير و المحرو م و اليتيم و المحتاج لأ ن القرا ن الكريم أ و جب ذ لك. لذ لك، أ سأ لك سيدي القا رئ إ ذا كنت تؤدي الزكاة، و إ ذا كنت دو ما تعين الفقير و المحروم و اليتيم لأ ن الله سبحا نه و تعا لى أ مرك بذ لك. أ سأ لك أ يضا يا عزيزي القا رئ بحكم ا نتمائك لجيل القرن الو حد و العشرين ، و هو عصر إ لتقدم التننو لو جي و التفتح على أ فكار و أ سلو ب عيش ا لأ خر الغريب عن هذ ه الثقا فة إ ذا كنت تنصف أ ختك في قضا يا تتعلق با لميرا ث و إ ذا كنت مستعدا للإ جتها د بتخليك عن النصف المستحق لفا ئدة أ ختك؟ فا لعبرة ليس با لمقدار الما دي المعتدى عليه و إ نما بأ بعا د المقدار المسلو ب. أ ما إ ذا كنت د يمقراطيا ليبرا ليا، فإ نني أ سأ لك إ ذا كنت ترحم المرأ ة الغريبة عنك كما ترحم زو جتك و أ مك و أ ختك. و أ و جه نفس السؤا ل إ لى المرأ ة . وعموما، يمكن القول بأ نه  لا يمكن الحديث عن الد يمقرا طية في ظل مجتمع لا تسو د فيه الفضا ئل . فالسلوك القويم ينضوي تحت الفضا ئل لأ نه يؤدي إ لى و ضع “ا لأ نا”في مرتبة ثا نية بعد الغير و يعتبر ذ لك بمثا بة مؤشر على ا لإ يما ن بحقو ق ا لإ نسان و ضما نا لا حترام كيا ن ا لأ خر.

د عني سيدي القا رئ أ تمم السؤا ل لمسا عدتك على و ضع ضميرك تحت المجهر بصفتك رب بيت. فإ ذا كا ن الحا ل يقتضي ا لإ صلا ح، فهل تسا هم في تد عيمه با لبيت الذ ي ا خترت أ نت أ ن تشرف عليه؟ فا لحا أ ن ا لإ صلا ح يجب أ ن يكو ن تربويا قبل أ ن يكو ن برنا مجيا حكو ميا، و قد يستد عي إ عا دة فك و حدة ا لأ مة. و بهذا المنظور، هل ا خترت أ ن يكون ا لإ صلاح با لبيت الذ ي أ نت مشرف عليه ما ضويا أ م كوكبيا؟ و في كلتي الحا لتين، فرسا لة التغيير ا نطلا قا من البيت الذ ي تشرف عليه أ مر لا مفر منه. فلأ جل تقد يم البد يل الذي نطمح إ ليه جميعا، أ سأ لك سيدي القارئ رب البيت إ ذا ا ستوعبت مضمون ا لوثا ئق الد ستورية المتعا قبة الو ضعية و الو ثيقة الد ستورية الربا نية  (القرا ن الكريم) من أ جل إ عدا د ا لأ بناء و ا لبنا ت لكي يحققوا  ا نطلا قة  تطور تا ريخ المبدإ الد يمقراطي بناء على فهمك لمضمو ن هذا المبدإ. هل يمكنك سيدي القا رئ رب البيت تعدا د المجلا ت و الكتب التي تطلع عليها لتوفير المعلومة حول ا لإ نفتا ح أ و الرجوع إ لى السلف الصا لح و تحقيق الحرية للجيل الموضوع تحت عنا يتك؟

أ ما إ ذا كنت مربيا على صعيد المؤسسة التربوبية، و كنت من أ صحا ب التيا ر الد يني المحا فظ، فهل تتوفر على منها ج تسا هم من خلا له في ربط  الد يمقرا طية با لله؟ هل تتو فر على خبرة و معلو ما ت و افرة في مجا ل مصا در القا نون ا لإ سلا مي كالفقه و السنة و المصا لح المسترسلة…و في مجا ل جل المعا رف التي يمكن تصنيفها في الفلسفة ا لإ سلا مية، في علم التو حيد و الكلا م… ؟ هل تتو فر على طريقة وو سيلة تضا هي و تتفوق على الشبكة التيكنو لو جية التي سا همت في التطور ا لإ قتصا دي الكوني و با لتا لي في ا نصهار القيم الد يمقرا طية ا لإ سلا مية في القيم الغربية؟ أ ما إ ذا كنت مربيا بمؤسسة تعليمية و كنت من أ صحا ب التيار العلما ني المتفتح على ا لأ سس الد يمقرا طية الغربية و كنت تنشد القضاء على ا لإ زدوا جية في مجا ل فهم ا لأ سس الد يمقرا طية، فهل تؤهلك معا رفك و تجا ربك الخا صة مع ا لأ خر الغريب عنا في القيا م بدور المد رس البارع؟ هل تتو فر على معا رف في مجا ل القا نو ن الد ستوري و العلا فا ت الدو لية و النظم السيا سية و القا نون العا و القا نون الخا ص؟

فقد لا حظت بأ ن عددا كبيرا من المغا ربة، ذ كورا و إ نا ثا ينا دو ن با لد يمقراطية في حين أ نهم ليسوا بد يمقراطيين.  و سعيا مني لمسا عدة القارئ على و ضع بنيته الذ هنية تحت المجهر، فلا بد من تو ضيح مفهوم الد يمقراطية من و جهة نظر ا الكا تب ا لأ مريكي  John Dewy (1937).   يعتقد John Dewy (1937)    أن المعنى الحقيقي للديمقرا طية  يتجا وز المفهوم الضيق لها.  فعا دة ما يشير العا مة من النا س إلى الديمقرا طية  على أ نها طريقة خا صة للحكم، لتسيير الحكومة، لإ صدار مجموعة من القوانين و لمما رسة الإ ستفتاء ولا ختيا ر الممثلين. فكل هذ ه المسا ئل في نظر John Dewy,  1937) )   تعتبر وسيلة فقط لممارسة الديمقراطية و يمكن الحكم عليها من خلا ل قدرتها على مسا عدة الأ فراد على تحقيق غا يتهم المنشودة.  لكن الحقيقة تتبث أ ن مدلول الديمقرا طية أ وسع من ذلك بكثير. فا لديمقراطية الحقيقية ليست سطحية. إ نها ذات بعد إ نسا ني، إ ذ أ نها تسا هم في بنية علا قا ت إ نسا نية سوية و في تطوير شخصية الفرد. فا لد يمقرا طية الحقيقية تتجلى أ ولا في الرغبة في ا سيعا ب مضمو نها كما هي و كما يجب أ ن تكو ن. ثم إ ن الد يمقراطية مرتبطة أ شد ا لإ رتبا ط بأطريقة تفكير ا لأ فراد و بأ  سلو ب حيا تهم سواء على صعيد الحيا ة الفردية للشخص أ و على صعيد الحياة الإ جتما عية. وبناء على ما ورد بمقا ل John Dewy 1937)) فإ ن المفهوم الحقيقي للديمقراطية حد يث العهد جدا و قد  يقتضي الإ يما ن بقدرة الإ نسا ن على النفكير و القيا م بأ عما ل في إ طا ر من التضا من. و يسير الإ عتقا د حسب الكا تب  إلى إ ن ذ لك يحتا ج إ لى رعا ية  تتضمن خلق المعرفة و الو عي الذي على إ ثرهما يمكن الحديث عن  قيا دة العمل الجما عي.

و بناء على هذه المقا ربة لفهم الد يمقرا طية الحقيقية، تتحدد مشكلة البحث في هذه الدراسة في محا و لة ا لإ جا بة على السؤا ل الر ئيسي التا لي: هل يما رس الموا طنون المغا ربة  ذ كورا و إ نا ثا الد يمقرا طية كما يتصو رو نها أ م أ ن ا لأ مر لا يتجا  رفع شعا را ت لا تجد أ ي صد ى لها على صعيد الحيا ة اليو مية؟ و ينتج عن  طرح  ا لأ سئلة البحثية الر ئيسية طر ح عدة تسا ؤ لا ت أ خرى تمثل أ هذافا فر عية للبحث و هي:  هل يمكن فهم التصور الذي يحمله الموا طنو ن و الموا طنا ت المغا ربة  حو ل الد يمقرا طية اعتما دا فقط على  درا سة بعض المؤ سسسا ت الد يمقر اطية  التي يجب أ ن تتو فر على بنيا ت تسا عد ها على العمل طبقا لمقتضيا ت دستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ م أ ن ا لأ مر يقتضي أ كثر من ذ لك أ ي تسليط الضوء على المواطن في إ طار علا قته مع ا لأ خر في الحياة اليومية. و يمكن فهم هذه ا لأ سئلة البحثية  الفر عية على ضوء تعر يف John Dewy,  1937) ) للد يمقر اطية الحقيقية.

مبررا ت الد را سة

يكمن الهذ ف ا لأ سا سي من وراء القيا م بهذا البحث الميدا ني ا عتما دا على المنهج الو صفي المسا همة في معرفة  مدى تأ ثير سيا سة جلا لة الملك بصفته أ ميرا  للمؤمنين و ملكا عصريا على التصورا ت التي يحملها الموا طنون حو ل ا لأ سس الد يمقراطية في عا لم ينتمي إ لى المنظومة ا لأ ممية بكل ثقله السيا سي و ا لإ قتصا دي و التكنو لو جي و التشريعي. و بصفته  مفكرا معا صرا إ صلا حيا، فإ نه وضع  سلطا نا للأفكار المسيرة لحياة عن طريق ا لإ صلا ح و عيا منه بأ ن ا لأ فكا ر السيا سية هي من يسير ا لحياة  و من يو جد الد و لة. و قد يتجسد  هذا السلطا ن في د ستور2011 . و قد ا رتا يت أ ن يكو ن هذ ا البحث ميدا نيا رغبة مني في فهم درا سة الواقع المغربي لفهمه و لا كتشا ف طبيعة التصوارت التي يحملها هذا الو اقع حو ل ا لأ سس الد يمقرا طية عوض ا لإ قتصا ر على الصور المثا لية التي نتلقفها من بعيد. و قد أ كد ت حنا ن محمد عبد المجيد (  11 : 2011) أ نه خلا فا لمنهجية البحث العلمي التي سا هم الغرب في و ضعها مكنته من طرح نظريا ت تستجيب لمتطلبا ت الوا قع  عبر معطيات تعتمد على التعبير الإ جتما عي. و تأ كيدا  لنجا عة ا لإ عتما د على البحث العلمي في طرح النظريا ت، فإ ن (الطيب شنتوف مقتبس في علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:81 1) أ دا ن بقوة تشجيع ا لإ ستعمار الغربي للمدراء في فترة ا لإ ستعمار على ا لإ لتزا م بمكا تبهم عو ض القيا م بأ عما ل ميدا نية تسا هم  إ كسا ب ا لإ فا رقة لأ سا ليب البحث العلمي من أ جل إ قرار تشريعا ت تستجيب لمتطلبا ت الو اقع المعا ش. يقو ل الطيب شنتوف مقتبس في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:81 1) أ ن البيروقرا طية ا متصت أ غلبية المدراء ا لإ ستعما ريين وبأ نه ا قتصر عمل هؤلا ء على شغل مكا تب في المد ن بدلا من العمل في مجا لا ت ميدا نية. و يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:81) أ نه خلا فا للمدراء ا لأ وا ئل الذ ين كا نوا حريصين على معرفة بلدا نهم و تأ ليف الكتب عنها، كا ن  المدراء  ا للأ حقو ن ينفقو ن و قتهم في كتا بة التقا ريلر بد لا من القيا م بجو لا ت في أ نحاء البلا د. فحسب ما جهموت د يو ب و ا خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:81) ،كا ن المد يرو ن بعد الحرب العا لمية ا لأ و لى  يد ربو ن في المدرسة ا لإ ستعما رية بحيث أ نهم كا نوا يتلقو ن تعليما نظريا. و من نتا ئج ذ لك هو تخريج قلة من المتخصصين و عددا كبيرا من البيرو قراطيين.

و قد يد ل هذا على أ نني  لا أ رغب في أ ن تكون القرارات المتخذة في المجا ل الد يمقرا طي با لمملكة المغربية نا بعة من مزا ج فو قي. و لهذا، ا رتأ يت أ ن أ شا رك في هذه المبا رزة الثقا فية للإ سها م في مسا عدة المشرفين على المزيد في د عم ا لأ سس الد يمقرا طية بناء على أ سس البحث العلمي المتمثلة في إ قا مة فرضيا ت، القيا م بملا حظا ت ثم العمل على تحليل الو ضعيا ت قبل ا قترا ح الحلول. فرغبة مني للحصو ل على التعبيرا ت التي ستؤهلني لإ فا دة مؤ سسة علا ل الفا سي في مجا ل تقد يم سورة  أ منة للتصور الذي تحمله العينة المستهد فة حو ل ا لأ سس الد يمقراطية و المسا همة بأ فكا ر تحد من المعيقا ت في هذا المجا ل، سأ عمل على  تأ كيد فرضية عد م و جود تصور موحد في صفوف الطا لبا ت للأ سس الد يمقراطية و عدم قدرة مجا لس الجا معا ت المغربية على طرح  هذه ا لأ سس الد يمقراطية على أ رض الوا قع كما تم التنظير لها بد ستور المملكة لسنة 2011.  و قد ا تأ يت أ ن تتجزأ هذه الفرضية إ لى عدة فرضيا ت تتعلق با لجا لية المغربية المقيمة با لخا رج و با لطا لبا ت و النساء ا لعا ملا ت بمؤسسة التعليم العا لي “أ” ذا ت التوجه العلمي ا لأ صولي  الد يني و بالطا لبا ت  و النساء العا ملا ت بمؤسسة التعليم العا لي “ب” ذا ت التوجه العلمي الوضعي التجريبي، فضلا عن إ دما ج الفلا حين المتعا و نين و شريحة ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة في هذا العمل. و قد ا ستعنت في ذ لك ببرا مج إ دا عية على الخصو ص حيث تم ا لإ صغا ء للإ ستما ع لهتين الشريحتين ا لأ خيرتين على الخصوص. و تهد ف خطة البحث الميداني هذه إ لى وضع مقا رنة غير مبا شرة  بين مفهوم الد يمقرا طية كنظرية تم طرحها من طرف المنظرين للديمقرا طية  بما في ذ لك جلا لة الملك محمد السا دس نصره الله و بين الديمقراطية كما يتتصورها و يما رسها فعلا  المغاربة على صعيد حيا تهم  اليومية.

أ جزاء البحث

البا ب ا لأ ول: بحث نظري            the Review of Literature

يشكل ا لقسم ا لأ ول من هذا البحث “البا ب الأ و ل”  و قد أ طلقت عليه “البحث النظري”.  و قد يتعلق فعلا با لقيا م ببحث نظري يتم تقسيمه إ لى مجمو عة من الفصو ل للإ جا بة عن السؤال البحثي الرئيسي ” هل يما رس المواطنون المغا ربة الد يمقرا طية في العصر الحا لي كما تم التنظير لها بد ستورالمملكة المغربية لسنة  2011؟”. و تجدر ا لإ شارة إ لى أ نه لم يتم الإعتما د في هذا البحث على المكتبة البحثية فقط بل أ يضا على متا بعة ما ورد بوسا ئل الإ علا م المكتوبة  من جرائد، و دوريا ت و حوليا ت  لأ ستخلا ص مدى مسا همة السا هرين على دعم المؤسسا ت الديمقراطية على فسح المجا ل لجل الشرائح المغربية لمما رسة الد يمقراطية . كما تم الإ عتما د في ذ لك  على تتبع ما ورد بوسائل الإ علام السمعية و البصرية. فهد ف الد را سة المكتبية يقتصر على تجميع الما دة العلمية التي تجد صد ى لها في الكتب و الصحف و المجلا ت و مقا لا ت تم نشرها عبر شبكة ا لإ تنر نيت أ و عبر ا لإ دا عة.  والجد ير با لذكر أن هذ ه المصا درسا همت في فتح المجا ل لي بصفتي با حثة  لملا حظة بعض الظواهر ذات الصلة بموضوع الديمقرا طية كما يتصورها و يعا يشها المغا ربة با لمملكة المغربية. كما ا نها سا همت في مسا عد تي على اختيا ر العينة الإ جتما عية وعلى  المزيد من الإ ستبصا ر حول الموضوع محل الدراسة .

البا ب ا لثا ني : بحث ميدا ني

أ ما القسم الثا ني من هذه الدراسة فقد يشكل  “البا ب الثا ني” الذ ي يعتمد المنهج الوصفي  في تنا ول المعطيات المحصل عليها عبر العينة المستهذفة. و قد  تهد ف الد را سة الميد انية أ لى محا و لة و ضع المعر فة المكتبية في الميزا ن للكشف عن مد ى مطا بقة ما يحتو يها من نظر يا ت مع الحيا ة المعا شة. و تهذف الد را سة الميدا نية  با لخصو ص إ لى ا لإ جا بة على السؤا ل البحثي المتعلق با لكشف عن مد ى تمكين “المو ا طن المغر بي” من مما رسة الد يمقرا طية على أ رض الواقع ا ستجا بة لمطا لبه عبر حر كة 20 فبراير 2011 . كما سيتم تخصيص الد را سة الميد انية للكشف عن  درجة و عي  الموا طن  المغر بي  بمضمو ن ا لمقتضيا ت الد يمقر اطية الو ار دة بد ستور المملكة المغربية. و تقتضي الدر اسة الميد ا نية أ يضا الكشف عن مدى قدرة السلطا ت العمو مية في تمتيع  المواطن بفضاء لمما رسة الد يمقراطية الحقيقية بكل أ شكا لها  على صعيد بعض المؤسسا ت الجا معية ، خصوصا بمجا لس الجا معا ت المغربية.

و سيتم تقسيم البا ب الثا ني من هذا البحث إ لى أ ربعة فصول. سيتم تخصيص الفصل ا لأ ول منه لتحديد المنهج المعتمد      the methodology   للحصو ل على المعطيات. و سيتم با لفصل الثا ني تحديد ا لتقنيا ت و ا لأ دوا ت المستعملة للحصو ل على المعطيا ت     used for the generation of data  the methods. و سيتم  تخصيص ا لفصل الثا لث لتحديد العينة المستهذ فة      .the sample أ ما الفصل الرابع فسيتم فيه و صف المعطيات  the description of the results . و سيتم تحليل المعطيا ت    the analysis of the results با لفصل الخا مس. و في الختا م، سيتم إ طلا ع القا رئ على مجمو عة من الحلول با لفصل السا دس ز ذ لك من أ جل تقويم تصور ا لأ فراد العا ملين بمجلس الجا معة على الخصوص للأ سس الد يمقراطية و لجعل مما رسة الد يمقرا طية بمجا لس الجا معات أ مرا ممكنا مستقبلا.

البا ب الأ ول : الإ طا ر النظري  لد را سة الد يمقرا طبة كما يتصورها و كما يما رسها المغا ربة:

الفصل ا لأ ول من البا ب ا لأ و ل : الد يمقرا طية كتصور بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011

” تشكل الد يمقراطية قطب الرحى في الفكر السيا سي الحديث  و المعا صر“:

ا سئلة تتعلق بالفكرالحد يث  و المعا صر:

من أ ين يبدأ و أ ين ينتهي كل من الفكر السيا سي الحديث و الفكر السيا سي المعا صربا لمملكة المغربية؟ فبناء على ما ورد بمؤلف (و ليد سعيد البيا ني، 47: 2003 ) تؤرخ الفترة الممتدة  ما بين  7 2 رجب 13 ميلا دية و 7 2   صفر من عا م 11 هجرية  لتا ريخ وفا ة الرسو ل صلى الله عليه و سلم. إ نها فترة بد اية الشريعة ا لإ سلا مية و التشريع ا لإ سلا مي. و اعتبارا للدور الذ ي يلعبه ا لإ سلا م في تأ ريخ ا لأ حذا ث با لبلدا ن ا لإ سلا مية، هل يمكن ا عتبا ر فترة بدا ية التشريع ا لإ سلا مي هي فترة النهضة و التأ سيس للد يمقرا طية و للفكر السيا سي ا لإ  سلا مي  با لمملكة ا لمغربية  بصفتها دو لة إ سلا مية . وإ ذا كا ن الجوا ب با لنفي،  فلما ذا لم  تنطلق فترة النهضة با لعا لم ا لإ سلا مي منذ هذه الفترة با لذا ت؟ فإ ذا كا ن سبب إ لغاء فترة تا ريخية بأ كملها ا متد ت من فترة تو لي معا و ية بي أ بي سفيا ن السلطة و إ نشاءه حكو مة ا ستبدا دية أ عا د فيها معا لم الجا هلية و إ نشا ئه لد و يلا ت تحل محل الدو لة ا لإ سلا مية، فما محل الفترات المتعا قبة من ا لإ عراب؟ أ ين يبدأ و أ ين ينتهي عصر النهضة با لمملكة المغربية إ ذن؟ و ما هو العصر الحا لي با لنسبة لنا نحن المغا ربة؟

أ ريد با دئ دي بد ئ أ ن أ ثير ا نتبا ه القا رئ إ لى أ نني لم أ ستطع الحصو ل على معلو ما ت كا فية بخصوص بدا ية عصر التهضة و نها ية هذا العصر كلما تعلق ا لأ مر با لعا لم العربي و المملكة المغربية. و لهذا، سأ سلط الضوء أ ثناء الحد يث عن الفكر السيا سي الحد يث ارتبا طا بعصر النهضة أ ي ا رتبا طا بفترة ما بعد ا لإ ستعمار الفرنسي و ا لإ سبا ني إ سوة با لمفكرين العرب. كما أ نني سأ سلط الضوء أ ثناء الحد يث عن العصر الحا لي  على فترة و ضع د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 . و سأ عمل و أ نا بصدد الحديث عن هذه المغا هيم: ‘اعصر النهضة / العصر الحد يث’ ‘و الفترة المعا صرة’ على و ضع مقا رنة بين العصر الحد يث بأ روبا (عصر فلسفة التنوير) و العصر الحد يث با لعا لم العربي (عصر النهضة) والذ ي يوازيه في بعض جوا نبه العصر الحا لي با لمملكة المغر بية. كما أ نني سأ عمل على  تسليط الضوء على بعض المقو لا ت الفلسفية التنو ير ية الو ار دة با لد ستور المغر بي لسنة 2011 للدلا لة على العصر الحا لي. و الخلا صة هي  أ ن التطر ق إ لى الفكر السيا سي الحد يث و المعا صر يتطلب التأ مل بإ معا ن في مجمو عة من المفا هيم ، بما في ذ لك “مفهو م الحد ا ثة”.

فقد يد ل مفهوم حدا ثة عن عصرنة أ و تجد يد أ و تحديث كل ما هو قد يم wikipedia.org /wiki /حداثة . و تستعمل كلمة حداثة للدلا لة على تحد يث المجا ل الفكري و الثقا في .كما تتغدى الحياة الحديثة من مصا در متعددة.  و من بين هذه المصا در ا لإ كتشا فا ت العلمية المذ هلة و مكننة الصنا عة wikipedia.org /wiki /حداث . و قد تعجل هذه ا لإ كتشا فا ت و ا لإ ختراعا ت الحياة  حيث أ نها تسا هم في تغيير الصراع الطبقي و تسا هم في فصل أ فراد المجتمع عن عا دا تهم و تا ريخهم الموروث.  و تكون هذه ا لإ كتشا فا ت و ا لإ ختراعا ت أ يضا قوى و سلطا ت جديدة . كما أ نها تبلور ا تجا ها ت اجتما عية و د ينية و سيا سية أ خرى غير تلك السا ئدة عا دة   (. wikipedia.org /wiki /حداثة).  

 و لن يكو ن من الخطإ إ ذ ن  القول با ن  عملية  تحد يد الفترة المسماة  بالعصر الحد يث تختلف با ختلا ف الد و ل و ما عا يته من ا حدا ث تد فعها إ لى ا تبا ع سيا سة التحد يث و با لتا لي إ لى ا لإ نتقا ل من فترة متقد مة إ لى فترة أ خر ى أ كثر تقد ما. فحسب  فا رو ق القا ضي  ( 15 : 2004 )، يمكن اعتبا ر القر ن السا بع عشربا لنسبة إ لى أ رو با عمو ما و فر نسا على الخصو ص  بمثا بة فترة تحد يثية لأ نها فترة عصر العقل أ و العقلا نية . والعقلية أ و العقلا نية مذ هب فلسفي يعطي ا لأ و لو ية للعقل أ ثناء ا كتسا ب المعرفة (wikipedia.org/wiki/ التنوير ). و قد ا ستطا عت الد و لة الحد يثة بأ رو با إ قا مة برو قراطية و إ قا مة جيش كمؤسسة تتمتع با ستقلا ل نسبي عن طريق العقلنة في التنظيم. فإ ذا كا ن القصور يد ل على التبعية للأ خرين و عدم القدرة على التفكير و اتخاذ أ ي قرار بدو ن ا ستشارة الشخص الوصي، فإ ن العقلا نية  هي خرو ج ا لإ نسا ن من مرحلة القصور العقلي إ لى مرحلة سن الرشد (عصر-التنوير wikipedia.org /wiki /).

و يلا حظ الدا رس للتا ريخ أ ن هنا ك فا صل زمني ما بين الحذا ثة في العا لم الغربي و الحدا ثة في العا لم العربي. فإ ذا كا ن ا لقرن الثا من و التا سع عشر بفرنسا على الخصوص يؤرخ لفترة الحدا ثة بأ رو با،  فإ ن حركت التحد يث قد ظهرت بالعا لم العربي في و قت لا حق. و في هذا الصدد،  يقو ل ( زهيرتوفيق ،34: 200 ) أ ن فكرة النهضة تحيلنا إ لى مر حلة القر ن التا سع عشر و هي المر حلة التي تعر ف فيها العرب على أ رو با فو لد ب لد يهم  مو قفا من “الأ خر” تمثل في التفو ق و التقد م و الإ ستعما ر. و قد يعود سبب ا ختلا ف فترة  عصر النهضة أ ي العصر الحد يث با لنسبة للمملكة المغربية و عصر النهضة با لمشرق خصوصا بمصر و سو ريا مثلا  إ لى تحديد فترة ا لإ ستعما ر بهذه الد ول. فمن المعرو ف أ نه تم غزو  مصر مثلا من طرف ا لإ نجليز خلا ل القرن التا سع عشر. في حين لم يتم  ا حتكا ك  المغرب بفرنسا إ لا خلا ل القرن العشرين، و هي  فترة متأ خرة مقا رنة مع مصر و سوريا، إ ذ أ ن فرنسا لم تفرض فرنسا حما يتها على المغرب إ لا في سنة 1912،  و لم تغا درها إ لا في سنة 1952.  وإ ذا كا ن المغرب قد حصل على ا لإ ستقلا ل في أ وا خر الخمسينا ت فإ ن مصر و سوريا مثلا قد حصلتا عليه في فترة متقد مة جدا مقا رنة مع المملكة المغر بية.

و إ ذا كا ن العرب قد ا قتصروا على محا با ة أ روبا خلا ل العصر الحديث، فإ نه لم يكن كذ لك با لنسبة لأ روبا.يقو ل فا رو ق القا ضي (147: 2004 ) بأ ن التنو ير الفر نسي كا ن جريئا على صعيد  أ رو با بأ كملها خلال العصر الحد يث.فقد ا نتهى فلا سفة التنو ير في فرنسا أ لى تحقيق ثو رة د ينية و ا جتما عية و سيا سية  سا همت في إ رساء معا لم الدو لة الحديثة و الفكر السيا سي الحد يث . و بناء عليه، يمكن القو ل بأ ن حركة التنوير ظهرت  في أ رو با خلا ل القرن الثا من و التا سع عشر(   wikipedia.org/wiki/ التنوير) .   و قد يعبر التنوير عن حركة فكرية و علمية و فلسفية و تا ريخية سا هم في إ رسا ئها مجمو عة من العلماء و الفلا سفة المرمو قين بأ روبا. و يعتبر كل من جو ن لو ك ، فو لتيرو جو ن جا ك رو سو من المفكرين الغربيين الذ ين أ طلق عليهم مفهو م “التنويريين”.  

عصر النهضة /التحديث با لمشرق

و الجد ير با لذ كر أ ن ا لعصر الحد يث با لنسبة لأ رو با ليس هو نفسه با لنسبة للد و ل العربية بل يمكن القو ل بأ نه يوا زي العصر الحا لي با لنسبة للدو ل العربية ، بما في ذ لك المملكة المغربية. و من هذا المنطلق، عرف (زهيرتوفيق ، 16: 200 ) التحذ يثية / الحدا ثة قا ئلا بأ  نها كتا بة ذا ت مو قف أ يجا بي تجا ه التجد يد و التغيير. في حين، عرف الكا تب التقليد ية على أ تها كتا بة ذا ت مو قف سلبي تجا ه كل شكل من أ شكا ل التجد يد المستمد من الغرب. فخلا ل العصر الحد يث، دا فع أ صحا ب التحذيثية/ الحدا ثة كمحمد عبده و جما ل الد ين ا لأ فغا ني و قا سم أ مين و طه حسين،  و مصطفى كا مل و رفا عة الطهطا وي و نجيب محفوظ و توفيق الحكيم عن فكرة ا قتبا س كل شيء من الغرب بما في ذ لك ا لأ سس الد يمقراطية. فمثلا ، يقو ل  زهيرتوفيق (14: 200 ) أ ن كلا من مصر و سو ريا تعرفتا على أ رو با في مطلع القر ن التا سع عشر، خصو صا في سنة 1798 أي إ با ن “الحملة الفرنسية” بزعا مة بو نا با رت فا نبهرتا بتقد م و قوة فرنسا. و قد كا ن لهذا الإ حتكا ك بين مشرق متخلف و غرب متقد م و متحرر با لغ الأ ثر في نفو س المفكر ين العرب الحا ملين لقيم الحذا ثة و الدا عين للإ صلا ح.  و قد تنا ول النا قد العربي (  زهيرتوفيق ، 5 : 200 ) با لو صف و التحليل مر حلة ما بعد الإ ستعما ر با لدو ل العربية واصفا إ  يا ها بالعصر الحديث و بعصرالنهضة العربية.  وقد شمل هذا الو صف على الخصو ص النصف الثا ني من القرن التا سع عشر. يقو ل   زهيرتوفيق (14: 200 ) لقد كا ن لمفهو م النهضة أ همية كبرى لأ نه يحدد أ و لو ية التغيير و التحو ل أي التغلب على الإ نحطا ط و تغيير الو عي السا ئد لد ى أ فرا د الأ مة العربية من ” و عي تقليدي و خرا في”  إ لى “و عي عقلي و علمي”. يعتبر هذا التغيير با لنسبة ( لزهيرتوفيق ،5 : 200 ) بمثا بة أ مر حثمي لتحقيق التطور و لإ عدا د “التربية الصا لحة ” لتحقيق كل تغيير إ يجا بي مقبل.و في هذا الإ طا ر، نعت (زهير الخمليشي ، 2003 : 5) العصر الحذ يث  بمرحلة ما بعد الإ ستعمار. كما نعته أ يضا  بعصر النهضة و بعصر الإ صلا ح و التنوير.

و قد لا حظ بعض المفكرين أ ن هنا ك ارتبا ط و ثيق بين الفكر السيا سي الحذيث و النقد اللأ دبي خلا ل عصر النهضة با لمشرق العربي.  لقد أ ثا ر ا لإ ستعما ر و ما خلفه من تخلف با لبلدا ن العربية جد ل حد يث  ا لأ دباء عن  أ همية  تحررا لأ مة العربية  من ا لإ ستبدا د ا لأ جنبي، علما بأ نه  ترتب عن ا حتكا ك المشرق با لغرب المستبد ظهور نزعة تطوق إ لى الحرية على الصعيد ا لأ د بي أ يضا. و يمكن و ضع ا لإ نتا ج ا لأ دبي  للكا تب النهضو ي أ د يب إ سحق(   1876 – 1884 )    ضمن ا لأ مثلة التي يمكن ا لإ ستئنا س بها للتعر يف با لتحد يثية. يقو ل  زهيرتوفيق (29: 200 ) ا ن (أ د يب إ سحق ، 1876 – 1884 ) عا ش في ظل نمط ا نتا ج اقطا عي قا ئم على ا لإ ستغلا ل الإ قتصا دي و ا لإ جتما عي من طرف السلطة العثما نية من جهة و الحكا م المحليين من جهة أ خرى. كما يؤكد  زهيرتوفيق (5: 200 )  بأ ن مؤلفه حول (أ د يب إ سحق ، 1876 – 1884 )    يستمد أ هميته من إ شكا ليا ت النهضة التي “شكلت ا لإ طا ر التكو يني للفكر العربي الحذ يث و المعا صر على السواء”. فقد حا و ل  الكا تب إ سحق أديب  الإ جا بة عن كيفية القضا ء على التأ خر كنتيجة من نتا ئج الإ ستبداد الذي كا ن يستمد مشرو عيته من و اقع المشر ق العربي. و يمكن القول بأ ن كبا ر المفكر ين العرب من جهة كأ بن خلد و ن و جما ل الد ين الأ فغا ني  و كبا ر فلا سفة ا لأ نوا ر كجا ن جا ك رو سو من جهة أ خرى كا ن لهم تأ ثير كبيرعلى التحديثية التي نا دى بها  (إ سحق أ د يب  ،  1876 – 1884 ). فإ سوة بفلا سفة التنو ير الفر نسي، نا د ى إ سحق أ ديب بمقو لا ت التنو ير الفر نسي المتمثلة في الحرية و المسا واة و الو طن و الأ مة . يقول عا دل سعيد بشتا وي (9 : 2006) و ا صفا ما ا لت إ ليه نزعة الشعراء إ لى الحرية في ظل ا لإ ستعمار: “إ ن ا لدارس  لحا ل ا لأ مة العر بية بعد ستتة عقو د من ا لتجهيل النا تج عن ا لإ ستعمار سيلا حظ لا محا لة أ نها لم تستطع بعد تحرير ذا تها من سلا سل الجهل و ا لإ نغلا ق و التخشب الفكري. و قد يو حي و صف الفكر العربي با لتخشب  بتجميد القد رة على التفكير بقوة العا دة المأ لو فة لد ى العرب”. وقد  يو حي هذا الو صف بغيا ب نظا م د يمقرا طي يمكن ا لإ فرا د عموما  من مما رسة الفكر و التعبير عن الرأ ي بكل حرية . يقول عا دل سعيد بشتا وي (9 : 2006) أ ن القا رئ لشعر العر ب سيلا حظ حتما أ ن لد يهم نزعة شعرية تتو ق إ لى الحرية ، و بأ نها “تفتخر” بأ نها و لد ت على صهوة الجوا د و نشأ ت على الحر ية. فلم يعد ا لأ مر كذ لك بعد ستة عقو د من ا لإ ستعمار.

عصر النهضة /التحديث با لمملكة المغربية

يمكن القو ل بأ ن فترة ما بعد ا لإ ستعما ر با لد و ل العر بية هي  المرحلة التي عمل المفكرون عموما على تسميتها بعصر”مرحلة النهضة” و بها انطلقت مرحلة ما أ سموه “بالعصر الحذيث. و بناء عليه،  يمكن القو ل أ ن  العصر الحد يث  في مجا ل  و ضع ا لأ سس الد يمقر اطية با لنسبة لأ رو با   يو ازي العصر الحا لي با لنسبة للمملكة المغر بية، على ا عتبار أ ن العصر الحا لي قد يعتبر مرحلة تأ سيس دو لة الحق و القا نون. و على الرغم من أ نني سأ خصص فصلا با كمله للحد يث عن ا لإ نجازا ت التي سهرت الحكو مة الحا لية على طرحها على أ رض الواقع من أ جل تحقيق دولة الحق و القا نون، إ لا أ نني سأ كتفي هنا بعرض مثا ل على ذ لك من أ جل إ ثبا ث أ ن العصر الحا لي با لمملكة المغربية يوازي العصر الحديث بأ روبا: عصر العقلنة و التصدي للفسا د. فقد أ كد الصحفي أ حمد ا لأ رقا م ( 4  : 2012 ) أ ن السيد وزير العدل و الحريا ت يراهن على تفعيل دور الجها ز القضا ئي للتصدي لمختلف جرا ئم الفسا د تأ سيسا على المعطيا ت التشريعية القا ئمة. و اقتبا سا لما ورد على لسا ن السيد الوزير أ ثناء إ جا بته على سؤال سا هم في طرحه فريق التجمع الو طني للأ حرار حو ل إ صلا ح القضاء و محا ربة الفسا د، فقد أ كد أ حمد ا لأ رقا م ( 4  : 2012 ) أ ن  العديد من الملفا ت قد تم عرضها على القضاء. و قد يتطلب مضمو ن هذ ه الملفا ت إ قا مة نيا بة عا مة متخخصصة في مجا ل محا ربة كل أ شكا ل الفسا د ا لإ داري. و قد يتطلب ا لأ مر تأ هيل الموارد البشرية  العا ملة في مجا ل القضاء و تحديث إ عا دة تنظيم و تطوير جل هيا كله. و إ ن د لت هذه المبا درة على شيء فإ نما تد ل على إ ن فكرة تحديث القضاء يحيلنا إ لى فترة النهضة بأ روبا.

الرجو ع إ لى السلف خلا ل عصر النهضة/ العصر الحد يث و العصر الحا لي

فخلا فا للتحد يثية ، حا و ل الفكر التقليد ي التأ سيس لمشرو ع مستقبلي يتجا وز الحا ضر و يضع “قطيعة ابستمو لو جية مع كل ما هو حدا ثي  لتجا و ز الحا ضر المتأ خر. و قد عرف زهيرتوفيق (15: 200 ) الفكر السيا سي التقليدي على أ نه منا قض للفكر الحد يث على ا عتبا ر أ نه يتسم با لمحا فظة و الجمو د و بأ ن الفكر المحا فظ  لا يعتر ف للثرا ث بأ د نى “قيمة و ظيفية” في ظل و ضعية صعبة بل أ صبحت لهذا الثرا ث قيمة بحذ ذا ته فقط “لما يمتلكه من أ ليا ت د فا ع و احتما ء من قو ة الغرب. و من المفكرين العرب من نا دى با لرجوع إ لى الثراث لموا جعة معضلة التخلف،  فعملوا على وضع  الشريعة في جوهر كل الحلول سيا سيا و اقتصا ديا و ا جتما عيا. و ا ستمرارا للتقليد ية، فلا زا ل المفكرون العرب ينا دو ن من أ جل و ضع قطيعة  ابستمو لو جية مع الغرب. و يمكن ا لإ ستشها د بمقا ل صحا في يثبث ذ لك. يقو ل كا تب المقا ل الصحفي محمد خليفة ( 10 :2012) منددا با لتكنو لو جية كإ نتا ج غربي أ ن ا لإ نترنيت ترسخ التبعية و تعمل تد ريجيا على تهمسش الد ين ا اذي أ ضحى يحتل مو قعا ثا نو يا في المجتمعا ت الحداثية. فبفعل ا لإ نترنيت

خلا صة عا مة

و إ جما لا، يمكن القو ل بأ ن تحديد  فترة الحداثة بأ روبا تختلف عن فترة تحديد الحدا ثة با لد و ل العربية. فقد شهدت ا رو با الحداثة خلا ل القرن التا سع عشر و لم يعرفها العا لم العربي إ لا خلا ل القرن العشرين. فأ القرن التا سع عشربا لنسبة لأ رو با كا ن  بمثا بة  عصر العلم و الثو ر ة الصنا عية و عصر بلو غ الما د ية أ و جها في الما ركسية  في أ رو با. و خلا فا للقر نين السا بع و الثا من و التا سع عشر، كا ن  القر ن العشرون في أ روبا هو عصر تحطيم العقل. إ نه حسب  (فا رو ق القا ضي ،   153: 2004 ) عصر تحطيم العقل، حيث تم ا لإ نتقا ل من التنو ير إ لى النا ز ية و الفا شية و الثو رة الصنا عية الثا نية، و عصر التكنو لو جيا،و  الكمبيو تر ، و هيمنة القطب الو احد و ا لأ ز ما ت الما لية  (فا رو ق القا ضي ،   153: 2004 ). كما يمكن إ جما ل القو ل بأ ن فترة عصر النهضة و ما را فقها من إ نجازات تختلف من دو لة عربية لأ خرى. و قد  تولد عن ا ا لإ حتكا ك بين الغرب المتقدم و الشرق المتخلف الكثير من البلبلة على صعيد ا ختيار المصا در القا نونية التي ا عتقد الدارسون العرب أ نها ستسا هم في إ يجا د الخلا ص للوضعية المزرية المترتبة عن مخلفا ت ا لإ ستعمار. و خلا ل هذه الفترة تمت عملية ا لإ قتبا س من مصدرين أ سا سيين  متنا قضين لتحقيق النهضة : الثرات و الغرب و إ ن كا ن هذا ا لأ خير يعتبر بمثا بة  أ فة الأ مة و مصدرا لتخلفها. و سأ كتفي بإ لقاء الضوء لا حقا على  ا لإ نتا ج الفكري الذ ي  قد مه المفكر علا ل الفا سي في العصر الحد يث في مجا ل تحقيق الحرية. كما أ نني سأ لقي الضوء على الدور التنويري الذ ي قا م به الصحا فيو ن المغا ربة في العصر الحد يث من أ جل تو جيه الرأ ي العا م المغربي نحو تعد يل د ستور المملكة المغربية لسنة 2011. و سأ عمل في البا ب الثا ني من هذا البحث على رصد إ مكا نية تأ ثير تدا خل جل هذه الفترات التا ريخية على البنية الذ هنية للعينا ت المستهد فة  و على تصورها لمفهوم و لمما رسة ا لأ سس الد يمقراطية.

“و في المغرب المعا صر، ارتبطت قضية الد يمقراطية بالتحررالوطني من الاستعمار”  (انظر في ها مش 1 : أ حدا ث مو جزة من تا ريخ المغرب من  سنة 1912  إ لى غاية 1934 )

إ ن تا ريخ الفكر السيا سي هو تا ريخ الإ نجازا ت السيا سية. إ نه تا ريخ البلا طا ت و تا ريخ القوة العسكرية بمفهو هها الكلا سيكي. و قد يتسا ءل طا لبي ( 75 :1988، مشار إ ليه من طرف : نيا ني ، 15  : 1988 ):  هل يمكن الحديث عن ذروة التقد م في هذه المجا لات؟ فإ ذا كا ن الجوا ب عن هذا السؤال با لإ يجا ب ، فإ نه يتعذر تحد يد فترة الذروة با لضبط. هل عرف المغرب مثلا ذرو ته في مجا ل الحضارة في عهد الفا طميين  خلا ل القرن العا شرعند ما جعل الفا طميو ن من المهد ية مقرا لخلا فة تنا فس خلا فة بغداد  أ م في عهد المو حد ين  خلا ل القرن الثا لث عشر حينما و حدوا لأ و ل مرة  ا مبرا طورية شا سعة تمتد من طرا بلس إ لى ا شبيلية تحت ا مرة أ سرة محلية بربرية ا لأ صل أ م عند ما هدد ت الجيو ش ا لإ فريقية رو ما خلا ل القرن التا سع عشر؟

و قد أ كد  نوا ف القد يمي (  70  : 2006) أ نه ليس هنا ك نظا م حكم تفصيلي يصلح لكل زما ن و مكا ن. فإ ذا كا ن المسلمو ن عمو ما في بد اية تا ريخهم قد نعموا بتفو ق كبير فكا ن نظا مهم متطورا خلا ل فترة تا يخية معينة فأ نتج هذا النظا م ما أ طلق عليه الغربيون با سم ا لإ مبرا طرية ا لإ سلا مية، فإ نه لم يعد ا لأ مر كذ لك خلا ل فترة تا ريخية شهد ت و قا ئع معقد ة و طرحت أ سئلة معقدة. و قد صحب هذا السقو ط  ا ضمحلا ل مجمو عة من القيم و النظم التي كا نت تعتبر جزءا لا يتجزأ من تلك الحضارة السا قطة كا لعد ل و التسا و ي بين النا س و الحرية و تم تعو يضها بمضا مين جا هزة  من الغرب و قد لا تمت بأ ي صلة إ لى و اقع ا لأ مة العربية ا لإ سلا مية، بل كا نت و للأ سف بمثا بة إ نتا ج غربي منبثق من معطيا ت تا ريخية محضة. و من هنا، جاءت البدا ئل الد يمقرا طية و قد يصعب على الحا كم مهما بلغ من د رجة الذ كا ء و الحيطة أ ن يسا هم في إ عا دة البناء بين لحظة و ضحا ها با لشكل الذي يجعل الحضارة قا درة على المنا فسة  بنفس الو تيرة السا لفة. يقو ل نوا ف القد يمي (70 :2006) أ نه  لما سقطت الخلا فة ا لإ سلا مية و د خل ا لإ ستعما ر إ لى البلد ا ن العربية، شرع العرب في اقتبا س حلو ل سيا سية و فكرية معلبة و جا هزة من الغرب. فكا ن ا لأ مر يتعلق إ ن صح القو ل با ستيرا د أ فكا ر و قو انين من الغرب و إ ن كا نت لا تتا سب و ظرو ف البيئة العربية. فحسب نوا ف القد يمي  (70 :2006)، كا ن العا لم ا لإ سلا مي بجا معا ته و بمرا كزه البحثية و بسلطا ته السيا سية  لا يحا و ل حل أ ز ما ته ا عتما دا على نفسه، بل ا عتما دا على المستعمر كما كا ن يقترحها هو. و قد أ د ى ذ لك في نظر (نوا ف القد يمي ، 70 :2006) إ لى ضمور الفكر السيا سي خلا ل تلك المرحلة. و قد تمت عملية ا ستيراد حلو ل جا هزة من إ نتا ج الغرب عن طو اعية لأ نه لم يكن هنا ك أ ي ا ختيار ا خر. فقد و جد الفضاء با لعا لم ا لإ سلا مي و ا لإ فريقي خا ل من إ نتا جا ت في الفكر السيا سي ا لمحلي.

و على الرغم من أ ن علي مزرو عي & ووندجي (  22 : 1993) يعترفا ن للقوا ت ا لإ مبرليا لية بتشكيل الو عي الجما عي للأ فا رقة الخا ضعين للإ ستعما رلإ قا مة  قا رة أ سمو ها با لقا رة ا لإ فريقية و بإ قا مة دو ل تسمى با لد و ل ا لإ فريقية و بتأ سيس مؤسسا ت سيا سية و حكو مية، إ لا أ نه لا بد من التند يد بمخلفا ت ا لإ ستعمار لأ ن له تأ ثير عكسي على هذه القا رة. و  يقو ل علي الصراف ( 7: 2004) أ ن العرب المسلمين يتحد ثو ن عن “الحرية” لكن “الحرية” تثير في ما قيهم الد مو ع. و السبب في ذ لك أ ن (علي الصراف ، 7: 2004) ما رس “الحرية” بصفته عربيا و مسلما  بمعنا ها الفردي و هي با ردة و فا رغة من معنا ها الحقيقي الذ ي و لدت من أ جله. كا ن شرط الحرية التي ما رسها الكا تب أ لا يتحد ث العربية، أ لا يرى أ حدا من بني جلده، و أ لا يهتم بشؤون أ مته. وا عترف  علي الصراف ( 7: 2004) أ نه بصفته عربيا مسلما، ا كتسب الحرية، لكنها  لم تكن ملكا له هو بل كا نت ملكا لغيره، فجعلته يحس با لإ غترا ب في مو طن رأ سه. و يضيف علي الصراف (8: 2004): ” شئت أ م أ بيت، فإ ن حريتك من حرية بلا دك، و ازدها رها من ا زدها رك”. فا كتسا ب الحرية و هي لا زا لت في ملك ا لأ خر لا تكسب الفرد أ ي حق خصو صي في العقد ا لإ جتما عي و لا في قيم الثورة الفرنسية . “و لم يكن جا ن جا ك رو سو ا بن عمك” (علي الصراف ،8: 2004).

و بعد هذا التقد يم الو جبز، أ تمنى أ ن يفتح هذا الجزء من البحث المكتبي الطريق إ لى القا رئ لتقد يم المزيد من ا لإ يضا حا ت أ ولفتح البا ب على مصرا عيه  لكي يستطيع تصحيح معلو ما ت إ ذا ا تضح أ نه هنا ك قصور يستوجب ذ لك. فإ ذا كا نت الد يمقرا طية با لمملكة المغربية تتطلب ربطها با لتحرر من ا لإ ستعمار، فإ نها تتطلب ضمنيا ربطها بتا ريخ إ فريقيا على الخصو ص على ا عتبا ر أ ن المملكة المغربية  جزء لا يتجزأ من القارة السمراء. و قد تمت ا لإ شا رة بتصدير د ستور سنة 2011 على أ ن دو لة المملكة المغربية تلتزم بتقوية علا قا ت التعا و ن و التضا من مع الشعو ب و البلدا ن ا لإ فريقية، و لا سيما مع بلدا ن السا حل و الصحراء.

فمن هي إ فريقيا يا ترى ؟ و من هم ا لأ فا رقة و ما هي ظرو ف أ و شرو ط تأ سيس الد يمقرا طية با لمغرب كجزء لا يتجزأ من لقا رة ا لإ فريقية؟  أ جزم و أ قو ل أ نه لا يمكن فهم مضمون الد يمقرا طية بهذا العا لم إ لا عن طريق الرجو ع إ لى التا ريخ. فعن طريق التا ريخ يمكن فهم مشا كل و ا ما ل الشعو ب.   يقو ل نيا ني ( 15  : 1988 ) أ ن ما تلقا ه هو  من تعليم و ما حصله  من خبرة كمعلم و كرئيس منذ بداية ا لإ ستقلا ل و منذ أ و ل لجنة أ نشئت لإ صلا ح برا مج تعليم التا ريخ و الجغرا فيا في بعض بلا د إ فريقيا الغربية و الو سطى قد أ تا ح له أ ن  يقدر كم هو ضروري لتعليم النشإ و لإ علا م الجمهور أ ن يو جد كتا ب للتا ريخ أ عده علماء يعرفو ن من الدا خل مشكلا ت غ فريقيا و ا ما لها و يملكو ن القدرة على النظر إ لى القا رة ككل.  و قد أ كد نيا ني ( 15  : 1988 ) أ ن منظمة  اليو نسكو ستعمل على نشر كتا ب حو ل تا ريخ إ فريقيا العا م بلغا ت مختلفة ليكو ن أ سا سا لإ عدا د ا لأ طفا ل و لو ضع كتب مد رسية و لتنظيم برا مج إ دا عية و تلفزيو نية  حتى يستطيع جل ا لأ فا رقة تكو ين صو رة شا ملة عن عن ما ضي القارة ا لإ فريقية و عن الظرو ف التي أ نشأ ت هذا الما ضي مما سيسا عد هم على فهم  ثرا تهم الثقا في بطريقة أ فضل . و يأ مل نيا ني ( 15  : 1988 ) أ ن يدرك ا لأ فا رقة بعد قراءتهم لهذا الكتا ب  أ ن هذا الثرا ث سا هم فعلا في تقد م ا لإ نسا نية، لكنه تعرض لاستبدا د شنيع من طرف السلطا ت ا لإ ستعما رية.

و يقو ل نيا ني ( 17 : 1988) أ ن تا ريخ إ فريقيا هو تا ريخ أ فكار و حضارات و مجتمعا ت و مؤسسا ت و مصا در متنو عة يد خل فيها الثرا ث و الفن و التعميركا ن يستهذ ف أ رفع مستوى علمي ممكن. لكنها كا نت دو ما محط أ طما ع و ا ستبداد المستعمر. يقو ل نيا ني ( 15 : 1988) مضيفا الكثير عن أ خبا ر إ فريقيا أ ن ا لأ ثار الثقا فية المنقو لة عن إ فريقيا  تبدو واضحة في كل مكا ن :  من جنو ب الولا يا ت المتحدة ا لأ مريكية حتى شما ل البرا زيل مرورا بمنطقة الكا ريبي و على سا حل المحيط الها دي. و يقو ل نيا ني (75: 1988) أ ن إ سبا نيا فقدت عظمتها السيا سية القد يمة في عهد عبد الرحمن الثا لث (  912 –  961) أ و في عهد الد كتا تور المنصور بن أ بي عا مر. و قد سا هم في بنا ئها أ فا رقة  قد موا إ لى إ سبا نيا من المغرب. و يقو ل نيا ني ( 15 : 1988)  أ يضا بأ نه تم إ شرا ك أ حفا د ا لأ فا رقة دوما و على نطا ق و اسع في كفا ح حركة ا لإ ستقلا ل ا لأ مريكي ا لأ و لى و في حركة التحرير الو طنية. لكن ا لأ فا رقة  هم أ يضا من صنع أ رو با جغرا فيا. يقر مزرو عي (8 2: 1993) أ ن عد د ا لأ فا رقة  لم يكن يتجا وز الخمسين.  و كا نوا يطلقو ن على أ نفسهم ا سم “أ مة”. إ لا أ ن أ رو با لما تفو قت في إ عدا د الخرائط طوا ل تا ريخ العا لم، كو نت كيا نا ت إ قليمية ذا ت حدود اصطنعتها هي. يقو ل مزرو عي (8 2: 1993) بأ ن ا لأ رو بين هم الذ ين أ طلقوا على معظم قا رات العا لم الرئيسية و على جميع المحيطا ت و كثير من ا لأ نهار و البحيرات الكبرى و على أ غلبية البلدان ما تحمله من أ سماء. و لما حدد ت مواقع العا لم، و قررت أ ن تنهي إ فريقيا عند البحر ا لأ حمر بد لا من الخليج الفا رسي، أ صبحنا “نقو ل إ ن أ رو با تقع فو ق إ فريقيا بد لا من أ ن تكو ن أ سفلها في الكو ن “. مزرو عي (8 2: 1993): “. و بذ لك قد مت أ رو با الهوية إ لى ا لأ فا رقة عن غير قصد أ و طيب خا طر”. و لما ا نتبه ا لأ فا رقة إ لى خطر ا لإ ستعمار، ا تحدوا. فكا نت هذه إ حدى إ  يجا بيا ت ا لإ مبرليا لية كما يد عي (مزرو عي،  8 2: 1993) ، ا عتقا دا منه بأ ن  ا لأ فا رقة لم ينتبهوا  إ لى كو نهم ينتمو ن إ لى إ فريقيا إ لا عند ما و اجهوا ا لإ ستعمار ا لأ رو بي، فا نضموا  با ستثناء جنوب إ فريقيا و نا ميبيا خلا ل الثما نينا ت إ لى المنظمة الد ولية “منظمة الو حدة ا لإ فريقية”.

المملكة المغربية قبل فترة ا لإ ستعما ر

و قد يكون من السا ذ ج ا عتبا ر صرف أ موا ل و اقتراض أ خرى من ا لأ بنا ك ا لأ جنبة سببا في ما تؤو ل إ ليه ا لأ و ضا ع الدا خلية من تخلف على صعيد ا لإ قتصا د و المؤسسا ت التشريعية، و إ غفا ل عوا مل أ خرى أ شد خطورة على و ثيرة الحيا ة بإ فريقيا. فمن السدا جة قبو ل ما أ قره (محمو د شا كر ،337  :  1996)  حين قا ل بأ ن  الو زير المغربي با أ حمد كا ن يقبض على ز ما م الحكم بشكل جيد حينما أ خذ البيعة لا بن السلطا ن عبد العزيز بن حسن ا لأ و ل و أ خلص له، و بأ نه لما تو في الوزير عا م 1312، صا در عبد العزيز جل ممتلكا ت الوزير فأ تق الكثير من ا لأ موال فا ضطره ذ لك للإ قترا ض من ا لأ بنا ك ا لأ جنبة. و قد كا ن من نتيجة ذ لك –حسب الكا تب- فتح البا ب على مصرا عيه أ ما م تحا لف كل من فرنسا و لبلجيكا و إ سبا نيا للشرو ع في التد خل في شؤو ن المغرب  و ا لإ نقضا ض عليه. و يمكن القو ل أ نه يمكن ا لإ عتقا د بأ ن  و طأ ة الد يو ن كا نت من ا لأ سبا ب الرئيسية التي سا عد ت المستعمر على النيل من ا ستقلا لية إ فريقيا.  لكن مد ونوا التا ريخ سجلوا حقا ئق سا همت بقسط أ و فر في تهشء ا لأ رضية للنيل من إ فريقيا.  فقد أ قر المؤرخو ن  بأ ن العا لم شهد أ زمة عا لمية خطيرة مهد ت لو ضع المغرب تحت الحما ية في و قت متأ خر جدا أ ي ابتداء من 1924 إ لى غا ية 1925. فقد  انخفضت التجا رة الخا رجية خلا ل هذ ه الفترة. و قد تو لد ت عنها أ ز ما ت مختلفة على صعيد ا لإ قتصا د و السيا سة و الفكر( الجا نب النظري من التشريعا ت و إ رساء الحقو ق). يقو ل الطيب شنتوف في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993: 47) أ ن القرن ا لإ فريقي و شما ل إ فريقيا كا نتا قبل بداية الحرب العا لمية الثا نية -شأ نهما في ذ لك شأ ن العا لم بأ سره- ضحيتا ا لأ زمة ا لإ قتصا دية التي تسببت في تعميق و تسريع و ثيرة الحرب العا لمية الثا نية.

و يمكن القول بأ ن المغرب كا ن ضحية موا جهة المستعمر للأ زمة ا لإ قتصا د ية قبل و بعد ا لإ ستعمار، فكا ن ذ لك بمثا بة بدا ية تد و ين التا ريخ المعا صر با لمغرب اقتصا ديا و سيا سيا و تشريعيا. يقو ل الطيب شنتوف في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:51) أ نه كا ن للأ زمة ا لإ قتصا دية تأ ثير خا ص على الو ضعية السيا سية و ا لإ قتصا دية بالمغرب. فرغبة من الد و ل المستعمرة في الحصو ل على أ سوا ق خا رجية لتفا دي ا لأ ز مة ا لإ قتصا دية، فإ نها عملت على و ضع المغرب تحت  حما يتها في و قت متأ خر جدا من غزوها لإ فريقيا و للد و ل العربية. و قد تم فرض الحما ية على المغرب من سنة 1924 إ لى غا ية 1925. فكا نت لعملية الغزو هذه تأ ثير ليس فقط على ا قتصا د المغرب بل أ يضا على تشريعا ته.  يقو ل خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )  أ نه برزت خلا ل تلك الفترة خريطتا ن لنمو دجيتا ن من البلدا ن الخا ضعة للغزو ا لأ جنبي منذ أ ربعينا ت القرن العشرين. فبينما رسمت الخريطة الأ ولى بلدا نا استطا عت أ ن تنا ل استقلا لها تدريجيا‘ رسمت الخريطة الثا نية بلدا نا أ خرى و هي في طور فقدا ن استقلا لها نتيجة الديو ن الخا رجية و الحروب و التخلف التكنو لو جي و الإ قتصا دي. و مع ا ستمرار ا لأ ز مة ا لإ قتصا دية في ظل ا لإ ستعمار، ظلت التجا رة الخا رجية تشكل نشا طا رئيسيا با لنسبة للمستعمر . فكا نت المحا صيل الزرا عية و المواد المعدنية با لمغرب تشكل عنا صر رئيسية للصا دراتيقو ل الطيب شنتوف في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993: 48) أ ن  المبيعا ت من المواد الفوسفا طية با لمغرب سجلت في سنة 1931ا نخفا ضا  من 7 ، 1 طن في سنة   1930 إ لى  900000 أ لف طن و بأ نه ا نخفضت جميع مراكز التعد ين با ستثناء مركز جرادة و ا نشطتها و أ غلقت منا جم التصدير و الرنك. و لما  تأ ثرت التجارة الخا رجية بأ زمة ا لإ قتصا د ا البريطا ني و الفرنسي، تم دمج ا قتصا د شما ل إ فريقيا و القرن ا لإ فريقي في التجارة العا لمية. فكا ن ذ لك بمثا بة ضربة قا سية با لنسبة لا  قتصا د المغرب . با لإ ضا فة إ لى ذ لك، تمت إ قا مة الحدو د على المغرب عبر تشريعا ت و قوانين لا تمت بأ ية  صلة إ لى الحا جيا ت الحقيقية للسكا ن.

تكريس النظا م المخزني خلا ل فترة الحما ية:

و من مخلفا ت ا لإ ستعما ر الفر نسي تهميش و تصفية المؤسسا ت المحلية ، مما كا ن له تأ ثير سلبي على المجتمع ككل. و قد ا تفق عدد من المؤرخين على أ ن المستعمر رسم الحيا ة السيا سية للمغا ربة عن طريق إ نشاء هم إ نشاء أ كا د يميا  من أ جل مسح هو يتهم لتحل محلها الشخصية الغربية بكل تجليا تها. فأ صبح عدد ها ئل من المغا ربة لا يد ينون سو ى با لمفهو م الغربي لجل المفا هيم و لكل التصورا ت انطلا فا من الحكم و قد يرى الصحفي المغربي (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  ) أ ن فرنسا لم تسا هم في إ قا مة أ ي نظا م ديمقرا طي بالمغرب بل عملت على تكريس مؤسسا ت النظا م المخزني. و قد لخص نيا ني (26  : 1988 ) هذه الو ضعية قا ئلا بأ ن ا رو با هي ا لأ ب الشرعي للو عي الو طني.

 (رئيس الجمهورية الفرنسية كمصدر أول للتشريع) 

يقو ل عبد الجليل حليم  ( 15 : (1989  مشا ر إ ليه من طرف (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  )  أ نه تد عيما لموقف السلطا ت الفرنسية الرافض لدمقرطة الحيا ة أ ثتاء الإ ستعما ر الفرنسي بالمملكة المغربية خلا ل فتر ة الحما ية، فإ ن رئيس الجمهورية الفر نسية  كا ن يضطلع بطريقة انفرادية لإ صدار مراسيم قوانين تتعلق بقضا يا مغربية. وقد  يعتبر عبد العلي حا مي الدين ( 7  :2012  ) أ ن  رئيس الجمهورية قد فرض نفسه خلا ل هذ ه الفترة كمصدر للتشريع با لمملكة المغربية أ ثنا ء الحما ية الفرنسية. فقد كا ن يصدر المراسيم  و يقوم مقا مه في ذلك المقيم العا م الفرنسي المقيم بالمملكة المغربية لإ صدار قرارات مقيمية. وإن دل هذا على شيء فإ نما يدل على أ ن الحكو مة الفرنسية لم تسا هم بوصفها حكومة حا مية  في عملية تنظيم  المجا ل القا نوني  و إ ضفاء طا بع سمو القا نون في جل القضا يا المتخدة كما هو الحا ل في عصر نا الحا لي. يرى الصحفي  عبد العلي حا مي الدين ( 7  :2012  ) أ نه صدر خلال  فترة  الحما ية  عدد قليل من القوا نين ا نصبت فقط على  خلق إ دارة فرنسية عليا متخصصة  بهدف الحما ية لتنظيم القضاء الفرنسي و تسوية العلا قا ت بين السلطة السيا سية و القيا دا ت الفرنسية بالمغرب.

الحكومة الفرنسية كثا ني مصدر للتشريع خلا ل فترة الحما ية:  الإ دارة المركزية: 

ويتجلى انعدام دمقرطة الحياة المغربية أ ثنا ء الحما ية في إ نشا ء الإ دارة المركزية ضمن  مجموعة من المؤسسا ت الها دفة إ لى مسا عدة الحما ية على توسيع نطا ق  سلطا تها على قبضة المغرب. فا لنظا م السيا سي القا ئم أ ثنا ء الحما ية كا ن  نظا ما  مطلقا لا ن جل القضا يا المطروحة على السا حة السيا سية المغربية  كا ن يتم البث فيها من طرف الحكومة الفرنسية كثا ني مصدر للتشريع عوضا عن تنظيم مؤسسا ت ديمقرا طية كما نعهدها حا ليا. وقد أ كد (عبد العلي حا مي الدين: 7: 2012  ) أ ن البرلما ن الفرنسي بفرنسا قد امتنع عن التدخل لدمقرطة الحيا ة المفربية  مما فتح المجا ل لممثل الحكومة الفرنسية المقيم العا م با لمغرب “حرية عمل واسعة لينوب عنه في  إ صدار قرارات مقيمية”. يرى عبد العلي حا مي الدين ( 7  :2012  )  أ نه تم إ نشاء هذه الإ دارة بموجب مجموعة من المواثيق الصادرة عن الحكومة الفرنسية و المتمثلة في المقيم العا م، سكرتير الحما ية العا م و مستشا ر الحكومة المغربية.  و يمكن فهم د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011  بناء على هذ ه ا لأ حداث حيث أ ن ا لأ مر لا يتعلق فقط با ستقلا لية المؤسسا ت السيا سية المغربية بل أ يضا بإ قرار مؤسسة سيا سية  بلغت أ و ج التطور على الصعيد السيا سي. فقد ينص الفصل الما ئة من  الد ستو ر الجد يد على إ مكا نية مسا ءلة الحكو مة ،و قد يتعين عليها أ ن تد لي بجو ابها خلا ل العشر ين يو ما المو الية لإ حا لة السؤا ل عليها ( القسم السيا سي، 52 :  2011 ).

السلطا ن كمصدر أ ساسي  للتشريع بالمملكة المغربية خلا ل فترة الحما ية

  فقد اعتمد ت السلطا ت الفرنسية على السلطا ن  كمصدر أ ساسي  للتشريع بالمملكة المغربية. فقد كا ن السلطا ن يحتكر مجموعة من السلط التي  تخا لف النهج الديمقراطي إذ أنه كان  يصدر الظها ئر و يحيل مجا ل النيا بة عنه في ذ لك إ لى الصدر الأ عظم أي رئيس الوزراء الذي يصدر قرارات وزارية من أ جل المحا فظة على التقا ليد السلطا نية با لمملكة المغربية. يقر عبد العلي حا مي الدين ( 7  :2012  ) بأ ن  إ صدار الظها ئر من طرف المستعمر با لمغرب أ ثنا ء الحما ية لا يكسبها طا بع الشرعية لأ نه يعمل بذ لك على تخليص مراسيم القوا نين من مرا قية  بنو ذ القا نون العا م المغربي  من شرعيتها. (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  )

المقيم العا م: كمصدر أ ساسي  للتشريع بالمملكة المغربية خلا ل فترة الحما ية

فحسب ما ورد بمقا ل (عبد العلي حا مي الدين : 7  :2012  )، حددت صلاحيا ت المقيم العا م بموجب معا هدة الحما ية بالما دة 5، مرسوم 11  يونيو 1913 المعد ل في 11  أ كتوبر مل سنة 1926. ويروم مضمون هذه الما دة تخويل مجموعة من الصلا حيا ت للمقيم العا م با لمغرب  لمسا عدة الحما ية علئ فرض هيمنتها. و يدخل في نطا ق هذه الصلا حيا ت تخويل مجموعة من السلط للمقيم العا م كممثل أ ول لفرنسا، و كأ ول ممثل للسلطا ن، و كرئيس للجا لية الفرنسية و كرئيس للإ دارة المغربية المحد ثة. فقد كا ن المقيم العا م الفرنسي يقترح با سم الحكومة الفرنيسة الإ صلا حا ت الداخلية الضرورية. كما أ نه كا ن يسهر على تنفيذ معا هدة الحما ية، و يرأس الدوائر الإ دارية المغربية و دوائر الحما ية بما في ذلك المكا تب المخصصة لوزارتي الخا رجية وو زارة الدفا ع الوطني (عبد العلي حا مي الدين : 7  :2012 ).  و يقر عبد العلي حا مي الدين ( 7  :2012  ) بأ نه بناء على ما ورد با لما دة 2 من المرسوم، فإ ن المقيم العا م بالمغرب كا ن يمثل السيا دة الفرنسية في المغرب با لإ ضا فة إ لى أ نه كا ن بسهر على تنفيذ معا هدة الحما ية .

الخليفة الشريفي ينوب عن   السلطا ن ا لإ سبا ني خلا ل الحما ية: كمصدر أ ساسي  للتشريع بالمملكة المغربية خلا ل فترة الحما ية

 أ ما السلطا ن بمنطقة النفوذ الإ سبا ني فإ نه لم يكن يما رس أ ي اختصا ص بثا تا سوى تفويض سلطا ته كتا بة إ لى الخليفة الشريفي لينوب عنه في اتخا ذ مجموعة من القرارات بتطوان حيث كا ن يوجد مقره. كما أ ن السلطا ن الإ سبا ني كا ن يفوض اختصا صا ته التشريعية إ لى الجمعية التشريعية التي كا ن بترأ سها مندوب الملك للإ شراف على مدينة طنجة. (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  ). و في هذا ا لإ طا ر، أ كد عبد العلي حا مي الدين (7  :2012 ) أ ن نص مرسوم 11 يو نيو 1912 كا ن بمثا بة  وسيلة  من  شأ نها أ ن تسا عد المقيم العا م  المعتمد لكي يحل محل المقيم العام  لمما رسة بعض الصلا حيا ت المطلقة أ ي الغير المقيدة بقواعد القا نون الضا من لحما ية حقو ق المغا ربة أ نذا ك . و تتمثل هذه السلطا ت في درا سة القضايا الدببلو ما سية الدقيقة في المغرب  عن انفراد حا ل غيا ب المقيم العا م  و إ قا مة علا قات مع  الادول الأ جنبية  بشأ نها. و بنا ء على ما ورد بمقا ل (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  )، يسا عد المقيم العا م المعتمد في ا داء مهمته هذه المنتب الد بلوما سي الذي يديره سكرتير السفا رة. و عموما، يما رس المقيم العا م سلطا ت مطلقة في جميع ا ختصا صا ت و مسؤو ليا ت المقيم العام  في حا ل غيا ب هدا الأ خير و ذلك بموجب مرسوم يوليوز 1930 (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  ). و يسا عده في ذلك  سكرتير الحما ية العا م الذي يعمل على تأ شيرة كل الإ قتراحا ت المتعلقة با لشؤون المد نية و الإ دارية قبل عرضها على المقيم العام. (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  )

 من سما ت النظا م السيا سي خلا ل فتر ة الحما ية أ نه كا ن نظا ما مطلقا يخو ل سلطا ت و اسعة لكل من رئيس الجمهورية الفرنسية  و للحكومة الفرنسية و  للسلطا ن ا بن عر فة وللمقيم العا م و للخليفة الشريفي الذي كا ن  ينوب عن  السلطا ن ا لإ سبا ني  في ا تخا ذ مجمو عة من التدا بير خلا ل الحما ية. من سما ت النظا م السيا سي خلا ل فتر ة الحما ية أ نه كا ن نظا ما مطلقا يخو ل يلطا ت و اسعة لكل من رئيس الجمهورية الفرنسية  و للحكومة الفرنسية و  للسلطا ن ا بن عر فة وللمقيم العا م و للخليفة الشريفي الذي كا ن  ينوب عن  السلطا ن ا لإ سبا ني  في ا تخا ذ مجمو عة من التدا بير خلا ل الحما ية. و يرى  الصحفي المغربي (عبد العلي حا مي الدين: 7  :2012  ) أ نه نظرا لتعا رض سيا دة مبد ئي إ فصل السلط  و التمثيل السيا سي الغربيين مع المبا دئ المستهدفة  من طرف السلطا ت الفرنسية و الإ سبا نية، فقد تم استبعا دهما في مجا ل التشريع با لمملكة المغربية. و خلا فا لذ لك،  ينص الفصل ا لأ  و ل من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ ن نظا م الحكم با لمملكة المغر بية  يقو م على أ سا س فصل السلط و توا زنها و تعا و نها ( القسم السيا سي، 9 : 2011).

 استبدا د ثقا في

لم يعمل الإ ستعما رالفرنسي على احتلا ل المغرب  عسكريا و اقتصا ديا، بل و ذ هنيا أ يضا.  فقد كا ن الهدف-حسب- (الجليل حليم ، 9(1989 : لا يقتصر على الغزوالعسكري بهذ ف النيل من الثروا ت الطبيعية فقط بقدر ما كا ن الهد ف أ يضا يهدف هو العمل على إ رساء التبعية الثقا فية عبر رفع مشعا ل “تحضير القبا ئل المغربية ”  خلا ل هذ ه الفترة، و هو ما عبر عته ليو طي المنظر للإ ستعما ر الفرنسي با لمملكة المغربية حينما قا ل: ‘إ ننا محضرو ن’ فقط  (الجليل حليم ، 9(1989 :.  و قد تم الشرو ع في التفكك الثقا في  ( الديني و اللغوي)   إ با ن فتر ة الحما ية ا نطلا قا من إ صدا ر مر سوم الظهير البر بري. يقو ل محمد شا كر ( 365 : 1996 ) أ ن السلطا ت الفر نسية ا ستصد ر ت مر سو ما أ طلقت عليه “الظهير البر بري” في 16 ماي 1930 و ذ لك  أمام الوعي الثقافي والتأزم الاقتصادي.  و يقتضي هذا الظهير إ عفا ء البرابرة من تطبيق الشر يعة ا لإ سلا مية و من تعلم اللغة العر بية. و عو ضا عن ذ لك، فر ضت السلطا ت الفر نسية على البر ابرة استعما ل اللغة البر بر ية كأ دا ة  للتعلم (محمد شا كر ،365 : 1996 ). كما أ صد رت مر سو ما سنة 1930  يتعلق با لتقا ضي، حيث  يعطي الصلا حية لشيو خ القبا ئل لإ صدا ر الأ حكا م بنا ء على العر ف و العا دا ت السا ئد ة لد يهم و لتشكيل محا كم تصد ر ا لأ حكا م طبقا لعا دا ت القبا ئل البر بر ية   (محمد شا كر ،365 : 1996 ). كما عملت السلطا ت الفر نسية ا يضا على إ صدا ر مر سو م يتعلق با لإ ر ث سنة    1940   غا يته إ عفا ء البر ابرة  من تطبيق الشر يعة الإ سلا مية في قضا يا تتعلق بأ حو الهم الشخصية  (محمد شا كر ،365 : 1996 ). و الجد ير با لذ كر أ نه يمكن ا سيعا  ب  المغزى من محا و لة طمس الهو ية المغر بية و التغر يب ا عتما دا على سيا سة “فر ق تسود” التي و جد ت صدى لها با لمملكة المغر بية  خلا ل فترة الحما ية الفر نسية  على ضوء أ حدا ث تا ريخية عر بية مشا بهة  رواها الكا تب ( محمو د شا كر ، 5   :  1996  )  وقد  كا نت تد ور في فلك عملية تفكيك العا لم العر بي  الذ ي كا ن يشكل و حدة  تضم  شما ل إ فر يقيا بدأ من ليبيا و انتها ء بمو ر يتا نيا. و على ضوء هذ ه العملية، يمكن فهم  ما ورد بتصدير د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 بشأ ن طبيعة النهج الذ ي يسير عليه النظا م المغربي على ا عتبا ر أ ن المملكة المغر بية تهد ف أ لى  إ قا مة  مؤسسا ت حذ يثة مر تكزا تها المشا ركة و التعددية و إ رسا ء مجتمع متضا من  ( المملكة المغر بية، 7:  2011 ).

نظم النموذج ا لأ روبي أ ثا رت مشكلا ت تتصل با لعقا ئد

يقول إ براهيم (  52: 2007) أ ن أ فكا ر التغيير ا لأ روبية ونظم النموذج ا لأ روبي أ ثا رت مشكلا ت مختلفة تتصل با لعقا ئد و النظرة ا لإ سلا مية للحيا ة. و الراجح أ ن ذ لك قد تم عبر المؤسسا ت الثقا فية و الفكرية و التعليمية (إ براهيم ،75: 2007).

و يقول إ براهيم (  52: 2007) أ ن نقد الذا ت  و ا لأ خذ بأ سبا ب التقدم  كا نت من بين نتا ئج هذا ا لإ تصا ل، مما أ دى إ لى ظهور

مدارس فكرية مختلفة عبر أ ربع مراحل تا ريخية ها مة.

الفترة ا لأ و لى من ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي با لغرب

يقول إ براهيم (  53: 2007)  أ ن الفترة ا لأ و لى من الغزو الثقا في الغربي امتدت من سنة  1830 إ لى غا ية  1870. و قد تز عم هذه الفترة مجموعة من ا لإ داريين و الكتا ب الذ ين أ صبحوا على و عي بأ روبا الجديدة في مجا لا ت الصنا عة و ا لإ تصا ل و مؤسسا ت السيا سة. و يقول إ براهيم (  53: 2007) أ ن هذا الوعي لم يرتق لإ دراك الخطر الحقيقي من زا وية  أ ن أ روبا الحذ يثة قد شرعت في تقديم طريقة خا صة في الحياة للإ تبا ع، بل ا كتفى المنظرون با لنظر إ لى الغرب على أ نه مثا ل يحتدى به. و أ كد إ براهيم (  53: 2007) أ ن كتا با ت هذ ه المجمو عة من المنظرين كا نت مرتبطة با لمحا و لا ت الرسمية التي قا مت بها حكو ما ت ا ستمبو ل و القا هرة و تونس لتبني بعض قوا نين و مؤسسا ت أ رو با الحديثة كمصدر لزيا دة قوتها و نفو ذها. و قد أ فا د إ براهيم (  53: 2007) القارئ بقو له أ نه تو جهت كتا با ت هذه الفترة إ لى قراء كا نوا لا يزالون في عا لم تعد أ فكا ره تقليدية. إ فصحت هذه المجموعة من المنظرين عن رغبتها في ربط الما ضي (الثراث) با لحا ضر (الغرب / الجديد) و من تم تم التمهيد لنشوء الثنا ئية في كل شيء. فقد أ درك كتا ب هذه الفترة أ نهم ليسوا في و ضع من يحث او لئك الذ ين التصقوا بثرا ثهم لقبول التغيير. و بد لا عن ذ لك، شرعوا في إ قنا عهم بقبول ا لأ شكا ل و المنا هج الفكرية الجديدة بطريقة تمكنهم من المحا فظة على ما ضيهم.

الفترة  الثا نية من ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي با لغرب

 أ ما الفترة الثا نية من ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي فقد حدد (إ براهيم ،  53: 2007) بدا يتها من  1870 إ لى غا ية  1900 : و اجه في هذهالفترة جيل و ضعا كا ن قد تغير في بعض الو جو ه المهمة. فقد أ ضحت أ روبا في هذه الفترة عدوا و نموذجا في ا ن الوقت. فجيوشها و صلت إ لى مصر و الجزا ئرو تونسو تأ ثيراتها السيا سية تعا ظمت في جميع أ نحاء ا لإ مبراطورية العثما نية.

يقول إ براهيم (  53: 2007) أ ن المدارس الغربية شكلت طلا با و أ مدتهم بأ فكار و رؤى عن العا لم بعيدة عن تلك التي عند ا با ئهم . و يقول إ براهيم (  53: 2007) كذ لك أ نه تم خلا ل هذه الفترة ا ستبدا ل ا لأ سا ليب التقليد ية با لأ سا ليب العصرية. فكا ن التغيير خلا ل هذه الفترة لا مفر منه. و يقول إ براهيم (  53: 2007) أ ن المهمة ا لأ سا سية لمفكري هذا الجيل كا نت تتمثل في إ عا دة تفسير ا لإ سلا م بشكل يجعله أ كثر انسجا ما مع الحيا ة الحديثة و بصورة تجعله مصدر قوة في العصر الحد يث، فكا ن محمد عبده يمثل يمثل أ حد مفكري هذا الجيل.

الفترة الثا لثة من ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي با لغرب

يقول إ براهيم (  53: 2007)   أ ن هذ ه الفترة ا تسمت بظهور العلما نية و قد ا متد ت من  1900 إ لى 1939.

يقول إ براهيم (  53: 2007) أ ن الدا عون إ لى التغيير  و قفوا لتا سيس المجتمع على أ سس إ سلا مية في طرف بعيد. و في الطر ف الا خرو قف الذ ين قبلوا ا لإ سلا م كمبا دئ للعبا دة بقدر محدو د مقا بل الدعوة لتشكيل الحيا ة بنظم علما نية.

و الجد ير با لذ كر أ نه بناء على ما و رد بمؤلف (إ براهيم ،  53: 2007) ظهرت العلما نية خلا ل هذه الفترة بد افع من مسيحي لبنان . فالعلما نية نظرية د عا إ ليها  بعض مسيحي لبنا ن من الجيل السا بق. و قد أ عيد تبنيها  في هذه الفترة من قبل المفكرين المسلمينن  كا لكا تب طه حسين في مصرمثلا.

الفترة الرابعة  من ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي با لغرب

بناء على ما و رد بمؤلف (إ براهيم ،  53: 2007) بدأ ت هذه الفترة مع الحرب العا لمية الثا نية.  و قد شهدت هيمنة الدول ا لأ رو ظهرت بعدها قوة الولا يا ت المتحدة ا لأ مريكية و روسيا بو صفهما أ كبر قوتين ا قتصا ديتين و سيا سيتين عا لميتين. و كا ن من نتيجة هذه الصدما ت المتكررة –حسب ما و رد بمؤلف (إ براهيم ، 53: 2007)- ظهور حركة البعث الإ سلا مي التي كا نت انطلا قتها من شما ل إ فريقيا.

و عموما، يمكن القول بأ نه ترتب عن  ا تصا ل العا لم ا لإ سلا مي با لغرب ظهور ثلا ثة مواقف، خصوصا عند ما أ ثيرت قضية الحذا ثة و مطا لب التمدن ا لإ سلا مي ( إ براهيم ، 55: 2007) . و يقول إ براهيم (54 –  55: 2007) أ ن دراسا ت ا لإ نثربولوجيا الثقا فية تشير إ لى مسا رات ا لإ متداد الثقا في و قد تعكس عمو ما وا حدا من المواقف الثلا ثة التا لية. و إ ن د ل هذا على شيء، فإ نما يدل على أ ن ذ لك كا ن بمثا بة ميلا د صراع  على صعيد التصورات و المما رسا ت على صعيد الحيا ة السيا سية بتد بير محكم من الغرب. و في هذا ا لإ طار، لا بد من التذ كير بأ ن إ براهيم (  68: 2007) نبه القا رئ إ لى ملا حظة مفا دها أ نه من المعرو ف من و جهة نظر المهتمين بدرا سة تا ريخ التعليم في العا لم ا لإ سلا مي أ ن إ شكا ل ا لإ زدوا جية التعليمية يرجع في بدا يا ته ا لأ و لى إ لى عهد محمد على با شا الذي شهد عهده إ صلا حا تعليميا  قا م على فكرة إ نشاء مدارس حد يثة على النهج الغربي. فمنذ ذ لك التا ريخ و التعليم في ا لأ قطا ر ا لإ سلا مية يسيطر عليه نظا ما ن تعليميا ن مختلفا ن، أ حدهما نظا م حد يث علما ني و ا لأ خر نظا م تقليدي ديني. و من تم نشأ ت ا لإ زدواجية التي تجد صدى لها في البا ب الثا ني من هذا البحث.

موقف الرفض للأ خر

يقول إ براهيم ( 55: 2007) أ نه كا ن هنا ك  موقف الرفض للأ خر الغريب و لثقا فته، ثقا فة الغرب  ثقلها ا لإ قتصا دي و السيا سي. يقول إ براهيم (21: 2007) إ ن كل بلد كا ن يتو قع أ ن يكون التعليم العا لي و حده هو القا در على التدريب على اتخا ذ المواقف الصحيحة و على إ نتا ج القيا دات و تقديم ا لإ رشا دات لتلبية حا جا ت ا لأ مم في ميا دين ا لإ قتصاد و الصنا عة و التربية و الحياة ا لإ جتما عية. و بعبارة أ خرى تمت الدعوة إ لى إ سلا مية المعرفة و التي هي بمثا بة نقض المعرفة الغربية . و للأ سف، لم تتم أ نطلا قة أ سلمة المؤسسا ت ا لإ قتصا دية و القا نونية منذ ذ لك العهد من أ جل التصد ي للثنا ئية، بل تم ا لإ كتفا ء با لدعوة إ لى نبذ الغرب مع إ قفا ل با ب ا لإ جتها د بخصوص ا نشاء بنوك لإ سلا مية و القيا م بصنا عا ت و وضع قوانين نا بعة من الوا قع ا لإ سلا مي. كا ن بإ مكا ن المنظرين إ غناء المنا هج بأ فكار و نظريا ت تسا عد الد ولة على موا جهة الغزوأ نذا ك. يقول إ براهيم (57: 2007) أ ن الذي سا عد على ازدهار الحضارة ا لإ سلا مية و مكنها من بلوغ تلك المكا نة السا مية في التا ريخ يكمن في أ ن ا لإ سلا م حرض المسلم على ا ستخدا م عقله . و للأ سف، أ كد إ براهيم (57: 2007) أ ن القيود التي ضربت على العقل المسلم عن طريق قفل با ب ا لإ جتها د هي المسؤولة عن تأ خر المسلمين و عن التد هور الفكري و الحضاري فيما بعد. و يعود لقارئ ليترا جع عن موقفه النا قد للما أ لت إ ليه أ حوا ل المسلمين قا ئلا، يقول سعيد حسين نصر( مشار إ ليه في إ براهيم  ، 86  : 2007) أ ن ا لإ نشغا ل ا لأ و ل للمسلمين  لم يكن با لبحث عن أ صا لة أ و تكييف للموروث الوا فد كغا ية في حد ذا تها، بل كا ن كل هم العا لم المسلم أ ن يحقق مبا دئ التو حيد لأ ن العلو م و ا لأ دا ب تقو م في ا لإ سلا م على فكرة الو حدة التي من خلا لها يمكن تأ مل الوحدة الكلية    The Divine Unity. و قد تتجلى مظا هر الو حدة الكلية في التعدد و الكثرة.

 إ خفا ق المعرفة ا لإ سلا مية التقليدية

يقول العظمة ( 85  :1992: مشار إ ليه من طرف إ براهيم ،76: 2007) أ نه يمكن النظر إ لى خطر المعرفة الحد يثة على الفكر ا لإ سلا مي من زا وية إ خفا ق المعرفة ا لإ سلا مية التقليدية على تقد يم البديل العرفي الأ كثر أ صا لة و إ حا طة با لتصورات ا لإ سلا مية في موا جهة التحد يا ت الفكرية الحذيثة

ا قتصر ا لأ مر على منا قشة خطر العلما نية.

يقول العظمة ( 85  :1992: مشار إ ليه من طرف إ براهيم ،77: 2007) أ نه لم يتجه نقد  مؤتمر مكة و المؤتمرا ت المتتا بعة نا حية العلو م ا لإ سلا مية التقليد ية و مؤسسا ت التعليم الد يني بل ا قتصر ا لأ مر على منا قشة خطر العلما نية.

موقف علما ني:

يقول إ براهيم (70: 2007) أ نه عمل أ صحا ب المحا ولات القا ئمة على فكرة سا ذجة تمثلت أ سا سا في إ صلا ح التعليم الد يني و تحديثه على إ ضفاء الصبغة ا لإ سلا مية على نظا م التعليم الوا فد من الغرب. فتم إ دخا ل مقررات إ لى الدرا سا ت الإ سلا مية و إ لزام الطلاب بها في كل مراحل التعليم.

تناو ل العطا س مشار إ ليه في ( إ براهيم ، 71: 2007) با لحديث التحول الثقا في في الغرب و درس أ ثر ذلك التحول على تطور العلم الغربي الحديث.

التشويه

 و قد أ كد العطا س مشار إ ليه في ( إ براهيم ، 71: 2007) على أ ن التعليم أ صا به التشويه نتيجة ا ستخدا م مفردات لغة غريبة عن ا لإ سلا م لا تعين على فهم معا نيه و لا تصور رؤيته.

يقول العظمة ( 85  :1992: مشار إ ليه من طرف إ براهيم ،76: 2007) أ ن الملتزمين برؤى النظا م التقليدي لم يتو فر عندهم الو عي الكا في با لتعقيدا ت الفكرية الحذيثة. فكا ن لا بد من و جو د فئة ثا لثة تتجا وز الثنا ئية التعليمية.

يقول العظمة ( 85  :1992: مشار إ ليه من طرف إ براهيم ،76: 2007) أ ن هنا ك إ شكا ل يتضمن جملة من التحد يا ت ا لإ جتما عية و الثقا فية و الفكرية .

موقف جمعي تلفيقي:

يقول إ براهيم (70: 2007) أ ن القا ئمين لم يكثرثوا لكون  النظرة الوجودية العلما نية التي تأ سست عليها مقررات التعليم الحديث تعا رض ا لأ سا س الفلسفي الذي يقوم عليه نظا م التعليم الد يني. و في هذا السيا ق، كا ن الهذ ف من و راء الدعوة إ لى مشروع التكا مل المعرفي هو رفض المحا ولتين معا: الرافضة للتيار الغربي و المد عمة له مع الدعوة إ لى مشروع التكا مل المعرفي لتجا وز ا لإ زدوا جية.

موقف جمعي تلفيقي يحا و ل إ نشاء مركب ثقا في هجين.

هنا ك  موقف جمعي تلفيقي

يقول إ براهيم ( 55: 2007) أ نه كا ن هنا ك  موقف جمعي تلفيقي يحا و ل إ نشاء مركب ثقا في هجين.

حركا ت تطا لب با لإ ستقلا ل بعد مؤتمر برازا فيل:

و قد يعتبر مؤتمر برازا فيل من أ خطرو أ هم  إ نجا زا ت ا لإ ستعما ر با لمغرب خلا ل فترة الحماية. فمن جهة، أ با ن المؤتمر عن سيا سة ا ستبد اد ية ترتبت عنها  انتفا ضا ت. و من جهة أ خرى، سا هم المؤتمر في تشكيل و عي سيا سي لد ى المغا ربة و في ظهور مؤسسا ت د يمقراطية. .يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:94) أ نه انعقد مؤتمر برازا فيل في سنة 1943  في غيا ب ممثلي ا لأ فا رقة. و عو ضا عن ذ لك، حضره الحكا م العا مو ن، ا لأ عيا ن و ممثلوا التجارة و الصنا عة و ا لإ رسا ليا ت.، فتمخضت عنه كا ن لها و قع على ا لأ فا رقة عمو ما. يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:94)  أ نه من نتا ئج  ا نعقا د مؤتمر برازا فيل سنة 1943 أ نه لم يعد من الممكن الحد يث عن الحرية و الد يمقرا طية . فحسب  ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 1993:95) ، فقد تتنا فى المبا دئ التي أ قرها مؤتمر برا زا فيل مع أ ي فكرة تد عو إ لى ا لإ ستقلا ل الذا تي و مع إ مكا نية ا لإ ستقلا ل و التطور خا رج دا ئرة ا لإ مبرا طورية الفرنسية. و قد كا ن موقف الجنيرا ل دو كو ل و اضحا حينما  عمل على حظر الشعوب ا لإ فريقية على تقرير المصير. قا ل الجينيرا ل دو غو ل و هو بضدد إ لقاء خطا ب برازا فيل: ” في إ فريقيا الفرنسية كما في جميع ا لأ قا ليم ا لأ خرى التي تعيش فيها الشعو ب ن في ظل علمنا، لن يكو ن هنا ك تقد م حقيقي …ما لم يرتقوا مرحلة بعد مرحلة إ لى المستوى  الذ ي يستطيعون فيه المشا ركة في تد بير شؤو نهم الخا صة”.

يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي،  1993:151)   أ ن  جلا لة المغفور له محمد الخا مس أ لقى خطبة في طنجة في أ بريل من عا م 1947 ، ا رتفعت بمو جبه مو جة من المظا هرات و ا لإ ضرا با ت المعا د ية للإ ستعمار.

. فقد أ شا رت الخطبة أ ن حقو ق المغرب و ولا ئه للعا لم العربي و للإ سلا م غير قا بلة للتصرف ، و بذ لك، أ صبح السلطا ن الشخصية المركزية و الرا ئدة لحركة الكفا ح من أ جل ا لحصو ل على ا لإ ستقلا ل. و بمو جب ا لإ ضرا با ت التي ا ستمرت من سنة 1947 إ لى غا ية 1952،  أ صبحت طبقة العما ل محكو مة التنظيم في الحركة الو طنية.

و يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي،  2 1993:9) أ نه بمو جب مؤتمر برازا فيل، تم الشرو ع في النضا ل با لمملكة المغربية من إ جل إ قرار نظا م د يمقرا طي. فقد أ صبحت إ فريقيا أ قل استعدادا بصورة متزا يدة لتحمل إ دلا ل فرنسا. كما  أ ن إ فريقيا أ صبحت بصو رة متزا يدة أ قل استعدادا بصورة متزا يدة لتحمل إ دلا ل فرنسا . فتبلورت أ شكا ل جد يدة للمقا و مة. و عمو ما،  ظهرت أ شكا ل جديدة للمقا و مة، تمثلت في التمرد السيا سي و الد يني و الثقا في تمثلت في  ا لأ نشطة النقا بية الجد يدة للمقا و مة و ا لإ ستعدا د للإ ضرا ب و ظهور صحا فة سيا سية إ فريقية .

و ما يهمنا في هذا المو ضو ع هو ا لإ شارة إ لى تشكيل ا لأ رضية الخصبة للشرو ع في إ قا مة نظا م د يمقراطي با لمملكة المغربية. فقد صدر بمنطقة الريف صدور ميثا ق و طني سنة 1942 ينص على منح المغرب الحرية و ا لإ ستقلا ل و إ قا مة حكم ملكي إ سلا مي و طني تحت قيا دة ا لأ سرة الحسنية. يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي،  1993:152) أ ن الحركة الو طنية ظلت خلا ل فترة امد لا ع الحرب العا لمية الثا نية تطا لب بإ قا مة إ صلا حا ت د اخلية . فقد صدر بمنطقة الريف صدور ميثا ق و طني سنة 1942 ينص على منح المغرب الحرية و ا لإ ستقلا ل  و ا لإ عترا ف با لسيا دة الدا خلية و الخا رجية للمفرب و إ قا مة حكم ملكي إ سلا مي و طني تحت قيا دة ا لأ سرة الحسنية. و قد ترتب عن نضا ل الحركة الو طنية تأ سيس أ حزا ب سيا سية مختلفة مثل حز ب ا لإ ستقلا ل. يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي،  1993:152) أ ن احمد بلفريج سا هم في تأ سيس حزب ا لإ ستقلا ل  .و يقو ل محمو د شا كر ( 371   : 1996 ) أ نه تم انتخا ب المر حو م علا ل الفا سي  ر ئيسا للكتلة و ر ئيسا للحزب الو طني الذ ي ا ضحى يحمل حزب ا لإ ستقلا ل حا ليا. كما تم تشكيل حز ب ا لأ حرار بز عا مة المر حو م محمو د  بو ردة  الذ ي اسس جر يدة الر يف التي كا نت بها ثلا ثة أ حزاب. كما أ سس السيد حسن الو زا ني حزب ا لإ ستقلا ل الد يمقر اطي الذ ي أ صد ر جر يدة الر أ ي العا م. وفي منطقة النفوذ الإسباني أسس عبد  الخالق الطريس حزب الإصلاح الوطني ، وأسس المكي الناصري حزب الوحدة المغربية. واقتصر ت برامج هذه التنظيمات السياسية فيما بين الحزبين على المطالبة بالإصلاحات والمعارضة السياسية للإ ستعمار ( خليل أ حمد خليل ،23 :2003 ). كما  أسس  أعضاء الحركة القومية  حزب الشورى والإ ستقلا ل في سنة 1946   والحزب الشيوعي الذي نادى بالكفاح المسلح وحق تقرير المصير. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )  . و الجد ير با لذ كر اتخذت بعض زعماء الأحزاب الوطنية أسماء جديدة مثل الحزب الوطني الذي أصبح  يحمل إسم حزب الاستقلال منذ 1944 .

تأ سيس حزب الشورى و ا لإ ستقلا ل و الحزب الشيو عي

كما تم تأ سيس حزب الشورى و ا لإ ستقلا ل أ يضا. يقو ل ما جهموت د يو ب و أ خرو ن في (علي مرزوقي & ك ووند جي، 151 – 154: 1993) أ نه تم خلا ل هذ ه الفترة أ يضا تأ سيس حزب الشورى و ا لإ ستقلا ل و الحزب الشيو عي الذ ي كا ن محظورا من المغرب من قبل . كما بم تأ سيس حزب ا لإ صلا ح الو طني و حزب الو حدة المغربية.

تأ سيس النقا بة

لقد ا كسبت مر حلة الحما ية المغا ربة تصورا خا صا  حول ا لأ سس الد يمقرا طية تمثل في الد فا ع عن كر امة  ا لإ نسا ن عبر بأ سيس نقا با ت مختلفة بدءا من سنة 1948  .  فقد ناضل العمال المغاربة في إطار ” الاتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب ” وقاموا بعدة إضرابات أشهرها إضراب عمال الفوسفاط بمناجم اخريبكة سنة 1948 .و قد ظلت النقا بة ننا ضل من أ جل بنا ء مغر ب جديد . فهنا ك خمس نقا با ت حا ليا . من بينها الكنفد را لية  الد يمقر اطية للشغل، الفد را لية الد يمقر اطية للشغل، ا لإ تحا د الو طني للشغل، ا لإ تحا د المغر بي للشغل، و ا لإ تحا د العا م للشغا لين. 

ربط المقتضيا ت الد ستورية  لسنة 2011 بإ نجازا ت  ا لحر كة الوطنية:

بد لت الحركة الو طنية  جهدا جبا را لتحقيق العد ل و السلا م و التقد م و لنيل و تو طيدا و تأ مين تطور ستقلا ل المغرب  و ترسيخ خصا ئصه الثقا فية و ا لإ جتما عية و السيا سية. و قد تأ صل هذا النضا ل في و عي تا ريخ هذه الشعب المغربي بشكل فعمل على نقله جيلا بعد جيل. و يمكن القو ل بأ ن لهذا السيا ق التا ريخي د لا لته، حيث أ نه يكشف أ ن الطريق تجاه ا لإ ستقلا ل كا ن مليئا با لأ شواك ، لكنه أ عطى المغرب ملمحا خا صا في إ طا ر مما رسته لتجربته الخا صة. و لعل أ هم تجربة يمكن الحديث عنها في هذا السيا ق  ما تعلق بنضا ل الحركة الو طنية من أ جل إ قا مة نظا م ملكي قا بل للتطور على مر التا ريخ.  و قد توفرت الحركة الو طنية على الكثير من المؤهلا ت لجعل المؤسسة الملكية تقو م بأ دوارها التحكمية و السيا د ية، برمزيتها التا ريخية و الد ينية. و قد سا عد الد ور الذ ي قا مت به الحركة الو طنية  خلا ل فترة ا لإ ستعمار الفرنسي حل مجمو عة من ا لإ شكا لا ت  التي نسمع عنها  يو ميا في بعض الد يمقرا طيا ت حيث رأ س السلطة غير محسو م فيه.

و يمكن ا لقو ل بأ ن الحر كة الو طنية سا همت في  تز كية و ضع  اللبنة ا لأ و لى للتظا م  الد يمقرا طي با لمملكة المغر بية.  و للمزيد من ا ستيعا ب  مضمو ن المقتضيا ت الد يمقرا طية الوا ردة بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011، فلا بد من ربطها بنضا ل ا لحر كة الو طنية. و في هذا ا لإ طار، يقو ل خليل أ حمد خليل ( 23 :2003 )   أ نه في سنة 1934 ‘ عرفت المدن المغربية انطلاق الحركة الوطنية التي نهجت الأسلوب السياسي للتحاور مع الاستعمار و المنا دا ة با لقيا م بمجمو عة من الإصلاحات.   ففي سنة 1934 كون قادة الحركة الوطنية أول تنظيم سياسي باسم ” كتلة العمل الوطني ” وطالبوا إدارة الحماية بتطبيق الإصلاحات التي نصت عليها معاهدة الحماية، وقدموا برنامجا تحت إسم ” مطالب الشعب المغربي  الذ ي  نص على إحداث حكومة مغربية تساعدها أجهزة منتخبة، على أن تقوم الحماية بدور المساعد والمراقب فقط   (خليل أ خمد خليل، 23 :2003 )  . وبعد رفض المطالب السا لفة الذكر، قدمت الكتلة مطالب أخرى تحت إسم ” المطالب المستعجلة للشعب المغربي “. واحتد الصراع بين قادة الحركة الوطنية والإقامة العامة، التي اعتقلت عددا من أ عضاء الحركة الوطنية ومنعت الأحزاب و صدو ر الجرائد ( خليل أ خمد خليل، 23 :2003 ) . لكن سر عا ن ما انقسمت كتلة العمل الوطني سنة  1937  وتأسست الحركة القومية برئاسة محمد بن الحسن الوزاني، والحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات بزعامة علال الفاسي، والتي سميت فيما بعد بالحزب الوطني (خليل أ حمد خليل ، 23 :2003 ). و من بين المطا لب التي تقد مت بها الحر كة الو طنية و التي سا همت في و ضع نظا م سيا سي يسير و فق التمط الغر بي في العصر الحا لي  المطا لبة بفصل السلط، و  بتأ سيس مجا لس مغر بية بلد ية، و مجا لس  إ قليمية، و مجلس و طني (محمو د شا كر ،  371  : 1996). كما  سا همت الكتلة في نشر التعليم و في حما ية اللغة العر بية من الضيا ع و بإ صدا ر مجمو عة من الصحف با للغة العر بية.

و هكذا، يمكن القو ل بأ ن المقتضيا ت الو اردة بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 بشا ن  إ قا مة نظا م با لمملكة المغر بية لم يتم عن طر يق الصد فة أ و بطر يقة عشو ائية و إ نما  ا شتعل فتيلها بد ءا من فتر ة خضو ع المملكة المغر بية لنظا م الحما ية.

مطا لب  الحر كة الو طنية المثمثلة في بناء د و لة مستقلة و مد عمة بمؤ سسا ت د يمقر اطية و جد ت صد ى لها بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011

و هكذأ يمكن القو ل بأ ن مطا لب  الحر كة الو طنية المثمثلة في بناء د و لة مستقلة و مد عمة بمؤ سسا ت د يمقر اطية و جد ت صد ى لها بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 .في  و يشهد تصد ير د ستور 2011  على  حرص النظا م با لمملكة  على الحفا ظ على ا لإ ستقلال إ ذ تم التنصيص على أ ن المملكة المغربية ” د و لة إ سلا مية يتو لى فيها جلا لة الملك أ مير المؤ منين حما ية الملة و الد ين”. كما يو حي د ستو ر المملكة لسنة 2011 أ نه خلا فا للمر حلة ا لإ ستعما رية، تكتفي المملكة المغر بية  بر بط علا قا ت التعا و ن و الشر اكة مع ا لد و ل الأ ر و بية و المتو سطية على ا عتبا ر أ نها ا صبحت د و لة مستقلة و عصر ية ومتشبثة  با لمو اثيق الد و لية و   فا علة ضمن المجمو عة الد و لية  (ا لقسم السيا سي،   4 :2011  ). كما يؤ كد تصد ير د ستو ر 2011 ا ستقلا لية المملكة المغر بية عن طر يق ا لإ شا رة إ لى أ ن المملكة المغر بية تتو فر على نظا م بر لما ني قا ئم على سيا د ة ا لأ مة المغر بية و على سمو الد ستو ر كمصد ر لجميع السلط (ا لقسم السيا سي،   4 :2011  ).  و ا متدادا لمطا لب الحر كة الو طنية، يؤ كد تصد ير د ستو ر 2011 على و ضع فصل السلط في جو هر الد ستور و ذ لك بغية ضما ن الحفا ظ على كرا مة المو اطن المغر بي.

ا ستمر ارا لمطا لب الحر كة الو طنية المتعلقة بتأ سيس مجا لس مغر بية بلد ية، و مجا لس  إ قليمية، و مجلس و طني ، عمل د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 على إ قر ار نظا م اللا مركزية

و ا ستمر ارا لمطا لب الحر كة الو طنية المتعلقة بتأ سيس مجا لس مغر بية بلد ية، و مجا لس  إ قليمية، و مجلس و طني ، عمل د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 على إ قر ار نظا م اللا مركزية‘ و تخويل مجموعة من الصلاحيا ت إ لى المجا لس المحلية و الإ قليمية والجهوية. و هكذا، ينص الفصل  الو احد و الثلا ثو ن (31) على أ ن مجا لس الجها ت و الجما عا ت الترا بية الأخرى تضع ا ليا ت تشا ركية للحوا ر و التشا ورلتيسير مسا همة الموا طنين و الجمعيا ت في إ عداد برا مج التنمية و تتبعها  (القسم السيا سي ،64 : 2011  ). كما ينص الفصل  ما ئة و ستة و أ ر بعين 146 على أ نه  يحدد بقا نو ن تنظيمي عدد أ عضاء مجا لس الجها ت و الجما عا ت الترا بية ( القسم السيا سي ،65 : 2011  ).

ا ستمر ارا لمطا لب الحر كة الو طنية المتعلقة بتطو ير اللغة العر بية ، عمل د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 على إ قر ار ا لإ هتما م با للغا ت

و حر صا على  ا لإ ا ستمرار في بنا ء د و لة المملكة المغر بية ا نطلا قا من مطا لب الحر كة الو طنية و المتعلقة أ سا سا باللغة العر بية، أ و لى الفصل الخا مس من د ستو ر المملكة المغر بية الكثير من ا لإ هتما م إ لى اللغة العر بية إ لى جا نب ا لأ ما ز يغية و الحسا نية و اللغا ت العا لمية ا لأ كثر تد ا و ل. و قد تص الفصل الخا مس  (5)من د ستو ر المملكة المغر بية ا يضا على تأ سيس مجلس للغا ت ” مهمته على و جه الخصو ص حما ية و تنمية” اللغة العر بية و الأ ما ز يغية  و مختلف التعبيرات الثقا فية المغر بية ( القسم السيا سي ،11 : 2011  ).

خاتمة
 
واجه الغاربة الاحتلال الأجنبي بطرق مختلفة تمثلت في المقاومة المسلحة والنضال السياسي. وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على الاستقلال ولدمقرطة  الحيا ة السيا سية عبر بعض المؤسسا ت التي كا نت تعكس مستوى طموحا ت المغا ربة خلا ل تلك الفترة. يمكن القو ل بأ ن المنا دا ة با لد يمقرا طية في العصر الحا لي هي امتدا د لزميلتها في العصر الحذ يث، حيث أ ن الكفا ح من أ جل الحصو ل على الإ ستقلا ل أ كسب المو ا طنين القدرة على السير صوب نظا م د يمقرا طي يضمن لهم القد رة على مما رسة الحرية و العدل و المسا واة و مما رسة الكرا مة الإ نسا نية في ظل مملكة مغر بية ذا ت سيا دة و طنية و نظا م سيا سي ملكي د ستوري.

إ لا ا ن المثقفين لم يكثرتوا كثيرا با لدو ر الذي لعبته في تحرير المغرب خلا ل فترة ا لإ ستعمار. يقو ل علي مز رو عي  و ك ووند جي ( 35 : 1993 ) أ ن المثقفين أ غفلوا دور المرأ ة ا لإ فريقية في ا ستقلا ل إ فريقيا بقدر كا ف. و قد فضل المؤرخو ن  و صف تا ريخ إ فريقيا دو ن أ ن يفرقوا بين الجنسين  على ا عتبا ر أ ن وا و الجما عة يجمع بين الذ كور و ا لإ نا ت و قد يطمس و جو د النساء. يقو ل علي مز رو عي  و ك ووند جي ( 35 : 1993 ) أ ن معظم ا لأ رو بيين كا نوا ينظرو ن إ لى النساء ا لإ فريقيا ت كخا د ما ت يتنقلن من مطبخ لمطبخ ا خر و بأ نهم كا نوا يقللو ن من أ همية النشا ط السيا سي لد يهن. لكن الحقيقة أ ثبتت بأ ن النساء ا لإ فريقيا ت لعبن أ دوارا قيا د ية خلا ل المرحلة ا لأ و لى من ا لإ ستعمار و هي مرحلة الكفا ح من أ جل السيا دة. و يقو ل علي مز رو عي  و ك ووند جي (26: 1993 ) أ ن النساء خا طرن بأ نفسهن لإ يصا ل ا لطعا م إ لى السجناء المنا ضلين، و بأ نهن سا همن في ربط المحا ربين با لمعلو ما ت في عدة منا سبا ت و قد ا ستطعن بلبا سهن ا لإ سلا مي ا خترا ق صفو ف ا لأ عداء لحمل القنا بل اليد و ية إ لى المحا ربين في إ طا ر حرب العصا با ت. 

و تمة جنو ح بو جه عا م  للد ور الطلا ئعي الذ ي لعبته النساء ا لإ فريقيا ت عمو ما  خلا ل المرحلة الثا لثة  من قصة السا دة بتمثيلهن للسيا دة كسفيرا ت با لخا رج و لكنهن لم يما رسن السيا دة خلا ل الفترة الثا نية من النضا ل  بعدما تم تخو يل الد و لة السيا دة با لدا خل. أ لا يد ل ذ لك على عدم رغبة ا لأ فا رقة في ا لإ عترا ف با لمرأ ة ا لإ فريقية كمما رسة لسلطة الد و لة و عدم مسا عد تها على ا كتسا ب تقنيا ت المما رسة السيا سية بأ جهزة الد و لة؟  فهل يمكن ا عتبا ر ذ لك بمثا بة تد بير لعملاء مد عمين لتخطيط أ جنبي يقتضي عد م إ لزا مية العد يد من النساء ا لإ فريقيا ت بقضا يا من شأ نها أ ن تسا هم في تربية النشإ على أ سس د يمقرا طية  قد يكو ن لها و قع خطير على المسا ر السيا سي الد و لي؟ فحري با لمرأ ة ا لإ فريقية أ ن تسا هم في تربية النشإ بصفتها أ م و أ خت و عمة و خا لة و جدة……

“الد يمقرا طية  من جا نب أول هي ” التصور الأ مثل عند كل المفكرين الذين ينتمون إ لى هدا الفكر”: الفكر المغربي في العصر الحد يث:

 فكر علا ل الفا سي كنموذج للدا عين للديمقراطية ا لمبنية على الفقه ا لإ سلا مي

يقو ل محمد الطا هر بن عا شور ( 18 : 2010) أ نه لما كا ن المستعمر يهد ف إ لى تنصير الموا طنين و إ لى مسخ هو يتهم و إ حدا ث التفرقة فيما بينهم، ظهر منا ضلون لتحرير مجتمعهم و للعو دة با لد ين ا لإ سلا مي إ لى نصا عته با سم “إ سلا م الشعور با لكرامة و الفطرة و الحرية و الرقي و التقدم” و إ سلا م السلف الصا لح و العمل و العلم.  يقو ل محمد الطا هر بن عا شور ( 17 : 2010) أ ن القرن الما ضي عرف ظهور ثلا ثة مصلحين مجد دين في كل من تو نس و الجزائر و المغرب هما علا ل الفا سي و محمد الطا هر بن عا شور و عبد الحميد بن با د يس. و لد علا ل الفا سي بمد ينة فا س في  سنة 1910. و قد تلقى تعليمه بجا معة القرو يين و بجا معة محمد الخا مس و بدار الحد يث الحسنية. و حسب ما أ قره محمد الطا هر بن عا شور ( 18 : 2010)، خدمت جا معة القرويين إ لى جا نب ا لأ زهرو جا معا ت ا لأ ند لس بسا هم في تد ريس الطلبة العلو م الشرعية البحثة و الفلكية و الطبية و الفكرية من كلا م و منطق و فلسفة. و بناء عليه، يمكن القو ل بأ ن علا الفا سي كا ن يتلقى تعليما د ينيا إ سلا ميا يد عم ا ستعما ل العقل و المنطق (العقلا نية) (محمد الطا هر بن عا شور ، 17 : 2010)

 و قد كا ن علا ل الفا سي منا ضلا سيا سيا عا لما أ يضا، حيث أ نه أ نشأ حزب ا لإ ستقلا ل و عددا من المجلا ت و الصحف.

 و كا ن كا تبا كو فيا و شا عرا و خطيبا، حيث إ نه كا ن يستعمل ا للغة العربية و الفرنسية للتعبير عن ا رائه في موا ضيع تتعلق با لتا ريخ و الفقه و التا ريخ. و من أ شهر إ نتا جا ته الفكرية “النقد الذا تي”، “مقا صد الشريعة و مكا رمها” و “ا لإ ستقلا لية في المغرب العربي”. (محمد الطا هر بن عا شور ، 17 : 2010). و حسب محمد الطا هر بن عا شور ( 18 : 2010) كا ن علا ل الفا سي يكتب في مجلة الشها ب و هي ” حركة سلفية خطيرة ظلت في و قت الحرب الريفية منبرا من رجا ل ا لإ صلا ح الد يني في سا ئر المغرب” . كما  كا ن علا ل الفا سي عضوا في جمعية العلماء المؤسسة من طرف ا بن با ديس. و بناء على ما و رد بكتا ب (محمد الطا هر بن عا شور ، 19 : 2010)، كا نت لعلا ل الفا سي علا قة و طيدة مع المتنور شكيب أ رسلا ن الذ ي قا ل عنه أ نه كا ن أ با للحركة الو طنية.

لا يمكن الحد يث عن الشعور با لحرية في غيا ب الو حدة الو طنية و في غيا ب الشعور با لإ نتما ء إ لى الو طن.  يقول محمد الطا هر بن عا شور ( 18 : 2010) أ ن علا ل الفا سي بزغ في فترة ا حتد فيها الصراع بين ا لأ صا لة ا لإ سلا مية و تيا را ت التغريب و العو لمة.  و قد عرف الرازي (   470 : 1945 ، مشا ر إ ليه من طرف يحيى لعبد الله،  21 :  2005) ا لإ غترا ب لغة على أ نه يد ل على ا لإ بتعا د عن الو طن. و قد عرفه ا صطلا حا على أ نه ا لإ نتزا ع و ا لإ زالة ، كإ زالة أ و ا نتقا ل ملكية عن ما لكها ا لأ و ل لتصبح في ملكية شخص ا خر. و قد تصبح هذ ه الملكية غربية عن ما لكها ا لأ صلي. و حسب يحيى لعبد الله  (21 :  2005)، يشمل مصطلح التغريب أ و ا لإ غتراب النوا حي النفسية و الذا تية و ا لإ جتما عية. و قد يد ل بهذا المعنى على التصد ع الذ هني و ا لإ عتلا ل في الشخصية. و من نتا ئج ا لإ غترا ب أ ن ا لإ نسا ن يشعر بعد م قد رته على التأ ثير في المو اقف ا لإ جتما عية التي يتفا عل معها (يحيى لعبد الله،  23 :  2005). كما يشعر الفرد با لعزلة و بأ نه لا يملك مرشدا أ و مو جها لسلو كه و ا عتقا ده.  و تسمى هذه الحا لة  با لعزلة ا لإ جتما عية social alienation أ ي عد م ا لإ ند ما ج الفكري مع المجتمع لعد م قدرة الفرد على موا كبته فكريا و حضا ريا. و حسب (حيى لعبد الله،  33 :  2005)، يؤد ي ا لإ غترا ب عن الذا ت الفعلية إ لى إ زا لة “الصورة ا لأ نية أ و الما ضية للمرء”، بما في ذ لك ا لإ رتبا ط با لما ضي، مما يو لد لد يه الشعور با لكرا هية، كرا هية الذا ت و الخجل. و في نظر فروم (مشار إ ليه من طرف ، لعبد الله  ،21 :  2005)   ، يتطلب تحدي الفرد للإ غتراب  قدرته على  تحد ي الشعور با لعزلة و الشعور با لحرية ا لإ يجا بية التي تضمن القدرة على مما رسة الحرية و في الو قت نفسه لا يكو ن و حيدا. و قد أ كد المنددو ن با لعو لمة أ نها فعلا تؤد ي إ لى ا غترا ب المسلمين لأ نهم نشؤوا في بيئة لا توا كب متطلبا ت العو لمة. يقو ل زيا د عبد ا لله الدريس ( 57 : 2009) أ ن التوحيد الكوكبي الثقا في ا لإ جتما عي المستهد ف من طرف الولا يا ت المتحد ة ا لأ مريكية معتمدة في ذ لك على حلف النا تو يشكل خطرا على مصار الحضارات و على التنو ع الثقا في. و لهذا، يقول محمد الطا هر بن عا شور (24: 2010)  أ ن علا ل الفا سي كا ن حريصا على مقا و مة تيا ر التغريب المتمثل في التعرات العنصرية التي كا ن المستعمر يعمل على إ ذكا ئها بين العرب و ا لأ ما زيغ بصفتهم أ بناء الو طن المغربي. كما عمل علا ل الفا سي على تطعيم و تحصين الثقا فة ا لإ سلا مية و مقا و مة و محا صرة الثقا فة الإ جنبية القا أمة على مسخ الهوية المغربية عن طريق التعليم ا لأ هلي. و لتحقيق هذا الهذف، عمل علا ل الفا سي على مقا رنة الفقه ا لإ سلا مي با لفقه ا لأ جنبي بكتا به المشهور “مد خل لدرا سة النظرية العا مة للفقه ا لإ سلا مي و مقا رنته با لفقه ا لأ جنبي (حيى لعبد الله،  22 :  2005) . يقو ل محمد بلبشير لحسني بمؤلف الشيخ محمد الطا هر بن عا شور (25  : 2010) أ ن الكا تب و المجا هد  علا ل الفا سي قضى أ كثر من 24 سنة  و هو يدا فع عن مكا رم الشريعة ا لإ سلا مية و مقا صد ها و عن الحرية و العقيدة. و يقو ل محمد بلبشير لحسني (25  : 2010) أ يضا أ ن الكا تب و المجا هد  علا ل الفا سي و ا بن عا شورركزا على موضو ع الحرية في بعض كتبهما لما تفتحه من أ بوا ب في تحرير العقو ل و رقي المجتمعا ت .و سأ عمل على عرض مجمو عىة من المعطيا ت التي سو ف ا ستخلصها من العينة المستهذ فة با لبا ب الثا ني من هذا البحث لمعرفة مد ى تأ ثير التيا ر ا لسلفي على المنها ج الذ ي تم العمل به با لمؤ سسا ت التعليمية ذا ت التو جه السلفي على بنية ذ هنية العينة المستهذ فة  و عن تصو رها للأ سس الد يمقرا طية و مما رستها لها.

و الملا حظ أأ ن المفكرين ظلوا أ و فيا ء لد ينهم ا لإ سلا م  في العصر الحد يث و بأ نهم لم يقد موا نقيضا لروح التيا ر السلفي و لم يعتنقوا  مبا دئ التيا ر الليبرا لي المعتق من الد ين كما كا ن عليه فلا سفة التنو ير الفرنسي. فا لمملكة المغربية د و لة إ سلا مية و هي بذ لك لا تتو فر على أ ضية مسيحية “كنسية” تستو جب النفور من المؤ سسة الد ينية أ و على بنيا ت  تما رس القهرعلى المو اطن المغر بي  كما كما كا ن الشأ ن بأ رو با خلا ل القر ن الثا من عشر و قبل قيا م ثورة 1789. و لذ لك، لم يد عو المفكرو ن إ لى الحرية على أ نها محا لة للتحرر من المؤسسة الد ينية. لكنهم لم يضعوا مقو لا ت التنو ير الفرنسي في إ طا ر سيا ق الشريعة أ يضا. و يمكن الرجوع إ لى د ستور المملكة المغربية لسنة 1963 لفهم مضمو ن هذه المقولا ت. يمكن القول أ يضا أ ن طبيعة الإ جا با ت التي قد مها المفكرون  خلا ل العصر الحذ يث لبناء التصور حول الد يمقراطية تتسم با لثنا ئية النا تجة عن الموا قف المختلفة من الغرب. فجاءت ا لإ جا با ت المتضمنة في الفكر السيا سي مشا بهة للإ جا با ت التي تقدم بها المفكرون في عصر النهضة با لمشر ق العربي أ ي بمصر و سوريا على الخصو ص و إ ن كا  نت الفترة التا ريخية متأ خرة قيا سا مع الفترة الزمنية بهذه الد ول.

و قد كا ن علا ل الفا سي يسير يؤمن بمفهو م المقو لا ت التنو يرية كما و رد ت با لقرا ن الكريم. فمن مزا يا العد ل با لنسبة لعلا ل الفا سي أ نه يكفل حيا ة أ منة للفرد. و هي كذ لك في القرا ن الكريم.  و قد عرف فهد بن عبد ا لله الربيع الما لكي و مبارك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي (  21 : 2013 ) العد ل بمفهو مه ا لإ سلا مي على أ نه مبدأ و أ سا س تا بت لنظا م الحكم ا لإ سلا مي المستمد من سيرة الرسو ل صلى ا لله عليه و سلم و من الحلفاء الرا شد ين. و الجد ير با لذ كر أ نه جاء في قو له تعا لى: “و إ ذا حكمتم بين النا س أ ن تحكموا با لعد ل’ ( سورة النساء 58 ). و يعتبر العد ل البنيا ن الذ ي على أ سا سه يمكن فهم المسا وا ة في ا لإ سلام. فقد يستلزم ا لإ قرار با لمسا واة عدم تفضيل ا لأ فراد عن بعضهم  بسبب ا لإ نتماء الطبقي أ و الجنسي أ و العرقي، إ ذ أ نه لا يو جد أ ي فرق بين عربي و أ عجمي إ لا با لتقوى . قد يمكن إ ثبا ت ذ لك با لرجو ع إ لى سورة الحجرا ت ا لأ ية .12

المنا ضل المختا ر السو سي:  

يعتبر المختار السو سي منا ضلا و عا لما مغربيا. وقد توفي حسب ما أ كده (تيبر و ا خرو ن ، 562: 1973 ) في عا م 1963 .

كما  نشر عدة كتب من بينها  ” سو س العا لمة”  في سنة 1960 . و كا ن الهذ ف من وراء ذ لك هو القيا م بأ عما ل لإ صلا حية و التأ ريخ لإ قليم سو س بد ءا من القرن الخا مس الهجري حيث تم تإ سيس مد رسة أ كلو. و قد أ هله  إ لما مه با لعلو م الد ينية  مسا همته  في نهضة سو س العا لمة. قا ل المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (تيبر و ا خرو ن ،  560 : 1973 ) :” هذا و إ نني- أ نا ذ لك السو سي المو لع با لتا ريخ منذ نشأ ته- لأ بذ ل كل ما في إ مكا ني للكتا بة عن با د ية سو س، منذ نفيت إ ليها في مختتم 1355 هجرية إ لى أ ن أ فرج عني ا لإ فرا ج التا م في مختتم 1364 هجرية….فقد سو دت في (إ لغ) مسقط رأ سي ، حيث أ لزمت العزلة عن النا س أ جزاء كثيرة تنا هز خمسين جزءا في العلماء و ا لأ دباء و الرؤساء، و ا لأ خبا ر و النوادر و الهيئة ا لإ جتما عية. و ما هذا الكتا ب ( سو س العا لمة)  إ لا و احد من تلك ا لأ جزاء، و كلها مقصورة على أ داء الواجب علي من إ حيا ء تلك البا د ية التي سبق في ا لأ زل أ ن كنت ا بنا من أ بناءها. و يعلم الله أ نه لو قدر لي أ ن أ كو ن ابن تا فيلا لت أ و درعة أ و الريف …لرأ يت الوا جب علي أ ن أ قو م بمثل هذه هذا العمل نفسه لتلك النا حية التي نبتت نبعتي فيها” .

و بصفة المختا ر السو سي مصلحا ا جتما عيا و سيا سيا، فقد د عا  إ لى تسليط الضوء على البوادي با لمملكة المغربية من أ جل بناءها إ سوة با لمد ينة.يقو ل المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (تيبر و ا خرو ن ،  559-  560 : 1973 ) ” كم سجلما سي و درعي و ريفي و جبا ليو أ طلسي و تا د لي و د كا لي و شا وي يمر با سمه المطا لع أ ثناء الكتب ؟ و كم مدارس و زوا يا علمية إ رشا د ية في هذه البوا دي ( البوا دي المغربية) لا تزال ا ثا رها إ لى ا لأ ن ما ثلة للعيو ن؟ …فأ ين ما يبين كنه أ عما لها و تضحية أ صحا بها و ما فا ساه أ سا تذ تها و أ شيا خها في تثقيف الشعب و تنو ير ذ هنه و تو جيهه التو جيه ا لإ سلا مي بنشر القرا ن و الحد يث و علو م القرا ن و الحد يث من ا للغة و البيا ن و الفقه و سيرة السلف الصا لح؟ أ فيمكن أ ن يتكو ن التا ريخ العا م للمغرب تا ما غدا إ ذا لم يقم أ بناء اليو م –و العهد لا يزا ل قريبا ….بجمع كل ما يمكن جمعه ، و تنسيق ما لا يزا ل مبعثرا بين ا لأ ثا ر و منتشرا أ ثناء المسا مرا ت؟”

و من أ هم ا لأ عما ل التي قا م بها المفكر المختا ر السو سي د عوته   إ لى التضا من على صعيد العا لم ا لإ سلا مي. و تعتبر الد عوة إ لى التضا من بمثا بة الد عو ة إ لى تحقيق إ ثبا ث الذا ت و الهو ية الو طنية في ظل نظا م استعما ري استبدا دي يهذ ف إ لى طمس معا لم الشخصية المغربية و الحط من كرا متها ا لإ نسا نية. و قد أ كد المختا ر السو سي ( مشا ر إ ليه من طرف السو سي تيبر و ا خرو ن ،  561 : 1973 ) أ همية تضا من ا لأ مة المغربية في مقا ل له تحت عنوا ن ” هل نعرف تا ريخ البا د ية المغربية؟” . قا ل: “إ نني من الذ ين يرو ن المغرب جزءا لا يتجزأ ، بل أ رى العا لم العربي كله من ضفا ف ا لأ طلسي إ لى ضفا ف الرا فد ين و طنا و احدا، بل أ رى جميع بلا د ا لإ سلا م كتلة مترا صة من غرب شما ل إ فريقيا  إ لى أ ند و نيسية، لا يد ين بد ين ا لإ سلا م الحق من يرا ها بعين الو طنية الضيقة التي هي من بقا يا ا لإ ستعما ر الغربي في الشرق”

و قد يذهب المختا ر السو سي ا بعد من ذ لك بد عوته للتضا من على الصعيد العا لمي.  و قد أ كد المختا ر السو سي (مشا ر إ ليه من طرف ، تيبر و ا خرو ن ،  560 : 1973 ) على أ همية تضا من ا لإ نسا نية جمعاء قا ئلا: ” إ نني أ رى ا لإ نسا نية جمعا ء أ سرة و احدة ، لا فضل فيها لعربي على عجمي إ لا با لتقوى و النا س من ا دم و أ دم من تراب. و قد استدل المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (السو سي تيبر و ا خرو ن ،  563 : 1973 ) با لأ ية القرا نيية التا لية لإ ثبا ت أ ن النا س سوا سية في الخلقة و إ ن سا همت المؤ سسا ت السيا سية في و ضع حوا جز بينهم. كما أ نه لم يغفل العا مل الد يني الذي يستو جب و ضع الحا جز بين ا لإ نسا ن و أ خيه ا لإ نسا ن بسبب العقيدة. و بصفته مسلم يدا فع عن ا لإ سلا م فإ نه يؤكد على إ لغاء صفة ا لأ خوة بسبب ا لإ عتقاد مستذ لا في ذ الك بقو له تعا لى: “يا أ يها النا س إ نا خلقنا كم من ذ كر و أ نثى و جعلنا كم شعو با و قبا ئل لتعا رفوا . إ ن أ كرمكم عند الله أ تقا كم”.

عبد ا لله كنو ن:   

إ ذا كا ن ( تيبر و ا خرو ن ، 575: 1973 ) يعتبرون بأ ن  عبد الله كنو ن مؤ رخ و عا لم أ ديب و مصلح مغربي “معا صر”، فإ نني أ عتبره بمثا بة مفكر با رز حد يث في ظل عا م 2013 . درس عبد الله كنو ن في القرو يين و سا هم في إ نشاء المدا رس العربية الحرة و مبشرا  لأ فكا ر إ صلا حية بطنجة. يقو ل تيبر و ا خرو ن (576: 1973 ) أ ن قصة ا لأ د ب المغربي في سطور لعبد الله كنو ن هو فصل من كتا ب العصف و الريحا ن الذي تم نشره بتطوان  في سنة 1969. و قد جمع عبد الله كنو ن في هذا الكتا ب مقا لا ت و أ بحا ث عمل على نشرها سا بقا في بعض المجلا ت ا لأ د بية.

و من أ هم ما قا م به عبد الله كنو ن العمل على تزكية الثرا ث المغربي لما له من أ ثا ر با لغة على إ ثبا ث جدا رته في أ ن يكو ن مصد ر حقو ق و هوية الموا طنين المغا ربة. و لتحقيق هذا الهذ ف، عمل عبد الله كنو ن على إ ثا رة ا لإ نتبا ه إ لى مجمو عة من العلماء المغاربة  الذ ين تم الرمي بهم في طي النسيا ن على الرغم من أ نهم سا هموا في  التنمية بمختلف أ شكا لها بالمغرب. يقول ا لمفكر المغربي عبد الله كنو ن ( مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ،570: 1973 ) أ ن عددا كبيرا من مؤرخي ا لأ د ب العربي لم يستطيعوا أ ن يغمضوا أ عينهم عن المشا ركة الفعا لة لعدد و افر من المفكرين المغا ربة في بنا ء صرح المد نية العربية ، بما لها من مقو ما ت فكرية و تجا رب علمية.  و قد أ شا ر عبد الله كنو ن إ لى مبد عين مغا ربة في مجا ل العلو م. قا ل. ” و حسبنا أ ن نذ كر أ ن الجغرا في العربي الو حيد الذ ي ترك لنا أ ثرا علميا في الجغرا فيا لم يكتب مثله بعد ( بطليمو س) اليو نا ني كا ن عا لما من المغرب و هو ا لإ د ريسي الشهير . فإ ذا أ ضفنا إ ليه الرحا لة العا لمي  ا بن بطو طة ، كا ن أ هم ما يعتز به الترا ث العربي في هذا الصدد منشأ ه من المغرب. و في علو م الطب و الكيميا ء و الطبيعة و الريا ضيا ت ، حسبنا أ ن نذ كر ا سم المرا كشي الذ ي نجد ا سمه- مع ا لأ سف- معرو فا عند الغربيين أ كثر من أ بناء جلد ته العرب، و كذ لك ا بن البنا ء العد دي الذ ي له في الحسا ب و الجبر و الفلك مؤ لفا ت لبتث عهو دا طو يلة مما يعتمد عليه في درا سة هذ ه العلو م بأ رو با قبل المغرب و البلا د العربية كا فة.

كما أ شا ر عبد الله كنو ن إ لى  مبد عين مغا ربة تم إ هما لهم في مجا ل النثر. يقو ل عبد الله كنو ن (  مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 574 : 1973 )  أ نه را فق النثر و تطوره في المملكة المغربية عد ة أ شكا ل أ خرى. فقد ظهرت الصحا فة ا لأ دبية و تطورت و بذ لك ظهرت المقا لة ا لإ جتما عية و السيا سية.  و ظهرت البحو ث التا ريخية و اللغو ية و القص و ا لأ قصو صة .

….أ ما في الفترة الرا هنة و هي ما نعبر عنه با لعصر الحد يث، فإ ن ا لأ دب أ خذ يتطور …..و لم يعد ا لأ دب فنا مسخرا لخد مة الرؤساء و الملو ك و لا تزجية للو قت عند من لم ينزل بأ د به لمستوى الشعراء الما د حين و الكتا ب المتكسبين ، بل صا ر د عو ة و مذ هبا و تعبيرا صا دقا ( عبد الله كنو ن :  مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 570 – 571: 1973 )

.

يقو ل  عبد الله كنو ن ( مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 570 – 571: 1973 )…..و كما كا ن الحا ل في الشرق العربي، ….فإ ن الشعر السيا سي الو طني هو أ ول ما ظهر من أ لوا ن التجد يد في مو ضو عا ت ا لأ د ب ، و ذ لك أ ن طا ئفة من شبا ب الجيل النا شئ في عهد الحما ية لما رأ وا البلا د ترزح تحت نير الحكم ا لأ جنبي أ خذ تهم العزة الو طنية و الحمية العربية ، فصا روا يغنو ن شعرا كله ثورة على الو اقع ا لأ ليم و يد عو ن إ لى مقا و مة التد خل ا لأ جنبي و تذ كير الشعب بمجده و تا ريخه العظيمين مما أ دى إ لى إ ذكاء الو عي القو مي في نفو س الجما هير الشعبية، و شنها غا رة شعواء على ا لإ ستعما ر و أ عوا نه  حتى تخلصت البلا د من برا ثينه و انتفضت ا نتفا ضتها الخا لدة التي أ عا د ت إ لى المغرب حريته و استقلا له

& “الديمقرا طية هي الضما ن لقيا م مجتمع الحرية”:  مفهو م الحرية با لنسبة للمفكرين المنتمين للتيا ر السلفي

لم يعمل  بعض مفكري عصر النهضة العربية شأ نهم في ذ لك شأ ن علا ل الفا سي على ا قتبا س مفهوم الحرية من مصا در غربية بل كا ن لقر أ ن الكريم ، مصا در ا لإ لها مهم ، مما يو لد ا قتنا عا بأ ن  العا لم الإ سلا مي كا ن مد عوا لمما رسة الحرية بنا ء على ما و رد با لقر ا ن الكريم قبل أ ن تد عو لها ا رو با  بكثير. فقد  يرى (قا سم عبد العزيز: 10:  2007)  أن لفقهاء الملة و علمائها بحوث عميقة و مستفيضة في حرمة الإ كراه وتجريمه و التنديد با لإ ستبداد بكل أ شكا له .

فد عما  للرأ ي القا ئل بأ ن مفهوم الحرية با لعا لم العربي سواء في العصر الحديث أ و الحا لي لم يكن علما نيا محضا، فإ ن  (عبد ا لإ لا ه بلقزيز ،  309 :  1998) مشا ر إ ليه في (محمد حسن السر غيني ،  33 :  2007 ) يؤكد على أ ن المجتمعا ت ا لإ سلا مية  تقبل التطور التقني لكنها تر فض أ ي أ فكا رثو رية  متعلقة با لعقا ئد الد ينية. و لهذا، لم يكن مضمو ن “الحر ية ” لد ى فلا سفة التنوير خلا ل القرن الثا من عشر يوازي مفهو م “الحرية” لدى المفكرين با لعا لم الإ سلا مي. و خلا فا للحضارة الغر بية الحد يثة، تهذ ف ا لشر يعة ا لإ سلا مية في ر أ ي ( محسن أ ل عصفور ،  31: 2006) إ لى تحرير ا لإ نسا ن من مغر يا ت ا لإ ستجا بة لشهوا ته الحيوا نية. و السبب في ذ لك هو أ ن ا لإ نسا ن لا يمكنه أ ن يغير من الو اقع شيئا إ ذا كا نت يدا ه طليقتا ن و إ ذا كا ن عقله و إ نسا نيته اللذا ن يميزا نه عن الحيوا ن معتقلا ن عن طر يق حيو ينته. ( محسن أ ل عصفور ،  31: 2006). و هذا يعني أ ن الشريعة ا لإ سلا مية في نظر النهضو يين الد اعمين للتيا ر السلفي قد و ضعت فا رقا بين حرية ا لإ نسا ن العا قل الذ ي يسير و فق خطى الد ين ا لإ سلا مي و حر ية ا لإ نسا ن الذ ي ينسا ق و راء الشهوا ت. فإ ذا كا نت الحرية تسمح لكل من ا لإ نسا ن و الحيوا ن  أ ن يتصرفا بإ را دتهما، إ لا أ ن إ را دة الحيوا ن تكون د و ما مسخرة لخد مة شهوا ته في حين تكو ن إ را دة ا لإ نسا ن مقيدة با لقدرة على التغلب على شهوا ته و على ا تخدا م منطقه العقلي ( محسن أ ل عصفور ،  31: 2006). و يضيف محمد صا لح المسفر ( 10 : 2005) قا ئلا بأ ننا نحن في العا لم ا لإ سلا مي لسنا في حا جة إ لى هذا لأ نه لا يو جد عند نا صراع بين الد ين و العلم و بين العقيدة و الفكر. “فا لعلم عند نا د ين و الد ين علم”. و قد ا ستد ل محمد صا لح المسفر ( 10 : 2005) با ية قرا نية لإ ثبا ث حرية العقل با لشريعة  بأ ية قرا نية، حيث قا ل تعا لى: “ها توا برها نكم إ ن كنتم صا د قين”  ) البقرة: 111).

مفهو م الحرية با لنسبة للمفكرين المنتمين للتيا رالعلما ني:

فهم جو ن لو ك للحرية

و خلا فا لهذا المنظور ا لإ سلا مي للحر ية، مهد فلا سفة التنو ير لتأ سيس منظور أ خر لها بعيدا كل البعد عن المعتقد الد يني. يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن مفهو م الحرية خضع لكثير من التغيير في عصر النهضة الأ رو بية و با لخصو ص في تصورات ما يسمى با لنز عة الإ نسا نية . يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن ا لنز عة الإ نسا نية  قا مت على رد الإ عتبا ر إ لى الفرد البشري و تحريره من الشعور با لخطيئة الأ صلية: خطيئة ا دم الأ صلية. يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن ا لنز عة الإ نسا نية  قا مت على تحرير الفرد من قبضة الكنيسة و هيمنتها على حيا ته الرو حية. و يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن ا لنز عة الإ نسا نية  قا مت على تحرير جسد الفرد و حما يته الما د ية  من قبضة  سلطة الأ ميرو من نز عة استعبا د النا س بعضهم لبعض. و في هذا الصدد،  يضع (عزيز حدا دي: 149:    2012  ، مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 )  الندا ء  بالحرية  في العا لم الغر بي في جو هر الثورة ضد الكنيسة و النظا م  . و في هذا الصدد أ كد الكا تب  أ ن الثورة يجب أ ن تنتهي إ لى السعا دة لأ نها تنتقل با لإ نسا ن من حا لة العبو د ية  إ لى الحرية و من العد مية إ لى الو جو د في إ طا ر جد لية التا ريخ. و يقو ل محمد صا لح المسفر ( 10 : 2005) أ نه كا ن هنا ك كهنو ت متحكم في المجتمع، و كا نت الكنيسة تتحكم في الحياة و أ يد ت الملو ك ضد الشعوب الجمو د ضد التحررو أ يد ت  الجهل ضد العلم. 

و يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ نه كا ن هنا ك اعترا ف لدى منظري فلسفة الحرية الأ وا ئل في الغرب بأ نهم  إ زاء مفهو م معقد يسمى الحرية. إ ن مفهو م الحرية  قا بل للعد يد من التفسيرا ت و با لتا لي، لا يمكن فهمه بشكل عقلا ني (جون لو ك). يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن النظر إ لى الحرية با لمجتمعا ت المسيحية  قبل عصر النهضة  الأ رو بية كا نت مرتبطة بمفهو م الإ نسا ن المثأ ثر با لنظرة الإ يما نية .فمثلا، .يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن جون لو ك (1588 – 1679 ) أ كد في كتا به محا و لة في الفهم  البشري أ ن الحرية ينبغي أ ن تستخد م لأ هذاف ذات معينة من أ جل  الحصو ل على السعا دة الأ بد ية  لأ ن الله لم يخلقنا بدو ن دليل أ و غا ية و بأ ن الإ لتزام بقوانين الله و أ و امره يحدد حريتنا حيث يحقق لأ رواحنا الفلا ح الأ بد ي و السعا دة الأ بد ية. و على هذا ا لأ ساس، يمكن القو ل بأ ن جو ن لو ك غا ص في متا ها ت فلسفية كا ن لها كبير التأ ثير على تصور الموا طن للحياة بشكل عا م.  فنظرة  جون لو ك (1588 – 1679 ) إ لى الحرية تقو م على اعتبا ر أ ن ا لإ تسا ن محدد بواسطة إ را دة الله و قا نونه

فهم فو لتير للحرية

من المعرو ف أ ن فلسفة التنو ير الفر نسي تصد ت للكهنو ت و النظم الملكية  و كا فة العقا ئد و النظم  القا ئمة على  التعصب والخرا فة و الجهل و الهو ى. و يمكن وضع فو لتير ضمن الفلا سفة التنويريين المطا لبين با لعقلا نية و العلما نية و فصل الد ين عن الدو لة.  فحسب فا رو ق القا ضي ( 150: 2004 )  ا عتر ف لو يس السا د س عشر أ نه كا ن الفضل لفو لتيرلشعل فتيل الحر ية بفر نسا خلا ل القر ن الثا من عشر، إ ذ لما تو في فو لتير سنة 1791، أ حا ط   لو يس السا د س عشر بنعشه ما ئة أ لف رجل و ا مرأ ة و كتب على العر بة التي تحمل الجثما ن: “أ عطى فو لتير العقل قوة دافئة عظيمة أ عد نا و هيأ نا للحر ية “. فقد كا ن فو لتير من البو ر جو از ية النا شئة، و لهذا كا ن يهتم با لحر ية كمجا ل يخلص ا لإ نسا ن من تسلط الكنيسة. و لم يكن  فو لتير يهتم با لمسا و اة كما كا ن الشأ ن با لنسبة لجا ن جا ك ر و سو  (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 )، بل  أ ججت الكنيسة  غضب فو لتير و سخطه لعدة ا سبا ب. ففي سنة 1747 ، تم الحكم على امر أة في كو لو كو ز بد فع غر امة قيمتها  ثلا ثة  ا لا ف فر نك لأ نها ا ستعا نت سا عة الو ضع بقا بلة بر و ستا نتينية  (فا رو ق القا ضي ،149: 2004 ).  كما  تسببت الكنيسة في إ لحا ق الضرر بأ ب شا ب ا عتقد ت أ نه قتل ا بنه. فكل ما في ا لأ مر أ ن الشا ب ا لبر و ستا نتيني ا نتحر لفشله على الحصو ل على و ظيفة لأ سبا ب طا ئفية. و لما ا د عى أ بو ه أ ن و فا وة ا بنه كا نت طبيعية، ا تهمته الكنيسة بقتل ا بنه ليمنعه من ا عتنا ق الكا تو ليكية . أ لقي القبض على ا لأ ب و ما ت تحت التعذ يب سنة 1761 (فا رو ق القا ضي ،149: 2004 ).ا تهمت الكنيسة  أ يضا فتي يبلغ السا د سة عشر ة بتشو يه الصليب، فقطع ر أ سه و تم ر مي جسد ه في النا ر (فا رو ق القا ضي ،149: 2004 ). و لهذا، ا تخذ فو لتير مو قفا معا د يا من الكنيسة لأ نه كا ن يعتقد أ نها تنا قض المبا دئ الد ينية الحقيقية. و قد حكي أ نه  في سنة 1778 ، أ ثا ر قسيس غضب فو لتير لما  طلب منه أ ن يو قع ا عتر افه با لمذ هب الكا تو ليكي. فأ ملى فو لتير بيا نا على سكر تيرته جا ء فيه: ” أ مو ت على عبا دة الله و محبة أ صد قا ئي و كر اهية أ عدا ئي و مقتي للخرا فة و ا لأ سا طير الد خيلة على الد ين  (فا رو ق القا ضي ،149: 2004 ). و حكي أ يضا أ نه لما كا ن فو لتير على و شك المو ت ببا ريس، جاء قسيس ليسمع ا عترا فه. فلما سأ له فو لتير: “من أ رسلك؟” ، أ جا به القسيس: “ا لله”.  فصر فه فو لتير لأ نه لم يستطع ا ن يقد م له ما يثبث ذ لك  (فا رو ق القا ضي ،149: 2004 ). و نظرا لر غبة فو لتير الملحة في تحقيق الحر ية من ا ستبدا د الكنيسة، ر فضت السلطا ت د فنه  في مقبرة مسيحية (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ).

مفهمو م جون لو ك للحر ية

وإ ذا كا ن مفهوم الحرية جا ئلا في ا لأ ذ ها ن منذ عصور خلت، فإ نه ا كتسى طا بعا خا صا مع جون لوك  (1588 – 1679 )   . فإ ذا كا ن مفهوم الحرية يرتبط مثلا  في المعا رف ا لأ صلية الد ينية بمكا رم ا لأ خلا ق، فإ نه أ صبح مع جو ن لو ك ملا زما لإ را حة الضميرالنا تجة عن فعل ما يتوجب على الشخص فعله. فا لإ نسا ن يصبح حرا عند ما يحقق ما يجب عليه تحقيقه. كما أ ن هذا الفعل يلزم ا لإ نسا ن با لمسؤولية أ ما م الله كمشرع تجا ه أ خيه ا لإ نسا ن.  يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن نظرة  جون لو ك (1588 – 1679 ) للو ضع الطبيعي للأ شخا ص الذ ين  يما رسو ن  فيه الحرية هو و ضع يشعر فيه الموا طنون با لمسؤو لية إ زاء القا نو ن الطبيعي. و قد يقتضي الو ضع الطبيعي الذ ي يعتبر حسب  ( جون لو ك ، 1588 –   1679  : مشا ر إ ليه من طرف (عبد العلي حا مي الد ين ، 18 : 2012)  و ضعا طبيعيا  ا لتزا م الأ فراد بعدم إ لحا ق الضرر بحيا ة الأ خرين و سلا متهم و حريتهم و أ موا لهم و مشا عرهم. و يعني هذا أ ن (جون لو ك ، 1588 – 1679 ) لا يعتبر الو ضع الطبيعي الذي يتمتع فيه النا س با الحرية الطبيعية و ضعا فو ضو يا. فعلى الرغم من أ ن النا س يتمتعو ن بحرية طبيعية قير محدو دة، فإ نهم ليسوا أ حرارا كي يقضي كل و احد منهم على الا خر (عبد العلي حا مي الد ين ، 18 :  2012). و   يضيف (عبد العلي حا مي الد ين ، 18 : 2012) أ ن نظرة  جون لو ك (  1588، – 1679 ) تعتبر أ ن الو ضع الطبيعي للأ شخا ص الذ ين  يما رسون  فيه الحرية يعني الشعور با لمسؤو لية إ زاء القا نو ن الطبيعي و بأ ن هذا الو ضع  ينجم في الحقيقة عن شعو رهم با لمسؤو لية أ ما م الله كخا لق و كمشرع.

مو نتيسكيو Montesquieu: فصل السلط من أ جل تحقيق الحرية

الملكية القد يمة

كا نت الملكية القد يمة مستبد ة في مبا د ئها و ليس في و سا ئل حكمها و لم يكن با لإ مكا ن منا قشة كل قر ارا تها  (فا رو ق القا ضي ،158: 2004 ) ، فسا همت فلسفة التنوير في العصر الحد يث في تقليص سلطتها.  و قد كا ن مو نتيسكيو Montesquieu من الد عا ة ا لأ وا ئل الذ ين نا دوا بفصل السلط.. ينطلق مو نتيسكيو Montesquieu  مثلا  في كتا به  روح القوالين     l’Esprit de Loi  لسنة  1748من القو ل بأ نه  من سما ت النظا م المطلق أ ته يقو م على ا لإ تفرا د بمما رسة السلطة  التي تؤ دي حتما إ لى الإ ستبد اد. ولهذا،  يعتبر مو نتيسكيو Montesquieu 1748)  أ ن للد و لة و ظا ئف يعهد بها إ لى أ جهزة مختلفة و متبا ينة لحما ية المواطنين من القهر السيا سي. و  قد تطر ق المفكرو ن السيا سيو ن في العصر الحد يث بأ روبا  إ لى أ شكا ل الحكم و إ لى الكيفية التي توزع بها  الو ظا ئف بين مختلف السلطا ت السيا سية في الد و لة تتمثل في في التشريع، في  سن القا نو ن و تطبيقه و كذ لك في الفصل في النزا عا ت على أ سا س القا نو ن   (امحمد ما لكي ،1992 ). فبم أ ن التظا م السيا سي بإ نكلترا كا ن يسمح للفرد بمما رسة كا مل حريا ته فقد كا ن لذ لك و قع على طبيعة الحكم به المتمثل في فصل السلطا ت.

  & “الديمقرا طية هي الضما ن لقيا م  العدا لة”:

مفهو م جو ن جا ن جا ك ر و سو للمسا واة

كا ن جون جا ن جا ك ر و سو يؤ من با لعمل د و ن خشية الز ج با لبلا د في ثو رة على مشا عر ا لإ خا ء لإ عا دة تو حيد العنا صر ا لإجتما عية التي بعثر تها ا لإ ضطرا با ت و القو ا نين القد يمة . ٌقا ل: “فلنتخلص من القو ا نين و بعد ئد، يحصل النا س على حكم المسا واة و العد الة  (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). كا ن جو ن جا ن جا ك ر و سو  المتحد ث الر سمي با سم المضطهد ين يد عو إ لى المسا واة الكا ملة  (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). و تعو د د عو ة جا ن جا ك رو سو إ لى المسا واة لكو نه  جا به الفوا رق في مختلف حيا ته (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). فقد   ما تت أ مه  و هي تلده. كما  هجره أ بو ه و هو في العا شر ة من عمر ه. لذا، كا ن يبحث عن المسا واة لأ نه كا ن يحس با لإ ضطها د يلا حقه   (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). أ كد (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ) أ نه عند ما كا ن فو لتير غا رقا في النضا ل ضد الخر افة و طغيا ن الكنيسة، لم يكن يتو قع أ ن تقبل فر نسا بحما س على فلسفة جا ن جا ك ر و سو الذ ي كا ن يهز المشا عر من جنيف إ لى با ريس بقصص عا طفية و منشو را ت ثو رية في حر به ضد الظلم ا لإ جتما عي و الفسا د السيا سي  (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ).

 لقد عملت عا  طفة ر و سو النبيلة و عقل فو لتير القو ي على تحو يل التمر د إ لى ثو رة (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ).

يقو ل فا رو ق القا ضي ( 147: 2004 ) أ ن  الطبيعة كا نت هي ا لأ قر ب إ لى الحس با لنسبة لجو ن جا ن جا ك رو سو أ ثناء دعو ته إ لى المسا وا ة، لأ ن الطبيعة كا نت با لنسبة له ا لأ كثر ا ستقلا لا و ا لأ بعد عن الغيبيا ت. أ ما العقل، فقد با ت أ ميل إ لى التحليل منه إ لى التبر ير، و قد يتسم با لر فض أ كثر مما يتسم با لقبو ل. و قد  يعلن جو ن  جا ن جا ك ر و سو أ ن التفكير يتنا قض مع الطبيعة ا لإ نسا نية   (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). فلم يؤ من رو سو با لعقل إ لا قليلا  و لهذا، فإ نه د عا  فو لتير للعو دة إ لى الطبيعة لتجا وز الفوا رق الطبيعة حيث كا ن يعيش ا لإ نسا ن إ لى جا نب الو حو ش و الحيو انا ت  (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ). وكا ن  جا ن جا ك ر و سو و هو يد عو إ لى المسا واة يميل إ لى العو اطف و أ لى ر يا ضة القلب و المحبة  و ينكر العقل    (فا رو ق القا ضي ،150: 2004 ).

الفكر المغربي في العصر الحا لي:

الصحا فيو ن المغا ربة بصفتهم فلا سفة متنورين با لعصر الحا لي

فالحقيقة أ ن المملكة المغر بية لا تتو فر في العصر الحا لي على مفكر ين سيا سيين ثوريين من أ مثا ل مو نتسكيو   Montesquieu  و فو لتير Voltaire  و  جا ن جا ك رو سو…Jean Jacques Rousseau  لكي يعبروا عن تصورا تهم  عن طريق ا متلا كهم لفلسفة تسير في نسق مو حد و  منظم و معقلن كما كا ن  الشأ ن  عليه خلا ل العصر الحذيث في البلدا ن الغر بية.

و عو ضا عن ذ لك ، لعبت الصحا فة دو را قيا ديا في مجا ل تنوير الرأ ي العا م . لكن أ هل الفكر و الرأ ي و الرؤية  من الصحا فيين المغا ربة أ توا بفلسفة مقتبسة من السيا سة الغربية من أ جل التصدي لما شهد ته المملكة المغر بية من تحد يا ت ا قتصا د ية و ا جتما عية بد عمهم لثورة السا بع عشر من شهر فبرا ير من عا م 2011.  و قد و جد ت مطا لبهم  صدى في فلسفة التنو ير الفلسفي الد ا عية إ لى العدل و المسا واة و الحرية. و قد سا هموا من خلا ل ترد يد هم لهذه المقو لا ت في ترسيخ التصور الغربي  للمبا دى الد يمقرا طية في العصر الحا لي.

و في سيا ق الحد يث عن الد ور الذ ي لعبه الصحا فيو ن المغا ربة بصفتهم “فلا سة تنو يريين” في العصر الحا لي، يمكن القو ل بأ نهم قد سا هموا في تحريك الرأ ي العا م و في تحقيق  الربيع العربي  با لمملكة المغربية. فقد اتضح جليا للعيا ن أ ن  طمو ح الموا طنين المغا ربة لإ قا مة  تظا م د يمقرا طي با لمملكة المغربية لم ينته بمجرد حصو ل المغرب على الإ ستقلا ل و إ قا مة  نظا م د ستوري به بل امتد هذا الطمو ح إ لى غا ية عصرنا الحا لي. و قد حظي هذا الطمو ح بحظ و افر من الد عم من طر ف و سا ئل ا لإ علام مما بر تب عليه  ا ند لا ع ثو رة 17 فبرا ير لسنة   2011 و التي لا زا لت مو ضو ع الحد يث و الكتا بة و التحليل من لدن صحا في العصر الحا لي على الصعيد العا لمي. يتسا ءل عبد الحميد جما هري (20 : 2012)  إ ذا كا نت حر كا ت الر بيع العربي  قد سا همت فعلا في عملية تنوير الجما عا ت، فكا ن الجوا ب با لإ يجا ب حيث أ نه على الرغم من أ ن  حر كة الر بيع العر بي لم تتم با لمملكة المغربية انطلا قا من كتا با ت فلسفية ها مة تم التنظير لها مسبقا لفترة طويلة كما حد ث بفرنسا خلا ل القرن الثا من عشرإ لا أ نها تتو فر على صحا فيين أ با نوا عن كفا ئتهم في مجا ل تنوير الجما عا ت ليس فقط في المدن المغربية بل في البوا دي و القرى أ يضا. فالدور الذي لعبه الصحا فيون في اند لا ع 17 فبرا ير 2011 شبيه با لد ور الذي لعبه فلا سفة الأ نوار خلال القرن التا سع عشر.

& تو فر الد ولة المغربية على و سا ئل إ علا م ها مة

فالمملكة المغر بية تتو فر على و سا ئل إ علا م ها مة . فقد  يتو فر المغرب على سبعة و عشرين محطة اعلا مية ( وكيبيد يا). و يتو فر المغرب أ يضا على ستة وثلا ثين مطبو عة صحفية تطبع جرائدها بشكل رئيسي با للغة العربية و ا لفرنسية و الأ ما زيغيية و الإ سبانية و الإ نجليزية، با لإ ضا فة إ لى  أ ن 70 في الماءة من الصحف تو جد في المغرب في ملك الغير. .( ورد بوكيبيد يا).

& د عم الد و لة المغربية  لحرية الإ علا م

و الجد ير با لذكر أ ن الد ولة المغربية سا همت كثيرا في ا لإ صلا ح بد عمها لحرية الإ علا م أ يضا.فا لجد ير با لذ كر أ نه  تم تصنيف المغرب خلا ل العصر الحا لي  في الرتبة 106  على مستوى حرية الإ علا م من بين 169 دولة و ذ لك بناء على التقرير السنوي الذي قامت يه منظمة “مراسلون بلا حدود” لسنة 2008.

& المو قف المتحضر للمملكة المغربية من الثورة

لعبت الدو لة المغربية دورا ها ما  في مجا ل  دعم و تعبئة الشبا ب المغربي لرفع شعا را ت الحدا ثة المتمثلة في  المبا دئ الد يمقرا طية  خلا ل  ثو رة  20  فبرا ير 2011 . و قد كا ن ذ لك بمثا بة بنا ء تصو ر جديد لنظا م الحكم با لمملكة ا لمغريية  المعا صرة بطر يقة سلمية و متحضرة.  و خلا فا لما و قع با لمملكة المغربية، ا ند لعت  الثو رة  التو نسية عن طر يق الصد فة و لم تتم بد عم من الد ولة كما هو الشأ ن با لنسبة لنا نحن.و قد  سا هم في اند لا عها المو اطن التو نسي  محمد البو عزيز ي الذي عمل على أ حرا ق تفسه ز من الرئيس التونسي ز ين العا بد ين بن علي.  و قد صا حب ذ لك سقو ط” نظا م الشر طي بتو نس”. ثم بعد ذ لك، انتقل لهيب الثورة من تو نس إ لى ليبيا و مصر ثم عم الغليا ن جميع أ نحا ء الخريطة العربية من المحيط إ لى الخليج، الشيء الذ ي أ دى إ لى سقو ط الرؤسا ء الأ شقاء بنعلي و مبا رك و القذافي و صا لح بينما أ د ى الغليا ن الذ ي تمت موا جهته بطر يقة متبصرة إ لى ظهو ر د ستور جديد با لمملكة المغربية و حكو مة جد يدة يقو دها حزب جديد ( يو نس مسكين،  4 : 2012 ).

& تبنت السلطة المغربيا مو قفا متحضرا تمثل في  قرار بعد م إ را قة الد ما ء

يقو ل للصحفي (تو فيق بو عشرين ، 3 : 2012) أ نه لما نز ل شبا ب ‘الفيسبو ك’ و ‘التويتر’ إ لى الشا رع  يطا لب بتأ سيس مغرب جد يد لم يقع في المغرب ما و قع في تو نس أ و ليبيا أ و مصر أ و سو ريا أ و اليمن، تبنت السلطة قرارا بعد م إ را قة الد ما ء.ن و عو ضا عن ذ لك، عملت على الإ ستجا بة  لمطا لب الشبا ب با حترا مها للأ جواء الثورية السا ئدة. يقو ل الصحفي  يو نس مسكين ( 4 : 2012 ) أ نه سا د ت أ جواء ثو رية  بمقر الجمعية المغربية لحقو ق الإ نسا ن  يوم الخميس 17 فبرا ير2011، إ ذ نظم شبا ب 20 فبرا ير ند و ة صحا فية  ر فقة المنظما ت الحقو قية التي تد عمهم. و حسب الصحفي تو فيق بو عشرين (3: 2012)  خرج الشبا ب المغربي في أ كثر من ثما ن و أ رتعين  مدينة و عما لة و إ قليم يطا لبو ن يطا لبو ن بملكية برلما نية و بإ صلا حا ت عميقة تتمثل في  إ قا مة  د ستو ر جديد و حكو مة جد يدة و بر لما ن جد يد و منا خ سيا سي و اقتصا دي و إ علا مي جديد.  كما أ كد  عبد الحميد جما هري (20 : 2012) على لسا ن  علي او مليل سفير المغرب في لبنا ن أ ن الشبا ب في فترة الربيع العربي حملوا شعا رات حد ا ثية  تتمثل في الحرية و العدا لة و الكرا مة.

& ا ستفا دة  المملكة المغربية من الأنفتاح على الأ سواق الدولية  المد عم للثورة التكنو لو جية بزعا مة الو لا يا ت المتحدة الأ مريكية.

فقد  تدل الإختيا رات الإ قتصادية التي  اعتمد تها  المملكة المغربية على أ نها ترتكز على ا لإ نفتاح على الأ سواق الدولية مستفيد ة في ذلك من الثورة التكنو لو جية المحد ثة و المد عمة من طرف الو لا يا ت المتحدة الأ مريكية.  يقو ل محمد هما م ( 8 : 2012 ) أ نه جا ء نظا م القطب الأ مريكي الأ و حد في ظرو ف تفجرت فيه ثورة الإ تصا لات و تقنية المعلو ما ت حتى في البلدان الأ كثر فقرا في العا لم. و قد تنا ول الصحفيو ن با لحديث أ يضا  مسا همة الحكو مة المغربية في فتح عيون الشبا ب من النساء و الرجال على ضرورة إ رسا ء  معا لم نظا م  د يمقرا طي  أ كثر تطورا با لمملكة المغربية عبر التو جه الإ قتصا دي المبني على تحرير قطا ع الإ  تصا لا ت السلكية و اللا سلكية. و قد ترتب عن هذه الثورة التكنولوجية إ حدا ث تغييرا ت جوهرية في بنية العقليا ت لدى المغا ربة نتيجة تنا قل الأ فكا ر المنصبة حو ل ضرو رة و ضع د ستو ر جد يد لسنة  2011  يكو ن بمثا بة تعبير عن إ را دة الأ مة  الرا غبة في إ قا مة نظا م ديمقرا طي أ كثر تطورا مما كا ن سا لفا.

& و كنتيجة لمو قف الدو لة  المغربية المتحضر من الثورة، كا ن مو قف الشبا ب الثا ئر متحضرا أ يضا

نظم شبا ب 20 فبرا ير ند و ة صحا فية  ر فقة المنظما ت الحقو قية. فلم يترتب عن ذ لك أ ية ا نتها كا ت للحقو ق من طرف الدو لة المغربية.و قد اتضح منذ البدا ية أ ن الشبا ب المغر بي أ با ن عن موقف متحضر أ ثناء ثورة  20  فبرا ير 2011  مد عما بموقف المملكة. و في هذا ا لإ طا ر،  كا ن مو قف الشبا ب الثا ئر متحضرا لأ نه كا ن متعلما بد عم من الد و لة المغربية.  فقد  أ كد الصحفي  (عبد الحميد جما هري ، 20 : 2012) على لسا ن  علي او مليل سفير المغرب في لبنا ن أ ن الشبا ب الذ ين نزلوا إ لى الشوا رع  في فترة الربيع العربي كا نوا متعلمين يتقنون استعما ل و سا ئل ا لإ تصا ل الحد يثة فيما بينهم و مع العا لم. فتبعا للإ حصاءات اللمقدمة من من طرف الوكا لة الوطنية لتقنيي الإ تصالات‘اتضح أن عدد المنخرطين في الها تف النقا ل قد بلغ 45 .  66 % و 55  . 33     %بالنسبة لميديتيل كوم. ) بوكيبيد يا) . كما أ اوضحت إ حصائيات 2010  بأ ن العدد الإ جما لي لمستخدمي الإ نترنيت من المغارية قد بلغ 10 مليون نسمة أ ي ما يعا دل 33   % من العدد الإ جمالي للسكان المغاري و  4 . 9  في الماءة من مستخد مي الإ نترنيت على صعيد القارة الإفرلقية با جملها ( وكيبيد يا).   يقو ل الصحفي  يو نس مسكين ( 4 : 2012 ) أ نه بعد التطور الغير متو قع الذ ي عرفته تظا هرا ت الشبا ب في تو نس و مصر، كثف شبا ن ‘الفيسبو ك’ المغا ربة اتصا لا تهم و توالد ت عشرا ت الأ لا ف من الصفحا ت الجد يدة المنا صرة لد عو تهم إ لى الخرو ج و التظا هر با لشو ارع.

و ختا ما و خلا صة القو ل ههنا، يمكن القو ل بأ نه على الرغم من أ ن أ هل الفكر و الرأ ي و الرؤية  من الصحا فيين المغا ربة قد حا ولوا التصدي لما شهد ته المملكة المغر بية من تحد يا ت ا قتصا د ية و ا جتما عية إ لا أ نهم لم يشكلوا نخبة  تنو يرية تستجيب لمتطلبا ت الوا قع العربي المسلم كما ا ستجا بت فلسفة التنوير للوا قع الذي أ نتجها في العصر الحد يث. يقول فا رو ق القا ضي ( 143 :2004 ) أ نه منذ القر ن السا بع عشر و الو عي ا لأ رو بي يمهد لفلسفة التنوير . فلو كا ن العر ب يتو فر و ن على منظر ين مثل  فلا سفة التنو ير، لما ا ستبقوا و ا قعهم في ظل و جو د صحا فة تسا هم في نقل و تحليل ا لأ فكا ر. و يقو ل الصحفي  يو نس مسكين ( 4 : 2012 ) بأ نه  من مميزات  السنة الثا لثة  عشرة من حكم جلا لة الملك محمد السا دس  أ نها كا نت حا فلة با لأ حد اث على الصعيد العا لمي. إ لا أ ن هذه ا لأ حذا ث لم ير افقها و عي عميق بطبيعة ا لأ سس الد يمقر اطية المستجيبة لجا جيا ت المو اطنين بصفتهم أ فرادا  ينتمون لأ مة مسلمة و تتضمن شرا ئح ا جتما عية مختلفة . و السبب في ذ لك هو قصر الفترة التي كا ن بإ مكا نها أ ن تشكل و عيا عميقا با لظرو ف ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا دية و السيا سية و أ ن تهيء لحدو ث تغييرا ت جذ رية قارة و متحررة من الثنا ئية الفكرية النا تجة عن تنوع المصا در القا نو نية . و قد طلب الغزا لي ( مشار إ ليه من طرف محمد الطا هر بن عا شور،   20 :  2010 ) من  القارئ أ ن يتخذ الحذر من خطر الثنا ئية الفا صلة بين الد ين و الحيا ة في العا لم الإ سلا مي عمو ما على ا عتبا ر أ نها “تعيق المسلمين للسير نحو غد أ فضل”.  و قد كا ن بإ مكا ن طو ل المدة  الزمنية التي سبقت تعد يل د ستور 2011   تعميق الوعي بضرورة القضاء عن الثنا ئية الفكرية النا تجة عن ثنا ئية ا لأ خذ با لمصا در المتنا قضة إ ما عن طريق التخلي نها ئيا عن المعتقدا ت الد ينية و تطبيق  قا نو ن و ضعي غربي مستمد حرفيا من فرنسا أ و عن طريق هجر ا لإ قتبا س و جعل الشريعة محورا لكل شيء. و أ تمنى أ ن تسا عد ني المعطيا ت التي سأ عمل على تد و ينها با لفصل البا ب الثا ني من هذا البا ب على ا كتشا ف  التأ ثير الذي ما رسته الصحا فة المغربية مد عمة با لمنا هج العصرية على المشهد السيا سي و ا لإ جتما عي و الثقا في السا ئد با لجا معة.

جلا لة الملك بصفته مفكر معا صر:

ا تمنى أ ن يفيد ني البحث النظري المكتبي في ا كتسا ب التبصر في مجا ل ا لأ سئلة التي سأ عمل على طرحها على العينة المستهد فة. فمن المنتظر أ ن يفيد ني مضمو ن المعطيا ت النظرية حو ل إ نجازا ت جلا لة الملك في الحصو ل على معلو ما ت تؤكد مد ى ا ستفا دة العينة من المقتضيا ت الد ستورية الوا ردة بشأ ن الد يمقرا طية و مدى قدرتها و ا ستعدا دها على طرح هذه القضا يا على أ رض الو اقع. كما سأ عمل على و صف طبيعة المعطيا ت المحصل عليها: إ ذا كا نت تنبئ بتأ سس د يمقرا طية إ سلا مية و بتأ سيس د يمقرا طية غربية. فقد يعتبر جلا لة الملك صا نعا للتا ريخ المعا صر با لمغرب بصفته قا ئدا عسكريا وسيا سيا  و مصلحا ا جتما عيا . و ستظل صفحا ت د ستور المملكة لسنة 2011  الغنية با لعطا ء شا هدة  على الدور الذي لعبه حا كمنا المتبصر لإ نقا د ا لأ مة من التخلف و الجهل السيا سي. فقد قيل بأ ن الله سبحا نه و تعا لى إ ذا أ را د أ ن يبلي أ مة ا بتلا ها في فكرها. و لما كا ن تفكير بعض المواطنين  يو حي  بأ نهم يتخبطون  في سطحية التفكير و في عد م ا عتيا دهم على مو اجهة ا لأ خطا رالتي تتطلب حنكة سيا سية  بسبب ا نشغا لهم  بمتا ها ت تنم عن ا لركو د و ا لإ ستسلا م و على أ نهم كا نوا في حا جة ما سة إ لى كل أ نواع التعبير،  سا هم جلا لة الملك في تحو يل السطحي إ لى تفكير سيا سي. فقد تر تب عن  سيا سية ا لإ نفتا ح  على العا لم و بناء مغرب عصري متمكن من التقنيا ت و الو سا ئل الحذيثة في بناء مفا هيم سيا سية جديدة لم يكن الشبا ب و النساء في القرى على علم بها، رفع الحيف  عن ا لأ فراد و الرقي بتصورا تهم إ لى درجة تمكنهم من النظر إ لى الو اقع نظرة تد بر و فكر و تبصر.

و بصفته  مفكرا معا صرا إ صلا حيا، فإ نه و جد سلطا نا للأفكار المسيرة للحياة و عيا منه بأ ن ا لأ فكا ر السيا سية هي من يسير ا لحياة  و من يو جد الد و لة. فقد صا حب سيا سة ا لإ نفتا ح المنتهجة  المزيد من تثقيف الشبا ب با لبوا دي و المد ن . و قد صا حب هذا التثقيف بنا ء مصطلحا ت سيا سية مستمدة من القا نو ن  بشتى أ شكا له  ا صبحت تجد صد ى لها على جميع ا لأ لسنة بعد ما كا نت حصرا على المتخصصين في ميدا ن الفقه السيا سي. لقد كا ن عهد جلا لة الملك محمد السا دس با لفعل عهد اليقضة بكل ما يحمله هذا المفهو م من معنى. و لذ لك ستظل سيرة جلا لة الملك  سجلا حا فلا با لإ نجا زا ت و موردا ها ما ينهل منه البا حثو ن و المؤرخو ن للتعرف على تا ريخ المغرب المعا صر. فسيرته هي سيرة جيل مغربي معا صر بأ كمله.

و من ا لأ مور التي يمكن ا لإ ستشها د بها لإ ثبا ث كو ن جلا لة الملك  فعلا مفكرا معا صرا ا ستمرار جلا لته  في الحفا ظ على الطا بع المكتو ب لد ستور المملكة المغربية. و يعر ف الصحفي محمد السا سي (  9  : 2012 ) الدستو ر العرفي قا ئلا بأ نه  مجمو عة من القوا عد الغير المكتو بة التي جرى بها العمل و التقا ليد و الضو ابط التقليد ية التي تحكم العلا قا ت بين المؤ سسا ت و مختلف الفرقاء و التي انتهت أ غلب الفرق إ لى قبو لها و اعتبا رها ضرو رية و ملزمة و جزءا لا يتجزأ من منظو مة التزا ما ت هذه النخب حيا ل النظا م القا ئم. كما يقر الصحفي محمد السا سي (  9  : 2012 ) بوجود الد ستور العرفي قبل وجود الدستور الرسمي . و يقو ل محمد ما لكي (1992 )  أ ن الد ستور العرفي بإ تجلترا مثلا نتج عن مجمو عة من التقا ليد التي اكتست قيمة قا نو نية د ستورية. تتمثل القا عد ة الأ سا سية في النظا م السيا سي ا لإ تجليز ي مثلا في مسؤو لية الو زراء أ ما م مجلس العمو م على الرغم من عد م و جو د أ ي نص مكتو ب يقر هذ ه الحقيقة  . و يمكن الإ  ستعا نة با لعرف إ ذا كا ن التص غا مضا (محمد ما لكي ، 1992 ).

فصا حب الجلا لة محمد السا دس مفكر عصري منفتح على قيم الحداثة، و هو بذ لك ليس ا و تو قرا طيا أ و د يكتا توريا. و عرف كل من فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  ( 26 :  2013 ) الأ توقراطية بأ نها مصطلح يطلق على الحكو مة التي يرأ سها شخص و احد أ و جما عة أ و حزب و قد لا تتقيد بد ستور أ و قا نو ن. و تعني الأ توقراطية باللغة ا للا تينية وصو ل الحا كم إ لى السلطة بطريقة إ لا هية.

و عرفا الحا كم ا لأ تو قرا طي على أ نه هو من يحكم حكما مطلقا و يقرر السيا سة دو ن أ ية مسا همة من المجتمع.

كما عرف فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  ( 26 :  2013 ) الد يكتا تورية على أ نها مصطلح يو نا ني  تد ل على أ ن طريقة الحكم هي طريقة مستمدة من نظرية الحق ا لإ لا هي يما رسها الشخص حسب إ راد ته الخا صة . و بهذا، تبلور حكم المفكر المعا صر محمد السا دس في صورته الجديدة مقد ما تمطا مخا لفا لما كا ن عليه الحكم في عهد الخلا فة ا لأ موية في عهد الخلفاء الراشدين و خلفاء العهد العبا سي و في عهد ا لأ ترا ك و العثما نيين. فحسب فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  ( 26 :  2013 )،  مورست كل من الد يكتا تورية و ا لأ تقراطية في العا لم العربي خلا ل هذه الفترات  بأ سا ليب مختلفة و بد رجا ت متفا وتة منذ تا ريخ بعيد يرجع عهد ه إ لى 132 ميلا دي ، الموازي لعا م 41 هجرية. فا نتقل مفهوم ا لأ تقراطية بهذه البلدا ن من أ تقراطية فردية و أ سرية ثم قبلية إ لى أ تقراطية جمهورية أ و ملكية  أ و مشيخية أ و إ ما راتية. يقول فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  (30:  2013 ) أ ن الخلا فة  في العهد العبا سي كا نت تستند إ لى نظرية الحق ا لإ لا هي، مما ترتب عنه كثرة ا لإ غتيا لا ت السيا سية. و بعد الحكم العبا سي، ا ستأ ثر الحكا م با لثروة و با لسلطة حيث كا نوا يتمتعون با لقدا سة في ا تخا ذ القرارات . و قد تولد عن ذ لك الكثير من الفتن و ا لأ حقا د مما فتح البا ب على مصرا عيه للأ تراك و العثما نيين لتكريس نظا م الحكم المطلق الذي ظل سا ري المغعو ل لعدة قرون.  عرف فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  (48:  2013 ) الدو لة على أ نها تؤسس على تجمع بشري في أ رض محددة أ و إ قيلم معين

وبناء عليه،  يستطيع المتصفح لمضمو ن مؤلف (فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  ،30:  2013 ) ا لقيا م بخلا صة عن طريق أ د بيا ت الفقه السيا سي المقارن مفا دها أ ن جلا لة الملك محمد السا دس ليس بديكتا تور و بأ نه قد استطا ع فعلا إ حدا ث نقلة فعلية في مجا ل ا لإ زد ها ر السيا سي. و قد يوفرإ نتا ج جلا لة الملك  محمد السا دس فرصة للإ ثبا ث ذلك. فقد تم و صف المملكة المغربية بتصد يرد ستور سنة 2011 على أ نها “دولة” و على أ ن نظا م الحكم با لمغرب نظا م ملكي دستوري، د يمقراطي، بر لما ني و ا جتما عي. و إ ن د ل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن جلا لة الملك لم يعمل فقط على ا لإ ستمرار في ضما ن و جو د دو لة مغربية ذا ت سيا دة كا ملة و إ نما عمل على تد عيم هذا الو جو د عن طريق مؤسسا ت ها مة و متطورة. فقد عرف فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  ( 26 :  2013 ) الدو لة على أ نها ذا ت السيا دة التا مة على الصعيد الدا خلي و الخا رجي و على أ نها لا تخضع لهيمنة أ و سيطرة أ ي د و لة أ خرى. كما عرف فهد بن عبد ا لله الربيعة الما لكي & مبا رك بن عبد ا لله الربيعة الما لكي  (48:  2013 ) الدو لة المستقلة على أ نها دولة المؤسسا ت و القا نون. و بناء على هذا التعريف، نستخلص بأ ن جلا لة الملك محمد السا دس ا ستطا ع بصفته مفكر معا صر أ ن يؤ سس د و لة مغربية مد نية مؤسسا تية يسمو فيها الحكم الد يمقرا طي بمؤسسا ته ا لإ جتما عية و السيا سية و ا لإ قتصا د ية و القا نو نية. و ستعمل صفحا ت هذا المقا ل على بلوة و إ ثبا ث ذ لك.

و يعتبر الد ستورالجد يد بمثا بة العقد الذ ي ا رتأ ى جلا لة الملك أ ن  ينظم العلا قة بين جميع المؤ سسا ت الد ستو رية با لمملكة المغر بية و الموا طنين.  و بما ا ن المملكة المغربية تتو فر على دسا تير مكتوبة سا بقة، فإ نها تحرص على أ ن يكون هذا الد ستور بمثا بة استمرارية في تطوير ا طبيعة  التصور الذي يحمله الموا طنو ن المغا ربة للأ سس الد يمقراطية.  يقو ل الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’ أ ن  الإ صلا ح الد ستو ري نتا ج للتلا حم القا ئم بين العرش و الشعب. و قد تعزز  هذا التلا حم  عن طريق تعا قد الشعب مع جلا لة الملك من أ جل إ قا مة  إ صلا حا ت تسهم في تطور التظا م الد يمقرا طي با لمملكة المغربية و جعله نظا ما قا ئما على  التفا هم و التضا من بين جلا لة الملك و الشعب عو ض تبعية الرعية للد و لة في شكلها السلبي التقليدي. يقو ل الصحفي تو فيق بو عشرين (3: 2012) أ نه كا ن من نتا ئج حركة 20 فبرا ير 2011  تقد يم و عد  و جد صد ى له بخطا ب جلا لة الملك محمد السا د س ب 9 ما رس 2011  با لتنا زل عن  مجمو عة من  السلط. لهذا،  عبر مشروع الد ستور عن سيا دة  التغيير في ظل الإ ستمرارية ( يو نس مسكين ، 29 : 2012 ). و يذ هب  عبد الحميد جما هري (20 : 2012) إ لى اعتبا ر  أ ن تعا قد المواطنين على نظا مهم الإ جتما عي و السيا سي يؤ دي إ لى تعد يل الد ستو ر و تغيير القو انين و بأ نه قا بل بد و ره للتطور والتغيير مهما طا لت مد ته. فمن حيث المنهجية، ‘ تم الحرص على أ ن يكون الدستور من صنع المغا ربة لأ ول مرة في تا ريخ المملكة المغربية’. و في ذ لك نو ع من ا لإ عترا ف با لمسا واة التي تمتع بها  الموا طن المغر بي في إ طار صنع القرار بغض النظر عن ا نتما ئه الغر قي أ و ا لإ جتما عي. و يمكن القو ل أ يضا أ ن  د ستور المملكة المغربية لسنة 2011  يسعى إ لى إ قرار المسا واة و ا لأ  خوة على صعيد العلا قا ت الد و لية أ يضا، إ ذ  و رد بتصد ير الد ستورأ ن المملكة المغر بية تسعى إ لى تو طيد علا قا ت الأ خوة مع الد و ل  العربية و الإ سلا مية  كما  تعمل على تكريس مشروع  إ قا مة التضا من  مع إ فريقيا و مع مختلف د و ل العا لم  مع الإ شا دة بالمملكة المغربية كدولة عصرية متشبتة با لموا ثيق الأ ممية  و فا علة ضمن المجمو عة الد ولية (القسم السيا سي ،4 : 2011  ). فغا ية الد ستور المثلى  هي ضما ن حرية و كرا مة المواطن”. (القسم السيا سي ،4 : 2011  ).

و يد ل هذا على أ ن  د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 هو  بمثا بة إ نتا ج فكري عصري لأ نه عقد ينظم العلا قة ما بين السلطة الحا كمة و المو اطن المغربي. كما يمكن ا عتبا ره بمثا بة مرأ ة تعكس د رجة نضج المو اطن المغر بي سيا سيا و طبيعة تصو ره للد يمقرا طية . و قد  و رد بتصد ير د ستور 2011 أ نه نظرا لأ ن المملكة المغربية اختا رت بنا ء د ولة  ديمقرا طية  يسود ها الحق و القا نون في إ طا ر من التعا قد بينها و بين المو اطنين ، فإ نها توا صل العمل على د مقر طة الحيا ة ” بإ قا مة مؤ سسا ت دولية حديثة ترتكز على المشا ركة و التعدد ية و الحكا مة الجيد ة و إ رسا ء دعا ئم مجتمع متضا من يتمتع فيه الجميع با لأ من، و الحرية و الكرامة و المسا واة و تكا فئ الفرص و العدا لة ا لإ جتما عية و مقو ما ت العيش الكريم في نطا ق التلا زم بين حقوق وواجبا ت الموا طنة”  (القسم السيا سي، 7  : 2011  ). و سأ عمل على ا ستخلا ص مجمو عة من المعطيا ت با لبا ب الثا ني من هذا البحث لأ كتشا ف مد ى قدرة تفا عل  العينة المستهذ فة مع مضمو ن مقتضيا ت د ستور المملكة المغربية لسنة 2011.

و بمو جب و صف المجهودا ت الجبا رة التي قا م بها جلا لة الملك محمد السا دس بصفته مؤسس عصري لمؤسسا ت عصرية، فإ نني سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذه الدراسة على درا سة مدى قدرة د ستور المملكة المغربية لسنة  على الرقي بتصور المواطن المغربي في المجا ل الد يمقراطي إ لى مصا ف الدو ل ا لأ كثر تقدما. و أ مل أ ن تفيدني المعطيا ت التي سأ عمل على ا ستخلا صها من العينة إ ثبا ت ذ لك.

تحديد جلا لة الملك لصلا حيا ته الد ينية و الد نيو ية من خلا ل د ستور2011: تأ سيس الخطاب الملكي  ل 31 غشت  2012  لعهد جد يد  

حدد جلا لة الملك محمد السا دس على إ ثر حركة 17 فبراير 2011 الصلا حيا ت التي يضطلع بها لإ دارة شؤون المملكة المغربية بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011، و هي صلا حيا ت د ينية و د نيو ية. و فيما يلي عرض مختصر لهذه الصلا حيا ت.

صلا حيا ت جلا لة الملك الد ينية:

فمن جهة، يحدد الفصل التا سع عشر من الد ستور الجديد صلا حية  جلا لة الملك  كأ مير للمؤمنين و كممثل أ سمى للأ مة. و بهذه الصفة، يعتبر رمزا  لو حد ته ا لأ مة المغربية  …و حا مي حمى الملة و الد ين و السا هر على ا حترا م الد ستور. و قد سا هم جلا لة الملك في و ضع ا ليا ت خا صة لتفعيل الد ور الذ ي يقو م به بصفته أ ير المؤمنين. و يعتبر المجلس العلمي ا لأ على خير مثا ل على ذ لك. فقد يحدد الفصل الو ا حد و ا لأ ربعين  اختصا صا ت المجلس العلمي و تأ ليفه و كيفيا ت سيره بظهير. و من بين المها م التي يضطلع بها المجلس العلمي درا سة القضا يا التي يعرضها عليه  أ مير المؤمنين. و طبق لذ لك، ينص الفصل الواحد و ا لأ ربعو ن على أ ن يتو لى المجلس العلمي الأ على درا سة القضا يا التي يعرضها عليه  أ مير المؤمنين جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله. كما يضطلع المجلس العلمي ا لأ على بإ صدار الفتا وى و ذ لك طبقا للفصل الوا حد و ا لأ ربعين الذي ينص على أ ن  المجلس العلمي الأ على هو الجهة الوحيدة المؤهلة لإ صدار الفتا وى التي تعتمد رسميا في شأ ن المسا ئل المحا لة إ ليه استنا دا إ لى مبا دئ و أ حكا م الدين الإ سلا مي الحنيف و مقا صد ه السمحة .

و لطرح ا لأ سس الد يمقرا طية ذا ت الصبغة الد يننية على أ رض الواقع، فقد عمل جلا لة الملك على و ضع مجا لس علمية بعدد لا يستها ن به من المدن المغربية. و قد يتم العمل با لإ جتها د عن طريق الفتوى كلما ا تضح للمواطنين أ نه لا يو جد نص قا نو ني للتدا و ل في قضية لها ا رتبا ط بحيا تهم اليو مية. ومن  بين القضا يا التي عرضها المواطنو ن المغا ربة على المجلس العلمي با لدا ر البيضاء مسا ءل تتعلق با لصلا ة لأ نهم لا يعرفو ن القيا م بها. و هنا ك من يسأ ل عن أ مو ر تتعلق با لقا نو ن الخا ص لأ نه ليست لهم درا ية حو لها. و هنا ك من يسأ ل المجلس العلمي إ ما مبا شرة أ و عن طريق الها تف. و قد يستجيب المجلس العلمي الأ على لمطا لب العا مة من المواطنين بتقد يم فتا وى را ئعة للمصا لح المر سلة حيث  لا يتم ا لإ ر تبا ط با لنص بل ينصب  ا لإ هتما م  على المصا لح. فأ ينما كا نت المصا لح، فإ نه يتم  تتبع شر ع الله سبحا نه و تعا لى. فعا لم بلا د ك يفتيك لأ نه يعر ف ظر و فك.

و تقتضي الفتو ى حسن التد بير في أ مور تتعلق با ستقبا ل الموا طنين ، أ ي أ ن هنا ك مد او مة با لمجا لس العلمية لإ صدا ر الفتو ى. فهنا ك المدا و مة با لمجا لس العلمية أ سبو عيا، أ ي من ا لإ ثنين إ لى غا ية الجمعة. و هنا ك كرا سي علمية با لمسجد المحمد ي مثلا بعين السلطا ن. فلا بد من تطبيق الخطة كما تم التخطيط لها و إ خرا ج الد رو س و النزول بها إ لى الو اقع. و لتسهيل عملية فهم مضمون الفتوى و كذ لك لتيسير عملية التوا صل بين علماء المجا لس و العا مة من الموا طنينن ، فإ نه يتم ا ستعما ل اللغة العر بية  الدا رجة أ و الفصحى أ ثناء السؤال. و  يتم جمع ا لأ سئلة من المسا جد أ و من المسجد العلمي قصد ا لإ جا بة عليها. فا لعلماء المغا ربة يجتهدو ن ا جتها دا شرعيا .

إ ن ملف الفتوى بشقيها هو بمثا بة ا لإ خبا ر با لحكم الشر عي أ و التي هي بمثا بة ا لإ جتها د في النوازل التي تقع د اخل المملكة المغر بية . و قد يتطلب هذا ا لإ جتها د درا سة مستفيضة للوا قع المغربي قبل الرجوع إ لى القرا ن و السنة لا ستنبا ط الحلول الشرعية. فا لفتو ى الصا درة عن المجلس العلمي لا تتم عن الهوى . بل إ ن  كل شيء مضبو ط بشر ع الله سبحا نه و تعا لى. و تقتضي الو سطية  القيا م با جتها د في إ طا ر الشر يعة ا لإ سلا مية. فهنا ك ما بين ستة عشر و سبعة عشر  أ صو ل متفق عليها في المذ هب الما لكي: السنة، الإ جما ع، القيا س و المصا لح المر سلة.  و خلا فا لما يقع ببعض الد ول ذا ت ا لأ نظمة المتطرفة، فإ نه يتم العمل بمذ هب ا لإ ما م ما لك على كل القضا يا ا لتي يعرضها  الموا طنين المغا ربة على العلماء با لمجا لس العلمية بهد ف ا لإ جتها د فيها. فمن سما ت المذ هب الما لكي أ نه مذ هب معتد ل و بأ نه يعمل على تطبيق سنة رسو ل الله صلى الله عليه و سلم في جل ا لأ مور العا لقة. و قد يتم ا لأ خذ بمذ هب ا لإ ما م ما لك با لمملكة المغر بية  لسببين. يكمن السبب ا لأ و ل في كو ن مذ هب ا لإ ما م ما لك مذ هب غير متشدد. فقد تتم الفتوى بمنهج و سطي أ ي د و ن التشد يد على المسلمين و د و ن مخا لفة لنصو ص القر ا ن الكر يم.و يتم ا لأ خذ بمذ هب ا لإ ما م ما لك كذلك لضما ن تو حيد التد ين با لمغر ب. فا لصلا ة مثلا لا تتم حسب مذ اهب مختلفة أ ي بناء على المذ هب الما لكي، الشا فعي ، الحنفي و الحنبلي. و الهذ ف هو تفا د ي البلبلة في صفو ف الشبا ب و لد ى العا مة من النا س. و قد صح في حد يث الر سو ل صلى الله عليه و سلم أ نه يو شك أ ن يضر ب النا س أ كبا د ا لإ بل يطلبو ن العلم فلا يجد و ن أ حدا أ علم من عا لم المد ينة . قا ل سفيا ن و الله إ نه ا لإ ما م ما لك. هذا رجل عرف بتتبع سنة رسو ل الله صلى الله عليه و سلم.

ا عتما د جلا لة الملك على مصدر قا نوني مستمد من الشريعة

و يتضمن  تعد يل الد ستور لتقو يم منا حي متعددة من الحياة المغربية في تنا سق تا م مع الشريعة ا لإ سلا مية خصو صا ما تعلق با لقيم. فقد يتضمن ا لإ صلا ح الرفع من درجة المثل العليا التي حث عليها ا لإ سلا م. فكا ن لإ شعا ع هذ ه القيم أ ثر با لغ على المجتمع بقضاءها على الفو ضى و الظلم ا لإ جتما عي و با ستتباب ا لأ من و السلم و النظا م البنا ء. و ستظل سيرة جلا لة الملك  سجلا حا فلا با لإ نجا زا ت و موردا ها ما ينهل منه البا حثو ن و المؤرخو ن للتعرف على تا ريخ المغرب المعا صر. فسيرته هي سيرة جيل بأ كمله .

و لا يسعني إ لا أ ن  نوه با ستجا بة جلا لة الملك لمطا لب المنجرفين تحت طا ئلة التيا ر السلفي في عا لم كو ني لا يعرف الحد و د الجغرافية  بطرح قضا يا د ستو رية مستمد ة من مصا در الفقه ا لإ سلا مي.  يقو ل عبد الو ها ب بو حد يبة ( 10: 2000 ) أ ن المجتمعا ت المعا صرة تجد الملا د في التطر ف بمختلف أ شكا له لأ سبا ب ا قتصا د ية و سيا سية و إ د يو لو جية و ا جتما عية. فمن ا لأ سبا ب التي يمكن أ ن تؤدي إ لى التطرف بد و ل العا لم الثا لث المسلم  ما تعلق بتهميش وا قع  هذه الد و ل في إ طا رالعمل على   تد عيم عولمة جل المقو لا ت بما فيها المقو لا ت القا نو نية و السيا سية.  و يقو ل إ برا هيم ا براش (  1 : 2011) معبرا عن مو قفه الرا فض للعو لمة التي أ ضفت نوعا من الشمو لية على المقولا ت و التنظيرات القا نونية و السيا سية : “لقد تأ ثر علما ء السيا سة في دو ل العا لم الثا لث بهذه التنظيرا ت و قا موا بنقلها و بمحا و لة تو ظيفها على مجتمعا تهم. فكا نت النتيجة فشلا ذريعا في تمثيلها فبا لأ حرى في تطبيقها على أ رض الوا قع و قدرتها على التعا مل مع مشا كل هذه المجتمعا ت”. فا لمشكل با لنسبة للمتطر فين لا يكمن فقط في التصدي للنظر يا ت التي سا هم في بلورتها علماء السيا سة في المعسكر ا لإ شترا كي سا بقا أ و في الغرب برئا سة الو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية لمجرد أ نها من نتا ج هذه المعسكرا ت بل أ يضا لأ نها أ قحمت الوا قع و أ حذ ت نو عا من الخلل به. يقو ل إ برا هيم ا براش ( 2 : 2011) أ ن المحد دا ت السيا سية لم تعد ذا ت طا بع و طني خا لص، بل أ صبحت تتأ ثر بضغوطا ت خا رجية. و قد ا ستد ل (إ برا هيم ا براش، 2 : 2011) عن ذ لك با لتد خل ا لأ مريكي في تحد يد مفهو م الد يمقرا طية و مفهو م ا لإ رها ب ليس ا نطلا قا من منظور عر بي مسلم بل بمنظور غر بي ر أ سما لي. و قد كا ن لهذ ه التحو لا ت با لغ ا لأ ثر على طبيعة الأ نظمة العر بية التي لم تعد تتسم با لإ ستقرار نتيجة الحركا ت ا لإ جتما عية ذا ت الطا بع الد يني. ويؤكد محمد حسن السر غيني (47-6 4  :2007) أ نه إ ذا كا نت النزا عا ت الد ينية  تكا د تختفي من الد و ل الغر بية فإ ن المجتمعا ت العربية تعتبر بمثا بة سا حة صرا ع للحر كا ت ا لإ جتما عية ذا ت الطا بع الد يني. و قد يعود السبب في ذ لك إ لى ا لإ زدوا جية المحد ثة بفعل العو لمة.

فعلى الرغم من الدور الذ ي يمكن أ ن تلعبه الحركا ت ا لإ جتما عية ذا ت الطا بع الد يني على صعيد تحسيس المسلمين بخطر ا نصهار القوا نين و النظريا ت التي لم تعد ذا ت فعا لية على الصعيد المحلي القو مي، إ لا أ نه يعا ب على هذه الحركا ت أ نها تتسم با لعنف و ا للا عقلا نية في موا جهة تحد يا ت العصر. فعو ض موا جهة ذا ت فعا لية لأ ليا ت ا لإ قتصا د، فإ ن هذه الحر كا ت تفتح البا ب على مصرا عيه لقيا م موا جها ت و صرا عا ت و حروب أ هلية دو ن  قيا مها بأ عما ل جا دة أ و تقد يم بدا ئل (محمد حسن السر غيني ، 47 :2007). و قد ينتج عن هذ ه الحروب الكثير من الجرا ئم الخرو قا ت لحقو ق ا لإ نسا ن كمؤشر عن غيا ب النظا م الد يمقرا طي. كما ينتج عن و جو د هذه الحركا ت الكثير من العنف. يقو ل محمد حسن السر غيني ( 47 :2007) أ ن مقا و مة المجموعا ت المتطر فة المنصهرة في إ طا ر الحر كا ت ا لإ جتما عية ذا ت الطا بع الد يني تو فر المنا خ  المنا سب للدو ل الصنا عية الكبرى المؤسسة للعو لمة لتغطية النتا ئج الفظيعة النا تجة عن العو لمة. فعو ض إ تا حة الفرصة للرأ ي العا م لمعا ينة تشريد الملا يين من ا لأ فراد و المرضى و المهمشين بد و ل العا لم الثا لث المسلم نتيجة العو لمة، فإ ن هذه الحركا ت المتسمة با لتطرف توجه ا لأ نظار إ لى ا لأ عما ل التخر يبة التي تقو م بها في عقر دا رها. يقول الصحفي  محمد هما م (8: 2012 ) أ ن بعض الد و ل الإ سلا مية ذات الحمو لة الد ينية تحا و ل  بشكل عبثي مو اجهة التطرف بفكر متطرف مثله، مما تسبب في كوارث فكرية و ثقا فية و سيا سية و اجتما عية  إ ضا فية لهذه الد ول. و يقول الصحفي  محمد هما م (8: 2012 ) أ ن الحركا ت الإ سلا مية أ صبحت اليو م  تبحث عمن يخلصها من الفكر الد يني المغلق الذي يحر جها في مسا را تها السيا سية و الإ جتما عية و يضعف تنا فسيتها و يمس مصد اقيتها

وحسب إ برا هيم أ برا ش (2 :2011 ) لا يمكن لأ ي نظرية أ و إ يد يو لو جية أ ن تكو ن نا جعة  إ لا إ ذا ا ستمد ت علميتها من صيا غة فر ضية علمية نا تجة عن ملا حظة وا قع ا جتما عي تعمل على تحليله ا عتما دا على قوا عد البحث العلمي. و بناء عليه، يعا ب على الحركا ت ا لإ جتما عية ذات الطا بع الد يني أ نها لا تتسم با لعلمية لأ نها تقو م على العنف و لا تحا و ل موا جهة العو لمة بنفس ا لأ سلوب العلمي المستعمل من طرف المفكرين و المنظرين العلما نيين في مقا ربتهم للمقو لا ت بما في ذ لك مقو لا ت القا نو ن الد ستو ري. فحسب (إ برا هيم أ برا ش، 2   : 2011) تتجلى علمية النظريا ت في ا نطلا قها من الوا قع، و في إ جا بتها عن تسا ؤلا ت هذا الوا قع و في قدرتها على التكيف مع تحو لا ته و التعا مل مع بنيا ته. فإ ذا تم ا نتزا ع هذه التظريا ت من سيا قها ا لإ جتما عي لتعميمها على سيا قا ت سيا سية و ا جتما عية مخا لفة، فلا يمكنها أ ن تحا فظ على علميتها. وقد يعود السبب في ذ لك إ لى كون هذه النظريا ت ستصبح مغتربة عن الوا قع و عا جزة عن ا لإ جا بة على تسا ؤلا ته. فحبدا لو كا نت الحركا ت ا لإ جتما عية ذا ت الطا بع الد يني تشرع  في تحد يها للعولمة من هذا المنطلق العلمي المبني على الملا حظة و القيا م بمجمو عة من الفرضيا ت الها ذفة إ لى تقد يم البد يل عن المفا هيم المخلة بقيم ا لأ عرا ف و النظر يا ت الد ستورية.

و سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذا البحث على رصد كل ا لأ ضواء على العينة المستهد فة  لمعرفة مدى قد رتها على التكيف مع متطلبا ت العصر با تصا فها بقيم ا لإ عتدا ل و التسا مح  في بيئة مصغرة للمجتمع المغربي   أ ي على صعيد  الحياة العملية بمجا لس الجا معة

مثا ل للمؤسسا ت التي تبنت الشريعة كمصدر للتشريع في العصر الحا لي ا نسيا قا مع القتضيا ت الد ستو رية ا لإ سلا مية

يقترح محمد الدريج (1 :  2000)  تطبيق نموذ ج التد ريس با لملكا ت أ و بيدا غوجيا الملكات و هو نموذجا تربويا أ صيلا

حتى يتمكن نظا منا التربوي من القيا م بوظا ئفه على أ كمل و جه، لا بد من ا عتماد مقا صد و أ هذا ف تستجيب لطمو حا ت المجتمع  ( محمد الدريج ،12 :  2000). و قد لا تقتصر التربية على بيت الزوجية أ و بنا يا ت المؤسسا ت التربوية بل تشمل أ يضا

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) في محا ورة تم بثها عبر إ دا عة محمد الخا مس أ نه تم تقنين التعليم العتيق با لمملكة المغربية بمو جب قا نو ن 13.01 تحت ظهير شريف لجلا لة الملك. و قد يقتضي هذا القا نو ن ا نخرا ط الفتا ة المغربية في التعليم التقليدي /العتيق إ لى جا نب التعليم العمو مي. و فيما يلي و صف للمنا هج التي ا عتمد تها بعض المؤسسا ت التربو ية في عصرنا الحا ضر و فق التصةر الذي خطط له محمد الدريج  (2000). و قد تعتبر بمثا بة تنفيذ للتصور الوارد با لمقتضيا ت الد ستو رية المد عمة للد ين ا لإ سلا مي.  

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) بصفتها مديرة للمد رسة العتيقة الخا صة بتعليم البنا ت أ ن ا ختيا ر الفتا ة المغربية للإ نخراط في التعليم العتيق دون الفتيا ن با لمؤسسة التي تشرف عليها و المسماة بمؤسسة و رش بنا ت للتعليم العتيق لم يتم عن عبث، بل تم ذ لك طبقا لمتطلبا ت ا لإ سلا م الذ ي يستدعي ا نخرا ط المرأ ة في الد عوة و التغيير كأ خت و كأ م و كزو جة.

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ ن مؤسسة ورش بنا ت التعليم العتيق الخا صة با لفتيا ت ترا عي خصو صية ا لأ نثى لإ عداد المواطنة الصا لحة التي تخدم و طنها، و المؤمنة الصا لحة التي تعلم من أ مر دينها و دنيا ها ما يؤهلهالأ ن تكو ن الزوجة و ا لأ م الصا لحة التي تعد أ جيا لا.

الموا د الملقنة للبنات:

الهذف= إ نشاء العا لمة

 و تقر فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ ن هذا البرنا مج را ئع جدا و متكا مل لأ ن الهذ ف منه هو إ نشاء العا لمة

مواد تدريس الشريعة

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه يتم و ضع حفظ و تجو يد القرا ن الكريم في الد رجة ا لأ و لى ضمن الموا د المقررة لإ عدا د البنا ت بمؤسسة و رش البنا ت.

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه يتم و ضع الموا د الشرعية في الد رجة الثا نية بعد ما دة حفظ القرا ن الكريم لإ عدا د الفتيا ت المغربيا ت بمؤسسة و رش البنا ت. و تشمل هذه الموا د الفقه و التو حيد و السيرة النبو ية و تفسير القرا ن الكريم و الحد يث النبوي .

اللغة العربية

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه يتم تدريس اللغة العربية للبنا ت بمؤسسة و رش البنا ت، با لإ ضا فة إلى النحو و الصرف و ا لإ جتما عيا ت و التربية على الموا طنة.

مواد علمية

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه با لإ ضا فة إ لى موا د حفظ و تجو يد القرا ن الكريم و المواد المواد الشرعية، يتم تلقين مواد الثلثين للبنا ت المتمدرسا ت با لمدرسة العتيقة ورش البنا ت. و تتضمن موا د  الثلثين كلا من الريا ضيا ت

مواد التفتح= التكنولو جيا، الفيزياء و علو م الحيا ة و ا لأ رض

تقول فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه با لإ ضا فة إ لى هذه المواد، يتم تلقين الفتياة المتمدرسا ت با لمدرسة العتيقة ورش البنا ت مواد تسمى بمواد التفتح. و تشمل هذه المواد كلا من التكنولو جيا أ و ما يسمى باالمعلو ميا ت، الفيزياء و علو م الحيا ة و ا لأ رض.

الد ستورو التكنولوجيا.

ينص الفصل الثا لث و الثلا ثين الذ ي ينص على أ ن يتم إ حدا ث مجلس ا ستشا ري للشبا ب لكي يسا هم في توفير ظروف الطا قا ت ا لإ بدا عية للشبا ب التكنولوجيا.

مادة التنشيط التربوي

و حسب فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 )، تمنح مؤسسة ورش البنا ت الخا صة الفرصة للمتمدرسا ت للقيا م بأ نشطة تربوية في إ طار مادة التنشيط التربوي، و ذلك في إ طار برنا مج يتم إ عداده من طرف الوزارة الو صية “وزارة ا لأ وقا ف و الشؤو ن ا لإ سلا مية. فقد لا يتم تنظيم محفل د يني أوو طني إ لا و تشا رك فيه البنات.

تنظيم خرجا ت ترفيهية و تثقيفية للبنا ت

تقو ل فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه با لإ ضا فة إ لى هذا، يتم تنظيم خرجا ت ترفيهية و تثقيفية للبنا ت،

تنظيم مسا بقا ت على مستوى حفظ القرا ن و الحد يث

كما يتم تنظيم مسا بقا ت على مستوى حفظ القرا ن و الحد يث

انخراط الفتيا ت في برا مج عبر إ ذا عة محمد السا دس

تقو ل فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) أ نه لكي تكو ن الفتاة المتمدرسة  بمؤسسة ورش البنا ت الخا صة، فإ نه تم انخراط الفتيا ت في برا مج عبر إ ذا عة محمد السا دس. و قد يكو ن الهذ ف هو قيا مها بعمليا ت تحسيسية تتعلق با لحفا ظ على البيئة، و على  تخليق الحيا ة العا مة . و أ درجت (فا طم الزهراء بن عبد الها دي ، 2013 ) قيا م الفتيا ت بأ نشطة تتعلق بمحا ربة الرشوة كمثا ل  على ذ لك.

إ مكا نية إ تما م البنا ت لمسا رهن التعليمي بدار الحديث الحسنية با لربا ط أ و بجا معة القرويين بفا س

بناء على ما أ قرته  فا طم الزهراء بن عبد الها دي ( 2013 ) سيكو ن بإ مكا ن الفتيا ت بمؤسسة و رش بنا ت التعليم العتيق الخا صة با لبنا ت إ تما م مسا رهن التعليمي بدار الحديث الحسنية با لربا ط أ و بجا معة القرويين بفا س. أ ما با لنسبة لغير المتفوقا ت بهذه المؤسسة، فسيمكنهن ا لإ لتحا ق إ ما با لدرا سا ت العليا تخصص درا سا ت إ سلا مية أ و أ نهن سيحلن على التعليم العمو مي في إ طا ر مد الجسور. و سيتم ذلك ز هن حا ملا ت لكتا ب الله عز و جل .

مثا ل أ خر لمؤسسة با لمملكة المغربية تشرف عليها  مجموعة من المجا لس العلمية بمد ينة الدا ر البيضاء

أ قر عبد الرحمن صا بر (2013) بصفته أ ستا ذ للتعليم الثا نوي التأ هيلي و  خطيب وواعظ با لمجلس العلمي با لنوا صر و متعا و ن مع المجلس العلمي المحلي با بن ا مسيك على إ ثر حوار تم إ جراؤه معه عبر إ ذا عة محمد السا دس أ ن طريقة العمل با لمجلس العلمي تنبني على تخطيط محكم أ ما م استبا ق إ جرائي لمستقبل منشود. يتمثل هذا التخطيط في تحديد مجمو عة من ا لأ هذا ف. يتجلى الهذ ف ا لأ سا سي في  مد يد المسا عدة للمتعلمين ليس فقط لتحقيق النجا ح با أ يضا من أ جل النجا  بتفو ق. و السبب في ذ لك هو أ ن المرحلة الرا هنة تتطلب و جود متفوقين أ ي متعلمين حا صلين على نتا ئج مشرفة  جدا.

و بناء على ما إ قره (عبد الرحمن صا بر ،2013)، فإ نه تم و ضع برنا مج يهذ ف إ لى مسا عدة المتعلمين على تطوير مها رات ذا ت بعدين: فا لبعد ا لأ و ل معرفي. أ ما البعد الثا ني للمها رات المستهذفة فهو عا طفي. و يتضمن هذا البعد العمل مع منظما ت لتحفيز و خلق رغبة في الفعل و التعبير. و قد يتم إ شرا ك ا لأ باء و ا لأ سر في هذه العملية.

و ضع القيم في صميم خطة العمل

أ كد عبد الرحمن صا بر (2013) أ ن المجلس العلمي يضع القيم في صميم خطة العمل. و يتطلب ذ لك إ قناع المتعلمين بأ نه لا نجا ح للمتعلم في غيا ب ا حترام الجار و في غيا ب رضى الوا لد ين . و قد يتم تد عيم هذه القيم عن طريق مجموعة من ا لأ بيا ت الشعرية، و ذ لك بغية من المجلس في تحريك الوجدان.

مسا بقا ت لحفظ القرا ن الكريم…..

أ قر عبد الرحمن صا بر (2013) أ ن المجلس العلمي يعمل على تقسيم السنة إ لى ثلا ثة أ قسا م. يتم تخصيص القسم ا لأ و ل لندوات يد خل فيها المتعلمو ن في مسا بقا ت لحفظ القرا ن الكريم، الحد يث الشريف و سير بعض الصحا بة و الصحا بيات. كذلك يتم خلا ل هذه الفترة إ درا ج أ نشطة موازية في البرنا مج كا لفن السما عي و المد يح. أ ما المرحلة الثا نية فيتم تخصيصها لتطوير المها رات. و يتم تخصيص المرحلة الثا لثة للد روس الدعم المدرسي.

صلا حيا ت جلا لة الملك كرئيس د و لة ( صلا حيا ت دنيوية)

 في حين،  يحدد الفصل التا سع عشر و الفصل  الثا ثي و ا لأ ربعون صلا حية جلا لة الملك كرئيس للد و لة. فقد ينص الفصل التا سع عشر على أ ن جلا لة الملك هو ضا من دوام الدو لة و استمرارها و با ن له صيا نة حقو ق و حريا ت الموا طنين و الموا طنا ت و الجما عا ت و الهيئا ت . كما ينص الفصل التا سع عشرعلى  أ ن جلا لة الملك هو الضا من لأ ستقلا ل البلا د و حوزة المملكة في دا ئرة حدو دها الحقة. و كذ لك ينص الفصل  الثا ثي و ا لأ ربعون  على أ ن جلالة الملك هو الممثل الاسمى للدولة ورمز وحدة اللأ مة وضامن دوام الدولة واستمرارها. لا بد من ا لإ شا رة أ يضا في إ طا ر  الحد يث عن شر عية السلطة التنفيذ ية با لمملكة المغر بية إ لى الد ور الذي أ صبح يضطلع به جلا لة الملك كرئيس الدو لة في ظل د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011. و قد لا يخفى على القا رئ أ ن مما رسة جلا لة الملك لهذه السلطة تقتضي  أ ن يصبح فا علا استرا تيجيا في وظا ئف السيا دة و التحكيم و ليس فقط  كسلطة تنفيذية للسيا سا ت السنوية.   فقد ينص الفصل الثا من و ا لأ ربعو ن  من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 على أ ن يتد خل جلا لة الملك في السيا سا ت الإ سترا تيجية و القطا عية با عتبا رها أ حد المجا لا ت المشتركة بين جلا لة الملك و الحكو مة ما دام المجلس الوزاري الذي يرأ سه جلا لة الملك هو المختص دستو ريا في المصا د قة عليها  (القسم السيا سي،  2  :2012) .

فحري برئيس دو لة ممثلا في شخص جلا لة الملك أ ن يؤ سس لعهد جد يد بعد إ حدا ث 17 فبراير من سنة 2011. فعلى الر غم من أ ن السلطة التنفيذ ية با لمملكة المغر بية تستمد مشر و عيتها من المؤ سسة الد ينية، إ لا أ نها أ صبحت بمو جب الد ستور الجديد سلطة مقيد ة با لقا نو ن. فلم يعد ا لأ مر يقتضي  تعيين ر ئيس  الحكو مة بنا ء على ظهير كما كا ن في السا بق. بل ينص الفصل  السا بع و ا لأ ر بعو ن بأ ن  جلا لة الملك يعين رئيس الحكو مة  من الحزب السيا سي الذي تصدر انتخا با ت أ عضا ء مجلس النواب و على أ سا س نتا ئجها (القسم السيا سي ،56 : 2011). و ينص الفصل  السا بع و ا لأ ر بعو ن بأ ن جلا لة الملك يعين أ عضا ء الحكو مة  با قتراح من رئيسها  (القسم السيا سي ،29 : 2011 ).  كما ينص الفصل الخمسو ن بأ ن  جلا لة  الملك  يصدر الأ مر بتنفيذ القا نون خلا ل الثلا ثين يوما التا لية لإ حا لته على الحكو مة  بعد تما م الموا فقة عليه ( القسم السيا سي،31: 2011 ).

و قد   يحرص الخطا ب الملكي ل   31 غشت  2012    على التنا سب مع  مقتضيا ت الدستور الجديد  لسنة 2011 الذي أ صبح جلا لة الملك  بمو جبه يجمع بين سلطة الد ولة و سلطة الحكو مة.وإ ذا كا ن  الصحفي محمد السا سي (  9  : 2012 ) يقر أ ن  الخطا ب الملكي لعيد العرش المؤ رخ ب 31 غشت  هو تقديم للخطوط العريضة لما يمكن اعتبا ره ببرنا مج الد ولة الشبه القا ر و الذي تم فيه تأ كيد استمرا رية تمتد من الما ضي إ لى الحا ضر و تستمر في المستقبل، فإ نه يتضح من خلا ل هذا الخطا ب أ ن جلا لة الملك أ با ن في خطا ب العرش ل 31 غشت 2012 عن استقلا له عن الأ شكا ل الكلا سيكية لخطا با ت العرش السا بقة  و التي كا نت تتنا سب مع د ستور 1996. فا لخطا ب لم يعد يشبه التقرير الأ د بي الذي يعرض فيه جلا لة الملك حصيلة إ نجا زا ته خلا ل سنة من العرش و برنا مج عمله للسنة الموا لية ( القسم السيا سي ، 2  :  2012 ).  و يؤكد (القسم السيا سي ، 2  :  2012 ) أ نه  حقيقة أ ن جلا لة الملك عمل  أ ثنا ء إ لقا ئه لمضمو ن خطا ب العرش ليوم 31 غشت 2012 على ا ستعرا ض  بعض الإ نجا زات و توا ريخها كما في حا لة الإ نصا ف و المصا لحة و مدو نة الأ سرة و المبا درة الو طنية للتنمية البشرية ، إ لا أ ن  ذلك و رد في سيا ق التأ سيس لمعنى ا لإ صلا ح و ليس بهذ ف السرد الكرو نو مو جي السنوي لمنجزا ته خلا ل العا م الفا رط. و إ ن ذ ل هذا على شيئ فإ نما يد ل على  توافق   خطا ب العرش ليوم 31 غشت 2012 مع  النص الد ستوري الجديد الذي  يجعل من جلا لة  الملك فا علا استرا تيجيا في وظا ئف السيا دة و التحكيم و ليس فقط  سلطة تنفيذية للسيا سا ت السنوية. و  يظهر مضمون الخطا ب  إ ذ ن جلا لة الملك كرئيس دولة منشغل ببنا ء ا سترا تيجيا ت تتعلق  ببنا ء الدولة. فقد أ قر(القسم السيا سي،  2  :2012) أ ن  خطا ب العرش توقف  بحجم أ كبر عند قطا عي الفلا حة و السيا حة المتوفرين على استرا تيجيا ت قطا عية.    وحسب ما و ر د بخطا ب 31 غشت   2012،  يتضمن  تحديد الأ ولوليا ت إ صلا ح القضاء ، التنظيم الترا بي، الحكا مة  الجيدة (القسم السيا سي،  2  :2012). و ينتقل جلا لة الملك  بعد ذ لك  ليدعو إ لى التنسيق بين الإ سترا تيجيا ت القطا عية و الإ نشغا ل با لتنمية البشرية و البيئية (القسم السيا سي،  2  :2012). كما أ ن جلا لة الملك  يعطي الأ ولوية للعلا فا ت الثنا ئية مع بلدا ن الإ تحا د المغا ربي . و يد ل هذا على أ ن الخطا ب  أ صبح  بمثا بة و سيلة يضع فيها جلا لة الملك الإ سترا تيجيا ت المرحلية عوض ا لإ قتصار على تفا صيل العمل التنفيذي الذ ي قا م  به جلا لة الملك كطر ف يما رس السلطة التنفيذ ية (القسم السيا سي،  2  :2012).  و قد يلا حظ المستمع و القا ر ئ لمضمو ن خطا ب صا حب الجلا لة  ل 31 غشت  2012 أ ن جلا لة الملك يستعمل في مما رسة هذا الدور، أ فعا لا مثل  “يتوجب”، “يتعين”، “ندعو” .و لهذا التعبير د لا لته. فجلا لة الملك و هو يتدخل في الشأ ن الإ قتصا دي يبقى في حدو د اختصا صا ت التو جيه الذي يختص به رؤسا ء الدول  و ليس من انفرا دات رؤساء الحكو مات (القسم السيا سي،  2  :2012). فقد صار جلا لة الملك يتدخل ليؤكد على أ ن تفعيل ا لإ ختيا رات على أرض الوا قع يقتضي تحديد الأ سبقيا ت و ترتيبها و فق مقا ربة مضبوطة المرا حل  (القسم السيا سي،  2  :2012).

ا عتما د جلا لة الملك على مصدر قا نوني مستمد من القا نو ن الوضعي:

الو سطية و ا لإ عتدا ل با لمملكة المغر بية

وطا لما أ ن موضوع الوسطية و ا لإ عتدا ل بهذا الجزء من الدرا سة ينصب با لدر جة ا لأ ولى على المملكة المغربية، فلا بد من و ضع ا لأ سئلة التا لية: ما هي طبيعة الموا طن السيا سية في ظل العو لمة؟ هل يرغب في أ ن يكو ن إ نسا نا متطرفا را فضا لطبيعة الد يمقرا طية بمفهو مها الغربي ؟ هل يستعمل الموا طن المغر بي العنف في إ طار تو جيه الحا كم و محا سبته با لقو ل و الرأ ي و العزل و النقد إ ذا كا ن منحرفا؟ أ م أ ن الموا طن المغربي أ صبح في ظل نظا م العو لمة قا درا على الجمع بين ا لأ صا لة ، ا ي الحفا ظ على سلو كيا ت الشرع  و المعا صرة أ ي ا لإ قتبا س ة ا لإ ستفا دة من الغير في كل شيء؟ 

فجوا با على السؤا ل المتعلق بطبيعة ا لموا طن المغربي السيا سية حا ليا، يمكن القو ل بأ نه موا طن معتدل لأ نه إ نسا ن  مسلم، و لهذا كا ن إ نتا ج جلا لة الملك عصريا و و سطيا أ يضا.  و قد  يقو ل عبد الو ها ب بو حد يبة (61: 2000 ) أ ن ا لإ سلا م يتسم با لو سطية و ا لإ عتدال. و قد قا ل تعا لى في سورة البقرة، ا لأ  ية  ما ئة و ثلا ثة و أ ربعين: ” و كذ لك جعلنا كم أ مة و سطا”. و بم أ ن المملكة المغر بية د و لة مسلمة، فإ نها تد عم قيم ا لإ عتدال. و ا نسجا ما مع تعا ليم الشريعة السمحة، فقد ورد في تصدير د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ ن الشعب المغربي يتشبت بقيم الإ عتد ال (القسم السيا سي، 7  : 2011  ). كما يمكن القو ل بأ ن القا نو ن الد ستوري المغر بي أ سس لتصور د يمقرا طي معتد ل يد عو إ لى الحدا ثة و إ لى التقليد ية في أ ن و احد. فمن جهة،  ورد بتصدير دستور 2011 أ ن المملكة المغربية ” دولة إ سلا مية”،  و متشبتة “با لشوا بت الرا سخة للأ مة المغربية المتمثلة في الحفا ظ على ا ستمرارية الد و لة الإ سلا مية.

يتسم الشعب المغربي  با لإ نفتا ح على ا لأ خر. فمن طبا ئع الشعب المغربي أ نه  يتسم با لإ نفتا ح على ا لأ خر و ذ لك إ يما نا منه بأ ن ا لإ ختلا ف بين ا لأ مم يكمن فقط و فق ا ختلا فا ت ثقا فية فقط دو ن أ ن يشمل ذ لك ا ختلا فا ت بيو لو جية. و قد أ كد زيا د بن عبد الله الد ريس (  55 :  2009 ) أ ن ا لإ نسا ن كا ن في البدء كا ئنا بيو لو جيا و احدا، لكنه ا ختلف عن ا لأ خرين و فقا لا تتماءات مجتمعية أ كسبته ثقا فة المجتمع الذ ي ينتمي إ ليه. و قد أ و جز الفيلسو ف الصيني كو نفشيو س مشار إ ليه من طر ف ( زيا د بن عبد الله الد ريس ،  55 :  2009 ) أ ن هذا ا لإ ختلا ف الثقا في نا تج عن العا دا ت التي ا كتسبها ا لإ نسا ن في بيئته. يقو ل قا سم عبد العزيز (24  : 2007) أ نه ا قتضت حكمة المو لى عز و جل أ ن ان يجعل التنوع العظيم  سمة من سما ت الحيا ة الد نيا. فقد جعل التعدد و التنو ع و ا لإ ختلاف قا عد ة أ سا سية للكو ن كله. و لو لا  تعدد ا لأ مزجة و العقو ل و المأ كل و المشرب و الملبس  وا ختلا ف ا لأ لسن وا لأ لوان و ا لأ عرا ق لصا رت الحيا ة مملة كئيبة. و قد جاء في سورة هود، ا لأ ية 118-119 ” و لو شا ء ر بك لجعل النا س أ مة وا حدة و لا يزا لو ن مختلفين إ لا من ر حم ربك. و لذ لك خلقهم و تمت كلمة ر بك لأ ملأ ن جهنم من الجنة و النا س أ جمعين”. يقو ل زيا د بن عبد الله الد ريس ( 56  :2009 ) أ ن ا لإ عتزاز و ا لإ هتما م با لهو ية لا يعني كما يفهم بعض النا س ا لإ نكما ش على الذا ت و عد م محا و لة ا لإ ستفا دة و ا لإ قتبا س من الغير. فا لهو ية مسعى و سطي ينطلق للإ فا دة من كل تجربة  إ نسا نية نا جحة لتتم بعد ذ لك صيا غتها و إ د را جها في كينو نة خا صة. و قد لا يقتضي التلا قح و التلا حم مع ا لأ خر تتبيث السما ت و الرموز ا لأ سا سية لهوية ا لأ نا المميزة و إ لغاء هوية ا لأ خر. يقو ل  Levis Strauss   مشار إ ليه من طرف (زيا د بن عبد الله الد ريس ، 56  :2009 ) أ ن كل ثقا فة كيفما كا نت يمكنها أ ن تتطور بفعل ا لإ حتكا ك مع ثقا فة أ خرى. كما يؤ كد Levis Strauss أ ن و جو د مو ديل ثقا في و احد يشكل خطرا على الحضارة ا لإ نسا نية. لهذا، لا بد من ائتلا ف الثقا فا ت العا لمية مع حفا ظ كل ثقا فة بمظال هر تفردها. و قد يؤكد زيا د بن عبد الله الد ريس ( 56  :2009 ) على ضرورة بناء مجتمع عا لمي جد يد أ سا سه ا لإ ختلا ف الثقا في و قا عد ته الد يمقرا طية. كما يقو ل الصحفي عبد الو ها ب بو حد يبة (16: 2000 ) أ نه يجب على ا لأ مة المسلمة أ ن تقيم علا قا ت سلا م و ا حترا م متبا د ل مع جميع ا لأ مم ا لأ خرى. فا لشريعة ا لإ سلا مية قصد و تطلع، مما يستد عي د و ما تكييفها مع المعطيا ت المتغيرة و المتجددة با ستمرار التا ريخ . و قد  تنسجم هذ ه الد عو ة مع ما و رد بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 .فقد و رد بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ ن الشعب المغربي يتشبث بقيم الإ نفتا ح (القسم السيا سي ، 7  : 2011  ).  فإ ذا كا نت الحضا رة  المغربية ا لإ سلا مية منفتحة على العا لمية، فلأ نها تفهم طبيعة ا لإ نسا ن المغربي المد رك لذا ته عا لميا. و بذ لك، فإ ن ا لإ نسا ن أ ينما كا ن  مد عو إ لى أ ن يفتح “عيو ن الجسد و عيو ن القلب و عيو ن العقل” لينتقل من الفر د الذ ي لا هو ية له إ لى الشخص ا لإ نسا ني . و تد عو الحضا رة ا  لإ سلا مية التجمع البشري للإ نتقا ل من  و ضعية القبيلة المند مجة تلقا ئيا إ  لى و ضعية ا لأ مة با عتبا رها تجمعا منفتحا و من المجتمع التقليد ي إ لى المجتمع ا لعا لمي (عبد الو ها ب بو حد يبة، 12 : 2000 ).

خلا صة القو ل:

ا تضح في هذا الفصل على أ نه على الرغم من أ ن د ستور المملكة المغربية الجد يد هو بمثا بة تعبير عن أ ما ل ا لأ مة المغربية، إ لا أ نه لا يمكن إ غفا ل الد ور الذ ي قا م به جلا لة الملك بصفته مفكر معا صر ا ستطا ع  أ ن يضع أ ليا ت للنهوض بأ سس د يمقراطية تستجيب لمتطلبا ت ا لأ صا لة و المعا صرة.  

“و في المغرب المعا صر، ارتبطت قضية الديمقراطية ببناء الدولة الحذ يثة في المغرب ارتبا ط علة بمعلول ، بناء يراعي مجموع المكونا ت الإ جتما عية للمغرب

 جلا لة الملك بصفته مفكر معا صر يوا جه تحد يا ت المغرب، كدولة امتد و جو د ها قرونا متصلة في و حدة و تما سك:

مد و نة ا لأ سرة تد عم حوا ر الثقا فا ت:

و على الرغم من و جود تنو ع ثقا في و لغوي با لمملكة المغربية، فقد  تظل مدو نة ا لأ سرة  من أ هم الو ثا ئف التي تثبث عنا ية جلا لة الملك ببناء صرح دو لة القا نون و توحيد ا لأ حكا م في مجا ل حقو ق ا لإ نسا ن، و ذلك في تنا سق تا م مع أ حكا م  شرع في بناءها المغفور له محمد الخا مس و المغور له الحسن الثا ني. يقو ل ا محمد لفرو جي ( 10  : 2012) أ نه سيرا على التهج القويم لجده و وا لده المنعمين، عمل جلا لة الملك محمد السا دس على جعل ا لأ سرة المغربية القا ئمة على المسا واة و العد ل و المسؤو لية و المودة و التنشئة السليمة للأ طفال لبنة جو هرية في د مقرطة المجتمع . و لتحقيق هذا الهد ف، أ سند جلا لة الملك -بصفته “ملكا لكل المغا ربة ، لا يشرع لفئة دو ن أ خرى”-  مهمة مرا جعة مد و نة ا لأ حوا ل الشخصية للجنة ملكية ا ستشا رية متعددة التخصصا ت و المشا رب . و قد أ كد جلا لته على أ ن تلتزم هذ ه اللجنة با حكا م الشر ع المو حدة و على أ ن تستنبط ا لأ حكا م كلما د عت الضرورة إ لى ذ لك من أ جل تغطية متطلبا ت العصرو ما يعرفه من تطور لضما ن حقوق ا لأ فراد جميعا ذ كورا كا نو ا أ و إ نا ثا كما هو متعا رف عليها عا لميا. و قد تم ا لإ قرار بهذا الهد ف ” تجسيدا للإ رادة العا مة للا مة “التي يعتبرها جلا لة الملك بمثا بة أ سرة كبيرة. فلم ير البرلما ن بمجلسيه أ ي ما نع لد عم المشرو ع الو حد و ي و ذ لك عن طريق التصو يت على مد و نة ا لأ سرة   من أ جل خد مة الأ سرة و تما سك المجتمع.  يقو ل ا محمد لفرو جي ( 11  : 2012)  أ ن البرلما ن ا عتز بما ورد  با لخطا ب الملكي بمنا سبة افتتا ح السنة التشريعية الثا نية من الو لا ية السا بعة حو ل  قضا يا تهم ا لأ سرة. و من بين هذه القضا يا ا لإ شا رة إ لى الروابط ا لقوية  بين الرجا ل و النساء ” و ذ لك با عتبا ر النساء شقا ئق الرجا ل في ا لأ حكا م”. كما تمت ا لإ شا رة أ يضا إ لى المغا ربة المقيمين با لخا رج على ا عتبا ر أ نهم جزء لا يتجزأ من و طنهم المغرب (ا محمد لفرو جي ، 12  : 2012). و تمت ا لإ شا رة أ يضا إ لى قضا يا تهم الرعا يا ا لأ و فياء المعتنقين للد يا نة اليهو دية  (ا محمد لفرو جي ، 14  : 2012) و ذ لك حرصا من جلا لته على تطبيق قا نو ن أ سري عا دل و عصري. فقد ينص البند ا لأ و ل من  الما دة الثا نية من مد و نة ا لأ سرة على أ ن ا لأ حكا م تسري على جميع المغا ربة و لو كا نوا حا ملين لجنسية أ خرى.  كما ينص البند الثا ني من الما دة الثا نية من مد و نة ا لأ سرة على أ ن ا لأ حكا م تسري على ا للأ جئين ممن فيهم عد يمي الجنسية و ذ لك طبقا لا تفا قية جنيف المؤرخة ب 28 يوليوز لسنة 1951 المتعلقة بو ضعية ا لأ جئين. و ينص البند الثا لث من الما دة الثا نية من مد و نة ا لأ سرة على أ ن ا لأ حكا م تسري على العلا قا ت التي يكو ن فيها أ حد الطرفين مغربيا. و ينص البند الرابع  من الما دة الثا نية من مد و نة ا لأ سرة على أ ن ا لأ حكا م تسري على العلا قا ت التي تكو ن بين مغربيين أ حد هما مسلم. و ينص هذا البند أ يضا على أ ن اليهود المغا ربة ملزمو ن بتطبيق قوا عد ا لأ حوال الشخصية العبرية المغربية.

د ستور مغربي جد يد يد عم حوا ر الثقا فا ت:

و جوابا على المقو لة الواردة با لتص “أ ن قضية الديمقراطية في المغرب المعا صرقد ا رتبطت  ببناء الدولة الحذ يثة ارتبا ط علة بمعلول ، بناء يراعي مجموع المكونا ت الثقا فية للمغرب”، أ قر بأ ن الو ثيقة الد ستورية ستظل شا هدة على محا ولة موا جهة جلا لة الملك محمد السا د س  لمجمو عة من المشا كل النا جمة على طبيعة الثقا فة و الحضا رة المغربية، مما يد عم ا لإ عتقا د بأ ن ا لأ مر يتعلق فعلا با نصها ر مكونا ت ا جتما عية مختلفة تحت طا ئلة دو لة الحق و القا نون.  فالجميع يعلم أ ن المملكة المغربية متعددة في مكو نا تها السكا نية و الثقا فية وا للغو ية.  html . المغرب  http://ar.newikis.com/ .    فقد ا حتضن المغر ب منذ و قت بعيد العد يد من النا زحين سواء من الشرق مثل الفنيقيين و اليهو د أ و من الشرق العربي أ و من الجنو ب كا لأ فا رقة النا ز حين من الصحراء الكبرى أ و من الشما ل كا لرو ما ن و الو ندا ل. فكا ن لهذا النزو ح أ نه جعل هذه الشرا ئح على الرغم من كونها تحمل عبر ا لأ جيا ل بصما ت جنينية تؤثر في مجرى تصورها للحيا ة تنضم إ لى د ين و احد و إ لى أ سس د يمقرا طية مو حدة.يقو ل محمو د شا كر (6 : 1996 ) أ نه لا يعيش نصرا ني و احد با لأ صل با لمملكة المغر بية، بل توجد بها عنا صر من العر ب و البر بر و قد يجمع ا لإ سلا م بينهم. فمن يو جد با لمغر ب من النصا رى في العصر الحا لي إ نما ير جع إ لى أ صو ل ا ستعما رية تعو د إ لى فترة ا لإ ستعمار الصليبي خلا ل فترة متقد مة جدا من تا ريخ المملكة المغر بية (محمو د شا كر ،6 : 1996 ). و لما منحتهم السلطة ا لإ ستعما رية ا ملا كا و أ را ضي با لإ ضا فة إ لى ا متيا زا ت أ خرى، استو طنوا المنطقة. و با لإ ضا فة إ لى هذه الفئة، يو جد با لمملكة المغر بية يهو د قد م معظمهم من بلا د ا لأ ند لس بعد ما تم طر د المسلمين منها و لم تبد النصرا نية با لأ ند لس ر غبتها في مكو ث اليهو د بها (محمو د شا كر ،6 : 1996 ). و قد كا ن با لإ مكا ن أ ن يو لد هذا ا لإ ختلا ط بين ثقا فا ت مختلفة با لمملكة المغربية صرا عا دا ميا  بين السكا ن فكريا و ا جتما عيا و ا قتصا ديا و سيا سيا (محمو د شا كر ،6 : 1996 ). و خلا فا لذ لك، يجسد  د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 مهارة جلا لة الملك  في تحقيق الو حدة  عن طريق و ضعه حلو لا منصفة و عملية تنم عن ا حترا م  المبا دئ ا لإ سلا مية  كمرجع  د يني سما وي و عن ا حترا م حقو ق ا لإ نسا ن كما هو متعا رف عليها كو نيا.

لا يمكن الحد يث عن مجتمع  سليم و فا در على ضما ن ا لأ من للجميع إ لا من خلا ل الحذ يث عن قدرة ا لأ فرا د على الحوار مهما ا ختلفت البنبية الثقا فية التي ينتمو ن إ ليها. و لا يمكن للنظا م السيا سي أ ن يد عم هذا الحوار إ لا إ ذا كا ن د يمقرا طيا في حضور د ستو ر يسا هم في د عم الحوار بين جميع الثقا فا ت.  فا لخزا نة البحثية تو فر للقا رئ الكثير من ا لأ مثلة التي تشهد على ا سبا ب ا نذ ثا ر الثقا فا ت  في غيا ب تصور د يمقرا طي جيد يسا هم في بلورة حوار الثقا فا ت المتعا سشة بنفس الو طن. فقد يد فع الحوار الشعو ب إ لى أ ن تتعا طى مع بعضها  اعتما دا على أ سلو ب إ نسا ني ر فيع قا ئم على التفا و ض عو ض العر اك و القتا ل. و يمكن أ عتبا ر  حوا ر الشر ائح المتعددة ثقا فيا و اجتما عيا و رو حيا و سيا سيا بمثا بة قو ة محر كة لعجلة التنمية الفكر ية و الر و حية و ا لإ خلا قية للأ مة  الو احدة . و هي أ مور لا يمكن الإ ستها نة بها لتحقيق التمو الإ قتصا دي لما يقتضيه هذا ا لأ خير من تعا و ن و أ من و سلم. يقو ل نا صر الد ين الأ سد و ا خرو ن ( 10 : 2004) أ ن الحوار الإ سلا مي المسيحي العر بي هو حوار بين أ بنا ء أ مة و احد ة و أ بنا ء حضا رة و احدة و أ بنا ء إ ثنية و احدة يجمع بينهم العيش الوا حد.و في المملكة المغر بية، ا ستطا عت الد سا تير المتعا قبة  أ ن تضمن تعا يش  شرا ئح ا جتما عية منتلفة في سلم و أ ما ن سواء تعلق ا لأ مر با ليهود المغا ربة او تعلق بشر يحة المسلمين ا لمغا  ربة  البر ابرة أ  و بشريحة  المسلمين المغا ربة المقيمة با لأ قا ليم المغر بية  الجنو بية أ و بشريحة  المسلمين المغا ربة  ذا ت الأ صو ل العر بية ا لأ ند لسية. فمما لا شك فيه أ  ن المغرب متعدد في مكوناته القومية و السكا نية و اللغوية و الثقا فية. لكن الجميع يتعا يش في سلم و أ ما ن. و أ عتقد أ ن هذا التنوع هو بمثا بة مو رو ث حضا ري تطلب و جو د أ دا ة سيا سية د يمقر اطية سا همت إ لى و قتننا الحا ضر  ليس فقط في إ قرار حقو ق الإ نسا ن بل أ يضا في  تعزيز التعا و ن بين شر ائح ا جتما عية متعددة.

ويمكن إبراز أ همية عنا ية جلا لة الملك با لمكو نا ت الثقا فية المتعددة با لمملكة المغربية  من خلال و ضع مقا رنة مع ما يقع ببلدا ن أ خرى. و يمكن ا لإ ستدلا ل بأ مثلة لو جود أ قليا ت مضطهدة بد و ل أ جنبية مثل ا لأ قلية الإ  ثنية المضطهدة من السو د بجنوب أ مريكا. يقو ل علي الكنز ( 234 : 1997) أ نه عند ما عمل السو د في أ مريكا على حر ق و نهب المحلا ت، فإ نهم فعلوا ذ لك كأ قلية إ ثنية مضطهدة تعا ني من الفقر و البطا لة. يقو ل علي الكنز ( 234 : 1997) أ نه تظا هر المسلمو ن في البنغا ل و قا موا بأ عما ل الشغب لكو نهم أ قلية مسلمة مضطهدة و فقيرة  تطا لب بحر ية العبا دة .و ردا على مثل هذه المشا هد الدا لة على غيا ب حقو ق ا لأ قليا ت،  يقو ل (محمد حسن السر غيني ، 32: 2007) أ ن  حا جتنا إ لى الد فا ع عن هو يتنا الثقا فية لا يمكن أ ن تتحقق  عبر مؤسسة خا رجة عن الو طن بل يتم ذ لك من دا خلها و ذ لك بإ عا دة بنا ءها تا ريخيا و د ستو ريا و من خلا ل معطيا ت تتعلق با لمكونا ت.  و في هذا ا لإ طار، لا بد من ا لإ شا دة با لدور الفعا ل الذ ي قا م به المفكر المعا صر العظيم جلا لة الملك حينما سلط الضوء على القضا يا التي تضمن إ قا مة  و طن مغر بي قا ئم على د و لة و على حضا رة مغر بية لها نفس الحقو ق و الو اجبا ت بغض النظر عن الجنس، العقيدة أ و ا لإ نتماء ا لإ جتما عي، مما سا هم في تمتيع المو ا طن المغر بي با لشعور با لإ نتما ء إ لى الو طن و إ لى ا لأ مة  المغربية. فمما لا ريب فيه أ ن جلا لة الملك عمل بصفته أ ميرا للمؤمنين على بلوة قيم مستقاة من الشريعة ا لإ سلا مية. و تتجلى هذه القيم في ا عتبا ر ا لد ستور من صنع “الجميع” أ ي من صنع ا لأ مة الواحدة ا لمرتبطة بأ وا صر ا لأ خوة المتينة ( القسم السيا سي،  4  : 2011 ). و قد تجد هذ ه المعلمة الحقو قية صدى لها على صعيد الشريعة ا لإ سلا مية، مما يثبث أ ن ا لمبا دئ ا لإ سلا مية و رد ب في سيا ق تأ سيس مجتمع مغربي حدا تي مو حد.  ففي نظر محسن ا ل عصفور (  30 :        2006 ) أ حد ثت ا لشريعة ا لإ سلا مية نقلة تحو يلية ها مة في تا ريخ البشرية بإ لغا ئها ا لإ متيا زات العر قية و القبلية و بقضا ئها على الفوا رق العنصرية. فقد سا همت الشريعة في تحرير العبيد من ا لإ متها ن و الذ ل. و سا همت في تو حيد ا لأ مة بنا ء على العقيدة. و الد ليل على ذ لك أ نه جا ء في سورة الروم ا لأ ية العشرين  قو له تعا لى: “و من أ يا ته أ ن خلقكم من ترا ب ثم أ نتم بشر تنتشرون “.. كما ورد في قو له تعا لى: “يا أ يها النا س إ نا خكقنا كم من ذكر و أ نثى و جعلنا كم شعوبا و قبا ئل لتعا رفوا إ ن أ كرمكم عند الله أ تقا كم” (سورة الحجرا ت: 13) (قا سم عبد العزيز:  14  :  2007). فقد د عم  القران الكريم عدة مبا دئ إ نسا نية  كإ قرار الأ خوة الإ نسا نية  و جعلها بمثا بة أ سا س متين لتحقيق المساواة بين البشر أ جمعين بما فيهم اليهو د و النصا رئ (قا سم عبد العزيز:  14  :  2007) . كما أ كد  (محسن ا ل عصفور ، 30 :  2006 )  أ ن الر سو ل صلى الله عليه و سلم قا ل : “أ يها الناس، إ ن أ دم لم يلد عبدا و لا أ مة و إ ن النا س كلهم أ حرار”.  و قد كا ن لبناء الد يمقرا طية با لمملكة المغا ربية على  رو ح الحكمة و التبصرالمستمداين من الشريعة أ ثر با لغ في سلو ك الموا طنين ذلك أ ن المواطنين المغا ربية على الرغم من كو نهم مسلمين ، فإ نهم لا يجدو ن أ ي حرج في  تسمية أ بنا ءهم بأ سما ء يهو دية و نصرا نية ا لأ صل.. و يمكن ا لإ ستد لا ل عن ذ لك بأ سماء مسيحية و يهو دية كموسى و عيسى و إ سحا ق و يعقوب و يو سف و داوود و سليما ن و مريم و سارة  (قا سم عبد العزيز:  14  :  2007). فا لسلو ك لا يكو ن قا بلا للتما يز إ لا بناء على العمل الصا لح و ذلك بناء على قوله تعا لى: “يا أ يها النا س إ نا خكقنا كم من ذكر و أ نثى و جعلنا كم شعوبا و قبا ئل لتعا رفوا إ ن أ كرمكم عند الله أ تقا كم” (سورة الحجرا ت: 13) (قا سم عبد العزيز:  14  :  2007). و لا بد أن نلا حظ أ ن هذه الأ ية الدا عية للأ خوة  الإ نسا نية قد جعلت من الإ حتلاف أمرا ا يجا بيا مما يعني أ نها جعلت من أ ختلا ف أ جنا س البشر و تنوع أ عرا قهم و سيلة للتعا رف والإ ختلا ف و التنا فس في العمل الصا لح و ليس أ مرا داعيا للتمزق و الإ قتتا ل كما هي العا دة ببعض البلدان.

مقولة المساواة”  من بين المقولا ت التنويرية بالد سا تير المغر بية 

لا يمكن الحد يث عن نظا م د يمقرا طي د ستور ي  قا ئم على العد ل و المسا واة في غيا ب الد و لة. فقد عرف   Carre De Malberg الد و لة على أ نها جما عة من الأ فراد يقيمو ن  بأ رضهم الخا صة  المشتركة و يعيشو ن و فق مجمو عة من التنظيما ت تنجم عنها علا قا ت بين أ فرا د هذه الجما عة مع و جو د سلطة متفو قة في الإ كراه و العمل. و حسب ا محمد ما لكي (    1992 )   يمكن و صف الدو لة بأ نها ليبرا لية  إ ذا كا نت تتو فر على د ستو ر مكتو ب        constutition écrite    يضمن  حما ية الأ مة من التعسف  في مما رسة السلطة و تكو ن  هذه الحما ية  مضمو نة حين يكو ن الد ستو رالمكتوب  صلبا. و يعني ذ لك أ ن الد و لة التي تتو فر على نص مكتوب يكو ن فيها الحكم مقيدا (ا محمد ما لكي ، 1992 ). و جوا با على   تسا ؤل الصحفي ( تو فيق بو عشرين ، 3: 2012)   حو ل نو عية الزهور و الأ شو اك  التي حملتها الريا ح الشرقية  الحا ملة في طيا تها ربيعا عر بيا في ظل دو لة حد يثة، يمكن القو ل بأ ن حر كة 20 فبرا ير من سنة  2011   سا همت في إ حذا ث مجمو عة من التغييرا ت با لدول العر بية ذا ت النظا م الر ئا سي على الخصو ص.  يقو ل الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’ أ ن  جل الأ نظمة الجمهورية  في العا لم العربي عا شت هزات عنيفة قا د تها إ لى الإ نذ ثا ر. أ ما على صعيد المملكة المغر بية، فقد سا همت حر كة 20 فبرا ير من سنة  2011  في د عم تلا حم الشعب بعضه لبعض و ملكه جلا لة الملك محمد السا د س.

و يمكن ا عتبار “مقولة المساواة”  من بين المقولا ت التنويرية التي تم نقلها و تكييفها مع بنية الوا قع السا ئد بالمملكة المغربية في هذا العصر . بل تعتبر “مقو لة المسا واة”  من بين المقولا ت التنويرية التي تم نقلها و تكييفها مع بنية الوا قع السا ئد بالمملكة المغربية، و التي  تشكل أ حد الأ ركا ن الأ سا سية التي ا عتمد عليها النظا م بالمملكة  المغربية منذ الستينات إ لى اليوم في مشوار دعم معا لم النظا م اليمقراطي إ نها تشكل أ حد الأ ركا ن الأ سا سية التي ا عتمد عليها النظا م بالمملكة  المغربية منذ الستينات إ لى اليوم في مشوار دعم معا لم النظا م اليمقراطي. فجل الد سا تير المغربية بدءا من دستور 1962 و مرورا بد سا تير 1970، 1972، 1992 و 2011  أ عتمدت على مقولا ت التنوير الفرنسي في إ طا ر مقا ربتها لإ صلا ح الشأ ن العا م با لمملكة المغربية.

إ قرار المسا واة بين المغا ربة أ جمعين بالد سا تير المغربية

و قد نا دت جل الد سا تير المغربية بإ قرار المسا واة بين المغا ربة أ جمعين رغبة منها في إ عا دة صياغتها على ضوء المستجدا ت الحد يثة و المعا صرة. و فيما يلي عرض للتطور الذي عرفه العمل بمقولا ت التنوير الفرنسي عبر التا ريخ المغربي. فإ ذا كا ن د ستور 1962 حريصا على ها جس  العمل بمقو لة المسا واة بين الر جل و المرأة، فإ ن الد سا تير المتعا قبة سا همت في توسيع مجا لها . فالفصل الخا مس من  دستور المملكة المغربية لسنة 1962 ينص  على أ ن جميع المغا ربة سواء أ ما م القا نو ن. كما ينص الفصل الثا من  دستور المملكة المغربية لسنة 1962 على أ ن الر جل و المرأ ة متسا و يا ن في التمتع با لحقو ق السيا سية.  كما ينص الفصل الثا من  دستور المملكة المغربية لسنة 1962 على أ نه يحق لكل مواطن ذ كرا أ و أ نثى أ ن يكو ن نا خبا إ ذا كا ن با لغا.  و قد تم ا لإ ستمرار في مرا عا ة  إ قرار المسا واة بين جميع المو اطنين المغا ربة في الحقو ق و الوا جبا ت في إ طا ر البنا ء الد يمقر اطي للد و لة المغربية الحد يثة إ لى غا ية د ستور 1996. و قد أ كد المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي  )    9: 2006 )  أ ن أ صا حب الجلا لة أ علن في خطابه ليوم   10   شتنبر1999   بمنا سبة إ حيا ء الذكرى الخمسين لللإ علا ن العا لمي عن حقوق للإ نسا ن على وا جب الد فاع عن حقوق الإ نسا ن المد نية و السياسية و الإ قتصا دية و الإ جتما عية و نشر ثقافتها دون أ ي شكل من أ شكا ل التمييز و ذ لك بنا ء على الفصل الخا مس من الدستور الذي ينص على مبدإ مسا واة المغا ربة في الواجبا ت و الحقو ق.

و ينص الفصل السا دس  من من دستور2011 المملكة المغلربية  على أن جميع  الأ  شخا ص  سواء كا نوا  ذا تيين أو ا عتباريين بما فيهم السلطات العمومية متساوون أ ما م القا نون. بل إ ن  الفصل الخا مس  بد ستا تيرالمملكة المغربية لسنوا ت  1962، 1970، 1972 و 1992 تنص على مسا واة المغا ربة أ ما م القا نو ن أ يضا.و قد تنا و ل قا سم عبد العزيز  ( 14  :  2007) با لدر ا سة و التحليل مزا يا لإ قرار المسا وا ة بين أ فرا د الأ مة مذ كرا القا رئ بأ نها سا همت في تحقيق الكثير من الإ ستقرار و سيا دة الأمن بالمجتمعا ت ا لإ سلا مية  عبر عدة قرون، إ ذ لم تشهد هذه المجتمعات  لعدة قرون ما شهد ته مجتمعا ت مغا يرة من تفرقة عنصرية مقيتة و ما قد نتج عنها من مفا سد ومظا لم مخيفة. و يمكن القو ل  بأ ن  “مقولة المساواة” تعتبر كشرط من شرو ط  تحقيق الحيا ة العا دلة كما أ را دها المغا ربة.

إ قرار المسا واة بين  المرأة و الر جل في دستور 2011

فقد ينص الفصل التا سع عشر من د ستو ر المملكة المغربية لسنة 2011 أ ن الر جل و المرأ ة  يتمتعا ن على قد م المسا واة با لحقو ق المد نية و السيا سية و الإ قتصا دية و الإ جتما عية و الثقا فية و البيئية الوا ردة با لإ تفا قيا ت و المو اثيق الد ولية كما صا د ق عليها المغرب في نطا ق أ حكا م الد ستو ر و ثو ابث المملكة و قو ا نينها.

 و لتفعيل هذا المقتضى، حث  الفصل السا دس  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 السلطا ت العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم المسا وا ة بين المواطنا ت و الموا طنين (القسم السيا سي ،11  : 2011  )، على اعتبا ر أ ن المرأ ة يمكنها بصفها أ م و  أ خت و إ بنة  تتمتع بمؤهلا ت عظمى أ ن تد فع بعجلة دمقرطة الحيا ة المغربية إ لى الأ مام إ ذا سنحت لها الظروف بذلك. و لهذا، يؤكد الفصل التا سع عشر  من دستور المملكة المغربية لسنة  2011  على أن يتمتع الرجل و المرأة على قد م المسا واة با لحقوق و الحريا ت المدنية و السيا سية و الإ قتصا د ية و الإ جتما عية و الثقا فية و البيئية  الواردة في الإ تفا قيا ت و الموا ثيق الدو لية كما صا دق عليها المغرب في نطا ق أ حكا م الدستور و ثوا بث المملكة و قوا نينها  (القسم السيا سي ، 18 : 2011 ). و بناء على ما ورد بدستور المملكة المغربية لسنة 2011 و خصو صا بالفصل الوا حد و الثلا ثين ،فإ نه  يلقى على عا تق الدو لة المغربية  و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق التنمية المستدا مة (القسم السيا سي ،23  : 2011  ). فعلى الصعيد السيا سي،  يقر  الفصل الثلا ثو ن   من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أن  القا نون ينص على مقتضيا ت من شأ نها تشجيع تكا فئ الفرص بين النسا ء و الرجا ل في و لوج الو ظا ئف الإ نتخا بية (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ،22  : 2011  ). أ ما على الصعيد ا لإ جتما عي، فقد  نص الفصل الوا حد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة   2011   على أ ن تعمل الدو لة و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق الحما ية الإ جتما عية و التغطية الصحية و التضا من التعا ضدي (القسم السيا سي ،23  : 2011  ). كما ينص الفصل  الوا حد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة  2011   على أ ن  تعمل الدو لة و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق العلا ج و العنا ية الصحية (القسم السيا سي ،23  : 2011  ). و اعتبا را للدور الذي يمكن أ ن تلعبه المرأ ة المغربية على صعيد التنشأ ة الإ جتما عية و تكوين جيل صا عد له من المؤهلا ت ما يسا عده على القيا م بأ دوار ها مة على صعيد الإ يما ن بقيم المواطنة و دعم حقو ق الإ نسا ن و الإ يما ن الحق با لمبا دئ الديمقرا طية،  فقد نص الفصل  الو احد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أن  تعمل الدو لة و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق التنشئة على التشبث با لهوية المغربية و الثوا بث الوطنية الرا سخة (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ،23  : 2011  ). كما ينص الفصل  الواحد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة   2011 على أن  تعمل الدو لة و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق الحصو ل على تعليم عصري ميسر الولوج و ذي جودة (القسم السيا سي ،23  : 2011  ) و من حق التكوين المهني و الإ ستفا دة من التربية البدنية و الفنية (القسم السيا سي ،23  : 2011  )

 و تشجيعا للمرأ ة المغربية لنقوم بأ دوار رائدة على صعيد الحيا ة السيا سية، فقد ينص دستور المملكة المغربية لسنة 2011  على تو فبر مجمو عة من الظروف لها على قدم من المساواة مع الرجل. و من بين هذه الظروف ما تعلق بظروف العيش، إذ ينص الفصل  الواحد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة   2011    على ان تعمل الدو لة و المؤ سسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق السكن اللا ئق(القسم السيا سي ،23  : 2011) و لتيسير أ سبا ب ا ستفا دتهن على قد م المسا واة من حق الحصو ل على الما ء و العيش في بيئة سليمة  (القسم السيا سي ،23  : 2011  ). كما ينص الفصل   الفصل الوا حد و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 على تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة الموا طنا ت و الموا طنين على قد م المسا واة من حق  الشغل و الد عم من طرف السلطا ت العمو مية في البحث عن منصب شغل أ و في التشغيل الذا تي (القسم السيا سي ،23  : 2011  ) ، وكذ لك  من حق استفا دتهن من  ولوج الوظا ئف العمومية حسب الإ ستحقا ق (القسم السيا سي ،23  : 2011  ). و خلا صة ممجموع الحقو ق التي تم تخويلها للتسا ء كشريحة ها مة لها من المؤهلا ت ما يسمح لها با لمشا ركة في ترسيخ مبا دئ الديمقرا طية با لمجتمع المغربي، يمكن التذ كير بأ ن الفصل التا سع عشر   من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  ينص على أن  يتمتع الرجل و المرأة على قد م المسا واة با لحقوق و الحريا ت المدنية و السيا سية و الإ قتصا د ية و الإ جتما عية و الثقا فية و البيئية  الواردة با لدستور (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ، 18 : 2011 ). و سعيا من الدولة إ لى تحقيق مبدإ المنا صفة بين الرجا ل و النساء، فقد نص الفصل  التا سع عشر  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 على إ حذاث هيئة للمنا صفة و مكا فحة كل أ شكا ل التمييز (القسم السيا سي ، 18 : 2011 ).

ا قرار المسا واة في مجا ل الصحة بد ستور 2011: النساء و إ لى الفئا ت من ذوي الإ حتيا جا ت الخا صة

و من مؤشرات سيا دة العدا لة الإ جتما عية أ يضا وضع و تفعيل سيا سا ت مو جهة إ لى  النساء و إ لى الفئا ت من ذوي الإ حتيا جا ت الخا صة. فقد ينص الفصل الرابع و الثلا ثون على أ ن تقوم السلطا ت العمو مية بوضع و تفعيل سيا سا ت مو جهة إ لى الأ شخا ص و الفئا ت من ذوي الإ حتيا جا ت الخا صة ( القسم السيا سي، 24 : 2011 ). كما ينص الفصل  الرابع و الثلا ثون أ يضا على أ ن تقوم السلطا ت العمو مية بإ عا دة تأ هيل الأ شخا ص الذ ين يعا نو ن من إ عا قة جسد ية أ و حسية حركية أ و عقلية و إ د ما جهم في الحياة ا لإ جتما عية و المدنية  ( القسم السيا سي، 24 : 2011 ).

و سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذا البحث على القيا م ببحث ميدا ني لمعرفة مدى ا ستفا دة العينة المستهذ فة من النساء من المقتضيا ت الواردة بشأ نهن في مجا ل حقو ق ا لإ نسا ن. كما أ نني  سأ عمل على  با لبا ب الثا ني على ا ستخلا ص معطيا ت حو ل ذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة لأ كتشاف مد ى قدرتهم على مما رسة ا لأ سس الد يمقرا طية كما تم التنظير لها بد ستو ر سنة 2011 .

إ قرار العنا ية بالأ طفا ل بد ستور 2011، إ سوة با لشرا ئح ا لإ جتما عية ا لأ خرى

و قد نص الفصل الثا ني و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  على أ ن الد ولة تسعى لتوفير الحما ية القا نو نية، و الإ عتبا ر الإ جتما عي و المعنوي لجميع الأ طفا ل بكيفية متسا وية، بصرف النظر عن و ضعيتهم العا ئلية ( القسم السيا سي، 23 : 2011 ).

العنا ية بالطبقا ت الفقيرة

نصت المقتضيا ت الواردة بد ستور المملكة لسنة 2011 أ يضا على ضرورة  تمتين قا عد ة المملكة المغربية في مجا ل  تطوير عملية البناء الديمقراطي عبر العنا ية با لمغا ربة الذين يعا نون الإ قصا ء و الإ عا قة و الأ شد فقرا. و قد شملت هذه المسا واة  ضما ن تكا فئ الفرص ما بين الطبقا ت المحظو ظة و الظبقا ت الأ قل حظا ، إذ نص الفصل الخا مس و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  على أن الدو لة تسهر على ضما ن  تكا فئ الفرص للجميع و الرعا ية الخا صة للفئا ت ا لإ جتما عية الأ قل حظا ( القسم السيا سي، 25 : 2011 ).

و لا بد من التذ كير بأ نه  تتوخى المبا درة/ الميثاق خلا ل الد فعة اللأ ولى من تفعيل المبا درة/ الميثاق تلبية  الحا جة الملحة للمستهد فين في إ طار الإ دماج المجتمعي بإ عطا ء الأ سبقية ل  320 شخص من الجما عا ت القروية و 250 من الأ حياء الحضرية الأ شد فقرا و تهميشا فضلا عن الفئا ت والأ شخا ص في وضعية صعبة و الذين يعا نون الإ قصا ء و الإ عا قة (المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي ،: 4 1997).

إ قرار المسا واة في مجا ل ا للغا ت المتدا و لة با لمملكة المغربية

ورد بو كيبيديا بأ ن عدد المغا ربة  بلغ 32 مليون نسمة و بأ أ ن اللغتين العربية و الأ مازيغية هما اللغتان الرسميتا ن في المغرب، علما بأ ن معظم المغاربة يستعملون الدا رجة في حياتهم اليومية، و العربية الفصحى إ داريا.  وورد أ يضا بوكيبيد يا أ ن هنا ك عدة شرائح من المغا ربة يستعملون  ثلا ث لهجا ث أ ما زيعية مختلفة تتمثل في  تا ريفيت ‘ تاشلحيت و تا ما زيغت الأ طلس و بأ نه من بين 32 مليون مغربي‘ 13  مليون و نصف يتحد ثون الأ مازيغية إ لئ جا نب الدارجة المغربية. با لإ ضا فة إ لى هذا، تستعمل الفئا ت الممدرسة لغا ت أ جنبية أ خرى في حيا تها اليو مية تتأ رجح ما بين الفرنسية و الإ نجليزية خصوصا بجنو ب المملكة المغربية و الإ سبا نية بشما لها.   فحسب وكيبديا، كا نت اللغة الفرنسية تستعمل كلغة رسمية بالمغرب وأ صبحت الا ن بمثابة لغة ثانية غير رسمية‘ حيث أصبحت تدرس في المدارس و اـكليا ت تستعمل في عا لم التجا رة ،  وبأ نه  إ لى جا نب اللغة الفرنسية، تستعمل اللغة الإ نجليزية من طرف الشبا ب لكنها لا تزال غير متداولة من طرف المغا ربة كما هو الشأ ن بالنسبة للغة الفرنسية،  كما أ ن حوالي 2000.000   من سكا ن شما ل  المملكة المغربية يستعمل اللغة ا لإ سبا نية كلغة ثا نية.

و اعتبا را للدور الذ ي يمكن ا ن تلعبه الد يمقر اطية في تو حيد ا لأ مة، فقد اسس د ستور المملكة المغر بية لها عن طر يق تقنين الحياة ا لإ جتما عية و السيا سية و ا لإ قتصا د ية للأ فرا د على ا عتبار أ نهم يننمو ن لنفس ا لأ مة و لنفس الو طن.فقد  يشير الفصل  الثا من و العشرو ن من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011  بأ ن القا نون  يضمن احترا م  التعدد ية اللغو ية و الثقا فية و السيا سية للمجتمع المغربي  (القسم السيا سي ،  21: 2011  ). ويعتبر هذا التقنين بمثا بة د عم  لما أ قره (عبد الحليم خدا م ،   23  :2012) حينما فا ل بأ ن الإ نتقا ل من النظا م الشمولي إ لى النظا م الد يمقر اطي يتطلب تغييرا جذ ر يا في بنية الد ولة “هذا البناء الديمقراطي للدولة الحديثة  يراعي مجموع المكونات الروحية والثقافية والاجتماعية والسياسية للمغرب”. و قد يرى نا صر الد ين ا لأ سد (  7 :2005 ) أ ن للغة صلة و ثيقة بهو ية ا لأ مة. فهي حا ضنة لقيمها و لخبرا تها و لمثلها و لمقو ما تها الرو حية (نا صر الد ين ا لأ سد، 7 :2005 ). و تكمن أ همية اللغة أ يضا في أ نها تعتبر جسرا للتوا صل مع ا لأ جيا ل السا لفة و مع ا لأ جيا ل ا للأ حقة. و من هنا تكمن أ همية الكشف عن اللغا ت المستعملة با لمملكة المغر بية  لمعر فة طبيعة النظا م السا ئد و مدى قد رته على الحفا ظ على هو ية جل الشرا ئح عبر المقتضيا ت الواردة بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 .

إ قرار التعدد اللغو يبد ستور 2011 تفعيلا لمبدإ المسا واة

تكمن أ همية التعدد اللغو ي في إ مكا نية استعما ل اللغة كأ دا ة للتو اصل و في بنا ء المعر فة المد مجة.  و قد جا ء د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011  كا شفا عن و جو د تعدد  لغو ي با لمملكة المغر بية، إ ذ يقر الفصل الخا مس بأ ن اللغة العر بية تظل اللغة الر سمية للد و لة و بأ ن الد و لة المغر بية تعمل على حما يتها و تطو ير ها و تنمية ا ستعما لها. و يتص الفصل الخا مس أ يضا أ نه إ لى جا نب ا للغة الغر بية، تعتبر ا لأ ما ز يغية  أ يضا لغة ر سمية للد و لة على ا عتبا ر أ نها بمثا بة ر صيد مشتر ك لجميع المغا ربة.  كما ينص الفصل الخا مس أ يضا على  ضرورة تحد يد قا نو ن تنظيمي  يعمل على تفعيل الطا بع الر سمي للأ ما زيغية  و كيفيا ت إ د ما جها في مجا ل التعليم و في مجا لا ت الحيا ة العا مة  ذا ت ا لأ و لو ية ليتسنى لها القيا م بو ظيفتها مستقبلا كلغة ر سمية (القسم السيا سي،  10 : 2011 ) . كما يعمل الفصل لبخا مس أ يضا على تشجيع صيا نة الحسا نية  با عتبا رها جزء لا يتجزأ  من الهو ية الثقا فية المغر بية المو حدة. و يتص هذا الفصل أ يضا على عمل الد و لة على  صيا نة تعلم و إ تقا ن ا للغا ت ا لأ جنبية ا لأ كثر تدا و لا في العا لم  على ا عتبا ر أ نها و سا ئل للتو اصل (القسم السيا سي،  10 : 2011 )

فبا لبسبة للغة العربية، أ شا ر الفصل  الخا مس  بأ ن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة (القسم السيا سي ،10  : 2011  ). كما أ شار نفس الفصل إ لى أ ن  الدولة المغربية تسهر على حما ية اللغة العربية و على تطويرها و تنمية استعما لها (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ،10  : 2011  ). كما أ شار الفصل  الخا مس أ يضا  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 أن الأ ما زيغية تعتبر  أ يضا لغة رسمية للدولة، با عتبا رها رصيدا مشتركا لجميع المغا ربة بدون ا ستثناء  (القسم السيا سي ،10  : 2011  ). و أشا ر الفصل  الخا مس  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 أ يضا إ لى إ قرار  قا نون تنظيمي من شأ نه أ ن يحدد  مرا حل تفعيل الطا بع الرسمي للأ ما زيغية و كيفيا ت إ د ما جها في مجا ل التعليم و في مجا لات الحياة العا مة ذات الأ ولوية و ذلك لكي تتمكن من القيا م مستقبلا بوظيفتها بصفتها لغة رسمية (القسم السيا سي ،10  : 2011  ). و قد أ ولئ دستور المملكة المغربية لسنة 2011 عنا ية خا صة للغة الحسا نية أيضا إذ أ قر في الفصل الخا مس  بأ ن الد و لة المغربية تعمل على صيا نة الحسا نية با عتبا رها جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقا فية المغربية الموحدة  (القسم السيا سي ،10  : 201  ). أ ما با لنسبة للغا ت الأ جنبية، فقد حظيت با هتما م كبير للد ور الذي يمكن أ ن تلعبه على صعيد انفتا ح الغا ربة على القيم الديمقرا طية السا ئد ة في الدول الأ كثر تقدما من المملكة المغربية. و قد أ شار الفصل 5 من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  أ ن الدو لة المغربية تعمل على دعم  تعلم المغا ربة  و إ تقا ن اللغا ت الأ جنبية الأ كثر تدا ولا في العا لم، با عتبا رها و سا ئل للتوا صل و الإ نخرا ط و التفا عل مع مجتمع المعرفة و الإ نفتا ح على مختلف الثقا فا ت و على حضا رة العصر (القسم السيا سي ،10  : 2011 ).

إ قرار الدور الذي يمكن أ ن تلعبه الهيئة العليا للإ تصا ل السمعي البصري  في تكريس احترا م التعدد ية  اللغوية بد ستور 2011

 و في إ طا ر محا ولة د مقرطة الحيا ة المغربية ثقا فيا، لا بد من الإ شا رة إلى الدور الها م الذي يمكن ان  تلعبه الهيئة العليا للإ تصا ل السمعي البصري في مجا ل تكريس احترا م التعدد ية  اللغوية و الثقا فية و السيا سية با لمجتمع المغربي، و هو ما ا شار إ ليه الفصل  الثا من و العشرو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011. إ ذ أ قر بأ ن الهئة العليا لللإ تصا ل السمعي البصري تسهر على احترا م  التعدد ية اللغو ية و الثقا فية و السيا سية للمجتمع المغربي  (القسم السيا سي ،  21: 2011 ).  فدعما لدمقرطة الحيا ة المغربية ثقا فيا، فقد عملت الشبكة البرا مجية لبعض القنوات التلفزيونية على بث برا مج بلغا ت مختلفة. و في هذا الصدد، أ قر الصحفي يو نس مسكين (  3  : 2012) أ ن الشبكة البرا مجية لعين السبغ با لدار البيضاء قد أ صبحت بناء على د فتر التحملا ت الجديد ملزمة بتخصيص 50  % من مدة شبكتها المرجعية للبرا مج با للغة العربية السليمة و المبسطة و بتخصيص  30 % من مدة الشبكة للغة ا لأ مازيغية و للتغييرات اللسا نية العربية و للسا ن الحسا ني. كما تم تخصيص مدة الشبكة  المرجعية للبرا مج تبث با للغا ت ا لأ جنية ا لأ خرى. و مرا عا ة للتعدد الثقا في، سيتم حسب ما روا ه الصحفي (يو نس مسكين ، 3  : 2012) بث برنا مج د يني لتبسيط مفا هيم الد ين ا لإ سلا مي أ سبو عيا لمدة إ ثنين و خمسين د قيقة با لقناة الثا نية وراديو دوزيم . و سيتم أ يضا العمل على تحفيز ا لإ جتها د و ا لإ فتاء في قضا يا تتعلق با لمعا صرة و ذ لك طبقا لقيم ا لإ عتدا ل و الو سطية و ا لإ نفتا ح و احترام الد يا نا ت ا لإ سلا مية (يو نس مسكين ، 3  : 2012). و نظرا لأ ن الدو لة المغربية عملت على دعم دستور هو من وضع أ مة مختلفة ثقا فيا، فإ نني سأ عمل با لبا ب الثا ني بهذه الدرا سة على ا ختيا ر عينا ت من النساء المغربيا ت ينتمين إ لى بنيا ت ثقا فية مختلفة  بهذف البحث فيما إ ذا كا ن لهذا ا لإ ختلا ف أ ي تأ ثير على تصورهن و مما رستهن للد يمقراطية.

إ قرار الدور الذي يمكن أ ن يلعبه إ حذاث مجلس و طني للغا ت وا لثقا فة المغربية لحما ية و تنمية اللغتين العربية و الأ ما زيغية بد ستور 2011

 و لدعم الإ تجا ه الرا مي إ لى صيا نة اللغتين العربية و الأ ما زيغية على الخصوص كلغا ت رسمية با لمملكة المغربية، فقد أ قر الفصل  الخا مس  من  دستور المملكة المغربية لستة 2011 على إ حذاث مجلس و طني للغا ت وا لثقا فة المغربية لحما ية و تنمية اللغتين العربية و الأ ما زيغية و مختلف التعبيرات الثقا فية المغربية با عتبا رها ترا ثا أ صيلا و إ بدا عا معا صرا، و يضم  كل المؤسسا ت المعنية بهذه المجا لات  (القسم السيا سي ،11  : 2011  ). كما أشار الفصل الخا مس أ يضا  من  دستور المملكة المغربية لستة 2011   إلى إ قرار قا نون تنظيمي يحدد  صلا حيا ت و كيفيا ت سير المجلس الو طني للغا ت (القسم السيا سي ،11  : 2011  )

ضما ن الحقو ق السيا سية للجميع: المسا واة بين  العرب و الأ مازيغ و المسيحيين و اليهود عبر دستور 2011

 و تشمل المسا واة  جميع المو اطنين المغا ربة من  عرب و أ مازيغ و مسيحيين و يهود. فا لجميع با لمملكة المغربية متسا و ي أ ما م القا نو ن. فإ قا مة المساواة على أ ساس واقعي يتم على أساس الأخوة الإنسانية مع إ قا مة الإ عتبار با لعمل الصا لح وحده و ليس با للون أو الجنس أو الما ل (قا سم عبد العزيز:  14  :  2007). و قد و رد بتصد ير د ستو ر 2011  ضرورة  حظر و مكا فحة كل أ شكا ل التمييز بسبب الجنس أو اللون أ و المعتقد أ و الثقا فة  أو الإ نتماء الإ جتما عي أ و الجهوي أ و اللغة أو الإ عا قة أ و أ ي وضع شخصي مهما كا ن  (القسم السيا سي، 8  : 2011 ).  و من بين الحقو ق التي عمل دستور 2011  على تخويلها لجميع  الشرائح الإ جتما عية با لمملكة المغربية حقوق ذا ت طا بع سيا سي، إذ  ينص الفصل الحا دي عشر  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  علئ أ نه على السلطا ت العمومية  اإلتزام ا لحيا د التا م إ زاء المترشحين وذلك  بعدم التمييز بينهم ( القسم السيا سي ، 15 : 2011  ).

كما يشير الفصل الأ ول  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 إ  لى  ضرورة  ا ستنا د الأ مة  المغربية في حيا تها العا مة على الو حدة الوطنية المتعددة الروا فد(القسم السيا سي ،9  : 2011).  فقد ينص الفصل الرا بع  من دستو ر المملكة المغربية لسنة 2011 على أن  علم المملكة هو اللواء الأ حمر الذي تتوسطه نجمة خضراء خما سية الفروع  (القسم السيا سي ،10  : 2011  ) و بأ ن شعا ر المملكة هو  الله، الوطن، الملك (القسم السيا سي ،10  : 2011  ). فبا سم علم و  شعار المملكة المغربية، يلقى على عا تق جل الشرا ئح المكونة لللأ مة المغربية مسؤو لية  الد فا ع عن و حد تها درءا للإ ستبدا د و حفا ظا على تنميتها المستدا مة. فالفصل الثا من و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  ينص على ضرورة  مسا همة كل من الموا طنا ت و الموا طنين في الدفا ع عن الوطن وو حدته الترا بية تجا ه أ ي عدوا ن أ و تهديد (القسم السيا سي، 26  : 2011  ). كما أ ن الفصل الأ ربعين  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011  ينص على أ نه  على الجميع أ ن يتحمل بصفة تضا منية و بشكل يتنا سب مع الوسا ئل التي يتوفرون عليها التكا ليف التي تتطلبها تنمية البلا د  (القسم السيا سي ، 26  : 2011  ) بما في ذ لك التكا ليف النا جمة عن الأ فا ت و الكوارث الطبيعية التي تصيب البلا د (القسم السيا سي، 26  : 2011  ).

ضما ن وسا ئل الإ علا م العمومية للقيا م با لحملا ت الإ نتخا بية و التصويت للجميع 

و ينص الفصل الحا دي عشر  من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 على ان القا نو ن يحدد  القوا عد التي تضمن استفا دة جميع المغا ربة  على نحو منصف من وسا ئل الإ علا م العمومية للقيا م با لحملا ت الإ نتخا بية و التصويت  (القسم السيا سي ، 15 : 2011 

إ قرا ر المسا وا ة بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 ما بين الموا طنين المقيمين بدا خل وبخا رج  المملكة المغربية عن طريق تنمية  و صيا نة الهوية الوطنية

و من مؤشرا ت تطبيق العدا لة ا لإ جتما عية با لمملكة المغربية العنا ية بفئة المغا ربة المقيمين با لخا رج. فقد ينص الفصل السا دس عشر على  أ ن  تعمل المملكة المغربية على  حما ية الحقو ق و المصا لح المشروعة للموا طنا ت و الموا طنين المغا ربة المقيمين في الخا رج  في إ طا ر احترا م القا نون الدولي و القوا نين الجا ري بها العمل في بلدا ن الإ ستقبا ل (القسم السيا سي، 17 : 2011 ). كما ينص  الفصل السا دس عشر على أ ن  تحرص المملكة المغربية على الحفا ظ على الو شا ئج الإ نسا نية مع الموا طنا ت و الموا طنين المغا ربة المقيمين في الخا رج  و لا سيما الثقا فية منها، و تعمل على تنميتها و صيا نة هويتهم الوطنية (القسم السيا سي، 17 : 2011 ). و قد ينص الفصل السا دس عشر أ يضا على أ ن  تسهر الدو لة على  تمتين أ وا صر الصدا قة و التعا و ن مع حكو ما ت و مجتمعا ت  البلد ان التي يقيم فيها المغا ربة العا ملين با لخا رج أ و التي يعتبرو ن من موا طنيها  (القسم السيا سي، 17 : 2011 ). و لتأ كيد الروابط القا ئمة بين الدو لة المغربية و الجا لية المغربية المقيمة با لخا رج، فإ نه يمكن ا لإ ستعا نة بمعطيا ت حول كيفية تصور الجا لية المغربية لبلدهم المغرب . و الجد ير با لذ كر أ نني أ هذ ف إ لى ا ستخلا ص معطيا ت حو ل الجا لية المغربية من خلا ل بعض الصحف و المجلا ت . و قد تجد هذه المعطيا ب صد ى لها با لقسم المخصص للبحث الميدا ني با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة.

إ قرار المسا واة بين ا لأ حزا ب السيا سية

و تد ل كلمة “جميع ا لأ شخا ص ا لإ عتبا ريين’ الواردة با لفصل السا دس  من دستور2011 المملكة المغلربية  على إ قرار المسا واة بين الأ حزاب السيا سية أ يضا.  فجل الد سا تير المغربية بدءا من دستور 1962 و مرورا بد سا تير 1970، 1972، 1992 و إ لئ غا ية  د ستور 2011  أ عتمدت على مقولا ت التنوير الفرنسي في إ طا ر مقا ربتها لإ صلا ح الشأ ن العا م با لمملكة المغربية، و بأ ن  “مقولة المساواة”تعتبر   من بين المقولا ت التنويرية التي تم نقلها و تكييفها مع بنية الوا قع السا ئد بالمملكة المغربية، و التي  تشكل أ حد الأ ركا ن الأ سا سية التي ا عتمد عليها النظا م بالمملكة  المغربية منذ الستينات إ لى اليوم في مشوار دعم معا لم النظا م اليمقراطي.. و لتد عيم التصور الذي يحمله المغا ربة للد يمقراطية، فإ ن الفصل  السا بع  من دستور 2011 ينص  على ضرورة إ قرار المسا واة بين  الأ حزاب السيا سية أ يضا ، إ ذ  ينص هذا الفصل على أ نه  لا يجوز أ ن تؤسس الأ حزاب السيا سية على أ سا س ديني أ و لغوي أو عرقي أ و جهوي و بصفة عا مة على أ ي أ سا س من التمييز أو المخا لفة لحقوق الإ نسا ن (القسم السيا سي ، 12 : 2011  ).

إ قرار المسا واة بين  الحكو مة ة الموا طنين في د ستور 2011

و بنا ء على ما و رد با لصحا فة، سا همت الحكو مة الجد يد ة في تجسيد مبد إ المسا وا ة  مع الموا طنين من خلا ل تنا ز لها عن الكثير من الإ متيا زات  التي سا هم أ عضاء الحكو مة في طرحها علا نية على أ رض الو اقع. فلم يتم العمل  بالمسا واة التي تم الإ علا ن عنها بجل الد سا تير للمملكة المغربية  كمبد إ  فقط و إ نما كمما رسة أ يضا إ ذ سا هم أ عضا ء الحكو مة في طرحها على أ رض الواقع.  و من الأ د لة على ذ لك  أ ن وزراء العدالة و التنمية  يحرصو ن على التصرف كموا طنين عا ديين ( عبد الحق بلشكر، 29  : 2012 ).  يقو ل عبد الحق بلشكر ( 29  : 2012 ) أ ن وزراء العدا لة و التنمية اجتمعوا يوم  الثلا ثا ء 3 ينا ير 2011 بمقر حزبهم بحي الليمو ن با لربا ط  قبل أ ن يتو جهوا ر فقة وزراء من أ حلا فهم في أ حزاب ا لإ ستقلا ل و التقد م و الإ شترا كية  و الحر كة الشعبية إ لى  القصر بهذ ف تعيينهم من طرف جلا لة الملك محمد السا د س. أ تساءل عما إ ذا كا ن  اللقا ء بحي الليمو ن مؤ شر على رفض حيا ة الترف كما شهد ها الوزراء من قبلهم؟  كما ا تسا ءل عما إ ذا كا ن نو ع السيا را ت التي امتطو ها و هم في طر يقهم إ لى القصر يد ل على هذا التو جه السيا سي القا ئم على المسا واة . يقو ل عبد الحق بلشكر ( 29  : 2012 ) أ ن وزراء العدا لة و التنمية أن  امتطوا سيا را ت عا دية أ ثنا ء تو جههم إ لى القصر يوم  الثلا ثا ء 3 ينا ير 2011  لتعييتهم من طرف جلا لة الملك. فقد امتطى السيد عبد العزيز الربا ح و زير التجهيز و النقل مثلا  سيا رة شعبية من نو ع كو نكو.  يقو ل عبد الحق بلشكر ( 29  : 2012 ) أيضا  أ ن تصرفا ت وزراء العدا لة و التنمية تثير الجد ل  بعد تعيينهم. فا لسيد مصطفى الرميد و ز ير العد ل ظل يمتطي القطا ر من القنيطرة أ لى الربا ط.  كما أ ن السيد مصطفى الخلفي ا متنع عن استعما ل المصعد الذ ي كا ن مخصصا للو زير و بأ ن السيد الدا و دي و زير التعليم العا لي  ظهر بأ حد الأ حيا ء الشعبية و هو يشتري الخضر. كما أ ن السيد الحبيب الشو با ني  المكلف با لعلا قا ت مع البر لما ن  يذ هب إ لى حما م شعبي. و الأ كثر من ذ لك أ ن  السا دة و زراء العد ل و التنمية حا و لوا فرض تو جههم السيا سي القا ئم على المسا واة على صعيد ا لقصر. فحسب (عبد الحق بلشكر ، 29  : 2012 ) ا كتفى  وزراء العدا لة و التنمية بتقبيل كف جلا لة الملك و بأ ن بعضهم بدا مرتبكا و غير متحمس للطقو س الصا رمة للقصر.

خلا صة القو ل: يمكن القو ل بأ ن د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 قد سا هم في إ قرار المسا واة بين جل الشرائح، مما سا عد على الحد من الصراعا ت التي يمكن أ ن تقع على الصعيد ا لإ جتما عي.

 فتفا ديا لتلا شي ا اثقا فة المغربية، فقد ا نتقى د ستور المملكة المغر بية  لسنة  2011  القضا يا التي تضمن إ قا مة  و طن مغر بي قا ئم على د و لة و على حضا رة  و طن مغر بي يضمن العيش السليم و الكريم لجميع الموا طنين.   فقد و رد با لفصل  الخا مس من د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 أ ن  شعا ر المملكة هو الله، الو طن، الملك (القسم السيا سي،   7 : 2011 ). و قد يعتيرهذا الشعا ر  من الر موز الغنية التي يمكن ا لإ عتما د عليها لتو حيد جل الشر اح المتو اجدة با لمملكة المغر بية. و ورد بد با بتصد ير د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ يضا   أ ن المملكة المغر بية د و لة إ سلا مية، متشبثة بو حد تها الو طنية و الترا بية و بصيا نة تلا حم مقو ما ت هو يتها الو طنية المو حدة و با نصها ر كل مكو نا تها العر بية- الإ سلا مية و ا لأ ما ز يغية و الصحر او ية الحسا نية، و الغنية بر وافد ها ا لإ فر يقية و ا لأ ند لسية و العبر ية و المتو سطية. كما أ ن الهو ية المغر بية تتميز بتبوء الد ين ا لإ سلا مي مكا نة الصدا رة فيها و ذ لك في ظل تشبث الشعب المغر بي بقيم الإ نفتا ح و الإ عتدا ل و التسا مح و الحوار و التفا هم المتبا دل بين الثقا فا ت و الحضا را ت ا لإ نسا نية جمعا ء (القسم السيا سي،   7 : 2011 ) .

و سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة على ا ستخلا ص معطيا ت من العينة المستهد فة لو ضع ثقل الثقا فة السيا سية با لمملكة المغرية فو ق الميزان، خصو صا بعد ما ا تضح أ ن دستور المملكة المغربية يحمل في طيا ته تصورا عميقا للأ سس الد يمقراطية.

& “في المغرب المعا صر، ارتبطت قضية الديمقراطية بتحقيق العدا لة

لا يمكن الحديث با لمملكة المغربية عن الد يمقراطية دون الحديث عن نوعين من العدا لة: عدا لة ا جتما عية تتعلق بضما ن الحقو ق لجل الشرا ئح ا لإ جتما عية على قدم المسا واة و عدا لة ا قتصا دية أ سا سها قيا م دو لة الحق و القا نون .

أ: “العدا لة  الإ جتما عية”

فمن الو ا ضح أ ن الو ثيقة الد ستو رية التي  و ا فق عليها الشعب المغر بي في يو ليوز 2011 تعبر عن فلسفة تتمحو ر حو ل ضما ن تمتيع جل الشر ائح ا لإ جتما عية با لمملكة المغر بية بالحقو ق الإ جتما عية و ا لإ قتصا د ية  على قد م المسا وا ة. و قد ينص الفصل الوا حد و الثلا ثون  من د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 على “أ ن الدو لة و المؤ سسا ت العمو مية و الجما عا ت التر ابية  تعمل على  تعبئة كل الو سا ئل المتا حة لتيسير أ سبا ب ا ستفا دة المو اطنا ت و المو اطنين على قد م المسا وا ة من الحق في العلا ج و العنا ية الصحية، الحما ية الإ جتما عية و التغطية الصحية، التضا من التعا ضد ي أ و المنظم من لد ن الد و لة، الحصو ل على تعليم عصر ي ميسر الو لو ج و ذ ي جو دة، التنشئة على التشبث با لهو ية المغر بية و الثو ابث الو طنية الر اسخة، التكو ين المهني و الإ ستفا دة من التر بية البد نية و الفنية، السكن ا للأ ئق، الشغل و الد عم  من طر ف السلطا ت العمو مية في البحث عن منصب شغل أ و التشغيل الذ اتي، و لو ج الو ظا ئف العمو مية حسب  الإ ستحقا ق و الحصو ل على الما ء و العيش في بيئة سليمة”. ( القسم السيا سي، 23: 2011)

 لقد تم الشروع في طرح العدا لة ا لإ جتما عية على أ رض الواقع بتمتيع ا لأ فراد بنوع من العدا لة في ممارسة الحقو ق بدءا من ا لأ سرة التي ترعرعوا فيها .و بناء عليه،  يحدد  الفصل  الثا ني و الثلا ثون من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 مفهو م ا لأ سرة على اعتبار أ نها تقو م على علا قة الزواج الشرعي و بأ نها الخلية الأ سا سية للمجتمع (القسم السيا سي، 23 : 2011  ). و بصفتها كذلك، فإ ن الد ولة طبقا لمقتضيا ت الفصل الثا ني و الثلا ثين تعمل على ضما ن  الحما ية  الحقو قية و الإ جتما عية و الإ قتصا دية للأ سرة بمقتضى القا نون بما يضمن وحد تها و استقرارها و المحا فظة عليها   (القسم السيا سي، 23 : 2011 ).

و من مؤشرات سيا دة عدا لة ا جتما عية با لمملكة المغربية  أ نه  تم إ صدار قوا نين تضع ا لأ طفا ل و النساء و الشيو خ على قد م المساوا ة في مجا لمعا لجة و ضعيتهم ا لإ جتما عية الهشة. و قد ينص الفصل الو احد و الثلا ثو ن  و ا لأ ربعة و الثلا ثون من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 على ضرورة إ يلاء عنا ية خا صة  للأ طفا ل المغا ربة على قد م المسا وا ة مع بعضهم البعض و مع البا لغين بتو فير الحما ية  القا نو نية لهم. 

و مما لا ريب فيه أ ن مضمو ن الفصل الو احد و الثلا ثين من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 و جد صد ى له في تخو يل بطا قة الر ميد للطبقا ت المعوزة بهد ف مسا عد تهم على تغطية التكا ليف الصحية. تقو ل الصحفية هد ى بو ليد ام ( 9 : 2012 ) أ نه تم تفعيل القا نو ن  00-65  المتعلق بتقد يم المسا عدة الطبية للفئا ت الفقيرة و للفئا ت المو جو دة في و ضعية الهشا شة. و طبقا لمقتضيا ت الما دة الثا لثة  من المر سو م ر قم 177-08-2، يستفيد من نظا م المسا عد ة الطبية على الصعيد الحضر ي كل شخص د اخل الأ سرة  يتقا ضى د خلا سنو يا يقل عن خمسة أ لا ف و ست ما ئة و خمسين در هما (هد ى بو ليد ام ، 9 : 2012 ). و قد يستفيد من التغطية الصحية بحكم القا نو ن كل  من  دور الأ يتا م و الملا جئ و نز لا ء المؤ سسا ت الخير ية ” أ و مؤسسة عمو مية أ و خا صة تسعى إ لى الحصو ل على إ يواء أ طفا ل مهملين، أ و أ شخا ص  با لغين لا أ سرة لهم و كذ لك نزلا ء المؤ سسا ت السجينة و الأ شخا ص الذ ين لا يتو فرو ن على سكن قا ر”.

إ قرار العدا لة القضا ئية عبر د ستور 2011

اتفق الكثير من العلما ء على أن أ فضل تسمية يمكن إ طلا قها على الدولة الديمقرا طية هي دولة القا نون (قا سم عبد العزيز، 22 : 2007). وبنا ء على هذا، يمكن القول بأ ن سيا دة القا نون و العدا لة يمثلا ن الذروة في تحقيق مسؤولية الدولة و إرساء معا لم الحضا رة (قا سم عبد العزيز: 22 : 2007).  و على هذا الأ سا س، جعل القرا ن الكريم العدل غا ية الرسا لات السما وية  وذلك بناء على قوله تعا لى: “لقذ أرسلنا رسلنا با لبينا ت و أنزلنا معهم الكتا ب و الميزان ليقوم الا نسا ن  با لقسط” (سورة الحديد: 5 2). و كدلك أدرك المصطفى صلوات الله عليه أ ن هلاك الأمة يعو د إلى عدم قدرتها على إ قا مة العدل  بين النا س و ذلك مصذا قا لقوله تعا لى: “إ نما أ هلك اللذين من قبلكم، إ نما كا نوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أ قا موا عليه الحد. (قا سم عبد العزيز:  22 : 2007 ).

و قد و ضعت المقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011، خصوصا الفصو ل لفصو ل 1  و30  و36 و 94  و107 109،  و  113  و     114و 115 و 116 و 132 و 147 و  148 القضاء في صميم القرارات الها ذفة إ لى  تخليق الحيا ة با لمملكة المغربية. فقد  ينص الفصل 107  من  دستور  2011  أ ن القضاء مستقل عن السلطتين التشريعية و التنفيذية و بأ ن جلا لة الملك هو الضا من لا ستقلال السلطة القضائية. كما ينص الفصل 109 من  دستور  2011  أ ن القا ضي لا يخضع لأ ي ضغط. .و  ينص الفصل 109 من  دستور  المملكة المغر بية  لسنة  2011   أ ن كل إ خلا ل من القا ضي بواجب الإ ستقلا ل و التجرد يعد خطأ مهنيا جسيما‘ بصرف النظر عن المتا بعا ت القضائية المحتملة. كما ينص الفصل 109 من  دستور  2011  أ ن القا نون يعاقب كل من حا ول التأ ثير على القا ضي بكيفية غير مشروعة. و ينص الفصل 107 من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أن  السلطة القضا ئية مستقلة عن السلطة التشريعية و عن السلطة التنفيذية ( القسم السيا سي ،54 : 2011  ). و يقتضي استقلا ل القضاء منع كل تدخل في القضايا المعروضة على القضاء بهذف إ ضفا ء النزاهة على جميع الأ حكا م ا لصا درة عن القضاء. فالفصل 109 ينص على أنه  يمنع كل تدخل في القضايا المعروضة على القضاء ( القسم السيا سي،55  : 2011  ) و بأ نه يجب على  القا ضي ألا يتلقى بشأ ن مهمته القضا ئية أي أ وامر أو تعليما ت وبألا يخضع لأي ضغط ( القسم السيا سي،55 : 2011  ) .

لقد استدعى الحرص على تطبيق عدا لة نزيهة إ حداث المجلس الأ على للقضاء.  فمن بين المها م المسندة إ لى المجلس الأ على للقضاء الحرص على العنا ية بوضعية القضاة بغية ضما ن استقلا لهم، إذ ينص الفصل 113 على أنه يجب على المجلس الأ على  للسلطة القضا ئية السهر على تطبيق الضما نا ت الممنو حة للقضاة و لا سيما فيما يخص ا ستقلا لهم و تعيينهم و ترقيتهم و تقا عدهم و تأ ديبهم (القسم السيا سي ،56 : 2011  ). و الجدير بالذ كر أن المجلس الأ على للسلطة للقضائية يتوفر-طبقا للفصل 116- على الإ ستقلا ل الإ دا ري ( القسم السيا سي،57 : 2011). كما يسهر المجلس الأ على للقضاء على و ضع تقا رير حو ل و ضعية القضاء. فالفصل 113  ينص على أن يضع المجلس الأ على للسلطة القضا ئية بمبا درة منه تقا رير حو ل و ضعية القضاء و أن  يصدر التوصيا ت الملا ءمة بشأ نها  (القسم السيا سي  ،56 : 2011  ). كما يلقي  الفصل 113 من دستور 2011 على عا تق المجلس الأ على للسلطة القضا ئية مهمة إصدار  اراء مفصلة حول كل مسأ لة تتعلق با لعدا لة   بطلب من الملك أ و الحكومة أ و البرلما ن  مع مرا عا ة مبدإ فصل السلط (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ،56 : 2011 ). و طبقا لما و رد بالفصل 116،  يسا عد المجلس الأ على  للسلطة القضا ئية في الما دة  التأ ديبية قضا ة مفتشون من ذوي الخبرة (القسم السيا سي ،58 : 2011). كما ينص الفصل 116 من دستور 2011 على أن يراعي  المجلس الأ على للسلطة القضا ئية تقا رير التقييم المقدمة من قبل السلطة التي يتبعون لها في القضا يا التي تهم قضا ة النيا بة العا مة.

و قد اقنضت ضرورة إ حذاث المجلس الأ على للسلطة القضا ئية لتحقيق عدا لة نزيهة  إ صدارعدة قوا نين تتعلق به. و من بين هذه القوا نين  قا نون لتنظيم سيره. فقد ينص الفصل 116 على أ ن  يحدد بقا نو ن تنظيمي انتخا ب و تنظيم و سير المجلس الأ على للسلطة القضا ئية و المعا يير المتعلقة بتدبير الوضعية المهنية للقضاة و مسطرة التأ ذيب  (القسم السيا سي ،58 : 2011). كما يحدد الفصل   115  من دستور 2011  كيفية  تأ ليف المجلس الأ على للسلطة القضا ئية، إذ أ نه ينكون من الرئيس الأ ول لمحكمة النقض، الو كيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس الغرفة الأ ولى بمحكمة النقض، أربعة ممثلين لقضاة محا كم الإ ستئنا ف ينتخبهم هؤلاء القضا ة من بينهم، ستة ممثلين لقضاة  محا كم  أ ول درجة،  ينتخبهم هؤلاء القضا ة من بينهم، الوسيط، رئيس المجلس الو طني لحقوق الإ نسا ن، خمس شخصيا ت يعينها الملك مشهود لها با لكفا ءة و التجرد و النزا هة و العطاء المتميزفي سبيل استقلا ل القضاء و سيا دة القا نون من بينهم عضو يقترحه الأ مين العا م للمجلس العلمي الأ على  (القسم السيا سي ،57 : 2011 ). و لضما ن انخرا ط النساء في عملية التطبيق العا دلة للقضاء، فقد نص الفصل 115 على أنه  يجب ضما ن تمثيلية النسا ء القا ضيات من بين الأ عضاء العشرة المنتخبين بما يتنا سب مع حضورهن دا خل السلك القضا ئي (القسم السيا سي ،57 : 2011). أ ما الفصل 116  ، فيحدد فترات أ نعقا د المجلس الأ على للسلطة القضا ئية، إذ ينص على أ نه يعقد على الأ قل  دورتين في السنة (القسم السيا سي ،57 : 2011). كما ينص الفصل 122 على أنه  يحق لكل من تضرر من خطإ قضا ئي الحصو ل على تعويض تتحمله الدولة (القسم السيا سي ،59 : 2011 ).

و في هذا الإ طار، نص الفصل 110 على أن  أ حكا م القضاء لا تصدر إ لا على أ سا س التطبيق العا دل للقا نون  (القسم السيا سي ،55 : 2011  ) و بأ ن قضا ة الأ حكا م لا يلزمون  إ لا بتطبيق القا نون  (القسم السيا سي ،55 : 2011  ). كما ينص الفصل 108 من دستور 2011  أن قضا ة الأ حكا م لا يعزلون  ولا ينقلون إ لا بمقتضى القا نون . و في نفس السيا ق،  أ لزم الفصل 110  قضا ة النيا بة العا مة بتطبيق القا نون و بالإ لتزام با لتعليما ت الكتا بية القا نو نية الصا درة عن السلطة التي بتبعون لها. كما اعتبر الفصل 109 من دستور 2011 أن كل إ خلا ل من القا ضي بوا جب الإ ستقلا ل و التجرد خطأ مهنيا جسيما بصرف النظر عن المتا بعا ت القضا ئية المحتملة و با لتا لي، فإ ن الفصل 109  نص على أ نه يجب على القا ضي كلما اعتبر أ ن استقلا له  مهدد أن يحيل الأ مر إ لى المجلس الأ على للسلطة القضا ئية (القسم السيا سي ،55 : 2011  ). كما أن الفصل 162 من دستور 2011 أ حا ل القضاة  علئ هيئة المنا صفة. و قد يلقى على عا تق هذه الهيئة احترا م الحقوق و الحريا ت  المنصوص عليها بهذا الدستور مع مرا عا ة الإ ختصا صا ت المسندة للمجلس الوطلي لحقوق الإ نسا ن  (القسم السيا سي ،73 : 2011  )

 إن الهذف من إ قرار استقلا لية القضاء هو إ ضفاء النزاهة على القا نون و تخليق حيا ة الأ فراد عا مة. فعملية التخليق هذه تضمنت تفعيل الد يمقراطية على تطا ق و اسع اذ أ ن تطبيق العدا لة لا يقتصر على شريحة دو ن غيرها من الشرا ئح الإ جتما عية الأخرى . فحق التقا ضي مضمو ن لكل شخص و لكل شخص الحق في محا كمة عا دلة و حكم يصد ر دا خل أ جل معقو ل. 

و في هذا الإ طار، ينص الفصل 118 من دستور 2011  على أ ن  حق التقا ضي مضمو ن لكل شخص للد فا ع عن حقوقه و عن مصا لحه التي يحميها القا نون  (القسم السيا سي ،58 : 2011  ). كما أن الفصل 120 ينص على أن  لكل شخص الحق في محا كمة عا دلة و في حكم يصد ر دا خل أ جل معقو ل  (القسم السيا سي ،58 : 2011  ). فحقو ق الد فا ع كما يقر الفصل 120 من دستور 2011  مضمونة أ ما م جميع المحا كم  . كما أن التقا ضي طبقا للفصل 121 يكو ن  مجا نيا في الحا لا ت  المنصوص عليها قا نو نيا (القسم السيا سي ،59 : 2011  )

و في هذ ا الصدد،  يقو ل الصحا في رمزي صو فيا ( 2 :  2012 )   و من معا لم الإ صلا ح الديمقرا طي صيا نة حرمة القضاء عبر تجريم كل تد خل للسلطة أ و الما ل أ و أ ي شكل من أ شكا ل الثأ ثير في شؤو ن القضاء. و من  الأ مثلة   التي تد ل على تجسيد  تصو ر المو اطنين المغا ربة للد يمقرا طية المتعلقة با لقضا ء ما ورواه الصحفي خمر يشي ، 7 : 2012 ) حو ل أ حد قضا ة النيا بة العا مة  العا مل كمستشا را بمحكمة النقض و الذي تم نقله إ لى محكمة أخرى دون موافقته. و لما ا عتبر المستشا ر ذ لك بمثا بة قرار مشو ب با لشطط في ا ستعما ل السلطة، ر فع د عوى اللإ لغاء ضد المجلس الأ على للسلطة فا ستفا د  من الضما نا ت المنصوص عليها في الد ستور.

كما تم ا يلاء  عنا ية خا صة با لمغا ربة ا لأ جانب المقيمين با لمملكة المغر بية و كذ لك المو ا طنين المغا ربة ذ و ي الأ صو ل المسيحية و العبرية عن طريق القضاء. إ لا أ نه و نظرا لا تسا ع الهوة  الثقا فية للمكو ن الإ جتما عي با لمملكة المغربية  بين المو ا طنين المسيحيين المغا ربة و العبر يين المغا ربة و با قي الشرا ئح المغر بية  الإ خر ى المتقا ربة ثقا فيا و ذا ت الأ صول  الأ ند لسية-العر بية و الصحر او ية و التر بر ية المتعا يشة با لمملكة المغر بية، فإ نه من الصعب على الد و لة  أ ن تكفل تغطية و إ شبا ع جل الحا جيا ت الحقيقية ا لإ دا رية و ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا د ية لهذ ه الشر ائح في مجا ل القضاء.

 وفي المغرب المعا صر، ارتبطت قضية الديمقراطية بتحقيق العدا لة ا لإ قتصا دية

يلا حظ الدارس للمقتضيا ت الد ستورية المتعلقة با لعدا لة ا لإ قتصا دية لسنة 2011  أ نها لا تقتصر على تخويل ا لأ فرا د مجمو عة من الحقوق بقدر ما تعنى أ يضا  بعرض بعض القضا يا على  المجلس ا لأ على للحسا با ت من أ جل تحقيق العدا لة ا لإ قتصا د ية. فقد ينص الفصل المائة و السا بع و ا لأ ربعين على أ ن المجلس ا لأ على للحسا با ت هو الهيئة العليا لمراقبة الما لية العمو مية با لمملكة و على أ ن الد ستور يضمن ا ستقلا له. و د عما  لتطبيق العدا لة ا لإ قتصا دية، فقد ينص الفصل المائة و السا بع و ا لأ ربعين على أ ن المجلس ا لأ على للحسا با ت يعمل على تد عيم و حما ية مبا دئ و قيم الحكا مة الجيدة و المحا سبة با لنسبة للد و لة و ا لأ جهزة العمو مية. و من أ جل ذ لك، ينص هذا الفصل على أ ن يتحقق المجلس ا لأ على للحسا با ت من سلا مة العمليا ت المتعلقة بمدا خيل و مصا ريف ا لأ جهزة الخا صعة لمراقبته بمقتضى القا نون و على أ ن يتخذ عند ا لإ قتضاء عقوبا ت على  كل إ خلا ل  با لقواعد السا رية على العمليا ت المذكورة.

و وفاء لمبدإ تطبيق العدا لة ا لإ قتصا دية، تم العمل بإ صدار مجمو عة من العقو با ت الزجرية سنة 2010 على صعيد بعض المؤسسا ت العمومية. فقد أ قر الصحفي محمد بوهريد ( 1: 2012) أ ن تقرير المجاس ا لأ على للحسا با ت لسنة 2010 كشف عن بعض ا لإ ختلا لا ت الما لية. كما اتضح من خلا ل تقرير المجلس ا لأ على للحسا با ت المعنى بميزا نية ا لأ حزاب على ا ن واحدا و عشرين حزبا  فقط من بين أ ربعة و ثلا ثين حزبا قدمت  حسا با تها إ لى المجلس ا لأ على للحسا با ت . في حين لم تقد مها البا قية من ا لأ حزاب البا لغ عددها ثلا ثة عشر حزبا. و لهذا، أ كد الصحفي محمد بوهريد ( 1: 2012) على أ ن المجلس ا لأ على للحسا با ت عزم على تحريك دوالب المتا بعة القضا ئية للكشف عن المخا لفا ت المرصودة.

إ لا أ نه من الضروري التسا ؤ ل حو ل ما إ ذا كا ن بإ مكا ن السلطة المكلفة با لمرا قبة إ يجا د حلو ل سلمية ترمي إ لى الحد من ا لأ سبا ب التي تد عو بعض ا لأ طرا ف إ لى القيا م بفضا ئح و ا ختلا لا ت ما لية قبل الزج بهم في السجن. فقد أ قر الصحفي محمد بوهريد ( 1: 2012) أ نه ا قتضى تطبيق العد ا لة ا لإ قتصا دية متا بعة زهاء ثلاث ما ئة و ستين مسؤو ل أ ما م المحا كم الما لية. فعلى الرغم من أ ن تطبيق العدا لة في شأ ن مخا لفا ت ما لية يمكن أ ن تحد من و طأ تها إ لا أ ن ا لأ مر يستد عي النظر أ و لا في مجموعة من النواقص التي تطا ل نظا م الحكا مة الما لية با لمملكة المغربية. و قد تتجلى هذه النوا قص في بعض ا لإ ختلالا ت التنظيمية المتعلقة با لرقا بة الدا خلية من طرف بعض ا لإ دارات العمومية.

تجسيد مبدأ  الحرية كتصور لدى المغا ربة بد ستور1962

  على الر غم من  أ ن د ستو ر المملكة المغر بية  لسنة    1962  قد نص على مقتضيا ت تتعلق با لحر ية، بشكل محد و د و غير متطو رة مقا رنة مع  المقتضيا ت الوا ردة بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 ، فإ نه مهد الطر يق لتصور المغا ربة لا ستيعا ب الحرية  بطر يقة أ كثر شمو لية . و قد تجسد هذا التصور بالد سا تير ا للا حقة. فقد ينص الفصل السا دس من د ستور المملكة المغربية لسنة 1962 على أ ن “الإ سلا م د ين الد و لة و بأ ن الد و لة تضمن لكل و احد حرية مما رسة شؤو نه الد ينية”.كما ينص الفصل التا سع  من د ستور المملكة المغربية لسنة 1962 على  حرية التجول و على حرية التعبيرو على حرية الإ جتما ع و على حرية تأ سيس الجمعيا ت و كذ لك على حر ية الإ نخرا ط في أ ي منظمة نقا بية و سيا سية.

تجسيد مبدأ  الحرية كتصور لدى المغا ربة بد ستور2011

يتسا ءل عبد الحميد جما هري (20 : 2012) عن مدى مسا همة حر كا ت الر بيع العربي في عملية تنوير الجما عا ت و  أ كد أ خيرا   على لسا ن  علي او مليل سفير المغرب في لبنا ن ا ن أ ن  حركا ت الربيع العربي حققت تحو لا ت مهمة لا سيما في المجا ل الد يمقرا طي المتعلق بحرية التعبير. فبم أ ن أ ي د ستو ر هو بمثا بة با رو ميتر يمكن أ ن  يعكس  كيفية تصو ر الأ مة  للحر ية كأ سا س من ا لأ سس الد يمقرا طية، فإ ن مقا ربة د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011  للحر ية جا ء معبرا عن طبيعة الشخصية المغر بية المتسمة با لإ عتدا ل. فمن جهة، يمكن فهم الحر ية بنا ء على ما ورد با لقرا ن الكريم بشأ نها. و من جهة أ خرى تم ر بطها با لحدا ثة.

لقد نص الفصل الثا لث من هذا الد ستور على أ ن ا لإ سلا م د ين الد و لة و بأ ن الد و لة تضمن لكل و ا حد حر ية مما رسة شؤو نه الد ينية. كما ورد بتصد ير الد ستور أ ن  جلا لة الملك أ مير المؤ منين حما ية الملة و الدين في الد و لة المغر بية  و ضما ن حرية مما رسة الشعا ئر الد ينية”.و قد يتنا سب هذا التنصيص المبني على حر ية المما رسة الد ينية  مع مو قف القرا ن الكر يم من الحر ية . فالمو لى عز و جل أ سس منذ بدإ الخليقة على حرية الإ ختيا ربأ ن جعلها هي أ سا س التكليف و التواب و العقا ب. قا ل تعا لى: “فمن شا ء فليؤ من، و من شا ء فليكفر( سو رة الكهف:29  (  (قا سم عبد العزيز: :1 2007). و تأ كيدا  لضرورة و جو د هذه الحرية ، حرص القرا ن الكريم على رفض التنديد بها في كل مجا لا ت الحياة. يقو ل ا لله سبحا نه و تعا لى: (لا إ كراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر  بلا طا غوط ويؤمن با لله فقد استمسك با لعروة الوثقى لا ا نفصا م لها و الله سميع عليم” (سورة البقرة 206). و قوله كذلك: “ولو شاء ربك لا من من في الأ رض كلهم جميعا. ا فأ نت تكره النا س حتى يكونوا مؤمنين” (سورة يو نس: 99 ). و قوله تعا لى: ” نحن أ علم بما يقولون و ما أ نت عليهم بجبا ر” (سورة ق 45). و قوله أ يضا: فذكر إ نما أ نت لست عليهم بمسيطر” (سورة الغا شية: 22).

الحر ية في إ طار القا نو ن الو ضعي بد ستور2011

كما تم ا لإ قرا ر أ يضا بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 بأ ن المملكة المغر بية و فا ء لا ختيا رها الذ ي لا ر جعة فيه في بنا ء د و لة د يمقر اطية يسو دها الحق و القا نون، فإ نها  تو ا صل إ قا مة  د و لة حد يثة يتمتع فيها الجميع با لحر ية ( القسم السيا سي، 7 : 2011 ).  و إن ذل هذا على شيئ فإ نما يد ل على أ ن د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 جاء معبرا عن تصور المغا ربة  للحرية بكل أ شكا لها  كأ سلو ب في الحيا ة تم التأ سيس له با لشريعة الإ سلا مية.  فقد نص الفصل  24  على أن  حرية  التنقل عبر التراب الوطني و الإ ستمرار فيه و الخروج منه  و العودة إ ليه أمر  مضمون للجميع وفق القا نون (القسم السيا سي ، 20 : 2011  ). كما عمل الد ستورالجديد لسنة 2011 على تشجيع السلطا ت على توفير الظروف لتعميم الحرية، إ ذ ينص الفصل 6 من دستور 2011 على تشجيع السلطا ت العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطا بع الفعلي لحرية المواطنا ت و المواطنين ( القسم السيا سي،11  : 2011  ). و يعتبر الأ جا نب المقيمو ن با لمملكة المغربية من بين الشرا ئح الإ جتما عية المستهذ فة إ ذ ينص الفصل 30  من دستور  2011 على ضرورة تمتيع الأ جا نب با لحريا ت السا سية المعترف بها للموا طنين و الموا طنا ت المغا ربة و فق القا نو ن ( القسم السيا سي، 22 : 2011  ). كما نص الفصل 29 من دستور 2011  على أن حرية  تأ سيس الجمعيا ت أمر  مضمو ن ايضا، و بأن  القا نون يحدد شروط مما رسة هذ ه الحريا ت  (القسم السيا سي ،  21: 2011  ). ا ما الفصل 11 من دستور 1201، فإ نه  يقر على أن القا نو ن  يحدد القوا عد التي تضمن المما رسة الكا ملة للحريا ت و الحقو ق الأ سا سية  المرتبطة با لحملا ت الإ نتخا بية و التصويت  في حين، ينص الفصل 29 على ان   حرية الإ نتماء النقا بي و السيا سي  مضمو نة، و يحدد القا نون شروط مما رسة هذ ه الحريا ت كما ينص كذلك الفصل7 من دستور 2011 على أن  الأ حزاب تؤسس و تما رس أ نشطتها بحرية في نطا ق احترام الدستور و القا نون (القسم السيا سي ، 12 : 2011  ). اما الفصل 29 ، فينص على أن  حريا ت الإ جتما ع و التجمهر و التظا هرالسلمي مضمو نة. و يحدد القا نون شروط مما رسة هذ ه الحريا ت  . في حين، ينص الفصل 10 من دستور 2011 على ر أن  الد ستور يضمن للمعا رضة  حرية الرأي و التعبير و الإ جتما ع .  و يؤكد الفصل 25 على أن  حرية الفكر و الرأي و التعبير  مكفو لة بكل أ شكا لها  ( القسم السيا سي، 20 : 2011  ). فالفصل 64 من دستور 2011  ينص على أ نه لا يمكن متا بعة أ ي عضو من أ عضاء البرلما ن و لا البحث عنه و لا إ لقاء القبض عليه و لا اعتقا له و لا محا كمته بمتا سبة إ بدائه لرأ يه أو قيا مه بتصويت خلا ل مزا و لته لمها مه ما عدا إ ذا كا ن الرأ ي المعبر عنه يجا د ل في النظا م الملكي أ و الدين الإ سلا مي أ و يتضمن ما يخل با لإ حترا م الوا جب للملك ( القسم السيا سي، 36 : 2011  ). و في نفس السيا ق، ينص الفصل 111 من دستور 2011 أ ن للقضا ة الحق في حرية التعبير بما يتلا ءم مع وا جب التحفظ و الأخلا قيا ت القضا ئية (جلا لة القسم السيا سي ،55 : 2011  ). كما  يضفي الفصل 28  من دستور 2011 المزيد من الشرعية على  حرية التعبير إذ ينص على أن  حرية الصحا فة مضمو نة و لا يمكن تقييد ها  بأ ي شكل من أ شكا ل الرقا بة القبلية  ( القسم السيا سي، 21 : 2011  ). كما ينص الفصل 28 من دستور 2011 على ضرورة  تشجيع السلطا ت العمو مية لتنظيم قطا ع الصحا قة بكيفية مستقلة و على أ سس ديمقرا طية  . فقد  ينص الفصل 28  من دستور 2011 على ضرورة  عمل  السلطا ت العمو مية على و ضع القوا عد القا نو نية و الأخلا قية المتعلقة بقطا ع الصحا فة. و تفا ديا لبعض المشا كل النا جمة عن عدم تنظيم قطا ع الصحا فة، فإ نه تم حث السلطا ت على مرا قبة و سا ئل الإ علام إ ذ ينص الفصل 28  من دستور 2011 على ضرورة تحديد قواعد تنظيم و سا ئل الإ علا م العمومية و مرا قبتها بقا نون (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ، 21 : 2011 ).

…… إ لا أ ن الصحفي  المهدي السجا ري (1 : 2012 ) يعتقد أ نه  لكي يستطيع الصحافيون ممارسة الحرية أ ثناء أ داء مها مهم‘ فلا بد من إ صدار قا نون يتعلق بالصحا فة   يكو ن خا ل من العقوبا ت الحبسية ومن الإ تها ما ت الكا ذ بة ضد الشخصيا ت العمو مية.

و يعتقد يا سين مخلي( 11 : 2012 ) أ ن حذ ف العقوبا ت الحبسية ضد الصحا فيين له د لا لة ها مة على صعيد د مقر طة الحياة العا مة و على أ ن ذ لك يقتضي تفعيل الفصل 28 الوارد بالد ستورالجديد: حرية الصحا فة مضمو نة‘ و لا يمكن تقييدها بأ ي شكل من أ شكا ل الرقا بة القبلية”.  

و يشمل مجا ل الحرية المخول للموا طن المغربي بمقتضى د ستور 2011  التعبير عن الرأ ي عبر ا لإ بدا ع الثقا في و الفني. فقد يحفز الفصل 26  من دستور 2011 السلطا ت العمومية  على تطوير مجا لا ت الإ بدا ع الثقا في و الفني و البحث العلمي و التقني و على النهوض با لريا ضة بكيفية مستقلة و على أ سس ديمقرا طية و مهنية مضبوطة ( القسم السيا سي، 20 : 2011  ). كما أن  الفصل 25  من د ستور 2011  ينص على أن حرية الإ بدا ع و النشر و العرض في مجا لا ت الأ دب و الفن و البحث العلمي و التقني  أ مر مضمون بمقتضى القا نون ( القسم السيا سي، 20 : 2011  ).

خا تمة

سا هم د ستور المملكة المغربية في تطوير مجا ل الحرية بشكل ملفت للنظر مقا رنة مع الد سا تير السا بقة. و في ظل هذه ا لأ جواء المفعمة بقيم الحرية، سأ عمل على التقاط معطيا ت با لبا ب الثا ني من هذه الدراسة من أ جل ا كتشا ف أ ولا مدى ا هتما م العينة المستهذ فة با لمقتضيا ت الد ستورية المتعلقة بمجا ل الحرية و ثا نيا مدى قدرتها على إ زا حة ضبا بية الجهل و التخلف الفكري النا تجين عن سوء فهم مضمو ن الحرية. و سأ حا و ل أ يضا ا كتشا ف مدى قدرة العينة المستهذ فة على طرح مفهو م “الحرية” بأ بعا دها السيا سية و ا لإ جتما عية و الثقا فية على أ رض الوا قع.

.

& “الديمقرا طية هي الضما ن لاحترا م حقو ق الإ نسا ن”

حقو ق الإ نسا ن بدستو ر 1962

يلا حظ  المتأ مل لكيفية تصور الموا طنين المغا ربة للد يمقرا طية أ ن مضمو ن د ستور 1962 يعكس تطلعا ت أ قل تطورا في مجا ل  حقو ق ا لإ نسا ن مقا رنة مع التطلعا ت الوا ردة بد ستور 2011 . بل يمكن القو ل بأ ن ا لأ مر لا يكا د يتجا وز تخو يل الموا طن بعض الحقو ق البد يهية بكل من الفصو ل ثلا ثة، أ ربعة و الفصل  خمسة عشر. فقد  ينص الفصل الثا لث عشر من د ستور 1962 ا ن التربية و الشغل حق للمو ا طنين على السواء. وينص الفصل الرا بع  عشر من د ستور 1962 ا ن حق الإ ضرا ب مضمون. في حين، ينص الفصل الخا مس عشر من د ستور 1962 ا ن حق الملك مضمو ن و بأ نه يمكن للقا نو ن أ ن يحد من مداه و استعما له إ ذا  اقتضت ضرورة  التخطيط للنمو الإ قتصا دي و الإ جتما عي للبلا د ذ لك. و نظرا لأ ن الد ستور من صنع الأ مة، فقد ا ستطا ع الموا طن المغربي أ ن يجسد تصورا ت أ كثر عمقا و ا كثر ا تسا عا  من تصور موا طن فترة ما بعد ا لإ ستعما ر. و إ ن د ل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن الد و لة المغر بية قد ا ستطا عت من خلا ل ا عتما دها على ا ليا ت خا صة أ ن تر فع من مستوى تصور الموا طن المغربي في مجا ل حقو ق الإ نسا ن.

حقو ق الإ نسا ن بدستو ر 2011

ا تفق فقهاء الأ مة و علماء الأ صول على أ نه  للشريعة مقا صد عليا  تتمثل في حقظ  جما ع حقو ق الإ نسان وهي كا لتا لي: النفس و الدين و الما ل و العرض. (قا سم عبد العزيز: 23 : 2007 ). و قد أ لقى فقهاء القا نو ن الو ضعي بأ روبا إ لزامية كفا لة الدولة أو المجتمع لكل فرد من أ فرا دها إ مكا نية تحقيق ما ا عتبروه الحد الأ دنى لحقو ق الإ نسا ن و المتمثلة في المأ كل و المشرب و الملبس و السكن و النعليم زيا دة على المواصلا ت في نظر البعض منهم  (قا سم عبد العزيز: 23 : 2007 ). فلم يتعا رض ا لإ سلا م مع هذا المقتضى ، بل زاوج الإ سلام ما بين الحق و المسؤو لية الملقا ة على عا تق الفرد و الجما عة، إ ذ أن كل وا حد من هؤلاء له واجب دعم الأ خر دون صدا مه . و يعني ذ لك أ ن حقو ق ا لإ نسا ن  بمفهو مها الو ضعي و الد يني تتطلب نو عا من ا لإ حترا م المتبا دل و نوعا من التضا من بين الد و لة و الفرد.  . و قد أ كد القر أ ن الكريم في أ كثر من مرة على حق الفرد و مسؤو لياته في إ بدا ء الرأي مع التركيز على دوره في قيا دة الجما عة أ يضا (قا سم عبد العزيز ، 24 : 2007).

 و يظهر جليا أ ن المقتضيا ت الد ستورية لسنة  2011  قد عكست رغبة الد و لة المغربية في ا لإ ستجا بة لمطا لب ا لموا طن فجا ءت  صريحة  من حيث  إ قرا رها  لمجمو عة و اسعة من الحقوق في إ طا رعملية تشييد العمل الديمقراطي. و قد  يرى الصحفي رمزي صو فيا (2  :2012 ) أ ن الد ستو ر الجديد أ عطى مكا نة ها مة  لحقو ق الإ نسا ن في مضمو نها الكو ني و كذ لك في معنا ها الوا سع، الشيء الذي ترتب عنه جعل هذا الدستو ر بمثا بة ميثا ق ها م  للحقو ق و الحريا ت الأ سا سية. ويرى الصحفي (رمزي صو فيا، 2  :2012 ) أ ن  المملكة المغربية قد با شرت العد يد من الإ صلا حا ت مع بد اية عهد جلا لة الملك محمد السا دس  تتعلق أ سا سا  بحقو ق الإ نسا ن  من أ جل المصا لحة مع الذا ت و القطع مع ما ضي الإ تتها كا ت الجسيمة لحقو ق الإ نسا ن من خلا ل إ حذا ث مؤ سسا ت حقو قية حذ يثة  تسا هم في  “تو سيع دا ئرة التحو لا ت التي شهد تها المم لكة المغربية.  و مما لا ريب فيه أ ن  جلا لة الملك محمد السا دس قد سا هم في تد عيم الدور الذي يمكن أ ن يقو م به الد ستور لإ ضفا ء الشرعية على هذه المؤسسا ت من خلا ل ” المقتطف من الخطا ب الملكي التا لي ل  17  يو نيو 2011:  “إن أي دستور مهما بلغ من الكما ل فإ نه ليس غا ية في حد ذا ته، و إ نما هو و سيلة لقيا م مؤسسا ت ديمقراطية تتطلب إ صلا حا ت و تأ هيلا سيا سيا ينهض بهما كل الفا علين لتحقيق طمو حنا الجما عي، أ لا و هو النهوض با لتنمية و تو فير أ سبا ب العيش الكريم للموا طنين”. 

و قد تم تخصيص الفصو ل ستة و أ ربعة عشر  و عشر ين و الو احد و العشر ين و الرا بع و العشر ين  و الثلا ثين و الخمسة و الثلا ثين  لضما ن مجمو عة من الحقو ق الشخصية و المد نية و السيا سية للمو اطن المغر بي .  فقد ينص الفصل  الثلا ثو ن من د ستور المملكة المغر بية لسنة   2011  أ ن   لكل موا طن و موا طنة الحق في التمتع با لحقو ق المدنية و السيا سية (القسم السيا سي ، 22 : 2011  ). و من الحقو ق المد نية  التي تم تد عيمها بد ستو ر 2011 ما تعلق بحق الملكية، إ ذ يعتبر حق الملكية من بين الحقو ق التي تم تد عيمها بمقتضيا ت د ستور 2011 ، إ ذ ينص الفصل الخا مس و الثلا ثو ن من د ستور 2011  أ ن القا نو ن  يضمن   حق الملكية و يمكن الحد من نطا قها و مما رستها بمو جب القا نون أ ذا اقتضت ذ لك متطلبا ت التنمية الإ قتصا دية و الإ جتما عية للبلا د ذ لك ( القسم السيا سي ،25  : 2011 ). كما يضع  الفصل  العشر ون من د ستو ر  2011  الحق في الحياة  من أ و لو يا ت الحقوق  با لتسبة  لكل أ نسان و يتص هذا الفصل على أ ن القا نو ن  يحمي  هذا الحق ( القسم السيا سي، 18 : 2011 ). و لهذا ينص الفصل  الرا بع و العشرو ن أ ن لكل شخص الحق في حما ية  حيا ته الخا صة،( القسم السيا سي ،20 : 2011 ). كما ينص الفصل الو احد و العشرون على أ نه لكل شخص الحق في سلا مة شخصه و أ قربا ئه و في حما ية ممتلكا ته   ( القسم السيا سي، 18 : 2011 ). و قد تم تد عيم هذا المقتضى  بالفصل  الرا بع و العشر ين الذي ينص صرا حة على أ نه لا تنتهك حرمة المنزل ، و لا يمكن القيا م بأ ي تفتيش إلا وفق الشروط  و الإ جراءات التي ينص عليها القا نون  ( القسم السيا سي ،20 : 2011 ). كما ينص هذا الفصل على أ نه  لا تنتهك سرية الإ تصا لا ت الشخصية كيفما كا ن شكلها  و لا يمكن الإ طلاع على مضمونها أو نشرها  كلا أو بعضا أو با ستعما لها ضد أ ي كا ن  إلا بأ مر قضا ئي وو فق الشروط و الكيفيا ت التي ينص عليها القا نون ( القسم السيا سي ،20 : 2011، الفصل 24 ). و من الحقو ق السيا سية التي تم تد عيمها بمو جب د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 ما تعلق بحفظ الكرا مة الإ نسا نية كحق أ سا سي با لنسبة لكل موا طن.   فقد أ كد رمزي صو فيا (  2 : 2012 ) أ ن دستور المملكة المغربية لسنة 2011  يكرس كا فة حقو ق الإ نسا ن بما فيها قرينة البراءة و ضما ن شروط المحا كمة العا دلة و تجريم التعذيب و ا لإ ختفا ء القسري و الإ عتقا ل التعسفي و كل أ شكا ل التمييز و المما رسا ت المهينة للكرا مة الإ نسا نية و ضما ن حرية التعبير و الرأي و الحق في الولوج إ لى المعلو مة. و قد ينص الفصل  الثا ني و العشرو ن أ نه لا يجوز لاحد أ ن يعا مل الغير تحت أ ي ذريعة معا ملة قا سية أ و لا إ نسا نية أ و مهنية أ و حا طة با لكرا مة الإ نسا نية ( القسم السيا سي، 19 : 2011 ). بل يذ هب الفصل  الثا ني و العشر ون أ بعد من ذ لك ، حيث ينص على أ ن  مما رسة التعذ يب بكا فة أ شكا له و من قبل أ ي أ حد جريمة يعا قب عليها القا نون ( القسم السيا سي، 19 : 2011 ). فقد ينص  الفصل الثا لث و العشر ون  أ نه  لا يجوز إ لغا ء القبض على أ ي شخص أو اعتقا له أو متا بعته أ و إ دا نته إ لا في الحا لا ت و طبقا للإ جراءات التي ينص عليها القا نون (القسم السيا سي ، 19 : 2011 ). كما يعتبر الفصل  الثا لث و العشر ون الإ عتقا ل التعسفي أ و السري أ و القسري من أ خطر الجرائم و تعرض مقترفيها لأ قسى العقو با ت ( القسم السيا سي ، 19 : 2011 ). و تد عيما للحفا ظ على الكرا مة الإ نسا نية كما تصورها المو اطن المغر بي قبل و بعد فترة الر بيع العر بي، فقد نص الفصل  الثا لث و العشر ون أ نه  يجب إ خبا ر كل  شخص تم اعتقا له على الفور و بكيفية يفهمها  بدوا عي ا عتتقا له  ( القسم السيا سي ، 19 : 2011 ). كما ينص الفصل  الثا لث و العشر ون أ نه يجب إ خبا ر كل  شخص تم اعتقا له على الفور و بكيفية يفهمها بحقوقه و من بينها حقه في التزام  الصمت و بأ نه يحق له في أ قرب وقت ممكن من مسا عدة قا نونية و من إ مكا نية الإ تصا ل بأ قربا ئه طبقا للقا نون  (القسم السيا سي، 19 : 2011 ). و تعتبر قرينة البراءة و الحق في محا كمة عا د لة من بين أ هم الحقو ق التي تم تكر يسها عبر د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011.  فقد ينص الفصل  الثا لث و العشر و ن أ ن قرينة البراءة و الحق في محا كمة عا د لة مضمو نا ن با لنسبة لكل مو اطن ( القسم السيا سي، 19 : 2011 ). كما ينص الفصل  الثا لث و العشر و ن من د ستو ر  2011 أ ن كل شخص معتقل   يتمتع بحقوق أسا سية و بظروف اعتقا ل إ نسا نية و با لإ ستفا دة من برا مج للتكوين و إ عا دة الإ دما ج ( القسم السيا سي ، 19 : 2011 ). و مر اعا ة لو جو د جسم ثقا في و ا جتما عي متنو ع با لمملكة المغر بية، فقد استجا ب د ستو ر المملكة المغربية  للمطا لية بضما ن العيش الكريم با لنسبة لكل المكو نا ت الثقا فية با لمملكة المغر بية، مما يعكس إ را دة المغا ربة في تجسيد تصو رهم للد يمقر اطية المر تبطة با لأ جنا س المتعا يشة بنفس الو طن: المملكة المغر بية. فقد تص الفصل  الثا لث و العشر و ن أ نه يحظر كل تحريض على العنصرية، أو الكراهية أو العنف و بأ ن القا نون يعا قب على جريمة الإ با دة و غيرها من الجرائم  ضد الإ نسا نية و جرائم الحرب و كا فة ا لإ نتها كا ت الجسيمة و الممنهجة لحقوق الإ نسا ن  ( القسم السيا سي  ،20 : 2011 ). و يعتبر هذا التنصيص بمثا بة عقد تم إ بر امه بين المو اطن المغر بي و السلطة المغر بية الما لكة للسلطة التنفيذ ية بمبا شر ة الد فا ع عن الكرا مة الإ نسا نية للمو اطن المغر بي . فقد ينص الفصل الو احد و العشر ون  السلطا ت العمومية    تضمن سلا مة السكا ن و سلا مة الترا ب الوطني في إ طا ر احترام الحريا ت و الحقوق الأ سا سية المكفو لة للجميع ( القسم السيا سي، 18 : 2011 ). كما ينص الفصل الثا ني و العشر ين أ نه  لا يجوز المس با لسلا مة الجسد ية  أ و المعنوية لأ ي شخص في أي ظرف و من فبل أ ي جهة كا نت خا صة أ و عا مة.

و من بين الحقو ق السيا سية  الأخر ى التي تم تد عيمها بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011  ما تعلق با لمشا ركة في التشر يع، إ ذ ينص الفصل  الخا مس عشر أ ن للموا طنا ت و الموا طنين الحق في تقد يم عرائض إ لى السلطا ت العمو مية. كما ينص الفصل الرابع عشر من هذا الد ستور أ نه للموا طنا ت و للمواطنين الحق في تقديم اقترا حا ت ملتمسا ت في مجا ل التشريع و ذلك ضمن شروط و كيفيا ت يحدد ها قا نون تنظيمي ( القسم السيا سي، 16 : 2011 ). و يحدد الخا مس عشر من د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 أ ن قا نو نا تنظيميا يحدد شرو ط و كيفيا ت تقديم عرائض إ لى السلطا ت العمو مية  ( القسم السيا سي، 17 : 2011 ).

الد يمقر اطية التشا ركية

و من الحقو ق السيا سية التي تم تد عيمها بد ستور 2011  ما تعلق با لمشا ركة في الحيا ة السيا سية و الإ قتصا دية و الثقا فية و الإ جتما عية.   فقد ينص الفصل  السا د س من د ستور المملكة المغر بية لسنة  2011 على أ ن السلطا ت العمومية  تعمل على توفير الظروف التي تمكن من مشا ركة المواطنين و الموا طنا ت في الحيا ة السيا سية و الإ قتصا دية و الثقا فية و الإ جتما عية  (القسم السيا سي ،11  : 2011  )

خلا صة

يسجل د ستور المملكة المغربية  لسنة 2011 قفزة نو عية في مجا ل تو سيع تصور الموا طن لحقو ق ا لإ نسا ن مقا رنة مع د ستور 1962. و أ تمنى أ ن تسعفني المعطيا ت المحصل عليها با لبا ب الثا ني من هذه الد را سة في ا كتشا ف مد ى ا طلا ع العينة المستهذ فة عن هذه الحقو ق و مد ى قدرتها على مما ر ستها با لفضا ء الجا معي. كما أ تمنى أ ن تسعفني المعطيا ت على ا كتشا ف الدور الذي تلعبه الجا معة عبر ا عتما د ها على هيا كل خا صة في د عم هذ ه الحقو ق.

&” الديمقرا طية ، هي السبيل الأوحد للدفع بعيدا بكل أ شكا ل الإ ستبدا د و الظلم”

التعريف بالإ ستبدا د و الظلم

كتب الكنير حول الإ ستبداد و تمت إ ذا نته لما له من أ ثر سلبي على تقد م الأ مم. يعرف الصحفي عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) الإ ستبداد قا ئلا  بأ ن  “الإ ستبدا د يسعى إ لى مصا درة  حق الجما عة و الدو لة في أن يكون لها نظا م عا م . كما يعرفه عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012)  قا ئلا  بأ ن  “الإ ستبدا د يسعى إ لى مصا درة  حق الجما عة و الدو لة في أن تكون لها قيم مشتركة  تشكل أ سا س عيشها المشترك. و يعر ف كل من (محمد صا دق و محمد كر با شي ، 16 : 2006 ) د ور ا لحا كم في ا لأ نظمة ا لإ ستبدادية قا ئلا بأ نه  “مسؤو ل عن الر عية و فق الشر يعة و القا نون”. و قد تعطي هذه الشر عية للحا كم صلا حية ا ستخد ام العنف لو ضع حد للثورا ت.  و قد كان ا لإ ستبداد إ حدى سما ت العا لم القديم. يقو ل محمد صا دق و محمد كر با شي ( 24 : 2006 ) أ ن النا س كا نوا في ظل النظا م ا لإ ستبدا دي مجر د ين من الحقو ق ا لأ سا سية التي تضمن ا ستقلا ليتهم المعنو ية. و كا نت السلطة المخولة  للسلطا ن  مطلقة و قا ئمة على برا ديغم المرا قبة و العقا ب. و قد شكل ا لإ ستبدا د حا جزا أ ما م المفكرين للتعبير عن ا راءهم و السير با لأ مم نحو الرفا هية و التقدم. و على الرغم من ذ لك، كتب الكثير حو له.  فحينما سأ ل الا ستا ذ علا ل الفا سي  الأ ستا ذ عبد الله العروي بأ ن يسدي له نصحا حول الكتب التي يمكنه أ ن يقرأ ها فإ نه نصحه بقراءة مسشيل فو كو ، الفيلسو ف الذ ي فجر الأ نظمة المحا فظة و السلطة القهرية التي تقو م على برا د يغم  المرا قبة و العقا ب.

الد ستور في إ طا ر نظا م ا ستبدا دي

وقد يحمل الد ستور با لبلدا ن ذا ت النظا م ا لإ ستبدا دي طا بعا مخزنيا لأ ن مقتضيا ته لا تضمن الكرا مة ا لإ نسا نية للأ مة.  يقو ل عزيز حدا دي ( 0 9 : مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 ) أ ن الطا بع المخزني للد ستور لا يمنح للشعب حق لقب المو اطنة، بل ينعته عو ضا عن ذ لك با لرعية.  و يقو ل (عزيز حدا دي ، 89 : مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 )  أ ن الطا بع المخزني للد ستوريشكل  هو ية مرعبة تعرقل السير الطبيعي للتا ريخ و تقف كحا جز أ ما م ريح الحذ اثة. و يقو ل عزيز حدا دي (89 : مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 ) أ ن الطا بع المخزني للد ستور يعلن مو قفه من العملية الد ستو رية كلها ، حيث يعتبر أ ن النظا م يبرر مشرو عيته في الحكم من خلا ل الإ ستفتا ء المزور. و يقو ل عزيز حدا دي (89 : مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 ) أ ن الطا بع المخزني للد ستور يعلن مو قفه من العملية الد ستو رية كلها ، حيث يعتبر أ ن النظا م يبرر مشرو عيته في الحكم من خلا ل مؤسسا ت خا ضعة لهيمنته.

الشعو ب ا لإ غر يقية و بعض شعوب الدو ل العربية

و قد يمكن للثورة أ ن تسا هم في تخليص ا لأ مة من ا لإ ستبدا د و تحقيق العدا لة ا لإ جتما عية محله. و يفيد التا ريخ القارئ بمعلوما ت مفا دها أ ن الشعو ب ا لإ غر يقية قد مت أ نها را من الد ما ء قر با نا للحصو ل على حر يتها المشر و عة. و لما حصل ا لإ غر يق على الد يمقر اطية، ظلوا يتبعو ن أ سلو با قا سيا في الحيا ة حيث لم يكو نوا أ حرارا على صعيد حيا تهم الفر دية  (محمد صا دق و محمد كر با شي ، 24 : 2006 ).. و هذا يعني أ ن الد يمقر اطية التي حصل عليها ا لإ غر يق لم تكن تتسم با لشمو لية  لأ نها لم تحرر الإ غريق من أ لتبعية  للسلطا ن. كما يفيد نا الصحفي حسن بنشليخة (  18 : 2012 ) بمعلو ما ت و افرة حو ل فترة تا ريخية تؤرخ لعهد ا تسم با لإ ستبداد  بمقا ل له تحت عنوا ن ‘الحكا م الأ ربعة الد مو يو ن’. قأ ل: “عصفت با لأ مة العربية منذ مطلع الخمسينيا ت من القرن الفا رط ريا ح الجنو ن الهستيري الد يكتا توري الستا ليني و علف عصا بة الحكا م الد يكتا توريين الأ ربعة: الرئيس جمال عبد النا صر، الرئيس  حا فظ ا لأ سد، الرئيس معمر القذا في، و الرئيس صدا م حسين”. و قد ذ كر الصحا في بأ هوا ل ما فعله هؤلاء لأ ن النظا م بهذه الد ول لم يكن نظا ما د يمقرا طيا كما عهد نا ه ببلد نا المغرب.- و سأ عمل على كشف المعطيا ت الواردة با لبا ب الثا ني من هذا البحث لتذ كير القا رئ بأ راء الموا طنين المغا ربة القا طنين با لخا رج حو ل الدور الذ ي يلعبه النظا م الد يمقرا طي في مجا ل التنمية ا لإ قتصا دية، خصو صا و أ نه يد فع الجميع  تحت راية ا لأ من و ا لإ ستقرار إ لى الإ ستثمار با لمملكة المغربية. -يقو ل الصحفي عزيز حدا دي (99-100 : مشا ر إ ليه من طر ف : محمد جليد ،  8 : 2012 ) و هو بصدد الحد يث عن الهذ ف من الثورة في ظل نظا م يقو م على المصا درة و الإ ستبدا د: ‘نحن أ ما م فلسفة لا تؤ من بشيء ا خر غير الثورة، غا يتها الو قو ف بجا نب الطبقة العا ملة في صرا عها الطبقي من أ جل تحقيق العد الة الإ جتما عية. و  يقو ل (عبد العلي حا مي الد ين ، 18 : 2012) أ ن  الإ علا ن العا لمي لحقو ق الإ نسا ن في ما دته   التا سعة و العشر ين ينص على أ ن الفرد يخضع في مما رسة حقو قه و حريا ته لقيو د القا نون فقط لضما ن الإ عترا ف بحقو ق الغير و احترا مها  في مجتمع د يمقرا طي.

و يمكن الد فع با لظلم و الإ ستبد اد عبر:

أ و لا: ا لأ حزاب السيا سية

ثا نيا : النقا بة

أ و لا: الأ حزاب السيا سية و تحدي ا لإ ستبداد

ا لتعر يف با لحز ب في إ طا ر القا نو ن الو ضعي في العصر الحد يث:

يعر ف حسن الحكيم ر ييس جا معة الكو فة  (مشا ر إ ليه من طر ف (محمد الكر با شي ، 15 :2006) الحزب فا ئلا بأ نه يعتمد تشكيلة سيا سية ذا ت أ هذا ف ا جتما عية و ا قتصا د ية و فكر ية يتحقق تطبيقها عند الحكم. و يعرف François Goguel   ( مشا ر إ ليه من طرف الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 )  الحزب قا ئلا بأ نه جما عة منظمة تسا هم في الحيا ة السيا سية . فو جو د الحزب  ضرو ري با لنسبة لكل نظا م سيا سي ليبرا لي (امحمد ما لكي ،1992 ). و هنا، لا بد من التذ كير بأ ن هنا ك ثلا ثة أ نواع من الأ حزاب  تختلف با ختلا ف طبيعة النظا م السا ئد. فهنا ك نظا م  الحز ب الو حيد الذ ي سا د في الأ نظمة الفا شية في إ يطا ليا ما بين 1922 و 1943 (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ) و في أ لما نيا ما بين 1933 و 1945  (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 )

نظا م الحز ب الو حيد

و خلا فا للأ نظمة الد يمقر اطية القا ئمة على التعددية الحزبية ، هنا ك بعض الأ نظمة التي تقوم على الحز ب الو حيد. و طبعا، يعتبر نظا م الحزب الوحيد نظا ما غير مرغو ب فيه با لدو ل الد يمقراطية على ا عتبا ر أ نه   يهذف إ لى ا حتكار الإ را دة السيا سية و إ لى السيطرة  (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ) . و قد  يمكن القو ل بأ نه من سما ت النظا م الإ ستبد ادي أ نه يقو م  على نظا م الحزب الو حيد. كما يمكن ا لإ ستدلا ل على الطا بع السلبي للحزب الو حيد بأ حدا ث تا ريخية  با لإ تحاد السو فيا تي سا بقا أ و بإ يطا ليا خلا ل عهد مو سليني.

و للتذ كير بمزايا الحزب التعددي با لمملكة المغربية، فإ نه لا بد من ا لقاء المزيد من الضوء على طبيعة ا لأ حزاب الفا شستية. فهنا ك نو عا ن من الأ نظمة لنظا م الحز ب الو حيد: التظا م الفا شستي و النظا م الفا شي أ و الشيو عي  (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ). الحز ب الشيو عي حز ب و حيد يعطي الطا بع السيا سي الحقيقي للنظا م (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ) . و تجد ر الإ شا رة إ لى أ ن الأ حزاب السيا سية الو حيدة في الأ نظمة الما ركسية و الشيو عية تبرر و جو دها بمحا و لة إ زالة الصرا عا ت المجتمعية على اعتبا ر أ ن الأ حزاب عبا رة عن منظما ت طبقية . و تعمل بعض الد و ل ذات الأ نظمة التحكمية في بلدا ن العا لم الثا لث على تبر ير العمل با لحز ب الو حيد بمحا و لة التغلب على النظا م القبلي و التخلف من أ جل بنا ء أ مة و الو صو ل إ لى اقتصا د عصري (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ). و قد أ ثبتت الد را سا ت أ ن  الأ حزاب التعددية  تحو لت من التعدد ية إ لى الحز ب الو حيد لد عم الجهو د الرا مية إ لى تحقيق مجتمع  استبد اد ي لأ ن الإ نتخا با ت  المنظمة في إ طا ر سيا دة الحز ب الو حيد لا تر مي إ لى طر ح ا ختيا را ت على النا خبين بل تر مي إ لى  إ قرار سيا سة الحكو مة المتحد ثة با سم الحز ب الو حيد  (امحمد ما لكي ،1992 ). و يمكن للحز ب المسيطر أ ن يحتكر الحكم في ظرو ف مشا بهة با لحز ب الو حيد  (امحمد ما لكي ،1992 ). و من الأ مثلة على ذ لك الحزب الثوري التأ سيسي  الذي ما رس الحكم با لمكسيك لمدة أ ربعين سنة (امحمد ما لكي ،1992 )

من سما ت النظا م الديمقرا طي أ نه يقو م على نظا م الحزبين أ و التعدد ية الحزبية و ذ لك بغية الحد من تكتل السلطة في يد ا حد ى السلط با لمملكة المغربية.

من سما ت النظا م الديمقرا طي أ نه يقو م على نظا م الحزبين كما هو الشأ ن في الدو ل ذا ت الأ نظمة الليبرا لية  كالولا يا ت المتحدة الأ مريكية و ابريطا نيا .و قد  يو جد في ابر يطا نيا حز ب دا خل و خا رج البر لما ن (امحمد ما لكي ،1992 ).

كما يقو م  النظا م الد يمقرا طي السا ئد في هذه الد ول إ لى جا نب المملكة المغربية على التعددية الحزبية multi-partisme   le. و يتطلب نظا م التعدد ية الحز بية ضما ن الحريا ت الأ سا سية كحر ية المعا رضة .كما  يتطلب منا خا يسو د فيه منا خ التسا مح و الإ حترا م المتبا د ل لكل الأ راء (امحمد ما لكي ،1992 ). و با لمملكة المغر بية، لا يتم  العمل بالحزب الو حيد و ذ لك طبقا للفصل السا بع الذ ي ينص على أ ن  نظام الحزب الو حيد نظا م غير مشروع ( القسم السيا سي ، 12 : 2011  ). و في المملكة المغر بية  يسا هم و احد و ثلا ثون حز با في إ غنا ء السا حة السيا سية بتأ طير المو اطنين بطر يقة متسا و ية و ذ لك عملا بالفصل السا بع من د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011  الذ ي ينص على أ نه أ نه لا يجوز أ ن تؤ سس الأ حزاب السيا سية على أ سا س د يني أ و لغو ي أ و عر قي أ و جهو ي، و بصفة عا مة على أ ي أ سا س من التمييز أ و المخا لفة لحقو ق الإ نسا ن ( القسم السيا سي، 12 : 2011 ).

 مسا همة ا لأ حزا ب السيا سية في الد فع با لظلم و الإ ستبد اد:

لعبت الأ حزاب دورا رئيسيا با لنسبة لنجا ح الد يمقرا طية الحقيقية (امحمد ما لكي ،1992 ). فهي تعتبر  بمثا بة أ داة لتكو ين الرأ ي العا م (امحمد ما لكي ،1992 )، إ ذ يما رس الحزب نشا طا ت تكميلية  تتمثل في تأ طير النا خبين و المرشحين و المنتخبين قصد التأ ثير على مجمو عة الشعب و على نوابه (الأ ستا ذ الما لكي ، 1992 ) . و يعمل الحزب على تجميع الأ شخا ص المعبر ين على نفس الأ فكا ر و نفس الأ هذا ف (امحمد ما لكي ،1992 ). يقو ل الأ ستا ذ الما لكي (1992) بأ ن الموا طنين ينضوو ن في الد و ل الد يمقرا طية تحت لواء أ حزاب سيا سية و هي عبا رة عن مجمو عا ت يعبرو ن من خلا لها على ا را ئهم. ).و تبد ل الأ حزاب الر أ ي إ لى قوة سيا سية تعمل على التأ ثير في المصير الو طني (امحمد ما لكي ،1992 ). كما يعمل الحز ب  على تكو ين النا خبين . و يعمل الحز ب كذ لك على تقليل الخلا ف بين أ فرا د ا لأ مة و ايجا د حلو ل تؤ سس على قا سم مشتر ك (امحمد ما لكي ،1992). و في هذا المجال، يقو ل  العلا مة الحا ج الشيخ با قر شر يف القر شي و ا خرو ن ( 5: 2006 ) أ نه في عصر غد ا فيه الجميع يتغني با لد يمقر اطية، فإ ن ا لأ حزا ب أ صبحت لها أ هذا ف و مبا د ئ خا صة تتجلى في الو صو ل إ لى السلطة لتحرير الشعوب و لضما ن كرا مة ا لأ مة. و لهذا التعر يف عدة إ يحا ءا ت تتمثل أ و لا ها في أ ن ا مر تخليص ا لأ مة من الإ ستبدا د أ صبح ملقى على عا تق ا لأ حزا ب السيا سية. و لهذا، ينص الفصل السا بع من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 أ ن ا لأ حزاب السيا سية تسا هم في التعبير عن إ را دة النا خبين على أ ساس التعددية و التنا وب با لوسا ئل الديمقرا طية و في نطا ق المؤسسا ت الدستو رية (القسم السيا سي ،11  : 2011  ). كما ينص الفصل السا بع من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أ نه يجب على  الأ حزاب السيا سية  أ ن تعمل على تأ طير الموا طنا ت و الموا طنين و أ ن تضمن تكوينهم سيا سيا (القسم السيا سي ،11  : 2011  ). و ينص الفصل السا بع من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011  أ يضا على أ ن  تعمل الأ حزاب السيا سية على تعزيز انخراط الموا طنا ت و الموا طنين في الحياة الوطنية ( القسم السيا سي ،11  : 2011  ). با لإ ضا فة إ لى ذ لك، ينص الفصل السا بع من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011   على أ ن  تعمل الأ حزاب السيا سية على تعزيز انخراط الموا طنا ت و الموا طنين في تد بير الشأ ن العا م (القسم السيا سي ،11  : 2011  ).

و سعيا من الد ولة المغربية للحفا ظ على المؤسسة الملكية و الد ينية، فإ نها أ لقت على عا تق ا لأ حزاب السيا سية مهمة ا حترام هتين المؤسستين و ذ لك طبقا لما تنص عليه المقتضيا ت الد ستورية. فقد ينص الفصل السا بع من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أ نه لا يجوز أ ن يكون هدف الأ حزا ب السيا سية المسا س با لدين الإ سلا مي. كما ينص الفصل السا بع أ يضا على أ ن يكون تنظيم الأ حزاب السيا سية و تسييرها مطا بقا للمبا دئ الديمقراطية (القسم السيا سي ، 12 : 2011  ). با لإ ضا فة إلى هذا، ينص الفصل السا بع على أ نه  لا يجوز أ ن يكون هدف الأ حزا ب السيا سية المسا س با لنظا م الملكي، أ و با لوحدة الوطنية أ و الترا بية للمملكة  . و عموما، ينص الفصل السا بع على أ نه لا يجوز أ ن يكون هدف الأ حزا ب السيا سية المسا س با لمبا دئ الدستورية أ و الأ سس الديمقرا طية.

إ لا أ ن غيا ب قا نون تنظيمي عا دل  و موحد يشمل  جميع ا لأ حزاب السيا سية أ ثناء  الإ نتخا با ت البرلما نية  يؤثر بطريقة سلبية في الثقة التي يمكن أ ن يضعها الموا طنون  المغا ربة  في ا لأ حزاب لتخليصهم من شبح ا لإ ستبداد. فقد يلا حظ المتصفح للجرائد اليو مية أ ن ا لأ حزاب السيا سية با لمملكة المغربية لا زا لت تعا ني من تحد يا ت كبرى تعرقل الهذ ف الذي أ سست من أ جله. فمثلا، وافا نا الصحفي ( سعيد العجل، 4 :  2011 ) بأ خبار مفا د ها أ ن بعض الصراعا ت تتو لد في أ و سا ط ا لأ حزاب السيا سية بسبب التقطيع الإ نتخا بي الجديد الذ ي يو حي بسيا دة نظا م “ا ستبدادي و لا د يمقراطي” يعطي ا متيازات خا صة لبعض ا لأ حزاب دو ن أ حزاب أ خرى. فقد يؤد ي الترشيح إ لى ا للإ نتخا با ت النيا بية عن طريق ا للا ئحة مثلا إ لى ا لتنا فس حول رئا سة ا للأ ئحة. كما أ ن غيا ب معا يير شخصية للترشيح يؤثر سلبيا على مصدا قية القوانين التنظيمية المتعلقة با لأ حزاب و قد يمكنها أ ن تولد ا ستياء لدى بعض الفئا ت. و قد يؤد ي غيا ب قا نون تنظيمي عا دل  و موحد يشمل  جميع ا لأ حزاب السيا سية أ ثاء هذه ا لإ نتخا با ت إ لى  مطا لبة بعض ا لأ حزاب با لترشيح في دوائر كبرى أ و المطا لبة بلا ئحة و احدة على مستوى العا صمة ا لإ قتصادية. و قد يترتب عن غيا ب قا نون تنظيمي موحد و عا د ل هجرة المنتخبين و ا لإ نضما م إ لى أ حزاب أ خرى تتمتع ببعض ا لإ متيازات ( سعيد لعجل، 4: 2011 ).  يقو ل محمد بو بكري (   4:  2011) أ ن ا لإ ستبداد يؤدي دا ئما إ لى سيا دة علا قة الحذر و التوجس و التوتربين ا لأ نظمة الحا كمة و النخب السيا سية المستقلة عنها. و قد يؤ دي ذ لك إ لى العنف و إ لى القضاء تدريجيا على رو ح الحوار و ا لإ عتدا ل و التسا مح. لهذا، يقترح الصحفي محمد بو بكري (   4:  2011) ضرورة و ضع  حد لتد خل السلطة  في ا لحزب و الحد من هيمنتها السيا سية. كما يقترح  الصحفي محمد بو بكري (   4:  2011) ضرورة إ صلاح المجتمع المغربي و تغيير بعض بنيا ته و قيمه و تنظيما ته المتعلقة با لأ حزاب . فبدو ن المزيد من ا لإ صلاح في القوا نين التنظيمية المتعلقة با لأ حزاب السيا سية، لن تكون هنا ك ديمقراطية و لا تنمية لأ ن ا لإ ستبدا د لا يولد إ لا العنف و العمل با لمثل. و قد تد فع هذه الإ كراها ت التي تعو ق عمل ا لأ حزاب السيا سية  بالمجتمع إ لى  فقدا ن الثقة في الد ور الذ ي يمكن أ ن تلعبه ا لأ حزا ب السيا سية في حيا ة ا لأ فراد.

 ينبغي كذ لك أ ن ينشد الحزب تحقيق اهذا ف ا لأ مة  في المجا ل الد يمقرا طي بعيدا عن كل ا لإ متيازات الفردية. و قد يقو ل الصحفي خا لد فتحي ( 9: 2011 ) أ ن الد يمقراطية لا تخص أ حدا با متياز و بأ نها لا تحا بي أ حدا لأ ن محا ربة ا لإ متيازات كا نت أ صل نشوء الد يمقراطية. و يقو ل محمد صا د ق و محمد الكر با شي (  11 :2006  ) أ نه من بين القضا يا التي ينبغي الكشف عنها هو مو قف ا لإ سلا م من ا لأ حزاب التي تقا م في بلا د المسلمين. فهذه ا لأ حزاب تسعى في هذه البلدا ن في  العصر الحد يث إ لى كسب ا لأ صد قا ء و إ لى أ ن يكو ن لها نفو ذ ملحو ظ ضمن التيا را ت المتعا رضة سيا سيا و التي تد خل في منا فسة حا دة من أ جل الو صو ل إ لى السلطة با سم القضاء على ا لإ ستبداد. يقو ل محمد صا د ق و محمد الكر با شي (  6 :2006  ) أ ن تأ سيس ا لأ حزا ب با لد و ل المسلمة من نتا ج العصر الحد يث. فا لأ مة ا لإ سلا مية في عهد الر سو ل صلى الله عليه و سلم لم تكن في حا جة إ لى تأ سيس أ حزاب مختلفة لأ نها كا نت تكو ن كتلة مو حدة و متضا منة و متسمة با لمحبة على ا ختلا ف شرا ئحها و فصا ئلها (محمد صا د ق و محمد الكر با شي ، 11 :2006  ). و يمكن ا لإ ستد لا ل عن و جو د حز ب إ سلا مي و احد في مو ا جهة حز ب الكا فر ين بقو له تعا لى: ” أ لا إ ن حزب الله هم المفلحون…أ لا إ ن حز ب الشيطا ن هم الخا سرو ن”(محمد صا د ق و محمد الكر با شي ، 11 :2006  ).و  يقو ل محمد صا د ق و محمد الكر با شي ( 12 :2006  ) أ نه ظهرالحزب القر شي الذي تبنا ه الصحا بة  كأ و ل حزب لم يعمل لمصلحة ا لأ مة بعد و فا ة الر سو ل صلى اله عليه و سلم. و قد كا ن إ قصا ء أ هل البيت من السيا سية من بين  أ هم أ هذا فه ( محمد الكر با شي ،12 :2006 ) . فلم ينشد هذا الحز ب أ ي  هذ ف للأ مة ا لإ سلا مية بل جر عليها الكثير من الو يلا ت.

ثا نيا: النقا بة للد فع با لظلم و الإ ستبد اد

و مما لا شك فيه أ ن وجو د نقا با ت مختلفة با لمملكة المغر بية هو بمثا بة تجسيد للتصور الذ ي يحمله كل فرد با لمملكة المغر بية حو ل طبيعة النظا م السا ئد .فمن شيم النظا م الد يمقرا طي السيا سي أ نه يهذ ف إ لى  تكريس حقو ق ا لأ فرا د عبر مركزيا ت نقا بية ها مة و مختلفة تضمن للأ فراد الد فا ع عن حقو قهم المشر و عة.  وتعتبرالتقا بة الو طنية للتعليم العا لي من بين النقا با ت المغر بية التي تمت تعبئتها  للد فا ع عن كر امة و حقو ق الأ سا تذة با لتعليم العا لي . كما تعتبر كل من الكنفد را لية الد يمقراطية للشغل، و الفيد يرالية الد يمقراطية للشغل و ا لإ تحا د الو طني للشغل و ا لإ تحا د المغر بي للشغل و ا لإ تحا د العا م للشغا لين من بين النقا با ت التي تسا هم  د و ما  في بنا ء مغر ب جد يد متأ لق في مجا ل تكر يس حقو ق ا لإ نسا ن بمفهو مها العا لمي و ذ لك بنا ء على المقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011. فقد ينص الفصل الثا من على أ ن تسا هم المنظما ت النقا بية للأ جراء و الغر ف المهنية و المنظما ت المهنية للمشغلين في الد فا ع عن الحقو ق و المصا لح ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا دية للفئا ت التي تمثلها و في النهو ض بها. كما ينص الفصل الثا من أ يضا على  أ ن تكو ن هيا كل هذه المنظما ت النقا بية  و تسييرها مطا بقة للمبا دئ الديمقرا طية (القسم السيا سي، 13 : 2011  ). و نظرا لأ همية النقا با ت في مجا ل الد فا ع و الحفا ظ على كرا مة ا لموا طن المغر بي، فإ نه تم و ضع قا نو ن يعمل على دعم ا ستمرا رها، إ ذ ينص الفصل التا سع من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 على عد م إ مكا نية حل المنظما ت النقا بية إ لا بمقتضى مقرر قضا ئي.

و لصقل موا هب الموا طنين المغا ربة في مجا ل حقو ق ا لإ نسا ن و لتحقيق تصورهم لهذه الحقو ق، فإ ن الد و لة المغر بية عملت على و ضع قا نو ن خا ص  بتأ سيس المنظما ت النقا بية بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011. فقد نص الفصل الثا من من د ستور 2011 على أ ن  يحدد القا نو ن  بصفة خا صة القواعد المتعلقة بتأ سيس المنظما ت النقا بية و أ نشطتها. (القسم السيا سي، 13 : 2011  ). كما ينص الفصل الثا من من د ستور 2011 على  أ ن تعمل السلطا ت العمو مية على تشجيع المفا و ضة الجما عية و على إ برا م ا تفا قية الشغل الجما عية و ذ لك طبقا  للشرو ط التي ينص عليها القا نو ن. و لتمكين النقا با ت من  أ داء مها مها على أ حسن و جه، فإ نه تم و ضع قا نو ن خا ص بتخويل الدعم الما لي للمنظما ت النقا بية، إ ذ ينص الفصل الثا من من دستور 2011  على أ ن يحدد القا نو ن  بصفة خا صة معا يير تخويل الدعم الما لي للمنظما ت النقا بية من طرف الدولة و كيفيا ت مرا قبة تمويلها (القسم السيا سي، 13 : 2011  ).

خلا صة

نستخلص مما سبق أ ن الد و لة المغربية في شخص جلا لة الملك محمد السا دس حا و لت ا لإ ستجا بة لمطا لب المواطن بد عمها لا ليا ت الحفا ظ على الكرا مة الإ نسا نية. و تتمثل هذه ا لأ ليا ت في د عم الدو ر الذ ي يمكن أ ن تلعبه ا لأ حزاب السيا سية و النقا بة للحفا ظ على كرا مة المواطن و على حقو قه المشروعة. و يقتضي رصد مدى مطا بقة التصور الد يمقرا طي الذ ي يجد صدى له بد ستور المملكة لسنة 2011 مع التصور الذي يحمله المو ا طنو ن المغا ربة و  مع المما رسة اليو مية القيا م ببحث ميداني يجد صدى له با لبا ب الثا ني من هذ ه الدرا سة. و تعتبر  ا لأ سئلة التا لية من بين ا لأ سئلة التي يمكن تو جيهها للعينة المستهد فة  : هل للأ حزاب السيا سية أ ي حضور با لجا معة؟ و هل تسا هم النقا با ت فعلا في الد فا ع عن حقو ق و كرا مة المو اطن المغر بي أ م أ ن ا لأ مر يقتصر فقط على تحقيق مصا لح ذا تية ضيقة مستهذ فة من طر ف ا لأ عضا ء المنخر طة في نقا با ت؟ هل ا ستطا عت النقا با ت تحقيق مجمو عة من ا لأ  هذا ف المتو خا ة من طر ف الأ عضاء المنضو ية تحت لواء الجا معة بغض النظر عن ا نتما ئا تهم العر قية، الثقا فية ا و ا لإ جتما عية؟ و أ تمنى أ ن يسعفني الو قت المحدد للقيا م بهذا العمل في إ طار منا قشة المعطيا ت المتعلقة بمجلس الجا معة   في نقل و تحليل المعطيا ت و تقد يم ا قترا حا ت تتعلق با لأ حزا ب و النقا با ت.

&” الديمقرا طية تمكن  السلطة السيا سية من إكتسا ب أ بعا دها النبيلة التي تتجلى في القدرة على امتلا ك السلطة التنفيذ ية با لمسا ئل الشرعية”

يعرف عبد العظيم محمو د حنفي (2011 )  الشرعية على أ نها مفهو م سيا سي مستمد من كلمة ‘شرع’ و قد يعني مفهو م ‘شر ع’  قا نو ن أ و عرف  معتمد و را سخ د يني أ و مد ني. و في إ طا ر العلا قة التي تر بط بين الحا كم و المحكو مين – الذ ين يطلق عليهم  في الأ نظمة ا لإ ستبدا دية ب “الر عية”-  يد ل مفهو م ‘شرعية’ على  جعل نظا م الحكم أ مرا  يستمد و جو د ه من السلطة الد ينية على ا عتبا ر أ ن الحا كم هو خليفة الله في الأ رض. و يد ل  مفهو م الشر عية أ يضا في ا لأ نظمة التي تعمل و فقا للقو ا نين و المؤ سسا ت الد ييمقر اطية على “العلا قة القا ئمة بين الحا كم و المحكو م  المتضمنة لتوافق العمل أ و النهج السيا سي للحكم مع المصا لح و القيم الإ جتما عية للموا طنين مما يؤ دي إ لى القبو ل الطو عي من قبل الشعب بقو ا نين و تشر يعا ت النظا م السيا سي  (عبد العظيم محمو د حنفي ،2011 ).  يقو ل ما كس فيبرمشا ر إ ليه من طر ف (عبد العظيم محمو د حنفي ، 2011 )   بأ ن الشر عية علا قة تبا د لية بين الحا كمين و المحكو مين ذ لك أ نه مقا بل طا عة المحكو مين، يقو م الحا كم بتقد يم الد ليل على قد رته على خد مة شعبه عا مة و في الأ و قا ت الحر جة خا صة. يقو ل د يفيد أ ستو ن       (David Aston)مشا ر إ ليه من طر ف (عبد العظيم محمو د حنفي ، 2011 ) أ ن الشر عية هي الإ عتقا د بأ نه ر غم الإ خفا قا ت فإ ن المؤ سسا ت القا ئمة هي أ فضل من غير ها و من تم فهي تتطلب الطا عة.  يقو ل    د يفيد أ ستو ن   أ يضا   (David Aston)  مشا ر إ ليه من طر ف (عبد العظيم محمو د حنفي ، 2011 ) أ ن الشر عية هي الإ حتيا ج لأ نها تؤ من كل شرا ئح المجتمع بأ ن المؤ سسا ت الحكو مية للد و لة تعمل بشكل جدي لمو اجهة حا جا تها. و يقو ل فا رو ق القا ضي (158: 2004)  على إ ثر حد يثه عن فلسفة التنو ير بفر نسا خلا ل القر ن الثا من عشر أ ن  المطرا ن بو سو يه (1625  – 1704 ) كا ن خطيبا يد افع عن الكنيسة الفر نسية البرو ستا نت و بأ نه قا ل لملك فر نسا لو يس الرا بع عشر: “إ نكم ا لهة “. و قد ا عتبر (فا رو ق القا ضي ،158: 2004)  أ ن هذا التصور للنظا م الملكي الذ ي أ فصح عنه المطرا ن بو سو يه لم يتم التعبير عنه كمجا ز فقط بل كا ن حقيقة يؤ من بها الخطيب المد ا فع عن الكنيسة على ا عتبا ر أ نه كا ن يعتقد فعلا أ ن الملك لو يس الرا بع عشر يستمد مشرو عيته من المؤ سسة الد ينية لأ نه ظل الله في ا لأ رض . و بم أ ن الملك لو يس الرا بع عشر كا ن يد ير شؤو ن البشر، فقد كا ن الفر نسيو ن خلا ل القر ن الثا من عشر يعتقد و ن بأ ن له من الصفا ت الربا نية ما يؤ هله لتطبيق العد الة بين النا س.

و يمكن تطبيق مفهو م “الشرعية” على صعيد تظا م الحكم با لمملكة المغر بية على مستو يين. فعلى صعيد المستوى ا لأ و ل، يمكن القو ل أ نه على الر غم من و جو د مؤ سسا ت د يمقر اطية با لمملكة المغر بية تضمن للشعب المغر بي كا فة الحقو ق المد نية و السيا سية و ا لإ جتما عية فلا ز ال النظا م  يستمد مشر و عيته من المؤ سسة الد ينية لمجمو عة من ا لأ سبا ب.  يبررالصحفي ( عبد الحليم خدا م   ( 2012  :  23 ) ا ستمدا د  المشر و عية  من المؤ سسة الد ينية قا ئلا بأ ن جلا لة الملك  محمد السا د س نصر ه ا لله لا ير يد  القفز بنظا م الد ولة المغر بية  من نظا م شمو لي   (مطلق )  إ لى  نظا م د يمقراطي محض كما هو الحا ل في الد ول الصنا عية لأ ن تحقيق ذ لك ليس أ مرا  سهلا  بل  يتطلب الكثير من الوقت لجعل كا فة الشر ا ئح ا لإ جتما عية بمد ن و أ قا ليم  المملكة تستو عب  و تما رس القيم الد يمقرا طية كما هو متغا رف عليها با لد و ل الصنا عية الكبر ى. و لهذا، ظل جلا لة الملك في ظل الد ستور الجديد للمملكة المغربية يمتلك قسطا من السلطة التنفيذية با لوسائل “الشرعية” التي تقتضي الحظور المكثف لجلا لته كأ مير للمؤ منين لتد بير شؤو ن ا لأ مة المغر بية.  فا لفصل الوا حد و الأ ربعين من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011  ينص على أ ن جلا لة الملك  نصره الله يما رس الصلا حيا ت الد ينية المتعلقة بإ ما رة المؤمنين المخو لة له حصريا بوا سطة ظها ئر ( القسم السيا سي،27 : 2011 ). و ينص الفصل الوا حد و الأ ربعين   أ يضا على أ ن جلا لة الملك نصر ه الله هو  أ مير المؤ منين و حا مي حمي الملة و الدين ( القسم السيا سي ،27 : 2011 ). و يمكن ا ستيعا ب مضمو ن الشر عية بناء على  الفصل  السا د س و ا لأ ر بعين الذ ي ينص على أ ن شخص جلا لة الملك لا تنتهك حرمته، وبأ نه   لجلا لة الملك واجب التو قير و لإ حترا م (القسم السيا سي ،28 : 2011 )

علا قة جلا لة الملك با لحكو مة: سلطة و اسعة

فعلى الرغم من تفو يض جلا لة الملك عدة صلا حيا ت  لر ئيس الحكو مة، إ لا ا نه لا زا لت له  بصفته أ ميرا للمؤ منين عدة صلا حيا ت في إ طا ر علا قته با لحكو مة في ظل د ستو ر 2011 . فقد ينص الفصل  السا بع و ا لأ ربعين بأ نه يمكن  لجلا لة الملك أ ن يعفي عضوا أ و أ كثر من أ عضا ء الحكومة من مها مهم بمبا درة منه بعد استشا رة رئيس الحكومة  (القسم السيا سي ،29 : 2011 ). و ينص  الفصل السا بع و ا لأ ر بعين بأ نه يمكن  لرئيس الحكو مة أ ن يطلب من  جلا لة الملك إ عفا ء عضو أ و أ كثر من أ عضاء الحكو مة من مها مهم   بنا ء على استقا لتهم الفرد ية  أو الجما عية  ( القسم السيا سي ،29 : 2011 ).و ينص  الفصل الثا من و ا لأ ربعو ن أ ن  المجلس الوزاري ينعقد  بمبا درة من جلا لة  الملك أو بطلب من رئيس الحكو مة (القسم السيا سي ،29 : 2011 ). ينص كذ لك الفصل  الثا من و ا لأ ربعو ن أ نه لجلا لة الملك أ ن يفوض لرئيس الحكومة بنا ء على جد و ل أ عما ل محدد رئا سة مجلس وزاري ( القسم السيا سي ،29 : 2011 ). فحسب ما أ قر ه الصحفي  (ادريس الكنيني ‘ 2012:6)، فإ ن جلا لته  لا زال يبث في معظم الملفات العالقة بطريقة انفرادية اعتمادا على السيد الطيب الفهري كمستشار لجلالته على الرغم من الحركة السريعة التي ابان عنها وزير الخارجية السيد سعد الدين العثماني.

علا قة جلا لة الملك با لبر لما ن: سلطة و اسعة

كما يمكن للمتصفح لبعض القضا يا الوا ر دة بد ستور2011 ملا حظة أ نه  بصفة جلا لة الملك  أ ميرا للمؤ منين، فإ نه لا ز الت  لجلا لة الملك سلطا ت و اسعة في إ طا ر علا قته با لسلطة التشر يعية أ يضا . فقد ينص الفصل  الثا ني و الخمسو ن  أن يخا طب  جلا لة الملك الأ مة و البرلما ن، وبأ ن  يتلي جلا لته  خطا به أ ما م كلي المجلسين  دو ن أ ن أ ن يكو ن  مضمو نه موضوع أي نقا ش داخلهما  (القسم السيا سي ،31 : 2011 ). و ينص الفصل  الخا مس و التسعو ن أ نه  للملك أ ن يطلب من كلي مجلسي البرلما ن أ ن يقرأ قراءة جديدة  كل مشروع أ و مقترح قا نون بخطا ب و بأ نه لا يمكن أ ن ترفض هذ ه القراءة الجديدة ( القسم السيا سي ،51 : 2011 ).  فالفصل  الو ا حد و العشر و ن ينص على أ نه  لجلا لة الملك حق حل مجلسي البرلما ن أو أ حدهما بظهير طبق الشرو ط المبينة في الفصو ل 96 و  و97 و 98  (القسم السيا سي ،31 : 2011 ). كما ينص الفصل  السا دس و التسعو ن  أ نه  لجلا لة الملك بعد استشا رة رئيس المحكمة الدستورية و إ خبا ر رئيس الحكومة ورئيس مجلس النوا ب و رئيس مجلس المستشا رين أ ن  يحل بظهير المجلسين معا أ و أ حدهما (القسم السيا سي ،51 : 2011 ). كما ينص الفصل  السا دس و التسعو ن  أ نه يقع  حل  المجلسين معا أ و أ حدهما من طرف صا حب الجلا لة  بظهيربعد خطا ب يو جهه جلا لة الملك إ لى الأ مة ( القسم السيا سي ،51 : 2011 )

و يتطلب النظا م الد يمقر اطي با لمملكة المغر بية أ ن يسهرجلا لة الملك على القيا م بمجمو عة من المها م كجها ز تنفيذ ي. و من بين المها م المو كو لة إ ليه شرعا القيا م بمجمو عة من التو قيعات.  فقد ينص ا لفصل  الثا لث و الخمسو ن   على أ ن جلالة الملك يوقع على مجموعة من المعاهدات الدولية. أ ما الفصل الخا مس و الخمسو ن فينص على  أ ن يو قع جلا لة  الملك على المعا هدا ت و على المصا د قة  عليها ( القسم السيا سي ،32 : 2011 ) . كما يسهر جلا لة الملك على القيا م بمجمو عة من التعيينا ت. فقد ينص الفصل  الثا لث و الخمسو ن أ ن لجلا لة الملك حق التعيين في الوظا ئف العسكرية كما له أ ن يفوض لغيره مما رسة هذا الحق  (القسم السيا سي ،31 : 2011 ). و ينص الفصل السا بع و الخمسو ن على أ ن جلا لة الملك  يوا فق يظهير على تعيين القضا ة من قبل المجلس الأ على للسلطة القضا ئية (القسم السيا سي، 33: 2011 ). با لإ صا فة إ لى ذ لك،  يما رس جلا لة الملك صلا حيا ت بناء على مقتضيا ت د ستو رية تتعلق با لر ئا سة و ا لإ شرا ف على مجمو عة من القضا يا. فقد ينص الفصل الثا ني و ا لأ ربعو ن على أ ن جلا لة الملك هو الحكم الأ سمى بين مؤسسا ت الدولة ،و بهذه الصفة، فإ نه  يسهر على ا حترام الدستور و على حسن سير المؤسسا ت الدستورية (القسم السيا سي ،27 : 2011 ). كما ينص الفصل الثا لث و الخمسو ن على أ ن جلا لة  الملك هو القا ئد الأ على للقوات المسلحة الملكية  (القسم السيا سي ،31 : 2011 ). و ينص الفصل الثا من و ا لأ ربعون  أ ن جلا لة الملك ير أ س  المجلس الوزاري الذي يتأ لف من رئيس الحكو مة و الوزراء  (القسم السيا سي ،29 : 2011 ). و ينص ا لفصل  الرا بع و الخمسون أ ن  جلا لة الملك ير أ س المجلس الأ على للأ من، وبأ ن  له أ ن يفوض لرئيس الحكومة صلا حية رئا سة اجتما ع لهذا المجلس على أ سا س جدا ول أ عما ل محدد ة (القسم السيا سي ،31 : 2011 ). و ينص الفصل الوا حد و الأ ربعين  على أ ن جلا لة الملك  يرأ س المجلس العلمي الأ على (القسم السيا سي ،27 : 2011 ). في حين، ينص الفصل السا د س و الخمسون على أ ن جلا لة الملك ير أ س المجلس الأ على للسلطة القضا ئية (القسم السيا سي ،33  : 2011  ). أ ضا فة إ لى جل هذه المها م التي لا زا لت ملقا ة على عا تق جلا لة الملك، فإ ن الفصل  الما ئة و السبعة ينص على أ ن جلا لة الملك هو الضا من لا ستقلال السلطة القضا ئية (القسم السيا سي ،54 : 2011  ). كما ينص الفصل الثا ني و الأ ربعو ن على أ ن جلا لة الملك هو ضا من استقلا ل البلا د و حوزة المملكة و بأ نه يسهر على صيا نة الإ ختيار الديمقراطي و على حقوق و حريا ت المواطنين و الموا طنا ت و الجما عا ت و على احترا م التعهدات الدولية للمملكة  (القسم السيا سي ،27 : 2011 ). با لإ ضا فة إ لى ذ لك، ينص الفصل الثا من و الخمسو ن  على أ ن جلا لة الملك  يما رس حق العفو (القسم السيا سي ،33  : 2011  ). كما ينص الفصل الخا مس و الخمسو ن على أ ن جلا لة الملك  يعتمد السفراء لدى الدو ل الأ جنبية  و المتظما ت الدولية، و لديه يعتمد السفراء و ممثلي المنظما ت الدو لية ( القسم السيا سي ،32 : 2011 ). و ينص الفصل  الما ئة و ا لأ ربعة و العشر ين على أ ن  الأ حكا م تصدر و تنفذ با سم جلا لة الملك ( القسم السيا سي ،59 : 2011  )

خلا صة

تظهر ا لإ زدوا جية بين سلطة الد ولة و سلطة الحكو مة با لمملكة المغر بية على صعيد القرارا ت التي يتخذ ها جلا لة الملك بمشا ركة الحكو مة. فهل فعلا تبعد هذه الإ زدواجية بين سلطة الدو لة و سلطة الحكو مة ت نظا منا عن جا دة التوا فق مع قواعد الحكم الد يمقرا طي؟ فقد ينص الفصل الثا من و ا لأ ربعو ن  من الد ستور على أ نه لجلا لة الملك حق التدخل في السيا سا ت الإ سترا تيجية و القطا عية با عتبا رها أ حد المجا لا ت المشتركة بين جلا لة الملك و الحكو مة.  فبنا ء على الفصل التا سع و ا لأ ربعين، فا لمجلس الوزاري الذي يرأ سه جلا لة الملك هو المختص دستو ريا في المصا د قة على هذه السيا سا ت  (القسم السيا سي،  2  :2012) مما يؤكد و جو د الا ز دوا جية بين سلطة الد و لة و سلطة الحكو مة با لمملكة المغر بية.

و قد أ كد الصحفي محمد السا سي (  9  : 2012 )  أ نه سبق للأ ستا ذ عبد الرحمن اليو سفي أ ن أ شار إ لى أ ن النظا م السيا سي المغربي يتميز بنوع من الإ زدوا جية  بين سلطة الد ولة و سلطة الحكو مة.  يقر محمد السا سي (  9  : 2012 ) أ ن في  الخطا ب الملكي لعيد العرش المؤ رخ ب 31 غشت  تقديم قا ر للخطوط العريضة لما يمكن اعتبا ره ببرنا مج الد ولة الشبه القا ر و الذي تم فيه  التأ كيد على  استمرا رية تمتد من الما ضي إ لى الحا ضر و المستقبل، إ ذ تم فيه التعا مل مع  البرنا مج كما لو أ نه شأ ن ملكي فقط. فهل تقتضي طبيعة العلا قا ت الد و لية الشا ئكة في و قتنا الحا ضر أ ن يصبح ا لأ مر كذلك؟ يقر (القسم السيا سي،  2  :2012)  أ ن خطا ب العرش ليوم 31 غشت 2012 يعود إ لى خا نة الخطا با ت المميزة لجلا لة الملك محمد السا دس من حيث انشغا لها المكثف با لشأ ن الإ قتصا دي بعد توا لي الخطا با ت التي غلب عليها البعد السيا سي و الدستوري منذ أ كثر من سنة . و قد تطلبت المر حلة ا لإ قتصا دية المو شو مة با لأ ز ما ت ا لإ قتصا دية على الصعيد العا لمي ذ لك، نا هيك على الأ زمة الأ رو بية التي أ ضرت با لسيا حة و الصا درات و عا ئدا ت العملة و التقلبا ت المنا خية التي تضر بمصير الفلا حة و مليا را ت الإ ستثما را ت العمومية و الخا صة في المخطط الأخضر (القسم السيا سي،  2  :2012).

و لذلك، يمكن تفسير ا حتفا ء الخطا ب الملكي  المؤرخ ب 31 غشت 2012 با لنموذج الإ قتصا دي النا جع الذي اعتمده المغرب في ظل الركود الإ قتصا دي الذي يشهد ه العا لم منذ 2008 (القسم السيا سي،  2  :2012)  بنا ء علي الظر فية العا لمية الصعبة التي تطلبت الحظور  المكثف لجلا لة الملك كر ئيس د و لة، حيث   ضرو رة   الإ ستمرارية في السيا سا ت العمو مية و في الخيا را ت السوسيو اقتصا دية التي تم الأخذ بها منذ ز من بعيد و المتمثلة في  إ طلا ق أ وراش كبرى كفيلة بدعم البنيا ت التحتية و التجهيزا ت الأ سا سية التي تتطلبها بلا د نا في هذا الظرف العصيب على الصعيد العا لمي  (القسم السيا سي،  2  :2012). 

و سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة على رصد التأ ثير الذ ي يمكن أ ن تما رسه الشرعية على المما رسا ت با لفضاء الجا معي. و سأ حا ول في الفصل المخصص لتحليل المعطيا ت على و صف طبيعة السلطة السا ئدة بمجا لس الجا معا ت لموا فاة القا رئ حو ل أ فكار تتعلق با لعلا قة الجد لية التي يمكن أ ن تربط عا لم السيا سة با لعا لم التربوي.

&” تمكن الديمقرا طية من الإ عتراض على السلطة السيا سية  و مرا قبتها با لطرق القا نونية درءا للفسا د و الإ ستبداد و دفا عا عن الحرية و الكرا مة و مراعا ة شروط التعا قد الذي يكسب السلطة السيا سية شرعيتها و مشروعيتها معا”

مها م المعا رضة  على صعيد الحيا ة السيا سية:

تما رس فرق المعا رضة السلطة محليا و جهويا و و طنيا و ذلك ضما نا لتفعيل المقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011.  فقد ينص الفصل العا شر من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أ ن تما رس المعا رضة السلطة عن طريق التنا وب الديمقرا طي  محليا و جهويا و و طنيا في نطا ق أ حكا م الدستور ( القسم السيا سي، 14 : 2011  ). كما  تسا هم فرق المعا رضة أ يضا في التأ طيرو ذ لك طبقا للمقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011. فقد ينص الفصل العا شر من د ستور المملكة المغربية على أ ن تسا هم المعا رضة  في تأ طير المواطنا ت و الموا طنين من خلا ل الأ حزاب المكونة لها طبقا لأ حكا م الفصل السا بع من د ستور2011 ( القسم السيا سي ، 14 : 2011  ). و تسا هم فرق ا لمعا رضة أ يضا في اقتراح المترشحين. فقد ينص الفصل  العا شر من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على أ ن تسا هم المعا رضة  في اقترا ح المترشحين ( القسم السيا سي ، 14 : 2011  ) . كما تسا هم فرق ا لمعا رضة في ا انتخا ب أ عضاء المحكمة الدستورية و ذلك طبقا للفصل العا شر من د ستور 2011 الذي ينص على أ ن تسا هم  المعا رضة في انتخا ب أ عضاء المحكمة الدستورية ( القسم السيا سي ، 14 : 2011  ). و  تسا هم فرق المعا رضة أ يضا في العمل البرلما ني بكيفية فعا لة و بنا ءة (القسم السيا سي ، 15 : 2011  ). كما تعمل فرق المعا رضة على تسجيل مقترحا ت قوا نين بجد ول أ عما ل مجلسي البرلما ن.و طبقا لذ لك، ينص الفصل  العا شر من د ستور 2011 على أ ن تشا رك فرق المعا رضة مشا ركة فعلية في مسطرة التشريع لا سيما عن طريق تسجيل مقترحا ت قوا نين بجد ول أ عما ل مجلسي البرلما ن (القسم السيا سي، 14 : 2011  ). و تسا هم فر ق المعا ضة أ يضا في رئا سة اللجنة المكلفة با لتشريع بمجلس النواب،  و طبقا لذ لك، ينص الفصل العا شرمن د ستور 2011  على أ ن تعمل  فرق المعا ضة على رئا سة اللجنة المكلفة با لتشريع بمجلس النواب (القسم السيا سي ، 14 : 2011  ). كما تعمل فرق المعا رضة على التمثيلية في الأ نشطة الدا خلية لمجلسي البرلما ن. و قد ينص على ذ لك  الفصل العا شر من د ستور المملكة لسنة 2011 (القسم السيا سي ، 14 : 2011  ).  و يد ل ذلك على أ همية المعا رضة في المجلسين . فقد ينص الفصل  الستو ن على أ ن المعا رضة مكون أ سا سي في المجلسين  (القسم السيا سي ،34 : 2011  ). كما تسا هم فر ق المعا رضة في التشريع و المرا قبة. و لذ لك، ينص الفصل  الستو ن على أ ن   تشا رك  المعا رضة في و ظيفتي التشريع و المرا قبة  ( القسم السيا سي ،34 : 2011  ). أ ما اللفصل الثا من و الثما نين، فقد ينص على أ نه يجب أ ن يخصص يوم واحد على الأ قل في الشهر لدرا سة مقترحا ت القوا نين و من بينها تلك المقد مة  من قبل المعا رضة  (القسم السيا سي ،46 : 2011 ). كما ينص الفصل  الثا لث و الثما نو ن على أ نه  لأ عضا ء مجلسي البرلما ن و للحكو مة حق التعديل ( القسم السيا سي ،46 : 2011  ). و يبث المجلس في  النص المعروض عليه و ذلك طبقا للفصل الثا لث و الثما نين .

كما يقتضي النظا م تخو يل البر لما ن صلا حية مرا قبة و معا رضة  الحكو مة عن طر يق منح الثقة للحكو مة و ملتمس الر قا بة و ملتمس المساءلة  و ذ لك طبقا للمقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011 . فقد نصت المقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011 على جعل المعا رضة أ مرا ضروريا عبر عدة طر ق و ذ لك طبقا للفصل العا شر من د ستور المملكة المغربية الذ ي ينص على أ ن الد ستور يضمن للمعا رضة البرلما نية حقو قا تتمثل في المشا ركة الفعلية في مرا قبة العمل الحكو مي عن طريق ملتمس الرقا بة و مسا ء لة الحكو مة و ا لأ سئلة الشفو ية المو جهة للحكو مة و اللجن النيا بية لتقصي الحقا ئق.

يخول الدستور الجد يد للبرلمان صلاحية مراقبة عمل الحكومة اذ  يفسح الفصل العا شر  من هذا الدستورالمجال للمعارضة البرلمانية للمسا همة في الدبلما سية البرلمانية إذ أ نه ينص على ما يلي: “يضمن الدستور للمعارضة البرلما نية مكا نة تخولها حقوقا‘ من شأ نها تمكينها من النهوض بمها مها على الوجه اللأ كمل في العمل البرلما ني والحياة السياسية.

 و من بين الحقوق التي خولها الدستور للمعا رضة  المشا ركة الفعلية في مراقبة العمل الحكومي لا سيما عن طريق ملتمس الرقابة‘ ومساءلة الحكومة والأ سئلة الشفوية الموجهة للحكومة و اللجا ن النيا بية لتقصي الحقائق. ينص الفصل  السبعون من د ستور المملكة المغر بية لسنة  2011  أ ن للبر لما ن صلا حية  مرا قبة البرلما ن عمل الحكومة  (القسم السيا سي ،40 : 2011  ). و قد تم تخصيص جلسة في كل أ سبوع و جلسة و احدة في كل شهر لأ عضاء مجلسي البرلما ن لطرح الأ سئلة على الحكو مة، إ ذ ينص الفصل ما ئة من د ستور 2011 أ نه  تخصص با لأ سبقية جلسة و احدة في كل أ سبوع لأ سئلة أ عضاء مجلسي البرلما ن و أ جوبة الحكومة ( القسم السيا سي ،52 : 2011  ). و بناء على  الفصل ما ئة، تخصص لهذه الأ سئلة جلسة وا حدة كل شهرأ يضا  ( القسم السيا سي ،52 : 2011  ). و ينص الفصل ما ئة  على أ ن  تدلي الحكومة بجوابها  خلال العشرين يوما الموا لية لإ حا لة السؤال عليها حو ل السيا سة العا مة المتبعة من قبل ر ئيس الحكو مة (القسم السيا سي ،52 : 2011  ). كما تقدم الحكو مة الأ جوبة عن الأ سئلة أ ما م المجلس الذي يعنيه الأ مر خلا ل الثلا ثين يوما الموا لية لإ حا لة الأسئلة على رئيس الحكو مة  و ذ لك بناء على ما ورد بالفصل ما ئة.

و ضما نا لمرا عا ة تطبيق الد يمقرا طية كشر ط ا سا سي لبناء أ مة مغر بية معا صرة ، فإ ن  رئيس الحكومة يعمل على إ طلا عها على جل الأ عما ل التي سا همت السلطة التنفيذ ية أ ي الحكو مة في القيا م بها خلا ل فترة ز منية محددة . فقد ينص الفصل ما ئة و الو احد و العشر ين على أ ن يقو م ر ئيس الحكو مة بعرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة أ ما م البرلمان إ ما بمبا درة منه أ و بطلب من ثلث أ عضاء مجلس النواب أ و من أ غلبية أ عضاء مجلس المستشا رين و ذ لك بنا ء على مقتضيا ت الفصل الما ئة و الوا حد من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011.  و بناء على الفصل  الما ئة و الوا حد من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011، فإ نه  تخصص جلسة سنوية و ا حدة  من قبل البرلما ن لمنا قشة السيا سا ت العمومية و تقييمها ( القسم السيا سي ،52 : 2011  ). و بنا ء على الفصل ما ئة و إ ثنين، فإ نه  يمكن للجا ن المعنية في كلي المجلسين أ ن تطلب الإ ستما ع  إ لى مسئوولي الإ دارات و المؤسسا ت و المقا ولات العمومية بحضور الوزراء المعنيين و تحت مسؤوليتهم ( القسم السيا سي ،52 : 2011  ).

و تفعيلا للمبدإ الد يمقرا طي و تقييد كل من السلطتين  التنفيذ ية و التشر يعية  با لمملكة المغر بية، فقد تم العمل بمبا دئ  منح الثقة للحكو مة و ملتمس الرقا بة و ملتمس المسا ءلة عن طريق البرلما ن . كما تتم المرا قبة عبر تشكيل لجا ن دا ئمة و لجا ن نيا بية لتقصي الحقا ئق

أ : منح الثقة للحكو مة لمواصلة عملها

رغبة من الد و لة المغر بية في د مقر طة الحيا ة السيا سية، فإ نه تم د عم تقييد  سلطة الحكو مة كجها ز تنفيذ ي عن طريق مبدإ منح الثقة .أ و لا، يتم  العمل بقرار البث في منح الثقة للحكو مة مبا شرة بعد تعيين الحكو مة عن طر يق  البث في البرنا مج  الذي بعمل رئيس الحكو مة على عرضه أ ما م مجلسي البرلما ن. و قد ينص الفصل  الثا من و الثما نو ن على أ نه  يجب أ ن يتضمن البرنا مج الذي يعتزم رئيس الحكو مة تطبيقه بعد تعيين جلا لة الملك لأ عضاء الحكومة الخطوط الرئيسية للعمل الذي تنوي الحكو مة القيا م  به في مختلف مجا لات النشا ط الوطني و با لأ خص في ميا دين السيا سة الإ قتصا دية وا لإ جتما عية  و البيئية و الثقا فية و الخا رجية (القسم السيا سي ،48 : 2011). و لهذا، ينص الفصل الثا من و الثما نو ن  أ ن  يكون البرنا مج  الذي بعمل رئيس الحكو مة على عرضه أ ما م مجلسي البرلما ن مو ضوع  منا قشة أ ما م كلي المجلسين  يعقبها تصويت في مجلس النوا ب ( القسم السيا سي ،48 : 2011  ). و قد تلي منا قشة البرنا مج الحكومي تصويت أ عضاء مجلس النوا ب عليه. و إ ذا توفر النصا ب القا نو ني و تم تصو يت الأ غلبية المطلقة للأ عضاء الذين يتأ لف منهم مجلس النواب، يتم تنصيب الحكو مة و تكو ن بذ لك قد حصلت على ثقة البر لما ن. فقد ينص الفصل الثا من و الثما نو ن على أ ن الحكو مة تعتبر منصبة بعد حصو لها على ثقة مجلس النواب المعبر عنها بتصويت الأ غلبية المطلقة للأ عضاء الذين يتأ لف منهم لصا لح البرنا مج الحكومي (القسم السيا سي ،48 : 2011 . (

ثا نيا، يتم العمل بقرار البث في منح الثقة للحكو مة في مر حلة لا حقة . فقد ينص الفصل الما ئة و الثلا ثة أ نه  يمكن لرئيس الحكومة أ ن يربط لدى مجلس النواب موا صلة الحكو مة تحمل مسؤوليتها بتصويت يمنح الثقة بشأ ن يدلي به في موضوع السيا سة العا مة أ و بشأ ن نص يطلب الموا فقة عليه (القسم السيا سي ،53 : 2011  ). كما ينص الفصل  الما ئة و الثلا ثة على أ لا يقع التصويت على منح الثقة للحكو مة  إلا بعد مضي ثلا ثة أ يا م كا ملة على تا ريخ طرح مسأ لة الثقة، و بأ نه  لا يمكن سحب الثقة من الحكو مة أ و رفض النص إ لا با لأ غلبية المطلقة للأ عضاء الذين يتأ لف منهم مجلس النواب (الفصل 103، القسم السيا سي ،53 : 2011  ). و ينص الفصل الما ئة و الثلا ثة أ يضا على أ ن سحب الثقة يؤدي إ لى ا ستقا لة  الحكومة استقا لة جما عية  (القسم السيا سي ،53 : 2011  ).

ب: ملتمس الر قا بة

يقتضي ملتمس الرقا بة رفض مجلس النواب أ ن توا صل الحكو مة تحمل مسؤو ليتها عن طر يق التصو يت. و يتضمن هذا المبد أ د عم مبدأ  تقييد السلطة المخو لة للحكو مة في تد بير الشأ ن العا م. فقد ينص الفصل ما ئة و خمسة  على  أ ن يعا رض مجلس النوا ب الحكو مة في  تحمل مسؤو ليتها و ذ لك عن طر يق تصو يته على ملتمس الرقا بة. و ينص هذا الفصل أ يضا على أ لا يقبل هذا الملتمس إ لا إ ذا و قعه على الأ قل خمس الأ عضاء الذين يتأ لف منهم  المجلس ، أي عن طر يق تصويت الأ غلبية المطلقة للأ عضاء الذين يتأ لف منهم مجلس النو اب  ( القسم السيا سي ،53 : 2011  ). كما ينص الفصل الما ئة و خمسة أ يضا على أ نه لا يقع التصويت على ملتمس الرقا بة إ لا بعد مضي ثلا ثة أ يا م على إ يدا ع الملتمس (القسم السيا سي ،54 : 2011  ). كما ينص الفصل  ما ئة و خمسة على أ ن  الموا فقة على ملتمس الرقا بة يمكن أ ن تد فع الحكو مة  إ لى ا لإ ستقا لة الجما عية.  وبنا ء على الفصل  ما ئة و خمسة،  إ ذا و ا فق مجلس النواب على ملتمس الرقا بة فلا يقبل بعد ذ لك تقديم أ ي ملتمس رقا بة أ خر أ ما مه طيلة سنة (القسم السيا سي ،54 : 2011  )

و د عما لتفعيل الد يمقرا طية با لمملكة المغر بية، يمكن لمجلس المستشا رين على الخصو ص الحد من سلطة  الحكو مة عن طر يق مسا ئلة الحكو مة.  فبناء على الفصل الما ءة و الستة من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 ، تم تخو يل الصلا حية لمجلس المستشا رين لمسا ءلة  الحكو مة  بواسطة ملتمس يو قعه على الأ قل خمس أ عضا ئه (القسم السيا سي ،54 : 2011  ). و بنا ء على الفصل الما ءة و الستة من د ستور المملكة المغر بية، لا يقع التصويت على ملتمس الرقا بة المقدم من قبل مجلس المستشا رين إ لى الحكومة أ لا بعد مضي ثلا ثة أ يا م كا ملة على إ يدا عه (القسم السيا سي ،54 : 2011  ). كما لا تصح الموا فقة على ملتمس الرقا بة من قبل مجلس مجلس المستشا رين إ لا بتصويت الأ غلبية المطلقة لأ عضا ء هذا المجلس عليه و ذ لك بنا ء على الفصل الما ءة و الستة من ج ستور 2011 ( القسم السيا سي ،54 : 2011  )

ت: ملتمس المساءلة

و رغبة من الد و لة المغر بية في د عم تقييد سلطة الحكو مة كجها ز تنفبذ ي للسيا سا ت العمو مية، فإ نه تم تخو يل الصلا حية لمجلس المستشا رين على الخصو ص لتفعيل ملتمس المساءلة . فقد ينص الفصل ما ءة و الستة من د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011  على أ ن  يبعث رئيس مجلس المستشا رين على الفور بنص ملتمس المساءلة إلى رئيس الحكو مة ( القسم السيا سي ،54 : 2011  ). و بناء على الفصل الما ئة و الستة، فإ نه يتو جب على رئيس الحكو مة في أ جل ستة أ يا م أ ن يعرض أ ما م مجلس المستشا رين جواب الحكو مة بشأ ن ملتمس المساءلة الذي سبق أ ن أ حا له رئيس المستشا رين على  رئيس الحكومة،  يتلوه نقا ش لا يعقبه تصويت (القسم السيا سي ،54 : 2011  )

و يمكن القو ل بإ يجاز أ نه على الرغم من أ ن السلطة التنفيذ ية ا صبحت في ظل د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 مقيد ة بسلطة البرلمان، فقد يلا حظ المتصفح للدستورالجديد لسنة 2011 أ ن   الفصل  الثا ني و التسعين قد منح صلا حيا ت و ا سعة لر ئيس الحكو مة. فقد ينص الفصل الثا ني و التسعو ن  أ نه تم تخو يل  صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية لتداول مجموعة من القضايا المتعلقة بالمجلس الحكومي. إلا أن معظم هذه الصلاحيات القيت على عاتق رئيس الحكومة.  كذ لك يمكن ا لإ شا رة إ لى أ نه على الرغم من أن الفصلين  الو احد و ا لإ ثنين و ا لأ ر بعين من دستور 2011  قد خول جلالة الملك سلطات واسعة إلا أن هذه السلطات تظل محدودة مقارنة مع تلك المخولة رئيس الحكومة.

ث: المرا قبة عبر تشكيل لجا ن دا ئمة و لجا ن نيا بية لتقصي الحقا ئق

و تعتبر لجن تقصي الحقا ئق من بين الوسا ئل التي تم و ضعها لمرا قبة عمل الحكو مة و ذلك بناء على الفصل السا بع و الستون من د ستورالمملكة المغربية لسنة 2011 الذ ي ينص على  أ نه علا و ة على اللجن الدا ئمة، .يجوز أ ن تتشكل بمبا درة من  جلا لة الملك أ و بطلب من ثلث أ عضاء مجلس النواب أ و ثلث أ عضاء مجلس المستشا رين لجا ن نيا بية لتقصي الحقا ئق ينا ط بها جمع المعلو ما ت المتعلقة بو قا ئع معينة، أو بتدبير المصا لح أ و المؤسسا ت و المقا ولا ت العمومية وإ طلا ع المجلس الذي شكلها على نتا ئج أ عما لها (القسم السيا سي، 37 : 2011  ).  كما ينص الفصل السا بع و الستو ن أ يضا  على أ ن تخصص جلسة عمو مية دا خل المجلس المعني لمنا قشة تقا رير لجا ن تقصي الحقا ئق (القسم السيا سي ، 38 : 2011  ). و ينص الفصل  السا بع و التو ن على أ نه  تنتهي مهمة كل لجنة سبق نكوينها لتقصي الحقا ئق فور فتح تحقيق قضا ئي في الوقا ئع التي اقتضت تشكيلها (القسم السيا سي ، 38 : 2011  ).

و إ يما نا من إ دريس لشكرالكا تب ا لأ ول لحزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية بضرورة التنزيل الد يمقرا طي للد ستور، فقد ا قترح أ ن يخرج حزب ا لإ ستقلا ل الذ ي أ صبح يقوده ا لأ مين العا م و النقا بي حميد شبا ط من التحا لف الحكو مي و العو دة إ لى المعا رضة. و قد أ كد الصحفي يو نس مسكين ( 5 : 2012) أ ن لشكر أ عطى نبدة تا ريخية حو ل العلا قة التي كا نت تربط حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية  بحزب ا لإ ستقلا ل. فحسب ما و رد بمقا ل الصحفي (يو نس مسكين ، 5 : 2012) فقد أ قر لشكر بأ ن الحزبين أ سسا الكتلة في سنة 1972 و بأ ن هذه الكتلة ا ستمرت إ لى غا ية 1977، حيث ا نضم بعد ذ لك  حزب ا لإ ستقلا ل إ لى الحكو مة في حين بقي حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية في المعا رضة. و بعد ذ لك، خرج حزب ا لإ ستقلا ل من الحكو مة في سنة 1984 ليؤسس الحزبا ن الكتلة الد يمقراطية و ليعدا ملتمس الرقا بة معا و شا ركا معا في حكو مة التنا و ب. و لهذا، يرى لشكرأ نه من غير المستبعد أ ن يعيد الو ضع السيا سي با لمغرب كلا من  حزب ا لإ ستقلا ل إ لى التنسيق المشترك مع حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية من أ جل طرح المقتضيا ت الد ستو رية على أ رض الوا قع. و قد عبر لشكر عن رغبته في جعل القيا دة لا تشا رك فقط في التد بير العا م و إ نما في جعلها أ يضا تسا هم في خلق د ينا مية في الحركة ا لإ جتما عية و النضا ل لأ ن ذ لك سيسا هم في نظر لشكر في إ زا لة الطا بع السطحي للمعا رضة. فمن الضرو ري في نظر لشكر أ ن تجد المعا رضة صد ى لها ليس فقط على صعيد البرلما ن و إ نما أ يضا على صعيد المعمل و الحقل و الحو مة و الدرب.

تقييد سلطة البر لما ن عن طر يق الحكو مة

والجدير با لذ كر أ ن الهذ ف من تخو يل البر لما ن حق المعا رضة بشتى الو سا ئل يتجلى في تقييد سلطة الحكو مة. و قد لا يقتصر تقييد السلطة على الحكو مة فقط ، بل يتطلب العمل با لنظا م الد يمقراطي با لمملكة المغر بية تقييد سلطة مجلس النوا ب أ يضا  عن طريق الحو مة. فقد ينص الفصل الما ئة و ا لأ ربعة على أ نه  يمكن لرئيس الحكومة أ ن يحل مجلس النواب بعد استشا رة جلا لة الملك ورئيس المجلس ورئيس المحكمة الدستورية بمرسوم يتخذ في مجلس وزاري. و بنا ء على الفصل الما ئة و ا لأ ربعة،  يقدم رئيس الحكومة أما م مجلس النواب تصريحا يتضمن بصفة خا صة دوافع قرار الحل  ( القسم السيا سي ،53 : 2011  )

لا يمكن الجدل في أ همية المعا رضة في الحفا ظ على الكرا مة ا لإ نسا نية.  إ لا أ نه يتم حسب بعض الفقهاء يمكن أ ن يستمد  الحفا ظ الفعلي على الكرا مة  الإ نسا نية ا لإ لتزام بالشر يعة ا لإ سلا مية و  بخطو طها العر يضة  قبل ا لإ لتزا م با لقا نو ن الو ضعي. فلو أ ستطا ع كل عضو من أ عضا ء الحكو مة ا لإ لتزام با لأ سس التي رسمها ا لإ سلا م لتقو يم السلو ك و بميزا ن العد الة ا لإ لا هية لما ا ستو جب العمل الحكو مي الر قا بة با لطر ق التي تمت ا لإ شا رة إ ليها بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 . فا لإ لتزام با لأ سس ا لإ سلا مية تسا هم في تحقيق الكرا مة الد نيو ية و ا لأ بد ية على حد سواء. و في هذا الصدد، يقو ل محسن أ ل عصفور (23  :2006) أ ن الشريعة ا لإ سلا مية أ و لت إ صلا ح أ عما ق الفر د با لعنا ية و الرعا ية قبل أ ن تعتني بتقو يم سلو كه الخا ر جي. و قد ا ستلزمت هذ ه الر عا ية فر ض الر قا بة ا لإ لا هية على با طن التفس ا لإ نسا نية و ا ستكشا ف ما يطلع على نو ايا ها. و الد ليل على ذ لك أ ن الله سبحا نه و تعا لى قا ل في سورة ا لأ نفا ل با لأ ية السبعين : “إ ن يعلم الله في قلو بكم خيرا يؤ تكم خيرا مما أ خذ منكم”. كما قا ل سبحا نه و تعا لى في سورة الغا شية با لأ ية الست و العشر ين : “إ ن إ لينا إ يا بكم ثم إ ن علينا حسا بكم”. و قا ل ستحا نه و تعا لى أ يضا في سورة غا فر با لأ ية التا سعة عشر: ” يعلم خا ئنة ا لأ عين و ما تخفي الصدور”. و قا ل سبحا نه و تعا لى أ يضا  في سو رة التو بة با لأ ية الثا منة و الستعين: ” و يعلم سرهم و نجو اهم و إ ن الله علا م الغيو ب” (محسن أ ل عصفور،  23  :2006) . كما تقتضي العنا ية ا لإ لا هية فر ض الر قا بة  على السلو ك الخا ر جي للإ نسا ن مع رصد كل السكنا ت و الحر كا ت و ا لأ عما ل و ا لأ فعا ل لتر سيخ المبا دئ الرا د عة لأ ر تكا ب الجر يمة بكل أ شكا لها و صو رها (محسن أ ل عصفور،  23  :2006).  و قد جا ء في صور ة العلق با لأ ية الرا بعة عشر: ” أ لم يعلم بأ ن الله يرئ؟”. وورد أ يضا بسورة العنكبو ت با لأ ية الخا مسة و ا لأ ربعين: ” و الله يعلم ما تصنعون”. و جاء في سورة النور با لأ ية الرا بعة و العشرين: “يوم تشهد عليهم أ لسنتهم و أ يد يهم و أ رجلهم بما كا نوا يعملون”. كما ورد بسورة يس با لأ ية الخا مسة و الستين: ” و تكلمنا أ يد يهم و تشهد أ رجلهم بما كا نوا يكستون”.

يقتضي الشر ط الثا ني للحفا ظ على الكرا مة  الإ نسا نية حفظ المو اطن من الجو ع و الجهل و الفقر و الخو ف و المرض عن طريق نهج نظا م ديمقراطي سليم و شفا ف في دو لة تعر ف بد و لة الحق و القا نو ن. .يعرف محمد حنفي (2011) النظا م السيا سي المستقر قا ئلا بأ نه نظا م ينظر إ ليه الأ فرا د بو صفه شر عيا و فعا لا و بأ نه يمتلك القد رة و المقد رة على إ شبا ع مطا لب و حا جا ت المجتمع كما تو فر لد يه المرو نة الكا فية للتلا ؤم و التكيف مع الظر و ف المتغيرة.

خلا صة

و يتضح مما سبق أ ن الد و لة المغربية سا همت بشكل فعا ل في إ رساء معا لم نظا م د يمقرا طي و متحضر إ سوة با لد و ل ا لصنا عية الكبرى. و يتجسد النظا م الد يمقرا طي في العمل بأ ليا ت خا صة تتمثل في  منح الثقة للحكو مة لمواصلة عملها و في ملتمس الر قا بة، و في ملتمس المساءلة و في المرا قبة عبر تشكيل لجا ن دا ئمة و لجا ن نيا بية لتقصي الحقا ئق.  إ لا أ ن السؤال المطرو ح حا ليا هو: “هل يطلع الشبا ب “الثا ئر” على مضمون هذه المقتضيا ت؟ و هل تسا هم المؤسسا ت التعليمية بجل أ نحاء المملكة المغربية في تو فير المعلو مة حو ل أ ليا ت العمل الد يمقراطي؟ فسعيا مني للحصول على جواب على هذه ا لأ سئلة، سأ عمل با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة على القيا م با ستجوابا ت دا لة مع  العينة المستهذ فة، و قد تتضمن شا با ت يتا بعن درا ستهن با لتعليم العا لي. كما أ نني سأ عمل على تنظيم ا ستجوا با ت مع أ طر في مقتبل العمر منضمة تحت لواء مجلس الجا معة.

كما سأ عمل على رصد التأ ثير الذي يمكن أ ن يما رسه العمل با لأ ليا ت الد يمقراطية و المتمثلة في منح الثقة للحكومة و فرض ملتمس مرا قبتها و مسا ءلتها و المرا قبة عبر تشكيل لجا ن دا ئمة و لجا ن نيا بية لتقصي الحقا ئق على الفا علين التربويين بفضاء و خا رج فضاء الجا معة. و سأ عمل على تسليط الضوء على العلا قة الجد لية التي تربط ا لأ عضاء العا ملين بمجلس الجا معة من طلبة و مو ظفين بأ عضاء سا مين بصفتهم أ عضاء بمجلس الجا معة طبقا للما د ة التا سعة من القا نو ن رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العا لي. و أ خص بالذ كر  ر ئيس الجا معة، ر ئيس الجهة المعنية، ر ئيس المجلس العلمي للجهة، ر ئيس المجمو عة الحضر ية المعنية للجهة أ و ر ئيس المجلس ا لإ قليمي مقر الجا معة، مدير أ و مد يرو ا لأ كا د يميا ت الجهو ية للتر بية و التكو ين المعنية، ستعة ممثلين عن القطا عا ت ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية من بينهم ر ؤ سا ء الغر ف المهنية و ممثل و احد عن التعليم العا لي الخا ص، رؤسا ء المؤ سسا ت الجا معية با لجا معة المعنية، ر ئيس مؤ سسة للتعليم العا لي العمو مي غير التا بعة للجا معة يعين من قبل مجلس التنسيق المنصو ص عليه في الما دة الثا منة و العشرين.

& “في المغرب المعا صر، ارتبطت قضية الديمقراطية ببناء الدولة الحذ يثة في المغرب ارتبا ط علة بمعلول ، بناء يراعي مجموع المكونا ت السيا سية للمغرب.

المكونا ت السيا سية في المغرب سا بقا

يلا حظ الدارس لمسا ر ا لأ حزا ب السيا سية التا ريخي أ ن الفترة الحا لية تؤرخ لبدا ية عهد جديد في مجا ل بناء ا لأ حزاب السيا سية. فإ ذا كا ن العهد القد يم يتسم بو جو د  سلطة سيا سية تسيطر على مؤ سسا ت الد و لة و تعمل على إ فشا ل كل محا و لة إ صلا حية، فأ ن الفترة الحا لية تؤرخ لبدا ية عهد جديد  في مجا ل تضا من و ترا بط ا لأ حزا ب السيا سية با لمملكة المغربية. فقد ت كا نت أ حزا ب اليسا رمو شو مة با لأ نا نية لأ نها كا نت تهذ ف إ لى خد مة مصا لها على حسا ب مصا لح المو اطن. و كا نت تتسم با لرتا بة و ا لإ نغلا ق  و كا نت تعو ق أ ي إ صلا ح د يمقرا طي لأ نها كا نت تعيش في جو يغمره با لإ نشقا قا ت و التنا قضا ت و الخلا فا ت و الإ ختلا فا ت بشكل مثير للقلق و للنظر. وقد يعود السبب في ذ لك لكو ن  ا لإ حزا ب اليسا رية  كا نت خلا ل السنوا ت الما ضية تتو فر على مرجعيا ت فكرية و مذ هبية متنا قضة. كما أ نها كا نت تتو فر على أ هذا ف متنا قضة فيما بينها مما  كا ن يؤدي إ لى تأ سيس بنية و إ لى خلق تصورا ت متنا حرة و مختلفة. كما أ دت طبيعة النخب المتنا حرة إ لى ا نعزا لها و إ لى فقدا ن الثقة في الد و ر الذ ي كا ن بإ مكا نها القيا م به على الصعيد ا لإ جتما عي و العقلي و الثقا في و السيا سي با لمغرب.  و قد كا نت العقلية الو همية الها ذ فة إ لى الو صو ل إ لى الز عا مة و القيا دة في صميم كل التحركا ت و أ لأ عما ل الحزبية. فقد كا ن المشهد السيا سي المغربي في الما ضي تحكمه نخبتا ن رئيسيتا ن: فمن جهة،  كا نت النخبة ا لأ و لى تحمل أ فكارا و مشا ريع قو انين ها مة . و على الرغم من ذ لك، فإ نها كا نت مهمشة وكا نت  تتصف مشا ريع قو انينها المنا و رة و تكو ن عرضة لتسلط النخبة الحا كمة.  و كا نت النخبة “المقهورة” تو جد خا رج مرا كز القرار لأ نها لم تكن تحتل المرا كز الحيو ية د اخل الد و لة و لم تكن نتيجة لذ لك قا درة على تسخير الد و لة بكل هيا كلها ا لإ علا مية و الد ينية و المؤسسا ت السيا سية و المجتمع المد ني لفا ئد تها. و إ لى جا نب هذه النخبة، كا نت هنا ك نخبة يطلق عليها ا سم نخبة السلطة لأ نها كا نت و سيلة في يد الد و لة تفعل بها ما تشاء. و لهذا، كا ن تمرير تصو را تها ا لإ صلا حية يحظى با لقبو ل و با لتشجيع من لد ن السلطة و في صفو ف الجما هير.

المكونا ت السيا سية في المغرب المعا صر

  و خلا فا لما كا نت عليه ا لأ حزا ب خلا ل السنوا ت الما ضية، فقد ا صبحت ا لأ حزاب السيا سية با لمملكة المغربية تقو م على قواسم مشتركة عو ض ا نسيا قها وراء الرغبة في الوصول إ لى الزعا مة الو همية.  و قد أ صبح هذا التو جه أ مرا حتميا فرضته أ حدا ث تا ريخية ها مة. يقو ل الصحفي  محمد بو بكري   ( 2011 ): ” لقد سعت جها ت نا فذة إ لى إ ضعا ف الحقل الحزبي بهذ ف السيطرة عليه و التحكم من خلا له في المجتمع. لكن، ما ذا جنى الو طن و النظا م السيا سي و المجتمع من ذ لك؟ أ لم تؤكد التجربية التا ريخية الكو نية و تطو ر ا لأ حداث عند نا أ ن إ ضعا ف ا لأ حزا ب يحذث فراغا لن يملأ ه غير العنف و عد م ا لإ ستقرار؟…أ لا يشكل هد م ا لأ حزا ب ضرب للنظا م و للو طن ؟ “. و خلا فا لما كا نت عليه ا لأ حزا ب في  عهد سا بق، ا نخرطت ا لأ حزاب عن طو اعية في تحا لفا ت ها مة. و قد تعتبر التحا لفا ت بين ا لأ حزا ب بمثا بة مؤشر على و جو د نظا م د يمقرا طي حدا ثي يعمل على بناء أ حزا ب سيا سية مترابطة فيما بينها على الرغم من اختلا فا تها ا لإ يد يو لو جية.  كما تد ل هذ ه التحا لفا ت أ يضا على الخصو ص على و جو د نظا م د يمقرا طي يعمل على  تقو ية وعلى  تعزيز ا ليا ت فا علية ا لأ حزاب  اليسا رية في مجا ل تأ طير و تمثيل المواطنا ت و المواطنين. و الجد ير با لذكر أ ن المملكة المغربية تتو فر حا ليا على أ رضية خصبة تسا هم في تشجيع أ حزا ب اليسا ر على تكو ين كتل مو حدة عو ض التفكك.  و تشجيعا لهذا للنهج التحا لفي با لمملكة المغربية، يقترح الصحفي محمد زين الد ين (8 : 2013 ) أ ن يتم التحا لف بين ا لأ حزاب اليسا رية با لمملكة المغربية عن طريق محا با ة  فرنسا، حيث تم تحقيق ا لإ ند ما ج بين مختلف مكو نا ت اليسار با لرغم من التبا ينا ت و التنا قضا ت الفكرية و المذ هبية مع فتح المجا ل لو جو د تيا را ت داخل الحزب مثل الحزب ا لإ شتراكي. و قد ا قترح الصحفي محمد زين الد ين (8 : 2013 ) هو ا قرب إ لى التطبيق با لمملكة المغربية و يتمثل في تشكيل تحا لف سيا سي في إ طار فيديرا لية حزبية إ ذ يتم الحفا ظ على خصو صيا ت كل حزب و في نفس الو قت، يتم التركيز على القوا سم المشتركة بين هذه ا لأ حزا ب لموا جهة التحد يا ت السيا سية الراهنة. و قد نجد هذا ا لإ تجاه في أ لما نيا.

و قد يتطلب تحفيز ا لأ حزاب السيا سية على المزيد من الو حدة و التضا من مسا عدتها على و ضع نظا م مو حد يتعلق با لتقطيع الترا بي للدو ائر ا لإ نتخا بية و بنظا م يتعلق بو ضع الترشيحا ت  قبل الحسم النها ئي في و كلا ء اللوائح. فبناء على ما ورد بمقا ل سعيد لعجل ( 4 : 2011 ) يتضح أ ن نظا م الترشيح للإ نتخا با ت لا زا ل يفتقر في بعض جو انبه إ لى هذا النظا م . قا ل : ” ينتظر حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي الحسم النها ئي في التقطيع ا لإ نتخا بي ، إ ذ يطا لب الحزب بدوائر كبرى أ و بلا ئحة و احدة على مستوى العا صمة ا لإ قتصا دية. و فيما فرضت مذ كرة دا خلية للحزب على المرشحين و ضع ترشيحا تهم في الكتا با ت ا لإ قليمية قبل رفعها إ لى المكتب السيا سي للحسم النها ئي في و كلا ء اللوائح في العا صمة ا لإ قتصا دية، ما تزا ل الكتا با ت ا لإ قليمية لم تتلق بعد أ ي ترشيح، علما أ ن أ كثر من مرشح يعتزمون و ضع ترشيحهم في كل دوا ئر الدا ر البيضاء”.

و من سما ت النظا م السيا سي با لمملكة المغر بية في العصر الح الحا لي أ نه نظا م ديمقراطي. و بما أ ن الد يمقراطية نهج يتوخى الد يمقراطية، فقد ا حتضنتها المملكة المغربية خلا ل ا لإ نتخا با ت البرلما نية لسنة 2011  ، حيث أ ن الدو لة لم تخص أ يا كا ن بأ ي ا متياز لأ ن الهد ف هو جعل ا لأ حزاب صدى لهموم الشعب با لبرلما ن. فبعد ا لإ علا ن عن نتا ئج ا لإ نتخا با ت، عين جلا لة الملك محمد السا د س ا لأ مين العا م لحزب العد الة و التنمية   ( PJD) السيد عبد ا لإ لاه بن كيران رئيسا أ و لا يوم  الثلا ثاء  29 نونبر من عا م 2011 . و قد يسا هم النظا م في بناء د ولة حديثة أ صبحت تسا هم في ا ستتبا ب ا لأ من و السلم على الصعيد الدو لي إ يما من المملكة المغربية  بأ ن السلم العا لمي يرتبط أ و لا و قبل كل شيء با لنهج الد يمقرا طي على الصعيد الدا خلي. و لقد سا همت wikipedia (2013) فعلا في إ عطاء القا رئء معلو ما ت  مسهبة حو ل سبعة أ حزاب جمعتها المعا رضة في و قت سا بق و هي حزب الحركة الشعبية     (MP) حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP)  ، حزب التقد م و ا لإ شترا كية    (PPS)   ،  حزب ا لإ ستقلا ل   (PI)، ا لإ تحا د الو طني للقوا ت المغربية،  منظمة العمل الد يمقرا طي الشعبي ، حزب العدا لة و التنمية   ( PJD). و قد تشكل  هذه ال حزا ب حا ليا أ رضية خصبة با لنسبة للحكو مة.  و على الرغم من و جو د قا ئمة تكشف عن و جو د عدد وا فر من ا لأ حزا ب السيا سية با لمملكة المغربية، فإ ن البحث المكتبي هنا سيقتصر على ذ كر خمسة أ حزاب فقط لأ هميتها على السا حة السيا سية حا ليا. و يمكن تعداد هذه ا لأ حزاب (التي لعبت د ورا ها ما على صعيد تعميق العمل الد يمقر اطي  با لمملكة المغربية) بصورة مقتصرة على الشكل التا لي:

ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP) 

تأ سس ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية   (( USFP سنة 1975. إ نه  فعلا حزب ا شترا كي و كا ن بمثا بة “قطب رحى المعا رضة لمدة طو يلة. و مع بد ا ية التسعينا ت، أ صبح  هذا الحزب قوة سيا سية كبرى.

حزب التقد م و ا لإ شترا كية    (PPS)

تم تأ سيس حزب التقد م و ا لإ شترا كية      (PPS ) في سنة 1974. إ نه حزب شيو عي و ريث للحزب الشيو عي المؤسس سنة 1943. إ لا أ نه زاغ  عن النهج الشيو عي منذ عا م 1995. و قد تبنى عدة أ سماء مثل الحزب الشيو عي المغر بي سنة 1943 و حزب التحرر و ا لإ شترا كية سنة 1969. 

حزب ا لإ ستقلا ل   (PI)

يعتبر حزب ا لإ ستقلا ل   (PI) من أ قد م ا لأ حزا ب المغربية. إ نه حزب محا فظ و يشكل ا متدا دا لحركة التحرير. شا رك هذا الحزب في حكو ما ت متعا قبة في الستينا ت و السبعينا ت و التما نينا ت قبل أ ن يد خل في حلف أ حزا ب المعا رضة إ لى جا نب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية.

ا لإ تحا د الو طني للقوا ت المغربية 

لا بد من التذ كير بأ ن هذا الحزب لا يحظى با لتمثيلية بمجلس النواب. فقد ا نشق منذ تأ سيسه عن حزب ا لإ ستقلا ل سنة 1959. و كذ لك أ نه منه ا نبثق ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP)   

منظمة العمل الد يمقرا طي الشعبي

إ ن منظمة العمل الد يمقرا طي الشعبي حزب يسا ري صغير  و هو امتداد لحركة  23  مارس ذا ت التو جه الما ركسي اللينيني. و قد   تم تأ سيسه سنة 1999.  كما أ ن هذا الحزب لم يكن ممثلا في الجها ز التنفيدي لأ نه كا ن أ صلا يسا ند حكو مة السيد اليو سفي. و قد أ صبحت هذه المنظمة تعرف با لحزب ا لإ شترا كي المو حد بعد ما ا تحد ت مع ثلا ثة أ حزا ب يسا رية هي الحركة من أ جل الد يمقراطية و الد يمقراطيو ن المستقلون و الفعا ليا ت اليسا رية المستقلة. كا ن ذ لك في سنة 2002.

حزب العدا لة و التنمية   ( PJD)

و خلا فا لهذه ا لأ حزاب، تو جد با لمملكة المغربية أ حزاب ذات مرجعية إ سلا مية. و من بينها، حزب العدا لة و التنمية الذي كا ن يعر ف تحت ا سم “الحركة الشعبية الد ستو رية الد يمقرا طية”  . يسعى هذا الحزب ا نطلا فا من المرجعية ا لإ سلا مية و في إ طار نظا م د يمقرا طي د ستو ري مغربي إ لى بناء مغربي حد يث و د يمقرا طي و مزدهر.

و قد سا همت و يكيبيد يا (2011 )  في نقل مجمو عة ها مة من ا لأ حدا ث تتعلق با  لإ نتخا با ت التشريعية لتأ سيس عهد جد يد.    و سعيا من الد و لة المغربية لطرح الد يمقرا طية على أ رض الو ا قع، فقد عملت على تو فير كل الظروف لثلا ثين حزبا با لمشا ركة في ا تنخا با ت 2011 أ سفرت نتا ئجها عن فوز حزب العدا لة و التنمية. للمزيد من المعلو ما ت ا نظر مرة أ خرى في:   

 كما تعتبر قو ة تنظيم ا لأ حزاب السيا سية و طبيعة أ دا ئها التمثيلي عن طريق دعم و تشجيع ا لد و لة المغربية لها من أ جل بث ا لمزيد من ا لإ ستقرا ر بمثا بة مؤ شر على ظهور فترة تا ريخية معا صرة تؤرخ لنظا م د يمقرا طي أ كثر عمقا و أ كثر فا علية عما كا ن عليه سا بقا. و قد عبر الصحفي سعيد العجل ( 4 : 2011)  عن قو ة  تنظيم ا لأ حزا ب الكبرى با لعا صمة ا لإ قتصا دية في شهر شتنبر من عا م 2011، أ ي شهران قبل ا نطلا ق حملة ا لإ نتخا با ت النيا بية. و قد ا تضح أ نه على الرغم من أ ن حزب التجمع الو طني للأ حرار و ا لإ تحا د ا لإ شترا كي و ا لأ صا لة و المعا صرة قد و جد ت صعو با ت كبرى أ ثناء محا و لتها الحسم في طلبا ت الترشيح لخو ض ا لإ نتخا با ت النيا بية في عدد من الدو ائر بمد ينة الدا ر البيضا ء، إ لا أ نها و ضعت معا يير صا رمة أ ما م المرشحين لخو ض ا لإ نتخا با ت. و قد  تنبئ هذه المعا يير عن تو جه جد يد  يعزز قوة التنظيم الد يمقرا طي با لمملكة المغربية. فمن بين معا يير الترشيح التي تم إ قرارها من طرف حزب التجمع الو طني للأ حرار، المستوى الثقا في للمترشح، الكفاءة، ا لأ قد مية، درجة المسؤو لية الحزبية و التمثيلية ا لإ نتخا بية.

وفي هذا ا لإ طار، و رد ب wikipedia( 2011) أ نه ترتب على حركة الربيع العربي لشهر فبراير 2011 تعد يل الد ستوربتا ريخ 13  شتنبر من سنة     2011 و ذ لك بنا ء على عملية ا لإ ستفتاء التي تم العمل بها ب 1 يو ليوز 2011 . كما ترتب عن هذ ه الحركة  ا نتخا ب حكو مة جد يدة و أ عضاء برلما نيين جدد. فقد تم ا لأ علا ن عن نتا ئج ا لإ نتخا با ت ب 27 من شهر نونبر 2011 و ا تضح أ نه إ ذا كا ن  حزب العدا لة و التنمية حصل على ستة و أ ربعين مقعد في سنة 2007، فإ نه حصل على ما ئة و سبعة مقا عد في سنة 2011، علما بأ ن عدد المقا عد يبلغ 395 و بأ نه لا بد من الحصو ل على ما ئة و ثما نية و تسعين مقعدا للحصول على ا لأ غلبية المطلقة.  و إ ن كا ن فرز النتا ئج يد ل على أ ن حزب العدا لة و التنمية لم تحصل على ا غلبية المقا عد، إ لا أ نه يد ل على فوز هذا الحزب با لثمثيلية البرلما نية الوا سعة تحت رءا سة السيد عبد ا لإ لاه بن كيران الذ ي تم تعيينه وزيرا أ ولا و ذ لك لحصو له على أ كبر عدد من ا لأ صوا ت. و إ لى جا نب حزب العدا لة  و التنمية  ( PJD)، فا ز حزب ا لإ ستقلا ل (PI) بإ ثني و خمسين مقعدا و قد ا حتل المرتبة الثا نية بعد حزب العد ا لة و التنمية. في حين،  فقد حزب ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP)  إ ثني عشر مقعدا مقا رنة مع 2007. و أ خيرا، تكونت كتلة تحت رئا سة السيد عبا س الفا سي ا لأ مين العا م لحزب ا لإ ستقلا ل  (PI). و قد ضمت هذه الكتلة خمسة أ حزا ب يمينية هي حزب ا لإ ستقلا ل، (PI)، الحزب الوطني للأ حرار ( NAI) ، حزب التقد م و ا لإ شترا كية   (PPS)، و ا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP) . كما تكو نت كتلة من أ جل الد يمقرا طية تحت رئا سة السيد صلا ح الد ين مزوار.

فتد عيما لسيا دة الد يمقرا طية با لمملكة المغربية، فقد في إ طا ر النظا م الد يمقرا طي الجديد تم تخو يل الصلا حية للأ حزاب السيا سية با لمملكة المغربية لا ختيار الوزير الأ ول ضمن ا لأ حزا ب المتنا فسة حول الحصو ل على أ على عدد للمقا عد و على  ا لأ غلبية المطلقة للأ صوات. و قد نهجت سلو كا مغربيا را قيا و معتد لا و متسا محا و منظما أ ثناء تنظيمها للحملا ت ا لإ نتخا بية جهو يا  لا نتخا ب الرجا ل وو طنيا لا نتخا ب النساء دو ن ا لأ ربيعين سنة .

و فيما يلي عرض موجز لتوضيح نتا ئج ا نتخا با ت 2011 لإ ثبا ث الدعم الذ ي يحظى به نظا م الحزب المتعدد با لمملكة المغربية لترسيخ العمل با لنهج الد يمقراطي:

 الحزب ا لأ ولالحزب الثا نيالحزب الثا لث 
ا لأ مين العا مالسيد عبد ا لإ لاه بن كيرانالسيد عبا س الفا سيالسيد صلاح الد ين مزوار 
الحزبحزب العدا لة و التنميةحزب ا لإ ستقلالRNI 
مقر الحزبسلامكنا س 
عدد المقا عد حسب 2007465239 
المقا عد المحصل عليها سنة 20111076059 
التغيير في عدد م (        2011-2007)61813 
 الحزب الرا بعالحزب الخا مسالحزب السا دس
ا لأ مين العا مالسيد محمد الشيخ بيد ا للهالسيد عبد الوا حد الرا ضيالسيد محمد العنصر
الحزبPAMا لإ تحا د ا لإ شترا كي للقوا ت الشعبية ( USFP)  الحركة الشعبيةPM) )
مقر الحزبسيد ي سليما نبو لما ن
عدد المقا عد حسب 20073841
المقا عد المحصل عليها سنة 2011473932
التغيير في عدد م (        2011-2007)4719

ا نظر في ها مش 2 للحصو ل على موجز للأ حزاب السيا سية التي لعبت د ورا ها ما على صعيد تعميق العمل الد يمقر اطي  با لمملكة المغربية.

و يمكن ا تخا ذ المزيد من العبر و الحكم من ما ضي ا لأ مم  من أ جل ضما ن الحفا ظ على الو حدة السيا سية با لمملكة المغربية من خلا ل ا ستمرا رية  و حدة ا لأ حزا ب السيا سية.  فمن جهة، يمكن أ خذ العبرة من تا ريخ ا لأ مة العربية قبل مجيء ا لإ سلا م  و ما أ ل إ ليه المجتمع العربي من تفكك نتيجة عد م العمل با لمسا و اة و حقو ق ا لإ نسا ن. يقو ل عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي (22: 1983) أ نه على الرغم من أ نه كا نت للعرب صفا ت حميدة مثل الكرم و الشجا عة ، إ لا أ نه  لم تكن لبلا دهم  حكو مة تجمع شملهم و تو حد كلمتهم تحت را ية و احدة. بل كا ن النظا م قبليا و لم تكن لد يهم مملكة أ و شبه مملكة لها من السلطا ن ما يعلي كلمتها و يفرض سلطا نها على سا ئر البلا د (عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي ،21: 1983). و يقول عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي (22: 1983) أ ن حا لة العرب قبل ا لإ سلا م كا نت سيئة للغا ية . فقد  كا نت القبا ئل متصا رعة فيما بينها يتربص بعضها البعض. و كا نوا يئدو ن البنا ت خشية من العا ر و كا نوا يقتلو ن ا لأ ولا د خشية ا لإ ملا ق. و يؤكد عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي (21: 1983) أ ن بلا د العرب قبل ا لإ سلا م كا نت مفككة لأ سبا ب سيا سية أ يضا. فقد كا نت محصورة بين دو لتين عظيمتين هما دو لة الرو م و الفرس التي  الحرو ب بينهما لا تخمد. و كا نت ا لأ مة العربية قبل ا لإ سلا م في حا لة شقا ق لأ سبا ب د ينية أ يضا. فحسب عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي (22: 1983)،  زرعت أ د يا ن منتلفة مثل النصرا نية و اليهو دية الفتن في بلا د العرب قبل ا لإ سلا م. إ لا أ نه مع مجيء ا لإ سلام، توحد العرب لأ ن الحضا رة ا لإ سلا مية تقو م على أ سا س رو حي و تد عو ا لإ نسا ن إ لى تهذيب نفسه و تطهير قلبه. كما أ نها تد عو إ لى المحبة و ا لأ خوة و التعا ون (عبد الله جمعا ن سعيد السعيدي ، 5 : 1983).

و من جهة أ خرى يمكن ا تخا ذ العبرة من تا ريخ الو لا يا ت المتحدة الأ مريكية خلا ل القرن التا سع عشر من أ جل فهم مسار ا لأ حزا ب السيا سية با لمملكة المغربية المتسم با لو حدة و التضا من. و قد جعل دوكلا ص مشار إ ليه في أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln (  1 : 2008 )  ا لأ حزا ب السيا سية ا لأ مريكية المتمثلة في الحزب الجمهوري ( و يكس) و الحزب الد يمقرا طي مو ضو ع حد يثه با لبرلما ن في الوا حد و العشرين من شهر غشت من العا م 1858 ، حيث أ قر أ ثنا ء خطا ب و جهه إ لى أ عضا ء الكو نكرس ا لأ مريكي في سنة 1858 أ نه تم تخو يل السو د ا لأ مريكيين حق و ضع و تنظيم مؤ سسا تهم المحلية لكن مع خضو ع هذه المؤسسا ت للد ستور الفيديرا لي. كما أ كد أ نه  قبل 1854 ، لم يكن هنا ك أ ي شقا ق با لو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية، با ستثناء و جو د معا رضة  من طرف الد اعين إ لى إ لغاء العبو دية. فقبل 1854، كا ن الحزبا ن الد يمقرا طي و الجمهو ري ينعما ن با لو حدة و ا لإ ستقرا ر. فقد كا نا و طنيا ن و كا نت لهما نزعة إ نسا نية عا لمية. و كا نا بمتا بة بؤرة انطلا ق أ ي قرار د ستوري . كما كانا  بمثا بة  مؤ شر عن و حدة الولا يا ت المتحدة المعبر عنها عن طريق رفع عا لم الو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية.  فإ ذا كا ن مجا ل الخلا ف بين الحزبين يقتصر فقط على قضا يا تتعلق بالضرا ئب الجمرو كية، فإ نهما كا نتا تتحد في مسا ئل تتعلق با لعبودية . إ لا أ نن سرعا ن ما ا ضحت فضية العبو دية خلا ل فترة 1858 مصدرقلق و توتر با لولا يا ت المتحدة ا ل مريكية. و قد د عم  الكا تب جيمس ما كفيرسن  James M Mc Pherson   ( 3 : 1991)  الملا حظة المتعلقة بو جو د هذا التو ثر با لو لا يا ت المتحدة خلا ل تلك الفترة قا ئلا بأ ن الفترة الممتدة ما بين 1860 و 1861 كا نت بمثا بة إ ندا ر حو ل حد و ث ثورة من أ جل ا ستقلا ل العبيد. و قد كا ن خطا ب الرئيس ا لأ مريكي لينكو لن يحمل في طيا ته التنبؤ بحدو ث نزا ع ما بين الجنو ب المستعبد و الشما ل المستقل. (دوكلا ص ، 3: 1953 ،  مشار إ ليه في أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln ،  1: 2008 ).  

و ا لجد ير با لذ كر أ ن الحكو مة في ظل حكم الرئيس ا لأ مريكي ا عتمدت على حكمة مقتبسة من ا لإ نجيل من أ جل بث رو ح التضا من بين الحزب الد يمقرا طي و الحزب الجمهوري  (      the whig party   ) من أ جل ز رع رو ح التضا من بجل الو لا يا ت الأ مريكية خلا ل فترة حركة ا لإ ستقلا ل المد عمة من طرف السود ا لأ مريكيين .ففي سنة 1822، تم ا ستعما ل الحكمة المقتبسة من ا لإ نجيل  في نطا ق الحد يث عن العبو دية با لو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية ( وولف كا نك  ما يلدر   Wolfgang Milder  في وار ن س برا و ن     Warren S Brown ، 61 :  2000). فقد أ كد  وولف كا نك  ما يلدر   Wolfgang Milder  في مقا ل له و رد بمؤلف  (وار ن س برا و ن Warren S Brown ، : 57  2000) بأ ن عيسى عليه السلا م  أ قر بأ ن الخرا ب هو ما ل أ ي مملكة يسو د ها النزاع و بأ ن أ ي مد ينة أ و بيت لن تعرفا البقا ء إ ذا كا ن يسو دهما الشقا ق. كما برهن وولف كا نك  ما يلدر   Wolfgang Milder  في مقا ل و رد بمؤلف (وار ن س برا و ن  Warren S Brown     ، 8 : 5  2000) على أ نه  يمكن تطبيق هذه الحكمة ليس فقط على البيت و إ نما أ يضا على الحكو مة على العمو م أ يضا إ ذا لم يكن التنظيم محكما. فخلا ل القرن الثا من عشر، و جدت الحكمة المستمدة من ا لإ نجيل صدى لها على صعيد جل الو لا يا ت ا لأ مريكية، فأ صبحت بذ لك القا عدة الأ سا سية  لتسو ية قضا يا تتسم بالتفكك ا لإ نسا ني و ا لإ جتما عي و السيا سي ( وولف كا نك  ما يلدر   Wolfgang Milder  في وار ن س برا و ن     Warren S Brown ،  9 : 5  2000).

يقو ل با ري شوارتز ( 11 : 2000) أ ن أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln يجسد فترة تا يخية ها مة من تا ريخ الو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية أ تسمت با لطا بع الصنا عي. و لهذا، د عم الرئيس ا لأ مريكي مقو لا ت حقو ق ا لإ نسا ن المتمثلة في الحرية، المسا وا ة و الكرا مة ا لإ نسا نية. قا ل أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln مشا ر إ ليه من طرف با ري شوارتز (2: 2000) أ نه بإ مكا ن الرجل الأ بيض با لو لا يا ت المتحدة أ ن يصبح غنيا بفضل مجهو دا ته الخا صة، لكن هذا لا يعني شيئا في غيا ب و ضع حد للعبو دية. فقد اتضح من خلا ل مؤلف با ري شوارتز (2: 2000) أ ن أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln كا ن جمهوريا (a whig ، و بأ نه انضم إ لى الحزب الجمهوري الرا مي إ لى إ لغاء العبو دية في سنة 1856 فتبنى مبا دئ هذا الحزب.  فإ لى غا ية منتصف القرن التا سع عشر، كا ن هنا ك عدد محدو د من البيض الذ ين دا فعوا عن حقو ق السو د ا لأ مريكيين. و لم يكن د فا ع هؤلا ء يضا هي د فا ع  أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln عنهم.

و من خلا ل العرض المو جز حو ل و حدة ا لأ حزا ب السيا سية با لمملكة المغربية، ا تصح أ ن المملكة المغربية عبرت عن رغبتها في ا تبا ع منهج ا للبنة في البنا ء ا قتدا ء با لرسو ل صلى ا لله عليه و سلم الذ ي أ كد في حد يث شريف أ شا ر إ ليه ( عمر عبيد حسنة في  طه جا بر العلوا ني ،27 : 2009) ا قتبا سا عن التر مد ي في السنن: ” مثلي في النبيئين كمثل رجل بنى دا را فأ حسنها و أ كملها و ترك فيها مو ضع تلك اللبنة و أ نا في النبيئين مو ضع تلك ا للبنة و أ نا خا تم النبيئين” . و في هذا الصدد، يقول عمر عبيد حسنة في  طه جا بر العلوا ني (7 : 2009) إ ن حا جة ا لأ مة ا لإ سلا مية إ لى ا لإ صلا ح الفكري و الحضور الحزبي أ شد من حا جتها إ لى الهواء و الغذاء. كما يقر عمر عبيد حسنة في  طه جا بر العلوا ني (26 : 2009) أ ن الأ مر يقتضي إ عا دة بناء ا لأ مة المعيا رية، ا لأ مة الو سط

الفصل الثا ني من البا ب الأ ول:  الجا نب التطبيقي للتصورالذي تحمله الحكو مة حو ل الد يمقرا طية  بالمملكة المغربية:

& مما رسة الد يمقراطية با لمملكة المغر بية  بنا ء على التصورالذ ي تم تجسيده بد ستور المملكة المغر بية لسنة 1962 : (ا لإ نجا زات في عهد  جلا لة المغفور له الملك محمد الخا مس)

تعتبر الحد اثة و الد يمقرا طية من أ هم  التطلعا ت التي تا ق المو اطنو ن المغا ربة إ لى تحقيقها لتشييد مجتمع أ فضل. و تد ل المعطيا ت المكتبية على أ نه تم و ضع الحدا ثة في صميم التخطيط لبناء مغر ب جد يد منذ حصو له على ا لإ ستقلا ل. و قد و رد بو كيبيد يا أ نه لما حصل المغرب على الإستقلا ل سنة 1956‘ شرع في بناء  دولة الحديثة قائمة على نظا م ديمقراطي . وقد مرهذا البناء عبر مراحل: تمتد المرحلة الأ ولى من بناء نظا م ديمقراطي بالمملكة المغربية  من 1956 إ لى غا ية  1961. و قد شملت عملية البنا ء عد ة مجا لا ت  على المستوى القا نو ني و السيا سي ،   العسكري، ا لإ قتصا د ي  ، ا لإ دا ري و القضا ئي.

على المستوى القا نوني

فعلى المستو ى القا نوني، شر ع جلا لة المغفور له محمد الخا مس على  و ضع القا نون الإ ساسي للمملكة  ا بتداء من سنة 1958.  و يعتبر قا نون الحريا ت العا مة  من بين اهم القوا نين التي تم و ضعها في سنة 1958 (بوكيبيد يا). و في سنة  1961 سا هم أ يضا في  و ضع القا نون الإ ساسي للمملكة (بوكيبيد يا).  و قد أ شا ر مقتطف من الخطا ب الملكي لجلا لة المغفور له محمد الخا مس لسنة 1955  إ لى  ضرور ة قيا م نظا م ملكي د يمقراطي بالمملكة المغربية قا ئلا بأ ن النظا م المزعم تطبيقه نظا م ديمقراطي دستوري قا ئم على  عمليا ت ا نتخا بية و على فصل السلط و على اللإ عتراف بالحريا ت الجما عية والفردية (بوكيبيد يا). و لتحقيق هذا التو جه، عمل  جلا لة المغفور له محمد الخا مس على  تكوين أ ول حكومة مغربية في إ طار القا نون الإ ساسي للمملكة سنة .1961(بوكيبيد يا). فكا ن ذ لك بمثا بة ذ كر ى أ سست لمما رسة ا لأ سس الد يمقرا طية كما هو متعا رف عليها د و ليا.

على المستوى السيا سي والإ داري و القضا ئي

و قد قا م  جلا لة المغفور له محمد الخا مس على القيا م بعدة إ نجا زا ت تتعلق با لحياة العسكرية و ا لإ قتصا د ية و القضا ئية.

فعلى المستوىالعسكري، فقد سا هم المغفو ر له محمد الخا مس في  تشكيل القوات المسلحة الملكية في إ طار القا نون الإ ساسي للمملكة سنة .1961(بوكيبيد يا). و على المستوى الإ قتصا دي، عمل جلا لة المغفور له على تأ سيس عدة أ بنا ك على رأ سها بنك المغرب. تم كذلك إ قا مة نظا م جمركي وخلق وزارة للما لية في إ طار القا نون الإ ساسي للمملكة في سنة 1961(بوكيبيد يا) .

و على المستوى السيا سي والإ داري سا هم جلا لة المغفور له محمد الخا مس في تقسيم المملكة المغربية أ لى أ قاليم و إلى جهات.

و على المستوى القضائي  سا هم في خلق محا كم حديثة و تأ سيس المجلس الإ على للقضاء في إ طار القا نون الإ ساسي للمملكة سنة .1961(بوكيبيد يا)

بناء النظا م الديمقراطي بالمملكة المغربية من 1961 إ لى 1973 (عهد  جلا لة المغفور له الملك الحسن الثا ني)

 تعرف المرحلة الثا نية لبنا ء المملكة المغربية بمرحلة إ رساء النظا م الد يمقراطي المد عم  با لبناء الإ قتصا دي و الإ جتما عي.

فعلى الر غم من اعتقا د بعض المفكرين بأ ن هذه المرحلة كا نت مليئة بخروقا ت لحقوق الإ نسا ن‘ إ لا أ نها كا نت أ يضا مرحلة ها مة في بنا ء مغرب حديث. ففي هذ ه المر حلة، تربع المرحوم  جلا لة الملك الحسن الثا ني على العرش في مارس من عا م 1961 )بوكيبيد يا)  وفتح اوراشا إ صلا حية هامة من أ جل تشييد المسلسل الد يمقر اطي با لمملكة المغر بية. فقد عرف الصحفي المصطفى المعتصم (  6 :  2012)  النظا م الد يمقراطي  على ر أنه يقوم على  مبدإ سيا دة الشعب كمصد ر للسلطا ت‘ أي أ ن السيا دة طبقا لهذا النظا م  تما رس من طرف الإمة.  و بنا ء عليه، يمكن القو ل بأ ن جلا لة الملك المغفو ر له  الحسن الثا ني قد أ عطى الفر صة للأ مة المغر بية لتما رس السيا دة  من خلا ل تخو يل الحق للشعب المغر بي في التصويت على أول دستور للمملكة المغربية سنة 1962. (بوكيبيد يا). كما سا هم في الحد من سلطة جلا لة الملك عن طر يق نظا م ملكي د ستو ري  ‘ مما أ ضفى على النظا م بالمملكة المغربية طا بعا أ كثر  د مقرطة عما كا ن عليه في عهد سا بق (بوكيبيد يا). و بمقتضى دستور 1962، ا نطلقت ا لأ مة المغربية في مما رسة  سيا د تها التي تعتبر إ حد ى أ هم مقوما ت الدولة الحديثة. و في هذا ا لإ طار، لا بد من أ لإ شا رة إ لى عملية ا لإ ستفتاء التي سا هم جلا لة المغفور الحسن الثا ني في و ضعها لإ تا حة الفر صة للأ مة المغر بية لمما رسة الد يمقر اطية إ سوة با لأ مم الغر بية. و قد  أشار John Dewy (1937)  إ لى مجموعة من الطرق الها مة التي تم و ضعها على الصعيد العا لمي في عهد سا بق  لتسا هم بطريقة ايجا بية  في تأ سيس المسلسل الديمقرا طي الها دف إلى تشييد طرق العيش الإ نسا نية . و من بين هذ ه الطر ق عملية الإ ستفتاء، و تخويل النا خبين مجمو عة من السلط  للمنتخبين لينوبوا عنهم في ا تخا ذ مجموعة من القرارات.

 & مما رسة الد يمقراطية با لمملكة المغر بية  بنا ء على التصورالذ ي تم تجسيده بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 : (ا لإ نجا زات في عهد جلا لة الملك محمد السا دس)

مبا شرة العد يد من الإ صلا حا ت في 2011

يرى الصحفي (رمزي صو فيا، 2  :2012 ) أ ن المملكة المغربية قد با شرت العد يد من الإ صلا حا ت منذ سنوا ت و بأ ن هذ ه الإ صلا حا ت تصب في خا نة ترسيخ دو لة الحق و القا نو ن و تعزيز المسلسل الد يمقرا طي. و في نفس السيا ق، أ علن الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’، أ ن المغرب د خل عهدا جد يدا تحت رعا ية ملك  منضبط، ذ كي، را قي و متشبت بد عا ئم الد ين و المعا صرة.

الملك

و ضع قا نو ن جد يد للأ سرة

و من المما ر سا ت التي ا ستمتع بها المو اطن المغر بي في ظل عهد جلا لة الملك محمد السا د س ما تعلق بمضمو ن مد و نة ا لأ حو ال الشخصية. فقد أ شرف جلا لة الملك محمد السا د س على و ضع قا نون جديد يتعلق بد عم المسا واة بين الر جل و المرأ ة المغر بية في مجا ل القيا م على شؤؤن الأ سرة إ سوة با لرجل. فقد أكد  الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’ أ ن جلا لة الملك محمد السا د س أ شرف شخصيا على قا نون جديد يتعلق بمدونة الأ سرة و الذ ي أ صبحت بمو جبه المرأ ة المغربية قا ئمة على شؤؤن الأ سرة إ سوة با لرجل بعد ما كا نت تا بعة للرجل في إ طا ر مد و نة أ حوال الأ سرة.

و ضما نا لتفعيل القا نو ن الجد يد للأ سرة، تم إ حدا ث  المجلس الإ ستشا ري للأ سرة و الطفو لة الذ ي أ لقي على عا تقه  مهمة تأ مين تتبع و ضعية الأ سرة و الطفو لة. و قد يجد هذا المجلس صد ى له بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011، إ ذ ينص الفصل الما ئة و التسع و ستو ن على أ ن يتو لى المجلس الإ ستشا ري للأ سرة و الطفو لة المحدث بموجب الفصل الثا ني و الثلا ثين  من هذا الدستور مهمة تأ مين تتبع و ضعية الأ سرة و الطفو لة (القسم السيا سي ،74 : 2011  ). كما تم إ حدا ث المجلس الإ ستشا ري للأ سرة و الطفو لة و قد أ لقي على عا تقه  مهمة إ بداء اراء حو ل المخططا ت الو طنية المتعلقة بللأ سرة و الطفو لة. و يجد هذا المجلس صد ى له بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011، إ ذ ينص الفصل الما ئة و التسع و ستو ن على أ ن  يتو لى المجلس الإ ستشا ري للأ سرة و الطفو لة المحدث بموجب الفصل  الثا ني و الثلا ثين  من هذا الدستور مهمة إ بداء اراء حو ل المخططا ت الو طنية المتعلقة با لأ سرة و الطفو لة (القسم السيا سي ،74 : 2011  )

تحسين سجل المغرب في ملفا ت حقو ق الإ نسا ن:

إ طلا ق سر اح ا لأ سرى

و من ا لأ هد اف التي تو خا ها جلا لة الملك من القيا م با لإ صلا حا ت السيا سية تحسين سجل المغرب في ملفا ت حقو ق الإ نسا ن، و هو ما أ كده (الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’. و لهذا، أ غلق جلا لة الملك  المعتقلا ت السرية و عمل على تأ سيس هيئة الإ نصا ف و المصا لحة . كما  سمح جلا لة الملك للشخصيا ت التي نفيت قسرا أ و التي اختا رت المنفى  با لعو دة إ لى المغرب.

 إ طلا ق العنا ن للحر يا ت

و من المما رسا ت الد يمقر اطية التي ا ستمتع بها المواطن المغر بي في عهد جلا لة الملك محمد السا د س لتقو يم حقو ق ا لإ نسا ن ما تعلق بمما رسة الحريا ت.  فتقو يما لصيت المملكة المغر بية في مجا ل حقو ق ا لإ نسا ن، أ طلق جلا لته  العنا ن للحر يا ت بتنا سق مع ما و رد با لفصل الثا من و العشر و ن الذي ينص على  أ ن للجميع الحق في التعبيرو نشر ألأ خبار و الأ فكا ر و الأراء بكل حرية و من غير قيد، عدا ما ينص عليه القا نون صرا حة ( القسم السيا سي  ، 21 : 2011 ) . و قد أكد  الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’  انه أ تيحت  للمغا ربة في ظل عهد جلا لة الملك محمد السا د س  مما رسة  حرية التعبيرالحر لأ و ل مرة في تا ريخ المغرب. فا لموا طن المغربي لم يكن يجرأ تحت طا ئلة المرا قبة  المشددة  أ ن يتحد ث عن و زير فما با لك أ ن يتحد ث عن جلا لة الملك و عن العا ئلة الملكية. فقد أ علن  الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  عن هذا ا لإ تجا ه ا لليبرالي  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’  حيث أ كد أ ن جلا لة الملك محمد السا دس  قا م  بعدة إ نجا زات يمكن إ درا جها ض منها ضمن الأ عما ل المد عمة للد يمقرا طية بما في ذ لك السما ح للشخصيا ت التي نفيت قسرا أ و التي اختا رت المنفى  با لعو دة إ لى المغرب.

ضما ن  الحما ية و الد فا ع عن الحر يا ت الخو لة المجلس الوطلي لحقوق الإ نسا ن

كما  سا هم المجلس الوطلي لحقوق الإ نسا ن الذي تم إ حذا ثه في عهد جلا لة الملك في إ عطا ء الفر صة للمو اطنين المغا ربة  لضما ن  الحما ية عن الحر يا ت امخو لة لهم  و الد فا ع عنها.  فقد تم إ حداث الجلس الوطلي لحقوق الإ نسا ن  لتعميم الحرية كأ سا س د يمقر اطي  ببلا دنا إ ذ ينص الفصل   الما ئة و الوا حد و الستين  من دستور 2011 على أ ن يتولى  المجلس الوطلي لحقوق الإ نسا ن النظر في جميع القضا يا المتعلقة با لد فا ع عن  الحريا ت و حما يتها  و ذ لك ضما نا للمما رسة الكا ملة لحقو ق الإ نسا ن و الحريا ت و النهو ض بها و صيا نة كرا مة و حقوق و حريا ت الموا طنا ت و الموا طنين الغا ربة أ فرا دا و جما عا ت  مع الحرص التا م على احترا م المرجعيا ت الو طنية و الكونية في هذا المجا ل  (القسم السيا سي ،72 : 2011  )

مجلس الجا لية المغربية با لخا رج تعميم الحر ية على الجا لية

و من بين المنجزات التي قا م بها جلا لة الملك محمد السا دس نصره الله العمل على تعميم الحر ية على الجا لية الغر بية  المقيمة با لخا رج  و ذ لك عبر ا لسما ح لها بإ بدا ء ر أ يها بكل حر ية حو ل التو جها ت السيا سية التي نهجها جلا لتة با لمملكة المغر بية. و في هذا ا لإ طا ر، تم إ حدا ث مجمو عة من المجا لس كمجلس الجا لية المغربية با لخا رج، إ ذ يكمن الهذ ف من و راء تأ سيس هذه المجا لسإ لى  توفير الظروف  المو اتية لتعميم الحرية على جل المو اطنين و إ ن كا نوا يقيمو ن خا رج  الو طن. فقد تتيح هذه المجا لس الفر صة   للأ عضا ء المنتمية إ ليها   لإ بدا ء ر أ يها  حول التو جها ت السيا سا ت العمو مية التي تمكن المغا ربة المقيمين با لخا رج من تأ مين الحفا ظ على علا قا ت متينة مع هويتهم المغربية. و قد تر د مقتضيا ت حو ل هذه المجا لس  بد ستو ر المملكة المغر بية لسنة   2011 ، إ ذ  ينص الفصل  الما ئة و الثلا ثة و الستو ن  من دستور 2011  على أن ” يتو لى مجلس الجا لية المغربية با لخا رج  على الخصو ص  على إ بدا ء ارائه حول تو جها ت السيا سا ت العمو مية التي تمكن المغا ربة المقيمين با لخا رج من تأ مين الحفا ظ على علا فا ت متينة مع هويتهم المغربية و ضما ن حقوقهم و صيا نة مصا لحهم و كذا المسا همة في التنمية البشرية و المستدا مة في و طنهم المغرب  ( القسم السيا سي ،72 : 2011  ).

و هكذا، يقو ل ( يو نس مسكين ،6: 2012 ) ا نه لم يعد ا حترا م الحقو ق الأ سا سية و حما يتها تر فا أ و تلميعا للصورة في الخا رج خا صة بعد ما أ صبحت  ذا كرة العا لم المحيط بالمغرب  مثقلة بثو رة اسمها “الربيع العربي”بل أ ضحت و اقعا مفرو ضا من طرف جيل جد يد حا مل لشعا را ت الحد ا ثة.

العنا ية با لجا لية المقيمة با لخا رج (حق المشا ركة في بناء المسلسل الد يمقر اطي)

و حر صا على  تقوية قا عد ة المملكة المغربية لتطوير عملية البناء الديمقراطي في عهد جلا لة الملك، تمت العنا ية با لجا لية المغر بية المقيمة با لخا رج، عن طر يق تخو يلها لأ و ل مرة في تا ريخ المغر ب مجمو عة من الحقو ق السيا سية. و قد ينص  الفصل الثا من عشر  على أ ن تعمل السلطا ت العمو مية على ضما ن أ وسع مشا ركة ممكنة للمغا ربة المقيمين با لخارج في المؤسسا ت الإ ستشا رية و هيا ت الحكا مة الجيدة التي يحدثها الدستور أو القا نون   (جلا لة الملك محمد السا د س نصره ا لله ، 18 : 2011

و يمكن القو ل بأ ن تخو يل الجا لية المغر بية  هذ ه الحقو ق تر و م  تقوية قا عدة المملكة المغربية  لتدعيم المسلسل الديمقراطي. فالفصل  السا د س عشر  من دستو ر المملكة المغربية  لسنة 2011  ينص على أ ن الدو لة المغربية تسهر على تقوية مسا همة الموا طنا ت و الموا طنين المغا ربة المقيمين في الخا رج في تنمية و طنهم المغرب (القسم السيا سي، 17 : 2011 ). و استنا دا إ لى هذا البند، يمكن إ درا ج مجمو عة من الحقو ق  ضمن الحقو ق السيا سية التي تم تخو يلها للجا لية المغر بية و التي تم ا لإ علا ن عنها صرا حة بد ستو ر المملكة المغر بية. فقد نص الفصل السا بع عشر من د ستو ر المملكة المغر بية على أ ن يتمتع المغا ربة المقيمو ن با لخا رج بحقوق الموا طنة كا ملة ( القسم السيا سي ، 17 : 2011 ). و تشمل هذ ه الحقو ق حق التصويت و الترشيح للإ نتخا با ت، إ ذ ينص الفصل  السا بع عشر على أ ن  يتمتع المغا ربة المقيمون با لخا رج بحق التصويت و الترشيح في الإ نتخا با ت ( القسم السيا سي، 17 : 2011 ). كما نص الفصل  السا بع عشر على أ نه  يمكن للمغا ربة المقيمين با لخا رج تقد يم ترشيحا تهم للإ نتخا با ت على مستوى اللوا ئح و الد وا ئر الإ نتخا بية المحلية و الجهوية و الوطنية (القسم السيا سي، 17 : 2011). كما  حدد   الفصل  السا بع عشر المعا يير الخا صة با لأ هلية للإ نتخا با ت و حا لا ت التنا في و شروط و كيفيا ت المما رسة الفعلية لحق التصويت و حق الترشيح ا نطلا قا من بلدا ن ا لإ قا مة ( القسم السيا سي ، 17 : 2011 ).

العنا ية بالطبقة الفقيرة (الخطة الو طنية للتنمية البشرية)

كما يمكن ا عتبا رطر ح حا جيا ت الطبقة الفقيرة من المجتمع المغر بي على أ رض الو اقع قطب الر حى في  فترة حكم جلا لة الملك محمد السا د س نصره الله. و قد أكد الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’ أ ن جلا لة الملك محمد السا د س عمل على رعا ية الطبقا ت الفقيرة و الضعيفة بإ نجا زه لعدة  إ صلا حا ت تستجيب لحا جيا ت هذ ه الطبقة .و تعتبر الخطة الو طنية للتنمية البشرية و الإ ستمرار في إ عطا ء الأ ولوية للأ عما ل الإ جتما عية من  أ هم ا لمنجزا ت التي تم القيا م  بها خلا ل هذ ه الفتر ة . و الجد ير با لذ كر أ ن مبا درة التنمية البشرية  هي  بمثا بة ثمرة لا فكا رتم التخطيط لها في سنة 2005.

العنا ية با لمو اطنين ا لمغا ربة المقيمين با لأ قا ليم الجنو بية ( إ قرار بمشرو ع الحكم الذا تي)

و لم يقتصر جلا لة الملك محمد السا د س على إ تا حة الفر صة للمو ا طنين المغا ربة بمما رسة الحقو ق ا لأ سا سية بشما ل و شرق و و سط المملكة المغر بية بل عمل على تعميمها على المغا ربة القا طنين با لأ قا ليم الجنو بة أ يضا.   فعلى الر غم من أ ن المفاوضات مع الأ طراف المعنية  لا زا لت قا ئمة  حو ل  تمتيع ا لأ قا ليم الجنو بية بالحكم الذاتي كحل نهائي  للنزاع حو لها إ لا أ ن جل الصحف المغر بية أ جمعت  أ ن ا لإ قرار بمشرو ع الحكم الذا تي يعتبر من أ هم المما رسا ت الد يمقرا طية التي يمكن تسجيلها في مجا ل تد عيم حقو ق ا لإ نسا ن با لمنا طق الجنو بية. فقد أكد الصحفي  ر مزي صو فيا ( 29 : 2012 )  في مقا ل له تحت عنوا ن ‘ملك لكل المغا ربة’ أ ن جلا لة الملك محمد السا د س سا هم في إ قرار حقو ق الإ تسا ن بإ قراره لهذا المشروع:  مشرو ع الحكم الذا تي.

سا هم جلا لة الملك محمد السا د س في إ قرار المسا واة في تد بير الشأ ن العا م  بإ عا دة هيكلة الد و لة المغر بية في اتجا ه أ كبر من الجهوية الحا لية.

سأ عمل على إ عطا ء نبد ة عن مفهو م نظا م الجهو ية   /  الا مركزية  لتو ضيح الفكرة الوارد ة با لنص المو ضو ع بين أ يد ينا حو ل كيفية مما رسة المواطنين المغا ربة للد يمقرا طية في المغرب المعا صر في مختلف الأ طوارمستعينة في ذ لك با لحذ يث عن تطبيق تظا م الجهو ية با لأ قا ليم الجنو بية المغربية ، و ذ لك لكون نظا م الجهو ية   /  الا مركزية  المتعلق بهذه ا لأ قا ليم  يعتبر من أ  هم  ا لإ  نجا زا ت التي  قا م بها جلا لة الملك في  العصر الحد يث.

يقتضي فهم مضمون النظا م الجهو ي أ و اللا مركزي في نفس الو قت فهم معنى الد و لة المو حد ة .  فا لد و لة المو حدة لها مظهران، يكتسي المظهر الأ و ل طا بع  المركز ية     état centralisé   و له في رأ ي فلا سفة القا نو ن الد ستو ري طا بعا  استبد ا ديا إ ذ أ ن  السلطة المركزية تستحو ذ على السلطة و تعطي أ و امرها من العا صمة بو اسطة مو ظفين يخضعو ن لها مبا شرة  لتد بير شؤو ن البلا د .في  حين، يكتسي المظهر الثا ني للد و لة المو حد ة طا بع   اللا مر كزية  ا لإ قليمية    état decentralisé و هو طا بع محبد لد ى فلا سفة القا نو ن الد ستو ري المؤ يد ين لفكرة الحرية في اتخا ذ القرارات  بعيدا عن المركز، و هي فكرة مد عمة لد مقر طة الحيا ة السيا سية و الإ قتصا دية و الإ جتما عية  با لد و لة. و يقتضي الطا بع الد يمقرا طي للد و لة المو حدة اللا مركزية و ضع و حد ات تتمثل في العما لا ت و الأ قا ليم أ و الجما عا ت المحلية. و يتم انتخا ب أ عضا ء هذ ه الو حد ات من لدن سكا ن الدا ئرة و ذ لك بنا ء على الفصل الثا ني  من د ستو ر المملكة المغربية الذي ينص على أ ن السيا دة للأ مة تما رسها بطر يقة غير مبا شرة بوا سطة ممثليها. و تعتمد اللا مر كز ية إ ذ ن على و سيلة د يمقرا طية تستطيع بو اسطتها الجما عا ت و الأ قا ليم مرورا بسكا نها  إ دا رة شؤو نها الخا صة.  و تتوفرهذ ه الو حدا ت  على الشخصية القا نو نية  و لها اختصا صا ت إ دا رية مستقلة نسبيا عن العا صمة و ذ لك بنا ء على ظهير 30  شتنبر 1976 المحد د لا ختصا صا ت الجما عا ت المحلية با لمغرب. و تتجلى نسبية ا ستقلا لية ا لطا  بع اللا مركزي للد و لة المو حد ة في كو ن القرا را ت المتخذة من طرف العما لا ت و الأ قا ليم أ و الجما عا ت المحلية  المسما ة با لو حد ا ت الإ قليمية في و ضع بعض قرارا تها  تحت و صا ية السلطة المركزية. فمثلا، يتعين على و زير الداخلية كممثل لسلطة الو صا ية أ ن يصا دق على الميزا لية المقترحة من لد ن الجما عا ت المحلية الحضرية بعد التصو يت عليها من طرف الجما عة أ ي المجلس البلدي. في حين يتعين على الو ا لي المصا د قة على الميزانية المقترحة من لد ن الجما عا ت القرو ية بعد التصو يت عليها من طر ف المجلس القروي. و في هذا الإ طا ر، ينص الفصل 141 من دستور 2011 على أ ن الجها ت و الجما عا ت الترا بية الأخرى تتو فر على موا رد ما لية ذ اتية و موارد ما لية مر صو دة من قبل الد و لة.

فسيا سيا، يمكن  تعريف اللا مركز ية الإ قليمية بأ نها تظا م د يمقرا طي ليبيرا لي. فا لنظا م الد يمقرا طي يقتضي تفو يض مجمو عة من الصلا حيا ت للمؤ سسا ت الليبرا لية الحرة لإ قرا ر و ضما ن مما رسة الحريا ت المحلية. و يعتبر التظا م الجهو ي من أ هم سما ت النظم الليبرا لية التي تحتر م الحريا ت و حقو ق الإ نسا ن ، حيث أ نها تقتضي إ شرا ك الشعب عبر ممثليه في اتخا ذ القرارات . و على العكس من ذلك، تهذف النظم الإ ستبدا دية    regimes totalitaire إ لى إ لى تطبيق التظا م المركزي . و أ عتقد أ ن تفعيل ا لإ ستقلا لية التسبية لنظا م اللا مركزية يسا هم في الحفا ظ على و حد ة الد و لة المغربية و ذ لك با نسجا م مع الفصل الأ و ل من دستور 2011 الذ ي ينص على أ ن الأ مة تستند في حيا تها العا مة على الو حد ة الو طنية المتعدد ة الرو افد.

ا لمما رسة على صعيد الجهو ية المتقد مة التي تشمل ا لأ قا ليم الجنو بية من المملكة المغر بية

من المعر و ف أ ن الأ قا ليم  الجنو بية با لمملكة المغر بية ظلت تو ا جهها عد ة مشا كل تعيق نمو ها و مسا يرتها للتطورو التنمية  . و على الر غم من ذ لك، فقد ا ستطا عت بفضل الجهو د المكثفة و الحكا مة الجيدة أ ن  تتمتع ببعض الحقو ق ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا د ية و السيا سية بطر يقة تد ريجية. و تشمل هذ ه ا لأ  قا ليم  الجنو بية على الخصو ص كل الجها ت و ا لأ قا ليم التي سا هم  المغفو ر له جلا لة الملك الحسن الثا ني  في إ حدا ثها  يعد ا سترجا ع الصحراء المغربية سنة 1975. فقد تم في عهد المغفو ر له جلا لة الملك الحسن الثا ني  تقسيم التراب الوطني للأ قا ليم الجنو بية  إ لى جها ت شملت كلا من  جلميم و السما رة . و قد تم تقسيم السما رة إ لى  أ قا ليم شملت كلا من أ سا زاك‘ السمارة‘ جلميم‘ طا نطا ن و طا طا. كما تم تقسيم الترا ب الو طني با لأ قا ليم الصحرا و ية إ لى جها ت أ خر ى شملت جهة العيو ن بو جدور. و تم تقسيم بو جدور إ لى  أ قا ليم بو جد ور و العيون. تم تقسيم الترا ب الو طني إ لى جها ت أ خر ى شملت جهة وا دي الذ هب لجويرة.  وقد تم تقسيم لجو يرة  إ لى إ قليم  أوسرد و وادي الذهب. و قد حصر  المجلس ا لإ قتصا دي و ا لإ جتما عي (4: 2006)  معيقا ت التنمية  با لأ قا ليم الجنو بية في عوامل جغرا فية و د يمغرافية على الخصو ص تتمثل إ جما لا في سيا دة الجراد الجوال،  الجفاف، التصحر و زحف الر ما ل، نذرة مصا در الميا ه العذ بة ، انجراف التربة، الهجرة القروية المكثفة و في  ارتفا ع  عدد السا كنة لتصل أ لى 4  في المائة  أي إ لى ضعف المعد ل السنوي للنمو.

و قد أ كد جلا لة الملك محمد السا د س في مقتطف من خطا ب 1 غشت 2012 أ ن المملكة المغربية  لن  تبقى  حبيسة الإ نتظا رية  بعد اقترا حها لمبا درة الحكم الذا تي  في إ طا ر سيا دتها وو حدتها الترا بية.  بل سيكو ن تفعيل الجهوية كفيلا بإ حداث تغيير جوهري و تدريجي في تنظيم هيا كل الدولة و في علا قا ت المركز با لجما عا ت الترابية. وقد يكمن  الهد ف من و راء الإ صلاح في نطا ق الجهوية في مسا عدة الإ دارة على التجا وب مع حا جيا ت المصا لح اللا متمركزة لو ضع مشا ريع و تسييرها عن طر يق الحكا مة الجيدة .

و في إ طا ر من ا لإ ستمرا رية في التد بير في نطا ق الجهو ية المو سعة، حظيت الأ قا ليم الجنو بية من المملكة بأ همية خا صة  في عهد جلا لة الملك محمد السا د س أ يضا. فقد أ علن جلا لة الملك محمد السا د س في مقتطف من خطا ب 1 غشت 2012 أ نه تم  إ رساء الجهو ية المتقدمة  با لمنا طق الجنو بية للمملكة المغر بية في انسجا م  تا م مع مقترح الحكم الذا تي (القسم السيا سي،  2 : 2012) . و في هذا ا لإ طا ر، لا بد من التذ كير بأ ن المشا ريع الخا صة ببناء الأ قا ليم الصحراوية من طرف و كالة تنمية الأ قا ليم الصحراوية  ر كزت منذ أ وا خر التسعينا ت على خد مة الجا نب الإ قتصا دي لجعل هذه المنا طق قطبا اقتصا ديا يتميز بخصو صيته الجهوية التي تتكا مل مع با قي الجها ت لما فيه من صا لح المواطن المغربي حيثما كا ن في جميع أ ر جا ء المعمور بدون فرق و لا تمييز . (المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي،  5: 2006 )

و تفعيلا لمبدإ المسا واة ، أ و لى جلا لة الملك اهتما ما خا صا  با لأ قا ليم الجنو بية على اعتبا ر أ نها جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية لتمكين هذه المنا طق من المشا ركة الفعا لة في التنمية الإ قتصا دية إ سوة بجميع المد ن المغربية. فحر صا منه على تمتيع الموا طنا ت و المو اطنين المغا ربة با لأ قا ليم الجنو بية بكل الحقو ق التي تخو ل لهم العيش الكر يم في ظل ملكية د ستو ر ية، فقد سا همت و كالة تنمية الأ قا ليم الصحراوية في و ضع  برا مج  للتنمية المندمجة  ابتداء من  سنة 1996  . و فقد تم إ نجا ز مشا ريع طموحة تستجيب لا ما ل السا كنة تتعلق أ ساسا  بالعمران و بالصحة و بالتعليم و بالبنيا ت الأ سا سية و بألإ دا رة و بالإ قتصا د و بالخدما ت و بالريا ضة و الثقا فة. و قد أ كد المجلس ا لإ قتصا د ي و ا لإ جتما عي (4 : 2006 )  أ ن  الينيا ت التحتية الأ سا سية حظيت مجمو عة من ا لأ وراش با لأ و لو ية الكبرىتتمثل في تعميم شبكة الكهر ياء وفي  الماء الشروب و في بناء الطر ق و في تقريب الإ دارة من الموا طنين و في تعميم التمدرس و في الإ ستفادة من السكن اللا ئق و في الخدما ت الطبية و الرياضة و في الإ هتما م بالثقافة الصحراوية و في تنظيم المهرجا نا ت المحلية التي تنهض بالموروث الثقافي لهذه المنا طق. كما  اتضح من خلا ل التقرير الذ ي أ عد ه المجلس الإ قتصا دي و ا لإ جتما عي (  4 : 2006 ) أ نه إ لى غا ية 2006  تم تخصيص ميزانية ها مة لإ نجا ز مجمو عة من المشا ريع با لأ قا ليم الجنو بية ضما نا لتحقيق حقو ق الموا طنين بهذه ا لأ قا ليم الجنو بية.  فقد تم دعم قطا عي السيا حة و  الصيد السا حلي و التقليد ي . و تم تخصيص غلا ف ما لي يقد ر ب بقيمة ما ئتين و خمسين  مليون درهم لبناء ميناء بوجدور. كما تم  إ نجاز برنامج التطهير السائل ببوجدو بقيمة ستة و عشرين  مليون درهم . إ ضا فة إ لى هذا، تم إ نجا ز قناة للميا ه الجوفية بالعيون بقيمة سبعة و خمسين  مليون درهم . و قد تطلب تد شين برنا مج التطهير السائل بالعيون والمرسى حو الي  ما ءة و أربعين  مليون درهم و كذلك تم  تزويد هذه المنطقة بالماء الصا لح للشرب بقيمة مليار وأ ربع ما ئة و ثما نين   مليون درهم (المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي ، 4 :  2006 ). فإ لى غا ية سنة 1996، تم،  حسب إ حصا ئيا ت و كالة التنمية بالأ قا ليم الجنو بة،   تخصيص  حوالي ثما نية مليا ر درهم لتنمية الأ قا ليم الجنو بية.

و ضما نا لتمتيع المو اطنا ت و المو اطنين المغا ربة با لمز يد من الحقو ق ا لإ قتصا د ية و ا لإ جتما عية، فإ ن الد و لة المغر بية لا زالت منكبة على  المزيد من الجهد ر غبة منها في موا صلة إ نجا ز أ وراش التنمية الإ جتما عية و الإ قتصا د ية. فقد اشا ر جلا لة الملك محمد السا د س في مقتطف من الخطا ب الملكي  ل 1 غشت 2012 أ نه “في أ فق التوصل إ لى حل سيا سي دا ئم، في إ طا ر الأ مم المتحدة ، فإ ن المغرب منكب على  تحقيق الجهوية المتقدمة  في الصحراء المغربية و موا صلة إ نجا ز أ وراش التنمية الإ جتما عية و الإ قتصا دية (القسم السيا سي،  2 : 2012 ). كما اشا ر جلا لة الملك محمد السا د س أ يضا  في مقتطف من الخطا ب الملكي  ل 1 غشت 2012  أ ن ” مشروع الجهو ية سيمكن الأ قا ليم الجنو بية من تد ارك الخصا ص على مستوى البنيا ت التحتية و الخد ما ت الإ جتما عية و الإ ستفا دة من إ مكا نيا ت و خبرا ت جها ت أ خرى و تمكينها من الو سا ئل البشرية و الما لية اللا زمة لتسا هم بشكل فعا ل في التنمية الإ قتصا د ية و الإ جتما عية للبلا د، بل إ ن ذ لك سيمكنها من أ ن تدخل في تطبيقا ت الحكم الذا تي في و ضع أ فضل ” (القسم السيا سي،  2 : 2012 ).

خلا صة

يعتبر د ستور المملكة المغربية بمثا بة سجل حا مل لقيم و لتصورا ت مكثفة حو ل ا لأ سس الد يمقرا طية. فعلى الرغم من أ ن المملكة المغربية كا نت دو ما محط ثقا فا ت مختلفة، فإ نها ا ستطا عت ان تكتسب هو ية مو حدة و متشبعة بقيم و تصورات سا هم في بناءها قا د تها في العصر الحديث و را هن على ا لإ ستمرار في النهو ض بها جلا لة الملك محمد السا د س في العصر الحا لي. و قد سا همت عملية البناء الد يمقرا طي كما و رد ت با لد سا تير المغربية عمو ما و با لد ستور المغربي لسنة 2011 على الخصو ص في جعل الحضارة المغربية حضارة “أ نوار”. و أ جدد التأ كيد في هذه الخا تمة على أ نني أ هذف إ لى ا كتشا ف مد ى تشبع  العينة من الشا با ت المتمدرسا ت و العا ملا ت على صعيد الجا معة المغربية ومدى تشبع العينة من ا لأ عضا ء  المنتمية إ لى مجا لس الجا معا ت با لقيم الد يمقرا طية التي رسم خطو طها الوا سعة و العميقة و سا هم في تجسيدها على أ رض الوا قع ملكنا جلا لة الملك محمد السا دس.  كما أ هذ ف إ لى ا كتشا ف مدى إ يما ن المو ظفين السا مين المنخرطين بمجا لس الجا معا ت المغربية بحقو ق ا لإ نسا ن و با لمقو لا ت التنويرية التي تجد صدى لها بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011. و أ تمنى أ ن أ جد متسعا من الو قت للحصو ل على جل المعطيا ت التي تتبث صحة الفرضيا ت با لبا ب الثا ني من هذه الدراسة.

البا ب الثا ني : الإ طا ر الميدا ني لدرا سة الديمقرا طية كما يتصورها و يما رسها المغا ربة ببلد هم المغرب:

لهذا البا ب طا بع ميدا ني . و قد عملت على تقسيمه إ لى  ثلا ثة فصو ل. ينصب ا لإ هتما م  في الفصل ا لأ و ل إ لى و صف منهجية البحث ، حيث سيتم  ا لإ عتما د على المنهج الو صفي للحصو ل على المعطيا ت. وسيتم استخدا م المنهج الو صفي في هذا البحث لملا ءمته  مع طبيعة البحث الذ ي يتطلب معا لجة المشكلة البحثية المتعلقة با لديمقراطية كما يعيشها المغا ربة كتصور و كمما رسة ببلدهم المغرب. وسيتم ا ستخدا م هذا المنهج في تنا سق تا م مع النظريا ت المستعرضة با لبا ب ا لأ و ل.

الفصل ا لأ ول من البا ب الثا ني : تحديد المنهج المعتمد      the methodology

تم ا لإ عتما د في هذا البحث الميدا ني على المنهج الوصفي (  qualitative research) المرتكز أ سا سا على الملا حظة. و تجدر ا لإ شا رة إ لى أ نه تم الإ عتما د في هذا البحث على الملا حظة  المبا شرة كإ حد ى الأ د وات المنهجية  المستخد مة في هذا البحث للحصول على البيا نا ت اللا زمة للموضوع محل التحليل. و قد ا ستعملت الكا ميرا أ يضا  التي ا ستطعت بفضلها فهم ا للغة الجسد ية المستعملة للتعبير عن أ حا سيس حو ل الغير و كذ لك عن أ فكا ر تتعلق با لد يمقراطية كتصور و كمما رسة. و قد تسعفني دراسة اللغة الجسد ية أ حيا نا في الحصول على معطيا ت إ ضا فية.

ا لفصل الثا ني من البا ب الثا ني: تحديد ا لتقنيا ت و ا لأ دوا ت المستعملة للحصو ل على المعطيا ت    the Method

 سيتم الحصو ل على المعطيا ت بناء على ا ستخدا م تقنيا ت خا صة. و من بين التقنيا ت المستعملة للحصول على المعطيا ت  القيا م با ستجوا با ت يتم التهيء لها مسبقا لمسا عدة العينا ت على التفكير بتأ ني قبل ا لإ جا بة على السؤال البحثي و ا لأ سئلة البحثية الفرعية. و تشمل المسا عدة تزويد العينا ت با ستما را ت الإ ستبيا ن التي تنقسم إ لى قسمين.  استما رة الإ ستبيان المبا شر  أو ما يعبر عنه بالإ ستقصا ء المبا شر (أي الإ ستجواب)  و استما رة ا لإ ستقصا ء الغير المبا شرأ ي الإ ستخبا ر البريدي. وقد تم تقسيم مضمو ن ها تين  الإ ستبيا نين إ لى جزئين: يتضمن الجزء الأ ول معطيا ت تتعلق بمعلوما ت شخصية حول البا حث  ،تتجلى أ ساسا في ذكر  اسمه وكذلك الجهة المشرفة على هذا البحث. و يتضمن هذا الجزء أيضا تفسيرا لمقتضبا الأ هذاف المتوخاة من البحث مع التأكيد على سرية  المعطيا ت المحصل عليها عبر العينة الإ جتما عية و على أقتصار استعما ل هذه المعطيات لأغراض علمية فقط.  في حين يتضمن الجزء الثا ني من الثا ني من الإ ستمارة نوعين من الأ سئلة، إ ذ تم تخصيص البعض من هذه الأ سئلة للحصو ل على أ جوبة تتعلق با لوضعية الإ جتما عية و الإ قتصا دية للمبحو ث في حين تم تخصيص با قي الأ سئلة إلى الحصول على أ جوبة ببعلق بمضمو ن الدراسة  عبر العينة الإ جتما عية. و كما جرت العا دة فقد تم الإ عتما د على مبدإ التدرج في طبيعة الأ سئلة الواردة با لإ ستمارة، إ ذ  تم الشروع في البحث بدءا بطرح ا لأ سئلة السهلة  و مرورا بأ سئلة أكثر تعقيدا.

با لإ ضا فة إ لى الحصو ل على معطيا ت عبر ا ستما را ت ا لإ ستقصاء، تم أ يضا الحصو ل على معطيا ت عن طريق  الإ عتما د على استعراض مجموعة من المعطيا ت المستخلصة من بحوث تم نشرها   ببعض الجرائد الصحافية على ا حتما ل أ نها ستفيد نا في معرفة كيفية تصورو مما رسة المغا ربة لليمقرا طية ببلد هم المغرب.

ا لفصل الثا لث من البا ب الثا ني : تحديد العينة الإ جتما عية المستهذ فة أ و المجا ل البشري المتضمن في هذا البحث:     .The Targeted  Sample

أ ما الفصل الثا ني من البا ب الثا ني من هذه الدرا سة فأ خصصه لتحد يد العينة الإ جتما عية المستهذ فة .  و يمكن القو ل بأ نه هنا ك عينا ت مختلفة في هذا البحث تم ا ختيا رها للإ جا بة على مجمو عة من الأ سئلة. فقد تم ا لإ عتما د على عينة الجا لية المغربية التي  تم ا ختيا رها ببحث تم نشره عبر صحيفة إ علا مية. و لتأ كيد بعض الفر ضيا ت المتعلقة بكيفية تصورو مما رسة الجا لية المغر بية للأ سس الد يمقرا طية، فإ نني سأ عتمد على المعطيا ت الواردة بهذه الصحيفة. با لإ ضا فة إ لى هذا، تم ا لإ عتما د على عينا ت من المستمعين لبرا مج إ د اعية لتحقيق نفس الهذ ف. و أ يضا، تم ا لإ عتما د على عينة مكو نة من طا لبا ت متمد رسا ت بمؤ سستين مختلفتين: عملت على تسمية أ حد هما بمؤ سسة “أ ” و هي ذا ت تو جه  علمي د يني و سأ عمل على تسمية المؤ سسة ذا ت التو جه العلمي التجريبي  بمؤ سسة  “ب ” . و أ تمنى أ ن يسعفني ذ لك في و ضع مقا رنة بين كيف تتصور و كيف تما  رس العينا ت  ا لأ سس الد يمقر اطية  بهذ تين المؤ سستين .  و يكمن الهذ ف من و راء ا ختيا ر هتين العينتين في محا و لة القيا م بمقا رنة للتعرف على المميزات المهمة لشخصيتهن با لقدر الذ ي يمكننا من معرفة كيفية تصورهن للد يمقرا طية و مد ى قد رتهن على مما رسة الد يمقرا طية با لفضاء الد لرا سي. و قد تم ا ختيار عينة من الطا قم النسوي العا مل بهتين المؤ سستين لنفس الغر ض. كما سيتم ا لإ عتما د على عينة من النساء تم ا ختيا رهن  كذ لك للحصو ل على معطيا ت تفيد القا رئ في مجا ل معر فة التصور الذ ي يحمله ا لأ عضاء العا ملو ن ببعض مجا لس الجا معا ت و مد ى قد رتهم على مما رسة الد يمقرا طية بهذه المجا لس. و أ عمل على تسليط الضوء على  العينة المنتمية لمجا لس الجا معة للغوص في بحر ا لإ نسا ن و ا كتشا ف مد ى إ يما نه العميق بضرورة طرح مجمو عة من ا لأ فكار الد يمقراطية على أ رض الوا قع. و أ ستغل هذه الفرصة لأ نبه القا رئ بأ نني لا أ هذ ف من وراء هذه الدراسة إ لى التقليل من شأ ن أ ي كا ن بقدر ما أ هذ ف إ لى المشا ركة في و صف و تقو يم السلوك إ يما نا مني بأ ن في ذ لك نوع من التضا من من أ جل التغيير.

 و يضم هذا البا ب فصلين رئيسيين. يتعلق الفصل الأ ول منهما  بتحد يد العينة الإ جتما عية محل الوصف. في حين، يتعلق الفصل الثا ني بتحد يد الأ دوا ت التي سا همت في استخلا ص المعطيا ت من العينة الإ جتما عية والتي من خلا لها تم الوقوف على جوانب المشكلة البحثية.

الفصل الرابع من البا ب الثا ني : و صف المعطيات المحصل عليها في إ طا ر البحث الميدا ني    Description of the Results      The

سيقتصر العمل في الفصل الثا لث من البا ب الثا ني على استعراض مضمون المعطيا ت ذا ت الصبغة الكيفبة التي تم جمعها عبر العينة الإ جتما عية و ذلك في إ طا ر تنا سق تا م مع ما ورد بالفصول المختلفة المندرجة في إ طا ر البا ب الثا ني من هذا البحث و المند رجة في إ طا رالجا نب النظري للديمقراطية كما سا هم المنظرون في و ضعه.

و تجدر ا لإ شا رة إ لى أ نه سيتم تقسيم هذا البا ب الثا ني المتعلق با لتحث الميدا ني إ لى بعض الفصول حيث سيتم الكشف على السؤا ل البحثي الفرعي و ما تعلق به من فرضية على رأ س كل فصل. و إ جما لا، سيتم تخصيص الجزء الأ كبر من هذا البحث الميدا ني الو صفي ( الكيفي ) للإ جا بة  عن الأ سئلة البحثية الر ئيسية و الفرعية لتأ كيد الفرضيا ت و لتحقيق ا لأ هذا ف المتو خا ة من الد را سة و المرتبطة أ سا سا با لكشف عما إ ذا كا ن المواطنون المغا ربة يما رسون الد يمقرا طية كما تم التنظير لها بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 . و تهد ف خطة البحث الميداني هذه إ لى وضع مقا رنة غير مبا شرة  بين مفهوم الد يمقرا طية كنظرية تم طرحها من طرف المنظرين للديمقرا طية و بين الديمقراطية كما يتتصورها و يما رسها فعلا  المغاربة على صعيد الحيا ة اليومية ، الشي الذي سيسهم حتما في إ تا حة الفرصة لهذا البحث للمسا همة في تنوير الرأي العا م المغربي لا حقا ليس فقط حول قضا يا تتعلق  بمفهوم الديمقرا طية بل أ يضا حو ل الجدوى منها.

السؤا ل البحثي الفرعي ا لأ ول: ما هو التصور الذ ي تحمله العينة المستهذ فة حو ل الد يمقر اطية في المغر ب المعا صر؟ هل للعينة المستهذ فة نفس التصور حول الد يمقر اطية و هل تما رس هذا التصور في حيا تها اليو مية؟

يعتبر17  فبرا ير  2011 فترة  هبت خلا لها ريا ح شرقية حا ملة معها ‘ربيعا عربيا’ لم لكن  يعرف أ حد أ ي زهور و أ ي أ شوا ك سيحملها معه. و بم أ ن دستور 2011 جا ء ليعبر عن تصور الجيل الجد يد من المغا ربة للديمقراطية    ، فإ ن السؤال البحثي التا لي يطر ح نفسه بقوة في هذا المجا ل: هل عبر د ستور المملكة المغر بية  لسنة    2011  فعلا  على التصور الذ ي يحمله المو اطنون  المغا ربة  من الشبا ب   حو ل الد يمقر اطية؟

كل شئء با لفضا ء المغر بي يو حي با لتعددية مشو ب بغنى ثقا في لا مثيل له على صعيد المجتمع العا لمي

بينما كنت ا ستمتع بضو ضا ء ا لأ  زقة بمرا كش  سمعت أ حد السيا ح العر ب  يفصح عن ذ كا ء المغا ربة قا ئلا: ” لقد تر ك ا ل ستعما ر الفر نسي خلفه ثقا فة شا سعة تجسد ت في ا لا لسنة المختلفة”.  إ ن كل شيء  با لمملكة المغر بية يو حي فعلا با لا متزاج ليس فقط على صعيد الحد يث  با للغا ت المتعددة   و المستعملة في أ ن و احد  بل أ يضا على صعيد الكتب المتدا و لة و الصحف اليو مية با للغة العر بية الفصحى و با لد ار جة و با لفر نسية و أ حيا نا با لإ نجليز ية و ا لإ سبا نية. و يظهر ا لإ متزا ج أ يضا على صعيد  الرؤى و التصورات و ا لإ عتقا دا ت المختلفة ، و على صعيد المأ كل و المشرب و الهندا م  و الهند سة. فا لزا ئر للمملكة المغر بية لا يخفي ا نبها ره أ ما م ما ترا ه أ عينه حا ليا با لمملكة المغر بية. فبجا نب التجد يد و التغر يب هنا ك ا لأ صل يتعا يشا ن في أ من و سلا م.  فا لمقا هي تو حي با للغو و على الر غم من ذ لك، فإ نها تو جد با لقر ب من المسا جد التي تو حي با لإ يما ن، و بالذ كر و العبا دة. و إ ن ذ ل هذا على شيء فإ نما يد ل على د عو ة و ا ستجا بة  المطو رين با لمملكة المغر بية العا مة من النا س سواء من أ صو ل عر بية أ و غير عر بية إ لى  اا ستغلا ل جميع الفر ص بطر ق متسا و ية. فإ لى جا نب الد عو ة إ لى الحصو ل على الثراء الر و حي و السيا سي هنا ك في نفس الو قت الد عو ة إ لى الغنى الما د ين ا لإ قتصا دي و العقلي. و هذ ه ا لأ مو ر تعتبر بمثا بة محفز للبا حث الميد اني لا كتشا ف ا لأ حا سيس أ يضا ليس فقط تجا ه ا لإ نسا ن لللإ نسا ن بل ا يضا تجا ه ا لإ ختيا را ت و ا لأ نظمة السا ئدة.  و قد سبقت ا لإ شا رة في القطع الأ و ل  المخصص للبحث النظر ي أ ن المملكة المغر بية و رثت ثرا ثا حضا ريا  اسلا ميا و عر بيا أ ند لسيا  و صحرا و يا عر يقا  ا متز ج  على مر العصور بثرا ث ا ر و بي مسيحي و غر بي. و قد و جد هذا الغنى د عما و تشجيعا في ظل د ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011 بشكل لا يد ع أ ي مجا ل  للعزلة و النزا ع الطبقي أ و العر قي كما هو الشأ ن  با لنسبة ليو غسلا فيا أ و ا لإ تحا د السفيا تي سا بقا. كا ن كل شيء يو حي بو حد ة و بتضا من المغا ربة و على أ ن د ستو ر المملكة المغر بية هو فعلا من صنع ا لأ مة المغربية لأ نه  يعكس هذا التنو ع. و قد   و ر د بتصد ير د ستو ر المملكة المغربية  لسنة 2011 أ ن المملكة المغر بية متشبثة بصيا نة تلا حم مقوما ت هويتها الوطنية  المو حدة  با نصها ر كل مكونا تها: العربية-الإ سلا مية، و الأ ما زيغية و الصحرا وية  الحسا نية و الغنية بروا فدها الإ فريقية و الأ ندلسية و العبرية و المتوسطية  (القسم السيا سي، 7  : 2011  ).

الهذ ف في هذا الفصل

ا رتأ يت من خلا ل  هذا المشروع الد راسي التنقيب عما يسو د و راء الستا ر للو صو ل إ لى جو ا ب على السؤا ل البحثي التا لي: هل  يمارس المغا ربة الد يمقرا طية كما تم التنظير لها بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011؟ و سأ تنا و ل با لدرا سة و التحليل في القسم ا لأ و ل هن هذا البحث الميد اني  مجمو عة من المعطيا ت ذات الصلة بكيفية فهم العينا ت الإ جتما عية المستهذ فة للمبا دئ الد يمقرا طية و مدى قدرتها  على مما رسة هذا التصور خلا ل الحيا ة اليو مية.  و قد ا خترت للإ جا بة على هذا السؤا ل  عينا ت مختلفة  من  ذ كور و إ نا ث بدا خل و بخا رج المملكة المغر بية. فقد تم رصد مجمو عة من ا لأ راء أ با ن عنها شبا ب مغا ربة يقيمون با لخا رج . و تم كذ لك ا ختيار عينا ت مختلفة من الطلبة ذ كورا و إ نا تا يتضمنون طلبة و طا لبا ت ينتمو ن أ صلا إ لى ا لأ قا ليم الجنو بية المغر بية. با لإ ضا فة إ لى هذا، تم ا ختيا ر عينة ضمن الطا قم العا مل بمؤسسا ت التعليم العا لي.

ا لفرضية ا لأ و لى: عد م وجو د تصور موحد للد يمقرا طية في صفو ف الشبا ب القا طن با لخا رج و في صفو ف الطلبة و الطا قم العا مل بمؤسسا ت التعليم العا لي

تتطلب ا لإ جا بة على السؤال البحثي الر ئيسي ا لإ جا بة على طبيعة التصور الذ ي تحمله العينة من الموا طنين المغا ربة ذ كو را و إ نا ثا  حو ل الد يمقرا طية و ذ لك لتأ كيد  نتيجة البحث الذي قا مت به هيئة اليو نسكو التا بعة للأ مم المتحدة حيث و جهت أ سئلة إ لى أ كثر من ما ءة مفكر ا جتما عي و سيا سي و ا قتصا دي تتمحور حو ل تعريف الد يمقرا طية ة حيث أ كد ت ا لإ جا با ت فر ضية غيا ب تصور شا مل لمفهو م الد يمقرا طية.

أ و لا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف عينة الشبا ب المغربي القا طن با لخا رج:

السؤا ل الفرعي ا لأ و ل: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الشبا ب المغربي القا طن با لخا رج  أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟ الإ نطلا ق من العا م إ لى الخا ص:

تم الإ نطلا ق مما هو عا م  إ لى ما هو خا ص خلا ل البحث عن كيفية تصور الشبا ب المغا ربة القا طنين با لخا رج للد يمقرا طية و عن مدى قدرة استيعا بهم للمقتضيا ت المتعلقة با لد يمقرا طية با لمملكة المغربية كما و ردت بدستو ر 2011. و يعني هذا أ نه تم ا لإ نطلا ق للجوا ب على السؤا ل البحثي المتعلق بكيفية بصور الشبا ب المغربي للد يمقراطية  من بعض الدراسا ت الميد انية المتمحورة حول حا لا ت عينية و التي انجزت حو ل هذا المو ضو ع  إ لى الخا ص ا ي إ لى الواقع المعا ش. و قد كا ن الهذ ف من و راء اختيا ر هذه الطريقة في مقا ربة ا لإ جا بة على السؤا ل البحثي هو محا و لة الحصو ل على معطيا ت صا د قة و علمية  مستقا ة  من صحيفة تم نشرها و تو زيعها عبر جريدة يو مية ذا ت مصدا قية.و بنا ء عليه، تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من طرف المركز الد ولي للجا ليا ت الأ جنبية التا بع  لمعهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا حسب (عبد الها دي مزواري ، 5 : 2012 )  أ ن  للجا لية المغر بية المقيمة بسو يسرا  تصور خا ص للد يمقر اطية يتمثل أ سا سا  في إ حذاث تغيير ا جتما عي و سيا سي و اقتصا دي يسا هم في  سيا دة الإ ستقرار و الأ من، مما يسهم في ارتبا ط الجا لية المغربية با لوطن الأ م .

و تفيد المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل معهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا تحت إ شرا ف (عبد الها دي مزواري ، 5 : 2012 )  أ ن للجا لية المغر بية تصو ر خا ص حو ل الد يمقر اطية تمثل أ سا سا في عد م  استعما ل العنف ضد المتظا هرين. و سأ عمل على  القيا م بمقا رنة بين هذا التصور و بين التصور الذ ي تحمله عينا ت أ خرى بهذا البحث. قا لت رشيدة  و هي شا بة مغربية تقطن بإ رلندا و تبلغ 32 سنة: “أ عتبر أ ن ما يصلنا من أ خبا ر عن بلد نا  يستدعي المتا بعة و الإ هتما م. ففي كل مرة نسمع جديدا و هنا ك تحو لا ت كبيرة جرت على المستوى السيا سي كما على المستويين الإ قتصا دي و الإ جتما عي …عند ما نزور المغرب من فترة لأ خرى، نحس بأ ن هنا ك تغييرا ت تحدث. خلا ل اندلا ع ثورا ت الر بيع العربي، كا نت قلوبنا مشدو دة إ لى بلدنا و ما يمكن أ ن يحدث فيه. لكن و لله الحمد، تعا مل جلا لة الملك مع الربيع العربي بطريقة مختلفة تما ما عن الطرق التي تعا مل بها الحكم  في تو نس و سو ريا و مصرو ليبيا و اليمن. و قد ترتب عن طريقة الحكم هذه ، حسب  رشيد ة، ظهور دستور جديد و تأ مل أ ن يستمر التجديد و التغيير نحو الأ حسن”. و تعتقد رشيدة   أ ن رغبتها في سيا دة الأ من و الإ ستقرا ر في المغرب يزيد من شدة ارتبا طها با لمغرب.، إذ أ نها تأ مل في أ ن تسا هم الإ صلا حا ت في المغرب في إ تا حة الفرصة للإ ستثمار الو طني و الأ جنبي با لمغرب، حيث أ نها تعتقد أ نه لا يمكن الحذ يث عن التنمية  بمعزل عن الإ ستثما ر.

و تو ضح المعطيا ت أ يضا أ ن للمغا ربة المقيمين بر و سيا ا تصو ر للد يمقر اطية له ار تبا ط با لإ قتصا د.  فالنظا م الديمقرا طي  حسب الشا ب المغربي مرا د الطيبي الوزاني  المقيم برو سيا  يؤدي إ لى الإ ستقرار الإ قتصا دي مما يو لد لد يه الرغبة في العودة إ لى المغرب  صحبة عا ئلته من أ جل إ قا مة مشرو ع  ببلده المغر ب.. فبنا ء على ما نقله الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) في إ طا ر   بحث أ نجزه المركز الد ولي للجا ليا ت الأ جنبية التا بع لمعهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا  حو ل مدى ارتبا ط الجا لية المغربية با لوطن الأ م، نخلص إ لى القو ل بأ ن الشا ب المغربي مرا د الطيبي الوزاني  المقيم برو سيا لمدة 15 سنة  لا يكا د يخفي إ عجا به ببلد ه المغرب. فمرا د يبلغ 40 سنة و هو  متزوج من شا بة روسية و له طفلين. كما أ نه يشتغل في مصنع لهند سة هيا كل الطا ئرا ت. و على الرغم من سلا سة ظرو ف العيش بسويسرا ، فقد ترا وده الرغبة في العودة إ لى المغرب  خصو صا و أن ز و جته رغبت مؤخرا في العيش به ، الشئ الذي د فعهما إ لى التفكير في إ قا مة مشرو ع  با لمملكة المغر بية. و يدعو المغربي مرا د الطيبي الوزاني  لجلا لة الملك با لتو فيق و السداد و  يقو ل: “ليست مهمة التغيير با لسهلة و أ عتقد أ ن بلا دنا ا جتا زت مر حلة مهمة و أ نه عليها أ ن تمضي قد ما و ألا تتردد في محا ربة المفسد ين و اختيا ر الأ شخا ص المنا سبين للمنا صب المنا سبة

و تد ل المعطيا ت أ يضا أ ن  للمغا ربة المقيمين بفر نسا تصور خا ص حو ل الد يمقر اطية له علا قة بسيا دة الكريم و التمتع بشمس المغرب و بسما حة طبا ع المغا ربة. فقد ر وى الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) أ ن فيصل رويشد مها جر مغربي يقطن بفرنسا و بأ نه يبلغ 38 سنة. يقول فيصل رويشد أ ن الفرنسيين يبدو ن اهتما ما خا صا حو ل ما يجري با لمغرب نظرا لقرب المغرب منها جغرا فيا و سيا سيا  و اقتصا ديا. و لهذا، فإ ن و سا ئل الإ علا م  بفرنسا قد تو لي-حسب فيصل- اهتما ما خا صا لشخص جلا لة الملك محمد السا دس. و في رأ ي فيصل، فإ ن لجلا لة الملك محمد السا دس طريقة ممتا زة لتسيير شؤون المغرب مقا رنة مع قا دة أ خرين. و أ كد فيصل أ ن جلا لة الملك محمد السا دس سينجح في تغيير صورة المغرب  الذي و صفه جلا لة المغفور له  الحسن الثا ني فا ئلا بأ نه شجرة جذورها في إ فريقيا و أ غصا نها في أ روبا. أ فصح فيصل عن مشا عره حو ل المغرب فا ئلا بأ نه على الرغم من إ فا مته بفرنسا لمدة 20 عا ما، إ لا  أ نه يبدي إ عجا با بشمس المغرب و بسما حة طبا ع المغا ربة على الرغم من حدة سلو كهم.

و تد ل المعطيا ت على أ ن للمغا ربة المقيمين بد بي  با لإ ما رات العربية المتحدة للديمقرا طية تصو ر خا ص للد يمقر اطية له ا رتبا ط بسيا دة الأ من.فبنا ء على ما نقله الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) في إ طا ر   بحث أ نجزه المركز الد ولي للجا ليا ت الأ جنبية التا بع لمعهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا  حو ل مدى ارتبا ط الجا لية المغربية با لوطن الأ م، تخلص إ لى القول بأ ن للإ صلا ح ثأ ثيرعلى مدى قوة ارتبا ط الغا ربة با لمملكة المغربية. يقول عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) أ ن عزيز الود غيري شا ب مغربي يبلغ 36 سنة و هو مقيم حا ليا بد بي  با لإ ما رات العربية المتحدة و بأ نه على علم بما يجري في العا لم من تحو لات سيا سية و أ منية خصو صا با لمنطقة العربية و أ زما ت ما لية و اقتصا دية خصو صا بأ روبا.  فحسب عزيز الود غيري، “المغرب  بيت و للبيت رب يحميه”. كما أ نه اعترف با لد ور الذ ي قا م به جلا لة الملك في تقو ية ارتبا ط الجا لية المغربية با لمملكة المغربية بفضل الإ صلا ح الذي سا هم في بنا ئه.

بنا ء على ما نقله الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) في إ طا ر   بحث أ نجزه المركز الد ولي للجا ليا ت الأ جنبية التا بع لمعهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا  حو ل مدى ارتبا ط الجا لية المغربية با لوطن الأ م،  أ نه لا يمكن الحد يث عن نظا م د يمقر اطي دو ن الحذ يث عن إ قا مة  أ صلا حا ت تر تبط با لمنا طق الصحراوية.  و قد اتضح من خلا ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر العينة الإ جتما عية المغر بية  المقيمة ببر يطا نيا  أ ن عبد الرحيم مواطن مغربي يعيش با بريطا نيا.  يقو ل عبد الرحيم حرشي أ نه عا ين حدو ث تغيير با لمملكة المغربية و قد أ سره ذ لك كثيرا. فعلى الرغم من مزا ولته  أ عما لا حرة، فإ نه لم ينسلخ عن جبة الفن حيث إ نه ينظم أ غا ني و طنية حو ل بلده المغرب. ا قر عبد الرحيم حرشي أ نه سا هم خلا ل الستة الما ضية في الغناء  بمشا ركة  20 فنا نا مغربيا من المهجربا لإ ضا فة إ لى 30 مو سيقيا، فكا ن ‘ندا ء الصحراء ‘ هو عنوان الأ غنية التي سا هم في غنا ئها و التي خصه  بشأ نها  جلا لة الملك محمد ىالسا دس برسا لة  زا دت من عزيمته و تشبته بوطنه. كما تمنى عبد الرحيم حرشي لو  أ ن جل المسؤو لين با لمملكة المغربية  يسيرو ن بنفس الو ثيرة التي يسير بها جلا لة الملك محمد السا د س بخصو ص التغيير، الشيء الذي سيؤدي حتما إ لى تشبث مغا ربة المهجر بو طنهم.

تد ل المعطيا ت على أ ن للمغا ربة المقيمين با لو لا يا ت المتحد ة الأ مريكية  تصور خا ص للد يمقر اطية يتمثل أ سا سا في نبذ العنف. سا هم الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 ) في نقل مضمو ن  بحث أ نجزه المركز الد ولي للجا ليا ت الأ جنبية التا بع لمعهد الدرا سا ت العليا الدولية في لوزان بسويسرا  حو ل أ سبا ب ارتبا ط المغا ربة بو طنهم المغرب.  فبنا ء على ما نقله الصحفي عبد الها دي مزواري ( 5 : 2012 )، هنا ك بعض الأ سبا ب التي د فعت ريا ض المويلحي المقيم با لو لا يا ت المتحدة الأ مريكية لمدة 30  سنة إ لى الإ رتبا ط با لمغرب رغم ابتعا ده عنه جغررافيا. .  و لهذا، و جد المغا ربة أ نفسهم  –بناء على ما نقله ريا ض- في صلب ما يشغل با ل المغا ربة جميعا با لمغرب على الرغم من اتد ما جهم با لو لا يا ت المتحد ة الأ مريكية. فقد عا ش المغا ربة مع الربيع المغربي، و استمعوا إ لى الخطا ب الملكي ل 9 ما رس و تا بعوا الإ صلا حا ت با لمغرب.إ لا أ ن  ريا ض  لم يتوان في إ بدا ء إ عجا به  بأ سلو ب العيش في الو لا يا ت المتحد ة الأ مر يكية. فقد ا عترف بأ نه لا يعتبر نفسه مها جرا با لو لا يا ت المتحدة الأ مريكية و إ لا، فسو ف ينتا ب الأ مريكيين هذا الإ حسا س جميعا لأ ن الجميع مها جر. إ ذ ن، يعتبر ريا ض نفسه من فسيفسا ء هذا المجتمع . و خلا فا لذ لك ينتا به نو ع من التشا ؤم  تجا ه المغرب إ ذ أ ن الما كينة ا لإ علا مية و الثقا فية –حسب ريا ض- تجلب أ خبا ر العرب و المسلمين من شتى أ نحاء العا لم بأ لوا ن قا تمة.

يظهر من خلا ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من العينة ا لإ جتما عية المقيمة با لخا رج ، إ ذن، أ ن نطا ق الد يمقر اطية  ير تبط أ سا سا با لإ قتصا د و الإ ستقرار من أ جل الإ ستثمار. و إ ن د ل  هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن  للمغا ربة المقيمين با لخا رج تصو را  أ كثر تطورا للد يمقر اطية من التصور الذ ي تحمله العينة المقيمة با لمملكة المغربية  حيث أ ن هذا التصور لا يقتصر فقط على الهيا كل و المؤسسا ت التشر يعية التي تسمح للمو اطنين با لمشا ركة في قضا يا ذا ت بعد و طني بل يشمل أ يضا بعد ا ا قتصا د يا تمثل على الخصوص في الد ور الفعال الذي يمكن أ ن يلعبه النظا م الد يمقر اطي –حسب العينة المقيمة با لد يا ر الأ جنبية-  على  سيا دة الأ من و الإ ستقرار با لمملكة المغر بية ، مما يشكل دا فعا للإ ستثما ر بها من طر ف الجا لية المغر بية.  وقد  أ فا د تنا و كا لة ا لأ خبا ر هذا الصبا ح  أ ن اللجنة الإ قتصا د ية  المغر بية  الأ لما نية  المختلطة ا نعقد ت اليو م  في برلين في  الرا بع و العشرو ن من شهر ا كتو بر من سنة 2012  لبحث مجا لا ت التعا و ن بين أ لما نيا و المغر ب. و قد شمل البر نا مج تقد يم عر و ض تبرز منا خ الأ عما ل و الإ ستثما ر با لمغر ب و الفرص التي يو فرها خا صة في قطا ع صنا عة السيا رات و الطا فا ت المتجددة  و كذا التعا و ن في القطا ع الفلا حي، مما يد ل على ا نه خلا فا لما و قع في الشر ق ا لأ و سط، فإ ن تهد ئة الأ و ضا ع من طر ف السلطا ت المغربية و عدم رد العنف با لعنف مع ا لإ ستجا بة لمطا لب المو اطنين سا هم في سيا دة منا خ مستقر و أ من و با لتا لي جلب الإ ستثمار من طر ف اللجنة ا لإ قتصا دية المغربية ا لأ لما نية الختلطة. و قد  أ كد ابا حث  منذ ر الشرع و ا خرو ن (  13 : 2006 )  هذا الر أ ي فا ئلا  بأ ن للد يمقر اطية امتدا د سيا سي تبلو ر في التمثيل الشعبي و في السلطا ت التشر يعية.  كما أ ن لها امتدا د  ا قتصا د ي أ يضا “يطلق العنا ن لقو ى السو ق”.

ثا نيا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف عينة الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين:

طرح السؤا ل الفر عي الثا ني: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟

كشفت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها بهذه الدرا سة الميدا نية بأ ن العينة المستهذ فة من الطلبا ت و الممثلة للشا با ت المغر با ت عن  تبا ين في التصور حول للد يمقرا طية .  فقد تد ل المعطيا ت التي حصلت عليها من خلا ل القيا م با ستجو ابا ت مع طا لبا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين على أ ن 90 % منهن يستمد ن تصو رهن للد يمقر اطية من القر أ ن و السنة. في حين يستمد 10%  منهن فقط مفهو مهن للد يمقرا طية من مصا د ر غر بية على الر غم من أ نهن متحجبا ت. و تجدر ا لإ شا رة إ لى أ ن المعطيا ت أ با نت على أ ن أ ن مبدأ “المسا واة” و “الحرية” تعتبران من أ هم المبا دئ الأ سا سية التي أ شا رت  إ ليها الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة “أ ” المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين أ ثنا ء تعريفهن للد يمقر اطية. و الجدير بالذ كر أ نهن يختزلن مفهو مهن للديمقراطية في ا سسين فقط هما مفهومي المساواة و الحرية.

أ جو بة على أ سئلة تتعلق با لمسا واة من طر ف العينة من الطا لبا ت المتمدر سا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين:

تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل القيا م مع ا ستجو ابا ت مع عينة من الطا لبا ت المتمدر سا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين على أ نهن يختزلن مفهو مهن للديمقراطية في أ مرين فقط: المساواة و الحرية. فعلى الر غم من و عيهن بأ ن الشر يعة لا تقر المسا واة بين الرجا ل و النساء فإ نهن لا يبد ين أ ي ا عتراض لها. و قد تقر هذه العينة أ ن ا لله ستحا نه و تعا لى له علم ملكو ت السما وا ت و ا لأ رض و هو مد بر هذا الكو ن و يعلم أ سبا ب عد م ا لإ قرار با لمسا واة كما ورد ت با لقا نو ن الو ضعي. و من الأ مثلة على ذ لك كذ لك ما و رد على لسا ن أ مينة البا لغة من العمر تسعة عشر سنة: “تقو م الد يمقر اطية على المسا واة. و لا  يمكن الحذ يث عن المسا واة بين الر جا ل و التسا ء طا لما أ نه لا يمكن  تغيير أ حكا م الله سبحا نه و تعا لى و لا اتخا ذ موا قف لما اختا ره الله جل علا ه و نبينا صلى الله عليه و سلم”. و قا لت حجيبة  البا لغة من العمر العشرين سنة بأ ن “الد يمقر اطية الحقيقية تستمد من السنة  و تقتضي تخو يل حقو ق متكا ملة و متسا وية بين ا لأ زواج. فبينما يعتبر الزو ج مد برا للشؤون الما لية خا رج ا لأ سرة، تعتبر الزو جة سيدة بيتها. فا لأ صل في السنة هو الله سبحا نه و تعا لى. فهو خا لق البشر ية و عا لم لأ سرا رها و مصلحتها. و لهذا، أ عتقد أ ن الد يمقرا طية هي إ قرار لحقو ق مختلفة في مظهرها لكنها متسا وية في جوهرها. فأ ستنبا ط القو ا نين الد يمقراطية من الشر يعة الإ سلا مية  لا يتعا رض مع مصا لح النسا ء. فا لسنة كا فية لر د الإ عتبا ر لكرا مة المرأ ة لأ نها   تهذ ف إ لى  فر ض ا حترا م المرأ ة ليس فقط على الصعيد الما لي بل أ يضا على صعيد الحيا ة الها د ئة ببيت الز و جية”.

الحر ية بمفهو مها ا لإ سلا مي بمؤ سسة “أ ” و المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين:

ا تضح من خلا ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها على إ ثر القيا م با ستجوا با ت مع العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤسسة للتعليم العا لي (أ) ذا ت التو جه العلمي الأ صو لي الد يني حو ل مفهو مهن للحر ية أ ن لهذه ا لأ خيرة عدة تعا ريف تسير و فق التعا ليم الد ينية.  

(مثلا : الحرية هي ا ختيا ر للعقيدة)

و قد تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها بهذ ه الد را سة أ ن عد دا كبيرا من الطا لبا ت المنتميا ت  للعينة المستهدفة من  الطا لبا ت المتمدر سا ت با لمؤ سسة “أ ” و المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين قد عرفن ‘الحرية’ طبقا لما ور د با لنص القرا ني. و بنا ء عليه، عرفت خمسة و سبعو ن (75) طا لبة من بين  ما ئة طا لبة (100) من العينة المستهذ فة من الطا لبا ت المتمدر سا ت با لمؤ سسة “أ ” و المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين”الحرية”  على أ نها  “ا ختيا ر للعقيدة و للرأ ي و المذ هب”، و بأ نها  “فطرة فطر النا س عليها”. فقد أ قر  ت العينة المستهد فة أ ن  ا ختيا ر العقيدة  يتضمن ا ختيا ر الرأ ي، و اختيا ر الفعل أ و المو قف الذ ي يترتب عن هذا الرأ ي . فا لإ نسا ن حسب هذا الر أ ي له الحق في أ ن  يختا ر ا لإ عتقا د الذ ي ير يد  سواء كا ن ا عتقا ده مسيحيا أ و يهو دبيا. و من ا لأ مثلة على  هذا التصو ر للحر ية ر ما و رد على لسا ن لطيفة البا لغة من العمر التا سعة عشر سنة  حين قا لت:  “الحرية هي اختيا ر  قو امه أ لإ رادة مع قبو ل نتا ئج هذا ا لإ ختيار”. و أ كد ت أ سماء البا لغة من العمر عشرين سنة هذا الرأ ي قا ئلة: “الحرية تتضمن  ا ختيا ر مو قفين متنا قضين. يقتضي ا لإ ختيا ر ا لأ و ل اختيا ر ا تبا ع  ذ كر الله سبحا نه و تعا لى. و يقتضي ا لإ ختيا ر الثا ني عصيا ن الله و الضلالة إ ن  شاء ا لإ نسا ن ذ لك “.

كما أ قر ت العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة تعليمية “أ” ذا ت التو جه التعليمي العلمي الد يني بأ نه لا يمكن الحد يث عن الحر ية  من ا لإ عتقا د اللهم إ لا إ ذا ا ستثنينا فترة  الصبى. و من ا لأ مثلة التي يمكن ا لإ ستشها د بها على ذ لك ما أ كد ته الطا لبة خد يجة البا لغة من العمر الثا منة عشرو سنة قا ئلة:  “خلق الله ستحا نه و تعا لى ا لإ نسا ن بفطر ته و هو حر أ ي أ ن مصد ر الحر ية التي يتمتع و يستظل بها ا لإ نسا ن  في ظل ا لإ سلا م  تكو ن ربا نية و فطر ية  في فترة الصبى فقط. و بعد هذه الفترة، يحد المجتمع في شخص ا لأ بو يين من حر ية و فطرة  ا لأ طفا ل طا لما أ ن  “كل طفل إ لا و أ بواه يهو دا نه أ و ينصرا نه أ و يمجسا نه”.

وخلا فا لذ لك،  كشفت  العطيا ت المحصل عليها بهذه الد را سة بأ ن العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة تعليمية “أ” ذا ت التو جه التعليمي العلمي الد يني تعترف بأ ن ا لإ سلا م  لا يخول الحرية للأ فراد ليفعلوا ما يشاءوا. و على الرغم من ذ لك، فإ نهن يبد ين الكثير من ا لإ عجا ب بد ين ا لإ سلا م الحنيف. فقد أ با نت المعطيا ت  على  أ ن  الحر ية في ا لإ سلا م مقيد ة بمجمو عة من الضو ابط  التي تعتبر من الفضا ئل لأ نها تمنع ا لإ نسا ن من ا رتكا ب مجمو عة من ا لأ خطاء التي لا تكو ن في صا ح الفر د و المجتمع. و من ا لأ مثلة على أ راء اهذه لعينة ما أ قرته  نا جية البا لغة من العمر العشر ين سنة حو ل كيفية و أ سباب تقييد الإ سلا م للحر ية: ”  تمنعنا الضوا بط الإ سلا مية  من ا ر تكا ب الضرر لأ نفسنا و للغير و هي ضوا بط غير قا بلة للتغيير لأ نها من صنع ا لله سبحا نه و تعا لى. فمن الضوا بط ا لإ لا هية التي تقيد الحر ية  ا لإ متنا ع عن ا لحرام الذ ي يكو ن له و قع سلبي على النفس أ و لا قبل أ ن يحد ث ضررا با لغير. و من ا لأ مثلة على ذ لك، ا لإ متنا ع عن شر ب الخمر و ا لإ متنا ع عن تنا و ل المخد را ت و ا لإ متنا ع عن أ كل بعض أ صنا ف ا للحو م التي يكو ن لها و قع خطير على صحة ا لإ نسا ن”. و أ ضا فت إ لها م البا لغة من العمر العشرين سنة: “لا بد من خلق الو عي بأ و سا ط الطا لبا ت ا للا ئي غشيت أ بصا رهم عن المفهو م الد يني الحقيقي للحر ية. لا شك أ ن هذا الو عي سيضع حدا  للملا بس الفا ضحة، الغير محتشمة و الضيقة التي تبرز شكل الجسد. ففي الحر ية التي حدد ها الشرع را حة للضمير و ا متنا ع عن الشهوا ت التي تفسد ا لإ نسا ن و المجتمع”.

و يؤكد عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ نه إ ذا رجعنا إ لى النص القرا ني، نلا حظ بأ ن التصور الإ سلا مي يذ هب في اعتبا ر الحرية و العنا ية بها إ لى مد ى لم تصل إ ليه بعد  بعض المذ ا هب الفكرية و الفلسفية الحذ يثة. التصور الإ سلا مي للحرية يقتضي و ضع الله سبحا نه و تعا لى و تقد ير مشيئته في صميم أ ي ا ختيا ر مع  تخو يل ا لأ فر اد الحق في اختيا را ت متعددة لا ينتج عنها ا ستعبا د أ ي شخص لشخص ا خر. يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن حرية ا لإ عتقا د في القران  لا تمنع أ ي إ نسا ن من مضا يقة أ حد بسبب اعتنا قه لعقيدة معينة.

ثا لثا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف عينة الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التوجه العلمي الوضعي:

طرح السؤا ل الفر عي الثا لث : هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التوجه العلمي الوضعي على أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟

د لت المعطيا ت التي حصلت عليها أ يضا على إ ثر ا ستجوا با ت مع طا لبا ت بمؤسسة للتعليم العا لي  ‘ب’ ذا ت التو جه العلمي المحض أ ن مفهو مهن للد يمقراطية يختزل في تمتعهن با لحرية. كما أ ن مفهو مهن  للحرية لا يختلف فقط عن مفهوم الحرية كما تم ا ستيعا به من طر ف الطا لبا ت المنتميا ت لمؤسسة التعليم العا لي ‘أ’ ذا ت التوجه ا لأ صو لي الد يني، بل يختلف أ يضا من طا لبة لأ خرى بنفس المؤسسة-أ ي بمؤ سسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التو جه العلمي المحض. و عموما، ا تضح أ نه من بين ما ئة  (100) طا لبة بمؤ سسة” ب” عملت ثما نو ن طا لبة (80 ) على تفسير  “الحرية” كمفهو م بنا ء على مصا در غر بية. 

(مثا ل لتعريف الحرية من طرف طا لبا ت بمؤسسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التوجه العلمي الوضعي: “ا تخا ذ أ سلو ب في العيش دو ن الخضوع لأ ي ضغط خا رجي”)

يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن جد ل الحرية  كمبدإ د يمقر اطي لا ينتهي و بأ ن النقا ش حو ل ضو ابط الحرية في المجتمعا ت الإ سلا مية  و غير الإ سلا مية هو نقا ش قد يم. و قد د لت المعطيا ت التي حصلت عليها على إ ثر ا ستجوا با ت مع  الطا لبا ت با لمؤسسة ذا ت التوجه العلمي الوضعي على صحة هذ ه القا عدة. فقد كشفت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها في سيا ق هذا البحث الميدا ني أ نه أ قر 75 %من العينة المستهذ فة من الطا لبا ت المتفتحات  على القا نو ن الو ضعي بمؤسسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التو جه العلمي الو ضعي   أ ن  حريتهن  تنتهي بو ضع حد لحر ية ا لأ خر . فمن بين التعا ريف التي ا عطتها  العينة من من الطا لبا ت المتمدر سا ت بمؤ سسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التو جه العلمي المحض للحر ية هو “القدرة المطلقة على  الإ  ختيار بما في ذلك ا ختيا ر نمط و ا سلو ب العيش المتحرر من جل القيو د بشتى ا شكا لها. و تقتضي الحر ية حسب هذه الفئة عد م المسا س بحر يتهن  الر و حية و الفكر ية و الجسد ية.  و من ا لأ مثلة على ذ لك ما أ قرته الطا لبة زينب البا لغة من العمر ستعة عشر سنة : ” من خا صية هذا  العصرأ نه يجب أ ن  ننعم نحن كشا با ت في مقتبل العمر با لحر ية في شتى أ لو انها. تشمل الحرية القدرة على ا ختيا ر طريقة اللبا س، حر ية طريقة مشط الشعر، حر ية طبيعة  لأ كل و الشرب و ما ما ثل ذ لك” .و قد عر فت  منا ل البا لغة من العمر تسعة عشر سنة الحر ية قا ئلة : ” ا لحر ية هي قد رة الشخص المطلقة سواء كا ن ذ كرا أ و أ نثى على ا ختيا ر نمط و أ سلو ب عيشه أ و عيشها  في الحياة دو ن أ ي قيد أ و جدال ليفعل أ و لتفعل في إ طا ره ما يشا ء أ و تشاء”.  و أ ضا فت قا ئلة  بأ ن لا يمكن حد الحر ية عن طريق ا لإ نتما ء الجنسي. “تقتضي ا لحر ية ا ختيا ر الفتا ة ا سلو ب عيشها في الحيا ة و يعتبر هذا بمثا بة  حق من الحقو ق الطبيعية التي يجب أ ن تنعم بها الفتيات أ ينما حلوا و ا رتحلوا”.  و هذا يعني أ ن الحر ية تضمن للفتيا ت إ مكا نية العيش المتحرر من القيو د ا لأ سر ية و العقا ئد ية. و أ ضا فت الطا لبة  سناء البا لغة من العمر ثما نية عشرة سنة  على أ ن الحرية ” نظا م  يمكن الفر د من التمتع با لا ستقلا لية من سلطة الأ ب و الأ م و الجدة و الأ ستا ذ و كل العقا ئد التي تمنع الإ نسا ن من ا كتشا ف الحيا ة”. كما عر فتها  الطا لبة  بشرى البا لغة من العمر العشرين سنة على أ نها ” تقتضي أ ن  يفعل ما ا لإ نسا ن ما يشا ء بعقله و بر و حه و بجسده. فأ نا لم أ خلق في هذا الكو ن لأ ستعبد من طر ف أ ي كا ن. فنحن فتيا ت هذا العصر لا نريد أ ن نتيح الفرصة لأ ي كا ن لكبح ر غبا تنا. فطا لما أ نني شخصيا  لا ز لت شا بة أ نعم بروح جميل  وبقلب وبجسد نا بضا ن با لحياة، فلا أ رغب في أ ن يتم ا لإ عتداء على هذه ا لمؤهلا ت لأ نني على يقين بأ نني لن أ نعم بهذه المؤهلا ت عند ما أ صير كهلة”.

را بعا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي

طرح السؤا ل الفر عي الرابع: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟

“تقتضي الد يمقراطية الحصول على التحرر من الإ ستعما ر”

وبر هنت جل المعطيا ت الو صفية  كذ لك التي تم الحصو ل عليها بهذ ه الد را سة  عبر  استجو ابا ت قا مت  بها  ا لإ د اعة المغر بية  بمنا سبة عيد المسيرة الخضراءفي   6  نو نبر من عا م 2012  مع مو اطنين مغا ربة يقيمو ن بإ قليم طر فا ية أ ن  عددا كبيرا من المغا ربة المقيمين با لإ فا ليم الجنو بية المغر بية لهم ا نطبا عا ت ا يجا بية حو ل حد ث المسيرة الخضراء التي ظلت عا لقة بأ  ذ ها نهم. و يمكن  إ خبار ا لقا رئ بفحوى ما و رد على لسا ن  أ حد المستمعين المقيمين با لأ قا ليم الجنو بية قبل كشف المعطيا ت المتعلقة بأ نطبا عا ت الطا لبا ت المغر بيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية المغربية و المتمدرسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب”ذا ت التوجه العلمي الوضعي.  قا ل  مستمع مزداد بمد ينة طرفا ية إ ثر مشا ركته في بر نا مج إ دا عي: ” لا ز لت ا تذ كر أ نه ا جتمع بمد ينة طر فا ية في صبيحة يو م ا نطلا ق المسير ة الخضراء  حو أ لي 350  أ لف متطو ع  ضمن المشا ر كين فيها. و قد عشنا جميعا أ جو اء تغمر ها الو طنية الصا د قة. و لا ز ال عدد كبير من المو اطنين بطر فا ية يستر جعو ن أ جو اء المسيرة الخضراء”. و قد أ كد مستمع ا خر هذا التو جه الذ ي ينبئ على ربط الد يمقرا طية با لتحرر: ” بعد خطا ب جلا لة الملك الحسن الثا ني ر حمه الله في 16 أ كتو بر 1975، أ عطيت ا نطلا قة المسير ة الخضراء من أ كا دير. كا ن ذ لك بمثا بة يو م مشهو د لتحطيم الحدو د الو همية و لصلة الر حم با لأ حبا ب و ا لأ جداد ا نطلا قا من تر اب عزيز”. قا ل موا طن مستمع  اخر: “لما ا نطلقت المسير ة تجا ه مد ينة طر فا ية، كنا نحن من المستقبلين لهم. و لما و صلوا، فر ح النا س بقد و م المتطو عين. فأ طلقت الز غا ريد و ا لأ غا ني . كا نت ا لأ جو اء را ئعة جدا”.و عبر أ حد المستمعين من المغا ربة المقيمين  بطر فا ية عن سعا دته با لبنا ء الد يمقراطي الذ ي أ ر سى جلا لة الملك الحسن الثا ني ر حمه الله معا لمه من خلا ل ضم ا لأ قا ليم الصحرا و ية إ لى حظير ة الو طن قا ئلا:  “كا نت المسيرة الخضراء إ بداعا خا صا، خططها و نفذ ها الشعب المغر بي تقد يسا للر ابطة التي تر بط جلا لة الملك الحسن الثا ني طيب الله ثراه بشعبه”.  كما أ كد أ حد المستمعين  المقيمين  بطر فا ية أ ن المغا ربة الصحر او يين المقيمين بطر فا  ية  “يؤ كد ون بأ نهم  متمسكو ن و متشبتو ن بمكا سبهم  و بأ نهم لا يمكن أ ن يترا جعوا  عن ذ لك”. كما أ كد مستمع ا خر مقيم  بطر فا ية أ نه  “بعد استكما ل و حد ة الو طن،   يهنئ الشعب المغر بي الد و لة المغر بية  على نجا حها  في إ عا دة ا لأ جزاء المحتلة إ لى حظيرة البلد ا لأ م بحكمة و تبصر”.

مسا همة ا لإ ذا عة في د عم ربط الحرية با لتحرر من ا لإ ستعما ر عبرإ قا مة أ عما ل فنية:

كما سا همت التلفزة و  ا لإ دا عا ت الفنية المغر بية  في إ قا مة جسر بين مفهو م الد يمقر اطية و التحرر من ا لإ ستعما ر ا و جعل ذ لك أ مرا محتو ما  و متدا ولا با لأ و سا ط المغر بية عمو ما عبر تر ديد  حذ ث المسيرة الخضراء  فنيا. و قد سا هم  في دعم هذا التصور عر ض مسر حيا ت حو ل الصحراء المغر بية أ يضا  و التغني بها ، الشيء الذي أ دى إ لى  تعميق الحس الو طني لد ى كل ا لأ جيا ل با لمملكة المغر بية  المعا صر ة بما يتضمنه  هذا التعبير الفني من  ضما ن مما رسة الكر امة ا لإ نسا نية بعيد ا عن ا لإ  نتها كا ت الحقو قية من طر ف المستعمر ا لإ سبا ني. و يعتبر عمل التلفزة و ا لإ ذا عة المغر بية  في ظل ا لإ شا دة بذ كر ى المسير ة الخضراء بمثا بة مو ا صلة الملحمة الو طنية ا لتي شيد تها الحر كة الو طنية في العصر الحد يث. و إ ن  د ل هذا على شيئ، فإ نما يد ل على أ ن ا لأ ذا عة المغر بية جعلت الفن  غنا ء و مسر حا مجا لا لتكر يس النضا ل الو طني و هي من أ هم الخصو صيا ت التي تطبع الفن المغر بي با لمملكة المغر بية دو ن غير ها من الد ول. و إ ن د ل هذا على شيئ فإ نما يد ل على ر غبة  الإ ذا عة المغر بية في جعل الفن أ داة للتعبير الحر عن قيم المو اطنة التي تضمن ا ستقلا لية المو اطن من ا ستبدا د المستعمر . أ كد ت ا لإ ذا عة أ نها “تنشيد بمحا و لة الفنا نين المغا ربة في جعل الفن أ دا ة تصد ر صر خة فنية خا صة بكل المقا ييس لا ستلها م الحد ث التا ر يخي حو ل الصحراء المغر بية و الدو ر الذ ي لعبته المسيرة الخضراء في  ا لتحا م شما ل و شر ق و غر ب و جنو ب المملكة المغر بية. حيت ا لإ ذا عة أ يضا ”  الفنا نين المقتد رين مثل عبد الله عصا مي و فتح الله ا و لمغا ري  أ حد مبد عي ا لأ غنية  حو ل المسير ة “ند اء الحسن”  على هذا العمل الفني الو طني الخلا ق”. كما أ فصحت ا لإ ذ ا عة أ يضا على إ عجا بها بمضمو ن أ غنية ” نداء الحسن ” التي ا عتبر تها  بمثا بة عمل مشتر ك بين الفنا ن المقتدر عبد الله عصا مي و فتح الله أ و لمغا ري قبل أ ن يتم تلحينها من طر ف الفنا ن عبد الله عصا مي. و ذ كر ت ا لإ د اعة الجمهور أ نه  كا نت لفتح الله أ و لمغا ري المبا د رة ا لأ و لى في الفن حو ل الصحراء مبا شر ة بعد الخطا ب الملكي في 16 أ كتو بر 1975 ببضع د قا ئق قبل أ ن يتم تلحينها”

ربط الد يمقرا طية با لحرية

لقد كشفت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها في هذه الدرا سة الميد انية أ ن ا نطبا عا ت الطا لبا ت المغر بيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية المغربية و المتمدرسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب”ذا ت التوجه العلمي الوضعي التجريبي هي شبيه إ لى حد ما با نطبا عا ت المو اطنين المغا ربة الميقيمين بإ قليم طر فا ية. و قد كشفت المعطيا ت عن هذا ا لإ نطبا ع من خلا ل التعريف الذ ي  أ عطته هذه الطا لبا ت للد يمقرا طية مختزلة إ يا ه في الحصو ل على الحرية أ ي  للحرية “التحرر من ا لإ ستعمار”. فقد كشفت المعطيا ت أ ن 95   من % العينة المستهذ فة من الفتيا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة “ب” ذا ت التو جه العلمي التجريبي أ ن لهن  تصورحول  الد يمقر اطية مقتبس من مصا در غر بية تجد صد ى لها في  د ستور 2011 و ذ لك على إ ثر ربط  مفهو مهن  للديمقراطية في  المغرب المعا صر بالتحرر من الإ ستعما ر. و   على  هذا ا لأ سا س أ فصحت العينة المستهذ فة على تمسكها  بهو يتها الو طنية في سبيل الد فا ع عن و حدة المملكة المغر بية. و يمكن  اسنبا ط  فهم هذ ه العينة لمفهو م الد يمقر اطية على أ نها  ضما ن ا ستقلا ل ا لأ  قا ليم الجنو بية المغر بية و حما يتها من ا ستبد اد و ا نتها كا ت للحقو ق من طر ف المستعمر ا لأ جنبي. و إ ن ذ ل هذا على شيئ فإ نما يد ل على ر غبة  العينة من الطا لبا ت المنتميا ت للأ قا ليم الجنو بية و المتمد رسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب”ذا ت التوجه العلمي الوضعي في تحقيق العيش المشتر ك  إ لى جا نب إ خو ا نهن و أ خو اتهن  بدا خل المملكة المغر بية. و لتأ كيد هذا التو جه، يمكن ا لإ ستد لا ل بما قا لت صفية و هي تبلغ من العمر تسعة عشر سنة: “الد يمقراطية هي أ لية لجعل الحرية أ مرا معا شا با لد و لة. و قد ا ستطعنا و الحمد لله تحقيق الحرية من المستعمر ا لأ جنبي عن طريق إ خوا ننا المغا ربة  الذ ين سا هموا بكل شجا عة في القيا م بزحف سلمي لم يتطلب أ ي سلا ح”. و فا لت سلمى البا لغة من العمر عشر ين سنة: ” إ ن ا ستبعا د ا لإ ستعما ر ا لإ سبا ني من المغر ب هو بمثا بة قرار د يمقراطي و طني. و أ عتبر أ ن ا عترا ف الرئيس خوا ن كا رلو س لما ا ستعا د العر ش بعد و فا ة الرئيس فرا نكو بحق المغرب في الحرية من ا لإ ستعمار ا لإ سبا ني هو حق مشروع و بد يهي على ا عتبا ر أ ننا نشبه المغا ربة في كل شيء”.

ربط الد يمقرا طية با لكرا مة ا لإ نسا نية

تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها بهذ ه الد را سة  أ يضا على أ ن 90 % من العينة من الطا لبا ت المغر بيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية المغربية و المتمدرسا ت بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب”ذا ت التوجه العلمي الوضعي التجريبي يعرفن الد يمقرا طية على أ سا س أ نها ا لية تضمن الكرا مة ا لإ نسا نية للفرد. و الملا حظ أ نه لهذه العينة  تصو ر ما دي  للكر امة ا لإ نسا نية. فقد أ كد ت  سعا د البا لغة من العمر العشرين سنة بأ نه “لا يمكن ضما ن كر امة ا لإ نسا ن د و ن ضما ن حيا ة مستقلة ينعم فيها الفر د بمو ر د ما لي قا ر يضمن كرا مته ا لإ نسا نية بتأ هيله للعيش بعيدا عن سلطة ا لأ با ء و ا لأ قر باء”.  كما  يمكن ا لإ ستشها د بمثل أ خر ا لإ حد ى الطا لبا ت  المنتميا ت لنفس المؤ سسة “ب” حيث أ كد ت أ ن ” الحفا ظ على كرا مة المر أة  لا يمكن أ ن تتم بمعز ل عن  عمل  و تقا ضي  أ جر دا ئم”.

خا مسا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين

طرح السؤا ل الفر عي الخا مس: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تتو فر العينة المتخصصة في  درا سة علوم أ صو ل الد ين أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 ؟

أ با نت المعطيا ت المحصل عليها بهذ ه الد را سة أ ن الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ  المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين يقتصر مفهو مهن للد يمقرا طية على ضما ن الإ ستمتا ع بالكرا مة ا لإ نسا نية طبقا للمفهوم الوا رد با لشر يعة ا لإ سلا مية. فقد أ كد ت فا طمة البا لغة من العمرالتا سع عشر سنة ” أ ن للإ نسا ن كر امته و قد أ و صا نا  الله عز و جل با لحفا ظ عليها و لا يمكن الحفا ظ عليها في غيا ب نظا م د يمقرا طي أ شر ف على و ضعه ا لله ستحا نه و تعا لى منذ ا ن خلق ا لإ نسا ن”. و قد د عمت الطا لبة قو لها عن طريق ا لإ ستشها د بما ورد بالقرا ن الكريم  الذ ي سا هم في ر أ يها في  تأ سيس قواعد الكوامة الإنسا نية، مستد لة بقو له تعا لى: “””و لقد كرمنا بني ا دم و حملنا هم في البر و البحر ورزقنا هم من الطيبا ت و فضلنا هم على كثير من خلقنا تفضيلا” (سورة الإ سراء:  70).  كما ربطت طا لبة با لمؤسسة للتعليم العا لي “أ’ الكرا مة با لحفا ظ على كرامة ا لإ نسا ن بغض النظر عن الثقا فة التي ينتمي إ ليها إ ذ أ كد ت بأ ن ” ا لإ سلا م  نهى عن التكبر و ا حتقا ر الجنس البشر ي لأ نه  خلقنا جميعا من نطفة و ترا ب” و لدا، يجب أ ن تتضمن ا لأ قو ال و ا لأ فعا ل الصا درة عن بني البشر تكر يم ا لإ نسا ن بو صفه إ نسا ن بغض النظر عن ا نتما ئه الثقا في و ا لإ جتما عي أ و جنسه.  و ا ستشهد ت الطا لبة عن ذ لك عن طريق السنة قا ئلة: “كا ن الر سو ل صلى الله عليه و سلم جا لسا مع الصحا بة فو قف ا حتر اما لجنا زة. فلما أ خبره أ حد الصحا بة بأ نها جنا زة يهو د ي قا ل الرسو ل (ص) أ ليست فيها أ روا ح؟  لقد نفخ الله فينا النفس فأ صبحنا بشرا يستحق التكر يم و الكرا مة.”

كما أ با نت المعطيا ت بأ ن العينة من الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ  المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين أن   لهن  تصور للكرامة ا لإ نسا نية ير تبط أ شد ا لإ رتبا ط بو ضع حد “التفا ضل بين الخد م و المشغلين” . و يمكن ا لإ ستشها د بهذا التو جه من خلا ل ا ستعر اض ما و رد على لسا ن زينب حيث فا لت: “يعتبر مفهو م “خا دم” و مفهو م “مستخد م” من المفا هيم التي تشعر ا لإ نسا ن بد و نيته لأ نها مفا هيم تتضمن تشيء ا لإ نسا ن و اعتبا ره نا قصا إ زاء المشغل بكسر الغين و ذ لك بنا ء على قو ل عمر ر ضي ا لله عنه: ” متى ا ستعبد تم النا س  و قد و لد تهم أ مها تهم أ حرارا ؟””. كما أ كدت ضرورة  مرا عا ة التو اضع في العلا قا ت ا لإ نسا ية حفا ظا على الكرا مة قا ئلة: ” من تو اضع لله ر فعه”. “فهذه عا دا ت يجب  الحفا ظ عليها  لتصحيح بعض المفا هيم مثل “خا دم” و “مستخد م” المحطة لكرا مة ا لإ نسا ن”.

سا د سا:  ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي

طرح السؤا ل الفر عي السا دس: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟

تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي أ نها  تضع الحقو ق ا لأ سا سية و الإ قتصا د و النظا م السيا سي و نظا م التربية و التعليم و ا لإ علا م في صميم فهمها للد يمقر اطية.  و قد و جد ت هذ ه المعطيا ت صد ى لها في  مقا ل الصحفي المغر بي (عبد الحميد جما هري ، 20 : 2012) الذ ي أ كد  أ ن الموا طن ا لإ سلا مي يريد أ ن يسا ق  كل شيء با لد ين. و يقو ل عبد الحميد جما هري (20 : 2012) على لسا ن  علي او مليل سفير المغرب في لبنا ن أ ن المو اطن ا لإ سلا مي الذ ي بتعا طى للسيا سة يريد أ ن يكو ن  الإ قتصا د و النظا م السيا سي و نظا م التربية و التعليم و ا لإ علا م فرو عا للشريعة. و تد ل المعطيا ت التي حصلت عليها من خلا ل القيا م با ستجوا با ت مع الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي على أ ن 80 % منهن لهن  تصور للد يمقر اطية يستمد منشئه الأ صلي من الد يمقر اطية في ظل الرؤية الإ سلا مية و ليس  من مصا در غر بية. فقد أ كد ت العينة المنتمية للمؤسسة (أ) ذا ت التو جه الأ صو لي أ نه لا بد من ا لإ ستعا نة با لشريعة ا لإ سلا مية لتعر يف الد يمقر اطية. كما أ با نت هذ ه العينة ا عن أ سفها الشد يد لعد م و ضع الفقه في صميم جل المقتضيا ت الو ار دة با اد ستور. و قد و رد على لسا ن أ نيسة مثلا و التي تبلغ من العمر  الخمسين سنة ما يلي: “الحقو ق المد نية  با لمملكة المغر بية من صنع القا نو ن الو ضعي و ليست من أ صو ل فقهية”.  ” فالقا نو ن الو ضعي من مكا سب ا لإ نسا ن و قد  يتم ا لإ قرار بهذه المكا سب  بعد حروب أ و د مار أ و ا نتها ك للجما ل أ و للر وح”. أ ضا فت ز بيدة البا لغة من العمر الخمسة و ا لأ ربعين سنة أ نه “فمن المكا سب التي نأ مل أ ن يعتنى ما تلك المتعلقة با لأ سير مثلا و التي و رد ت مو جزة في القر أ ن الكريم” . “فقد أ و جب ا لإ سلا م حق ا لأ سير و قد لا نجد أ ي صد ى لنوعية الحقو ق الممخو لة للأ سير با لد ستورا يضا”.و   قد  ا ستد لت  بقو له تعا لى: ” و يطعمو ن الطعا م على حبه مسكينا و يتيما و أ سيرا” (سورة ا لإ نسا ن، 76: 8)”. 

سا بعا: ا ستخلا ص ا جو بة حو ل مفهو م الد يمقرا طية من طرف العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي

طرح السؤا ل الفر عي السا بع: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي أ ن لها أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية؟

و خلا فا للتصور الذ ي يحمله الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي، فإ ن التصور الذ ي يحمله  الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي مشحون بالتصو را ت الليبرا لية الغر بية مع  تد حر جه أ حيا نا بين التيا ر الليبر الي و التيا ر  المحا فظ  بشكل ينبئ عن تصور انتقا ئي للمبا دئ الد يمقر اطية.  وقد  تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل القيا م با ستجو ا با ت مع العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي على أ ن 20 % فقط منهم أ با نوا  عن تصورللد يمقر اطية مستمد من الرؤ ية ا لإ سلا مية التي تعتمد على أ صو ل الفقه في تد بير الشأ ن العا م. في حين أ ن 80%   تحمل تصور للد يمقرا طية يسير و فق القا نو ن الو ضعي. و قد أ طين تعريفا ت متنوعة للد يمقراطية.

فقد عرفت سها م  البا لغة أ ربعة و أ ربعو ن سنة و العا ملة بمؤسسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي الد يمقر اطية  قا ئلا أ نها ” نظا م يعطي الحق للمو ا طن لأ ختيا ر من يمثله بكل نزا هة عن طر يق الإ نتخا ب”. كما أ ضا فت بأ ن ” الد يمقراطية تقو م  على ر د الإ عتبا ر للمو اطن كإ نسا ن “سيا سي” يستطيع القيا م بمجمو عة من الإ ختيا را ت  عبر الإ ستفتا ء” و أ با نت ليلى البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة إ عجا بها با لنظا م الد يمقراطي كما تم التنظير له بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 فا ئلة بأ ن “النظا م الد يمقراطي يسا هم في الحفا ظ على كرا مة الموا طن و الد ليل على ذ لك هو و جود أ حزاب سيا سية تعمل على تمثيل الموا طن و لا تد ع أ ي مجا ل لتهميشه. لهذا، فأ نا شخصيا  لا يمكن ا ن ا تصور و جو د نظا م د يمقر اطي في غيا ب تعدد ية حزبية. لنا و الحمد لله با لمغرب عد ة أ حزا ب تسا هم في خلق فضا ء حر و ضا من للكر امة الإ نسا نية.” و عرفت منا ل البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة اليمقلرا طية فا ئلة بأ نها  ” نظا م سيا سي يسمح بحر ية التعبير في نطا ق القا نون. لنا الكثر من الحظ في مما رسة هذا الحق حا ليا مقا رنة مع بعض الد و ل العر بية الشقيقة. و قد يبا شر الموا طن هذا الحق إ ما مبا شرة عبر التعبير عن مو اقفه السيا سية ا و عن طر يق الصحف اليو مية و الأ سبو عية  المتعددة”. و عرفت نعيمة البا لغة من العمر الواحد و ا ل ربعين سنة الد يمقر ا طية  قا ئلة بأ نها نظا م يقر بفصل الد ين على الد و لة ضما نا للحر ية الفر د ية”.  أ ما سكينة البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة، فعر فت الد يمقرا طية على أ نها نظا م  يتم تأ سيسه عبر الد ستور. قا لت: “لا يمكن الحذ يث عن د يمقر اطية في غيا ب د ستور. فا لد ستور هو العمو د الفقري لإ قا مة نظا م د يمقر اطي. و بم أ ننا نتو فر على د سا تير تتطور بتطور البنية الذ هنية الثقا فية  للمو اطنين المغا ربة، فنحن د يمقر اطيو ن و نعيش في ظل الد يمقر اطية”. أ ما هدى البا لغة من العمر الثلا ثين سنة فعر فت الد يمقراطية فا ئلة بأ نها ” نظا م يخو ل الشعب حق التشر يع المطلقة”. أ ما كنزة  البا لغة من العمر الخمسة و الثلا ثين سنة فقد  عر فت الد يمقر اطية  على أ نها “إ قرار المسا واة بين المرأ ة و الرجل  في جميع الحقو ق و الو اجبا ت”و بأ ن الد يمقرا طية ” تضمن للمرأ ة الكثير من الإ ستقلا لية عن جبر وت الر جل سواء كا ن أ با أ و زو جا أ و أ خا”.

حو ل مما رسة التصور الد يمقرا طي

الفرضية الثا نية:  تما رس الطا لبا ت بمؤسسا ت التعليم العا لي “ب” الد يمقرا طية كما تم التنظير لها بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011

ا ستخلا ص ا جو بة حو ل كيفية مما رسة العينة من الطا لبا ت الد يمقرا طية بمؤسسا ت التعليم العا لي “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي 

طرح السؤال البحثي الفر عي الثا من:  هل تد ل المعطيا ت بأ ن العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤسسا ت التعليم العا لي “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي  تما رسن الد يمقراطية با لفضاء الجا معي كما تم التنظير لها بد ستور 2011؟

تم  ا ختيا ر نفس العينة ا لإ جتما عية بنفس الفضاء الجا معي الذي  تشمل نفس المؤ سسة للتعليم العا لي “ب” دا ت التو جه العلمي ا لو ضعي التجربيبي لمحا ولة تأ كيد الفرضية الثا نية و المتعلقة بمما رسة العينة من الطا لبا ت الد يمقرا طية كما تم التنظير لها بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011. و الجذ ير با لذ كر أ نه تم ا لأ خذ بعين ا لإ عتبا ر مجمو عة من ا لإ حتما لا ت المتعلقة بهذا  الفضاء الجا معي  على ا عتبا ر أ نه بمثا بة صو ر ة مثا لية  تحمل و عيا خا صا حو ل قضا يا و طنية تجد صد ى لها بد ستور المملكة المغر بية و كذ لك با لصحف اليو مية. و لهذا، طلب من المبحو ثين تهيء ا لإ جا بة على ا لأ سئلة  المتعلقة بهذا المو ضو ع المحددة في قا  ئمة ا لإ ستقصا ء قبل ا لإ ستجواب. و الهذف من وراء ذ لك هو مسا عدتهم على  التعبير عن مد ر كا تهم لمتغيرا ت مما ر سة الد يمقر اطية با لفضا ء المد رسي على ا عتبا ر أ ن هذا الفضا ء هو صو رة مصغرة  لما يجر ي من أ حداث سيا سية د ا خل المجتمع.

و قد أ با نت المعطيا ت أ ن عددا كبيرا من العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤسسا ت التعليم العا لي “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي هن فعلا مرتا حا ت  للعلا قة التي تر بطهم با لطا قم التر بوي على الخصو ص مما ينبئ با لتأ ثير الغير مبا شر  للمقتضيا ت الد ستو رية المتعلقة با ليا ت د مقرطة الحيا ة السيا سية على الحيا ة الجا معية.  ، خصو صا و أ ن الفصل  المائة و السبعو ن من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 ينص على عدة قضا يا لصيقة با لشبا ب و كذلك أ ن الفصل ا لأ و ل ينص على أ ن ا لأ مة تستند في حيا تها العا مة على ا لإ ختيا ر الد يمقر اطي. و قد عبر ت زينب البا لغة من العمر ستعة عشر سنة و المتمد رسة با لمؤسسة للتعليم العلي “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي  عن  قد رتها على مما رسة الد يمقراطية على صعيد الحيا ة الجا معية قا ئلة: ” يسو د با لفصل و بالمد رج جو د را سي محفز فعلا  يريحني  و ير ضيني كثيرا لأ نني ا ستطيع أ ن أ عبر عن أ فكا ري بكل حرية. و قد تربطني علا قة جيدة مع جل ا لأ سا تذ ة  لأ تهم متسا محو ن وقد يسمحو ن لنا با لتعبير عن ا رائنا بكل طلا قة”. كما أ كد ت سناء البا لغة من العمر ثما نية عشرة سنة  على أ ن الفصل حد يقة فكر و عا لم مليء با لمرح  في نفس الو قت. و قد يرجع الفضل في ذ لك إ لى طبيعة بنية عقل ا لأ سا تذة الجا معيين المتفتحة على نظا م سيا سي جديد”. أ ما بشرى البا لغة من العمر العشرين سنة فقد أ قرت بأ ن الطا قم التر بو ي يبد ي ا هتما ما با لغا  با لجو انب النفسية للطا لب مما يسا عد الجميع على النمو النفسي و  التكيف السر يع د اخل الفصل و تجا وز مشا كل ا لإ نطو اء و الخجل . قا لت: ”  يسا عد ني ا هتما م ا لأ سا تذة با لجا نب النفسي من شخصيتي على المشا ركة في الحد يث د ون أ ي مر كب للشعور با لنقص”. و قد رو ت بشرى القصة التا لية: ” بعث أ حد ا لأ سا تذة برسا لة إ ليكترو نية لأ بي ر اجيا منه المسا  همة في نموي النفسي وتجنب المعا ملة القا سية با لحيا ة العا ئلية و محا و لة  مسا عد تي على تغطية بعض المشا كل الما دية التي تعيق نمو ي الفكري. كما طلب منه  الحضو ر إ لى المؤ سسة للإ طلا ع على بعض المشا كل التي يعتقد أ نها تعر قل مسا ري الد را سي”

ا تضح من خلا ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر هذه الدرا سة أ يضا أ ن الطا لبا ت التمد رسا ت با لمؤ سسة “ب” ذات التو جه العلمي التجريبي الوضعي  ير تحن كثيرا بفضا ء المؤ سسة لأ سبا ب تتعلق بضما ن الكرا مة و مما رسة الحر ية و المسا واة بشتئ أ نو اعها مما يبشر با لتأ ثير الغير المبا شر للمقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011 على ا لمما رسة با لفضاء المد رسي. فقد ينص الفصل التا سع عشر على أ ن يتمتع الر جل و المر أ ة على قد م المسا و اة با لحقو ق و الحر يا ت المد نية و السيا سية و ا لإ قتصا د ية و البيئية”. و قد جاء على لسا ن سناء مثلا  البا لغة من العمر ثما نية عشرة سنة: “يسا هم الفضاء الجا معي في حما يتي  من أ ي   تحقير او إذلال أو تعذيب أو اضطها د. و هو بذ لك يسا هم في  ضما ن الكر امة  ا لإ نسا نية لي كطا لبة أ رغب في تنمية قد را تي الفكرية”. و قد ا تضح من خلا ل المعطيا ت التي عملت على تجميعها تحت طا ئلة “الكرامة ا لإ نسا نية” أ ن الحد من السلطة في شكلها السلبي (التعسفي) يسا هم إ لى حد كبير في ضما ن مما رسة الكر امة ا لإ نسا نية با لنسبة للعنصر النسو ي المتمد رس با لمؤ سسة الجا معية “ب” ذا ت التو جه العلمي. و يمكن ا لإ ستشها د على ذ لك بما و رد على لسا ن زينب البا لغة من العمر ستعة عشر سنة : ” يضمن الفضا ء الجا معي الكر امة ا لإ نسا نية لي لأ ن المعا ملة تخلو من السلطة و السيطر ة به. فهنا ك نو ع من المر و نة في التعا مل معنا نحن الفتيا ت “. و أ با نت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها بهذ ه الد را سة الميد انية أ ن عددا كبيرا من الطا لبا ت با لمسؤ سسة “ب” ذات التو جه العلمي عملن على جعل الحر ية  كجزء لا يتجزأ من الكر امة الإ نسا نية لأ ن الحر ية  تسا هم في حفظ التفس من القمع و إ جبا رها على ا لإ مثثا ل لذ و ق ا لأ خر ين. و كمثا ل  على ذ لك، أ كد ت الطا لبة المغر بية “ت” با لمؤ سسة ذا ت التو جه العلمي أ ن الفضا ء الجا معي يضمن كر امتها لأ نه  يعطيها الفر صة لمما رسة الحر ية عن طر يق السما ح لها  با تدا ء ما يحلو لي من ثيا ب و بالسما ح لها  بإ بدا ء ر أ يها  بكا مل الحر ية و بالسما ح لها  با لمر ح و الضحك بأ على صو ت و كيفما  تشاء”. كما عمل عدد لا يستها ن به في تضمين المسا واة با لكرا مة ا لإ نسا نية على ا عتبا ر أ ن عنصر التمييز بينهن و بين زملا ئهن بنفس المؤ سسة يمكن أ ن يو لد لد يهن عقدة الشعور با لنقص و با لتا لي أ ن يحط من كرا متهن. و كمثا ل على ذ لك، قا لت بشرى البا لغة من العمر العشرين سنة أ ن الفضاء الجا معي يسا هم في حفظ كر امتها كإ نسا نة  ذات ا نتماء و هو ية مغر بية لأ نه  يسا عد ها على تجا وز ا لإ حسا س با لنقص في حظور الذ كو ر من الطلبة. و قد جا ء على لسا نها ما يلي: “تتو فر المؤ سسة على مقو ما ت قا ئمة على المسا واة بينا تحن الطا لبا ت و الطلبة مما يجعلنا  نشعر با لأ من و نحن  بهذ ه المؤ سسة”.

الفرضية الثا لثة: تجد التنظيرات الد يمقراطية صدى لها بمجا لس الجا معا ت :

ا ستخلا ص ا جو بة حو ل كيفية مما رسة العينة من ا لأ عضاء بمجا لس الجا معة سس الد يمقرا طية الواردة بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011:

طرح السؤال البحثي الفر عي االتا سع:  هل يتم تفعيل الد يمقرا طية على صعيد مجلس الجا معة؟

ا قتضت ضرورة الحصول على أ جو بة مسهبة لإ ثبا ت الفر ضية بأ ن الموا طنين المغا ربة لا يقتصرو ن على رفع شعا را ت تتعلق با لد يمقرا طية، بل يما رسونها أ يضا القيا م با ستجو ابا ت ليس فقط مع العينة من الطلبة و الطا لبا ت المنتميا ت لمؤسسة التعليم العا لي “أ” ذا ت التو جه العلمي الد يني ا لأ صو لي و لمؤسسة التعليم العا لي “ب”ذا ت التو جه العلمي الو ضعي بل أ يضا القيا م با ستجو ابا ت مع العينة من ا لأ عضا ء المنخرطا ت بمجا لس الجا معا ت. و قد تم رصد ا لأ ضواء على مجا لس الجا معا ت لإ ثبا ت فرضية أ ن مجا ل الد يمقرا طية يشمل التصور و المما رسة أ يضا.

لم تجد المبا د ئ الد يمقرا طية طريقها إ لى التطبيق الكا مل بمجلس الجا معة

ا با نت المعطيا ت التي تم جمعها عن طريق هذه الدرا سة الميدا نية  أ نه إ ذا كا نت العينة من الطا لبا ت المنتمية للمؤسسة “ب’ ذا ت التوجه العلمي الو ضعي التجريبي، قد عبرت عن ا رتيا حها با لفضاء الجا معي لسيا دة الد يمقرا طية به،  فإ ن ا لأ عضاء المنخرطة بمجلس الجا معة قد أ ثبتث عكس ذ لك.  فبعد جمع قو ا ئم الإ ستقصاء، ا تضح  أ ن العينة با لمؤسسة “ب” تعتقد أ ن   د ستور 2011  قد ما رس تأ ثيرا إ يجا بيا على  التصور الذي يحمله الموا طن المغربي حول الد يمقراطية. فقد أ فصحت  الطا لبا ت  المتمد رسا ت  با لمؤسسة الجا معية “ب” ذا ت التو جه العلمي التجريبي عن ارتيا حها با لفصل الدراسي لسيا دة الحرية به وللعلا قة الودية التي أ صبحت تر بطهن  با لأ سا تذ ة و الطا قم ا لإ دا ري ا لمشر ف على هذ ه المؤ سسة. و قد ا ستد لوا بمقتضيا ت د ستورية لتأ كيد حثمية سيا دة  هذه العلاقة.  و خلافا لذ لك، لم تجد المبا د ئ الد يمقرا طية طريقها إ لى التطبيق الكا مل بمجلس الجا معة عن طر يق السما ح لجميع ا لأ عضاء المنخرطين بمجلس الجا معة للتعبير عن ا راءهم حو ل القرارات المتخذة على الر غم من ر فع الجميع لشعا را ت تتعلق با لحكا مة الجيد ة و بإ لإ يما ن با لمبا د ئ الد يمقرا طية. فكل شيء يتم بناء على بنية ترا تبية الشها دا ت المخو لة للأ عضاء و التي  يستفيد منها عدد محدود من الكوادر. و يمكن ا لإ ستد لا ل بعدم مما رسة  ا لأ عضاء للأ سس الد يمقرا طية عن طريق ما أ كد ته العينة بخصوص عد م القدرة على ا لإ عتراض على القرارات ز  بعد م جعل التصو يت على البرا مج من طرف ا لأ سا تذة و المو ظفين و الطلبة المنتمين لهذا المجلس أ مرا ضروريا. كما عملت العينة على تبرير غيا ب المما رسة الد يمقرا طية بمجا لس الجا معة بضرورة فهم طبيعة ا لإ نسا ن العر بي الذ ي لا يجا دل لأ نه لا يستطيع إ قا مة علا قة تو اصلية أ فقية  و سليمة من العقد النفسية مع رؤسا ءه .

ا نظر في الها مش “3” للإ طلا ع على مضمو ن  النص الكا مل للقا نو ن   رقم 01.00 المتعلق بنظا م التعليم العا لي

و بناء على المعطيا ت التي حصلت لها في إ طا ر القيا م با ستجوا با ت مع العينة الممثلة للأ عضا ء المتتمية للمجا لس، ا تضح أ ن هنا ك من الأ عضاء المنتمية للعينة التي ا خترتها للجوا ب على السؤا ل البحثي من تبد ي ارتيا حها المجلس الجا معة. و تعتبر أ نيسة البا لغة  من العمر ا لأ ربعة و ا لأ ربعين سنة من ا لأ عضا ء التي تم ا نتخا بها من طرف ا لأ سا تذة لتكو ن عضوا في مجلس الجا معة. قا لت  أ نيسة: “لتا سيس مجاس الجا معة د لا لة خا صة: إ نه بمثا بة قفزة نو عية على صعيد د مقرطة الحيا ة الجا معية.  فا لهذ ف من وراء تأ سيس هذا المجلس هو طرح الد يمقرا طية التشا ركية   على أ رض الو ا قع. و يعتبر ذ لك بمثا بة د عم لما و رد بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 الذي سا هم في تأ سيس عدة مجا لس با لفصو ل ما بين الما ئة و الثما نية و الستين و الما ئة و السبعون. و قد تم تبو يب هذا الفصل تحت عنوان ” هيئا ت النهو ض با لتنمية البشرية و المستدا مة و الد يمقرا طية التشا ركية”. أ ما سعيدة  البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة فقد تم انتخا بها من طرف “المستخد ما ت  ا لإ داريا ت” لتكون عضوا في مجلس الجا معة أ يضا. قا لت:  ” هنا ك فعلا تغييركبير على صعيد ما يقع با لجا معة المغربية. فقد أ صبحت الد يمقرا طية أ لية ها ما بها ، حيث أ صبحت القرارات تتخذ با لإ جماع عوض ا لإ نفراد با لسلطة. فمجلس الجا معة هو بمثا بة صورة مصغرة لمجلس النوا ب و أ تمنى أ ن يد رك جميع ا لأ عضاء الدرو س التي يجب تعلمها أ ثناء قرائتنا لنصوص تتعلق با لقا نو ن الد ستوري”. و قد عبرت مثلا سمية البا لغة من العمر الخمسين سنة و التي تعتبر من ا لأ سا تذ ة الثلا ثة ا لذ ين تم انتخا بهم لتمثيل ا لأ سا تذ ة البا حثين: ” يسا هم و ضع مجلس الجا معة في إ عدا د الكو ادر لمما رسة الد يمقرا طية التشا ركية. ففيها عبرة للأ جيا ل ا للأ حقة في مجا ل دعم هذا النو ع من الد يمقرا طية”.

و هنا ك على العكس من ذ لك من يعتقد ضمن العينة التي ا خترتها للإ جا بة على السؤال البحثي على أ ن مجلس الجا معة  لا يستطيع أ ن ير قى حا ليا إ لى طمو حا ت الد و لة المغربية لأ ن ا لأ لية الد يمقراطية المرتقبة حذ يثة العهد و تتطلب الو قت الكا في لطرحها على أ رض الواقع. و بم أ ن مجلس  الجا معة يتكو ن من أ عضا ء  مختلفة ا جتما عيا خصو صا على الصعيد الهر مي  العملي، فقد حا و لت معرفة ما إ ذا كا ن هذا التبا ين يعرقل إ لى حد ما طرح النظا م الد يمقرا طي على أ رض الواقع. فتجسيدا لمبدإ الد يمقراطية التشا ركية، تنص الما د ة التا سعة من القا نو ن رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العا لي على ا نخرا ط أ عضا ء متبا ينة المرا كز على صعيد الحيا ة العملية بمجلس الجا معة. و من بين ا لأ عضا ء الذ ين ينتمو ن تحت طا ئلة هذا القا نو ن إ لى مجلس الجا معة، يمكن ذ كر ر ئيس الجا معة، ر ئيس الجهة المعنية، ر ئيس المجلس العلمي للجهة، ر ئيس المجمو عة الحضر ية المعنية للجهة أ و ر ئيس المجلس ا لإ قليمي مقر الجا معة، مدير أ و مد يرو ا ل كا د يميا ت الجهو ية للتر بية و التكو ين المعنية، ستة ممثلين عن القطا عا ت ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية من بينهم ر ؤ سا ء الغر ف المهنية و ممثل و احد عن التعليم العا لي الخا ص، ثلا ثة ممثلين منتخبين من بين و من لد ن ا لأ سا تذة البا حثين عن كل مؤ سسة جا معية مع مرا عا ة تمثيلية مختلف فئا ت  هيئا ت ا لأ سا تذة، ثلا ثة ممثلين منتخبين من لد ن و من بين المستخد مين ا لإ دا ريين و التقنيين با لجا معة، ثلا ثة ممثلين منتخبينمن لد ن و من بين طلبة الجا معة، رؤسا ء المؤ سسا ت الجا معية با لجا معة المعنية، ر ئيس مؤ سسة للتعليم العا لي العمو مي غير التا بعة للجا معة يعين من قبل مجلس التنسيق المنصو ص عليه في الما دة الثا منة و العشرين. و يمكن أ ن يد عو الر ئيس على سبيل ا لإ ستشا رة كل شخص مؤ هل. و يحدد بنص تنظيمي كيفية تعيين و ا نتخا ب ا لأ عضاء المنصو ص عليهم في المواد 2، 3، 4، 5 أ علاه. و إ ذا تغيب ر ئيس الجا معة أ و عا قه عا ئق أ و في حا لة شغور المنصب، يتو لى رئا سة مجلس الجا معة ر ئيس مؤ سسة جا معية تعينه لهذه الغا ية السلطة الحكو مية الو صية.

المقتضيا ت التشر يعية المتعلقة بهذه المجا لس حد يثة العهد

ا با نت المعطيا ت التي عملت على جمعها أ ثناء قيا مي بهذا البحث الميدا ني أ نه لم يتم بعد تفعيل المقتضيا ت التشريعية و الد ستو رية المتعلقة بمجلس الجا معة كما تم التنظير لها. و قد يعود ذ لك إ لى عدة أ سبا ب من بينها أ ن المقتضيا ت التشر يعية المتعلقة بهذه المجا لس حد يث العهد مما لا يحفز لا ا لأ عضاء السا مية المنخرطة فيها على الحضور إ ليها أ ثناء ا نعقا دها. كما أ ن  و لا و زارة التعليم العا لي و تكو ين ا لأ طر لم تكتسب بعد أ لية الد يمقرا طية التشا ركية لكي تستطيع  تتبع ما يجري بمجا لس الجا معة.

مشكل الغيا ب

بناء على المعطيا ت التي حصلت عليها تضح أ ن بعض ا لأ عضا ء المشا ر إ ليهم با لما دة التا سعة من القا نو ن رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العا لي لا يحضرو ن إ لى مجلس الكلية للبث في ا لأ مور الملقاة على عا تقهم با ستثناء رؤ ساء الجا معا ت و عمداء و مديرو المدارس التا بعة لوزارة التعليم العا لي. و السبب في ذ لك هو أ نه لم يتم بعد تفعيل المقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011 و المتعلقة خصو صا بحضور مو ظفين سا مين بمجلس الجا معة  كر ئيس الجهة المعنية، ر ئيس المجلس العلمي للجهة، ر ئيس المجمو عة الحضر ية المعنية للجهة أ و ر ئيس المجلس ا لإ قليمي مقر الجا معة، مدير أ و مد يرو ا ل كا د يميا ت الجهو ية للتر بية و التكو ين المعنية، ستعة ممثلين عن القطا عا ت ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية من بينهم ر ؤ سا ء الغر ف المهنية و ممثل و احد عن التعليم العا لي الخا ص، ثلا ثة ممثلين منتخبين من بين و من لد ن ا لأ سا تذة البا حثين عن كل مؤ سسة جا معية مع مرا عا ة تمثيلية مختلف فئا ت  هيئا ت ا لأ سا تذة، ثلا ثة ممثلين منتخبين من لد ن و من بين المستخد مين ا لإ دا ريين و التقنيين با لجا معة، ثلا ثة ممثلين منتخبينمن لد ن و من بين طلبة الجا معة، رؤسا ء المؤ سسا ت الجا معية با لجا معة المعنية، ر ئيس مؤ سسة للتعليم العا لي العمو مي غير التا بعة للجا معة يعين من قبل مجلس التنسيق المنصو ص عليه في الما دة الثا منة و العشرين.

عد م قدرة ا لأ عضاء  على ا لإ عترا ض على سلطا ت الموظفين السا مين بمجلس الجا معة

فسعيا مني لمعرفة ما إ ذا كا نت العينة من  ا لأ عضاء المنتمين إلى مجلس الجا معة يستطيعو ن با سم الد يمقرا طية ا لإ عترا ض على سلطا ت الموظفين السا مين من ا لأ عضاء المنخرطين بهذه المجا لس، فإ نني طرحت على العينة السؤا ل التا لي: “هل تستطيعو ن تحدي قرارات ا لأ عضاء السا مين بمجلس الجا معة إ ذا كا نت غير منصفة”؟

 هل يمكن العمل بمبدإ منح الثقة للأ عضاء السا مين بمجلس الجا معة؟  

قبل البث في مد ى قدرة المنخر طين بمجلس الجا معة على منح الثقة للأ عضاء السا مية بنفس المجلس، فإ نه لا بد من تذ كير القا رئ بمفهو م منح الثقة. و قد يرد مفهو م “منح الثقة” في إ طا ر القا نو ن الد ستوري حيث يتم إ ما منح  أ و سحب الثقة عن الحكو مة مبا شرة بعد تعيينها عن طر يق  البث في البرنا مج  الذي بعمل رئيس الحكو مة على عرضه أ ما م مجلسي البرلما ن. و قد  تمت ا لإ شارة في البا ب ا لأ ول المتعلق با لجا نب النظري من البحث  بهذه الدرا سة  أ ن “الديمقرا طية تمكن من الإ عتراض على السلطة السيا سية  و مرا قبتها با لطرق القا نونية درءا للفسا د و الإ ستبداد و دفا عا عن الحرية و الكرا مة و مراعا ة شروط التعا قد الذي يكسب السلطة السيا سية شرعيتها و مشروعيتها معا”.  و بناء عليه،  عملت على القيا م بفرضية تتعلق بقدرة ا لأ سا تذة و الموظفين ا لإ داريين و الطلبة المنخرطين في مجا لس الجا معا ت على ا لإ عتراض على كل القرارات التي يمكن أ ن يكون لها وقع سلبي على حقوق ا لأ فراد الممثلة بهذه المجا لس و ذ لك ا قتبا سا لما ورد بالفصل  الثا من و الثما نو ن بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 بخصوص منح الثقة للحكو مة لمواصلة عملها. و للبث في هذه الفرضية، فقد تم طرح ا لأ سئلة البحثية الفرعية التا لية: “هل يمكن للأ عضاء المنخرطة بمجلس الجا معة سحب الثقة من ا لأ عضاء السا مية إ ذا ا تضح أ ن إ حد ى قراراتها تتصف با لإ جحا ف؟”. كشفت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها بهذه الدرا سة أ ن الأ عضاء لا يستطيعو ن ذ لك.  قا لت غيثة  البا لغة من العمر الخمسة والأ  ربعين سنة و هي عضو بمجلس الجا معة و  أ حد أ عضاء العينة التي ا خترتها للإ جا بة على السؤا ل البحثي الفر عي المرتبط بمدى مسا همة ا لأ عضاء الممثلين للأ سا تذة و المو ظفين و الطلبة في منح الثقة للأ عضاء السا مين المنتمين لمجلس  الجا معة: ” لا يحضر أ عضاء سا مون مجلس الجا معة ا للهم إ لا إ ذا ا ستثنينا رئيس الجا معة ومدير المؤ سسة الجا معية. فما با لك أ ن يتم التفكير في منح الثقة لهم”. أ ما ميلو دة البا لغة من العمر ا لإ ثنين و ا لأ ربعين سنة فقد أ قرت  بصفتها  أ حد أ فرا د العينة الممثلة لأ عضاء ا لإ داريين التقنيين : “لم يتم تفعيل  مجلس الكلية  كما تم التنصيص علية با لما د ة التا سعة من القا نو ن رقم 01.00 بعد”. و قد أ عزي عدم  مشا ركة كل ا لأ عضا ء في القرارات المتخذة إ لى  تطبيق مبدإ التد ر ج في طر ح التصورا ت الد يمقرا طية المتعلقة بطرح الد يمقرا طية ا لتشا ركية على أ ر ض الوا قع.

و أ با نت المعطيا ت أ يضا أ ن  المو ظفين السا ميين  و المثمثلين في رئيس الجا معة و مديرأ و عميد المؤسسة الجا معية يحضرا ن فعلا إ لى مجلس الجا معة ا ستجا بة للمقتضيا ت التشريعية و الد ستورية الجا ي بها العمل إ لا أ نهما لا يعدا ن برا مج  جديدة تتعلق با لبيدا غو جيا السيكو لو جية التي أ صبحت في و قتنا الحا ضر ضرورة ملحة. كما أ نهما لا يعدا ن برا مج جد يدة و مرحلية  لكي تسا هم في إ يجا د مجمو عة من الحلو ل لمشا كل البطا لة. با لإ ضا فة إ لى أ نهما لا يسا هما ن في و ضع برنا مج لتطو ير الثقا فة السيا سية لد ى الشبا ب. و خلا صة الأ مر أ نه لا يمكن الحد يث عن منح الثقة للمو ظفين السا ميين لأ نهما لا يسا هما ن بعد في و ضع برا مج جد يدة يمكنها أ ن تكو ن مو ضو ع منح الثقة للمشر فين على مجلس الجا معة.

و كمثا ل على المعطيا ت التي حصلت عليها و أ نا بصدد التنقيب على مدى أ يما ن ا لأ عضاء المنخر طة بمجلس الجا معة با لمبا دئ الد يمقرا طية التي تجد صدى لها بد ستور المملكة المغر بية لسنة 2011، فقد أ كد ت  أ نيسة البا لغة  من العمر ا لأ ربعة و ا لأ ربعين سنة  قا ئلة: “يتم إ عدا د برا مج جا دة حو ل الميزا نية فقط لأ نه بد و ن ميزا نية لا يمكن للجا معة ا لإ ستمرار في العمل. فقد أ صبحت الجا معة ملزمة بإ يجا د موارد و إ لا لن نستمتع نحن المو ظفين بكل ا لإ قتناءا ت التي تعمل الجا معة على شرائها و تزويد نا بها. فا لكل أ صبح يملك على الأ قل أ لتين حسا بيتين. كما أ ن الجا معة  أ صبحت تسا عد نا على ا لإ حسا س بأ ننا ننتمي فعلا لأ سرة تتو فر على قا عة مجهزة بأ فر شة و بتلفا ز و بمقهى نستغله با لمجا ن.”

و أ با نت المعطيا ت أ يضا أ ن و زارة التعليم العا لي لا تبث في إ مكا نية جعل مجلس الجا معة صو رة مصغرة لما يقع با لبر لما ن بخصوص أ ليا ت تفعيل منح الثقة للمو ظفين السا مين.  فمن بين ا لأ ليا ت التي يجب على الوزارة البث فيها لجعل منح الثقة أ مرا ضروريا ما يتعلق بجعل التصو يت على البرا مج من طرف ا لأ سا تذة و المو ظفين و الطلبة المنتمين لهذا المجلس أ مرا ضروريا، مع إ شعا ر الجميع بنتا ئج التصويت بملصق على السبورة الرئيسية و عبر إ رسا ل رسا ئل إ ليكترو نية إ لى الجميع و ذ لك ضما نا لتفعيل حقو ق ا لإ نسا ن على صعيد الجا معة.

ظرو ف التنشئة ا لإ جتما عية و ا ستحا لة العمل في حضور المو ظفين السا مين بمجا لس الجا معا ت

كشفت المعطيا ت التي حصلت عليها عن طر يق العينة المستهذ فة أ نه لا يمكن الحد يث في و قتنا الرا هن عن د يمقرا طية تشا ركية يتم تحقيقها عبر مجلس الكلية و ذ لك را جع ر اجع لأ سبا ب أ نتر بو لو جية أ و لا و سيا سية ثا نيا. قا لت أ نيسة البا لغة  من العمر ا لأ ربعة و ا لأ ربعين سنة: ” من طبيعة ا لإ نسا ن العر بي خصو صا أ نه لا يجا د ل و لا يستطيع إ قا مة علا قة تو اصلية سليمة من العقد النفسية مع رؤسا ءه بطر يقة أ فقية. و أ جمعت العينة على أ ن تحقيق الد يمقرا طية التشا ركية عن طر يق مجلس الجا معة ليس أ مرا مستبعدا، لكنه يتطلب الكثر من التو عية في مجا ل حقو ق ا لإ نسا ن ” .  قا لت سمية البا لغة من العمر الخمسين سنة:  ” أ عتقد أ ن التنشئة ا لإ جتما عية  لا تؤ هلني لا تجا ذ قرارات في حضور السيد ر ئيس الجا معة مثلا”.

تفشي النزعة الفرد ية   l’individualism بمجلس الكلية

بناء على المعطيا ت التي وا فتني بها العينة المستهذ فة، ا ستخلصت أ ن ا لأ عضاء لا يمكنهم في و قتنا الحا ضر ا تخا ذ قرارات مشتر كة لتفشي ظا هرة الفر د ية با لمجتمع المغر بي. فمن طبيعة النظا م الرأ سما لي أ نه لا يسمح با لمشا ركة المستهذ فة كما كا ن الشأ ن في البلدا ن ذا ت ا لأ تظمة ا لإ شترا كية، و طا لما أ ن ا لمملكة المغر بية ظلت لعهد طو يل دو لة رأ سما لية فقد ظل نظا م ا حتكا ر السلطة و التنا فس من ا لأ مور السا ئدة. و لهذا، فعلى الرغم من أ ن د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 يستهذ ف إ لغا ء الحواجز إ لا أ ن تحقيق  ذ لك يتطلب الكثير من الجهد. و قد جا ء على لسا ن سعيدة  البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة: “لقد  أ دى ا حتكا ك الد و ل بعضها مع بعض بطر يقة مبا شرة أ و عبر و سا ئل ا لإ تصا ل المتطورة إ لى تفشي ظا هرة النزعة الفرد ية في صفو ف ا لأ فراد التي تحو ل دو ن بحقيق الد يمقرا طية التشا ركية بمجا لس الجا معة. و قد و ا فتني  أ نيسة البا لغة  من العمر ا لأ ربعة و ا لأ ربعين سنة بمجمو عة من المعلو ما ت قا ئلة: ” فتوا صل الموا طنين المغا ربة الد ائم مع الغر ب إ ما بطر يقة مبا شرة عن طر يق السفر أ و عن طر يق الها تف أ و شبكة ا لإ نتر تيت عمق الهوة التي يمكن أ ن تجمع ا لأ فرا ط فوق طا و لة التفا و ض. و ما علينا إ لا أ ن تلقي نظرة خا طفة حو ل ا شخا ص يعيشو ن مثلا بسيد ي إ فني، لتلا حظي أ نه فعلا تم التخلي عن الهو ية الجما عية، حيث يعيش الرجا ل و النساء في شبه عزلة عن ا لإ نسا ن و بدو ن زوا ج و أ طفال. فما با لك أ ن ير غبوا في العمل المشترك من النو ع المستهذ ف با لما دة التا سعة من القا نو ن رقم 01.00″.

خوف ا لإ دارة با لكلية من تهميش د ورها في تسيير الكلية:

ا ستخلصت من خلا ل دراسة و تصنيف المعطيا ت التي وا فتني بها العينة بهذه الدرا سة أ نه هنا ك نوع من التنا فس ما بين ا لإ دارة با لكلية و ما بين ا لأ عضا ء المكو نة لمجا لس الكلية التي تتضمن فقط ا لأ سا تذة البا حثين و ا لأ سا تذ ة المسا عد ين. و قد يترتب عن هذا التنا فس نزا عا ت يغفلها القا نون. قا لت غيثة  مثلا البا لغة من العمر خمسة و أ ربعو ن سنة: ” أ صبح ا لتنا فس بين ا لإ دارة با لمؤسسة و بين مجلس الجا معة أ مرا محتو ما. فكلي المؤ سستين تر غبا ن في ا حتكا ر السلطة على حسا ب بعضيهما”.

أ با نت المعطيا ت أ يضا أ نه لا يتم التفكير قطعا في  الحد من سلطة الجها ز التنفيذ ي بمجلس الجا معة عن طر يق ا قتبا س مضمون مسا ئلة الحكو مة المنصوص عليه بالفصل الما ئة و الستة من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 .  و قد ا تضح أ ن العضو يين السا ميين الر ئيسين بمجلس الجا معة لا يتو فرا ن على رقيب يعمل على الحد من سلطتيهما كما هو الحا ل با لنسبة للحكومة.  و لهذا، أ عتقد أ نه لا بد من  اقتبا س مضمو ن ما و رد بالفصل الما ئة و الستة من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 لتفعيل مساءلة المو ظفين السا مين  بمجلس الجا معة من طر ف وزارة التعليم العا لي من أ جل و ضع حد لسلطتهم. و يمكن أ ن يتم ذ لك  بوا سطة ملتمس يتم التو قيع عليه من طر ف أ عضا ء يتم ا نتقا ؤهم لهذه الغا ية. و كما هو الشأ ن با لنسبة لرئيس الحكو مة، يجب على الوزارة المعنية موا فاة المو ظفين السا مين بنص ملتمس المساءلة على الفور  لكي يعرضوا جوا ب الوزارة حول ملتمس المساءلة في أ جل محدود بمقر الوزارة و تحت أ نظار لجنة يتم ا نتقا ؤها بطريقة مو ضو عية لهذا الغرض.

و يمكن القيا م بخلا صة مفا دها أ ن مجلس الجا معة لم يستطع بعد طرح الد يمقرا طية التشا ركية على أ رض الو اقع بسبب الجدار السميك الذي لا زا ل يفصل المو ظفين السا مين المنخرطو ن  بها عن ا لأ عضاء الممثلة للطلبة و ا لأ عضاء الممثلة  للمو ظفين و ا لأ عضاء الممثلة  للأ سا تذة. و قد عبرت العينة من النساء المنخرطا ت بمجلس الجا معة عن ا ستيا ئها من سما كة هذا الحا ئط. و قد لا يمكن للفرد معر فة  مزا يا الد يمقرا طية التشا ركية التي تم التخطيط لها عبر د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 و التي تم التنصيص عليها صرا حة با لبا ب الثا ني عشر تحت عنوا ن “هيئا ت النهو ض با لتنمية البشرية و المستدا مة و الد يمقرا طية التشا ركية” (القسم السيا سي، 74: 2011). و تجدر ا لإ شا رة إ لى أ ن هذا البا ب يعمل على تو ضيح كيفية تسيير مجمو عة من المجا لس بناء على الد يمقراطية التشا ركية مثل المجلس ا لأ على للتربية و التكو ين و البحث العلمي المشار إ ليه با لفصل الما ئة و التما نية و الستين، و المجلس ا لإ ستشا ري للأ سرة المنصو ص عليه با لفصل الما ئة و التسعة و الستين و المجلس ا لإ ستشا ري للشبا ب المنصو ص عليه با لفصل الما ئة و السبعين (القسم السيا سي، 74-75 : 2011). و قد يلا حظ الدا رس لد ستو ر المملكة المغر بية لسنة 2011  أ ن الد عو ة إ لى التضا من و التشا ركية تتخلل  عددا كبيرا من المقتضيا ت الد ستو رية. فقد تمت ا لإ شا رة  البا ب الأ ول إ لى المكو نا ت الر و حية و ا لإ جتما عية و الثقا فية با لمملكة المغر بية التي  إ ن ذ لت على شيء فإ نما تد ل على النزعة التضا منية ظلت  تطبع الحياة ا لد ينية و ا لإ جتما عية و السيا سية لعقو د طو يلة با لمغر ب. فإ د را ج النز عة التشا ركية با لمقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011  تنبئ با لد عوة أ لى  تصور حول الد يمقرا طية نا بع من البيئة ا لأ جتما عية التي ترعرع فيها المواطن المغربي دو ن حا جة هذا ا لأ خير إلى ا قتبا سها من بيئة مخا لفة. فلم يقتصر د ستور المملكة المغر بية لسنة     2011  على د عوة المو اطنين لا قتبا س قيم الحر ية و العدا لة و المسا وا ة المستوردة من فلسفة التنوير  بل يد عو أ يضا لصبا غة هذه القيم بقيم التضا من و التشا ر كية النا بعة من الثقا فة ا لإ سلا مية لتشمل جميع منا حي الحيا ة المغر بية بما فيها مجلس الكلية  و ذ لك  لما لها من أ بعا ا قتصا د ية و سيا سية ها مة.

عدم إ د ما ج مجلس الجا معة للأ عضاء من ذ وي الحا جا ت الخا صة

على الرغم من أ ن الجا معا ت تكا د لا تستقبل ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة لمتا بعة درا ستهم، إ لا أ ن تحديث المجتمع المغربي و تنصيص د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 على ضرورة د مج ذو ي العا ها ت كا ن يقتضي ا ستحضار هذه الفئة أ ثناء القيا م با ستجو ابا ت مع العينة المستهذ فة .  و قد ا تضح أ ن العينة لم تعر ا ي ا هتما م لها. و لما نفذ صبري حينما لم تتنا و ل العينة ذوي العا ها ت با لحد يث ، با درت إ لى السؤال: “هل هنا ك أ عضاء بمجلس الجا معة يعملو ن على تمثيل ذ و ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة؟ “ا نذاك،  أ كد ت سعيدة  البا لغة من العمر ا لأ ربعين سنة أ نه “لا يو جد ضمن ا لأ عضاء المنخرطة بمجلس الجا معة أ عضاء من ذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة”. كما أ قرت ميلو دة البا لغة من العمر ا لإ ثنين و ا لأ ربعين سنة أ نه ” لا يو جد و لو شخص و احد يتا بع درا سته با لجا معة أ و يعمل بها”.  بل ا لأ كثر من ذ لك ، ا تخح أ ن الجا معا ت المغربية لا تسعى إ لى و ضع ذ و ي العا ها ت في خضم مؤسسا ت البحث العلمي لرصد كل الصعو با ت التي تعيق إ د ما ج ذو ي العا ها ت في مسلسل ا لأ عما ل الها دفة إ لى تشييد الد يمقرا طية.  فعلى الرغم من أ ن الفصل الرا بع و الثلا ثو ن من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 ينص على أ ن تقوم السلطا ت العمو مية على إ د ما ج ا لأ شخا ص و الفئا ت من ذوي الإ حتيا جا ت الخا صة -أ ي أ و لئك الذ ين يعا نو ن من إ عا قة جسد ية أ و حسية أ و حركية أ و عقلية في الحيا ة ا لإ جتما عية و المد نية و تيسير تمتعهم با لحقو ق والحريا ت المعترف بها للجميع ( القسم السيا سي، 24 : 2011 )، فإ ن طرح  هذا المقتضى على أ رض الو اقع لا زا ل مستبعدا . كما ينص الفصل  التا سع عشرعلى أ ن  الد و لة المغربية “تسعى إ لى إ حدا ث هيئه للمنا صفة و لمكا فحة كل أ شكا ل التمييز ( القسم السيا سي، 24 : 2011 ) . و هنا لا بد من التسا ؤل: لما ذا لما ذا لا تتكا مل و الو ظا ئف الحقو قية مع و ظا ئف  البحث العلمي لرصد المشا كل التي تعرقل طرح المقتضيا ت الد ستو رية على أ رض الواقع ؟ فمن جهة، تسعى الدو لة إ لى إ حدا ث تغيير عميق في بنية الو طن المغربي ضما نا لحقو ق جميع المو اطنين. و من جهة أ خرى تد ل المعطيا ت على صعو بة تحقيق التصورا ت بطريقة علمية تمكن من  ا لإ عترا ف صرا حة و ضمنيا بحقو ق ذو ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة. هل يمكن الوصو ل إ لى الهذ ف المنشو د عن طريق صيا غة خطط محكمة في إ طا ر بحث و صفي تحليلي  تسا عد على تحقيق إ د ما ج د وي العا ها ت الخا صة على تحمل المسؤولية في مجا ل ترسيخ حقو قهم المشرو عة  إ سوة بأ ي موا طن مغربي؟ 

ا لإ ستعا نة بمكا لما ت ها تفية في إ طا ر برنا مج إ دا عي حول أ صحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة  للكشف عن تصور مجلس الجا معة للإ عا قة  

و بينما كنت أ حا ول الحصو ل على المزيد من المعطيا ت حو ل سبب إ قصاء ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة من الجا معة عمو ما و من مجلس الجا معة خصو صا للإ جا بة على السؤا ل البحثي الفرعي “هل تما رس الد يمقرا طية على صعيد مجلس الجا معة؟”،  ثم بث  بر نا مج إ دا عي حو ل الشر يحة من ذوي العا ها ت با لمجتمع المغربي  تم إ يدا عه عن طر يق “إ ذا عة محمد السا د س ب 3 دجنبر 2012 على السا عة العا شرة مساء. و قد أ فا د ني هذا البر نا مج كثيرا في مجا ل الكشف عن محد و د ية التصور الذ ي لا زال يحمله الموا طنون المغا ربة في مجا ل الد يمقر ا طية و حقو ق ا لإ نسا ن حينما يتعلق ا لأ مر بذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة.

تكشف المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل مكا لما ت ها تفية مع عينة من ا صحا ب الإ حتيا جا ت الخا صة من الموا طنين المغا ربة عبر إ دا عة محمد السا دس أ نه لا بد من المزيد من تحسيس الموا طن المغربي حو ل أ همية  دعم حقو ق ا لإ نسا ن و الكرا مة ا لإ نسا نية. فقد أ با نت المعطيا ت التي حصلت عليها عبر هذا البرنا مج أ ن المو اطن المغر بي لا زال لا يقيم الكثير من الإ  عتبا ر لذ و ي الحا جا ت الخا صة. لا زال الموا طنو ن  يلقو ن بهذه الفئة من النا س على ها مش المجتمع و التا ريخ. فقد لا تسا عد الما رة من الموا طنين المكفوف و هو على و شك قطع الطر يق. كما أ نهم لا يبا لو ن با لأ عرج حينما يكو ن مر يضا. كذ لك أ ن هنا ك من لا يعطي الزكا ة لأ صحا ب العا ها ت و يعطو نها لغير مستحقيها، علما بأ ن الزكا ة المعطا ة لغير مستحقها تعتبر غير مقبو لة. فا لمغا ربة عمو ما في العصر الحا ضر لا ينظرون بعين الر حمة و التقد ير لأ صحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة على الر غم من أ نهم بشر و أ شخا ص و مسلمو ن و مؤمنو ن. و كذلك الشأ ن با لنسبة لمجلس الجا معة.

و إ ن ذ ل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن المو ا طن المغر بي بما في ذ لك مجلس الجا معة  لا زا ل عمو ما يفتقر للحس الو طني و على أ نه لا زا ل لا يكترث بالكرا مة ا لإ نسا نية كإ حد ى ا لأ سس التي يقو م عليها أ ي نظا م د يممقراطي. و من ا لأ مثلة التي يمكن إ درا جها في هذا السيا ق ما أ كد ه حسن من الدار البيضاء بصفته  أ حد المستمعين للبرنا مج ا لإ دا عي و بصفته  من ذوي الحا جا ت الخا صة .كا ن حسن من الدار البيضاء يستمع إ لى البر نا مج ا لإ دا عي و قد كا ن مكفو فا. و من بين ا لأ مور التي أ ثا رت ا نتبا هه هو ا نعدا م ا حترام المبصرين من الموا طنين المغا ربة لكرا مة المكفو فين حيث إ نهم حسب ما رواه حسن يستعملون كلمة “”المعا قين” عو ض “أ صحا ب الحا جا ت” . فكلمة “معا ق” با لنسبة لحسن تحط من كرا مة المكفو فين و من حقو ق ا لإ نسان.  و قد و جه حسن ا نتبا ه المستمعين إ لى ضرورة إ لغاء كلمة “معا ق” من معجمهم اللغوي. و قد ذ كر المستمعين أ يضا با لتطور الذ ي و رد في هذا السيا ق .فقد يما، كا ن يطلق مفهو م “المعا قين” على ذ و ي الحا جا ت و لم يعد الشأ ن كذ لك حا ليا إ ذ تم ا ستبد ا ل هذ ه اللفظة في العصر الحا لي بأ صحا ب الحا جا ت . و السبب في ذلك حسب حسن هو أ ن الله سبحا نه و تعا لى أ مر بقضاء حو ائج هذه الفئة من النا س.  كما ذ كرحسن  المستمعين بأ ن ا لإ عا قة لا تشمل المكفو فين فقط  بل يمكن أ ن تكو ن حسية  و حر كية و ذ هنية أ يضا.

كشفت المعطيا ت أ يضا أ ن بعض الموا طنين لا يما رسو ن الد يمقرا طية كما تم التعا رف عليها لا في المقتضيا ت الد ستور ية و لا من خلا ل ا لإ تفا فا ت الدو لية ا و النصو ص الد ينية. فقد ينص د ستور 1992 و د ستور1996 و د ستور2011 على ضرورة الإ لتزا م بحقوق الإ نسا ن كما تم الإ عترا ف بها عا لميا. كما أ ن الد و ر الذ ي كا ن يقو م به  ا لإ سلا م في شخص الر سو ل صلى الله عليه و سلم و الملو ك و الو لاة با لنسبة ذ و ي الحا جا ت يد ل على أ ن العنا ية بذوي الحا جا ت تعود إ لى عصر سا بق، مما يستد عي أ خذ العبر ة من هذا العصر للتحفيز على العطاء و دعم الكرا مة ا لإ نسا نية. و على الرغم من ذ لك، فلا زا ل ذوو ا لإ حتيا جا ت الخا صة يعا نو ن من التهميش و ا لإ قصا ء في شتى منا حي الحياة. فقد عبر المستمعو ن من ذ و ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة عن المشا كل التي يوا جهو نها في ظل المجتمع المغر بي. عمل حسن من البيضا ء مثلا على تحد يد المشا كل التي يعا ني منها بسبب كو نه فا قدا للنظرقا ئلا: ”  أ عا ني من التهميش على صعيد المؤسسة التي أ درس بها.  فإ ذا ذهبت للد را سة فإ نني لا أ جد مكتبا للجلو س”. فا ل حسن أ يضا، “أ عيش با لقر ب من د ر ب غلف با لدا ر البيضاء إ لى جا نب عدد كبير من الحر كيين و الذ هنيين و لا تقو م الجمعيا ت بأ ي شيء على الر غم من و جو دها بكثرة “. كما أ كد ت  ز هور من مد ينة طنجة و قد كا نت مصا بة با لشلل عد م ا ستمرار بعض المنظما ت في ا لإ غدا ق عليها كما كا ن ا لأ مر عليه في الما ضي. : ” لقد كا نت المنظمة لا تكف عن مسا عد تنا عن موا جهة مشا كل الحياة. لم تسا هم هذه السنة  في مسا عد تنا خلا ل عيد ا لأ ضحى و عيد الفطر”.

و نظرا للإ قصاء الذ ي يعا ني منه ذوو ا لإ حتيا جا ت الخا صة على صعيد مجلس الجا معة، فلا بد من القيا م بأ عما ل تحسيسية على صعيد المجتمع المغربي حو ل الدور الذي يمكن أ ن تلعبه هذه الفئة إ ذا تم إ د ما جها ا جتما عيا، علما منا بأ ن “ا لإ عا قة” لم تكن حا جزا لبعض ا لأ فراد من أ ن يحققوا نجا حا با هرا في ميا دين مختلفة.  فهنا ك لا ئحة مسهبة لذ و ي ا لحا جا ت الخا صة  الذ ين أ ثبتوا كفا ئتهم في مجا لا ت مختلفة لا زا ل التا ريخ شا هدا عليها. يمثل عبد الله مكتو م مثلا صورة من صور إ د ما ج ذ وي الحا جا ت الخا صة في المجتمع. فقد كا ن الر سو ل صلى الله عليه و سلم يلقي على كا هله مسؤو ليا ت جمة با لمد ينة كلما ا ضطر إ لى الخروج إ لى إ حدى غزوا ته.و كا ن عطا  بن ربا ح صحا بيا يمثل  نمو ذ جا من أ صحا ب الحا جا ت. فعلى الر غم من أ نه أ صيب با لشلل، إ لا أ نه بزغ في ميدا ن ا لأ دب و العلم. و قد كا ن يجلس في الحلقا ت العلمية و كا ن يجتمع حو له جم غفير من النا س للإ ستما ع إ لى د رو سه. و كا ن أ كثر كفا ءة من ا لإ نسا ن السليم. قا ل عبد الملك بن مروان مشيرا إ لى كفاءة عطا  بن ربا ح: “لا يفتي النا س في الحج إ لا عطا بن ربا ح”.

و من الصفا ت التي كا نت تميز ا لإ ما م الز مخشري أ نه لا يضيره كو نه كا ن من ذ و ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة على الرغم من أ نه كا ن مصا با با لعرج.  و قد تجد هذ ه الصفة صد ى لها في ا لأ ية الكريمة: ” ليس على ا لأ عمى حر ج و لا على ا لأ عمى حر ج و لا على المريض حر ج”. فقد أ لف ا لإ ما م الز مخشري “التفسير الكشا ف”. كما أ نه كا ن عبقر يا في مجا ل التفسير و البلا غة و الفصا حة و ا لإ شتقا ق. و كا ن ا لإ ما م التر ميد ي كذ لك  من ذ و ي العا ها ت. فقد كا ن مصا با با لعمى و لم تمنعه هذ ه الصفة من ر وا ية الحد يث أ و من ا لإ تصا ل با لرواة و ا لإ نتقا ل من مكا ن لأ خر. و كا ن عبد الله بن عبا س  مكفو فا أ يضا. و على الر غم من ذ لك فقد أ عطا ه الله من المو هبة و الملكة ما يمكن أ ن يمكنه من معر فة أ سبا ب اللغة. إ نه كا ن حبر ا لأ مة و تر جما ن القرا ن الكر يم. فقد د عا معه الر سو ل صلى الله عليه و سلم قا ئلا: ” اللهم فقهه في الد ين و علمه التأ و يل”، فأ صبح كذ لك.

و كا ن أ حمد يا سين  مصا با با لشلل فلم يمنعه ذ لك من تأ سيس المنظمة الجها دية “حما س” التي  تتصد ى لا عتد اءا ت إ سرا ئيل أ كثر مما تتصد ى لها أ ي د و لة.  و كا ن طه حسين مكفو فا و على الرغم من ذ لك ، فإ نه كا ن عبقر يا في مجا ل ا لأ د ب و السيرة النبو ية. و هنا ك من العبا قرة المعا صرين المغا ربة الشا عرا ن عبد العزيز بن با ز  بشا ر بن برد. و يحكى أ ن رجلا يبصر جا ء يسأ ل الشا عر بشا ر بن بر د عن منزل معين. فأ خذ بشا ر بيد ه و ذ هب به بعيدا طو يلا إ لى أ ن أ و قعه في المنزل الذ ي يريد. و كا نت هذه منا سبة نظم فيها بشا ر بن برد قصيدة حيث قا ل: أ عمى يقو د بصيرا       قد ضل من كا نت العميا ن تهديه.

و لجعل مجلس الجا معة يعترف با لمكا نة التي يستحقها ذوو ا لإ حتيا جا ت الخا صة على صعيد الجا معة، لا بد من تذ كيره  بأ نه من مكا رم ا لأ خلا ق في ا لإ سلا م أ نه يتم إ عطا ء كل  ذ ي حق حقه. و بما أ ن المملكة المغر بية د و لة إ سلا مية،

فلا بد من ا لإ لتزا م بمسا عد ة أ صحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة من التمتع بحقو قهم المشر و عية كما ورد ت با لقر ا ن الكر يم و ذ لك عن طريق إ سماع كلمتهم في شأ ن ا لإ نضما م إ لى الجا معة و إ لى مجلسها. فالر سو ل صلى الله عليه و سلم أ كد على أ ن نقو م بقضاء حوا ئج النا س و من بينهم تلك المتعلقة بذ وي الحا جا ت. و يقو ل الر سو ل صلى الله عليه و سلم في هذا الصدد: ” يبعث قو م من أ متي على منا ظر من النور. تغشى و جو ههم ا لأ نوار و ما هم با لأ نبياء و ما هم با لصد يقين و ما هم با لشهداء. إ نهم أ نا س تقضى على أ يد يهم حوا ئج النا س. و أ صحا ب الحا جة هم أ كثر النا س ا حتيا جا إ لينا”.و خلا فا لما يقع على أ رض الو اقع بخصو ص أ صحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة،  فكتب الحد يث برهنت على  أ ن ا لإ سلا م يعنى كثيرا  بهذه الفئة. فا لإ سلا م يحر م  مثلا التعد ي على الصبيا ن و العجزة فما با لك لا يحرم التعد ي على أ صحا ب الحا جا ت. و قد كا ن ا لإ سلا م في شخص الر سو ل صلى الله عليه و سلم يعظم و يكر م ا لأ شخا ص الذ ين نطلق عليهم با لإ سم العر في ذ و ي الحا جا ت . كا ن ا لإ سلا م إ ذن  أ سبق با لعنا ية بذوي العا ها ت من الد و ل الصنا عية الغربية الكبرى. و لن أ دع هذه الفر صة تمر دو ن أ ن أ بد ي إ عجا بي با لتكريم الذ ي تو ليه مؤسسة ا بر يطا نية  تد عى       Queen Elizabeth the Second      و التي  قمت بزيا رتها في إ طا رالتكوين في مجا ل المسرح و ذلك إ يما نا من هذ ه المؤسسة  با لد ور الذ ي يجب أ ن يقو م به أ صحا ب الحا جا ت البر يطا نيين على صعيد المجتمع و التا ريخ.  و لهذا، لا بد من أ خذ العبر من ا لإ سلا م  لجعل ذ وي ا لإ حتيا جا ت من المغا ربة يشا ر كو ن إ سوة بالجميع في عملية البناء الد يمقرا طي با لمملكة المغر بية.

 و قد يتطلب تغيير التصور و المو قف الذ ي يتخذه مجلس الجا معة من ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة سواء بطريقة شعورية أ و لا شعورية أ خذ العبر ة من السلف الصا لح  الذ ين كا نوا يو لون ا هتما ما خا صا بهذه الفئة من النا س. فقد كا نت  في تلك الفترة أ و قا ف خا صة يستفيد منها أ صحا ب ذووا العا ها ت. فكا نت هنا ك مثلا أ و قا ف خا صة با لذ ين لا يبصرو ن و أ و قا ف خا صة با لصم البكم و أ و قا ف خا صة با لمشلو لين.  ففي ا تخا ذ نا العبرة من السلف الصا لح في مجا ل العنا ية بذوي الحا جا ت الخا صة فيه نو ع من الد يمقر اطية التشا ركية لأ ننا نكو ن بذ لك قد سا همنا في مسا عدة هذ ه الفئة على ا لإ ستمتا ع بحق الحياة. و أ تمنى أ ن تبزغ شمس في يوم من ا لأ يا م لتضيئ إ ضا ءة كا ملة سما ء هذه الفئة من المجتمع

و نظرا لأ ن العنا ية بد وي الحا جا ت الخا صة هي  شر ط من شرو ط تحقيق الحيا ة العا د لة السليمة  فلا بد لمجلس الجا معة من أ ن يأ خذ العبرة من موقف جلا لة الملك محمد السا دس من هذه الفئة من النا س أ يضا. فقد لا حظنا أ ن جلا لة الملك محمد السا د س يتفقد د و ما أ حو ال ا صحا ب ا لحا جا ت الخا صة في حله و تر حا له. كما شا هد نا جلا لة الملك محمد السا د س يقبل الطفل الصغير من ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة  و يأ خذ بيد ه . كما أ نه فتح العد يد من المرا كز الخا صة بأ صحا ب الحا جا ت عموما. كما أ ن قا نونا يهم ذ وي أ صحا ب الحا جا ت يحمل ر قم 0792 على و شك العمل به با لجر يدة الر سمية. و قد سبق أ ن تمت المصا دقة على نص تطبيقي يتعلق بذ و ي الحا جا ت الخا صة في عهد المر حو م جلا لة الملك الحسن الثا ني في 16 أ كتو بر 1997.

و لتشجيع مجلس الجا معة  على رد ا لإ عتبا ر للد ور الذي يمكن أ ن يلعبه ذوو ا لإ حتيا جا ت الخا صة على صعيد الجا معة، فلا بد من تكر يس حقو ق اصحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة كذلك  عبر ا ليا ت بر لما نية تسا هم في تمثيل هذ ه الفئة لمسا عد تها على الد فا ع عن حقو قها الثقا فية والسيا سية و ا لإ قتصا د ية و ا لإ جتما عية. و قد تعتبر العنا ية بد وي الحا جا ت الخا صة من ا لأ مور الها مة  الملزمة  لأ ي موا طن عا دي فما با لك با لد ور الذ ي يجب أ ن تضطلع به الد و لة في شخص البر لما ن لتمتيع ذ وي الحا جا ت بحقو قهم المشر و عة .  فللأ سف  تد ل المعطيا ت المحصل عليها عبربر نا مج  إ د اعة محمد السا د س أ نه على الرغم من أ ن عدد ذ و ي الحا جا ت الخا صة يقد ر با لملا يين  با لدا ر البيضاء، فإ ن الد و لة في شخص البرلما ن لا زا ل لا يقيم لهم الكثير من الحسبا ن على الرغم من أ ن و ضعيتهم تستحق المنا قشة، مما يشجع المؤسسا ت بما في ذ لك مجلس الجا معة على تهميش هذه الفئة من المو اطنين. وعلى الرغم من أ ن المقتضيا ت الممتدة من الفصل  التا سع عشر  إ لى غا ية الفصل ا لأ ربعين من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 لا تنص صرا حة على  تخو يل الحقو ق ا لأ سا سية التي تم تخو يلها للموا طنين العا ديين ذ كو را كا نوا أ و إ نا ثا لذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة ، فإ نه يمكن المطا لبة بتخويلها  لهم أ يضا بصفتهم موا طنين مغا ربة. و قد تشمل هذ ه الحقو ق الحقو ق ا لأ سا سية كا لحريا ت و  حق التصو يت . السبب في ذ لك هو أ ن هذه الفئة تحتا ج إ لى من يمثلها من  ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة  و يسمع كلمتها  (بضم اليا ء و بكسر السين) لتحقيق جل الحقو ق المخو لة للموا طن بما في ذ لك حق ا لإ نخرا ط با لجا معة و حق التمثيلية بمجلسها. و يتضمن هذا القول ا عتبا ر حقو ق ا صحا ب الإ حتيا جا ت الخا صة بمجلس الجا معة  بمثا بة مسأ لة تتطلب ا تخا ذ قرار سيا سي يتطلب التدا و ل فيه عن طر يق ا لأ غلبية المكو نة من ذوي ا لإ حتيا جا ت الخا صة أ نفسهم . فالحكو مة ا لية فقط  من ا ليا ت تنفيذ تو جها ت ا لأ حزا ب المشكة للأ غلبية. و من الملا حظ  أ ن الحكو مة الحا لية لا تعنى كثيرا بأ صحا ب الحا جا ت من المغا ربة لأ ن ا لأ حزاب السيا يسة لا تو ليها اهتما ما أ يضا.

و من ا لأ مور التي  يمكن و ضعها مو ضع الحسبا ن لتشجيع مجلس الجا معة  على جعل فئة ذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة تحظى با لعنا ية الكبرى، فإ نه لا بد كذ لك من تشجيع  العلما ء بمختلف فئا تهم من و عا ظ و مر شد ين و من ا عضاء المجا لس العلمية و الد عا ة و ضيو ف البر امج ا لإ دا عية و التلفز ية على القيا م بد ور تو عية المجتمع بفئة ذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة و إ عطا ؤها ما بستحق من ا لإ هتما م. فملجؤ نا هو د يننا و من يعمل شيئا بد افع د يني فإ نه سيحظى بر ضى الله عز و جل. لا بد كذ لك  من خلق و زارة خا صة تتكفل  بد وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة من المسنين .

 و من ا لأ مور التي يمكن أ يلا ؤها إ لى هذ ه الورارة جمع هبا ت و تو زيع قا رة خا صة بد و ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة يسا هم  في منحها كل من الجمعيا ت و المحسنين و الطبقة الميسورة من المستشا رين و النواب في د فعها لها بصورة قا رة لفا ئدة المسنين و ا لأ طفال من ذ وي ا لإ حتيا جا ت الخا صة.

لا بد أ يضا من تعبئة فئا ت المجتمع العر يضة لر د ا لإ عتبا ر لمما رسة التكفل ا لإ جتما عي و  عبر نشر ثقا فة أ دا ء الزكاة لذ و ي ا لإ حتيا جا ت الخا صة  من طر ف الشبا ب مما سيسا هم  في د عم إ  شا عة قيم الديمقرا طية التشا ركية. فأ دا ء الز كا ة  أ ضحى في طو ر النسيا ن و ا لإ نقرا ض بسبب إ هما ل الجيل الصا عد لها على الرغم من مزا يا ها . فالله ستحا نه و تعا لى  أ لزم جميع المسلمين بأ دا ء الزكا ة ببلو غ سن الر شد  لما فيها  من حكم عظيمة. ففيها الخير لمن يز كي و لمن تؤد ى إ ليه. فا لصد قة مطهرة من الذ نو ب و من الشح و البخل و الطمع و حب المال. ففيها قر با ن لله تعا لى و ا مثتا ل له. و لا يقتصر الخير عليها بل يتعداها إ لى المجتمع كله. فا لزكاة تقوي أ وا صر الصدا قة بين الفقراء من ذوي الحا جا ت  و ا لأ غنياء و تزيل ما بينهما من عدا وة و شحنا ء. فهي تد فع النفس عن الكف عن الحقد عن  أ لإ  خوا ن من  المسلمين أ جمعين . فإ ذا و جد ذووا الحا جا ت الشبا ب و غيرهم يحسنون إ ليهم أ حبوهم وأ حبوا المجتمع كله  و امتنعوا عن الكفر لقدرهم المحتوم. و لهذا، لا بد من د عم  و تشجيع الشبا ب من ا لإ لتزا م هو اجب أ دا ء الزكاة لأ صحا ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة.

الفصل الخا مس من البا ب الثا ني : تحليل المعطيا ت بناء على ثبوث صحة فرضية  انعدا م و جود تصور موحد للد يمقراطية با لمملكة المغربية

تم  تخصيص البا ب  الرابع من البا ب الثا ني من هذا البحث  لتحليل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل العينا ت، إ ذ أ ن الهد ف ا لأ سا سي  من وراء القيا م بهذا البحث هو إ خضا ع المعطيا ت ذات الطا بع الكيفي للتحليل و المنا قشة. و بناء على ذ لك، سأ عمل على تقد يم بعض ا لإ قترا حا ت التي أ تمنى أ نها ستسهم في تقويم تصور و مما رسة ا لأ فراد للد يمقراطية با لفصل الخا مس من البا ب الثا ني من هذا البحث.

و لا بد من التذ كير بأ ن القيم و المعا ييرو التصورات  يمكن أ ن تستمد من مصد رين مختلفين. فهنا ك من جهة القرأ ن الكريم أ و الشريعة و الحذ يث النبو ي الشريف. و من جهة أ خرى، هنا ك القا نو ن الو ضعي الذي يجد صدى له على صعيد الد ستور. و قد ا كد ت المعطيا ت التي حصلت عليها من خلا ل ا ستجو ابا ت مع الطا لبا ت و النساء  العا ملات  بمؤ سستين تر بو يتين  مختلفتين ذا ت ا ختصا صين مختلفين صحة فرضية  انعدا م و جود تصور موحد للد يمقراطية با لمملكة المغربية . فا لعينة من الطا لبا ت و طا قم النسوي العا مل  بمؤ سسة (أ)  ذا ت التو جه ا لأ صو لي و العينة من الطا لبا ت و الطا قم النسوي العا مل  بمؤ سسة (ب) ذا ت التو جه العلمي التجر يبي لهما  تصو ر غير مو حد للد يمقر اطية: . فمنهن  من يستمد ن  تصو رهن للد يمقر اطية من  أ صو ل تشر يعية غر بية تجد صد ى لها في المقتضيا ت المد عمة لتطوير الثراث المغر بي و جعله قا درا على مو اكبة الحضا رة ا لإ نسا نية.  و من  بين العينة من الطا لبا ت و الطا قم النسوي العا مل بمؤ سسة  (أ) ذا ت التو جه ا لأ صو لي  من يستمد ن تصو رهن للد يمقر اطية من الشر يعة الإ سلا مية التي تجد صد ى لها في الممقتضيا ت المد عمة للحفا ظ على أ صا لة الثرا ث المغر بي.

فمن جهة، يمكن القو ل بأ ن ا ختلاف المصا در هذه ترتب عنها غنى لا مثيل له على صعيد التصوارات الد يمقراطية :

و يتجسد غنى التصور لمفهو م  الد يمقراطية بهذا البحث الميداني من خلا ل  المعطيا ت التي تم الحصول عليها عبر ا ستجوا با ت مع عينا ت مختلفة . و يتعلق ا لأ مر با لحصول على أ راء مختلفة حول مفهو م الد يمقراطية من عينة الشبا ب المقيم با لخارج، و من عينة الطا لبا ت المغربيا ت المتمدرسا ت و العا ملا ت بمؤسسة “أ” ذا ت التو جه الد يني ا لأ صولي و من عينة الطا لبا ت المغربيا ت المتمدرسا ت و العا ملا ت بمؤسسة “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي ا لأ صولي.

فقد ا رتبط مفهوم الد يمقراطية حسب العينة من الشبا ب المقيم با لخارج  بالإ صلا ح الد يمقرا طي الذي تم تحقيقه با لمملكة المغربية مدعما بإ عطاء المواطنيين حق التعبير خلا ل فترة الربيع العربي. و قد اعتبرت العينة أ ن سيا د ة ا لإ ستقرار و ا لأ من با لمملكة المغربية بمثا بة مؤشرات عن الطا بع ا لإ يجا بي للنظا م الد يمقراطي. و حسب هذه  العينة يؤدي النظام الد يمقراطي إ لى تشجيع ا لأ فراد على ا لإ ستثمار و با لتا لي، فإ ن النظا م الد يمقراطي يمكن أ ن يسا هم في ا لإ زدها ر ا لإ قتصا دي.

من  الطا لبات  المنتمية للأ قا ليم المغربية الجنوبية لها تصور حو ل الد يمقراطية يرتبط أ سا سا با لتحرر من الإ ستعمار و بضما كرا مة و حقوق ا لإ نسان. و قد  سا همت ا لإ ذا عة الو طنية في د عم هذا التصور عبر برامج خا صة  سا هم فيها مستمعون من ا لأ قا ليم الجنوبية خصوصا في يو م 6 نو نبر من عا م 2012 بمنا سبة عيد المسيرة الخضراء.

كما ا تضح غنى التصور للد يمقراطية من خلا ل ا لأ راء المختلفة التي أ د لت بها العينة من الطا لبا ت و النساء العا ملا ت بمؤسستين مختلفتين منهجيا مؤسسة  التعليم العا لي “ب” ذا ت التوجه العلمي الوضعي التجريبي و مؤسسة “ا” ذا ت التوجه الديني ا لأ صولي. فمنهن من ا ستمد مفهوم الد يمقراطية من الشريعة ا لإ سلا مية ز منهن من ا ستمد ه من القا نو ن الو ضعي.

  و قد يعو د الغنى في ا ختلا ف التصورالديمقراطي في صفو ف العينة من الطا لبا ت و العينة من النساء المغربيا ت العا ملا ت على صعيد مؤسسا ت التعليم العا لي  إ لى المنا هج المتبعة با لمؤسسا ت التعليمية. و قد جسد د ستور المملكة المغر بية لسنة  2011 مضمون هذه المنا هج بد عمه لأ سلو بين مختلفين للحياة:  دعمه المبا دئ الثا بثة و المتحو لة على حد سواء. فمن جهة، تمت الإ شا رة إ لى  أ ن ” المملكة المغر بية د و لة  إ سلا مية، متشبتة .بمقو ما ت هو يتها الو طنية…” و بهو يتها المغر بية المتميزة بتبوئ الد ين الإ سلا مي مكا نة الصدارة  (القسم السيا سي، 7  : 2011  ) و من جهة أ خر ى، تم التنصيص على أ ن ” المملكة المغر بية …تو ا صل إ قا مة مؤ سسا ت د و لة حذ يثة  ” يتمتع فيها الجميع  “با لحر ية و الكر امة و المسا وا ة و تكا فئ الفر ص و العد الة الإ جتما عية”. كما تم التنصيص على أ ن الشعب المغر بي يتشبث بقيم الإ نفتا ح و الإ عتد ا ل و التسا مح و الحوار و التفا هم المتبا د ل بين الثقا فا ت و الحضا را ت الإ نسا نية جمعا ء”.

و من جهة أ خرى هنا ك ثنا ئية التصورحو ل الد يمقرا طية:

يمكن القو ل بأ ن و جو د مصا در مختلفة للتشريع با لمملكة المغربية، يؤدي إ لى تصا دم التصورات و إ لى نزا عا ت حا دة على صعيد الجا معا ت المغربية

لا يخفى على الدارس لوا قع المملكة المغربية أ ن هنا ك مؤسسا ت مختلفة تسا هم في تكوين الموا طن المغربي منذ الصغر في مجا لا ت مختلفة. و قد تتضمن المنا هج المعتمدة بدءا من التعليم ا لإ بتدا ئي ما هو منفتح على العا لم الغربي كتعليم ا للغة الفرنسية و ا لإ نجليزية و ا لإ سبا نية و في بعض ا لأ حيا ن ا لأ لما نية. و قد تشمل المنا هج أ يضا درا سة نصوص قرا نية و درا سة ا للغة العر بية و ا للهجا ت البر برية. ( ا نظر في الها مش……. لأ مثلة من المنا هج المتبعة ببعض المؤسسا ت المغربية)  و كما ا تضح ذ لك جليا بهذه الدرا سة، فهنا ك نو عا ن من المؤسسا ت سا همت في إ عدا دالعينا ت المستهذ فة. هنا ك مؤ سسة التعليم العا لي “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي. و إ لى جا نبها، تو جد مؤسسة “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي. و قد ترتب عن هذا الإ ختلا ف ا ختلا ف في الرؤى حو ل فهم الد يمقرا طية و كذلك حو ل كيفية مما رسة العينا ت المستهذ فة من الطا لبا ت لها .  و يترتب عن غيا ب هذا التو حيد ظهور ا ختلا فا ت في التصورا ت تصل إ لى حد ا لإ صدا م مع تصورا ت  تسا هم مؤ سسة “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي الد يني و مؤسسة “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي في بلو رتها. و قد  تنم المعطيا ت التي حصلت عليها من خلا ل ا لإ ستجوا با ت التي قمت بها مع الطلبة المنتمو ن على الخصو ص إ لى المؤسسة التعليمية “ب”  ذا ت ا لإ تجا ه التعليمي العلمي التجر يبي على رد فعل عنيف  تجاه القيم المستمدة من الأ صو ل. فا لقيم الد يمقرا طية التي تحملها لعينة با لمؤ سسة المؤسسة التعليمية “ب”  ذا ت ا لإ تجا ه التعليمي العلمي التجر يبي  لا يمكن الحكم عليها با لصواب من طر ف المؤ سسة “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي الد يني أ يضا لأ نها تختلف في جو هرها عن مفهوم القيم الواردة با لقرا ن الكريم و السنة. و قد تكو ن العينة   با لمؤ سسة التعليمية “ب”  ذا ت ا لإ تجا ه التعليمي العلمي التجر يبي  متصفة بأ و صا ف د نيئة في نظر العينة المنتمية إ لى   المؤ سسة “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي الد يني  لأ ن التشبع  بمبا دئ القا نو ن الو ضعي في نظرها  يد فعها إ لى عدم  وضع أ ي حا جز ما بين مفهو م الحر ية و قلة الحياء. فبناء على المعلو ما ت التي سا همت العينة  با لمؤ سسة المؤسسة التعليمية “ب”  على موا فا تي بها، تنشرح الطا لبا ت لعد م ا كثرا ت ا لأ ستا ذ  كثيرا بقمع بعض ا لأ  عما ل و ا لأ فعا ل با لفصل الدراسي و   التي تم و صفها من طرف العينة المتشبعة بروح الشريعة على أ نها “جريئة و مخلة با لأ خلا ق” الحميدة.  و قد ترجع العينة من الطا لبا ت المتمد رسا ت ب المؤ سسة “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي الد يني سبب  تفشي “قلة الحياء”  أ و “الحرية” في صفو ف الطا لبا ت  المتمد رسا ت بالمؤ سسة  “ب” إ لى بعض ا لمفكر ين الذ ين  يو ظفون  كل طا قا تهم الفكر ية لإ بعا د الموا طنا ت  المغا ربيات  عن الد ين ا لإ سلا مي بد عوى أ نهم ينشدو ن تحقيق الحر ية. و قد تساءلت العينة المتمد رسة با لمؤ سسة “أ” ذا ت التو جه ا لأ صو لي الد يني  حول الهذ ف من إ شا دة هؤلاء المفكرين با لحرية قا ئلة: “ما مضمو ن الحر ية إ ذا كا نت بعيدة عن مجا ل الد ين  ا لإ سلا مي أ و المسيحي؟  يمكن للمفكر ين أ ن يضعوا الحرية في نطا ق الجنس فتصبح الحر ية جنسية. و يمكن كذ لك أ ن يضعوا الحر ية في نطا ق ا لإ ختلا ط الشا مل بين الذ كور و ا لإ نا ث و يمكن أ ن يو هموا النا س بأ ن ا لإ نسا ن العفيف إ نسا ن متشدد و متخلف و معقد. لكن الحقيقة تظهر أ ن المفكر ين الدا عو ن إ لى الحر ية بهذا المفهو م لا يذ هبو ن با لموا طن المغر بي إ لى عا لم إ نسا ني و  ا من ، بل يذ هبو ن به إ لى الها و ية. و أ نذا ك، نتسا ءل : و ما الدا فع للد عو ة إ لى الحر ية إ ذا كا نت تؤ د ي إ لى ا لإ نهيا ر؟ فإ ذا كا نت المملكة المغر بية قد عملت على حذ ف المدا رس الخا صة  بالبنا ت و المدا رس الخا صة با لذ كور منذ ثلا ثين سنة تفا ديا لللإ ختلا ط و مما رسة الحرية الجنسية و تبني الحر ية بكل أ شكا لها و التي لا تؤ د ي في نها ية المطا ف إ لى السعا دة ا لأ بد ية ، فإ ن بعض البلدا ن الصنا عية الكبر ى مثل ا بر يطا نيا  في طر يق إ قرا رها لما ا كتشفت أ ن لها فو ائد في التحصيل.

و يمكن القو ل بأ ن غيا ب و حد ة التصور الد يمقراطي في صفوف الطلبة و الطا قم العا مل بمؤسسا ت التعليم العا لي يجد صدى له على صعيد السا حة الثقا فية أ يضا.  فحسب الصحفي (أ حمد الميدا وي ، 4: 2012 ) ، أ دى ا بتعا د المسلمين عن التعا ليم الد ينية إ لى ا هما لهم للكرا مة ا لإ نسا نية للمرأ ة و لحقو قها المشروعة. و نتيجة لذ لك، أ صبحت المرأ ة في عصر العو لمة تتعرض لمشا كل شبيهة با لمشا كل التي كا نت تتعرض لها في العصر الجا هلي. فقد أ صبحت تتعر ض المر أ ة لنو عين من العنف: عنف نفسي و قد عر فه الصحفي (أ حمد الميدا وي ، 4: 2012 ) ا نه يتجسد  في مما رسة  إ ذ لا ل و تجريح و ا تها م المرأة و استهذ افها في كيا نها الأ  نثوي  بهد ف فقد انها توا زنها المعنوي و لإ جبا رها على الإ نعزا ل للتعا يش مع ا لذ ل كجزء من قد رها المحتو م. أ ما العنف الجسد ي فيتضمن ا لإ ضرار بجسد المرأ ة عن طر يق الإ غتصا ب و الضر ب و البصق. و قد  يقو ل الصحفي أ حمد الميدا وي (4 : 2012) أ ن العنف ضد المر أ ة لا يختلف حسب تقد م أ و تخلف الدول أ و حسب غنى أ و فقر الأ سر. كما أ كد  على أ ن جريد ة Le Parisien »   «   نقلت في عددها الأ خير أ خبا را تد ل على أ ن العنف الجسدي كا لتعذ يب و البصق و الضرب و التعذيب النفسي و العا طفي المما رس  من طرف الأ زوا ج ضد زوجا تهن  أ صبح ظا هرة متفشية في الأ سر الغربية.  كما أ كد الصحفي أ حمد الميدا وي (4 : 2012) أ نه و رد با خر تقرير للأ مم المتحدة الخا ص با لعنف العا ئلي بأ ن ز ها ء خمس ما ئة  مليو ن ا مرأة يتعرضن سنو يا على الصعيد العا لمي للتعذ يب الجسدي و النفسي من طرف أ زواجهن .كما أ و ضحت هذه الدرا سة بأ ن ا ثنين ضمن عشرة نسا ء يما ر س عليهن العنف التفسي  القا ضي با لتجريح و فقدا نهن  توازنهن و هو استهذ اف للمرأ ة في كيا نها المعنوي. كما أ كد الصحفي أ حمد الميدا وي (4 : 2012) أ ن ز ها ء %  8   من ها ته النسا ء يتعرضن للو فا ة من جراء قسا وة أ زوا جهن الذ كو رية، إ ذ أ با نت الأ رقا م  بمركز منع العنف المنز لي ببا ريس ، حسب (الصحفي أ حمد الميدا وي ، 4 : 2012) أ ن العنف العا ئلي أ دى سنة 2011  ببا ريس إ لى مقتل 178 أ مرأة، أي ز ها ء قتيلة في كل يو مين. وأ كد الصحفي  أ حمد الميدا وي (4: 2012 )  أ يضا أ ن العنف العا ئلي اصبح يأ خذ أ بعا دا كا رثية بفرنسا إ ذ أ ن ثلا ث سيدا ت فرنسيا ت تو فين على إ ثر تعرضهن لعنف أ زوا جهن لهن  خلا ل ا لأ سبو ع الما ضي بمد ينتي Montpelier و  Nantes. و هكذا، يتضح بأ ن العنف الذ كو ر ي يتضمن المس با لكرا مة ا لإ نسا نية و بحقوق ا لإ نسا ن و قد أ صبح  يأ خذ أ بعا دا قيا سية في البلدان الصنا عية و في البلدا ن النا مية أ يضا تحت طا ئلة غيا ب الوازع الد يني في زما ن العو لمة فقد و افى الصحفي أ حمد الميدا وي (4: 2012 ) جر يد ة أ خبا ر اليو م بخبر مفا ده أ ن مصا لح الأ من بطنجة سجلت حا لة ا غتصا ب تعرضت لها شا بة مغر بية خلا ل ز يا رة كا نت تقو م بها إ لى هذ ه المد ينة. و يقو ل الصحفي  عمر بن شعيب (4 : 2012) أ ن الإ حصا ئيا ت المسجلة لدى فر قة الأخلا ق العا مة بطنجة كشفت عن ا رتفا ع كبير في عدد ضحا يا الإ غتصا ب با لمملكة المغربية خلا ل الأ شهر القليلة الما ضية بمعد ل ضحية إ لى إ شنين في الأ سبوع.

يمكن ا عتبا ر النزا ع السا ئد با لمجا لس الجا معية بمثا بة مؤشر على غيا ب و حدة التصور حو ل الد يمقرا طية

بناء على المعطيا ت التي حصلت عليها من خلا ل عدة ا ستجوا با ت مع العينا ت بهذه الد را سة، لا حظت بأ ن التصورا ت التي يحملها الطلبة و ا لأ عضاء المنتمية إ لى مجلس الجا معة على الخصو ص لا تسير و فق التصور الد يني ا لإ سلا مي الذ ي تم ا لإ علا ن عنه بتصد ير د ستو ر المملكة المغر بية لسنة  2011.  فبعد جمع قو ائم ا لإ ستقصاء، تم تحليلها ،  فا تضح للعيا ن أ نه على الر غم من أ ن طبيعة النزا ع با لمجا لس الجا معية با لمملكة المغر بية ليست د ينية محضة، فإ ن هنا ك من ا لأ عضا ء من ير فض ا لإ صغاء  لا قترا حا ت الزملا ء من ا لأ عضاء لمجرد أ نه تم ا قترا حها من طرف  أ شخا ص  لهم رؤيا مختلفة حو ل الحيا ة بصفة عا مة . و يمكن توضيح هذه الفكرة من خلا ل حديث الصحفي (المصطفى المعتصم ،   6 :  2012 )  عن تفا صيل لقاء اجتمع فيه علما نيون واسلا ميون فا تضح له من خلال ورشا ت الحوار انه كا ن مشوبا بمجموعة من التصورات والمواقف التي شكلت بحق معيقا ت لتحقيق الحوار.  كما اكد الصحفي المصطفى المعتصم (  6 :  2012 ) أ ن ذلك الحوار ابا ن عن غيا ب مفهوم موحد لمفهوم “الديمقراطية ببلا د نا.

يمكن للنصوص التشريعية الغير العا دلة أ ن تسا هم  أ يضا في عملية التفكك و الصرا عا ت القا ئمة بين ا عضاء مجا لس الجا معا ت،

هل يمكن للنزا عا ت القا ئمة بمجا لس الجا معا ت أ ن تحد ث تحت ثأ ثير النصوص التشريعية الغير العا د لة؟ ورد بوكيبيد يا أ نه على الرغم من أ ن الد ين الإ سلا مي هو الدين الر سمي با لمملكة المغربية، إ لا أ ن  المغرب متعدد في مكوناته الإ جتما عية. و يمكن القو ل بأ نه على الرغم من صحة ا حتما ل إ حدا ث  عملية التفكك ا لإ جتما عي  تحت تأ ثير مخلفا ت ا لإ ستعمار القا ئم على “فرق تسد”، إ لا  أ نه يمكن أ يضا للتصو ص التشريعة في ظل الحكو مة الجديدة أ ضحت بدون و عي منها تحد ث نوعا من ا لشقا ق في صفو ف الموا طنين المغا ربة. و قد يعود السبب في ذلك إ لى كونها تبدي نو عا من التحيز للطبقا ت الفقيرة و الميسو رة دو ن الطبقا ت المتو سطة. و قد كا ن عليها أ ن تحفز هذه الطبقة غ سوة با لطبقا ت ا لأ خرى لأ سبا ب خا صة. فمن المعرو ف أ ن الطبقة المتو سطة با لمملكة المغر بية تسا هم كثيرا في تحر يك دوا ليب ا لإ قتصا د. فغا لبا ما  تبدي نز عة تكا فلية تجا ه ا لأ قر با ء لمسا عد تهم على موا جهة مشا كل ا قتصا دية. كما أ نها تسا هم في عمليا ت ا لإ ستثمار على أ قل تقد ير بشراء سيا رة و منزل إ ما ا عتما دا على مواردها أ و ا عتمدا على ديو ن بنكية. و على الرغم من ذ لك، أ ضحت هذه الفئة ا لإ جتما عية عر ضة للتهميش و التفقير عن طر يق أ دا ءا ت ضريبية خلا فا للفئة المنتمية للطبقة الفقيرة و الطبقة الميسورة، مما يو لد لج يها نوعا من العداء و النفور تجاه الطبقا ت التي تحظى با متيا زات خا صة. و يمكن أ ن يجد هذا العداء صدى له بمجلس الجا معة .

و قد كشفت المعطيا ت أ ن ا لإ متيا زا ت الحقو قية التي “يعتقد البعض” أ نه تخويلها للمرأ ة على حسا ب الذ كور في ظل الحكو ما ت السا بقة قد سا مهت  في إ حذا ت الهوة بين الذكور و النساء، مما ترتب عنه فقدا ن التوازن بمجا لس الجا معا ت. فنظرا لأ ن مجلس الجا معة بمثا بة صورة مصغرة لما يحد ث با لمجتمع ككل، فإ ن النصوص التشريعية التي تم و ضعها في إ طا ر النظا م القديم لا زا لت تنصف المرأ ة على حسا ب الرجل مما يؤثر سلبيا على و حدة ا لأ عضاء المنخرطة  بمجا لس الجا معا ت. كما أ ن النصو ص التشريعية المتعلقة با لكوادر تعمل على إ حدا ث الشقا ق في صفو ف الطا قم العا مل عن طريق ترا تبية سلا ليم ا لأ جور مما يترتب عنه ا ستحا لة تحقيق و حدة ا لأ عضاء المنخرطة بمجلس الجا معة بشكل يدعم تعميق أ سس الد يمقرا طية التشا ركية

منا قشة كيف تسا هم المنا هج المتبعة بمؤسسا ت التعليم العا لي على الثأ ثير على التصورات با لمملكة المغربية

و بناء على هذا ا لإ ختلا ف في التصور لمفهوم الد يمقرا طية النا تج عن ا ختلا فا ت ضمنية في المنا هج المتبعة ، يمكن ا لإ ستئنا س بأ راء بعض المفكرين حول تأ ثير المنا هج على ا ختلا ف التصورات با لمملكة المغربية. يقو ل محمد سبيلا ( 10: 2012 ) أ ن المبا د ئ الأ سا سية التي تم الإ جما ع بشأ نها في بد اية الإ ستقلا ل  و المثمثلة في التو حيد و التعميم و المغربة لم تجد طريقها إ لى التطبيق الكا مل. بل يمكن القو ل بأ ن ا لإ ختلا ف على صعيد المنا هج الد را سية يو لد صرا عا ت حا دة على صعيد ا راء و تصورات المفكرين أ نفسهم. و يمكن ا لإ ستنا د في تفسير ذ لك  عن طريق ما و رد بخصو ص رأ ي كل من (جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن ، 7:  1995  ) حول تأ ثير المقررات على ذ هنية ا لأ طفا ل. يقو ل  جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن (  7:  1995  ) أ نه تو جد بغلا ف كتا ب ا لمقرر الد را سي الخا ص بأ طفا ل يتا بعو ن د را ستهم با لإ بتد ائي و الثا نو ي صور ملو نة لأ طفا ل مختلفين فيز يو لو جيا و هم أ طفا ل  غر بيو ن. فا لهذ ف حسب (جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن ، 7:  1995  )  هو تحقير ا لإ نتما ء لبيئة عر بية مسلمة عن طر يق تحقير الفيز يو لو جية العر بية بطر يقة إ يحا ئية. و تتم عملية التغر يب أ يضا عبر صور لنسا ء  مختلفا ت ثقا فيا و يظهر ا لإ ختلا ف من خلا ل  أ لأ  ز يا ء  التي  تر تد يها هذه النسا ء. فمن جهة، تظهر الصور نسا ء بد و يا ت في مو اجهة نسا ء ا رو بيا ت ير تد ين لبا سا عصر يا و أ كثر أ نا قة و “حدا ثة” (جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن ، 7:  1995  ). يقو ل   جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن (  7:  1995  ) أ ن المطو ر ين يعملو ن على استغلا ل بر اءة الأ طفا ل و إ فقا دهم هو يتهم في غيا ب  أ با ئهم (جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن ، 7:  1995  ). و يقو ل فهمي هو يدي مشا ر إ ليه من طر ف ( جما ل عبد الها دي محمد  سعو د و علي لبن ،13:  1995  )  أ ن “التعليم الذ ي ينتج لنا شبا با ضا ئعا عد يم ا لإ نتما ء يقد م للتطر ف و ا لإ ر ها ب هد ية  لم يحلم بها يو ما ما. فالمؤ سسة التعليمية تو فر للإ ر ها ب خا ما ته بتلك الكميا ت المعبرة و با لمجا ن”. و خلا فا لذ لك، هنا ك من المفكرين الذين أ شا دوا با لد ور الذ ي يمكن أ ن يقو م به التعليم لإ زا لة الحيف عن النساء. فقد أ كد حسن عا يش و ا خرون ( 6 :  2008) أ ن الحركا ت ا لإ صلا حية لم تستطع في البلدا ن تحدي خطا ب الثقا فة التقليد ية. فا لإ قتصا د أ و العو لمة ما رست في نظر حسن عا يش و ا خرين بعض الضغوطا ت و حركت السا كن، إ ذ أ نها مع تزا يد التعليم وظهور مما رسا ت عبر الفضا ئيا ت و البريد ا لإ ليكتروني و الها تف كسرت القيود الرسمية و ا لإ جتما عية المفروضة على حرية التوا صل بين الرجل و المرأ ة.

و إ ن دل هذا على شيء فإ نما يد ل على وجود نو عين من القيم التي يتم تمريرها للطا لبا ت و الطلبة بمؤسسا ت مختلفة و التي قد تجد تجسيدا لها بكل و ضو ح في إ طا ر الحيا ة العملية. فعبر المنا هج، يتم دعم  قيم ما دية و أ خرى معنوية مثا لية بطريقة مفرطة    Extremist. فعلى الرغم من أ ن المملكة المغربية دولة إ سلا مية و على الرغم من أ ن ا لقر ا ن الكر يم و ضع القيم المثا لية في مرتبة أ على من القيم الما دية،  فقد تو حي المعطيا ت بهذه الدرا سة الميدا نية بأ ن الفضا ء با لمؤ سسة الجا معية “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي هي با لأ سا س ذا ت تو جه ما دي،  تفعي و  مر كنتيلي محض.  و قد يعو د السبب في ذ لك إ لى طبيعة المنا هج المتبعة بهذه المؤسسا ت. و في هذا ا لإ طار يوجه محمد سبيلا ( 10: 2012 ) نقدا لا ذعا للتصور المركنتيلي الذي يحد من إ مكا نية تفعيل الدو ر ا لإ جتما عي و السيا سي في شكله ا لإ يجا بي للمؤسسة التعليمية معتبرا أ ن المد رسة عا نت من التصور المركنتيلي الذي يلو د أ ن يلحق المدرسة و الجا معة با لسوق با عتبا رها مؤسسة تهذف إ لى تزويد أ سواق الما ل و التجا رة  و أ لإ دارة بما تحتا جه من أ طر(محمد سبيلا ، 10: 2012 ). و يصف هذه المؤسسة التعليمية فا ئلا بأ نها  قد عا نت من التصور الو ضعي ا و التقني الذي يو د أ ن يجعل الجا معة فقط في خد مة المعا مل و الصنا عا ت المختلفة عن طريق التركيز على العلو م و التقنيا ت (محمد سبيلا ، 10: 2012 ). فا لفضاء المدرسي و الجا معي  لم يعد  يو لي الكثير من الإ هتما م بترسيخ قيم الموا طنة بقد ر ما يعنى بتكوين الكوادر التي يجب أ ن تستجيب لمتطلبا ت السو ق با كتسا بها لمها را ت علمية و تقنية تمكنها من و لو جها بسهو لة إ لى عل لم الما ل و ا لأ عمال. يقو ل محمد سبيلا ( 10: 2012 ) أ ن الفضاء التر بوي أ صبح يشكو من هيمنة التصور المركنتيلي على ا لإ فراد . فقد يلو د التصور النفعي أ ن  يلعب هذا الفضاء  الدور المد عم لا ز دها ر عا لم الما ل و الإ حتكا ر في غيا ب مبا د ئ أ و قيم  إ نسا نية أ خر ى . و كل ذ لك ينصب في إ طا ر عو لمة ا لإ قتصا د و ما ا رتبط به من تصورات. و قد ا تضح هذا التوجه النفعي جليا من خلا ل المعطيا ت التي حصلت عليها في القسم المخصص لوصف كيفية ممارسة  العينة با لمؤ سسة التعليمية “ب”  ذا ت ا لإ تجا ه التعليمي العلمي التجر يبي  للأ سس الد يمقراطية، حيث كا دت القيم المثا لية المتجسدة في الثراث تغيب عن  أ لأ ذها ن.

و من جهة أ خرى تو حي المعطيا ت بو جو د منا هج متطرفة تسا هم في شحن أ ذها ن الطلبة و الطا لبا ت بتصورا ت حو ل الد يمقرا طية مقتبسة من مصا در التشريع ا لإ سلا مي. و قد تؤ دي هذه التصورات إ لى حد الغليا ن و التطرف.

ير جع سبب غيا ب ا لإ لتحا م و انعدا م الد يمقراطية التشا ركية بمجلس الجا معة أ يضا إ لى “تسييس” الجا معة، أ ي جعل الجا معة حقلا للمما رسة السيا سية لتحقيق أ هذاف معينة 

هل تو حي المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل هذا البحث على أ ن المنها ج التربوي يسا هم في تسييس الطلبة و الطا قم العا مل با لجا معة؟ فا لحقيقة أ ن  المعطيا ت التي حصلت عليها في إ طار القيا م  ببحث ميدا ني بمؤ سسة التعليم العا لي “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي قد كشفت على طبيعة الإ نتماء الإ د يو لو جي  للعينة من النساء اللا تي يتراوح سنهن ما بين الثا منة عشر  و الإ ثنين و العشرين سنة . وقد ا تضح على أ ن هذه الفئة العمرية قد تم فعلا تسييسها بدو ن و عي منها عبر منا هج تعمل على  تد عيم و دعم التيا ر الليبيرا لي الرا فض لمبا دئ العدا لة و التنمية. و قد سا عد ني هذا البحث على التأ كد من أ ن الشعا را ت التي كا ن تحملها هذه العينة الفتية من النساء الشا با ت  تختلف تما ما عن شعا رات الحزب الذي استفا ذ من صنا ديق الإ قترا ع خلا ل سنة 2011. في حين،  أ كد ت المعطيا ت أ نه خلا فا للعينة المتمدرسة بمؤسسة  التعليم العا لي “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي فإ ن العينة المتمدرسة بمؤسسة  التعليم العا لي “أ” ذا ت التوجه العلمي أ لأ صو لي الد يني تحمل فعلا شعا رات حزب  العدا لة و التنمية الذ ي حظي با لفوز على إ ثر إ جراء ا نتخا با ت 2011. و قد كا نت تبدي الكثر نم ا لإ عجا ب تجا ه هذا الحزب.

لقد ا تضح لي أ يضا من خلا ل تحليل المعطيا ت التي حصلت عليها في إ طا ر هذا البحث الميدا ني أ ن كل شيء يسير و فق تسييس الطا قم العا مل البا لغ سن الرشد. فهل تختلف “القيم و التصورا ت الد يمقراطية” التي تحملها ا لعينة العا ملة با لمؤ سستين السا لفة الذ كر عن  “القيم و التصورا ت الد يمقراطية” التي تحملها ا لعينة من الطا لبا ت بهتين المؤسستين؟ فمن جهة، أ با نت المعطيا ت بأ ن سن  العينة المستهذ فة من الطا لبا ت المتمدرسا ت على صعيد التعليم العا لي ذو التو جه ا لأ صو لي الد يني و سن العية المستهذ فة من الطا لبا ت المتمدرسا ت على صعيد التعليم العا لي ذو التو جه ذو التو جه العلمي الو ضعي التجريبي يتراوح عمرهن ما بين الثا منة عشرة و العشرين سنة. في حين كشفت المعطيا ت بأ ن سن العينة المستهذ فة من النساء العا ملا ت على صعيد التعليم العا لي ذو التو جه ا لأ صو لي الد يني و ذو التو جه العلمي الو ضعي التجريبي يترا و ح ما بين الثلا ثين و الخمسين سنة. و قد لا حظت و أ نا بصدد تحليل هذه المعطيا ت على أ ن ا لأ فكار و التصورات  التي  تحملها العينة من الطا لبا ت و العينة من النساء العا ملا ت بمؤ سسة “أ” حول الد يمقرا طية و ا لأ سس التي تنبني عليها متشا بهة و لا يشو بها أ ي تنا فر أ و صراع على الرغم من و جو د فا رق سني بين العينتين. و قد لا حظت نفس الشيء بخصو ص العينتين المنتميتين إ لى مؤ سسة “ب”.  و النتيجة هي أ نه تولد لدي ا قتنا ع بأ نه فعلا يتم تسييس ا لأ جيا ل عبر المنا هج التربوية . و قد كا ن من الممكن أ يضا القيا م ببحث ميداني على صعيد نفس المؤ سسا ت لتأ كيد فرضية  أ ن المنا هج  يمكن أ ن تد فع الطا قم العا مل با لجا معة و المنخرط في مجلسها إ لى رفع شعا را ت خا صة با سم الطبقة التي تنتمي إ ليها العينة لتغيير الأ و ضا ع السا ئدة بدو ن و عي منها بأ نها تقوم فعلا بهذا الدور . و يمكن أ ن يتم كل ذ لك بطريقة تلقا ئية و غير مخطط لها من طرف المشرفين على و ضع المنا هذ

وقد ذ كرني ا لتصور الذ ي تحمله العينا ت بكل أ صنا فها حو ل ا لأ سس الد يمقراطية با لتصور الذ ي كا ن يحمله المتمد رسو ن في ظل مؤ سسة تربو بية  ذا ت تو جه اشتراكي  سا هم  المفكرا لأ مريكي تيتيبوم  Kenneth N. Tetebaum  (44 : 1998) في وصفها بشكل د قيق. فقد كا ن المتعلمون بهذه المؤسسة التي تحمل اسم    the Socialist Sunday School على و عي تا م با نتماءهم للطبقة العا ملة. و بصفتهم كذ لك، فقد كا ن لهم تو جه سيا سي محض يد فعهم إ لى التضا من مع أ شخا ص لهم  نفس التوجه السيا سي بد و ل ا شترا كية أ خرى.

غيا ب ا لأ حزاب عن مجا لس الجا معا ت

هل أ با نت المعطيا ت المحصل عليها با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة أ ن العينة من الكو ادر ا ستفا دت من التنظيم السيا سي با لمملكة المغربية القا ئم على و جو د معا رضة تسا هم في الضغط على الحكو مة لتحقيق برا مج ا قتصا دية و ا جتما عية و سيا سية؟كشف تحليل المعطيا ت بهذه الدرا سة على توفر مجا لس الجا معا ت على منظو مة قا نو نية تحدد ا لأ دوا ر المنو طة با لأ عضاء بصفتهم أ سا تذة أ و إ داريين أ و طلبة. كما أ نها تتو فر على مؤهلا ت ما دية ها ئلة مقا رنة مع مجا لس بمؤسسا ت عربية أ خرى. إ لا أ نه يعا ب على هذه المجا لس كو نها تفتقر لبنية سيا سية من المفروض أ ن تؤهلها  للقيا م با لدور الطلا ئعي المرتقب من طرف الد و لة المغربية و ذ لك في تنا سق تا م مع ما تم تبيا نه با لبا ب ا لأ و ل من هذه الدرا سة المتعلق با لجا نب النظري. و يتجلى هذا الفقر السيا سي بمجا لس الجا معا ت أ سا سا في غيا ب ا لأ حزا ب السيا سية عن السا حة ، خصو صا و أ ن المعطيا ت كشفت عن و جو د أ عضاء ا عترفت بعجزها عن العمل في إ طا ر د يمقراطي في حضور كوا در و شخصيا ت ذا ت ا نتماء ا جتما عي عا لي جدا. و السؤال المطرو ح هنا هو كا لتا لي: لما ذا تغيب ا لأ حزا ب السيا سية عن سا حة المجا لس الجا معية؟

و يمكن ا لإ ستدلا ل عن وجو د نظا م ج يمقرا طي  با لمملكة المغربية لم تستفد العينة منه با لدو ر الذي يقو م به حزب ا لإ ستقلا ل في شخص ا لأ مين العا م حميد شبا ط  للضغط على رئيس الحكو مة لمرا جعة صند و ق المقا صة مثلا.  و قد أ كد ا لأ مين العا م لحزب ا لإ ستقلال  على أ نه كا ن دو ما مستعدا للحوار و قد يتمنى أ ن يكو ن الطرف ا لأ خر مستعدا للنقا ش و التفا و ض كذ لك . و الخلا صة أ ن  المعا رضة يمكنها أ ن تلعب دورا ها ما في بناء شخصية المواطن المغريي . فقد تقو م  المعا رضة د و ما بتقد يم مقترحا ت قا نو ن على الرغم من أ نه يتم غا لبا التصو يت عليها ب “لا”، و على الرغم من أ نه  يتم طرح و تكرار هذه ا لأ سئلة  من طرف ا لأ غلبية خلا ل ا لأ سئلة الشفو ية. كما تعمل المعا رضة على منا قشة ا قترا حا ت تقو م بها الحكو مة ا لإ ستثمار، الصحة التشغيل  مع محا ولة إ يجا د حلو ل لها.

و قد يتطلب فهم عد م إ يما ن العينة العميق با لدو ر الذ ي يمكن أ ن تلعبة محا با ة بيئة حزبية- تلعب فيها المعا رضة دورا ها ما على صعيد القرارات النتخذة-  من طرف مجا لس الجا معا ت و ضع مقا رنة ما بين نشأ ة ا لأ حزاب السيا سية بأ رو با و نشأ تها با لمملكة المغربية، ا عتقا دا مني بأ ن مرجعية نشوء الأ حزاب يمكن أ ن يكو ن لها تأ ثير على البنية الذ هنية للمو اطن. فحسب الصحفي محا مي الد ين ( 2013)، خرجت ا لأ حزا ب السيا سية بأ رو با من رحم البرلما ن ، فرا كمت تجربة في المجا ل الد يمقرا طي أ هلتها للحضورو لإ عدا د برا مج ا قتصا دية و ثقا فية و سيا سية. فقد أ دى ترا كم التجربة الد يمقرا طية بأ رو با من النظا م التنفيذي و من دا خل البرلما ن إ لى بدا ية تما يز الرؤى و إ لى ظهور تيا را ت سيا سية و ا قتصا دية مما أ دى إ لى ظهور كتل برلما نية تحو لت فيما بعد إ لى أ حزا ب سيا سية حا ضرة بقوة بكل المؤسسا ت.

أ ما نحن، يقو ل الصحفي (حا مي الد ين، 2013 )، فلا نستحضر ا لأ حزا ب السيا سية لإ عدا د برا مج  على المستوى ا لإ قتصا دي و الثقا في و السيا سي لأ ن هذه ا لأ حزا ب لم تكن و ليدة تجربة د يمقرا طية برلما نية. و لتو ضيح هذه الفكرة، فقد قدم الصحفي (حا مي الد ين، 2013 ) تلا ث نما ذ ج لأ حزا ب سيا سية با لمملكة المغربية عبر التا ريخ المغربي و التي ا تضح أ نها   لم تسا هم في و ضع مشا ريع مكثفة  لتحقيق الد يمقرا طية. النمو ذج ا لأ و ل هو نموذج أ حزاب الحركة الو طنية. و قد نشأ ت من أ جل المطا لبة با لإ ستقلا ل و لم تفكر في نموذج الدو لة. و نظرا لأ ن نموذج الد و لة لم يكن و اضحا بعد حصو ل المغرب على ا لإ ستقلا ل، فقد ظهرت تما يزات جو هرية بين أ قطا ب الحركة الو طنية، مما أ دى إ لى ظهور نزا عا ت بين ا لأ عضاء. و قد ترتب عن ذ لك غمو ض مشرو ع الحركة الو طنية لنمو ذج الدو لة. النمو ذج الثا ني للأ حزا ب السيا سية التي يمكن أ ن تشكل مرجعية تستطيع من خلا لها فهم غيا ب ا لأ حزاب عن السا حة بمجا لس الجا معا ت هي تلك الأ حزا ب التي ظلت –حسب الصحفي (حا مي الد ين، 2013)- تبحث عن توازنا ت في ظل التوتر السا ئد أ ثناء حصو ل المغرب على ا لإ ستقلا ل. لكن هذه ا لأ حزاب لم تكن تتو فر على مشرو ع سيا سي بل كا نت مطا لبة فقط من طرف ا لإ دارة بتنفيذ مجمو عة من ا لإ ختيا رات ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية و اللسيا سية.أ ما النمو ذج الثا لث للأ حزا ب السيا سية الذ ي يمكن أ يضا أ ن يسا عدنا على فهم غيا ب ا لأ حزاب السيا سية عن مجا لس الجا معة فقد كا نت د و ما ذا ت تو جه إ سلا مي لأ نها خرجت من رحم الحركا ت ا لإ سلا مية بعد ا لإ ستقلا ل. و حسب الصحفي محا مي الد ين ( 2013)، فإ ن هذا الحزب عا ش مجمو عة من ا لإ شكا لا ت الفكرية لمدة طوية و التي تطلبت منه ا جتها دا ت لحسم التما يز الحا صل بين الد ين و الد و لة، بين الد ين و السيا سة، و تبني الد يمقرا طية ا لإ سلا مية. و إ جما لا، يقو ل الصحفي (حا مي الد ين، 2013 )، فإ ن ا لأ حزاب السيا سية لا زا لت لم تتكيف مع القضا يا الد ستورية لسنة 2011 و التي تستد عي أ ن تكو ن للأ حزا ب تما يزا ت برنا مجية. و يمكن فهم غيا ب ا لأ حزا ب السيا سية عن الجا معة عمو ما نتيجة عدم ا نبثا ق ا لأ حزا ب من مؤسسة برلما نية د يمقرا طية تؤهلها للحضور المكثف في ا لأ ذها ن و ببرا مج مكثفة و مو حد ة ا لأ بعا د على صعيد الجا معة المغربية.

تحول الفضا ء التر بوي با لمملكة المغربية  تحو ل إ لى فضاء سيا سي ، مما يحول دون تحقيق الد يمقراطية التشا ركية على صعيد مجلس الجا معة أ يضا.

فقد أ با نت المعطيا ت أ ن تصور ا عضا ء مجا لس المؤسسة و مجا لس الجا معة  لقيم  الد يمقر اطية  التشا ركية لا زال ضعيفا و بأ نها  لم تجد طر يقها  بعد  نحو المما رسة لأ سبا ب سيا سية تسا هم في تشنيج العلا قا ت ا لإ نسا نية على صعيد الجا معة. و قد ا تضح من خلا ل المعطيا ت التي حصلت عليها في إ طا ر هذ ه الد را سة الميد انية أ نه لا يمكن فهم ما يجر ي بمجا لس الجا معا ت و با لمؤ سسا ت التا بعة لها بمعزل عن الحقل السيا سي. فمن الملا حظ أ ن  الفضا ء التر بوي تحو ل إ لى فضاء سيا سي بطر يقة غير مبا شرة، مما يستد عي ا تخا ذ الكثير من الحذر و اتخا ذ الحيطة مما يمكن أ ن يتمخض عن هذا التسييس لا حقا.  فظا هريا، تقو م صرا عا ت بين ا لأ عضاء لأ سبا ب تتعلق بطرح مجمو عة من القرارا ت على أ رض الواقع. و قد تتعلق هذه القرارات إ ما با لجا معة نفسها أ و با لمؤسسا ت التا بعة لها. لكن الحقيقة تكشف عن صرا عا ت نا تجة عن ا نتما ءا ت حزبية يتم التأ طير لها خا رج الجا معة أ و المؤ سسة التا بعة لها. و في هذا الإ طار، يقو ل محمد سبيلا ( 10: 2012 ) أ ن التعليم تحو ل إ لى أ داة صرا ع لنصرة و دعم اتجا ة ضد ا خر في إ طا ر الصرا عا ت السيا سية و الإ ديو لو جية و الحزبية (محمد سبيلا ، 10: 2012 ).فا لفضا ء التربوي ا ضحى حقلا للإ ستقطا ب الإ ديو لو جي و السيا سي و فضا ء للتعبير عن الصرا عا ت و التو ثرا ت السيا سية و لم يعد يكتر ث كثيرا بقيم الموا طنة. يقو ل محمد سبيلا ( 10: 2012 ) أ ن تقرير الخمسينية يعترف بأ ن “المد رسة” عمو ما  ظلت لفترة طو يلة حقلا للإ ستقطا ب الإ ديو لو جي و السيا سي و فضا ء للتعبير عن الصرا عا ت و التو ثرا ت السيا سية. بل ا لأ كثر من ذ لك أ نه ظهر ميو ل تطرفي لدى شرا ئح من المد رسين الذ ين يتم تأ طير هم من طرف بعض الهيئا ت الإ د يو لو جية المتطر فة ( محمد سبيلا ، 10: 2012 ).

هيمنة النزعة ا المركنتيلية با لفضاء الجا معي:

ويظهر و قع النزعة المركنتيلية و الفرد ية المد عمة عن طريق المنا هج المتبعة با لمؤسسا ت “ب” ذا ت التو جه العلمي التجريبي على صعيد الحيا ة العملية، مما يحول دو ن تحقيق الد يمقرا طية التشا ركية على صعيد مجلس الجا معة.فقد  تو حي ملا حظة  المعطيا ت بهذه الدرا سة الميدا نية بأ ن الفضا ء با لمؤ سسة الجا معية “ب” ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي تسا هم في خلق فضاء عملي  تطغى عليه النزعة الفردية. فعلى الر غم من أ ن  نو عية القيم التي ينص عليها د ستور2011  مستقاة من الشر يعة الإ سلا مية و مشا بهة إ لى حد كبير مع القيم الكو نية المبنية على الكتب السما و ية ا لأ خرى الد عمة لقيم إ نسا نية كبرى، فإ نها لا تجد صد ى لها بمجلس مجلس الجا معة، بل إ نها  لا تر قى لا إ لى نو عية القيم الإ سلا مية المحلية و لا إ لى نو عية القيم الكو نية. و في هذا ا لإ طار، لا حظ  الصحفي محمد سبيلا ( 10: 2012 ) أ ن المو اطن المغربي يحمل قيما  و تصو رات  يطغى عليها الطا بع الأ سري و القبلي عو ض قيم التضا من و القيم ا لأ خلا قية المتضمنة في الكتب السما وية.

 و من ا لأ مثلة على القيم التي يحملها ا لأ عضاء المنخرطة بمجا لس الجا معا ت حسب ما رو ته العينة المستهذفة، تلك المتجسدة في النزعة الفردية. فقد ا با نت المعطيا ت أ ن ا لأ عضاء لا يرغبون في التو ا صل  مع  المحيط على الرغم من أ نهم مطا لبون بتمثيل  الأ فراد العا ملين على صعيد الجا معة. و بصفتهم كذلك، فقد ينتظر منهم تزو يد  الفئة التي يمثلو نها با لمعلو مة و با لقرارات المتخذة عن طريق المجلس.  و عوض ذ لك، يعمل هؤلاء على إ خفاء المعلو مة، مما يو حي أ ولا بضعف التصور و المما رسة في صفو ف ا لأ عضاء و بتفشي النزعة الفردية التي تصل إ لى حد ا لأ نا نية في صفو فهم.

و تتجلى النزعة الفردية التي ا ستو عبها ا لأ عضاء المنخرطون عن طريق المنا هج المتبعة با لفضاء المدرسي ثم با لفضاء  الجا معي في ا نكما شهم عن أ نفسهم و في ا نعدا م تو ا صلهم  مع الجمعيا ت و ا لأ حزا ب و النقا با ت د فا عا عن حقوق من يمثلو نهم. و على ضوء تو ضيح التأ ثير الذي تما رسه المنا هج بمؤسسا ت التعليم المد رسي و العا لي ذات ا لإ تجا ه الو ضعي التجريبي، يمكن فهم ا لأ سبا ب التي تؤدي إ لى ضعف التصور الد يمقراطي لدى ا لأ عضاء المنخرطة بمجلس الجا معة و المتجلية خصو صا في تزكية  ضعف التمثيلية حيث يتم  تمثيل ثلا ثة مو ظفين من نقا با ت مختلفة لزهاء أ لف و أ ر بعة ما ئة موظف. كما يمكن بناء على  تو ضيح التأ ثير الذي تما رسه المنا هج بمؤسسا ت التعليم المد رسي و العا لي ذات ا لإ تجا ه الو ضعي التجريبي فهم ا لأ سبا ب التي  تد فع ا لأ عضاء المنخرطين بمجلس الجا معة إ لى إ هما ل ا لأ د وار الملقاة على عا تقهم أ و إ لى ا لإ نحرا ف عنها.  فعلى الرغم من أ ن الما دة الثا نية عشر من  القا نون 01.00   الصا در بظهير شريف في التا سع عشر من شهر ما ي من عا م أ لفين تنص مثلا  على تشجيع الطلبة على تنظيم ا لأ نشطة الثقا فية و الريا ضية، فإ ن ا لأ عضاء بمجلس الجا معة لا يقو مون بهذا العمل. كما  تسا هم ا لإ دارة على صعيد الجا معة في د عم النزعة الفردية عن طريق تعبيرها الغير المبا شر عن خو فها  من فقد ان سيطر تها على ز ما م ا لأ مو ر، علما بأ ن  ا لإ دارةٌ  على صعيد التعليم العا لي تقو م بأ عما ل في إ طار  التد بير اليو مي للمؤ سسة و تنخرط أ يضا في العضو ية. 

الفصل السا دس من البا ب الثا ني: تقد يم ا قتراحا ت لتقويم التصورللأ سس الد يمقرا طية ومما رستها با لجا معا ت المغربية:

تمهيد

على الرغم من أ ن المملكة المغربية لا تنهج نظا ما سيا سيا متطرفا  يمكن أ ن يد فع بعض ا لأ فراد إ لى إ جبار زملا ءهم في العمل أ و في الدرا سة إ لى  نهج  سلو ك معين مستمد أ سا سا من الشريعة ا لإ سلا مية ، إ لا أ ن المعطيا ت المحصل عليها با لبا ب الثا ني من هذ ه الدرا سة تو حي  بسيا دة ا لغربة و في بو جو د بعض التشنجا ت بين  عينا ت با لفضاءات الجا معية .يقول يحيى لعبد ا لله (23: 2005)  للإ غترا ب د لا لة العز لة  أ ي عدم ا لإ ند ما ج الفكري مع المجتمع لعد م موا كبته له حضاريا. و قد  يتم ذ لك عا دة عبر المنها ج التربوي. يقو ل جما ل عبد الها دي ( 5 : 1995) أ ن هنا ك بعض المنا هج التي تعمل على ضحض قيم المجتمع ا لإ سلا مي بأ سلو ب إ يحا ئي غير مبا شر عن طريق كتب تجثت كل ذرة ا نتماء للو طن عند الطلبة . فمن جهة، يتم يتم تقد يم صور حي قد يم يو جد به طفل يتو جه إ لى مسجد. و من جهة أ خرى، يتم تقد يم صورة لحي حد يث لا يو جد به أ ي مسجد. و يتسا ءل جما ل عبد الها دي (6: 1995)، هل الحدا ثة هي ا ختفاء المسجد؟  و إ لى جا نب ذ لك، هنا ك صور يتم فيها إ طلا ق العيو ن على الغرب بتقد مه البا هر و بأ جهزته الكهربا ئية و بأ لعا به الحد يثة و المتقد مة. فهل الهد ف هو تنفير الطا لب من كل ما هو قد يم و و طني و د يني؟ هل الهد ف هو تثبيث مقيا س التقد م و الحدا ثة في ذهن الطا لب بناء على ا متلا ك ا لأ جهزة الكهربا ئية و الملا بس الجميلة التي لا و جو د لها إ لا في الد و ل المتحضرة؟

و قد يد فعني الحا ل  أ حيا نا للتسا ؤل حو ل ما إ ذا كا نت التربية وراء  تكوين ا لأ فراد. و قد يقتضي ا ستيعا ب مضمون الد ور الذي تقو م به التربية في حيا ة ا لأ فرا د التعريف با لتربية. يقو ل محمد عثما ن كشميري (  7: 1997)التربية هي عملية النمو، لذ لك، يقر ( كيلي ، 5 :2009)  بأ ن التربية يجب أ ن تستجيب لحتمية التغيير ا لإ جتما عي.  و يقول أ فلا طو ن مشار إ ليه من طرف ( محمد عثما ن كشميري ،  7: 1997) أ ن التربية هي الفضيلة  و بأ ن الهد ف ا لأ سا سي منها هو إ صلا ح الفرد.  كما يعرف أ فلا طو ن مشار إ ليه من طرف ( محمد عثما ن كشميري ،  7: 1997) التربية على أ نها هي طبع النفس البشرية على الحق و الخير و على الموا طنة الصحيحة. و يقو ل محمد عثما ن كشميري (  7: 1997) أ ن التربية عملية إ نسا نية أ سا سها ا لإ نسا ن  الذ ي يعيش في تلك البيئة و يتفا عل معها و بأ نها عملية التكيف  مع البيئة المحيطة

أ تساءل أ يضا: هل تسا هم فعلا محتويا ت البرا مج المستمدة من مصا در قا نو نية مختلفة و متنا قضة في بناء تصورات تكو ن مصدرا للتوترو ا لإ غترا ب ؟  فهل تم إ نشاء المؤسسة التعليمية لتكوين أ جيا ل متنا حرة فيما بينها؟ فمن المفروض أ ن الفرد حينما  ينشأ  في بيت أ و في قبيلة، أ و في مؤسسة تعليمية، فإ نه ينمو و يترعرع خلقيا و عقليا و جسديا بهذه ا لأ ما كن لكي يسا هم في سعا دة المجتمع و ليس العكس.  و الجد ير با ذكر أ ن ثنا ئية التصور حول ا لأ سس الد يمقراطية تجد صدى لها على صعيد الحيا ة الفكرية عمو ما، مما يتطلب التصدي لها عبر و ضع منها ج د يمقرا طي موحد. فمن جهة، هنا ك من المفكرين  من يعتبر أ ن القا نون الو ضعي هو من صنع البشر في العصر الحد يث، و با لتا لي، فإ نه أ قل شأ نا من الشريعة. و هنا ك كذلك من يعتقد بأ نه لا بد من و ضع الد ين في صميم كل شيء. يقول المربو حي ( 2013) مثلا أ نه يمكن أ ن تكو ن لنا ترسا نة قا نو نية ها مة لحما ية النا س با لمملكة المغربية من الغفل و ا لإ ها نة و التحقيرلكن يمكن أ ن تبقى هذه الترسا نة حبرا على و رق. يقول المربو حي ( 2013) أ ننا لسنا أ درى من الحق سبحا نه و تعا لى في أ مور د نيا نا. و يقول المربو حي ( 2013) أ نه لو را هنا على ا لإ نسا ن الصا لح و المصلح الذي ذ كر القرا ن الكريم بعض شرو طه لكا ن للنا س شأ ن ا خرو لعشنا في و ضعية غير الو ضعية التي نعيشها حا ليا. و قد قد م الكا تب مثالا  على ذ لك ا ستا دا إ لى ما و رد بسورة العصر: “و العصر إ ن ا لإ نسا ن لفي خسر إ لا الذين ا منوا و عملوا الصا لحا ت و توا صوا با لحق و توا صوا با لصبر”.  يقول المربو حي ( 2013) إ ن الحق سبحا نه و تعا لى هو الذي أ و جد النا س و هو الذي خلقهم و أ عطا هم التشريعا ت التي تحفظ كرامتهم و كيا نهم ووجودهم و إ نسا نيتهم.

وقد لا حظ  إ براهيم (68: 2007) أ ن الد ين أ عطي منذ و قت مبكر دورا مهمشا في نظا م التعليم الحديث، و بأ نه لم تبد ل لفترات طويلة جهود نا ضجة لإ عا دة صيا غة نظا م التعليم الد يني التقليدي ليسا هم في رقي المجتمع بسبب ا لإ عتقا د في عدم أ هليته أ صلا للقيا م بهذه الوظيفة ) إ براهيم ،68: 2007). و يعني ذ لك حسب ما تقره هذه الفئة أ ن التعليم العلما ني تعليم حد يث با لنسبة  لصا نعي السيا سا ت التعليمية. يقول إ براهيم (68: 2007) أ ن النظرة التي سا دت عند صا نعي السيا سا ت التعليمية كا نت تنظر إ لى التعليم العلما ني على أ سا س أ نه تعليم حد يث لأ نه ا تجه با لتعليم و جهة أ خرى تخا لف الوجهة التي تدرج عليها التعليم القد يم أ و التعليم الد يني. فقد تم ا لإ عتقا د أ ن الكتا ب و الجا مع لم ينفعا في خلق جيل قا در على إ حذا ث أ ي تغيير يذ كر في المجتمع.

و من جهة أ خرى هنا ك من المفكرين من يعتبر أ نه لا جدوى من الكتا ب و السنة. يقول إ براهيم (68: 2007) مثلا أ نه قد مضى زهاء ستة قرو ن على الجا مع و الكتاب و لم يحد ثا أ ي تغييرفي المجتمع. لم تكن ا للغة والدين يكفيا ن لتكوين  المها رات التي يمكن أ ن تقود إ لى التغيير. فقد قرأ تها ا لأ جيا ل المتعا قبة دون أ ن تكتسبها. وقد  أ دى ا لإ قتصار على الكتب الد ينية حسب الكا تب إ لى جمود الفكر و من تم إ لى جمو د المجتمع الذي ظل لسنوا ت عديدة ثا بث الحراك و غير قلا بل للتجديد و التطوير. و لفترات طويلة، لم تبدل جهود نا ضجة لإ عا دة صيا غة نظا م التعليم الد يني التقليدي ليسا هم في رقي المجتمع بسبب ا لإ عتقا د في عدم أ هليته أ صلا للقيا م بهذه الوظيفة ) إ براهيم ،68: 2007). و بناء على هذا التصور يمكن فهم المقو لا ت التي تجد صدى لها على صعيد المعطيا ت المحصل عليها بمؤسسا ت “ب” ذا ت التو جه العلمي التجريبي و المؤسسا ت ‘أ ‘ذات التو جه الد يني. فإ ذا كا نت الحرية مثلا في إ طار إ طار الشريعة من و حي ا لله، فإ نها ليست كذلك في  القا نو ن الوضعي لإ نها من خلق البشر.

و إ جما لا، يمكن القو ل بأ نه بعد ما  كشف تحليل المعطيا ت با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة عن مشا كل نا جمة عن طبيعة التصورا ت المتنا قضة و المختلفة التي تحملها العينة من الطا لبا ت و الطلبة   و عن عدم قد رة العينة  من الكوادر بمجا لس الجا معا ت على  التفا و ض و على د عم حقو قهم المشرو عة و عن حقو ق من يمثلو ن بهذ ه المجا لس، فإ نني أ عمل على ا قترا ح منها جين  يسا هما ن  في تعريف الطلبة و الطا لبا ت بحقيقة المجتمع ا لإ سلا مي المغربي و بكل ما له صلة بحضارة ا لأ مة العربية و ثرا ثها. سأ عمل على اقترا ح منهجين يعملا ن في تكا مل  تا م ، علما بأ نهما  مستمد ا ن من الشريعة ا لإ سلا مية و بذلك، فإ نهما  يسا هما ن في إ رسا ء معا لم حقو ق ا لأ فراد لتجا وز المشا كل التي تم الكشف عنها في البا ب الثا ني من هذه الدرا سة و المتمثلة في ثنا ئية التصور للد يمقراطية. كما يسا هما ن في  الرفع من مستوى و عي الطلبة و الطا لبا ت في مجا ل الحقو ق و في الرفع من كفا يا تهم التوا صلية في إ طا ر بييئة سيا سية تحا بي بيئة العمل الحزبي و النقا بي و الجمعي و الجمعوي و التعا و ني ( أ ي من بيئة التعا و نيا ت).  و يعتبر المنها ج ا لأ ول بمثا بة منهج رسمي يسا هم في  تكوين متخصصين في مجا ل الفقه ضما نا لحقو ق ا لأ فراد  مثلا ا لإ عتما د على المجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن-ا يت ملو ل. في حين، يعتبر المنها ج الثا ني  الغير الرسمي بمثا بة  مشرو ع يتضمن أ شرطة سينما ئية يتم من خلا لها بث الو عي حو ل أ همية التضا من في ا لإ سلا م با لنسبة للد يمقرا طية التشا ركية . كما يتم تضمين فرق جمعوية، تعا و نية، حزبية، نقا بية، و جمعية في المنها ج الغير الرسمي من أ جل الرفع من كفاءا ت الطلبة و الطا لبا ت في مجا ل التوا صل و المما رسة السيا سية و تمرير أ فكار حو مما رسة العمل الد يمقرا طي ، مما سيؤهل الطلبة و الطا لبا ت بصفتهم كوادر المستقبل على  للقدرة على التفا وض و الد فا ع على من يمثلون بمجا لس الجا معا ت مستقبلا. 

 و قد يد ل ذ لك على أ نني سأ عمل على ا قترا ح  منها ج حد يث للتعليم يعتمد على أ سلو ب حل المشكلا ت أ كثر من ا عتما ده على أ سلو ب التلقين. إ نه منهج محفز على ا لإ جتها د في عصرنا الحا لي و مستمد من المقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011 .

 و الجد ير با لذكر أ نني ا قتبست فكرة العمل بمنهجين من عمل (  كيلي،  9 :2009) الذي  تنا و ل با لحد يث ما أ سما ه با لمنها ج الرسمي a Formal Curriculum   و المنها ج الغير الرسمي an Informal Curriculum . فإ ذا كا نت ا لأ نشطة المتدا و لة في إ طا ر المنها ج الرسمي  تشمل تلك ا لأ عما ل المحددة با لإ ستعما ل الز مني الخا ص بفترا ت التد ريس دا خل الفصل، فإ نه تتم مزاولة  ا لأ نشطة المتدا و لة في إ طا ر المنها ج الغير الرسمي بطريقة تطوعية خا رج ا لأ و قا ت  المخصصة للدرا سة بالفصل . و يمكن مزا و لة هذه ا لأ نشطة إ ما بعد ا لأ و فا ت الرسمية للدرا سة أ و خلال العطل أ و في عطلة ا خر ا لأ سبو ع. و قد تعرف  هذه ا لأ نشطة با لأ نشطة الموازية    extra-curricullar activities

ا قترا ح منها جين: منها ج ر سمي       Formal Curriculum و منها ج غير رسمي       Informal Curriculum لد عم المقتضيا ت الد ستو رية لسنة   2011  المتعلقة با لد يمقرا طية با لمملكة المغربية

على الرغم من أ ن د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 قد أ سس لحقوق ا لإ نسا ن و العدا لة ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية و للتنمية ا لإ قتصا دية و لنظا م ا للأ مركزية التي سا همت  كثيرا في دعم  هذه الحقو ق بمسا همتها في خلق نوع من التوازن و المسا وا ت ما بين شما ل و جنوب المملكة المغربية، إ لا أ ن  المعطيا ت  التي حصلت عليها بهذه الدراسة قد  كشفت عن و جو د ثنا ئية للتصور الد يمقراطي. و قد أ كد إ براهيم ( 53: 2007)  أ ن مجا ل التنا ئية كا ن أ مرا محتو ما، حيث أ نه نشأ  تحت  تأ ثير ا لإ ستعما ر المبا شر خلا ل العصر الحد يث. كما أ كد الكا تب بأ ن غزو الغرب للبلدا ن ا لإ سلا مية عمو ما   بدأ عسكريا ثم انتهى إ ثقا فيا و اجتما عيا و علميا  فكا ن لهذا الغزو  أ بعا دا متشعبة تجسد ت في ثنا ئية التصور الد يمقراطي. و يقول إ براهيم (  52: 2007) أ ن المسلمين المتطرفين ا نتبهوا  منذ اتصا لهم با لغرب الحذيث إ لى التأ خر الذي أ صا بهم و إ لى السبق الحضاري الذي فا ز به غيرهم بعد أ ن تقلد وا هم زمامه من قبل في فترات تا ريخية سا بقة.  فكا ن لذ لك الحضور أ ثر كبير على المنا هج التي لعبت كبيرا في  بناء الذ هنية العربية على مر التا ريخ.

و قد ا تضح أ يضا أ نه للعينا ت المستهذ فة من الطلبة و الطا لبا ت و الكوا در العا ملة با لجا معا ت تصورا ت متنا قضة حو ل مفهوم الديمقراطية يحذران من خطر وقوع نزاعا ت و تشنجا ت على صعيد المجتمع خلا ل العقود المقبلة. فبينما مثلا تؤ من  العينة بمؤ سسا ت “ب’ ذا ت التو جه العلمي الو ضعي التجريبي بأ ن المقتضيا ت الد ستو رية  يخو لنهن صلا حية فعل ما يشأ ن با سم “الحرية” ، تعتقد  العينة با المؤسسا ت التعليمية “أ” ذا ت التو جه العلمي الد يني بأ ن هذا التصور يحمل في طيا ته نو عا من الفسق و بأ نه يجب فهم  مضمو ن الحرية في ا لإ سلا م  في سيا ق ما ورد با لشريعة و ليس في في سيا ق ما ا بتد عه البشر. فإ ذا كا نت الحرية في إ طار القا نو ن الو ضعي من خلق البشر، فإ نها ليست كذ لك في إ طار الشريعة، لأ نها من و حي ا لله. .يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن القرا ن الكريم يبين لرسو ل الله أ نه لا سبيل إ لى الحجر على حرية النا س في التفكير أ و في اإ عتقا د. فقد جاء في قو له تعا لى:  ‘و لو شاء ربك لا من من في الأ رض جميعا. أ فأ نت تكره النا س حتى يكو نوا مؤمنين؟’ .’و ما أ كثر النا س و لو حرصت بمؤمنين’. و يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن النظرة للإ نسا ن في الإ سلا م جا ءت مختلفة في السيا ق الإ سلا مي. إ نها جاءت  متحررة من عقدة الإ حسا س با لخطيئة (خطيئة أ دم) و من هيمنة الكنيسة على المجا ل الرو حي و الزمني. و با لتا لي، فإ ن هذه النظرة جاءت معززة بتكريم الله للإ نسا ن با لعقل و بمنحه القدرة على التمييز و تفضيله على با قي المخلو قا ت و منحه الحرية ليختا ر ما يشاء.

و قد يرجع سبب حذوث هذا ا لإ ختلا ف لكون العينا ت  نشأ ت  و ترعرعت في ظل مؤسستين مختلفتين: مؤسسة ‘أ’ ذا ت التوجه الديني ا لأ صولي و مؤسسة “ب”ذا ت التوجه العلمي الوضعي التجريبي. و قد تظل المنا هج إ حدى ا لأ ليا ت المعتمدة  لتربية العينة من الطا لبا ت و الطلبة  على اقتبا س تصورات متنا قضة حو ل الد يمقراطية. فإ ما أ ن تكو ن التصورا ت  مستمدة من مصا در وضعية غربية  أ و من مصا در مستمدة  من الشريعة ا لإ سلا مية. ومن المعروف أ ن أ ي تصور لا يمكن أ ن  ينمو أ و أ ن  يترعرع إ لا إ ذا تم التهيئ له عن طريق عملية تكرار تدريس مضمون المقررات ذا ت ا لأ هذا ف المتنا قضة فيما بينها.  يقول الكا تب سعود هلا ل الحربي (  8 : 2007 بأ ننا  لم نعد نميز في و قتنا الحا ضر بين أ هذا ف الجا معا ت الو طنية و أ هذا ف الجا معا ت الد و لية”. فا لمرا حل الدرا سية و تشريعا تها التربوية و منا هجها هي من جا نب أ و ل من و ضع هيئات دو لية كمنظمة اليو نسكو التي تعتبر الممثل الشرعي لدول العا لم المنتظمة فيها .و قد تهذ ف إ لى د مقرطة العا لم عن طريق قا نو ن و ضعي ليبرالي ( secular ). و من جا نب ثا ني، يتم و ضع برا مج و منا هج  مستمدة من مصدر ديني إ قليمي   ecclesiastic (. فا لمنظما ت ا لأ جنبية تد عم الحقو ق الوضعية و قد تنجرف تحت لوا ئها العيتا ت المتمدرسة بمؤسسة التعليم العا لي ‘ب’ ذا ت التوجه الو ضعي . في حين، تظل المؤسسا ت العتيقة تد عم حقو ق العبا د ا نطلا قا من قا عدة إ سلا مية.

و قد يقتضي ا قترا ح ربط مضمو ن المنها ج الرسمي      Formal Curriculum و المنها ج الغير الر سمي      Informal Curriculum  بمبا دئ الد يمقراطية ا لإ شترا كية و الد يمقراطية التشا ركية ا ستنا دا إ لى الشريعة ا لإ سلا مية و ضع تعريف و جيز لهذ ين النو عين من الد يمقرا طية.

الد يمقراطية ا لإ شترا كية أ و الد يمقرا طية ا لإ جتما عية    Social Democracy

من المعرو ف أ ن الد يمقراطية ا لإ شترا كية أ و الد يمقرا طية ا لإ جتما عية    Social Democracy هي بمثا بة إ يد يو لو جيا سيا سية تهد ف إ لى إ  صلا ح  النظا م الرأ سما لي بطريقة سلمية و تد ريجية لضما ن قيا م مجتمع العد ا لة ا لإ جتما عية القا ئمة على مجا نية التعليم و الصحة و الخد ما ت الإ جتما عية. و إ ن دل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن ا لأ حزا ب الد يمقرا طية ا لإ شترا كية با لمجتمعا ت ا لإ شترا كية تهذ ف إ لى تو سيع مجا ل الد يمقرا طية لجعلها أ كثر شمو لية و أ كثر إ نسا نية و مسا وا ة بين الطبقا ت ا لإ جتما عية. و هذا يعني أ يضا أ ن مفهو م الد يمقرا طية ا لإ شترا كية تهذ ف تضع ا لإ قتصا د ا لإ شترا كي الما ركسي في جوهرالتنمية ا لإ جتما عية.

و نظرا لا ن طبيعة النظا م با لدو ل ا لإ شترا كية تختلف عن طبيعة النظا م با لدول الرأ سما لية، فإ ن المنها ج التعليمي كا نت له أ هذا ف تدعم طبيعة النظا م ا لإ شتراكي. فمن أ هم سما ت المنهاج الد يمقرا طي با لد و ل ا لإ شتراكية خلا ل العقو د الما ضية هو أ نه كان يسا هم في تكو ين متعلمين يحملون نفس التصور للأ سس الد يمقرا طية ( وود ، 51 : 1998). و الد ليل على ذ لك أ ن جل المنظرين الذ ين شملهم كتا ب (وود، 1998) لا يعتبرو ن ا لإ صلا ح مسأ لة إ صلا ح تربوي بقدر ما يعتبرونه إ صلا حا سيا سيا أ يضا. و قد ا تفق جل المؤلفين بهذا الكتا ب على أ ن ا لإ صلا ح السيا سي يمر أ سا سا عبر المؤسسة التربوية. و تتجلى و حدة التصور الد يمقرا طي لد ى المتعلمين في دعمهم للطبقة الشغيلة في جل أ نحا ء العا لم. ( وود، 44: 1998).

و لهذا، يمكن القو ل بأ نه بناء على ما ورد بمؤلف الكا تب ( و ليد سعيد النيا ني ،  38: 2003 )، لا يمكن الرجو ع  إ لى المصا در ا لإ شتراكية لوضع منها ج تعليمي سليم با لمملكة المغربية من شأ نه أ ن يسا هم في تكوين شخصية مغربية  تستجيب لمتطلبا ت التغيير لأ ن هذه المصا در لا تطا بق مقوما ت البنية الفكرية و ا لإ جتما عية و الد ينية و السيا سية المستهذ فة من طرف الد و لة المغربية. بل يمكن القول بأ ن المؤلفا ت الما ركسية الكلا سيكية كا نت في ظل النظا م ا لإ شترا كي المصدر الو حيد للقا نون. و قد كا ن يقوم هذا المصدر  على  سيا سة النظا م  ا لإ شترا كي /الشيوعي القا ئمة على  ا لإ ستبداد و تحديد القوة و الحد من الحريا ت ا لأ سا سية و محا ربة المبا دئ و ا لأ خلا ق و إ لغاء مؤسسة ا لأ سرة و الد ين.  و قد تم التأ كيد بمؤلف الكا تب و ليد سعيد النيا ني (  38: 2003 )، أ نه إ لى ‘غا ية  نها ية الحقبة الشيوعية في ا لإ تحا د ا لإ شترا كي، نجد بأ ن ا لإ شترا كية لم تحقق السعا دة للمجتمع و للفرد .

الد يمقراطية التشا ركية

يعتبر العمل با لد يمقرا طية التشا ركية بمثا بة مؤشر عن التطور الحا صل على صعيد القا نو ن الد ستو ري با لمملكة المغربية بحيث أ صبح العمل با لد يمقرا طية التمثيلية ينم عن سيا دة قوى  ضا غطة تعمل على صنع القرار عو ضا عن تضا من الموا طنين في طرح السيا سا ت على أ رض الوا قع ، مما يعطي طا بعا ا ستبدا ديا لهذا النو ع من الد يمقرا طية. فا لتضا من هو عما د الد يمقرا طية التشا ركية لأ نه  يسا هم في تحقيق مجمو عة من ا لأ هذا ف يمكن ا ختزا لها في بنا ء المواطنة الحقة، و في ضما ن ا ستقرار المجتمعا ت و تطورها. و قد يستمد التضا من أ سسه من عدة مصا در تتجسد في التقا ليد الد ينية و في القوا نين الو طنية و في الموا ثيق الد و لية

و يقصد بالد يمقراطية التشا ركية النظا م السيا سي الذ ي يعطي الصلا حية للمواطنين للمشا ركة في السيا سية الفعلية وفي تد بير الشأ ن العا م و  في صنع القرارات ذا ت ا لأ و لويا ت . ولذ لك  يطلق على  هذا النو ع من الد يمقرا طية مفهو م الد يمقرا طية التشا ركية أ ي participative Democracy . و طبقا لمفهو م الد يمقرا طية التشا ركية، تنص بعض المقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011 على  إ يجا د الحلو ل لمشكل التنمية بطريقة جما عية  أ ي عن طريق المجتمع المد ني . فا لجميع يعلم أ ن مصطلح المجتمع المد ني يد ل على منظما ت غير حكو مية كنقا با ت عما لية و منظما ت د ينية و خيرية و جمعيا ت تعمل على إ عطاء الد عم لقضية معينة بطريقة مشتركة . و قد تتمتع هذ ه المنظما ت با لإ ستقلا لية يخو لها القدرة على القيا م بد ور ها م في إ طا ر نظا م د يمقرا طي. فقد ينص الفصل الثا لث عشر من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011  على أ ن  تعمل السلطا ت العمو مية على إ حداث هيئا ت للتشا ور قصد إ شرا ك مختلف الفا علين الإ جتما عيين في إ عداد السيا سا ت العمومية و تفعيلها و تنفيذها و تقييمها (القسم السيا سي ، 16 : 2011 ) . كما ينص الفصل الثا لث و الثلا ثو ن من د ستور 2011 على أ ن تعمل السلطا ت العمومية على اتخا ذ التدا بير الملا  ئمة  لتوسيع و تعميم مشا ركة الشبا ب على الإ ندما ج في الحيا ة النشيطة و الجمعوية (القسم السيا سي، 24 : 2011 ). و بذ لك، ينص الفصل الثا لث و الثلا ثو ن على أ ن تعمل  السلطا ت العمومية على  اتخا ذ التدا بير الملا  ئمة لتو سيع ولتعميم مشا ركة الشبا ب في التنمية الإ جتما عية و الإ قتصا دية  و الثقا فية و السيا سية للبلا د (القسم السيا سي، 24 : 2011 ). و لهذا، سأ عمل على القيا م با قترا ح منها جين تربويين  يسا هما ن  في د عم العمل با لد يمقرا طية التشا ركية

ا قترا ح منها ج ر سمي   Formal Curriculum مستمد من الشريعة ا لإ سلا مية:

هل يمكن الإ ستعا نة با لمجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن-ا يت ملول لو ضع منها ج تربو ي رسمي  مو حد  يسا هم في د عم الد يمقراطية التشا ركية ا لإ سلا مية؟

وقد لا أ دع هذه الفرصة تمر دو ن أ ن أ تسا ءل: هل يمكن للمؤسسة التربو ية الداعية إ لى و ضع منها ج د يمقراطي إ سلا مي مستمد من المؤسسة الد ينية أ ن تتخذ العبرة من المجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل؟  وهنا،  لا بد من التذ كير أ ن هذا المجلس قد قطع أ شوا طا كبيرة في مجا ل  د عم و تأ سيس حقو ق ا لأ فراد با لمملكة المغربية ا نطلا قا من الشريعة ا لإ سلا مية. و هو بذ لك يؤسس لبناء ديمقراطية إ سلا مية تشا ركية.

يقول إ برا هيم الوافي (  2012) خلا ل ا ستجوا ب له مع إ ذا عة محمد السا دس  و هو رئيس  للمجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل أ نه ينوه بمبا درة جلا لة الملك محمد السا دس لإ حذا ثه مجلسا علميا بكل إ قليم مغربي. فإ حذا ث هذه المجا لس حسب ما أ قره  (إ برا هيم الوافي ، 2012) تسهم في قا طرة التنمية و في د عم ثوا بث ا لأ مة المغربية و على أ منها الرو حي المرتبط با لتحا ب في الله و التو حيد و التأ خي و التوادد و التواصل الذي عن طريقه يتم التقرب إ لى ا لله سبحا نه و تعا لى. و ا عتبا را للد ور المنو ط لهذا المجلس في مجا ل مسا عدة الموا طنين المغا ربة على ا كتسا ب حقو قهم ا نطلا قا من الشريعة الإ سلا مية، فإ نه لم يتوا ن لحظة و احدة في و ضع البنية التحتية التي تمكنه من تحقيق أ هذا ف مرتبطة با لد يمقرا طية التشا ركية ا لإ سلا مية. فهذا المجلس يتوفر على مرشد ين و مرشدا ت يقو مون بو ظيفة ربط ا لإ تصا ل بين المجلس العلمي و المحيط الخا رجي. و قد أ قر إ برا هيم الوافي (  2012) أ نه يتم ا ستقبا ل السا دة ا لأ ئمة و الخطباء من طرف و عا ظ  متجولين و عا ظ رسميين  بست  ما ئة مرفق با لمجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل. و حسب ما رواه إ برا هيم الوافي (  2012) يتم أ يضا ا ستقبا ل جمعيا ت المجتمع المد ني المكلفة با لمسا جد و بأ نشطة أ خرى ثقا فية و تربوية. كما يتم ا ستقبا ل العلماء الذ ين يد رسو ن با لمدارس العتيقة في إ طا ر أ نشطة معينة. و يتم ا ستقبا ل ا لإ علا ميين. و يتم ا ستقبا ل رؤساء المجا لس. و قد يشبه المجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل في بعض تركيبته و في المها م التي يقوم بها با لموقع الجغلرا في المتواجد به طبيعة مجلس الفقها ء الوار د بمؤ لف (الكربا سي، 2005). و بهذه الصفة، سأ حا ول ا لإ جا بة عن السؤا ل المطروح: هل يمكن للمؤسسة التربو ية الداعية إ لى و ضع منها ج د يمقراطي مستمد من المؤسسة الد ينية أ ن تتخذ العبرة من المجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل؟

 التدا ول في حقو ق ا لأ فراد عا مة و ا لأ سرة على الخصو ص

و نظرا لأ ن المخطط التربوي يهذ ف إ لى تأ سيس منها ج مستمد من الثراث، فقد يمكن أ ن يستفيد من طريقة تد او ل المجلس العلمي بإ نزكا ن أ يت ملو ل لحقو ق ا لأ فراد عا مة و ا لأ سرة خا صة. فبناء على ما  قا له إ برا هيم الوافي (  2012)، يستقبل المجلس العلمي  بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل عددا كبيرا من ا لأ سر المتنا زعة لأ سبا ب قا نو نية لا تجد حلا لها بمد و نة ا لأ حوا ل الشخصية. و تكو ن مد عوة بتقد يم طلبا ت كتا بة يتم تجميعها قبل ا لإ جا بة عليها. فإ ذا كا ن السؤا ل سريعا و لا يتطلب و قتا طو يلا للتفكير قبل إ بداء الرأ ي، فإ ن الرئيس يعمل على ا لإ جا بة عليه. أ ما إ ذا كا ن السؤا ل المطرو ح معقدا، فإ نه يحا ل على المجلس ا لأ على للقضاء بمد ينة الرباط. و حسب ما أ قره إ برا هيم الوافي (  2012)، تعمل خلية يتم توظيفها من طرف المجلس العلمي على التدا ول في قضا يا تهم تسيير سبل الزواج با لنسبة للعا زفين عنه. و قد يتم تنظيم محا ضرا ت و تو عية حو ل هذا المو ضو ع في إ طار تفسير ا بعا د الشريعة. كما يتم تنظيم دورا ت تكوينية تهم المقبلين على الزواج و ذ لك من أ جل مسا عدة الشبا ب على التصدي لكل ما من شأ نه أ ن يعصف بمؤسسة الزواج و العلا قة الزوجية. و بناء على ما أ قره إ برا هيم الوافي (  2012)، يتم القيام بدورات با لأ حياء لتجميع المتزوجا ت با لمسا جد. فتعمل الخلية على إ لقاء درس توعوي يهم المقبلين على الزواج. و قد تتم هذه ا لعملية في منا سبا ت مختلفة كا لأ عراس. كما يتم القيا م بدرو س عبر الخيمة المتنقلة تعمل على تو عية ا لأ سر من أ جل المسا همة في تأ سيس أ سر متضا منة و مستقرة. و قد أ كد إ برا هيم الوافي (  2012) أ نه بهذه الطريقة تم حل 2500 حا لة متأ زمة ا ستقبلوا الوا عظا ت في ظرف ثلا ثة أ يا م. و يمكن لوا ضع المنها ج التربوي الد يمقراطي المتمد من الثراث المغربي ا لإ ستفا دة أ يضا من برنا مج ‘إ صلا ح ذات البيت’، و هو برنا مج يتم تنظيمه بتنا سق تا م مع المحكمة لد عم الحقو ق في نطا ق ا لأ سرة الصغيرة أ و الممتدة . فقد أ فا دنا إ برا هيم الوافي (  2012) بقو له أ ن المحكمة تحيل على المجلس العلمي بإ نزكا ن ا يت ملول ملفا ت معقدة لأ سر لم تستطع الو صول إ لى المصا لحة الزوجية. فيسا هم العلماء في حل المشا كل عو ض الطلا ق. و يمكن أ ن يتعلق ا لأ مر بإ صلا ح علا قا ت مشنجة تربط ا لأ ب و أ بناءه أ و ا لأ م و أ بناءها. كما تمت عملية صلح الجيران. و قد يكو ن الهذ ف من وراء ذلك با لإ ضا فة إ لى ا لإ صلا ح هو رد ا لإ عتبار لقيم ا لإ حترام و تأ سيس الكرا مة و تأ صيل الهو ية المغربية.

و الجدير با ذكر أ ن الكربا سي ( 43 : 2005 ) أ درج علم الإ جتما ع و ا حوا ل الشخصية ضمن الإ  ختصا صات التي يطمح في أ ن يتوفر عليها الفقيه. و قد أ طلق علي الفقه الذي يندرج تحت لوا ءها علم ا لإ جتما ع  بالفقه ا لإ يقا عي. يقو ل الكربا سي  (43 : 2005 ) بأ نه يجب أ ن يكو ن الفقيه مختصا في الفقه ا لإ يقا عي مثل ا لأ حوا ل ا لشخصية و ا لإ جتما ع (الكربا سي ، 43 : 2005 ). و قد تد خل  فيه التربية، الرضا ع، الو لا دة، الحضا نة، الطلا ق و الزاج بكل أ نوا عه (الكربا سي ، 43 : 2005 ).

ا لكرا سي العلمية

و من ا لأ مور التي يجب أ ن تثير ا نتبا ه و اضع المنها ج الد يمقراطي المؤسس على الثراث المغربي ما تعلق با لكرا سي العلمية التي تتنا و ل جميع ا لأ مور الشرعية بحسب العلوم المو جو دة با لمنطقة كا لفرائض. فحسب  إ برا هيم الوافي (  2012)، يعمل المجلس العلمي على إ قا مة  مجلس علمي بكل مسجد. و قد يتم خلا ل هذه المنا سبة القيا م با لتفسيرو شرح الموطئ والقيا م بدراسة تتعلق با لإ ما م  ما لك و بالفقه و بأ صو ل الفقه و ذ لك مراعا ة لتخصصا ت السا دة ا لأ عضاء. و قد يتم حسب إ برا هيم الوافي (  2012) توسيع هذه الكرا سي عن طريق ا ستد عا ء بعض العلما ء با لمد ينة أ يضا. فتكون هذه الكرا سي على شكل تقد يم الو عظ يحظرها الطلبة للتفقه في د ين النا س و تو ضح لهم كيفية فهم القرا ن و السنة. و عا دة يتم إ لقاء درو س لحفظ الحد يث و ا لإ حا طة با لسيرة النبوية

أ مسية شعرية

كما يمكن لوا ضع المنها ج التربوي الد يمقرا طي المستمد من الثراث المغربي ا لإ ستفا دة من ا لأ مسيا ت التي ينظمها المجلس العلمي  بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل با لمسا جد.  فحسب إ برا هيم الوافي (  2012)،إ ذا ا تضح اللمجلس العلمي بأ ن هنا ك فتو ر في ا لأ داء با لمسا جد أ و نزاع فإ نه يهيء أ مسية شعرية أ و أ مسية حذ يثية حول سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم. كما يستغل السيد رئيس المجلس  العلمي  بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل هذه الفرصة لإ لقاء محا ضرة يعا لج فيها موضو عا يتعلق بعقد الأ مسية. و قد يسا هم هذا في تغيير ا لأ جواء بطريقة تربوية.

درو س الوعظ و ا لإ رشا د

و يمكن أ يضا لوا ضع المنها ج التربوي الد يمقراطي المؤسس على  الثراث ا لإ ستفا دة من درو س الوعظ و ا لإ رشا د التي تقو م بها النسا ء با لمجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل. و حسب إ برا هيم الوافي (  2012)، يتم إ لقاء دروس و عظية و إ رشا دية من طرف و اعظا ت. و هنا ك ثلا ث أ نوا ع من و الوا عظا ت و المرشدا ت. هنا ك واعظات رسميات با لمجلس و هنا ك  واعظا ت متطوعا ت و وا عظات متجولا ت. و بناء على ما أ قره إ برا هيم الوافي (  2012)، يتم تلقين كيفية ا ستعما ل تقنيا ت التوا صل للوا عظا ت لكي يستطعن تقد يم الدروس بطريقة عصرية ا عتما دا على التكنو لو جيا الحذ يثة.

محو ا لأ مية

كما يمكن لوا ضع المنها ج التربو ي الد يمقراطي المؤسس على الثراث الد يني ا لإ ستفا د ة من مضمون الدروس لمحو ا لأ مية و التكو ين المستمر التي ينظمها المجلس العلمي بمد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل. و يعتبر كل من ا لإ ئمة و الخطباء و الواعظين و الواعظا ت و محفظي و محفظو القرا ن من بين المستفيدين من درو س التكوين المستمر بقا عة يتم تعيينها بتنسيق مع وزارة ا لأ وقا ف يسمى ‘بقا عة منتدى ا لأ أمة’. و قد يفد على هذه الدروس الكثير من الخطباء و ا لأ ئمة من عما لة إ نزكا ن ا يت ملول و من شتوكة و أ كا دير و تا رو دا نت كل يو م ا لأ ربعاء و الخميس صبا حا. و يخصص يوم السبت لقراءة الموطئ و مصطلح الحد يث و الفقه و منظومة ا بن عا شير، و المواريث و النحو و البلا غة. با لإ ضا فة إ لى هذا يتم تلقين المتعلمين درو سا حو ل يتم تحرير و إ لقاء الخطبة. وقد يتم أ يضا ا ستد عا ء ا ستا ذ محا ضر في إ طا ر التكو ين المستمرلأ لقاء درس با لمسا جد الكبرى. و قد يمكن أ ن يكو ن مو ضوع المحا ضرة منصبا على التا ريخ ا لإ سلا مي.

و يمكن إ درا ج درو س الو عظ و ا لإ رشا د ضمن ا لإ ختصا صا ت يطمح (الكربا سي ، 43 : 2005 ) في أ ن يتوفر عليها الفقها ء المنتمو ن إ لى المجلس. و قد أ طلق على هذا الإ ختصا ص با لإ ختصا ص في فقه ا لأ حكا م. يقو ل الكربا سي ( 43 : 2005 ) أ نه يجب أ ن يكو ن الفقيه مختصا في فقه ا لأ حكا م. و قد يد خل  فيه الشها دة، ا لإ قرار، اللقطة، القصا ص و الد يا ت، التعزيزا ت و الحدو د (الكربا سي ، 43 : 2005 ).

لقاءات يجريها المجلس العلمي بإ نزكا ن ا يت ملو ل مع ا لأ طباء با لمستشفى المركزي بإ نزكا ن

يمكن لوا ضع المنها ج الد يمقرا طي المستمد من الثراث ا لإ ستفا دة من مضمو ن ا للقاءات التي يجريها المجلس العلمي بإ نزكا ن ا يت ملو ل مع ا لأ طبة با لمستشفى المركزي بإ نزكا ن. فقد أ قر إ برا هيم الوافي (  2012) أ ن ا لأ طبة بهذا المستشفى يصا حبو ن ا لأ عضاء للمسا جد لتنا و ل موا ضيع تتعلق با لتد خين و المخدرا ت و مرض السيدا. كما يقد مو ن المسا عدة للمجلس العلمي بتقد يم المسا عدة با لمجا ن للمرضى .

و تجدر ا لإ شا رة أ يضا إ لى أ ن (الكربا سي ، 43 : 2005 )  قد أ درج التنمية البد نية ضمن ا لإ ختصا صا ت التي يجب أ ن يتوفر عليها الفقيه. و قد أ طلق على هذا ا لإ ختصا ص با ختصا ص في فقه التنمية  البد نية. و قد أ كد الكربا سي (43 : 2005 ) على ضرورة تكوين الفقيه في فقه التنمية  البد نية المتعلق با لصحة. و قد يد خل كل من السبا حة، الرما ية، السبق و جل المسا ئل الريا ضية و تلك المتعلقة با لترفيه  ضمن  ا لإ ختصا ص في فقه التنمية  البد نية (الكربا سي ، 43 : 2005 ).

يقو ل الكربا سي (43 : 2005 ) أ نه   بما أ نه لا زا ل المسلمو ن في البلدا ن العربية لا يتوفرو ن على فقهاء متخصصين ،  فإ نه لا بد من من ا لإ كتفاء با لمرجعيا ت للو صو ل إ لى ا لأ فضل مستقبلا. و يقتر ح الكربا سي (43 : 2005 )  تكوين فقهاء متخصصين بجميع ا نحاء العا لم في شتى العلو م و في جميع مجا لا ت الحياة  المتشعبة ا لأ طراف . و بنا ء عليه يمكن القو ل بأ نه  لا بد أ و لا من و ضع منها ج مو حد في مجا ل الحقو ق و الوا جبا ت  بجل أ نحا ء المملكة و ذ لك رغبة في تحقيق تصورمو حد للأ سس ا لديمقراطية .  ثا نيا، لا بد من التأ كد من أ ن المؤسسا ت التربو ية المغربية الها د فة إ لى وضع الد يمقراطية ا لإ سلا مية التشا ركية على أ رض الو ا قع تتو فر  على فقها ء متخصصين في مجا ل الفقه و الشريعة ا لإ سلا مية، علما بأ نه لا يمكن  تحقيق حقو ق ا لأ فراد  في إ طا ر الد يمقراطية ا لإ سلا مية التشا ركية  في معزل عن الشريعة ا لأ سلا مية.

هل يتوفر المربون على الكفاءات الضرورية لد عم منها ج رسمي فا ئم على مبا ئ الد يمقرا طية المشتركة المستمد من الشريعة ا لإ سلا مية؟

ا نطلا قا من الدور الذي يلعبه المنها ج عا دة في تحقيق أ هذا ف يتم التخطيط لها من طرف الدولة، فإ نني أ تساءل: هل يتوفر المربون الدا عون إ لى و ضع الثراث ا لإ سلا مي في صميم المنها ج لإ عدا د مواطن الغد المتشبع با لأ سس الد يمقراطية ا لإ سلا مية على كفا ءة علمية في مجا ل الد يمقرا طية ا لإ سلا مية  تؤهلهم للقيا م بهذا الدور؟ و يمكن فهم الد اعين لبنا ء منهج تربو ي مغربي مستمد من الثرا ث المغربي ا نطلا قا من المعطيا ت المحصل عليها بهذ ه الدراسة و التي كشفت عن  الطا بع السلبي لثنا ئية التصورللأ سس الد يمقراطية  الذ ي تحمله العينة المستهذ فة. و بناء عليه،  فإ ذا كا ن ا لأ مر يتطلب –حسب ما أ قره (الد ريج ، 2013) -تأ سيس منها ج تربوي مستمد من الثرا ث المغربي، فلا بد من التفكير في البنية التي يمكنها أ ن تد عم هذا الهذ ف. و يمكن إ درا ج  مربين متخصصين في مجا ل الفقه ضمن العنا صر الوا جب تو فرها في هذه البنية.  فإ ذا كا ن هذ ف مخطط المنها ج التربوي  هو وضع برنا مج د يمقراطي إ سلا مي، فإ نه يمكنه  النظر في جل  تخصصا ت الفقية المشا ر إ ليها في كتا ب (الكرباسي، 2005) و تضمينها في جد و ل أ عما له و هي كا لتا لي:  يجب أ ن يكو ن الفقيه  ( المربي / ا لأ ستا ذ ) مختصا في الفقه العبا دي، أ ي في الطقوس الد ينية و العمو م النفسية و العلو م الطبية (الكربا سي ، 43 : 2005 ). و قد تد خل  فيه التقسيما ت القد يمة كالصو م و الحج و العمرة و الزيارة و ا لإ عتكا ف ا لطها رة و الصلاة و و إ فا مة الشعا ئر و المسا ئل ا لأ خلا قية. (الكربا سي ، 43 : 2005 ).يجب أ ن يكو ن الفقيه ( المربي / ا لأ ستا ذ ) مختصا أ يضا في الفقه  ا لإ قتصا دي المتعلق با لمعا ملا ت (الكربا سي ، 43 : 2005 ). ). و قد تد خل  فيه الزكاة ، الهبة، التجارة، الشركة، القرض، النقد، الصلح، المضاربة، المصا رف، المزارعة، المسا قاة، الثروات الطبيعية، المعا دن، الضما ن ، الو كا لة، الرهن، ا لإ جا رة، الشفعة،  الكفا رات و إ حياء الموات. با لإ ضا فة إلى هذا، يجب أ ن يكو ن الفقيه ( المربي / ا لأ ستا ذ ) مختصا في الفقه  السيا سي المتعلق با لمعا هدا ت و ا لأ من (الكربا سي ، 43 : 2005 ) و قد يد خل  فيه التنظيما ت في أ مر الحرب و السلما لأ مر با لمعرو ف، النهي عن المنكر، الجها د، المعا هدات، القرارات، ا لأ حزا ب (الكربا سي ، 43 : 2005 ).  كما يجب أ ن يكو ن الفقيه ( المربي / ا لأ ستا ذ ) مختصا في فقه ما يلزم (الكربا سي ، 43 : 2005 ). و قد تد خل  في فقه ما يلزم كل من ا لأ و فا ف و ا لإ يما ن و ما تعلق بهذا (الكربا سي ، 43 : 2005 ).

لا أ جزم با ستحا لة و ضع منها ج مستمد أ سا سا من الشريعة ا لإ سلا مية إ لا أ ن ذ لك يتطلب كفاءة عا لية في مجا ل التشريع ا لإ سلا مي قد لا يكون من السهل على أ ي كا ن أ ن يكون مجتهدا في مجا ل الفقه.  فهنا ك القرأ ن الكريم، و هنا ك السنة النبوية كقول و كفعل و كتقرير صا در عن النبي صلى الله عليه و سلم. هنا ك أ يضا ا لإ جما ع و القيا س و ا لإ ستحسا ن و المصا لح المرسلة با لإ ضا فة إ لى ا را ء الفقهاء. و قد يمكن أ ن يستعصي على المخططين با لمملكة المغربية و ضع منها ج موحد يتصف با لتنا سق التا م مع ا لأ حكا م التي ورد بشأ نها نص با لشريعة ا لأ سلا مية مع مرا عا ة ما هو متحرك بهذه الشريعة أ ي المتغير من القا نون. و قد يعني هذا أ نه لا بد من مراعا ة الثا بث (النص القرا ني) و المتحرك من الشريعة لوضع منها ج يستجيب لمتطلبا ت الفئة المحا فظة من الشريحة ا لإ سلا مية. يقول و ليد سعيد النيا ني (41: 2003 )، بأ ن التشريع إ لا هي المصدر. فا لله سبحا نه و تعا لى هو المشرع الو حيد. لكن ا لإ سلا م كمنهج و كفكر و كشريعة لا يلغي د ور ا لإ نسان.

و يقترح محمد الدريج (1 :  2000 ) فكرة التدريس بالملكا ت. وقد  و ضح  ا لأ ستا ذ ( محمد الدريج ،1 :  2000) كيفية تجا وز ا لإ زدوا جية المتنا قضة و الخطيرة التي يعيشها الشبا ب قا ئلا بأ نه لا بد من تفعيل شخصيتنا ا لأ صيلة و المبد عة عن طريق التدريس با لملكا ت. و يقتضي  ذلك ربط الما ضي با لحا ضرفي نسق يتسم  با لإ جتهاد من أ جل موا كبة العصر.  فحسب الكا تب، يهذ ف نموذ ج التد ريس با لملكا ت أ و بيدا غوجيا الملكا ت إ لى  تفعيل شخصيتنا ا لأ صيلة و المبد عة ( محمد الدريج ،1 :  2000). و يجب أ لا تقتصرعملية تجد يد الثراث و توظيفه على بلا دنا بل لا بد أ ن تجري في العا لم العربي و ا لإ سلا مي على نطا ق وا سع ( محمد الدريج ،16 :  2000). يقول ا لأ ستاذ محمد الدريج (12 :  2000)، أ نه لا بد من بناء مجتمع جديد تسود فيه العدا لة و المساواة و الحرية عن طريق ا ختيار شعب و تخصصا ت أ و مسارا ت مهنية لو ضع مشا ريع شخصية أ و على المستوى العا م.

و يؤكد محمد عا بد الجا بري  أ يضا على ضرورة العودة إ لى الثراث لأ ن له دور إ يجا بي و حا سم  في النهوض بأ متنا و انبعا ث حضارتها ( محمد الدريج 2 :  2000)،و لهذا أ تساءل إ ذا كا ن بإ مكا ن المخططين با لمملكة المغربية و ضع منها ج تربوي يستجيب ا ستثناء لمتطلبا ت للفئة المحا فظة من المجتمع المغربي. فهل سيسا هم وضع منها ج درا سي مستمد ا ستثناء من ا لد ين ا لإ سلا مي في مسا عدة  ا لأ فراد على تبني تصور د يمقرا طي موحد  و على مما رسة هذا التصور؟

فقد سمعت عن طريق الصد فة أ حد المفتين بإ دا عة محمد السا د س يقو ل جهرا أ نه لا بد من ا لإ لتزا م بقوا عد منها ج إ سلا مي لتخريج ا لإ جيال.  و قد أ قر المفتي بأ ن منها ج الرسو ل صلى الله عليه و سلم سا هم في تخريج قا دة من طراز عا ل جدا لم يعرف العا لم مثلهم في الفهم و الرسو خ و الصفاء و الصد ق و الجها د. و يقتضي تحقيق هذا الهذ ف في عصرنا الحا لي -حسب المفتي -أ ن يقرأ المتخرج من مؤسسة تعليمية مغربية عصرية الو حي المسطور و الكتا ب المنظور با سم الله اللذا ن ينتجا ن قراء يتمرون و يد عون. و ا قترح المغتي عبر إ داعة محمد السا دس أ يضا أ ن يتضمن المنها ج التربو ي المغربي ربط المتعلمين با لله تعا لى تما ما كما كا ن يفعله الرسو ل صلى الله عليه و سلم و ذ لك عملا بقو له تعا لى: ‘ا قرأ با سم ربك الذ ي خلق’. و قد ا قترح المفتي أ ن يتضمن المنها ج التربو ي  قوا عد تسا عد المتعلم على ا كتسا ب العلم و العمل أ ي أ ن يكو ن جا معا بين العلم و التربية معا. و حسب المفتي، يعتبر المنها ج النبو ي ( ا لإ سلا مي)  أ رقى منهج على ا لإ طلا ق في تعليم ا لإ نسا ن و في بنا ء و في صيا غة فكره و سلو كه و أ خلا قه. إ نه المنهج المؤ يد با لو حي و المسدد به و المبتصر ببصا ئره و ذ لك بناء على قو له تعا لى: ‘ إ ن هذا القرا ن يهدي للتي هي أ حسن’ و ختم المفتي عبر إ دا عة محمد السا دس قو له با لد عو ة إ لى منها ج إ سلا مي با لمملكة المغربية قا ئلا: ” فحري بمنا هج التربية و التعليم في مؤسسا تنا اليو م أ ن تنهل من هذا المنهج النبوي حتي نغير للعلم جدوته و للمتعلم تعليمه و صيا غته و للعلماء و المربين مكا نتهم و لولا ية التعلم و ظيفتها و خصا ئصها و مقو ما تها العلمية و المنهجية و الحضا رية. 

من ا لأ مور التي تتم  مرا عا تها أ ثناء وضع منها ج تربوي با لمملكة المغربية في العصر الحا ضر، ا ستحضار متطلبا ت شريحتين ا جتما عيتين: فئة تستحضرالشريعة في كل شيء لضما ن حقوقها المشروعة و فئة تستحضر القيم الكونية في كل شيء.و قد يبدو لمخططي السيا سا ت التعليمية في و قتنا الحا لي  أ نه من الضروري ا لإ عتما د على أ  صو ل الشريعة وعدم  إ هما ل القا نون الوضعي أ ثناء و ضع منها ج تربوي با لمملكة المغربية. و العكس صحيح، أ ي لا يمكن  ا لإ عتما د على  القا نون الوضعي على حسا ب الشريعة.  فهل يمكن فعلا الحد يث في ظل دعم المنظرين لثنا ئية التصور للأ سس الد يمقلرا طية المتضمنة في هذه المصا در عن د يمقراطية تشاركية في غيا ب منها ج د يمقرا طي يسا هم في و ضع القا عدة ا لأ سا سية للعمل المشترك ؟

فقد ا تضح لي و أ نا بصدد تحليل المعطيا ت الواردة بالقوائم، بأ نه لا يمكن  تحقيق و حدة تصورالعينة المستهذ فة بمجا لس الجا معا ت بعيدا عن تحقيق الو حدة ا لإ جتما عية، و بأ نه يمكن كذ لك تحقيق هذه الو حدة ا لإ جتما عية عن طريق تو حيد المنا هج.  فا لمنا هج المتنا قضة ا لأ هذا ف هي في ا لأ صل هي منا هج فا سدة  فقط لأ نها تحد ث الشقا ق في صفوف الطا لبا ت  و الطلبة و تحد من إ مكا نية التطور . و قد تحدث أ يضا الفر اغ النفسي لدى ا لأ فراد  و إ لى تحطيم العلا قا ت الإ نسا نية د اخل المجتمع بأ سره. و قد  ا تضح لي بعد تقصي و تحليل المعطيا ت التي حصلت عليها بهذه الدراسة بأ ن المنا هج  المستعملة على صعيد الجا معا ت المغربية تتنو ع بتنوع المصا در القا نونية السا ئدة.

ضرورة توفر وا ضع المنها ج الرسمي     Formal Curriculumعلى الكفاءة في مجا ل ا لإ جتها د

هل  يتطلب أ مر و ضع منها ج د يمقرا طي إ سلا مي إ شترا كي مو حد كفاءة علمية في مجا ل  ا لإ  جتهاد  أ يضا ؟ و إ ذا كا ن كذلك، فكيف يجب أ ن تكو ن موا صفا ت  المربي المجتهد؟ يعرف الكربا سي مشار إ ليه من طرف (و ليد سعيد النيا ني ،74 : 2003) ا لإ جتها د قا ئلا بأ نه بذل الجهد إ لى ما يمكن الو صو ل إ ليه من ا لأ حكا م و الو ظا ئف الشرعية فيما ليس بمقطو ع من خلا ل الثوا بث العقلية و النقلية لتكو ن حجة بينه و بين الله. هنا ك من يجعل ا لإ جتها د مرا دفا  لمصا در التشريع ا لأ خرى كا لقيا س و الرأ ي و ا لإ ستحسا ن و ا لإ ستنبا ط. و جلها أ مو ر تستد عي الدرا سة الكا ملة لا ستجلاء مضا مينها و لجعلها مجا لا لو ضع منها ج تربوي د يمقراطي ينسجم مع البنية الذ هنية و الثقا فية و القا نو نية با لمملكة المغربية. و يمكن لواضع المنها ج الد يمقراطي المستمد من الشريعة ا لإ سلا مية ا لإ ستفا دة من طريقة عمل المجلس العلمي بمد ينة إ نزكان ا يت ملول في مجا ل ا لإ جتها د. و يمكن ا درا ج  ا لإ جتها د و التدا و ل في شؤون ا لإ فراد  ضمن السلطة التنفيذ ية التي يجب تخو يلها لمجلس الفقهاء. كما يمكن لمخطط المنها ج التعليمي الد يمقرا طي  إ درا ج الطريقة التعليمية التي يمكنها أ ن تؤ هل الطلبة على ا سيعا ب  ا ليا ت عمل السلطة التنفيذ ية مراعا ة لمضمو ن العمل با لمجلسين: المجلس المقترح من طرف (كربا سي، 2005) و مجلس مد ينة إ نزكا ن ا يت ملو ل.

 و قد يد خل التأ و يل في با ب ا لإ جتها د أ يضال. يعرف حسني (2013) التأ ويل بمعناه ا لأ صو لي على أ نه نقل المعنى القرا ني إ لى المعنى المؤول. و قد يتطلب هذا ا لأ مر فهم و ا ستيعا ب القرأ ن الكريم كمصدر أ و ل للتشريع. مما يستلزم  أ ولا و قبل كل شيء و ضع الشريعة في سيا قها التا ريخي. و يمكن القول بأ نه يجب على  واضع المنها ج الخا ص بفئة ا لأ صو ليين با لمملكة المغربية بصفته مجتهدا في أ مور الد ين ا لإ سلا مي أ ن يكون ملما بكل جوا نب ا لتص القرا ني كمصدر للتشريع  بدءا بدرا سة بدا ية التشريع التي تعو د حسب ( و ليد سعيد النيا ني ،47: 2003 ) إ لى عصر الو حي. و قد تمتد هذه الفترة من 27 رجب 13 ميلا دية  إ لى غا ية 27 صفر 11 هجرية، أ ي بموت الرسول صلى الله عليه و سلم. و الجدير با لذكر أ ن الوحي كا ن ينزل با لتشريع ا لإ سلا مي عبر ثلا ث قنوات هي الوحي القراني، الو حي القد سي و الو حي التفسيري. ( و ليد سعيد النيا ني ،47: 2003 )

و بما أ ن وا ضع المنها ج التربوي يكو ن ملزما با لإ ستجا بة لحا جيا ت فئة خاصة من المواطنين في مجا ل القا نو ن العا م ( المتعلق بأ سس النطا م الد يمقراطي)  وفي مجا ل القا نون  الخا ص  (المتعلق با لحقوق الشخصية) فقد يتعين عليه أ ن يتوفر على الكفاءة في مجا ل ا لإ جتهاد. و قد يتطلب ذ لك ا كتسا ب واضع المنها ج  القدرة على ا ختيا ر النظرة كد ليل معتبر التي على إ ثرها يمكنه تفسير النص القرأ ني. فحسب حسني (2013)، هنا ك أ مور يتطلب ا لإ جتها د فيها التمييز بين الخا ص و العا م . و قد لا يكو ن لكل مسلم العدة و القدرة العلمية على الخوض فيها لأ نها من ا لأ مور الظنية . و قد تنقسم هذه النظرة حسب الفقيه المغربي (حسني، 2013) إ لى قسمين: فهنا ك النظرة الشا ملة و النظرة التجزيئية للشريعة. و قد تتطلب هتين التظرتين ا لإ ستنا د إ لى دليل معتبرفي ا لإ جتها د.  فالنظرة الشا ملة التي تتطلب أ ن يستند التأ ويل إ لى د ليل معتبرتتمثل في  النظرة الشا ملة للشريعة ككل (حسني، 2013). وحسب (حسني، 2013) كا ن ا لإ ما م الشا طبي رحمه الله يقول: ‘إ ذا نظر المجتهد في الشريعة، فإ نه يجب أ ن ينظر إ ليها كنفق متسق يتحرر من أ فق النظرة التجزيئية و يعا نق النظرة الشمو لية  (حسني، 2013). و يعني هذا أ نه يجب على المجتهد في أ مور الد ين الإ سلا مي أ ن يضع المعنى في إ طار سيا ق مقا صد الشريعة العا مة.  أ ما النظرة التجزيئية فتتطلب من المجتهد / الفقيه أ ن يقرأ القرا ن  قراءة تجزيئية أ ثناء تفسيره و تأ ويله للقرا ن الكريم. و من ثم سنيت هذه النظرة با لنظرة التجزيئية (حسني، 2013).

فنظرا لأن الشرع ليس قا طعا في بعض ا لأ حكا م، فقد يمكن أ ن يو قع و اضع المنها ج في خطإ أ ثنا ء التفسير. و قد يمكن أ ن يؤد ي الو قو ع في الخطإ أ ثناء التفسير إ لى تمرير تصورا ت خا طتة حول المرأ ة مثلا عبر المنها ج  الذي سا هم في بناءه . و قد لا يخفى على القا رئ مدى الثأ ثير الذي يمكن أ ن تما رسه هذه المقاربة في مجا ل العلا قة التي تربط الذ كور  با لإ ناث با لمجتمع، و مدى التأ ثير الذي يمكن أ ن يما رسه التفسير للنصوص على مسار التضا من الذي يعتبر سمة أ سا سية في أ ي عمل مشترك مبني على أ سس ديمقراطية إ ذا كا ن ا لإ جتها د خا طئا. و يمكن أ ن يؤثرذ لك  سلبا أ يضا على مفهوم مضمون العدالة ا لإ جتما عية و على  حقوق ا لإ نسا ن في إ طار الرا بطة بين الجنسين. فترك المجا ل واسعا للتفسير أ مر عسير، خصوصا با لنسبة لوا ضع منها ج إ ذا كان غير ملم با لمقا صد الشرعية. فإ ذا كا ن واضع المنها ج مجتهدا  لكنه غير قا در على استحضار المقا صد الشرعية ، فقد يمكن أ ن يستحضر عن طريق الخطئ العا دا ت و التقا ليد في التفسير، تما ما كما استحضرها بعض الفقهاء.  . و من ا لأ مثلة على  ا لأ خطاء التي ارتكبها بعض الفقهاء في مجا ل التفسير و التي ظل التا ريخ ا لإ سلا مي شا هدا لها ما قا له ابن عبا س رضي الله عنه بخصوص النساء و الصبيا ن على أ نهم سفهاء و ذ لك بناء على تفسيره الخا طئ للأ ية القرا نية التا لية: ‘ و لا تؤتوا السفهاء أ موالكم التي جعل الله لكم ‘. و هنا يطرح الجد ل حول إ نسا ب هذا  التفسير لا بن عبا س و قد كا نت له مكا نة عظيمة في ا لأ مة. إ ذ ن هذا التفسير من ا لأ مور الظنية التي لا يمكن أ ن نقبلها، و لذ لك، فإ نه لا يقبل لأ نه منا قض لمقا صد الشريعة ا لإ سلا مية (حسني، 2013). يقو ل إ براهيم  (80 : 2007) أ ن أ صو ل الفقه يمثل المنهجية التقليدية في التشريع. و قد أ تضح لحسني (2013) عبر برنا مج إ ذا عي أ ن ا لأ راء الفقهية لم تنصف المرأ ة و لم تعطها المكا نة التي تستحقها كإ نسا نة مسؤولة و تتفا عل مع وا قعها تفا علا إ يجا بيا . فقد كا ن من نتا ئج  تأ ويل المعا ني ا لأ صلية للنص القرا ني من طرف بعض الفقهاء إ لبا سها لبا سا أ خر غير ا للبا س الذي لا يتفق مع المقصود من هذا التص. و ذلك راجع لكون المفسر أ ي المجتهد أ و الفقيه هو بشر مثلنا تما ما. و بهذه الصفة، فإ نه يمكن أ ن يتعرض للأ خطاء كما يمكن أ ن يتعرض للصواب .

و يمكن أ يضا ا لأ ستشها د بأ مثلة  أ خرى للتأ كيد على ضرورة توافر معا يير الكفاءة لدى واضع المنها ج أ ثناء التفسير .   يقو ل الله سبحا نه و تعا لى: “ينفق ذو سعة من سعته و من قدر عليه رزقه فلينفق مما أ تا ه ا لله لا يكلف الله نفسا  إ لا ما أ تا ها (حسني، 2013). و قد يقول الله سبحا نه و تعا لى أ يضا : ‘و متعو هن على المو سر قدره و على المعسر قدره متا عا با لمعروف حقا على المحسنين’ (حسني، 2013). و لما جاءت امرأة إ لى الرسو ل صلى الله عليه و سلم تشكو بخل زوجها، قا ل صلى الله عليه و سلم: ‘خذي وو لد ك ما يكفيك با لمعروف’ (حسني، 2013).  فا لمعروف الذي تستحقه المرأ ة لا يخصص بنوع محدد من النفقة كا الطعا م و الشراب بل يشمل الكما ليا ت و الضروريا ت في المسكن و اللبا س و الدواء (حسني، 2013). فمن الذي يحدد المعروف هنا لضما ن حقو ق ا لإ نسان؟  (حسني، 2013). و قد يتطلب ذلك  أ ن يلا حظ الفقيه و القا ضي حا ل الزوج في عسره و يسره. و إ ذا كا نت قدرة  ا لإ جتها د ضعيفة جدا، فيمكن تبريرالنفقة الوا جبة على الزوجة عن طريق ا لأ حا ديث بطريقة سطحية ا عتما دا على كتب الفقه و التفسير (حسني، 2013) . فا لأ خذ بالمعروف من ا لأ مور المختلف حولها و قد يتطلب ذ لك و ضع الزمان و المكا ن في حضيرة التفسير. و قد لا يعتبر إ دراج الزما ن و المكا ن من ا لأ مور ا لشا ئعة في صفوف المتشبعين بروح ا لأ عراف و التقا ليد. بل يتطلب ا لأ مر اتسا ع ا لأ فق والأ خذ بعين ا لإ عتبار لمتطلبا ت العصر و البيئة التي تعيش فيها المرأ ة المسلمة، علما بأ ن  التقا ليد تضييق الخنا ق عليها. و قد أ ثبتث الكتب الد ينية أ نه لما كا نت العا دا ت لا تنصف المرأة، فقد جاء التفسير مجحفا في حقها أ يضا لأ ن  المجتهد لم يأ خذ بعين ا لإ عتبا ر ا ختلا ف و ضعية النساء ما ديا و ا جتما عيا و هو بصدد تحديد مقدار النفقة على المرأة.فمن ا لأ مور التي يجب أ خذها بعين ا لإ عتبا ر مثلا لتحديد النفقة و ضعية المرأ ة الحضارية و ا لإ جتما عية. فا لمرأ ة البد و ية ليست هي المرأ ة الحضرية. و يعني ذلك أ ن مقدار النفقة التي يجب تخويلها للمرأ ة المتحضرة يجب أ ن يفوق المقدار المخصص للمرأ ة البدو ية لأ ن طبيعة الحياة الحضرية أ كثر تكلفة من طبيعة الحياة البد وية. و هنا ك أ يضا المستوى ا لإ جتما عي. فا لمرأة النا شئة في بحبو حة العيش ليست هي المرأ ة النا شئة في الفقر. و المرأ ة المثقفة ليست هي المرأ ة الأ مية و ا لأ مية أ نواع.  و خلا فا لهذا الموقف السلبي من المرأ ة أ ثناء التفسير، فقد كا ن ابن حزم يخا لف الفقهاء لأ نه كا ن يستحضر مقا صد التشريع. كا ن ا بن حزم يتحدث عن النساء ا لأ حرار وما كن يعا نينه من مشا كل نفسية لأ نهم يلزمن البيوت. كا ن أ يضا يتحد ث في طو ق الحما مة عن الظواهر ا لإ جتما عية التي را فقت هذه الأ راء التي قيدت المرأة الحرة و أ طلقت العنا ن للمرأة ا لأ مة  (حسني، 2013).

و من ا لأ مثلة ا لأ خرى التي يمكن ا لإ ستدلا ل بها حو ل ضرورة تفا دي وا ضع المنها ج في الخطئ أ ثناء تفسير النصوص التي عليها يمكن أ ن يبني  المنها ج ما ورد بخصوص الرابطة الزوجية، بحيث أ نه تم ا ستبعا د الجا نب الرو حي ‘الحب’ من الزواج أ ثناء التفسير على الرغم من أ ن كلمة ‘مودة’ وردت با لنص القرا ني. و السبب في ذ لك هو هيمنة العا دة على ا لأ حكا م الشرعية .وقد  رد في سورة الرو م مثلا: ‘و من ا لأ ية أ ن خلق لكم من أ نفسكم أ زوا جا لتسكنوا إ ليها و جعل بينكم رحمة و مودة و إ ن في ذ لك ا يا ت لقو م يتذ كرون’. و يعني ذ لك أ نه  لكي يكو ن الزوا ج مؤبدا، فلا بد أ ن يتم بنا ؤه على مشا عر المودة و الحب (حسني، 2013). إ لا أ ن هذه المقا صد لم يتم ا تحضا رها في مقا صد القرا ن.

و لذ لك،فإ نه لا بد  لواضع المنها ج من أ ن يكون ملزما با متلا ك نا صية التفا عل مع النصوص القرأ نية إ ذ هو أ راد صيا غة منها ج مستمد من الثراث. فحسب حسني (2013)، ا نسا ق الفقهاء با لأ عرا ف و العا دا ت حتى أ صبح العرف مقيدا لكثير من ا لأ حكا م الشر عية.فمثلا، أ و جب الشرع النفقة على الزوج لكنه لم يحدد مقدارا لذ لك با لما ل بل جعل المقدار محددا با لمعروف. و السبب في ذ لك هو عدم توفر المجتهدين من الفقها ء على قدر كبير من الكفا ءة في مجا ل فهم السيا فا ت الوا ردة با لقرا ن الكريم .

لا بد إ ذن من مراعاة طبيعة النصوص القرا نية كلما تعلق الأ مربجعلها موضوع جدل من لدن وا ضعي المنها ج الد يمقراطي :

فو ضع منها ج مستمد من القرا ن يتطلب الترجمة لكلما ته ما كا ن ظا هرامنها و ما كا ن  با طنا. يقول البيا تي (  59: 2007) أ ن القرا ن الكريم يعبر عن كفاءة القا درين على فهم القرا ن فهما كا ملا ظا هرا و با طنا. فقد لا يمكن للجا هل أ ن يفهم القرا ن الكريم لأ ن ذلك يتطلب أ ن يكون المترجم له بمنزلة عا لية من المعرفة و ا لإ دراك. يقول البيا تي (  59: 2007) أ ن الكربا سي يلا حظ أ ن نزول القرا ن الكريم با للغة العربية لا يعني أ نه من البسا طة بشكل يفهمه الجا هل. و  يقول البيا تي (  56: 2007) أ يضا أ نه لا بد أ ن يكون المترجم بمنزلة عا لية من المعرفة و ا لإ دراك لما هو مو دع في القرا ن الكريم من المعا ني و ا لإ رادات الربا نية. ولهذا، فلا بد أ ن يكو ن المترجم من صا نه الله من الخطإ و خصته بنفسه. و ترجع  صعوبة فهم النصوص القرا نية و جعلها موضوع منها ج تعليمي أ ولا لارتبا ط معنى النصوص القرا نية بمكا ن نزولها. يقول البيا تي (  56: 2007) أ ن هنا ك عدد كبير من ا لسور المكية و المدنية التي كا ن لها با لغ ا لأ ثر في التشريع. و يكمن السبب الثا ني في  صعوبة فهم مضمون النصوص القرا نية و جعلها موضوعا لمنها ج تعليمي في توفرها على جوا نب فلسفية و بلا غية صعبة الفهم لفظا  ومعنى .يقول البيا تي (  55: 2007) أ نه من خصوصيا ت القرا ن الكريم أ نه نزل با للغة العربية و بأ ن له من الجوا نب الفلسفية و البلا غية للفظ و المعنى بما له من با طن و ظا هر ما يجعل ترجمته من المحا ل. يقول البيا تي (  59: 2007) أ ن القرا ن الكريم ليس كله ا يا ت محكما ت يمكن إ دراكها بشكل مبا شر ، بل إ ن ما يعده البعض غموضا هو ذ لك ا لإ عجا ز و البلا غة  التي تجمع بين المحكم و المتشا به و غيره. و ترجع صعوبة مضمون ا لنصوص القرا نية كذ لك  وعدم إ مكا نية  جعلها في صميم المنها ج التعليمي إلى  شمو لية القران الكريم. يقول البيا تي (  59: 2007) أ ن هذا التفا وت بين البشر في فهم القرا ن الكريم د ليل على سعة و شمو لية القران الكريم. و يقول البيا تي (  59: 2007) أ ن كون القرا ن الكريم قا بل للفهم، فإ ن عملية الفهم مسأ لة نسبية تتنا سب و الكفاءة العلمية للأ شخا ص .

لا بد من إ لما م المخططين في ميدا ن  التعليم بمضمون السنة النبو ية  أ ثنا ء و ضعهم لمنها ج د يمقراطي مستمد من الثراث ا لإ سلا مي

من المعلوم أ ن سبب نشوء ثنائية التصورات في مجا ل مجا ل أ لأ حوا ل الشخصية يرجع إ لى العمل بمصدريين: مصدر د يني (يتعلق مثلا بقضية ا لإ رث) و مصدر وضعي مستمد من القا نو ن الفرنسي. فجوا با على ا لسؤال التا لي: هل يمكن لمنها ج تربوي ديمقراطي مستمد من الحد يث أ ن يسا هم في توحيد تصور الموا طنين المغا ربة للحقوق الشخصية؟، يمكن القول أ نه لا يمكن ذ لك.

فا لمقصو د بالسنة –حسب و ليد سعيد البيا تي (65 : 2003) – هي مجموعة من ا لأ قوا ل و أ لأ فعا ل و التقارير الصا درة عن نبي ا لأ مة صلى الله عليه و سلم. و هي مصدر ثا ني للتشريع. و يقول البيا تي (  57: 2007) أ ن هنا ك صلة أ سا سية في التشريع بين القرا ن الكريم  و السنة النبوية، با عتبار أ نها  طريقة لمعرفة القرا ن الكريم و قد يتم ذ لك عبر الرسول صلى الله عليه و سلم.  و هنا ك مجمو عة من الحجج التي ا ستد ل بها المنظرون لإ تبا ث كون مجا ل السنة أ مر معقد جدا و با لتا لي فجعلها مصدرا لو ضع منها ج د يمقراطي ستطرح إ شكا ليا ت كبرى، و سيتطلب إ لما م تا م و شا مل  بما قا له و فعله و أ قره الرسول صلى ا لله عليه و سلم . و قد أ كد و ليد سعيد البيا تي (66: 2003) أ ن البا حث يكتشف و هو بصدد القيا م ببحث في تا ريخ السنة السنة النبو ية و حجيتها و حكمتها في الشريعة ا لإ سلا مية أ ن إ شكا لية أ صحا ب العقا ئد تتجلى في ضرورة فهم و استيعا ب السنة و إ درا ك مضا مينها و مدلو لا تها الفكرية و الفلسفية ، فما با لك أ لا يوا جه و اضع المنها ج تلك ا لإ شكا ليا ت إ ذا لم له إ لما م شا مل با لسنة النبوية. فعلى الرغم من أ نه كا ن للسنة دورا با رزا في مجا ل التشريع طيلة التا ريخ، إ لا أ نه لم يكن من ا لسهل على أ صحا ب المذا هب في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ا لإ دلا ء با لرأ ي في هذا المجا ل. فقرب أ و بعد هذه المذا هب أ و تلك من حقيقة ا لإ سلا م مرتبط بقدرة المجتهد على  إ درا ك و فهم  السنة . و بناء على ما أ قره (و ليد سعيد البيا تي ،66: 2003)، لم يكن الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يكن أ هل البيت ا لأ طهار بمجتهدين . فقد كا نت عصمتهم مطلقة. فأ فعا لهم و تقريراتهم كا نت بمثا بة حجة. فلا يصدر شيء إ لا و يعلمهم رسو ل الله صلى الله عليه و سلم. و لذ لك سموا بأ لأ طهار. فا لمقصود بأ هل البيت ا لأ طهار هم حملة الرسا لة المحمد ية و هم أ قرب المقربين لرسول الله صلى الله عليه و سلم. و عددهم يصل إ لى إ ثني عشر با لإ ضا فة إ لى السيدة فا طمة الزهراء.

ا قترا ح يتعلق بكيفية إ نتا ج أ عما ل سينما ئية من أ جل يضمينها بمنها ج غير رسمي     مد عم  للشريعة ا لإ سلا مية :

ا قترا ح يتعلق بضرورة السير على منوا ل المنتجين السينما ئيين ا لأ مريكيين

كا نت نها ية القرن العشرين تتطلب القيا م با لتعبئة السيا سية لأ نها كا نت مليئة با لأ زما ت  أ لإ قتصا دية و مو شو مة بنظا م د يكتا تو ري فا شي. و على الرغم من أ ن المملكة المغربية قد قطعت أ شو اطا كبرى في مجا ل الد يمقرا طية في العصر الحا لي، فإ نه لا بد من المزيد من التعبئة إ سو ة با لو لايا ت المتحدة ا لأ مريكية. يقو ل جيركس Girgusix  : 1988) أ نه  لم يكن با لإ مكا ن تفا دي نتا ئج ا لأ زمة أ لإ قتصا دية الكبرى في أ و اخر القرن العشرين و ا لأ سبا ب التي أ د ت إ لى الحرب البا ردة و إ لى ا نهيا ر النظا م الفا شي و النظا م الد يكتا تو ري بكل من أ رو با و أ سيا. و قد ترتب عن هذ ه ا لأ زمة ظهور البطا لة و ا للا مسا واة في صفو ف المو اطنين. و ترتب عن ذ لك أ يضا  ظهور حركا ت ا جتما عية و سيا سية تد عو إ لى و ضع حد للإ ستبد اد عن طريق إ قا مة نظا م ا لإ شترا كي  ( جيركس Girgus ،  1  : 1988). و تحد يا للو ضعية السا ئدة في تلك الفترة با لو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية، ، فقد بزغت السينما ( حسب جيركس Girgus ،  3  : 1988)  من أ جل د عم ا لأ سس الد يمقرا طية لتحقيق ا لتغييرعلى مستوى  الثقا فة ا لأ مريكية. و بذ لك،  نهج المنتجو ن السينما ئيون أ سلو بين لعرض قضا يا  تتعلق با لمجا ل الد يمقرا طي على المشا هد ين.

الطريقة ا لأ و لى: إ ستيراد إ نتا جا ت سينما ئية:

و في هذا الصدد، يقو ل (  جا ن بيير كو ينز Geuens Jean Pierre ، 13: 2000) أ ن الو لا يا ت المتحدة كا نت  تعتمد على أ لأ فلا م الأ جنبية . فقد تم تسويق زهاء ثلا ث ما ئة و ثلا ثة شريط سينما ئي. و بذ لك، يمكن السير على منوا ل المنتجين ا لأ مريكين في مجا ل ا ستيرا د إ نتا جا ت سينما ئية تسا هم في د عم ا لأ سس الد يمقرا طية. إ لا أ ننا  لا نريد أ ن يتم ذ لك بطريقة عشو ا ئية لا ترتكز على البحث العلمي في مجا ل ا نتقا ء ا لأ شرطة التي تد عم و تسا هم في بث الو عي با لفضاء التربو ي حو ل أ همية مما رسة أ سس د يمقرا طية مستمد ة من الثرا ث المغربي. و يمكن ا تخا ذ العبرة مما أ قره البا حثو ن حو ل هذا المو ضو ع. يقو ل ر يتتشا رد هوفستا دتر   Hofstadter Richard  ( مشار إ ليه من طرف   جا ن بيير كو ينز Geuens  16 : 2000) با ن المتفرج كا ن مو لعا با لفن كتجربة إ نسا نية  لم تكن ترتكز على أ ي درا سة أ و على أ ي بحث ميدا ني و لم يكن هذا الفن يخضع للتطور عن طريق التربية. 

الطريقة الثا نية: تكييف  أ عما ل سينما ئية قا ئمة على أ عما ل أ د بية تم نشرها في عصر النهضة  مع متطلبا ت العصرفي المجا ل الد يمقراطي:

أ ما جيركس Girgusix  : 1988) ، فقد أ قر بأ نه كا ن فخو را جدا بعمله مع مجمو عة من الطلبة لمدة تترا و ح ما بين ست و سبع سنوات أ ثناء تأ ليفه لكتا ب ” النهضة السينما ئية. السينما من أ جل الد يمقرا طية في عهد فورد، كا برا و كزان”. و قد تو حي هذه الحقيقة بأ ن طبيعة الإ نتا ج السينما ئي  يتطلب كفاءات عا لية و با لتا لي فإ نها تتطلب إ حا لة المو ضو ع على وزارة التعليم بمد ينة الربا ط با لمملكة المغربية  من أ جل التخطيط لبرنا مج يسا هم في إ عدا د متخصصين في مجا ل ا لإ نتا ج السينما ئي لد عم ا لأ سس الد يمقرا طية على المد ى البعيد.  و يمكن ا تخا ذ العبرة من إ عما ل سينما ئية سا هم في إ نتا جها متخصصو ن سينيما ئيو ن أ مريكيو ن ا عتما دا على إ نتا جا ت أ د بية تم نشرها في عصر ا لنهضة.

سا هم ا لأ  د باء ا لأ مريكيين في عصر النهضة في صقل تفكيرهم وتفكير ا لأ جيا ل ا للا حقة

يقو ل جيركس Girgus (  3  : 1988) أ ن ا لأ  د باء ا لأ مريكيين في عصر النهضة عبروا عن رأ يهم حو ل أ ز مة الد يمقرا طية ، مما  أ دى إ لى صقل تفكيرهم وتفكير ا لأ جيا ل ا للا حقة  في المجا ل الد يمقرا طي.  و نظرا لا ستجا بة ا لإ نتا ج ا لأ دبي النهضوي ا لأ مريكي لطمو حا ت المنتجين السينما ئيين ا لأ مريكيين ، فإ نهم لم يتنا وا في ا قتبا سه و جعله مو ضو عا لأ عما لهم السنيما ئية. و يمكن ا لإ ستد لا ل عن ذ لك  بأ عما ل  المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen حينما و جد الخلا ص في الرجو ع إ لى الما ضي و ا لإ عتما د على أ عما ل أ د بية تم نشرها في عصر النهضة ا لأ مريكية . فقد تجا وز و في هذا الصدد، يقو ل المنتج السينما ئي  ( ما تييسن  Matthiessen  ، مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  1  : 1988) أ ن حا ضر الو لا يا ت المتحد ة كا ن  مو شوما  با لكثير من المشا كل السيا سية و ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا د ية  مما د فعه إ لى  تحد يد رؤيته المستقبلية ا عتما دا على إ نتا جا ت أ د بية تم نشرها في عصر النهضة ا لأ مريكية.  و بذ لك، رجع المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen  ( مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  3  : 1988) إ لى ما ضي أ مريكا المشرق ، فعمل على د را سة تا ريخها الو طني و ا لأ د بي الذ ي أ طلق عليه  “عصر النهضة”  حيث أ تبتث أ مريكا خلا ل تلك الفترة تفو قها الثقا في و الفني.

فقد أ قر المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen  ( مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  3  : 1988) أ ن ا لأ د با ء ا لأ مريكيين تنا و لو في عصر النهضة  قضا يا تتعلق با لأ د ب، با لثقا فة، با لسيا سة و با لمجتمع. و قد كا ن من الممكن تكييف  هذ ه القضا يا مع  متطلبا ت العصر ا لأ  مريكي التا ريخية  في إ طا ر إ نتا ج سينما ئي تم عرضها على المشا هد.  و حسب ما رواه المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen  ( مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  3  : 1988) تم  خلا ل الفترة الممتدة ما بين 1850 و 1855 نشر إ نتا جا ت إ د بية ها مة مثل “الممثلو ن السيا سيو ن للكا بت ا لأ مريكي را لف والدو  إ يميرسن   Ralf Waldo Emerson. كما  تم  خلا ل هذه الفترة نشر”الرسا لة القا تمة الإ حمرار” The Scarlett Letter للكا تب ا لأ مريكي نا دا نيا ل هو ثورن  Nathaniel Hawthorne .

و  بناء عليه، يمكن القو ل بأ نه تمت بلورة ا لإ يد يو لو جية السينما ئية با لو لا يا ت المتحدة ا لأ مريكية عن طريق ا لإ قتبا س من ا لأ عما ل ا لأ دبية ا لكلا سكية التي تم نشرها في عصر النهضة و با لتا لي سا همت هذ ه ا لأ عما ل في ظهور إ يد يو لو جية نهضو ية ذا ت طا بع فني. يقو ل جيركس Girgus (  4  : 1988) أ ن  أ لأ عما ل الفنية ا لكلا سكية للمنتجين السينما ئيين مثل إ ليزا كا زان  Eliza Kazan و فريد زينما ن     Fred Zinnemann و جورج ستيفا ن   George Stevens سا همت في ظهور إ يد يو لو جية ذا ت طا بع فني. و يقو ل جيركس Girgus (  3  : 1988) أ نه تم تجسيد  ا لإ د يو لو جية  السا ئدة خلا ل عصر النهضة  في هو ليوود  بكا ليفورنيا  . و تتمثل هذ ه ا لإ يد يو لو جية في بزوغ قيم د يمقرا طية تحد يا للنظا م السا ئد تم ا قتبا سها من أ عما ل أ د بية نهضو ية. كما  يمكن و ضع أ فلا م سينما ئية تم إ نتا جها من طرف كا برا  Capra و فورد Ford في إ طار ا لأ عمال التي قا م بها أ هم المفكرين المؤيد ين للد يمقراطية. و الجدير با لذكر أ ن  دووي Dewey  (  مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  3  : 1988) ينتمي إ لى نفس التيا ر الد يمقرا طي الذ ي ينتمي إ ليه المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen  .و قد عبر دووي Dewey  (  مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  3  : 1988)  عن رأ يه حو ل الد يمقرا طية في  سنة  1939  بمؤلفه “الحرية و الثقا فة ” قا ئلا  بأ ن الصرا ع من أ جل تحقيق الحرية  يجب أ ن يشمل مجا لا ت متعددة سيا سية و اقتصا دية و ثقا فية و تربو ية ز علمية و د ينية و فنية. و قد تزا منت هذه الفترة مع إ نتا ج مجمو عة من ا لأ فلا م من طرف سينيما ئيين يحتلون مكا ن الصدارة على صعيد ا عتنا ق قيم د يمقرا طية نهضو ية أ مريكية. فا لحقيقة أ نه تم تحقيق  النهضة السينما ئية  في تنا سق تا م مع قوة و  ذكاء و قدرة ا لأ مريكيين على ا لإ بدا ع في المجا ل الد يمقرا طي. (جيركس Girgus ،  4  : 1988)

و إ ذا كا ن رجو ع المنتجين السينما ئيين إ لى ما ضي أ مريكا المشرق بهذ ف ا ستلها م قوتهم ا لإ بدا عية في المجا ل السينيما ئي قد أ ثبث نجا عته، فهل يمكن للمنتجين السينما ئيين المغا ربة السير على منو الهم، علما بأ ن ما ضي المملكة المغربية على الخصو ص و ما ضي الد و ل العربية عمو ما زا خر با لإ نتا جا ت ا لأ د بية ؟

عرض أ حدا ث تا ريخية مقتبسة من أ عما ل أ د بية تم نشرها من طرف مبد عين نهضو يين عرب على المشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت با لفضا ء الجا معي با لمملكة المغربية

 و بما أ ن  ا لإ ستجا بة لحا جيا ت ا لأ مة ا لمغربية يمكنها أ ن تتم من خلا ل تحديد ا لأ هذا ف من ا لإ ستعما ل المكثف لو سا ئل ا لإ علا م با لفضا ء الجا معي، فإ نني سأ عمل على ا ختزا ل هذه ا لأ هذ اف في ضر ورة بث الو عي في صفو ف الطلبة و الطا لبا ت حو ل الظروف التا ريخية التي سا همت في إ نشاء ثنا ئية التصور للأ سس الد يمقرا طية. و يمكن تمرير مجمو عة من ا لأ فكا ر حو ل ما ضي ( و حا ضر) المملكة المغربية السيا سي عن طريق إ نتا جا ت سينما ئية يتم عرضها على الطلبة با لفضا ء الجا معي.  فا عتما دا على ما أ قره ( محمود تيبر و ا خرو ن ، 19 : 1973 )  ، يمكن القو ل بأ ن العرب في عصر ا لإ نحطا ط  كا نوا يعيشو ن جنبا إ لى جنب مع أ روبا النا هضة دو ن أ ن يد ركوا تزا يد الهو ة  التي كا نت تفصلهم عنها. و قد ترتب عن هذ ه الهو ة حركة التو سع ا لإ ستعما ري ا لأ رو بي للبلدا ن العربية وا حدة تلو ا لأ خرى في القرن التا سع عشر. و يمكن إ نتا ج أ فلا م سينما ئية تا ريخية تو ضح لما ذا و كيف ا ستولى بو نا با رت على مصر في سنة 1798 ( محمود تيبر و ا خرو ن   20 : 1973 ) ، و لما ذا و كيف ا حتلت فرنسا  الجزا ئر في سنة 1830، و لما ذا و كيف   خضعت تو نس  للحما ية الفرنسية في سنة  1881  و لماذا و كيف  خضعت مصر للإ حتلا ل ا لإ نجليزي في سنة 1882 و لما ذا و كيف  ا حتلت إ يطا ليا ليبيا في سنة 1911 و لما ذا و كيف خضعت المملكة المغربية للحما ية الفرنسية في سنة 1912 . كما يمكن و و صف ا لأ سبا ب التي أ د ت إ لى فرض ا لإ نتدا ب على سو ريا و العرا ق و لبنا ن  في سنة 1920  عن طريق إ نتا ج سينما ئي يتم عرضه با لفضاء الجا معي.

لابد أ يضا من عرض إ نتا جا ت  سينما ئية على الطلبة و الطا لبا ت با لفضاء الجا معي  لتو ضح  ا سبا ب انحطا ط  الد و ل العربية  بعد فترة تطور، و ذلك بناء على ما أ كده (  محمود تيبر و ا خرو ن،  19 : 1973 ) قا ئلا  بأ ن العرب عرفوا في تا ريخهم نفس التطور الذ ي عا شته أ رو با الغربية ا بتداء من القرن السا دس عشر حيث أ نها خرجت من ظلما ت القرو ن الو سطى إ لى عهد الحضارة و التحرر الفكري. إ لا أ ن العرب سرعا ن ما عا شوا فترة من ا لإ نحطا ط ترتب عنها فقدا نهم للإ ستقلا ل بعد ما عا شوا  فترة من التقد م ا ستمرت إ لى غا ية القرن الثا لث عشر الميلا دي.  يقول إ براهيم (  20: 2007) أ ن ا لأ زمة الفكرية هي العلة ا لأ سا سية  لتأ خر ا لأ مة ا لإ سلا مية، و بأ نه لا يمكن الخلا ص من هذه ا لأ زمة إ لا با لإ صلا ح الفكري الذي ينبغي أ ن يبدأ بإ صلا ح التعليم فورا بما هو مبا ح من موارد بشرية و ما دية. و موازاة مع ذ لك، لا بد من إ نتا ج أ فلا م سينما ئية تسا عد الطلبة و الطا لبا ت  على  معرفة  كيف ا ستطا عت الدول العربية أ ن تعيش تجربة ا لإ نبعا ث التي عرفها ( محمود تيبر و ا خرو ن ، 19 : 1973 ) بأ نها فترة خرو ج العرب خلا ل القرن التا سع عشر من حا لة  ا لإ نحطا ط أ لى حا لة التقدم .

عرض إ نتا جا ت سينما ئية مقتبسة من أ عما ل أ د بية نهضو ية عربية تتعلق بنبذ ا لإ ستبد اد ا لإ ستعما ري:

و من بين ا لأ عما ل ا لأ دبية التي يمكن أ ن يستفيد منها المنتجو ن السينما ئيو ن المغا ربة لفا ئد ة الطلبة و الطا لبا ت أ عما ل الكا تب النهضو ي أ مين الريحا ني . فأ مين الريحا ني كا تب لبنا ني با رز،   نبد ا لإ ستبد اد و د عا  إ لى ا لإ خاء و التضا من البشري.   يقو ل تيبر و ا خرو ن ( 342: 1973 ) أ ن أ مين الريحا ني كا تب لبنا ني ا جتما عي با رز. فقد كا ن من رو اد ا لإ صلا ح ا لإ جتما عي  حيث عمل عل  نبد ا لإ ستبد اد و ا لإ  ستعمارو دعا إ لى ا لإ خاء و التضا من البشري. و   يقو ل تيبر و ا خرو ن (342: 1973 ) أ ن أ مين الريحا ني كا ن من أ كبر دعا ة الو حدة العربية و الحرية ا لإ نسا نية و الد عوة إ لى التسا مح الد يني في المجتمع ا للبنا ني الذ ي مز قته الطوا ئف الد ينية  ا نذا ك.

كما يمكن و ضع أ عما ل عبد الرحمن الكوا كبي الفكرية حو ل  ا ستبدا د العثما نيين في صميم ا قتبا سا ت المنتجين السينما ئيين  با لجا معة. فمن المعرو ف أ ن عبد الرحمن الكوا كبي أ نشأ “جريدة الشهبا ء“. و قد  كا نت هذه الجريدة تتو خى تو جيه النقد لنظا م حكم ا لأ ترا ك المستبد. و بذ لك، تم و قفها. و يمكن للمنتج السينما ئي ا لمغربي ا لإ قتبا س من  جريدة “ا لإ عتدا ل” لعبد الرحمن الكو اكبي أ يضا ، علما بأ ن   هذه الجريدةلقيت ا عترا ضا من طرف الحكو مة أ يضا و بأ نها كا نت سببا في  سجن عبد الرحمن الكو اكبي نتيجة  أ فكا ره ا لإ صلا حية .

كما يمكن للمنتج السينما ئي ا لمغربي ا لإ قتبا س من كتا ب ” أ م القرى”  و” طبا ئع ا لإ ستبدا د” لعبد الرحمن الكوا كبي  . و في هذا الصدد، يقو ل تيبر و ا خرو ن ( 42 : 1973 ) أ ن عبد الرحمن الكوا كبي  (  1902 – 1846 ) عبر في كتا به أ م القرى و طبا ئع ا لإ ستبدا د عن ا ستبدا د  العثما نيين في عهد السلطا ن  العثما ني عبد الحميد الثا ني الذ ي كا ن يضغط على الحريا ت في كل أ نحاء ا لإ مبراطورية العثما نية. شرح في كتا ب طبا ئع ا لإ ستبداد كيف يؤد ي ا لإ ستبدا د إ لى تأ خر ا لأ مة، مما ترتب عنه مطا لبة عبد الرحمن  الكوا كبي بإ د خا ل إ صلا ح إ دا ري على جهاز الحكو مة العثما نية.

و  يقو ل تيبر و ا خرو ن (375: 1973 ) أ ن  مو ضو ع الحرب ظل يشغل عقو ل المفكرين العرب بعد ظهور و سا ئل ا لإ با جة و التخريب. و لم يتم ا ستثناء  مصر من ذ لك. فقد جرت بعض المعا رك في حد و د ترا بها لما حا و لت الجيو ش ا لأ لما نية مو اصلة الز حف عليها و ا لإ ستيلا ء عليها. و ترتب عن ذ لك محا و لة صد ا لإ نجليز لهم و إ لحا ق الهزيمة بهم في حرب ضرو س. كما خا ض المصريو ن الحرب في سنة 1947 في إ طا ر الصراع بينها و بين إ سرا ئيل. و  يقو ل تيبر و ا خرو ن (375: 1973 ) أ ن تو فيق الحكيم عمل على نشر مسر حية “  مقا بلة الشيطا ن ”  في سنة 1951.  و ا عتبا را لكو ن المصريين عا نوا من أ هوا ل الحرب، فقد و جدت إ قبا لا  كبيرا من لد ن الجمهور. و تنبئ مسر حية “ الشيطا ن في خطر”لتو فيق الحكيم عن معا نا ة مصر من ا ستبدا د المستعمرين أ ثناء قيا م الحرب عليها. و بذ لك، يمكن أ ن تو فر هتين  المسرحيتين  مجا لا خصبا لا قتبا س المفكرين السينما ئيين المغا ربة منهما أ و العمل على عرض مضمو نهما على المشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت با لفضا ء الجا معي لبث الو عي في صفو فهم با لسعي الدا ئم نحو التحرر من ا لإ ستعمار.

كما يمكن ا ستنا د المنتجين السينما ئيين إ لى أ عما ل المفكر النهضو ي عبد الله كنو ن لا قتبا س الكثير من ا لأ فكا ر حول مسا وئ ا لإ ستعما ر و بث ا لإ فتخا ر با لمجد في صفو ف الطلبة و الطا لبا ت . يتحد ث عبد الله كنو ن عن مبد عين مغا ربة في مجا ل الشعر السيا سي من أ جل الدعوة إ لى الحرية من ا لإ ستعمار. فا ل: …..و كما كا ن الحا ل في الشرق العربي، ….فإ ن الشعر السيا سي الو طني هو أ ول ما ظهر من أ لوا ن التجد يد في مو ضو عا ت ا لأ د ب ، و ذ لك أ ن طا ئفة من شبا ب الجيل النا شئ في عهد الحما ية لما رأ وا البلا د ترزح تحت نير الحكم ا لأ جنبي أ خذ تهم العزة الو طنية و الحمية العربية ، صا روا يغنو ن شعرا كله ثورة على الو اقع ا لأ ليم و يد عو ن إ لى مقا و مة التد خل ا لأ جنبي و تذ كير الشعب بمجده و تا ريخه العظيمين مما أ دى إ لى إ ذكاء الو عي القو مي في نفو س الجما هير الشعبية، و شنها غا رة شعواء على ا لإ ستعما ر و أ عوا نه  حتى تخلصت البلا د من برا ثينه و انتفضت ا نتفا ضتها الخا لدة التي أ عا د ت إ لى المغرب حريته و استقلا له ( عبد الله كنو ن :  مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 570 – 571: 1973 )

و لإ ذ كا ء رو ح ا لإ فتخار با لإ نتماء إ لى ا لأ مة المغربية ، فقد أ شا د عبد الله كنو ن بمبد عين مغا ربة في مجا ل العلو م تم إ هما لهم من طرف الرأ ي العام. قا ل: ” و حسبنا أ ن نذ كر أ ن الجغرا في العربي الو حيد الذ ي ترك لنا أ ثرا علميا في الجغرا فيا لم يكتب مثله بعد ( بطليمو س) اليو نا ني كا ن عا لما من المغرب و هو ا لإ د ريسي الشهير . فإ ذا أ ضفنا إ ليه الرحا لة العا لمي  ا بن بطو طة ، كا ن أ هم ما يعتز به الترا ث العربي في هذا الصدد منشأ ه من المغرب. و في علو م الطب و الكيميا ء و الطبيعة و الريا ضيا ت ، حسبنا أ ن نذ كر ا سم المرا كشي الذ ي نجد ا سمه- مع ا لأ سف- معرو فا عند الغربيين أ كثر من أ بناء جلد ته العرب، و كذ لك ا بن البنا ء العد دي الذ ي له في الحسا ب و الجبر و الفلك مؤ لفا ت لبتث عهو دا طو يلة مما يعتمد عليه في درا سة هذ ه العلو م بأ رو با قبل المغرب و البلا د العربية كا فة. أ شا د عبد الله كنو ن كذ لك بمبد عين مغا ربة تم إ هما لهم في مجا ل النثر. فقد را فق النثر و تطوره في المملكة المغربية عد ة أ شكا ل من النثر . فقد ظهرت الصحا فة ا لأ دبية و تطورت و بذ لك ظهرت المقا لة ا لإ جتما عية و السيا سية.  و ظهرت البحو ث التا ريخية و اللغو ية و القص و ا لأ قصو صة ( عبد الله كنو ن :  مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 574 : 1973 ) . كما أ فصح عبد الله كنو ن عن و جو د  أ دبا ء مغا ربة أ بد عوا في مجا ل الأ دب في ا لعصر الحد يث. و بفضلهم،  لم يعد ا لأ دب فنا مسخرا لخد مة الرؤساء و الملو ك. قا ل : “….أ ما في الفترة الرا هنة و هي ما نعبر عنه با لعصر الحد يث، فإ ن ا لأ دب أ خذ يتطور …..و لم يعد ا لأ دب فنا مسخرا لخد مة الرؤساء و الملو ك و لا تزجية للو قت عند من لم ينزل بأ د به لمستوى الشعراء الما د حين و الكتا ب المتكسبين ، بل صا ر د عو ة و مذ هبا و تعبيرا صا دقا” ( عبد الله كنو ن :  مشار إ ليه من طرف تيبر و ا خرين ، 570 – 571: 1973 )

.

تسليط الضوء على ضرورة على التخلص من ثنا ئية التصورعن طريق  تحقيق الو حدة  المغربية

الجميع يعلم أ ن أ مر تحقيق ا لمزيد من ا لإ صلا ح با لمملكة المغربية يقتضي أ و لا و قبل كل شيء  تحد يد ا لأ هذا ف المتو خاة، و بذ لك، فلا  بد من جعل بث الوعي في صفو ف الطلبة با لفضاء الجا معي  بضرو رة ا ستعما ل لغة  د يمقراطية موحدة في محور ا هتما م المنتجين السينما ئيين. و قد تمت ا لإ شا رة سا بقا  إ لى أ ن مشكل التعليم في البلدا ن ا لإ سلا مية يكمن في ا لإ زدوا جية التي شطرت التعليم إ لى شطرين: يختص الشطر ا لأ ول من المؤسسا ت التعليمية   في تلقين المتعلمين ا لعلوم الد ينية التقليد ية.  و ينصرف اهتما م  الشطر الثا ني من المؤسسا ت التعليمية في تلقين المتعلمين  مواد مقتبسة من القا نو ن الو ضعي ،مما حدا با با لعد يد من المنظرين إ لى و ضع المؤسسا ت التعليمية مصدر ا زدوا جية تصور الطلبة و الطا لبا ت للأ سس الد يمقرا طية. يقو ل الكا تب (إ براهيم ، 19: 2007) أ ن عددا من علماء ا لإ سلا م يشتكون من قصور التعليم الجا معي عن ا لإ ستجا بة لحا جيا ت ا لأ مة المغربية في مجال تنمية المعرفة و بناء الكوادر القا درة على قيا دة ا لأ مة على الرغم من عراقة المعرفة و مكا نتها السا مية في الحضارة ا لإ سلا مية .و يضيف إ براهيم (  67: 2007) فلأ جل هذا البديل، سيصمم المنها ج و سيعا د تصنيف المعرفة لتستوعبه و سيعد المعلم ليكون في و ضع يمكنه من أ ن يكون أ داة فا علة لتحقيق ا لأ هذا ف ا لأ سا سية من التعليم.

و لمسا عدة المشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت على تصحيح رؤيتهم القا ئمة على الثنا ية في مجا ل حقو قهم التشريعية، فلا بد من مسا عد تهم على الفهم العميق لهذه الثنا ئية و ما تشكله من خطر على تو حيد ا لأ مة المغربية مستقبلا. و يمكن تحقيق هذا الهذ ف من خلا ل إ نتا جا ت سينيما ئية تسلط الضو ء على أ عما ل محمد عبده الدا عية إ لى و حدة الأ مة.

يعرف محمد عبده ( مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرو ن :45: 1973 ) الو فا ق  بأ نه تواصل و تقا رب يحد ثه إ حسا س كل فرد من أ فرا د ا لأ مة بمنا فعها و بمضا رها. يقو ل محمد عبده ( مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرو ن :45: 1973 ) أ ن  الو فا ق هو شعور جميع ا لأ حا د في جميع الطبقا ت بما تكسبه  ا لأ مة من مجد و سلطا ن.  و  يقو ل محمد عبده ( مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرو ن :44: 1973 ): “إ ذا أ حسست من أ مة ميلا إ لى الو حدة، فبشرها بما أ عد الله لها في مكنو ن غيبه من السيا دة العليا و السلطة على متفرقة ا لأ مم…..فحظ البشرية من الو جو د على مقدار حظها من الو حدة…..و ما أ هلك الله قبيلا إ لا بعد ما رزنوا با لإ فترا ق، و ابتلوا با لشقا ق ، فأ ورثهم ذ لا طو يلا و عذا با و بيلا ثم فناء سرمد يا” . و الجدير با لذ كر أ نه حسب ما أ قره (تيبر و ا خرو ن :47: 1973 )  تم نفي محمد عبده أ كثر من مرة بسسب أ فكا ره النيرة. و تو في سنة 1905 (  تيبر و ا خرو ن :46: 1973 ) .

 كما  يمكن جعل أ عما ل المختا ر السو سي  الد اعية إ لى الو حد ة على المستوى الو طني و العا لمي مو ضو عا سينيما ئيا لتحقيق و حدة التصور في صفو ف الطلبة و الطا لبا ت.  فقد أ كد المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (السو سي تيبر و ا خرو ن ،  561 : 1973 ) على أ همية تضا من ا لأ مة المغربية قا ءلا: “إ نني من الذ ين يرو ن المغرب جزءا لا يتجزأ ، بل أ رى العا لم العربي كله من ضفا ف ا لأ طلسي إ لى ضفا ف الرا فد ين و طنا و احدا، بل أ رى جميع بلا د ا لإ سلا م كتلة مترا صة من غرب شما ل إ فريقيا  إ لى أ ند و نيسية، لا يد ين بد ين ا لإ سلا م الحق من يرا ها بعين الو طنية الضيقة التي هي من بقا يا ا لإ ستعما ر الغربي في الشرق”. و ا لأ كثر من ذ لك أ ن المختا ر السو سي  د عا إ لى تحقيق الو حدة و إ لى التضا من على صعيد العا لم ا لإ نسا ني. فقد أ كد المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (تيبر و ا خرو ن ،  560 : 1973 ) على أ همية تضا من ا لإ نسا نية جمعاء فا ئلا: ” إ نني أ رى ا لإ نسا نية جمعا ء أ سرة و احدة ، لا فضل فيها لعربي على عجمي إ لا با لتقوى و النا س من ا دم و أ دم من تراب. و قد استدل المختا ر السو سي مشا ر إ ليه من طرف (السو سي تيبر و ا خرو ن ،  563 : 1973 ) با لأ ية القرا نيية التا لية “يا أ يها النا س إ نا خلقنا كم من ذ كر و أ نثى و جعلنا كم شعو با و قبا ئل لتعا رفوا . إ ن أ كرمكم عند الله أ تقا كم”.

فمن جهة، لا بد من جعل ا طرو حا ت المفكرين الحدا ثيين الد اعين إ لى السير على منوا ل السلف الصا لح مو ضو ع التفكير

من لد ن المنتجين السما ئييى المغا ربة. و من جهة أ خرى، لا بد من و ضع ا لأ طرو حا ت الفكرية الدا عية إ لى ا لتخلص من شبح الثرا ث  مو ضع التأ مل السينما ئي. و لعل و ضع ا لأ طرو حتين في صميم ا لإ نتا ج السينيما ئي سيسهم في تسهيل ا كتشا ف الهوة التي تقف في و جه و حدة التصور و مما رسة ا لأ سس الد يمقرا طية با لفضا ء الجا معي.  و يمكن للمنتجين السينما ئيين المغا ربة تسليط الضوء على إ نتا جا ت سينيما ئية مقتبسة من إ بد اعا ت أ د بية سلفية سا هم في نشرها المفكر النهضو ي علا ل الفا سي الذ ي حظي بعنا ية خا صة با لبا ب الأ و ل المتعلق با لبحث النظري بهذه الدرا سة. يقو ل تيبر و ا خرو ن (548: 1973 ) أ ن  علا ل الفا سي كا ن صحا فيا و شا عرا و عا لما و على أ نه  تخرج من القرو يين سنة 1930و  سا هم في تأ سيس كتلة العمل الو طني و هي أ و ل حز ب سيا سي با لمغرب، مما د فع  السلطا ت الفرنسية إ لى نفيه إ لى الكو نكو و إ لى الكا بو ن. و لما عا د إ لى المغرب في عا م 1946 ، أ سس حز ب ا لإ ستقلا ل.

كما يمكن للمنتجين السينما ئيين ا لإ ستفا دة من أ عما ل ا لسلفي النهضوي أ مين الريحا ني. يقو ل تيبر و ا خرو ن (343: 1973 ) أ ن أ مين الريحا ني كتب مقا لته “مظا هر النهضة الشرقية”  في  سنة 1936  .  وقد طرح أ مين الريحا ني عدة  تسا ؤلا ت تتعلق بحقيقة النهضة با لشر ق العربي قا ئلا:  هل تقا س هذه النهضة بتقليد المظا هر الغربية؟ هل يمكن تحقيق التقد م  عن طريق تقليد الحضارة الغربية أ م أ ن ا لأ مر يقتضي أ كثر من ذ لك.  يقو ل (أ مين الريحا ني : مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرين (343: 1973 ) أ ن “أ ظهر مظا هر النهضة الشرقية ما يراه كل النا س ، كا لملا بس ا لإ فرنجية و ا لأ سو ا ق المرصفة و القطا را ت الكهربا ئية و السيا را ت و ا لأ بنية التي لا شرقية تعرف و لا غربية. و مما لا مرية فيه أ ننا غيرنا عا دا تنا في الملا بس و ا لأ سفا ر و صرنا نفضل الجا دة المرصفة على الرمل و الغبا ر و الكهربا ء على الحما ر. لا فرق مختا رين كنا في ذ لك أ و مرغمين”. ” ليست المظا هر إ ذن من حقا ئق النهضة الشرقية و لا هي د ليل على النهضة الثا بثة التي فيها رقي حقيقي . يقو ل (أ مين الريحا ني : مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرين ، 338- 339 : 1973 ) أ يضا أ ن تعدد المدا رس في سوريا و مصرو العرا ق لا يمكنها إ صلا ح شؤو ن النا س ، شأ نها في ذ لك شأ ن الد ستو ر و البرلمان. ” لا تزا ل المد ارس مقيدة إ ما ببرنا مج ديني  و إ ما أ جنبي. و هنا ك عدد ليس بقليل من المدا رس ا لأ جنبية التي لا يرى مد يرو ها في تا ريخ العا لم كله ما هو أ هم و أ فيد من تا ريخ بلا دهم……لا أ ظن أ حدا من طلبة هذ ه المدا رس يعرف ا سم طا رق بن ز يا د…..و لعمري إ ن مدرسة مثل مد رسة المعلم بطرس في ز ما نه لأ صلح و أ نفع من هذه التي يتخرج الشبا ن فيها متفرنجين ، لا يعرفو ن لغتهم و لا تا ريخ بلا دهم و قلما يحترمو ن غير ا لأ جنبي 

و قد أ كد أ مين الريحا ني أ يضا أ ن تقليد ا لأ حكا م الد ستو رية التي خلفت الحكم التركي لا ينم عن  نهضة حقيقية. و في هذا الصدد يقو ل (أ مين الريحا ني : مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرين ، 338: 1973 ) أ ن ا لأ حكا م الد ستو رية التي خلفت الحكم التركي القد يم  لا تنم عن قو ة حقيقية. ” حكو ما ت جمهو رية د يمقرا طية. و ا حكا م برلما نية ا نتد ابية ….لا رقي فيها سيا سيا أ و أ خلا قيا، و لا قوة حقيقية أ و معنو ية. فهل تظنها في هذا الشكل المصطنع  تدو م طو يلا؟ لا و رب القوة”. و يضيف (أ مين الريحا ني : مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرين ، 340 : 1973 ) أ ن  الحكو ما ت ما هي إ لا عبا رة عن قيو د للنا س و ا لا ت لجمع الضرا ئب و إ قا مة الحرو ب”.  و قد يتساءل  (أ مين الريحا ني : مشا ر إ ليه في تيبر و ا خرين ، 340 : 1973 )  ” هل سمعت في ز ما نك أ و قرأ ت أ ن حكو مة من حكو ما ت العا لم ا كتشفت ا كتشا فا أ و ا خترعت ا خترا عا ا و أ قد مت على إ صلا ح ا جتما عي أ و سيا سي من تلقا ء نفسها؟ 

و يمكن للمنتجين السينما ئيين أ يضا ا قتبا س أ فلا م سينيما ئية من أ عما ل ا لأ د يب النهضوي السلفي شكيب أ رسلا ن . يقو ل تيبر و ا خرو ن (91: 1973 )  أ ن  شكيب أ رسلا ن مفكر معا صر ا زدا د بسو ريا سنة 1869  و تو في سنة 1946 . و يمكن أ ن تو فر مقا لا ته ا لأ د بية “العرب بين ا لأ مس و اليو م” مجا لا يحتد ى به من لد ن للمنتجين السينما ئيين . و في هذا الإ طار،  يقو ل تيبر و ا خرو ن (21: 1973 )  أ نه  لما نشرت المقا لة “العرب بين ا لأ مس و اليو م“، كا نت معظم الد و ل العربية ترزح تحت نير ا لإ ستعما رفي الشر ق ة الغرب. كا ن شكيب أ رسلا ن من المد افعين عن ا لإ سلا م و قد يعمل فيما يكتب بو حي من ذ لك.  “كل أ مة من ا لأ مم تدرس توا ريخ البشر أ جمع ، إ لا أ نها تجعل تا ريخ سلفها هو العلم المقد م  و الدرس المقدس….فمغزى التا ريخ هو حفظ التسلسل و منع التخلف و حث ا لأ خلا ف على متا بعة ا لأ سلا ف”

و يمكن القول أ يضا بأ ن ا لأ عما ل ا لأ دبية التهضو ية الدا عية إ لى التفتح على الحضا رة الغربية يمكنها أ ن تفسح المجا ل للمشر فين على ا لو سا ئل السمعية البصرية با لجا معة لمسا عدة الطلبة و الطا لبا ت على فهم ثنا ئية التصو ر للأ سس الد يمقرا طية و مما رستها. فإ لى جا نب ا لأ عما ل السينما ئية المقتبسة من إ بداعا ت أ د بية سلفية، يمكن عرض أ فلا م سينيما ئية مقتبسة من إ بدا عا ت أ د بية نهضو ية منفتحة على العا لم الغربي. و يعتبر محمد عبد همن بين المفكرين الد اعين إ لى التفتح على الحضا رية عن طريق تحد يث التعليم با لأ زهر. يقو ل تيبر و ا خرو ن (47: 1973 ) أ ن محمد عبد ه عمل على إ صلا ح التعليم با لأ زهرو على إ دخا ل العلو م العصرية إ ليه . فسا ر عدد من ا لأ تبا ع و التلا ميذ في العا لم ا لإ سلا مي على منو اله. يمكن كذ لك جعل أ عما ل جما ل الد ين ا لأ فغا ني ا لأ د بية مو ضو ع ا ستلها م المنتجين السينما ئيين المغا ربة. فقد يعتقد جما ل الد ين ا لأ فغا ني أ ن  المد نية العصرية لا تتنا فى مع ا لإ سلا م في أ ي شيء. و بذ لك، يمكن أ ن يو فر مجا لا للمنتجين السينما ئيين المغا ربة لبث الو عي حو ل أ سبا ب  سيا دة ثنا ئية التصو ر با لفضا ء التربوي. كما سا هم كل من   جما ل الد ين ا لأ فغا ني و عبد الرحمن الكواكبي في الد عو ة إ لى التفتح على نظا م د يمقرا طي يستمد أ سسه من القا نو ن الو ضعي. و قد أ كد تيبر و ا خرو ن ( 42 : 1973 ) أ ن عبد الرحمن الكوا كبي  (  1902 – 1846 ) كا ن يهذ ف إ لى إ قا مة  نظا م د ستو ري يد عو إ لى العد ل و الحرية.

كما يمكن و ضع أ عما ل أ مين الريحا ني و قا سم أ مين في صميم أ عما ل المنتجين السينما ئيين المغا ربة با لفضا ء الجا معي . و بذ لك، يمكن مسا عدة الطلبة و الطا لبا ت على فهم ثنا ئية التصور الذ ي يحملو نه حو ل ا لأ سس الد يمقلرا طية . يقو ل تيبر و ا خرو ن (342 : 1973 ) أ ن أ مين الريحا ني كا ن من د عا ة تحرير ا لإ نسا ن الشرقي من العا دا ت و التقا ليد. و يقو ل تيبر و ا خرو ن (343: 1973 ) كذ لك أ ن أ مين الريحا ني كا ن ملما با لشؤون ا لإ جتما عية، مما سا عده على الو قو ف على عدة حقا ئق ا جتما عية.

وقد  دعا قا سم أ مين (  1908 : مشا ر إ ليه من طرف  تيبر و ا خرين  ،  42 : 1973 )  إ لى تحرير المرأ ة المسلمة فأ حد تث د عو ته ضجة كبيرة في المجتمع المصري. قا ل قا سم أ مين على إ ثر هذ ه الضجة:

أ نا لا أ قو ل د عوا النسا ء سوا فر            بين الرجا ل يجلن في ا لأ سوا ق

الطريقة البيدا غو جية التي يجب ا تبا عها لتحقيق ا لإ صلا ح عبر السينما:

& ا ستعما ل الكا ميرا الخفية

عملية ربط ا للغة الد يمقراطية  و الثقا فة

يؤ كد ما تييسن  Matthiessen  ( مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  4  : 1988) أ ن عملية ربط ا للغة  و الثقا فة تجد صدى لها على صعيد  ا عما ل قا م بها مد يرو السينما الهو ليو دية النهضوية . فقد يعمل منتجو ا لأ شرطة السينما ئية على خلق مجا ل فني  يسا هم في تعميق و تقو ية و نشر ا للغة الد يمقرا طية من خلا ل ا للغا ت  السينما ئية المستعملة

و بذلك، عمل بعض منظري ا لأ فلا م السينما ئية حسب  ما أ قره -جيركس Girgus ، 4  : 1988) على تأ كيد فرضية أ ن جميع ا لأ فلا م الكلا سيكية الهو ليو د ية تستعمل الكا ميرا الخفية د عما للعمل و فق ما تقتضيه المدرسة الو اقعية المحضة      Realism.

& موا فا ة المشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت و ا لأ سا تذ ة  بتقرير حول مضمو ن و تحليل المسرحية 

يقو ل جيركس Girgus (  3  : 1988) أ ن السينما  بزغت بأ مريكا من أ جل الد يمقرا طية لتمثيل و لتغيير الثقا فة السا ئدة هناك. و لذلك، أ قر جيركس Girgus (  3  : 1988) أ ن كلا من  إ ليزا كا زان  Eliza Kazan و فريد زينما ن  Fred Zinnemann و جورج ستيفا ن  Steven   George( مشا ر إ ليهم من طرف جيركس Girgus ،  3  : 1988)  ا ستعملوا السينما كأ دا ة  لتطوير الثقا فة ا لأ مريكية. و يمكن تحقيق هذا الهذ ف من خلا ل العلا قة الو طيدة التي تربط ا للغة و الثقا فة. يقو ل المنتج السينما ئي ما تييسن  Matthiessen  ( مشار إ ليه من طرف جيركس Girgus :  4  : 1988) بأ ن هنا ك علا قة و طيدة ما بين ا للغة و الثقا فة. فعن طريق اللغة، يستطيع الفرد التعبير عن هو يته و عن نفسه كجزء لا يتجزأ من المجتمع الذ ي أ نشأ ه.

و أ غتنم الفرصة لأ ذ كر القا رئ بأ نني  لا زلت أ تذ كر أ ن ا لأ سا تذة ا لإ نجليز با لكلية التي حصلت فيها على ا لإ جازة في اللغة و ا لأ دب ا لإ نجليزي كا نو ا يهذ فون بد ورهم إ لى تحقيق بث الو عي في صفو ف الطلبة و الطا لبا ت ا عتما دا على الو سا ئل السمعية البصرية. فقد كا نوا يستضيفو ن متخصصين في المسرح من ابريطا نيا . و قبل عرض أ ي مسرحية، كا نوا يعملون على شرح و تحليل مضمو نها ثم توزيع المضمون على المشا هد ين من الطلبة و ا لأ سا تذة أ ثناء دخو لهم إ لى قا عة المسرح با لكا زينو بمد ينة مرا كش. لا زلت أ تذ كر كيف كا نت هذه الطريقة البيدا غو جية تسا عد الطلبة و الطا لبا ت ليس فقط على ا كتسا ب مها را ت تتعلق با للغة ا لإ نجليزية و لكن أ يضا على ا ستيعا ب  و نشر أ فكارجد يدة متضمنة با لمسرحية المعرو ضة عبرجل أ نحاء  الفضاء الجا معي.

& البحث عن سبل إ ثا رة أ حا سيس المشا هد ين با لفضاء الجا معي لكي يستجيبوا لقضيا تتعلق با لأ سس الد يمقرا طية المتضمنة با لشريط : ا ستعما ل المو سيقى كأ دا ة لإ ثا رة المتفرجين جسد يا و ذ هنيا        The Agitation of the Spectator

 يقو ل كريفيت        Griffith  ) مشار إ ليه من طرف   جا ن بيير كو ينز Geuens  17 : 2000)  أ ن المشا هد ين كا نوا يتجا و بو ن ذ هنيا مع الشخصيا ت الرئيسية با لشريط. إ لا أ نهم كا نوا يرغبو ن  في المشا ركة الفعلية في الفيلم. و قد ا قتضى ا لأ مر ا ستعما ل المو سقى أ ثناء عرض الشريط على المشا هد  لكي يستجيب مبا شرة مع الشريط  د عما لما أ قره ( كريفيت        Griffith ،  مشار إ ليه من طرف   جا ن بيير كو ينز Geuens  18 : 2000 ) بخصوص ضرورة  إ ثا رة المشا هد  حركيا و ليس ذ هنيا فقط. يقو ل جا ن بيير كو ينز Geuens Jean Pierre ( 11 : 2000)  أ ن المتفرجين كا نوا يحبو ن مو سيقى الرو ك   Rock Music   و مو سيقى الرو ل  Roll Music  . و تقو ل سو نتا ك   Sontag  مشا ر إ ليها من طرف جا ن بيير كو ينز Geuens Jean Pierre (13: 2000)  أ ن مو سيقى ا لبيتلز Music of the Beatles    كا نت في متنا و ل الجمهور أ يضا و كا نت تسا هم في تحريك مشا عرهم  و إ طلا ق العنا ن للتعبير جسد يا أ ثاء عرض الشريط في حضورهم. و بذ لك،  يمكن للمتخصص في ا لإ نتا ج السينما ئي با لجا معة إ عطا ء الفرصة للمشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت في ا ختيا ر المو سيقى السينما ئية التي ترو قهم عملا بحق حرية ا لإ ختيا ر.

المزيد من تو ضيح  ا قترا ح يتعلق بتضمين الو سا ئل السمعية البضرية با لمنها ج الغير الرسمي لبث المزيد من الو عي في صفو ف الطلبة و الطا لبا ت حو ل ا لأ سس الد يمقرا طية:

ربط المنها ج التربوي بو سا ئل ا لإ علا م لد عم ا لأ سس الد يمقرا طية المستمدة من الشريعة ا لإ سلا مية:

إ ذا كا ن الجميع يأ مل في أ ن يكون عا لم اليوم با لمملكة المغربية أ كثر  ا ستقلا لية عن الغرب في و قتنا الحا لي مقا رنة مع ا لأ مس في مجا ل  المعرفة عمو ما و في مجا ل  الأ سس الد يمقراطية على الخصوص،   فقد  يد عو المربو ن المد عمون للتيار السلفي إ لى  إ لغاء االمؤسسا ت التعليمية  بمرجعيتها الحقوقية و الثقا فية و العقلية المتمثلة في العلو م الحد يثة من علو م قا نو نية غربية و تا ريخ و جغرا فيا و علو م طبيعية و لغا ت أ جنبية و تعو يض هذه المدا رس بمدا رس د ينية محضة. و يبرر السلفيو ن موقفهم هذا با لإ دعاء بأ ن البيئة المغربية  هي بيئة عربية عما دها القرا ن الكريم المقروء بهذه ا للغة. و أ عتقد شخصيا أ نه ليس من السهل تحقيق ذ لك لعدة أ سبا ب. فالمملكة المغربية هي “دولة” و بصفتها كذلك، فإ نها تنتمي إ لى منتظم دو لي كو ني يؤ هلها لتكو ن فا علة و معترف بها في إ طا ر العلا قا ت ا لد و لية. و هي با لتا لي تلتزم شأ نها في ذ لك كبا قي الد ول بتطبيق معا هدا ت و اتفا قيا ت تتعلق با لتربية و التعليم و با لصحة وبعا لم ا لإ قتصا د و السيا سة. و الجد ير با لذ كر أ ن جل المسا عدا ت التي يمكن أ ن تحظى بها “الدو لة” سواء على الصعيد الد بلو ما سي أ و في إ طا ر الد فا ع عن الو حدة الترا بية أ و على الصعيد التكنو لو جي أ و ا لإ قتصا دي أ و البيئي…. مرتبطة إ لى حد كبير بمد ى قد رة الد و لة  على التكيف مع متطلبا ت المنتظم الد و لي، و إ لا فسيكو ن ما ل الد و لة إ ما أ ن تعيش على ها مش التا ريخ أ و أ ن تصبح  ضحية ا لإ نقراض. فا لحد يث عن معرفة إ سلا مية محضة في و قتنا الحا ضر يتطلب ا لإ ستغناء المطلق عن الغرب. لكن،هل يمكن  في ظل عا لم كو ني مشحو ن با لإ خترا عا ت التكنو لو جية المتطورة جدا و بتأ سيس مؤ سسا ت ا قتصا دية يتم تأ هيلها يو ميا بتكنو لو جيا و بمها را ت متفوقة و متخصصة و متشا بكة ( أ ي أ نها تو جد في إ طا ر شبكا ت عا لمية غنية جدا  international networks ( الحد يث عن مؤسسا ت تعليمية د ينية مستقلة و نا جحة في إ داء مها مها؟

و لهذا، و في ا نتظا ر ا متلا ك المؤ سسا ت التعليمية  الدينية نا صية ا لإ ستقرار و بلورة  موروث مستقل و في حلة جديد ة لضما ن تحقيق المنا فسة على الصعيد العا لمي ا عتما دا على مبا دئ ا لإ سلا م الخا دة التي منها تصا عد ت و صدرت  العلوم بشتى أ نوا عها، بما في ذ لك علم ا لإ جتما ع السيا سي، فلا بد من ا لإ ستمرار في تفعيل الثنا ئية بطريقة نسبية.  و قد يقتضي ذ لك ا لإ ستمرار في ا لإ عتما د على الو سا ئل السمعية البصرية كمجا ل مستورد من الغرب من إ جل د عم أ فكا ر سلفية تهذف إ لى أ سلمة المعرفة و ذ لك من أ جل تحقيق د يمقراطية إ سلا مية. و الجد ير با لذ كر، أ ن ا لأ مر لن يقتصر على المجا ل السيا سي أ ثناء تفعيل الو سا ئل السمعيى البصرية بقدر ما يستهذ ف التأ ثير على الذ هنية المغربية أ و لا و قبل كل شئء. فبدو ن و عي بقضا يا إ نسا نية، يستحيل الحد يث عن د يمقرا طية إ سلا مية. و قد يعو د السبب في ذ لك إ لى قيا م الد يمقرا طية ا لإ سلا مية على مبا دئ إ شترا طية أ صبحت تعتبر من صميم المبا دئ الد اعمة للتطور ا لإ قتصا دي الكوني.

و في إ طا ر ا قترا ح ربط و سا ئل ا لإ علا م با لعلو م ا لإ نسا نية كإ حدئ الطرق التي يجب تضمينها با لمنها ج التربوي لأ سلمة المعرفة، فلا بد من و ضع صا نعي السينما تحت المجهر. فمن الذ ي يصنع السينما عا دة با لدو ل العربية؟ يجيب حسن حداد ( 9 :  2009) قا ئلا بأ ن صا نع السينما با لبلدا ن العربية ليس هو الفنا ن و إ نما هو  التا جر القا در على تو صيل أ حذا ث مملة  للمتفرج. السينما كا نت و لا تزا ل لدى ا لأ غلبية من التجا ر و سيلة تدر الكثير من ا لأ ربا ح. و لهذا، لا يجب أ ن تكون السينما عبا رة عن تجا رة فقط لكسب الما ل . يقول حسن حداد ( 9 :  2009) السينما فن و تجا رة و صنا عة.  ولم تكن تأ خذ على عا تقها مهمة القيا م بتو عية الجما هير ورفع مستواهم الفكري و الثقا في. فصا نع السينما حسب حسن حداد (03:  2009) لا يكترث بالمؤثرا ت الخا رجية لا نه تا جر فقط. و لهذا يسو د ا لإ عتقا د بأ نه لا يجب أ ن تكتفي السينما كما هو شا ئع با لإ نتا ج ا لأ د بي على و رق و قلم و تكا ليف و طبا عة. فحسب  حسن حداد ( 9 :  2009) ، السينما عملية تمر عبر ا لا ت و مواد و مؤسسا ت و رسا ميل . يعتقد حسن حداد ( 9 :  2009) ، أ ن السينما تقو م على ا لإ نتا ج و هي ليست بعملية سهلة بل محكو مة بشبكة من العلا قا ت. و لهذا، فإ ذا أ راد و ا ضع المنها ج ربط التربية و التعليم با لسينما، فلا بد من أ ن يكون صا نع السينما ملزم بالتمكن من ا لأ دوا ت الفنية و التقنية التي تمكن المؤسسا ت التربو ية من التأ ثير على الجمهور من الطا لبا ت و الطلبة. لا بد من التركيز على الفكرة أ ولا قبل الفن (حسن حداد،13: 2009). لا بد أ ن ينصب ا لإ هتما م حو ل الدور الذ ي يمكن أ ن يلعبه جميع  أ فراد ا لأ مة ، ذ كو را و إ نا تا في الفهم الصحيح و المو حد للأ سس الد يمقرا طية و العمل على طرح هذه ا لأ سس على أ رض الواقع. فهذه أ مور لا تنتزع من الدو لة بقدر ما أ نها تما رس بناء على مؤهلا ت ا لأ فراد أ نفسهم.  لا بد من طرح فكر مختلف عما تعو دناه في الفيلم الطويل (حسن حداد ،13:  2009). فحسب حسن حداد (13:  2009)،  لا بد من ا ختزا ل الفكرة للهروب من التطويل الممل (حسن حداد ،13:  2009). لا بد من تجنب التيه في عا لم الغيب و النسيا ن (حسن حداد ،13:  2009). لا بد من أ ن تكون الفكرة جديدة و مبتكرة لكي ينجح الفيلم في شد ا لإ نتبا ه (حسن حداد ،13:  2009)

هل يمكن إ درا ج الو سا ئل السمعية البصرية في المنها ج التربوي الغير الر سمي   Informal Curriculumلبث التوعية حول الدو ر الذي يمكن أ ن تلعبه المرأ ة على صعيد الد يمقراطية التشا ركية؟

أ فصحت العينة من الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ ” المتخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين عن عدم عنا ية الطلبة و الطا لبا ت بحقو ق ا لإ نسا ن و الكرا مة ا لإ نسا نية با لفضاء الجا معي. و من ا لأ مثلة التي يمكن إ دراجها لتأ كيد هذه الفرضية ما و رد على لسا ن العينة من الطا لبا ت:  ” يجب أ ن تتضمن ا لأ قو ال و ا لأ فعا ل الصا درة عن بني البشر تكر يم ا لإ نسا ن”. ” يقتضي الحفا ظ على الكرامة ا لإ نسا نية و ضع حد “للتفا ضل بين الخد م و المشغلين”و لمفا هيم مثل “خا دم” و “مستخد م” المحطة لكرا مة ا لإ نسا ن”. با ف ضا فة إ لى هذا، يمكن ا عتبار ا لحيا ة العملية المتعلقة بمجا لس الجا معات  بمثا بة صورة مصغرة أ و ا نعكا س لما يحدث دا خل ا لأ سرة المغربية. و بهذا، يمكن القول بأ نه على ضوئها يمكن ا ستنتا ج مجموعة من الخلا صا ت التقييمية لبعض السلوكا ت المنحرفة. فقد كشفت المعطيا ت التي تم الحصول عليها بهذه الدرا سة الميدا نية على أ نه على الرغم من أ ن القا نون رقم  00 .01 المرفق با لها مش (أ ) و المتعلق بتنظيم التعليم العا لي بطريقة تقتضي تفعيل الد يمقراطية التشا ركية بناء على روح المسؤولية و الحوار، فإ ن العينة –و قد ا رتأ يت أ ن تكو ن من النساء- لا تبدي الكثير من الرضى على ما تؤول إ ليه مجا لس الجا معا ت المغربية. و يظل مشكل غيا ب الموظفين السا مين على سا حة مجا لس الجا معا ت و عدم قدرة ا لأ عضاء المنتمين إ لى هذه المجا لس سواء من الذ كور أ و ا لإ نا ث على تحدي المو ظفين السا مين  من ا لأ مورالتي أ قلقت العينة من النساء أ نفسهن.  و قد يد ل ذ لك على ا ستبعا د  قيا م ا لأ مها ت بالو ا جبا ت الملقا ة على عا تقهن في مجا ل التربية على ا لأ سس التي تنبني عليها الد يمقرا طية التشا ركية. فمن ا لأ سرة ينطلق ا لأ يما ن بقيم التضا من في العمل المشترك كإ حدى ا لأ سس التي تنبني عليها الد يمقرا طية ا لإ سلا مية المد عمة  للنظا م الد يمقراطي التشا ركي.

و قد قمت بخلا صة مفا دها أ ن ا لأ مها ت لا يقمن بدو ر ريا دي في مجا ل تنشئة ا لأ فرا د با لأ سرة على  ا حترا م حقو ق ا لإ نسا ن و ا لكرامة ا لإ نسا نية على الرغم من أ ن المقتضيا ت الد ستورية  تنص على هذه الحقو ق . بل لا زا ل العد يد من الطلبة و الكوادر لا يعرفو ن أ ي شيء حو ل الحقو ق المخو لة لهم بصفتهم مغا ربة ينتمو ن إ لى أ مة إ سلا مية. و السبب في ذ لك أ ن النساء لا يتوفرن على القدر الكا في من المعلو ما تحو ل  حقو ق ا لإ نسا ن كما وردت با لقرا ن الكريم . با لإ ضا فة إ لى هذا، فإ ن المنا هج المتبعة مبنية على نو ع من التخصص و با لتا لي، فقد  يصعب على ا لأ سا تذة الغير المتخصصين في مجا ل العلو م ا لإ جتما عية و القا نو نية  و ضع قوا عد القا نو ن الخا ص ا لإ سلا مي  مجا لا للتد ريس. و لهذا، لا بد من ربط الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج ، أ ي لا بد من إ نتا ج أ فلا م سينما ئية و جعلها أ دا ة لتكوين كوادر المستقبل بو ضع ا لأ سرة  تحت رعا ية ا لأ مها ت كنقطة  انطلا ق و عي الطلبة و الطا لبا ت بحقو قهم الشرعية و بحقو ق الغير.

و إ ذا كا ن ا لأ ستا ذ (محمد الدريج ،1 :  2000) يقر بأ ن  نموذ ج التد ريس با لملكا ت أ و بيدا غوجيا الملكا ت يهذ ف إ لى  ترسيخ الهوية الثراثية ا لأ صيلة التي ترفض ا لإ غتراب و ا لإ ستلا ب و التبعية بجميع أ شكا لها ، فهل يمكن لمنها ج مستمد من الشريعة ا لإ سلا مية و مد عم با لو سا ئل السمعية البصرية أ ن يسا هم في  تقويم سلو ك كو ادر المستقبل؟ فبدو ن قيم، يستحيل الحد يث عن أ سس د يمقرا طية لأ ن د عم هذه الأ سس يتطلب حب الو طن و الرغبة في العمل في إ طار مشترك  من أ جل د عم الحقو ق و الكرا مة ا لإ نسا نية.  يقو ل محسن أ ل عصفو ر(   11 :  2006 ) أ ن العا لم ا لإ سلا مي أ صبح اليو م في أ مس الحا جة للعو دة و لا ستقراء تا ريخ العظماء ا لأ و ائل لأخذ العبرة  و الد رس من سير هم. و يقو ل نا صر الد ين ا لأ سد و أ خرو ن ( 7  : 2005)  أ نه من العنا صر التي عليها تنبني هو ية ا لأ مة تا ريخ أ بطا لها الرا سخ في أ ذ ها ن أ بنا ءها.   لقد حا ن ا لأ وا ن إ ذن، لجعل المرأ ة المغربية قطب الرحى المحركة لعجلة التنمية . و قد يتطلب ذ لك ا لإ عتراف بمكا نتها ا لإ جتما عية و بمؤهلا تها الثقا فية و الفكرية. فبما أ ن ا نخراط المرأة في عملية التطورالسيا سي أ صبح في هذا العصر أ مرا ضروريا، فقد حا ن ا لأ وا ن للقيا م بعمليا ت تحسيسية حول أ همية الدور الذي يمكن أ ن تقو م به في مجا ل النهو ض بحقو ق ا لأ فراد، و ذلك ا ستنادا إ لى الشريعة ا لإ سلا مية.  أ تساءل، هل هناك فعلا إ يما ن عميق با لدور الذي يمكن أ ن تلعبه المرأ ة المغربية على صعيد تربية النشئ على ا لأ سس الد يمقراطية  التشاركية ا لإ سلا مية؟   فإ ذا كا ن الجو اب  با لنفي، فهل يمكن تضمين الوسا ئل السمعية البصرية في منها ج غير رسمي      Informal Curriculum   مستمد من الشريعة ا لإ سلا مية  لتكوين كوادر مستقبلية  قا درا ت على  الد فع بعجلة التنمية إ لى ا لأ ما م من خلا ل مشا ركتهن الفعا لة  في الحيا ة السيا سية ؟

و ضع بنية الأ شرطة السينما ئية

و بما أ ن منذر الشرع و ا خرين (10 : 2009) عملوا على و ضع  قدرة “عا مل المعرفة” على التفكير النا قد ضمن ا لأ سس التي تقو م عليها  ا لكفا يا ت التطويرية و العقلية العليا المطلو بة في و قتنا الحا ضر، فإ نه يمكن  جعل المنها ج مد عما با لوسا ئل السمعية البصرية أ دا ة لتطوير قدرة الطلبة و الطا لبا ت على النقد لتحقيق الوعي بأ همية حقو ق ا لإ نسا ن ا ستنا دا إ لى الشريعة ا لإ سلا مية. و ييقتضي جعل المنها ج الغير الرسمي أ داة للإ صلا ح ربطه بإ نتا جا ت سينما ئية مقتبسة من القرا ن الكريم. و في هذا ا لإ طار، يقول إ براهيم (  28: 2007) أ ن القرا ن الكريم  و ضع قواعد السلوك (الأخلا ق) و بأ نه لم يترك جا نبا من جوانب الفكر و العمل (أ و الد ين و الشريعة) إ لا و ملأ ه بوضع صورته كا ملة. القرا ن الكريم منهج. إ نه علمنا كيف ننقد و كيف ننظر في تراث ا لأ خرين (حسني، 2013). فا لمشا هد (ة)  مد عو (ة) إ لى إ لى المشا هدة و ا لإ ستما ع و  التفكير و التجا و ب. و يعني ذلك أ نه لا بد أ ن يكتسب  الرؤية الجيدة للحيا ة اعتما دا على الشريعة ا لإ سلا مية. و إ ن دل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ نه لا بد من  تضمين إ  نتا جا ت سينما ئية  با لمنها ج الغير الرسمي للتهو ض با لتضا من كإ حدى أ عمدة ا لد يمقرا طية التشا ركية. و من ا للمسا ت الها مة التي يجب و ضعها في عين الإ عتبا ر قبل  عرض الشريط على الطلبة ضما ن إ نتا ج أ شرطة سينما ئية لا  تتعا رض لا مع  المؤسسا ت الد ينية و لا مع المؤسسا ت  السيا سية. فا لد ين ا لإ سلا مي لا يتعا رض مع الفن ، و قد يد ل ذ لك أ يضا على أ ن الشريط السينما ئي المستمد من الشريعة و الذ ي يتم عرضه على الطلبة و الطا لبا ت با لجا معة  يسير في ا تجا ه يختلف عن ا لإ تجا ه الذي ا عتا د عليه المشا هد با لقا عا ت السينما ئية.

 و لذ لك، لا بد من  تشكيل لجنة ا لإ شرا ف على ا لإ نتا جا ت السينما ئية با لجا معة لكي تسا هم في وضع اليد على الجرح و الكشف عن النوا قص. و بعبارة أ خرى، يعهد إ لى لجنة ا لإ نتا ج السينما ئي  منا قشة و تقويما مستفيضا لمضمو ن أ ي قصة قبل عرضها على المشا هد. فمن المها م التي يجب تفويضها  للجنة  السينما ئية المستقلة  وقوفها عند جما لية الشريط و نظرته ا لإ بدا عية أ ي تقويم  مدى تمكن المخرج السينما ئي من أ دو ا ت المتمثل في السينا ريو و ا لإ خرا ج و التصو ير و التشخيص و المو سيقى و المو نطا ج . و يجب أ ن يتم ذ لك في حضور الطلبة بعد نها ية الشريط أ يضا.  و الجد ير با لذكر أ نه ينتظر من الشريط السينما ئي المتضمن با لمنها ج الغير الرسمي أ ن يتيح الفرصة للطلبة و الطا لبا ت  الفرصة  للإ نفتا ح  على التيا را ت الحزبية و قبو ل ا لإ ختلا ف ا لإ د يولو جي و الثقا في ميد انيا من خلا ل ا لأ كسسو ارا ت ا لإ نا تية و الذ كورية التي يرتد يها الممثلو ن و التي يمكن ا عتبا رها بمثا بة رمز للنظا م السيا سي السا ئد و إ ثبا ثا للهو ية الد ينية و الثقا فية و الشرف الذ ي يجب أ ن تحظى به جل ثقا فا ت العا لم . و لهذا لا بد من ا لإ ستعا نة بمصممي أ زيا ء لتحقيق هذ ف التعا مل مع ا للأ كسوسوارا ت بطريقة حسا سة للغا ية يتم من خلا لها ا ختزا ل القطع المستعملة من طرف الممثلين بذو ق ا حترا في دو ن المسا س با لو اقع و المنا خ ا لأ صلي الذ ي ا نبثقت منه. يجب أ ن يتيح الشريط السينما ئي للمشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت استقراء التنوع الثقا في الكو ني من خلا ل ا غطية الرؤو س بكل أ شكا لها المستعملة من طرف الممثلين الذ كو ر بنفس الشريط. و بذ لك يمكن للمثل أ ن يرمز لأ صا لة النظا م السيا سي و الد يني با لمملكة المغربية من خلا ل ا رتد ائه الرزة المغربية  و الطا قية المرا كشية. و يمكنه كذ لك أ ن يرتد ي ا للفة الجزا ئرية بأ لوا نها الزا هية و الطربو ش التو نسي بعذ بته الملقا ة على الكتف للد لا لة على شما ل إ فريقيا. و يمكنه أ ن يرمز إ لى  القا رة السمراء با رتدائه طا قية ضا جة با لأ لوا ن الزا هية أ و لا سترا ليا با رتدا ءه قبعة صا رخة ا لأ لوا ن. و يمكنه كذ لك و ضع طربو ش ميكسيكي  عريض أ و طربو ش رعاة البقر للد لا لة على الجما ل و القو ة بأ مريكا .  يمكن للممثل أ يضا أ ن يرتد ي العما مة للد لا لة على الثقا فة و النظا م السيا سي با لهند و الصين أ و أ ن يرتد ي طربو شا كنا ئسيا مزركشا للد لا لة على القرو ن الو سطى أ و عصر النهضة.

يجب أ ن يتيح الشريط للمشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت استقراء التا ريخ المعا صر المو شو م با لصبغة الكو نية على جميع ا لأ صعد ة. و يمكن تحقيق هذا الهذ ف من خلا ل ما ترتد يه الممثلا ت من بيريا ت ترتد يها النساء في أ رو با أ و في ا  لصين. فحسب ما روا ه الصحفي أ حمد الميدا وي ( 15 : 2013) ، ا رتد ت إ ليزا بيت تا يلر عما مة في فيلم أ ربعا ء الرما د في عا م 1973. و يمكن أ يضا أ ن يتيح إ نتا ج شريط سينما ئي الفرصة للمشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت للإ نفتا ح على ثقا فة ا لأ خر من خلا ل الملا بس الجا هزة التي يرتد يها الممثلو ن و التي يجب أ ن تحمل د لا لا ت إ سلا مية قو ية.  و يمكن للممثلين الذ كو ر مثلا ارتدا ء سرا و يل  جينز ذا ت الخيو ط الخضراء و قد صممت لتتنا سق مع المو ضة و مع فرو ض الصلا ة ا عتبا را لحجمها العريض.

 و فيما يلي عرض لا قترا حا ت تهم تضمين موا ضيع إ نتا جا ت سينما ئية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي  التي يمكن عرضها على اللجنة السينما ئية من أ جل التقييم و المنا قشة في حضور المشا هد ين من الطلبة و الطا لبا ت :

أ ولا:  تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي لبث الو عي  في صفو ف كوادر المستقبل حو ل الحقو ق و الوا جبا ت التي تم إ لقاؤها على عا تق المرأ ة المسلمة

اتضح لي من خلا ل  لقا ءا تي مع الشبا ب المتمدرس بمؤسسا ت غير متخصصة في تدريس الد ين ا لإ سلا مي بأ نه على الرغم من أ ن هنا ك العد يد المؤشرا ت الدا لة على تطور التصور الذي يحمله  الطلبة ذ كورا و إ نا تا حو ل الد يمقرا طية ، فإ ن لهم ا نطبا ع سلبي جدا حول ا لد يا نا ت السما و ية لأ نها  في ا عتقا دهم مستبد ة و لا تقو م على حقو ق ا لإ نسا ن، خصو صا حينما يتعلق ا لأ مر بحقو ق النساء. فقد تلقيت رسا لة مبهمة تحمل عد ة إ مضا ءا ت و تنم عن ا ستياء الطلبة من الد ين ا لإ سلا مي. و سأ عمل ههنا على تلخيص فحوى الرسا لة: فقد يعتقد الشبا ب بأ ن القرا ن الكريم يخا طب الرجا ل مبا شرة  من أ جل لعب دور الو سيط بين الله سبحا نه و تعا لى و بين النساء لأ ن كل الرجا ل بناء على ما و رد با لشريعة مكتملو ا لأ هلية بيو لو جيا و عقليا، مما يؤهلهم لا كتسا ب عدد ها ءل من الحقو ق على المرأ ة و معا ملتها برقة و بشدة حسب الظرو ف . في حين، يكتفي القرا ن الكريم في نظر الشبا ب با لحد يث عن النساء  متضمنا مقتضيا ت تسا هم في تشو يه شخصيتهن عن طريق تحديد مرا حل في حيا تهن الجنسية كمرا هقا ت و كعذرا وا ت و كعا زبا ت وكمتزوجا ت و كأ رملا ت أ و كمطلقا ت . و بذ لك، يرى الشبا ب بأ ن الشريعة ا لإ سلا مية تتسم با لبطريكية لأ نها في نظرهم لا تستجيب لحا جيا ت و لطبيعة النساء كما يمكن أ ن تستجيب لها القوا نين الو ضعية. بل يعتقد الشبا ب بأ ن الشريعة ا لإ سلا مية تزكي ا د يو لو جية خا صة تضع الرجا ل على رأ س الهرم ا لإ جتما عي و السيا سي.  و قد يعلل الشبا ب مو قفهم الرا فض  للشريعة بطريقة سطحية تنم عن جهلهم لمضمو ن و جو هر التعا ليم الد ينية. فقد يعتقدو ن بأ ن “الزوا ج المؤقت” أ و “زواج المتعة”  يخو ل للمرأة حق ا لإ ستقلا ل عن زو جها لكنه  يضعها في حا لة إ يجا ر. فإ ذا كا نت المرأ ة مطا لبة با لموافقة على كتا بة العقد في إ طا ر الزوا ج المؤ قت، فإ نها لا تستطيع إ لغا ءه دو ن أ ي مبرر. با لإ ضا فة إ لى هذا، يعرض الزوا ج المؤقت المرأ ة للأ دى و للشا ئعا ت. و يعتقد الشبا ب بأ ن الشريعة تعتبر المرأ ة كسلعة مطلو بة من طرف الزوج.

و بناء عليه، يمكن القول بأ ن جهل الشبا ب لمضمو ن الشريعة ا لإ سلا م يد ق نا قو س الخطر إ نذارا با نزلا قهم في العلما نية . و قد يتطلب ا لأ مر ا لكثير من الحذر و التعبئة لتحفيز ا للجنة المكلفة با لسهر على إ درا ج الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج الغير الرسمي لمسا عدة الطلبة على فهم مضمون المقتضيا ت حول النساء التي تجد صدى لها بالشريعة ا لإ سلا مية . فإ ذا كا ن ا لأ ستا ذ  (محمد الدريج ،13 :  2000) يعتقد بأ ن  المكون ا لأ سا سي في نموذج التدريس با لملكا ت يروم نشر قيم المواطنة و ا لأ خلا ق و ا لأ دا ب الحميدة و تقوية مكا نة التربية ا لإ سلا مية و التربية على المساواة و حقوق ا لإ نسا ن و ثقا فة ا لإ نصا ف و التسا مح و نبذ الكراهية و التطرف، فإ نني أ تساءل إ ذا كا ن و ضع المرأ ة في صميم ا لأ عما ل السينما ئية في تكا مل تا م مع المقررارا ت التربو ية ستسا هم في تحقيق أ هذا ف هذا النموذج و المتمثلة في أ ولا في  توعية النساء بحقو قهم ا لأ سرية ا نطلا قا من الشريعة ا لإ سلا مية و في تقو يم نظرة المجتمع بدءا من الحكو مة و انتهاء با لنساء ، على ا عتبا ر أ ن هذه النظرة  لا زا لت تحتا ج إ لى الكثير من التطهير. و بعبا رة أ خرى، فإ ذا كا ن (محمد الدريج محمد الدريج ،1 :  2000)  يؤمن بأ ن نموذ ج التد ريس با لملكا ت أ و بيدا غوجيا الملكا ت يهذ ف إ لى تعميم تعليم مند مج و أ صيل عا لي الجودة، فيجب أ ن ينصب ا هتما م ا للجنة المكلفة با لنقد و التحكيم على تشخيص المرأ ة با لمجتمع المغربي ا لإ سلا مي مو ضوع الشريط و تقييم المجتمع ا لذي يهذ ف إ لى طمس معا لم شخصيتها على الرغم من قد رتها على لعب أ دوار قيا دية في مجا ل التنشئة الإ جتما عية المد عمة لحقو ق ا لإ نسا ن المستمدة من الشريعة. فقدت تنا و ل  حسن حداد (31:  2009)  با لحد يث شريطا سينيما ئيا للفنا ن السينما ئي محمد خا ن و هو تحت عنوان “مو عد على العشاء”. و يمكن ا عتبا ر هذا الشريط بمثا بة نمو ذج للأ شرطة السينما ئية التي يمكن ا لإ عتما د عليها في مجا ل التربية على حقو ق ا لإ نسا ن بمجتمع متخلف و مستلب و جا هل و منسا ق وراء العا دا ت و التقا ليد عوض التقيد بأ حكا م الد ين الإ سلا مي. فمن البد يهي أ ن يعمل مجتمع كهذا  على فرض الكثير من القيو د على المرأ ة و على أ ن يعمل على الحد من طا قا تها التنموية على صعيد الحيا ة ا لإ جتما عية و ا لإ قتصا دية و السيا سية.  و مزازاة مع ذ لك، يقدم حسن حداد (31:  2009) امرأ ة جميلة و شفا فة و رقيقة ، تكشف ملا محها عن براءة و نعو مة أ عما قها، لكنها تعيش في مجتمع مستبد  يفرض على المرأ ة الكثير من القيو د و لا يعطي أ ي ا هتما م لمشا عرها و براءتها . و ا لأ كثر من ذ لك أ نه لا يعترف بحريتها الشخصية  . و قد يد ل فيلم ” مو عد على العشاء” على أ ن ا لأ مة مهما بلغت من تقدم حضاري فإ نها تظل في حا جة إ لى التربية و التعليم لتجا وز إ عا قة ا لأ مية. لم يستطع المشرع المغربي خلا ل تلك الفترة أ ن يكو ن لد يه نفس النفس الذي يتحلى به المشرع  في سنة 2011 لإ قرار الدور الطلا ئعي الذي يمكن أ ن تما رسه المرأ ة على صعيد تحد يث المجتمع المغربي في مجا ل تنشئة الجيل الصا عد على ا متلا ك نا صية مضمو ن الد يمقرا طية و ا لإ يما ن با لحقو ق ا لأ سا سية.

 ولذ لك،  من ا لأ مور التي يجب أ ن تحظى بعنا ية اللجنة المشرفة على ا لإ نتا جا ت السينما ئية با لجا معة  و ضع مقارنة بين ا لنساء عبر التا ريخ. و قد يقتضي ذ لك تسليط الضوء على المرأ ة حين كا نت تعيش على ها مش التا ريخ عمو ما سيا سيا و اقتصا ديا و ا جتما عيا و على ها مش الثرا ث ا لإ سلا مي  خصو صا لفترات تا ريخية متعا قبة: في ظل الدو لة الرا شدية الشورية، ثم في ظل الدو لة ا لأ مو ية الوراثية ا لإ ستبدا دية ثم في ظل الدو لة العبا سية ا لأ و لى بطا بعها ا لد موي و كذ لك في ظل الدو لة العبا سية الثا نية. و أ قترح جعل سورة “النساء” في خضم منا قشا ت ا للجنة المكلفة با لتحكيم و تقو يم ا لأ عما ل السينما ئية التي يجب عرضها على الطلبة و الطا لبا ت. فمن خلا ل سورة “النسا ء”  يمكن تحقيق مجمو عة من ا لأ هذا ف تتعلق بحقو ق ا لأ فراد الذا تية و الموضوعية.

فقد يتطلب بث الوعي حول الحقو ق و الوا جبا ت التي تم تخويلها للمرأ ة المغربية في العصر الحا لي  ا ستحضا ر الو سا ئل السمعية في المنها ج التربوي الغير الرسمي قصد  توجيه ا لأ نظا ر إ لى الدور الذي يمكن أ ن تلعبه المرأ ة في المجا ل السيا سي. فقد أ ثبتت الحقيقة أ ن  التنظير السيا سي ظل متقا عسا بشكل و ا ضح بخصوص إ براز مكا نة المرأ ة الحقيقية كما وردت با لقرا ن الكريم. يقو ل  الصحفي ر مزي صو فيا (2 : 2012 )  أ نه  في سيا ق الإ صلا ح  الديمقرا طي، تمت د سترة مسا واة الرجل و المرأة في الحقو ق المد نية  و بأ نه تم تكريس المسا وا ة بين الرجل و المرأ ة في كا فة الحقو ق السيا سية و الإ قتصا دية و الإ جتما عية و الثقا فية و إ حداث أ ليا ت للنهو ض با لمنا صفة بين الرجل و المرأة. كما يقر المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي (9 : 2006 ) على أ ن  تتمتع المرأة والرجل بنفس الحقوق وعلى أ ن  تتحمل  نفسالمسؤو ليات الملقاة على عا تق الرجل. فالفصل السا د س من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 ينص على أ ن تعمل السلطا ت العمو مية على تو فير الظروف التي تمكن من تعميم المسا واة بين الموا طنا ت و الموا طنين، في المجا لا ت ا لإ قتصا دية و ا لإ جتما عية و البيئية. و تجدر الإ شا رة  إ لى أ ن  هذه القتضيا ت المتعلقة با لمرأ ة المغر بية تجد صدى لها على صعيد الإ تفا قيا ت و الموا ثيق الد و لية كما صا دقت عليها المملكة المغر بية. إ لا أ ن الحقيقة تثبث عكس ما و رد با لمقتضيا ت الد ستورية. و مما زكى سيا دة تهميش المرأة من الدور الذي يمكن أ ن بضطلع به في مجا ل التغيير،  ا عتقا د المجلس الوطني بأ ن التأ نيت الحكو مي فرض كفا ية و بأ ن السيدة بسيمة الحقا وي تقوم مقا م أ خوا تها ا لأ خريا ت (عبد الما لك ا حزرير ،6 : 2012 ). و إ ن دل تعيين ا مرأ ة و احدة  فقط على الصعيد الحكومي لتضطلع بأ مور تتعلق ‘با لأ سرة المغربية’، فإ نما يدل على  ضعف ا يما ن المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية  بالدور الذي يمكن أ ن تلعبه المرأة المغربية على صعيد التحديث.  يقول الصحفي عبد الما لك ا حزرير ( 6 : 2012 ) أ ن هذا المجلس لم يتحمل التعدد النسا ئي. فقد ترا جعت تمثيلية النساء حا ليا عما كا نت عليه في الحكو ما ت السا بقة، أ ي في ظل حكو مة السيد اليو سفي، السيد جطو و السيد عبا س الفا سي. و قد ينم هذا الترا جع  عن  عد م إ يما ن الحكو مة الحا لية بتأ نيث السيا سة و بتطوير كفاءا ت النساء في المجا ل السيا سي.  كما ينم عن  رغبة الهيئات الحزبية في قمع رغبة النساء في المشاركة السيا سية  و في جعلهن يصطد من ببناء ا جتما عي و سيا سي خا ص ترسخ منذ و قت بعيد في الوعي الجما عي للمجتمع. كما ينم هذا التراجع  عن ا كتفاء الهيئات الحزبية التي تد عي الحداثة با لمطا لبة بتعد يل الحكو مة فقط  و بوضع دستور جديد . في حين، كا ن على الهيئات الحزبية أ ن تعلم بأ ن مسأ لة إ شا عة ا لأ سس الد يمقراطية  لا يمكنها أ ن تتحقق عن طريق تعد يل الد ستور فقط و بأ ن ا لأ مر يتطلب التفكير في إ حذاث بنية فكرية على المدى البعيد عن طريق التنشة ا لإ جتما عية التي يمكن أ ن تلعب فيها النساء دورا لا يستها ن به على ا عتبار التأ ثير الذ ي يمكن أ ن تما رسه المرأة دا خل و خا رج بيت الزوجية.

ثا نيا: تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي من أ جل بث الو عي  في صفو ف كوادر المستقبل من الطلبة حو ل أ همية التعا يش السلمي

و مما يد ل على أ ن المغا ربة قطعوا فعلا  أ شو اطا في مجا ل كسر الحواجز التي تعيق الحوار و التعا يش، فقد ورد على لسا ن أ حد “السلفيين” المغا ربة مشا ر إ ليه من طر ف الصحفي ( إ سما عيل حمو دي، 11 : 2012 ) الكلما ت التا لية: ” و إ ن كا نت ا لأ خت غزلا ن لا ترتد ي الحجا ب، فهي أ ختنا في ا لإ سلا م و نحن كلنا مغا ربة”. و في هذا الصدد، يقو ل إ سما عيل حمو دي (11 : 2012 ) أ ن  “السلفيين” المغا ربة  سا هموا في تكسير طا بو العلا قة بين الرجل و المرأ ة، و قد صا رت المرأ ة تجا دل و تنا قش في حضرة “السلفيين الرجا ل و هو ما لم يكن مقبو لا  قبل حركة 20 فبراير 2011 . و قد أ كد “السلفي” الفيزا زي مشا ر إ ليه من طرف الصحفي ( إ سما عيل حمو دي، 11 : 2012 ) أ ن الربيع العربي قلب كل الحسا با ت و بأ نه سا هم في تغيير قنا عا ت السلفيين  حو ل الد يمقرا طية التي كا نت في رأ يهم كفرا فصارت مستسا غة في و قتنا الحا ضر. كما أ با ن السلفيو ن عن قدرتهم على التكيف مع ا لأ حدا ث. فقد صار حضورهم مكثفا إ لى جا نب النسا ء و الجمعيا ت الحقو قية و ا لأ حزا ب السيا سية ( إ سما عيل حمو دي ، 11 : 2012 )

و لهذا، لا بد من القيا م با لمزيد من الجهد لكي تجد كلمة “حنا لمنا مغا ربة ” صدى لها في جميع ا لإ نتا جا ت السينما ئية.

فا لجميع يعلم أ نه ورد بتصدير دستور المملكة المغربية لسنة 2011  بأ ن المملكة المغربية ، الدو لة الموحدة، ذا ت السيا دة الكا ملة، المنتمية إ لى المغرب الكبير تؤكد و تلتز م بحظر و مكا فحة كل أ شكا ل التمييزبسبب الجنس أ و اللون أ و المعتقد أ و الثقا فة أ و ا لإ عا قة أ و أ ي و ضع شخصي مهما كا ن. و يمكن ا لإ ستنا د إ لى القرا ن الكريم أ يضا لتو حيد الرؤى حول المكا نة التي يجب أ ن تحظى بها المرأ ة با لمجتمع.

و بما أ ننا نسعى جميعا إ لى تجسيد التضا من على صعيد ا لأ سرة و با لمؤسسا ت التربو ية و با لشا رع و ا لأ زقة، فيجب القيا م با لمزيد من الجهد لجعل دعوة د ستور  2011 للتضا من مصدر إ لها م المنتجين السينما ئيين  با لجا معة.

حنا لمنا مغا ربة ” تعبر عن قا بلية للتضا من من أ جل التصد ي لجل أ شكا ل ا لا ستبدا د

فا لكلما ت الرنا نة  “حنا لمنا مغا ربة ” تعبر عن قا بلية للتضا من من أ جل للتصد ي لجل أ شكا ل ا لا ستبدا د المما رس على ا لإ نسا ن أ ينما كا ن سوا ء تعلق ا لأ مر با ستبدا د ا لأ بو ين دا خل ا لأ سرة أ و با ستبدا د ا لأ ستا ذ با لفصل الدرا سي أ و با ستبدا د العا مل با لمعمل أ و با لمقا و لة أ و با ستبدا د الحكا م على الصعيد المحلي أ و ا لإ قليمي أ و الو طني أ و العا لمي. و قد تنم لم  و رغبة في التعا يش و ا حتما ل و حل ا لأ زما ت تضا منا مع ا لإ نسا ن كإ نسا ن بغض النظر عن كونه مغربيا مسيحيا أ و مغربيا يهو ديا أ و مغربيا بربريا أ و مغربيا صحرا و يا أ و مغربيا من أ صو ل عربية أ ند لسية أ و غير أ ند لسية.

فجملة “حنا لمنا مغا ربة ” تعبر عن الرغبة في التعا يش و هي بمثا بة مؤشر على  كسر النزو ع الإ نغلا قي و ا لإ ستعلا ء الشعو ري الذ ي هيمن على السلو ك السلفي رد حا من الز من، مما د فع الكثير من النا س إ لى ا تها م ا لإ سلا ميين با لإ رها ب. و لهذا، فلا بد من  بث التو عية في صفو ف الطا لبا ت على ضرورة إ قا مة علا قة و د و ا حترا م   مع الرجل إ ذا كا ن ملتحيا على ا عتبا ر أ نه أ خ لها في ا لإ سلا م، و ما يقا ل عن الرجل في هذا الصدد يمكن أ ن يشمل النساء أ يضا. و لا بد من التذ كير بأ ن النداء حو ل التضا من يكتسي طا بعا تشا ركيا  يتجسد في العمل المشترك و في حل الأ زمات. و قد تشكل هذه الصبغة ا لأ رضية التي عليها تنبني الد يمقراطية ا لإ سلا مية. 

و الجدير با لذكر أ ن ا لله سبحا نه و تعا لى قد و جه خطا به للمؤ منين و المؤمنا ت و للإ نسا نية جمعا ء من أ جل التضا من : ” يا أ يها الناس، إ نا خلقنا كم من ذ كر و أ نثى و جعلنا كم شعو با و قبا ئل لتعا ر فوا، إ  ن أ كر مكم عند الله أ تقا كم”.  فحسب ا لأ ستا ذ حسن معتو ق (2012)، يقتضي التعا رف الذ ي تم التنصيص عليه بهذ ه ا لأ ية التضا من،  لأ نه لا يمكن أ ن يكو ن هنا ك تعا رف بد و ن تضا من. و قد يشمل التضا من كلا من النساء و الرجال على أ لا يتخذوا بعضهم أ عداء لبعض. و قد يستد عي ا لأ مر تربية النساء على التخلص من العا دا ت و على إ زا لة الحوا جزا لإ جتما عية و الثقا فية  التي تعيق مشا ركتهن  في تطهير ا لأ جواء من النزعة الفردية و المركنتيلية التي تحد من نشر ثقا فة التضا من. كما يستد عي ا لأ مر تحفيز الذ كور على العمل على د عم ثقا فة الحوار و العمل المشترك مع النساء. فا لإ نسا ن ذكرا كا ن أ و أ نتى هو أ خ للمرأ ة في الخليقة. و لهذا، لا يجب أ ن تعيق العا دا ت و التقا ليد عمليا ت التوا صل مع الذ كور  بد عوى أ نهم مختلفون بيو لو جيا عن النساء.  و قد جا ء في قو له تعا لى: “و تعا و نوا على البر و التقوى و لا تعا و نوا على ا لإ ثم و العد و ان”. و يقتضي التعا و ن هنا التضا من من أ جل فعل الخير لصا لح ا لإ نسا ن أ ينما كا ن على ا عتبا ر أ ن الإ  نسان هو أ خ في الخليقة. و هنا ك أ يضا حد يث يحث على التضا من و قد أ خر جه بخا ري و مسلم و هو لأ نس بن ما لك يقو ل فيه: “لا يو من أ حد كم حتى يحب لأ خيه ما يحبه لنفسه”. و يعني هذا أ ن ا لإ نسا ن لا يعتبر مؤمنا إ ذا لم يحب لأ خيه ا لإ نسا ن ما يحبه لنفسه”.

ثا لثا: تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي لبث الو عي  في صفو ف أ مها ت المستقبل من الطا لبا ت حو ل الدور الذي يمكن أ ن يقمن به في مجا ل تربية أ بنا ئهن على التضا من

لا يمكن الحد يث عن نجا ح سيا سة تهذ ف إ لى ا لإ صلا ح  و الد فع با لنظا م الد يمقرا طي إ لى ا لأ ما م عن طريق نقله  من نظا م د يمقرا طي تمثيلي إ لى نظا م الد يمقرا طية  المشتركة     participative Democracy   و الد يمقرا طية ا لإ شترا كية   Social Democracy في غيا ب التضا من على صعيد المجتمع.  فقد سبقت ا لإ شا رة إ لى أ ن القتضيا ت الد ستورية لسنة 2011 خصو صا  الفصو ل     تنص على مشا ركة المو اطنين في إ يجا د حلو ل تتعلق بإ شكا لية التنمية إ ما بتقد يمهم لملتمسا ت في مجا ل التشريع أ و عن طريق ا نضما مهم أ و ا نخرا طهم في المنظما ت الغير حكو مية من نقا با ت عما لية و جمعيا ت. و قد يقتضي العمل التشا ركي في إ طا ر الد يمقرا طية التشا ركية الكثير من التضا من  في عا لم تطبعه الما دية و المنا فسة في أ شكا لها  المختلفة. ( و يمكن ا لإ ثيا ن بمثا ل على ذ لك من خلا ل ا لإ شا رة إ لى طبيعة العلا قا ت السا ئد ة بمجا لس الجا معا ت).

و تلتقي  المؤسسة ا لأ سرية و المؤسسة التعليمية في الدور الملقى على عا تقيهما في مجا ل تحقيق أ هذا ف نظا م الد يمقرا طية المشتركة حيث تلعب التنشئة على التضا من دورا حا سما في تحقيق هذه ا لأ هذا ف.   و يمكن أ ن يختلفا إ ذا كا ن الجهل متفشيا في ا لأ سرة مما يمكن أ ن يؤدي إ لى تهد يم  بناء ا لكفاءا ت المستهذ فة من طرف المؤسسة التعليمية في مجا ل تنمية قدرا ت المتعلمين التوا صلية. يقو ل سا لم تا لحو ت (21 : 2011) بأ ن البيئة العا مة السا ئدة با لأ سرة يمكنها أ ن تسا عد على الرفع من ا لأ داء التعليمي للمتعلم في جل المجا لا ت بما في ذلك تنمية القيم ا لإ نسا نية كا لتضا من. فثقا فة ا لأ سرة حينما تفيض با لتضا من و با لإ نخراط في مكو نا ت المجتمع  المد ني المتمثلة في  أ حزاب، جمعيا ت، و حينما تتصف با لقدرة على الحوار فإ نها تسهل سبل الرغبة في  اكتسا ب معرفة أ شد عمقا في هذا المجا ل عن طريق المؤسسة التعليمية. و قد يكو ن العكس صحيحا

  فا نطلا قا من طبيعة المملكة المغر بية كد و لة إ سلا مية  يتم بناؤها  عبر نسا ءها د و ن ميز أ و حيف بينهن، فلا بد من إ نتا جا ت  سينما ئية تسا هم في تسليط الضوء على  الدور الذي يجب أ ن تقو م به ا لأ مها ت في بنا ء التا ريخ  المغربي على قيم التضا من  ا نطلا قا من رو ح الشر يعة .   و لا بد من عرض هذا ا لإ نتا ج على لجنة التحكيم السينما ئية قصد البث فيه قبل عرض الشريط على المشا هد ين من الطلبة. و الجدير با لذ كر أ نه يمكن ا ستنا د المنتج السينما ئي على الثرا ث الإ سلا مي  من أ جل أ خذ العبرة منه. فكتب الحد يث ظلت شا هدة على ا لأ دوار القيا دية التي كا نت تقو م بها النساء في ميدا ن التر بية على تحمل المسؤولية  و في بنا ء تا ريخ ا لأ مم  بدءا من أ زوا جهن. و لهذا، لا بد لصنا ع الأ شرطة السينما ئية من ا لإ ستفا دة منها. و لا بد لهذه ا لأ شرطة أ يضا أ ن تبرز مو اقف المرأ ة  المسلمة كما و رد ت با لحد يث.  فقد كا نت هذه المواقف فعلا مشر فة و عظيمة. و يمكن ا لإ ستد لا ل عن ذ لك بخد يجة أ م المؤ منين ر ضي الله عنها، حيث ظلت كتب الحد يث شا هدة على د عمها لقيم التضا من بدءا مع زو جها صلى الله عليه و سلم. فمو قف خد يجة أ م المؤ منين ر ضي الله عنها كا ن عظيما عند ما لم تر تبك و لم تصر خ عند ما عا د إ ليها النبي (ص) ير جف فؤا ده من حراء. قا ل لها: “يا خد يجة إ ني خشيت على نفسي” .فقا لت له بكل شجا عة و حزم: ” كلا و الله ما يخزيك الله أ بدا. إ نك تصل الرحم و تحمل الكل و تكسب المعد و م و تعين على نو ائب الحق كما هو معرو ف”. و من شأ ن تضا من المرأ ة مع زو جها أ ن ينحث المجتمع كله ا عتما دا على أ قر ب النا س إ ليها: أ بنا ؤها و بنا تها…. و هذه أ سماء ا بنة أ بي بكرالصد يق  ر ضي الله عنها كا نت تعد للنبي (ص) و لأ بيها الزا د و كل الظر و ف المسا عدة على الهجرة و إ لى الو صو ل إ لى الهد ف أ ي إ لى المد ينة المنورة. فلما ، اضطرت أ ن تحزم لهم ا لأ متعة ، قطعت نطا ق الحزام فشقته إ لى شقين و كا نت هذه تضحية مشرفة. و لما سأ لها المشركو ن عن أ بيها بعد ذ ها به أ لى المد ينة، أ نكرت و لم تعطهم خبرا. فلما لطمها أ حد بصفعة، و قفت المو قف البطو لي و لم تضعف. فكا ن لهدا الدور أ ثر إ يجا بي في بنا ء الأ مة. و من هنا تد ل ا لإ شا رة إ لى أ ن بناء ا لأ مة المغربية  بقو انينها يتم عبر نسا ئها و لا يمكن التمييز فيها بين طر ف و ا خر.

و قد يلا حظ الدا رس و هو بصدد قراءة مدو نة ا لأ سرة ل 3 فبرا ير من سنة 2004 أ نه تم ا ستحضا ر المرجعية ا لأ ممية المبنية على ثقا فة حقو ق ا لإ نسا ن دو ن إ حدا ث أ ي تغيير في المرجعية الد ينية ا لإ سلا مية. فهل يمكن في ظل العنف الذي تما رسه ا لأ سر على النساء با لبوا دي و بالمدن و ضع  الوسا ئل السمعية البصرية في صلب المنها ج الغير الرسمي لبث روح التشا رك و التضا من مع النساء في صفو ف أ مها ت المستقبل  ضما نا لحصو لهن على حقهن المسلو ب بمقتضى التشريع عن طريق التنشئة؟  و قد لا يقتضي ا لأ مر تحفيز الجيل الجديد على تغيير الو حي المقروء الستا تيكي بقدر ما يقتضي تشجيعه على مما رسة حقو ق ا لإ نسا ن عن طريق أ عما ل تطو عية من لذ ن الذ كو ر لا تعمل على تغيير النص القرا ني  بقدر ما تتضمن تحفيز الذ كور على التنا زل طوا عية عن الحقو ق المسلو بة من  أ و أ خوا تهن  على الخصو ص…و قد يعو د السبب في الد عوة إ لى بث رو ح التضا من مع النساء عوض محا ولة تغيير النص القرا ني إ لى طبيعة الشريعة التي لا تقبل الجدل في ا لحقو ق المقررة للأ فراد..

   فالشريعة ا لإ سلا مية قد بثت في بيا ن ميراث ا لأ بناء بإ قرارها بأ نه  للذ كر مثل حظ ا لأ نتيين. و قد ذ كر المكي النا صري ( 2013 ) المستمع بما و رد حو ل هذا المو ضوع مستندا في ذ لك على سورة النساء التي ورد فيها قول ا لله سبحا نه و تعا لى: “يو صيكم ا لله في أ و لا دكم ، للذ كر مثل حظ ا لأ نتيين، و إ ن كن نساء فو ق ا ثنين فلهن ثلثا ما ترك، و إ ن كا نت و احدة  فلها النصف و ذ لك في بيا ن ميراث ا لأ بناء. يقو ل المكي النا صري (  2013) في تفسيره لسورة النساء أ ن ا لله سبحا نه و تعا لى يصدر و صا يا ه و أ وامره “من فو ق سبع سما وات”  لتنظيم حقو ق ا لأ سرة في الحياة و بعد الموت. و قد يعطي ذ لك الد ليل القا طع على أ ن هذا المجا ل في التشريع قد تفرد به ا لله سبحا نه و تعا لى و حده با لإ ختصار دو ن إ شرا ك غيره فيه. با لإ ضا فة إ لى ذ لك، لا يمكن أ ن يد خل عليه أ ي تغيير أ و تبد يل. و قد ا ستد ل المكي النا صري ( 2013 )  بقول ا لله سبحا نه و تعا لى: “تلك حدو د الله، و من يطع الله و رسو له ند خله جنا ت تجري من تحتها ا لأ نهار خا لد ين فيها و ذ لك الفوز العظيم. و من يعصي الله و رسو له و يتعدى حدوده، ند خله نارا خا لدا فيها و له عذا ب مهين”.  و ا ستد ل المكي النا صري ( 2013 )  بقول ا لله سبحا نه و تعا لى “يو صيكم الله في أ و لا دكم” و ” و صية من ا لله و ا لله عليم حليم”  ليو ضح أ ن هذه ا لأ يا ت  تتبيث لد عو ة ا لأ مة المسلمة على ا لإ لتزا م با لأ حكا م الشرعية و عدم إ د خا ل أ ي تغيير عليها. و يضيف المكي النا صري ( 2013) أ ن الو صية في هذا المو ضو ع الخطير ا تية من ا لله تعا لى مبا شرة و بأ نها بيا ن حتى لا يضل المسلمون. فقد قا ل سبحا نه و تعا لى: ” يبين ا لله لكم أ ن تضلوا و الله بكل شيء عليم”. و قد أ كد المكي النا صر ي أ ن المقصو د من و راء قو له تعا لى “و الله بكل شيء عليم” هو الرد على من يتخذ مو ضوع تقسيم ا لإ رث على الذ كو ر و ا لإ نا ت با لنقد و الهراء و با لتطا و ل على حكمة الله.

تقو ل شرفة البقا لي (  15: 2013) أ ن

و قد لا يكمن المشكل في عصرنا الحا لي في القدر المخو ل للنساء من التركة فقط و إ نما في أ بعا د تقسيم ا لإ ستحقا ق إ لى قسمين لفا ئدة الذ كور. و يمكن أ ن تكو ن ا لأ بعا د ا جتما عية يطبعها الكثير من ا لتما يز أ و سيا سية ( ا قصا ئية)، مما يمكن أ ن يؤدي إ لى ا بتعا د شرا ئح و ا سعة من ا لإ نا ت با لأ سرة  ( ا لأ خوا ت) عن الد ين ا لإ سلا مي و النفور منه ا عتقا دا بأ نه مبني على نو ع من ا لإ ستيلا ب و ا لإ غتراب في عصرنا الحا لي. فقد أ قرت شرفة البقا لي (  15 :  2013) أ نه نتج عن النظرة التشريعية للمرأ ة من طرف ا لأ سر التي لا تفهم رو ح الشريعة ا لإ سلا مية تعنيف المرأ ة أ يضا. فعلى الرغم من و ضع دوريا ت تتعلق با لمرأ ة لا زا لت الظواهر الشا دة تجد صدى لها با لبوا دي و المد ن على السواء. فحسب إ حصا ئيا ت سا هم المجلس الو طني لحقو ق ا لإ نسا ن سنة 2011 فإ نه تعرضت ما يقا رب ستة ملا يين ا مراة من بين تسعة ملا يين و نصف ا مرأة  تتراو ح أ عما رهن ما بين ثما نية عشرة و أ ربعة و ستين سنة للعنف في ظر ف ا ثني عشر شهرا.

فقد يتضح للمتصفح للمقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011 أ نه على الرغم من أ ن  الد ستور المغربي يعترف بسمو المعا هدا ت الد ولية التي تعترف صرا حة بحقو ق المرأ ة ، إ لا أ نه لم يعمل على المسا س با لحقو ق المخو لة للمرأ ة بمقتضى الشريعة ا لإ سلا مية و ذ لك سعيا من الد ستور إ لى التقيد با لهوية المغربية ا لإ سلا مية.  تقو ل تقو ل شرفة البقا لي (  15: 2013) أ ن ا لد ستور الحا لي جا ء في غمرة حراك سيا سي عا م د فعه لكي يستجيب لكا فة المطا لب و الحقو ق بما فيها حقو ق المرأ ة. فكرس د ستور 2011  حقوق المرأة خصوصا و حقو ق ا لإ نسا ن عا مة.  و قد يعتقد البعض أ ن هذه القوا نين و ردت بصفتها أ سمى من ا لقوا نين الدا خلية حينما يتعلق ا لأ مر بحقو ق النساء. فنا دوا بإ لغاء الفصول الحا طة بكرا مة  إ نسا نية لمرأة المغربية في القا نو ن الجنا ئي على ا عتبا ر أ نها تو ضع مكا نة القا صر. فلم يكن ا لأ مر يتعلق بمسا واة المرأة مع الرجل لأ نه لا يمكن المس بقا نون صريح صا در عن الله سبحا نه و تعا لى.

 و إ ذا كا ن ا لأ مر كذلك، فإ نني: أ تساءل أ حيا نا إ ذا كا ن الهد ف من وراء بعض التصو ص التشريعية المستمدة من القرا ن الكريم هو تمرير فكرة أ ن “التربية على التضا من أ هم من التشريع”. و قد يظل أ مر تخلي الذ كور با لأ سرة على القسط المسلو ب من أ خوا تهن د و ن المسا س با لتشريع الستا تيكي رها نا على التربية ا لأ سرية.

هنا ك من يعتبر أ ن  المنها ج المد عم  للتضا من  عن طريق أ مها ت المستقبل من الطا لبا ت يمكن أ ن يؤد ي أ لى الو قو ع في خطر تكو ين أ جيا ل متطرفة. لذ لك، لا بد من جعل بعض السور القرا نية مثل سبإ الد ا عية إ لى التو حيد العا لمي في صلب طرق ا لإ صلا ح المتضمنة بالمنها ج التربو ي . فحسب فضيلة ا لأ ستا ذ الشيخ المكي النا صري (  2012)،  تد عو سورة فصلت  إ لى انصها ر العالمين أ جمعين بما فيهم المسلمون و النصا رى و اليهود تحت سلطا ن ا لله سبحا نه و تعا لى. فسو رة “فصلت”  تحث على و حد ة ا لأ مة العا لمية بد و ن ا ستثناء و لا تمييز بين المسلمين و اليهوذ و التصا ى.   فبفضل هذه العقيدة ا لأ سا سية في ا لإ سلا م المبنية على التوحيد، لا يحس  المسلم  بأ ي عقدة نفسية أ و حقد أ و ضغينة نحو بقية ا لأ نبياء و الرسل و نحو مقا مهم الرفيع المقد س عند الله جملة أ و تفصيلا.  يقو ل اليخ المكي النا صري أ ثنا ء تفسيره لسورة “فصلت” أ ن كتا ب ا لله القرا ن الكر يم أ كد على معنى الو حدة ا لإ عتقا د ية و الد ينية القا ئمة بين جميع ا لأ نبياء و الرسل تبعا لو حدة الوا حد ا لأ حب واهب الرسا لا ت و النبوات جميعا الذ ين نبأ هم و أ رسلهم إ لى خلقه. كما حض سبحا نه و تعا لى المؤ منين على الحفا ظ على هذه الو حدة الد ينية التي تمسك بها ا لأ نبياء و الرسل و أ مرهم بصيا نتها من عوا مل الفر قة و ا لإ ختلا ف. و قد تتحقق و حدة ا لأ مة في جميع الرسل المنزلة على ا لأ مم بغض النظر على ا نتما ءا تها و خصو صيا تها . وقد تم التأ كيد على توحيد جميع ا لأ مم تحت را ية ا لإ سلا م في تفسير ا بن كثيرالذي قا ل: “يقول تعا لى لهذه ا لأ مة: “شرع لكم في الد ين ما و صى به نو حا و الذ ين أ و حينا إ ليك”، فذ كرنوح كأ و ل الر سل  الذ ين بعث لهم بعد ا دم عليه السلا م ثم  إ برا هيم و مو سى و عيسى ثم ا خر الرسل سيد نا محمد صلى ا لله عليه و سلم. و تم التأ كيد على توحيد ا لأ مم في خمسة رسل أ يضا في سورة ا لأ حزاب التي جاء فيها: “و إ ذا أ خذ نا من النبيئين ميثا قهم و منك و من نو ح و من إ برا هيم و من مو سى و عيسى أ بن مريم”

   و يمكن تسليط الضوء أ ثناء عرض شريط سينما ئي  يتضمن قضا يا و رد ت بسورة “فصلت” إ لى القا عدة ا لأ  سا سية التي قا م عليها ا لإ سلا م أ لا و هي أ ن الد ين الذ ي بعثه الله للأ نبياء جيلا بعد جيل إ نما هو في جوهره د ين و احد متسم بطا بع الو حدة و التسلسل عبر قرو ن و ذ لك لأ ن منبع هذا الد ين و مصدر الو حي به واحد أ زلا و أ بدا و هو الله تعا لى الذ ي خلق الكو ن و سن لتسييره السنن و النو اميس الطبيعية المنا سبة و خلق ا لإ نسا ن و سن لسلو كه السنن و النوا ميس ا لأ خلا قية الصا لحة . و قد تتضمن هذه القا عدة ا لأ سا سية إ لزام المسلمين با لإ يما ن با لله و بجميع رسله و كتبه دون تمييز أ و ا ستثناء بين هذا و ذا ك. فا لكفر بر سو ل واحد ضمن جميع الر سل الذ ين بعثهم الله للعا لمين أ و الكفر بكتا ب من الكتب السما و ية يعتبر في نظر ا لإ سلا م إ لحا دا. فا لمسلم الحق هو من يؤ من با لرسا لا ت جميعا: رسا لة التوحيد . فا لمسلم مطا لب با لإ يما ن با لكتب المنزلة جميعها لا يستثني من ذ لك شيئا إ لا ما أ د خل عليه من نصو صها من تحريف أ و تد ليس أ و تأ و يل سيء من لدن الكفا ر الذ ين يحرفون الكلا م عن موا ضعه.  و قد لا تقتصرالد عوة إ لى ا لإ سلا م على المسلمين و حد هم، بل تمتد إ لى أ هل الكتا ب من اليهو د و النصا رى و إ لى المشر كين العرب الذ ين ا ستمروا في ا لإ د عا ء بأ نهم من بقا يا ملة سيد نا إ برا هيم على الر غم من ا نهم لو را جعوا أ نفسهم و عا دوا إ لى المنبع ا لأ و ل للد ين ليلتقوا جميعا في نقطة و احدة و هي كلمة ا لإ سلا م. و قد جا ء في قو له تعا لى: “شرع لكم من الد ين ما و صى به إ برا هيم و مو سى و عيسى أ ن أ قيموا الد ين و لا تتفر قوا فيه

و اعتبا را لما أ قره الشيخ المكي النا صري ( 2012) أ ثناء تفسيره لسورة “فصلت” فإ نه من ا لأ مور التي تد ل على و جو د نو ع من التسلسل و التكا مل بين الر سا لا ت التي بعث بها ا لله الو احد ا لأ و حد إ لى النا س أ جمعين بدا فع الحفا ظ على الو حدة في صفو فهم ما تعلق با لفرا ئض و المحا رم التي أ لزم الله بها جميع العبا د أ ينما كا نوا. و قد يستد عي ذ لك تو جيه أ نظا ر ا لأ جيا ل ا للأ حقة إ لى ذ لك تفا ديا للتطرف الذ ي يمكن أ ن يحد من تضا من ا لأ مم في مجا ل العمل المشترك المد عم للأ سس الد يمقراطية. و قد سلط أ بو بكر الضوء في كتا به ‘أ حكا م القرا ن’ عند تفسيره لهذه ا لأ ية على “شرع لكم من الد ين”…. فقد قال  ر حمه ا لله، إ ن ا د م كا ن أ و ل نبي بغير أ شكا ل. إ لا أ نه لم تفر ض عليه الفرا ئض و لم تشرع له المحا رم لأ نه لم يكن معه إ لا بنو ه. و لهذا، كا ن ا لإ هتما م منصبا على ضرورا ت المعا ش من أ جل البقاء. و مع نوح صلا ة ا لله و سلا مه عليه، ظهرت الفرا ئض و المحا رم. قا ل ا بن العر بي: ” و ا ستقر المدى إ لى نو ح و هو أ و ل ر سو ل أ رسله ا لله إ لى ا لأ رض. فبعثه ا لله بتحر يم ا لأ مها ت و البنا ت و ا لأ خوات. وو ظف على ذ لك الو ا جبا ت و أ و ضح له ا لأ دا ب في الد يا نا ت و لم يزل ذ لك يتأ كد با لرسل و يتنا صر با لأ نبياء و احدا بعد و احد، شر يعة بعد شر يعة حتى ختمها الله بخير الملل، ملتنا على أ كرم الرسل نبينا صلى الله عليه و سلم. و قد و ظفت على سيد نا محمد صلى الله عليه و سلم المزيد من الوا جبا ت و ا لأ دا ب . قا ل ا بن العر بي موضحا ذ لك عن طر يق ا لإ ستد لا ل بقو له تعا لى : ” وو صينا ك يا محمد و نو حا د ينا و احدا” . و يعني ذ لك أ نه تم التو حيد في ا لأ صو ل التي لا تختلف فيها الشر يعة و المتمثلة في الصلا ة و الزكاة و الصيا م و الحج و التقرب إ لى الله سبحا نه و تعا لى بصا لح ا لأ عما ل و الو فاء با لعهد و الصد ق و أ داء ا لأ ما نة و تحر يم الكفر و القتل و الزنى و تحر يم ا لإ دا ية للخلق كيفما كا ن و ا لإ عتداء على الحيوان كيفما كا ن و تحر يم ا قتناء الد ناءات و ما يعو د بخرن المروءات،  و صلة الر حم. . و ا قتبا سا لهذا التصور، يمكن القو ل بأ ن سورة فصلت يمكنها أ ن تسا عد على تكو ين أ جيا ل متضا منة عا لميا.

را بعا:  تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي Informal Curriculum لبث الو عي  في صفو ف ا باء المستقبل من الطلبة  حو ل الدور الذي يمكن أ ن يقو موا ن به في مجا ل التربية على صون كرا مة النساء

 فتحقيق التكا فل ا لإ جتما عي و الكرا مة ا لإ نسا نية  على العمو م و كرا مة المرأ ة على الخصو ص تعتبر من الحقو ق ا لأ جتما عية في ا لإ سلا م . و قد لا يمكن أ ن يتم  تحقيق هذه الحقو ق ا عتما دا على تنظيرات تجد صدى لها با لو ثيقة الد ستورية لسنة  2011 و إ نما هي قضية ترتبط با لتربية . و لهذا، لا بد من إ نتا ج أ فلا م سينما ئية تبث رو ح التكا فل ا لإ جتما عي في أ و سا ط الطلبة بصفتهم ا باء الغد. و يمكن أ ن تكو ن المسا همة مو ضو ع التو عية  ما دية لإ عا نة من يستحق العنا ية من النساء ، كل حسب طا قته. و يمكن للمسا همة ا ن تتخذ طا بعا رو حيا تضا منيا. يقو ل محمد صا د ق و محمد الكر با شي (  6 :2006  ) أ ن أ سس ا لأ سرة في ا لإ سلا م تقو م على التكا فل ا لإ جتما عي و النظم السليمة التي تو حد الخلا يا الصا لحة التي يتكو ن منها المجتمع. فلا يمكن الحد يث عن ا لإ نسا ن بمعزل عن البيئة التي نشأ فيها. و يقو ل الغزا لي مشا را إ ليه من طرف  (محمد عبد الو ها ب بو حد يبية و محمد معروف الد وا ليبي ، 30 :  2000) أ ن الر سو ل صلى الله عليه و سلم كا ن هو المقصو د ا لأ و ل با لتأ ذيب ثم منه يشر ق النو ر على كا فة الخلق. لذ لك، بعث الر سو ل صلى الله عليه و سلم ليتمم مكا رم ا لأ خلا ق. فالأ ب هو عما د ا لأ سرة، و هو ممثلها ا لأ سمى. و لهذا، فلا بد لصا نع المنها ج المدعم بو سا ئل ا لإ علا م السمعية البصرية من تسليط الضوء على الدور الذي يمكن أ ن يلعبه ا لأ باء في تنشئة أ بنا ءهم على ضما ن حقو ق النساء. و يمكن للمنتج السينما ئي تحقيق هذا الهذ ف السير على منوا ل ا لشريط السينما ئي ” قصة الثأ ر” للفنا ن السينما ئي محمد خا ن. و قد يتنا و ل هذا الفيلم ظا هرة ا لإ غتصا ب المنتشرة با لمجتمع المصري. و قد تم تجسيد هذه الظا هرة عبر بعرض ا ختطا ف و ا غتصا ب ا مرأ ة متزوجة  من طرف أ ربعة شبا ن . كما يمكن لصا نع الشريط السينما ئي السير على منوا ل الفنا ن السينما ئي محمد خا ن في شريطه السينما ئي “موعد على العشاء” لتوجيه أ نظار الرأ ي العا م من الطلبة الذ كور للدور الذي يمكن أ ن يلعبو ه  بصفتهم أ ربا ب أ سر الغد للحد من السلو ك الغير اللا ئق تجا ه النساء. يقول حسن حداد (31:  2009) أ ن الفنا ن السينما ئي محمد خا ن أ ن الشريط السينما ئي “موعد على العشاء” يقدم نمو ذجا خا صا للمرأ ة المغربية و قد تعيش في مجتمع متخلف يفرض على النساء الكثير من القيود والتقا ليد الفا سدة التي تكبل طا قا تها بأ غلا ل لا تنتهي أ بدا. إ نه مجتمع لا يعترف بحرية المرأ ة و لا يعطي أ ي ا هتما م لبراءتها و مشا عرها. و قد تجسد نوا ل الرقيقة و الشفا فة صورة الفتا ة الضحية بهذا الممجتمع العربي.  فإ ذا كا ن حسن حداد (23:  2009) يقترح تقويم ظا هرة ا لإ غتصا ب و التخلف با لمجتمع العربي عبر القا نو ن الذي يجب أ ن يتخذ مجراه الطبيعي، فإ نني أ عتقد شخصيا أ نه لا بد من رد ا لإ عتبا ر للدور الذي يمكن أ ن يلعبه ا لأ باء في إ ضعا ف هذه الظا هرة عبر تنشأ ة ا لأ بناء على قو اعد ا لإ حترا م لحقو ق ا لإ نسا ن و للكرامة ا لإ نسا نية بدا خل ا لأ سرة.  و يمكن للمنها ج المد عم با لوسا ئل السمعية البصرية ا لإ عتما د على تقنيا ت خا صة للتأ ثير على الجمهور من الطلبة الذ كور بصفتهم ا با ء المستقبل. يقو ل حسن حداد (23:  2009) أ نه  ينوه با لعنصر البشري مصحو با با لصورة في الفيلم لتحقيق ا لأ هذا ف.  لا بد من التركيز على أ بعا د الشخصية السينما ئية و ضع الشخصيا ت السينما ئية في خد مة المجتمع.  لا بد أ يضا من التركيز على الصفا ت الظا هرية و البا طنية للفرد. و يمكن إ براز الصفا ت الظا هرية للمثل عن طريق ا لإ ضاءة لإ براز الملا مح. كما يمكن إ براز الصفا ت البا طنية للمثل عبر حوارا ت مركزة ز مد رو سة. و قد يقترح حسن حداد (17:  2009) إ عطا ء فر صة للصورة السينما ئية للمسا همة في التعبير الدرا مي بمسا عدة حوار مركز بعيدا عن الحشو و الثرثرة و الحوار المطول الذ ي عو دتنا عليه ا لأ فلا م المصرية التقليدية. كما يقترح حسن حداد (17:  2009) نقل الممثلين و الكا ميرا إ لى الشا رع لكي يعيشوا مشا كله و زحا مه و لكي يتحرروا من قيود ا لأ ستو ديو المملة.

خا مسا : تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي Informal Curriculum لبث الو عي بحقو ق الطفل  في صفو ف الطلبة

إ ذا كا ن النظا م الد يمقرا طي يتطلب ا لإ عترا ف با لأ طفا ل كشريحة ا جتما عية ها مة با لمجتمع المغربي على الخصو ص، فهل يو جد قا نو ن خا ص ب لأ طفا ل ؟ و إ ذا كا ن الجوا ب با لإ يجا ب، فكم هو عدد ا لأ شخا ص الذ ين  هم فعلا  على علم بو جو د قا نو ن يسا هم في ضما ن حقو ق الأ طفال سواء كا نوا ذ كو را أ و إ نا ثا، كا ملي ا لأ هلية أ و من أ صحا   ب ا لإ حتيا جا ت الخا صة؟

فأ حيا نا، تو جد نقط التقاء ما بين  القا نون المستمد من الشريعة ا لإ سلا مية و القا نو ن المستمد من مصدر غربي. و قد ا تضح ذ لك من خلا ل تصفحي للقوا نين المتعلقة بحقو ق الطفل. و لذ لك، يمكن و ضع هذه الحقو ق في صميم ا لأ شرطة السينما ئية المتضمنة في المنها ج الغير الرسمي       Informal Curriculum  . تقو ل الصحفية مينة حو بي ( 14 : 2013 ) أ ن المشرع المغربي ا عتمد المرجعية ا لإ سلا مية و القا نو ن الو ضعي في أ ن و احد أ ثناء إ قراره  لحقو ق الطفل و ذلك صونا للطفل من عنف ا لأ ب إ ذا لم يكن يرغب في الحفا ظ على  زوجته ببت الزوجية . فا لله سبحا نه و تعا لى ينهي الرجا ل على أ لا يبقوا النساء كرها  في بيو تهم إ ذا سقط غرضهم فيهن و انتهت عشرتهم الجميلة لهن و أ صبح بقاء النساء في عصمتهم إ نما هو غرض نفعي ما دي للحصو ل على إ رثهن بعد المو ت. و قد جاء في قو له تعا لى “يا أ يها الذ ين ا منو لا يحل لكم أ ن ترثوا النساء كرها”.  و إ سوة با لقا نو ن المستمد من الشريعة ا لإ سلا مية في مجا ل الحفا ظ على سعا دة  و على صيا نة حقو ق الطفل قبل و بعد الو لادة      ، فقد ورد ت عدة قوا نين في إ طار القا نو ن الو ضعي. فقد   ينص ميثا ق الحقو ق المد نية و السيا سية ل 16 د جنبر 1966  و ا تفا قية حقو ق الطفل الصا درة ب 20 نونبر 1989 و التي تمت المصا دقة عليها من طرف المملكة المغربية  في 14 يو نيو 1993 على أ نه  كي يترعرع الطفل كا ملا  فإ نه ينبغي أ ن ينشأ في بيئة سليمة ملؤها السعا دة و المحبة. و حسب الصحفية مينة حو بي ( 14 : 2013 )، تنص ا تفا قية حقو ق الطفل لسنة 1993 على أ نه يعتبر طفل كل إ نسا ن لم يبلغ الثا منة من عمره ، بصفته جنينا في بطن أ مه أ و أ نتى أ و ذ كرا معا قا…. ويعتبر حق الرعا ية  من بين الحقو ق التي يجب ضما نها للطفل. و قد يعا قب  الفصل 479 و 489 من القا نو ن الجنا ئي كلا من لأ با ء و ا لأ و لياء بمو جب جريمة إ هما ل ا لأ سرة إ ذا تبث أ نهم لم يقو موا بو اجب تسجيل الطفل بأ قرب مؤسسة تعليمية. كما ينص ا لفصل ا لأ ول من الظهير الشريف لسنة 1963 و المعد ل بمو جب قا نو ن 2000 على إ جبا رية التعليم با لنسبة للذ كو ر و ا لإ نا ث لمو جب و صو لهم لسن التمدرس المحددة في ست سنوات. و قد يلزم القا نون ا لأ باء و ا لأ ولياء بإ جبا رية تمدرس ا لأ طفا ل إ لى حيث يبلغ الطفل الخا مسة عشرة   سنة . و قد يترتب عن إ هما ل ا لأ با ء و ا لأ و لياء لهذا القا نو ن قا نو ن ز جري ، يستد عي د فع غرا مة تترا و ح ما بين 120 و 800 درهم. كما ينص  القا نو ن الجنا ئي في الما دة 471 أ نه يمكن للقا ضي تفعيل نظا م الحرية المحرو سة إ ذا لم تتو فر للطفل ظرو ف التعلم. و يمكن أ ن تقتضي ظرو ف الطفل إ يدا عه إ لى مؤسسة تعليمية أ و معهد للتكو ين المهني. كما تنص الما دة 481 على  أ ن يقو م قا ضي الأ حدا ث بتقصي ا لأ حدا ث من خلا ل القيا م ببحث اجتما عي  يترتب عنه إ يدا ع الطفل با لمؤسسا ت المذ كو رة. كما تشير الما دة إ لى أ نه يجب أ ن يعهد في كل محكمة ا ستئنا ف إ ل منذو ب الحرية المحرو سة أ و إ لى عدة مند و بين دا ئمين و مند و بين متطو عين با لإ شرا ف و التتبع التربوي با لنسبة لمن تجري عليه مقتضيا ت الحرية في إ طا ر التربية المحرو سة.

و على الرغم من أ نه يمكن ا عتبا ر  صيا نة حقو ق الطفل من الأ مور التي يمكن أ ن يكو ن لها تأ ثير با لغ ا لأ همية على المجتمع، فإ ن تد ريس القوا نين  المتعلقة با لطفل تقتصر على ا لمقررا ت في مجا ل العلو م ا لإ نسا نية و ا لإ قتصا دية و القا نو نية دو ن غيرها من المقررات.  و قد لا تحظى هذ ه المقررار بأ ي د عم من طرف المؤيد ين لفكرة و ضع منا هج غير رسمي   Informal Curriculum  يسا هم في إ شا عة حقو ق الطفل . فحري بمنا هج التربية و التعليم أ ن تسا هم في تو حيد و دعم نشر ثقا فة حقو ق ا لإ نسا ن بدءا من حقو ق الطفل بجعل هذه الحقو ق مو ضو ع الدرا سة و النقا ش بجميع أ نحاء المعمور. و يمكن على أ قل تقد ير إ درا ج أ شرطة سينما ئية بمنها ج تربو ي غير رسمي لتحقيق هذا الهذ ف.

سا دسا: تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي Informal Curriculum لأ خذ العبرة من السلف الصا لح في مجا ل “الحياء” عوضا عن “الحرية” في مفهو مها السلبي 

لا بد كذ لك من تسليط الضوء على بعض المقو لا ت التنويرية “كمقولة” الحرية  في جا نبها السلبي و جعلها موضوع ا لأ شرطة السينما ئية التي  تشرف عليها اللجنة السينما ئية المكلفة با لتقو يم. فالحقيقة أ ن هنا ك فضا ئل مشتركة بين الد يا نا ت السما و ية ينبغي أ ن تتحد فيها للد فا ع عن مفهو م الحرية ا ستنا دا إ لى إ نتا جات سينما ئية يمكن تضمينها با لمنها ج التربوي.  

فمن المعرو ف أ ن القا نو ن الوضعي أ تى بمفهو م جديد للحر ية. و على الر غم من ذ لك، فإ ن الحرية  ظلت مو ضو ع ضو ابط  تستمد قو تها من ا لعا دا ت و التقا ليد . و قد لا يمكن ا عتبا ر ا لإ فطا ر في ر مضا ن مثلا حر ية  لأ ن ذ لك يقتضي ا حترا م الإ حسا س الشعبي. و في نفس السيا ق ، ا تضح لي بعد درا سة المعطيا ت ا لتي عملت على جمعها بهذه الدراسة أ ن هنا ك من الفتيا ت ضمن العينة المستهذ فة بمؤسسة “ب” ذا ت التوجه العلمي المو ضو عي التجريبي من لا يضعن أ ي فا رق ما بين “الحرية و قلة الحياء” على الرغم من أ ن العا دا ت لا تصف السلو ك الغير مبا ح ا جتما عيا على أ نه يتسم با لحرية بل على أ نه يتسم بقلة الحياء. وفيما يلي عرض  لبعض ا لأ قوا ل التي يمكن أ ن تثبث ذلك. “الفضا ء الجا معي يضمن كر امتي  لأ نه  يعطيني  الفر صة لمما رسة الحر ية عن طر يق السما ح لي  بار تدا ء ما يحلو لي من ثيا ب و بالسما ح لي  بإ بدا ء ر أ ي  بكا مل الحر ية و بالسما ح لي   با لمر ح و الضحك بأ على صو ت و كيفما  تشاء”.  و خلا فا لذ لك،  تستلزم ظروف التعلم أ حيا نا ا لإ قلا ع عن الحياء و طرح أ سئلة و جيهة بكل حرية في حضور جمهور من النا س بغية في التحصيل. و قد لا  يسمى ذ لك “قلة الحياء بل حرية و رغبة في التعلم . فقد كا ن الصحا بة لا يستحييون في أ مو ر التعليم لأ ن الحياء هنا يمكن أ لا يسا عد المتعلم على التعلم. و قد يقو ل المثل المغر بي: “لي حشم فلي ضرو، الشيطا ن لي غرو”. و قيل أ يضا، “لا يتعلم إ ثنا ن: المستحيي و المتكبر”. و يعني هذا أ نه لن يتعلم من يستحيي لحيا ئه. كما أ ن من يمنعه كبره في التعلم، فإ نه لن يتعلم با لمرة”. و إ ن د ل هذا على شيء فإ نما يد ل على أ ن الضوا بط البشر ية تتصف با لنقص لأ نها  من صنع البشر و با لتا لي فهي نا قصة و غير مستقرة و  يمكننا إ هما لها  و يمكننا أ ن نما رس الحرية في حا لة خا صة كعد م الو قو ف عند الضوء ا لأ حمر. لكن مع ذ لك، عند ما نقف، فإ ننا نعطي مثا لا للأ خر ين لفعل نفس الشيء. في حين، تتصف الضوا بط الشر عية  با لكما ل لأ نها إ لا هية  و لا يمكن إ هما لها لأ ن إ قرار القا نو ن في ا لإ سلا م ر با ني و قد يختلف عن ظرو ف إ قرار القا نو ن الو ضعي. و با لتا لي، فالضو ا بط  ا لإ لا هية التي تقيد الحر ية  لا تقبل الجد ال لأ ن عدم ا حترا مها يؤ دي إ لى ا رتكا ب الحرام.  يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن القرا ن الكريم يبين لرسو ل الله أ نه لا سبيل إ لى الحجر على حرية النا س في التفكير أ و في الإ عتقا د: ‘و لو شاء ربك لا من من في الأ رض جميعا. أ فأ نت تكره النا س حتى يكو نوا مؤمنين.’و ما أ كثر النا س و لو حرصت بمؤمنين’.يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن النظرة للإ نسا ن في الإ سلا م جا ءت مختلفة في السيا ق الإ سلا مي. يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن النظرة للإ نسا ن في الإ سلا م جا ءت  متحررة من عقدة الإ حسا س با لخطيئة (خطيئة أ دم) و من هيمنة الكنيسة على المجا ل الرو حي و الزمني. يقو ل عبد العلي حا مي الد ين ( 18 : 2012) أ ن النظرة للإ نسا ن في الإ سلا م جا ءت معززة بتكريم الله للإ نسا ن با لعقل و بمنحه القدرة على التمييز و تفضيله على با قي المخلو قا ت و منحه الحرية ليختا ر ما يشاء. إ لا أ ن الجهر بحر ية ا لإ فطا ر في ر مضا ن  جر يمة لأ ن في ذ لك إ خلا ل با لهو ية و با لمقد سا ت الد ينية التي تعتبر عما دا للثقا فة المغر بية.  و يعني ذ لك أ ن د ائرة الحر ية لا تكتمل إ لا إ ذا دار ت في دا ئر تها الد ينية و ا لإ جتما عية و في محيطها الخا ص و في بيئتها السيا سية الخا صة لأ ن العيش بحرية على ها مش الحدو د السا ئدة با لمجتمع الذ ي ينتمي إ ليه الفرد لا يؤ دي إ لى السعا دة

فبا سم الحر ية، يمكن أ ن تصدر مما رسا ت في أ و سا ط  المرا هقين على الخصو ص يمكن و صفها من و جهة د ينية على أ نها لا أ خلا قية. يقو ل محسن أ ل عصفور (  : 31 2006 )  أ ن ا لإ سلا م يبدأ في تحرير ا لإ نسا نية ا نطلا قا من تحر ير المحتو ى الد ا خلي للإ نسا ن نفسه. و قد لا تقتضي ا لحر ية إ خلا ء الطر يق له ثم أ مره با لسير فيه بسلا م و إ نما تقتضي تهييؤ ه لكي يتحكم في طر يقه و يحتفظ بر أ يه.  و يمكن لهذه العملية أ ن تتم تحت إ شرا ف ا لأ مها ت. فأ حيا نا، يمكن للأ مها ت أ ن يقمن  با لأ دوار المنو طة بهن  على أ حسن ما يرا م.  لكن، موازاة مع ذ لك، يمكن أ ن يجري عا مل الهدم خا رج ا لأ سرة فينبئ عن انهزا م الشرا ئع ا لإ سلا مية و غير ا لإ سلا مية. حينها نتسا ءل: هل يمكن للمنها ج الغير الرسمي أ ن يهيء المتعلمين لتغيير السلو ك مو ضو ع الهد م خا رج و دا خل ا لأ سرة؟  نتساءل أ يضا: ما هو دور و سا ئل ا لإ علا م  و التر بية في التو جيه؟ ما هو دور الصورة التلفزيونية في التأ طير؟ و قد أ ثبتث بعض الد را سا ت ا لأ نجلو سا كسو نية أ ن ا لإ نجليز ا كتشفوا بعد قيا مهم بتجربة حول تجا عة فصل الذ كور على ا لإ نا ت با لفصل الد را سي أ ن ا لإ ختلا ط بين الذ كور و ا لإ نا ت لا يؤ دي إ لى تحصيل درا سي متفوق مما يد ل على أ ن الد ين ستر و بأ ن لبا س التقوى خير. فمجا ل التر بية على مما رسة “الحرية” طبقا لما أ قر ته الشرا ئع السما و ية وا سع يمكن أ ن ينا ط با لجار و با لخطيب با لمسجد إ لى جا نب ا لأ ب و ا لأ م وو سا ئل ا لإ علام. و قد كا نت جل هذه الو سا ئل التقو يمية متو فرة با لمجتمع ا لإ سلا مي، إ ذ كا ن النا س يا مرون با لمعرو ف و ينهو ن عن المنكر  وينهون النا س عن الفا حشة قبل ا رتكا بها.

و نظرا لأ ن العينة من الطا لبا ت بهذه المؤسسة لا تضع أ ي فارق ما بين “الحرية و قلة الحياء”، فلا بد من  المزيدمن  بث الو عي  عن طريق إ نتا ج سينما ئي يو ضح مزا يا  ا لأ خلا ق في أ و سا ط الطلبة عن طريق  التذ كير مثلا  بأ ن ا لحيا ء في حضور ا لأ ستا ذ با لفصل لا يعتبر قمعا بقدر ما يعتبر من الصفا ة  المميزة للإ نسا ن و  بأ ن ذ لك يعتبر من الصفا ت الحميدة  في البلدا ن المتحضرة. لا بد كذلك من بث الو عي في أ و سا ط الطلبة  حول  ما تقتضيه ظرو ف التعلم من موا جهة. فإ ذا أ تيحت  للطلبة فرصة حضور مجمع أ هل العلم، فلا يجب عليهم ا لإ ستحياء لأ ن الغا ية هي الظفر بجوا ب علمي من لد ن هؤلاء. فقد كا ن حيا ء الر سو ل صلى الله عليه و سلم و الصحا بة يجسدو ن هذا النو ع من الحياء.فهنا ك من الرجا ل و النساء من يفصح عن هذا التصرف في المجا لس العلمية و لا يسا هم في بث رو ح الحياء بأ و سا ط الشبا ب حينما يطرح أ سئلة عقلا نية محر جة على المجا لس العلمية. و لهذا، لا بد من مرا جعة هذا التصرف عن طر يق طرح المرأ ة السؤا ل على المرأ ة العا لمة إ ذا و جد ت بطريقة منفردة. و يمكن تسليط الضوء كذ لك  أ ثناء عرض الشريط على مو اقف  نسائية تزكي جوا نب محا فظة في سلو كهن . فتسليط الضوء على كتا بة السؤا ل المحرج في حضور جمع من النا س سيسا هم حتما في نشر الحيا ة في أ ي مجلس بما في ذ لك الفصل الد را سي.

 فبا لإ ضا فة إ لى إ نتا ج سينيما ئي، يمكن منا قشة قضا يا تتعلق با لفرق بين قلة الحياء و الحرية  قبل و بعد عرض الشريط على المشا هد ين من الطلبة. و أ ثناء النقا ش، لا بد من ا لإ شا رة إ لى السلف الصا لح لأ خذ العبرة من التا ريخ ا لإ سلا مي لبث الو عي في صفو ف الشبا ب حول مفهوم الحياء:  أ ن يستحي ا لإ نسا ن من التعليم و التعلم فهذا أ مر يستقبحه شر عنا الحنيف الذي يد عو إ لى حرية الرأ ي.أ ما أ ن يذ كر شيء مستهجن و قبيح  بحضور النا س، فإ نه يتطلب أ عما لا ز جرية لأ ن ذ لك يذ خل في إ طار قلة الحياء. و يمكن تو جيه أ نظا ر الطلبة إ لى عا ئشة ر ضي الله عنها أ خذ العبرة حينما ا ستحيت لما سأ لت ا مرأ ة النبي صلى الله عليه و سلم عن كيفية التطهر من الحيض. ا قتربت سيد تنا عا ئشة منها و شر حت لها ا لأ مر. يمكن كذلك أ خذ العبرة من الرسول صلى الله عليه و سلم في مجا ل الحياء.فقد روى أ نس ر ضي الله عنه قصة زوا ج الرسو ل صلى اله عليه و سلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها أ نه بعد أ ن تنا و ل الصحا بة الكرا م طعا مهم تفر ق أ كثرهم و بقي ثلا ثة منهم يتحد ثو ن مع النبي صلى الله عليه و سلم ببيته. كا ن الرسو ل صلى الله عليه و سلم ير غب في خر و جهم، لكن، لشد ة حيا ءه، تر كهم و شا نهم، فنزل قو له تعا لى: “إ ذا طعمتم فا نتشروا….والله لا يستحيي من الحق”.و من حياء الر سو ل صلى الله عليه و سلم أ يضا أ نه لم يكن يخا طب ا لأ فرا د مبا شرة أ و يذ كر ا سمهم أ ما م النا س إ ذا بلغه خبر قبيح عن أ حد هم أ و إ ذا رأ ى منهم  سلو كا غير قو يم. بل كا ن بخلقه في مثل هذه الموا قف أ نه يو جه كلا مه إ لى عا مة النا س من غير أ ن يقصد أ حدا بعينيه. فكا ن يقو ل مثلا: ” ما با ل أ قوا م يقو لو ن كذا أ و يفعلو ن كذا”

و يمكن أ خذ العبرة من حياء الرسو ل صلى الله عليه و سلم أ ثناء زوا جه .فقد روى أ نس ر ضي الله عنه أ نه لما تزوج الرسو ل صلى اله عليه و سلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها ، تنا و ل الصحا بة الكرا م طعا مهم وانصرف  أ كثرهم  إ لا ثلا ثة منهم ، حيث ا ستمروا في الحد يث مع النبي صلى الله عليه و سلم ببيته. في حين، كا ن الرسو ل صلى الله عليه و سلم ير غب في خر و جهم، لكن، لشد ة حيا ءه، تر كهم و شا نهم، فنزل قو له تعا لى: “إ ذا طعمتم فا نتشروا….والله لا يستحيي من الحق”.و من حياء الر سو ل صلى الله عليه و سلم أ يضا أ نه لم يكن يخا طب ا لأ فرا د مبا شرة أ و يذ كر ا سمهم أ ما م النا س إ ذا بلغه خبر قبيح عن أ حد هم أ و إ ذا رأ ى منهم  سلو كا غير قو يم. بل كا ن بخلقه في مثل هذه الموا قف أ نه يو جه كلا مه إ لى عا مة النا س من غير أ ن يقصد أ حدا بعينيه. فكا ن يقو ل مثلا: ” ما با ل أ قوا م يقو لو ن كذا أ و يفعلو ن كذا” و يمكن أ خذ العبرة من الصحا بة ا يضا في مجا ل الحياء. لم يكن الحيا ء يقتصر على النسا ء في ظل ا لإ سلا م ، بل كا ن الصحا بة أ يضا  يستحييو ن من الر سو ل صلى الله عليه و سلم. و لهذا، كا نوا يقتنصو ن منا سبة زيا رة ا لأ عرا ب له لطرح السؤا ل عليهم بدو ن حرج. و أ حيا نا، كا ن ا لصحا بة يحيلو ن أ سئلتهم على ا لأ عرا ب لإ يدا عها إ لى الر سو ل صلى الله عليه و سلم ا ستحياء منه.  و يمكن لوا ضعي المنها ج الغير الرسمي إ يجا د و سيلة  لتحفيز متخصصين في مجا ل ا لأ د ب على كتا بة قصص أ و منا قشة قضا يا تتعلق با لفرق بين قلة الحياء و الحرية با لفصل أ و أ ثناء ا لأ نشطة الموازية قبل عرضها على دور السينما با لجا معة  لتجسيد مضمو نها.

سا بعا: تضمين الوسا ئل السمعية البصرية با لمنها ج التربوي الغير الرسمي Informal Curriculum لأ خذ العبرة من سورة “سبأ”

تعتبر سورة سبإ من السور القرا نية التي يمكن ربطها با لمنها ج التربوي و جعلها مو ضو ع شريط سينما ئي لتو ضيح التأثير الذ ي يمكن أ ن يما رسه السلو ك على التطور الحضا ري في أ على صوره . فقد أ كد فضيلة الشيخ ا لأ ستا ذ ا  ا محمد المكي  النا صري  ( 2012)  و هو بصدد تفسير سورة سبإ عبر إ ذا عة محمد السا دس بإ نه  لا بد من تنبيه الجيل الصا عد إ لى الخطر الذ ي يمكن أ ن يشكله ا لطغيا ن و الزيغ عن القيم ا لأ خلا قية على ا لأ مة المغر بية بأ جمعها  . و قد أ كد على ضرورة  اخذ العبرة من قصص القرأ ن الكريم، مستشهدا في ذ لك بما حل بأ هل سبإ لما ا تسخت قيمهم با لطغيا ن. فقد ورد بالقرأ ن الكريم أ ن  د و لة سبأ بلغت ذ روة عا لية من ا لإ زد ها ر ثقا فيا و صنا عيا و تجا ريا فحل بها القحط و الد ما ر لما أ عرض أ هلها عن ذ كر الله. فقد ورد في ذ كر الله تعا لى أ ن أ هل سبإ سبق لهم أ ن شهدوا من العلم و الهند سة ما كا ن مثا را للد هشة و ا لإ عجا ب في أ طراف العا لم. فعملوا على  حفظ ا لإ ستفا دة من ميا ه ا لأ مطا ر بإ نشا ءهم  السدود و القنوا ت فكا نت تلك السدو د العربية من أ قد م  السدو د التي عرفها التا ريخ. و قد كا ن سد مأ رب  القر يب من مد ينة صنعاء من أ و سع السدود في سبإ و أ شهرها. و لا زا لت بقا يا ه ما ثلة للعيا ن إ لى حد ا لأ ن.  لقد كا نت سبأ أ ية في التطورالحضاري: “بلدة طيبة و رب غفور”. فقد أ كرم الله تعا لى قوم سبإ بعمرا ن مزدهر و متصل الحلقا ت برتبط فيه المد ن الكبرى بسلسلة من القرى الصغرى العا مرة و الممدو دة في أ طراف البا دية. و قد كا نت هذه القرى قريبة بعضها من بعض. كما كا ن يتراءى يعضها لبعض، إ ذ كا ن السفر إ ليها و السير فيما بينها ممكنا ليلا و نها را لما تتو فر عليه من ا ستقرار و أ ما ن.”و جعلنا بينهم و بين القرى التي با ركنا فيها قرى السير، سيروا فيها ليا لي و أ يا ما ا منين”.

إ لا أ ن أ هل سبإ أ عرضوا عن عبا دة ا لله و ا نصرفوا عن ذ كره و شكره عن نعمته طغيا نا و جحو دا و كفرا نا. فبد لهم الله من حا ل إ لى حا ل أ خر و سلط عليهم الكوارث و ا لأ هوا ل. و من بين سما ت الد مار التي حلت على أ هلها لطغيا نهم تهد يم سد مأ رب الذي كا ن يعد من أ عا جيب العا لم القد يم،  بعد ما كا ن أ و سع السدو د في سبإ و أ شهرها. فطغى ما ء السد و ماء السيل على ما كا ن مشيدا من بسا تين و مزارع و أ بنية. فا ند حر العمرا ن و ا لإ ز دهار و حل محله الخرا ب و الد ما ر: “و فأ عرضوا فأ رسلنا عليهم سيلا عرما” لا يطا ق. بتحو لت البسا تين و المزارع إ لى غا با ت و أ د غا ل : “و بد لنا هم بجنتيهم ، جنتين ذوا تي أ كل خنط و أ كل و شيء من سبر قليل”. فا لمرا د با لخنط هو كل شجر ذ ي شو ك فيه مرارة. أ ما ا لأ كل فهو نو ع من الخشب شبيه با لطر فا ء لا ثمرة فيه في الغا لب. أ ما السبر فهو شجر لبق. فبعد ما أ صبح هذا ا للبق أ حسن أ شجا رهم، لم يبق منه في د يا رهم إ لى القليل. و هذا يد ل على صحة قو له تعا لى: “و جزاء سيئة سيئة مثلها” “جزينا هم بما كفروا”. فمثل هذا النبا ت الو حشي لا ينمو في البستا ن أ و في الجنة. كما أ صيب أ هل سبإ با لبصرو طا ل عليهم أ مد النعمة. فعلى الرغم من قصر المسا فة بين قرا هم المتقا ربة، أ خذ وا يستبعد و ن السفر إ ليها. فأ صبحوا عبرة للمعتبرين يتحذ ثون بهم و يتمثلون بمصيرهم المفجع. و ظلموا أ نفسهم و جعلنا هم أ حا ديث و مزقنا هم كل ممزق. إ ن في ذ لك لا يا ت لكل صبا ر شكور”.

و مما لا شك فيه أ نه لا يقتصر د عم الحقو ق ا لأ سا سية على التنظير لها با لو ثيقة الد ستورية و إ نما تعتبر من المجا لا ت الملقا ت على عا تق كل فرد من أ فرا د ا لأ مة ا لإ سلا مية. و لهذا، فلا بد للمنها ج المدعم بشريط سينما ئي يعرض مضمو ن سورة سبإ من تزكية الدور الذي يمكن أ ن يلعبه كل فرد با لمجتمع لطرح حقوق ا لإ نسا ن على أ رض الواقع.  فا لإ سلا م أ و جب حق اليتيم لما ا تضح أ ن المجتمع الجا هلي كا ن يستضعف اليتيم و يعتد ي عليه و لا يكر مه. فعد م العنا ية با لأ يتا م يو لد عقد ة بنفو سهم و يتر ك ا ثا را تد مير ية على المجتمع بأ سره. و قد تد ل ا لأ يا ت الكريمة على أ ن ضما ن حقو ق كل فرد من أ فراد المجتمع لا يتم عبر المشرفين على أ مر الأ مة و إ نما هو أ مر يلقى على عا تق المجتمع. و حري با لمجتمع أ ن يتحلى با لقيم التي تؤ هله للقيا م بهذا الدور. فقد  قد جا ء في قو له تعا لى: ” كلا بل لا تكر مو ن اليتيم و لا تحضو ن على طعا م المسكين” ( سو رة الفجر، 89 : 17). و يقو ل تعا لى أ يضا مد عما حق اليتيم: ” إ ن الذ ين يأ كلو ن أ موا ل اليتا مى ظلما إ نما يأ كلو ن في بطو نهم نا را و سيصلو ن سعيرا” ( سو رة النساء، 4 : 10). و  يعمل ا لإ سلا م على صيا نة مجمو عة من الحقو ق الفر د ية  من بينها الحق في الحيا ة. و قد جا ء في قو له تعا لى: ” لا تقتلوا أ نفسكم، إ ن الله كا ن بكم ر حيما” ( النسا ء، 4: 29 ). كما جا ء في قو له تعا لى: “و من قتل نفسا بغير حق ….فإ نما قتل النا س جميعا” ( سو رة الما ئدة، 5: 32). كما د عا ا لإ سلا م إ لى ا متلا ك ا لإ نسا ن لحق امتلا ك الشرف و عزة النفس. و قد جا ء في قو له تعا لى: “و لقد كر منا بني أ د م “. ( ا لإ سراء، 17: 70). كما أ قر القرأ ن الكر يم حق المسا وا ة في كل شيء إ لا في أ مور رأ ى فيها مصلحة للعبا د . فقد أ قر أ ن النا س متسا وو ن في الخليقة. و قد جا ء في قو له تعا لى: ” يا أ يها النا س، إ نا خلقنا كم من ذ كر و أ نتى و جعلنا كم شعو با و قبا ئل لتعا ر فوا. إ ن أ كر مكم عند الله أ تقا كم” (سو رة الحجرا ت، 39: 14). كما أن  القرأ ن الكر يم  ينص على أ ن المسا وا ة كشر ط أ سا سي لقيا م العد ل . و قد جا ء في قو له تعا لى: ” لقد أ رسلنا ر سلنا با لبينا ت و أ نز لنا معهم الكتا ب و الميزان ليقو م النا س با لقسط “. ( سورة الحد يد، 57: 25 ).  فا لتضا من لا يقتصر فقط على التكا فل الما د ي بل يشمل أ يضا أ نو اعا متعدد ة من أ شكا ل التضا من . و قد كا ن يقتضي العر ف با لمملكة المغر بية ا لإ يما ن بأ ن التضا من يكف الأ ذى.  و حسب ا لأ ستا ذ حسن معتو ق (2012)،  لا زا لت و الحمد لله قيم التضا من من بين أ لأ مور السا ئدة با لقرى. و قد أ كد ا لأ ستا ذ حسن معتو ق (2012) أ نه  من خلا ل حذ يثه عن التضا من، على أ ن الذا كر ة تعو د به إ لى طفو لته با لبا د ية الصحرا و ية حيث يتم التضا من عن طر يق الهبا ت و الهدا يا أ ثناء الزواج.   فقد يمكن لشخص فقير أ ن يتز و ج عن طر يق مسا عدا ت ما دية تقد م إ ليه من طر ف ا لأ هل و الجيران كا لحطب و الما ء و اللحم و الما ل. و يمكن أ يضا إ قا مة مرا سيم تتعلق بجنا زة شخص با لمجا ن أ يضا. و قد يكو ن التضا من ببسط الو جه فقط بطر يقة تو حي بحبك للإ نسا ن. و قد يتم التضا من  أ يضا عن طر يق العمل المشتر ك و في إ سدا ء الخد ما ت با لمجا ن. و يعتبر التضا من من بين ا لأ مور التي يجب على ا لأ مها ت ا عتبا رها خلا ل التنشئة ا لإ جتما عية لأ نه بدو نها لا يمكن الحديث عن جيل يما رس الد يمقرا طية التشا ركية.

و يمكن أ يضا أ ثنا ء عرض شريط سينما ئي يجسد مضمون سوررة “سبإ ” و ضع مقا رنة ما بين القيم الإ جتما عية السا ئدة في عصرنا الحا لي و قيم السلف الصا لح لتمكين الشبا ب  بصفتهم أ عضاء مستقبلية بمجلس الجا معة  لاسيعا ب مضمو ن القيم التي يجب أ ن يحملها موا طن القرن الثا ني و العشرين. و يمكن لصنا ع ا لأ شرطة السينما ئية ا لإ ستعا نة ببحو ث ميدا نية تلفت ا لأ نظار للخطر الذي يمكن أ ن تما رسه القيم الما دية على ضما ن مما رسة حقوق ا لإ نسا ن، علما بأ نه يستحيل الحد يث عن الحقو ق الشخصية في حضور قيم ما دية ا نتها زية. تنا و ل  محمد عبد الها د ي أ بو ريدة ( 23 : 2000)  با لنقذ ا للا ذع القيم الإ  جتما عية السا ئدة في عصرنا الحا لي و اصفا إ يا ها با لقيم الما دية  المتعددة. و قد عدد  محمد عبد الها د ي أ بو ريدة  ( 19 : 2000) هذ ه القيم في “الجاه” و “المكا نة في المجتمع” و “أ نوا ع الريا سة و الشأ ن”. كذ لك ظهرت القيم “الوهمية” المبنية على الخداع على “خشبة المسرح” التي يتم التهيء لها عبر المؤسسا ت ذا ت ا لإ تجا ها ت الو ضعية التجريبة   مقا بل القيم “ا للصيقة با لإ نسا ن” مثل “القلب الكريم” و “الخيا ل الصا في” و “الحس المرهف” و “الخيا ل النير” التي يتم التهيئ لها عن طريق المؤسسا ت ذا ت التو جه الد يني ا لأ صو لي. و با لإ ضا فة إ لى بحوث في علم ا لإ جتماع، يمكن لصا نع الشريط السينما ئي يكشف مضمون سورة “سبأ ” ا لإ ستعا نة  بكتب الحديث و كذ لك بمنشورات تتنا و ل با لو صف خصا ل السلف الصا لح . فقد تنا ول  محمد عبد الها د ي أ بو ريدة  ( 19 : 2000) با لو صف طبيعة القيم التي كا ن يحملها الشعراء العرب قا ئلا بأ نه كا نت لد يهم  أ حا سيس جد يرة با لد را سة و مبا دئ عا مة في المعا ملا ت. فقد كا ن يقا بل  العرض مفهوم الشر ف لد يهم. و كا نت أ خلا ق الرو ح الكبيرة تتمثل في الشها مة و الحلم. و كا نوا يتحلو ن با لصبر أ ما م هزا ت القدر. و كا ن العرب القد امى يتحلون با لكرا مة و يعملو ن على حما ية الجا رو ا للا جئين ( محمد عبد الها د ي أ بو ريدة ، 19 : 2000). و يضيف محمد عبد الها د ي أ بو ريدة  ( 19 : 2000) أ أ ن العر بي كا ن يستجيب من تلقاء نفسه للعطاء و “يشعر بسعا دة إ ذا هو أ عطى”، فيتهلل و جهه و أ نت تطلب منه شيئا كما لو كنت أ نت من تعطيه ما أ نت تطلبه”. و قد كا نت لما يد عى “بصعا ليك العرب” و هم عرب ثوريون شما ئل إ نسا نية و أ خلا قية عا لية. و كا نت لهم مؤهلا ت با رعة في ميدا ن الفن، إ ذ كا نوا يتقنو ن رسم أ خلا ق و فضا ئل و مثل القبيلة الكا ملة و الفرد سوا ء كا ن رجلا أ و ا مرأة ( محمد عبد الها د ي أ بو ريدة ، 19 : 2000). و لما جاء ا لإ سلا م، ظهرت مفا هيم و قيم د ينية و أ خلا قية  مد عمة لفضا ئل العرب القد امئ و قد تم تضمينها با لقر ان الكريم.

و يمكن لصا نع شريط سينما ئي يعرض مضمون سورة “سبإ” ا لإ حتداء مثلا بشريط “الحريف” لمحمد خا ن . يقو ل حسن حداد (40:  2009)  أ ن  الشريط الينما ئي “الحريف” هو عبارة عن سيمفو نية حزينة . فقد نزل محمد خا ن إ لى فا ع مد ينة القا هرة ، إ لى أ زقتها الضيقة ليكشف عن ا لإ نسا ن المصري المسحو ق الذ ي يعا ني من الفقر و الكثير من ا لإ حبا طا ت النفسية و ا لإ جتما عية و العا طفية. و قد ترتب عن إ هما ل المجتمع لحقو ق ا لإ نسا ن الكثير من الإ حبط المو لد للعنف و لا ستبداد ا لأ فراد بعضهم لبعض.  و حسب حسن حداد (40:  2009) ، قد م محمد خا ن فا رس كرجل بسيط و فقير يعيش فو ق سطح إ حد ى البنا يا ت الشا هقة. إ نه رجل عنيف نتيجة لظرو فه الصعبة. لا بد أ يضا من ا لإ هتما م بخلق كا درا ت جما لية معبرة و زوا يا تصوير لا فتة تؤثر في الحد ث (حسن حداد ،30:  2009). و لجذ ب أ نظا ر المتفرجين من الطلبة، فإ نه لا بد من العنا ية  بدرجا ت ا للون و ا لإ ضاءة. لا بد أ يضا من ا لإ ستعا نة بأ غا ني دينية قصيرة أ ثنا ء العرض، خصو صا و أ نه لد ينا بعض ا لأ غا ني الد ينية الرا ئعة جدا التي يمكن أ ن تضفي طا بعا خا صا على مضمو ن سورة “سبإ “. و يمكن أ يضا ا لإ ستعا نة با لمو سيقى شريطة أ ن تكو ن إ يقا عا تها مدرو سة بد قة.  و قد أ كد حسن حداد (13:  2009) إ ن للمو سيقى دور ها م في ا لإ رتفا ع بمستوى الفيلم أ و النيل منه. لذا فإ نه يد عو من يصنع الصورة المتحركة إ لى ا لإ هتما م بها للحفا ظ على  جا ذبية الشريط السينما ئي. و لهذا، دعا حسن حداد (13:  2009) صا نع الفيلم إ لى أ ن يكون د قيقا في ا ختيار المو سيقى. و قد بررحسن حداد (13:  2009) موقفه السلبي من مو سيقى الكثير من ا لأ فلا م قا ئلا بأ نه  شعر با نزعا ج المتفرج من مو سيقى غير جذا بة، و بأ نه شا هد مثلا فيلما إ نسا نيا ا جتما عيا بمو سيقى رعب لا تمت للفكرة و الحدث بصلة. و قد ضرب حسن حداد (43:  2009) مثلا لنوع المو سيقى التي يجب ا ستعما لها أ ثناء عرض شريط سينما ئي بتلك التي تم استعما لها  في فيلم مو عد على العشاء . و هي في نظره مو سيقى معبرة متجسدة في ضربا ت البيا نو النا عمة و الحزينة. و قد يتمثل الهذ ف في تو صيل ما أ را ده السينما ئي محمد خا ن . و لهذا، فإ ن ا ستعما ل للمو سيقى التصو يرية الجذا بة أ ثناء عرض سورة “سبإ ” يعد أ مرا ضروريا.

ضرورة تضمين المنها ج الد يمقراطي لكفا يا ت د يمقراطية/ تشا ركية  تؤهل الكوا در من الجيل الجد يد  لتفعيل المبا د ئ الد يمقرا طية تحد يا للمؤ ثرات السلبية للمنها ج التقليدي

بعد تقصي و تحليل المعطيا ت التي حصلت عليها بالبا ب ا لثا ني من هذه الدراسة، ا تضح أ ن العينة المستهذ فة لا تتو فر على الكفا يا ت الضرورية لمما رسة ا لد يمقرا طية طبقا للمقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011 . و قد يعو د السبب في ذ لك إ لى قضا يا تتعلق با لتربية التقليد ية و المنها ج التقليدي.  فمن جهة، ور د بتصدير الد ستور أ ن المملكة المغربية تلتزم بحما ية منظو متي حقو ق ا لإ نسا ن و القا نو ن الد و لي ا لإ نسا ني و النهوض بهما مع مرا عا ة الطا بع الكو ني لتلك الحقو ق ( القسم السيا سي، 8: 2011). و من جهة أ خرى، تو ضح المعطيا ت على أ ن سلبيا ت المنهج الد را سي التقليد ي لم تؤهل العينة المستهد فة من الكوادر على التخلص من سلا سل القمع و الخنو ع التي يعمل المربون عا دة على تمريرها للمتلقين. و قد عبرت العينة عن عد م قد رتها على التفا و ض مع أ عضاء سا مين ” يمكن تعدا دهم على رؤو س ا لأ صا بع “بمجلس الجا معة حو ل قضا يا تتعلق بمصير من يتم تمثيلهم بهذا المجلس بسبب التخشب الفكري الملا زم لهم. فقد عرف منذر الشرع و ا خرون (6:  2009)  النظا م الكو كبي الوا ر بتصدير المملكة المغربية بالعولمة.   فا لعو لمة عملية يتم من خلا لها ا نتقا ل ا لأ فراد و المعا رف و ا لأ فكار و السلع التجا رية و الخد ما ت عبر الحدو د القطرية ا عتما دا على ا ستخدا م تقنيا ت ا لإ نتا ج المتطورة و تقنيا ت المعلو ما ت و ا لإ تصا ل الحد يثة مما يؤدي إ لى تنا مي ا لإ عتما د المتبادل التكا مل و ا لإ ند ما ج في كثير من نوا حي الحياة ا لإ قتصا دية و السيا سية . و قد صا حب هذا التطور ضرورة تأ قلم الدو ل السا ئرة في طريق النمو مع النظا م الكوني الجديد المؤسس على معا رف توا صلية مبا شرة و علمية  و معرفية  و تقنية كثيرة التشعب و التعقيد.

و ا ستجا بة لطرح المقتضيا ت الد ستو رية لسنة 2011 على أ رض الواقع، أ تسا ءل إ ذا كا ن من الممكن جعل  مما رسة العمل الد يمقرا طي في فريق بمنها ج د يمقرا طي تربوي بمثا بة و سيلة ستسا عد كوا در المستقبل على التخلص من معيقا ت التربية التقليد ية التي تعيق القدرة على التفا وض مع الرؤساء و المرؤوسين. فا لجد ير با لذ كر أ ن المنها ج التقليدي لم يحظ برضى بعض المفكرين المعا صرين با لد و ل الصنا عية لما له من سلبيا ت على صعيد المجتمع. و قبل الكشف عن الد ور الذي يمكن أ ن يلعبه إ درا ج مما رسة العمل في فريق في المنها ج التربوي في بيئة تحا كي بيئة العمل الحزبي، و النقا بي و التعا و ني و الجمعي فلا بد من إ براز رأ ي (جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 2003)  حول نجا عة الدور الذ ي يمكن أ ي تلعبه مما رسة العمل في فريق في تنمية مؤهلا ت كوادر المسقبل التوا صلية و المعرفية. و قد عمل منذر الشرع و ا خرون (10 : 2009)  بدورهم على و ضع قدرة عا مل المعرفة على التفكير النا قد و النظمي و قدرته على التحليل و حل المشكلة و قدرته على التكيف و ا لإ بداع و المجازفة و الريا دة و التفكير الخلا ق و التصرف با ستقلا لية و قدرته على التعلم الذا تي ضمن ما أ طلقوا عليه با لكفا يا ت التطويرية و العقلية العليا.  وقد عمل منذر الشرع و ا خرون (10:  2009) على إ درا ج القدرة على تفهم بيئة العمل الثقا فية و مراعا تها، القدرة على التعا مل في الموا قف الفجا ئية و القدرة على العمل كعضو في فريق و القدرة على ا لإ تصا ل مع الرؤساء و المرؤو سين و الزملاء و الزبا ئن ضمن ما أ طلقوا عليه بكفا يا ت العمل و ا لإ تصا ل.

تنمية مؤهلا ت الطلبة التوا صلية في إ طا ر مما رسة العمل  في فريق:

و في هذا ا لإ طا ر،  يتساءل جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 7 : 2003) فا ئلا : “هل خطر ببا لك أ ن تنصت إ لى نفسك و أ نت تتكلم و أ ن تتخيل و قع كلا مك على ا لأ خرين؟” . يقول جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (7: 2003) أ نه منذ بضع سنين، كا ن  بصدد تدريب مجمو عة من المدراء على كيفية إ دارة المشرو عا ت و القيا م بدور قيا دي في هذا الشأ ن ، و تذ كر أ نه  تحد ث إ ليهم في با دئ ا لأ مر و بأ نه شدد على أ همية التحرر من النظرة التقليد ية التي تكبل تفكيرهم.  فبخصو ص التعلم با لمما رسة في فريق ،  يجد جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 10: 2003)  الخلا ص في تطبيق    برا مج التعلم با لمما رسة و المرا قبة التي تقو م على استخلا ص الدرو س من المشكلا ت و المسا ئل التي حصلت و تحصل على أ رض الو اقع و التي يمكن ا لإ ستفا دة منها في تنمية القدرا ت المهنية للمتعلم و تطويرها. و يضيف جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (  11: 2003) أ ن المشر ف على الفريق المتعلم  يركز ا هتما مه  في برا مج التعلم با لمما رسة على تنمية كوادر تتمتع بكفاءا ت عا لية كي يتسنى لها قيا دة مؤسسة  مهنية في المستقبل. و قد يرا فق التعلم دورا ت تد ريبية تحت إ شرا ف مدرس  ( مدرب) يقو م بتدريب و تو جيه ا لفريق  (جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ، 11: 2003). فعلى الرغم من أ ن التعلم با لمما رسة و المرا قبة قا بل للتطبيق خا رج إ طا ر بيئة العمل المعتا دة، أ ي  في بيئة تحا كي البيئة الو اقعية مع بعض الفرو فا ت التي تميزها إ لا أ ن ( جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ، 11: 2003) يؤكد أ ن النهج الرا د يكا لي الذ ي يد عو إ ليه يشدد على تحقيق نتا ئج ملمو سة في إ طا ر مشرو عا ت حقيقية أ يضا. و في كلتي الحا لتين، يقر ( جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ، 11: 2003) أ ن تطوير قدرة ا لأ فرا د تتحقق من خلا ل تفا علهم مع المعطيا ت . و يكمن الهد ف الرئيسي من ا تبا ع هذ ه الطريقة في تحقيق التفا عل المستمر مع المستجدا ت و با لتا لي في تغيير المسا را ت تبعا لتغيير المعطيا ت . و قد يقتضي تحقيق هذا الهد ف تحد ي ا لأ فكا ر السا ئدة و الطرق المأ لو فة بصورة رو تينية. و قد أ د لى جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 11: 2003) بمثا ل على الشركا ت الكبرى التي تعمل على تفعيل النهج الجد يد في التعلم  يتجسد في شركة مو تو رو لا و جنيرا ل إ ليكتريك و شركة هو ني و يل ا. و قد  تستخد م هذه الشركا ت التعليم با لمما رسة كعنصر رئيسي في تطوير برا مج ا لإ دا رة و تنفيذ مختلف المشرو عا ت.

و يمكن ا لإ ستفا دة من طريقة مما رسة العمل في فريق سا هم (جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ، 18: 2003) في عرضها على القا رئ. و تقتضي هذه المبا درة و صف   خلل بشركة أ مريكية و كيفية تصد ي فريقا ن  له. يقو ل جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 18: 2003) أ ن إ حدى الشركا ت ا لأ مريكية  يقع مركزها الرئيسي في أ مريكا و اجهت خللا  على صعيد تو زيع منتجا تها في ا لأ سوا ق ا لأ مريكية مع الفرع المشرف على التوزيع في ا لأ سوا ق الكند ية الذ ي كا ن يعمل بصورة مستقلة مع الشر كة ا لأ م. و قد أ دى هذا الو ضع إ لى زيا دة التكا ليف ا لإ دارية. لهذا السبب، قررت الشركة تشكيل فرق عمل للتمثيل من أ جل  درا سة إ مكا نية تو حيد العمليا ت التجا رية في أ مريكا و كندا بناء على مقا رنة النهج الذ ي ا تخذه كل فريق لإ يجا د الحلو ل. و يكمن الهذ ف من و راء قيا م الفرق بهذه ا لأ دوار تحقيق التكا مل ا لإ داري و تخفيض النفقا ت بناء على ا تخا ذ القرار النا جع في ظل ست سنوا ت . لم يتوان جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 19: 2003) في إ بداء إ عجا به  حو ل ا لطريقة التي عا لج بها الطا قم  المنتمي للفريق ا لأ و ل  المشرو ع، إ ذ ا تخذوا قرارهم بعد درا سة متأ نية و منطقية و تو صلوا إ لى نتيجة نا لت د عم و مو افقة الجميع. فقد أ كد جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ( 19: 2003) على أ نه على الرغم من ا ختلا ف و جها ت نظر الفريق، إ لا أ ن الأ عضاء المنتمية للفريق ا ستطا عت ا تخا ذ قرار في جو تسو ده ا لأ لفة و الو ئا م

في حين، كا ن أ عضاء الفريق  الثا ني مختلفين و قد كا نوا يعملون في بيئة يسو دها الشقا ق. يقو ل جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (19: 2003) كا ن أ عضاء الفريق الثا ني مختلفين. و حسب الكا تب، كا ن أ غلبهم من العا ملين على أ رض المصنع،  يعملون كمشرفين على ا لإ نتا ج و كمشغلين للأ لا ت وكمسؤو لين عن جد و لة ا لإ نتا ج. و مما أ ثا ر عد م ا رتيا ح ( جو ن سي ريد ينغ   Redding John C ، 22: 2003) أ ن  هذا الفريق لم يكن يتو فر على مخطط للمشرو ع أ و خطة عمل . بل كا ن ا لأ عضاء يعملون في جو يسو ده الخلا ف و الشقا ق و لم يكن ذ لك يسمح لهم با لإ تفا ق حو ل و ضع خطة عمل. يقو ل جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (22: 2003) أ ن الفو ضى سا دت في صفو ف الفريق  بعد أ ن دأ ب الخلا ف بينهم . و أ خذ كل و احد منهم يتهجم على ا لأ خر و يسبه و يسفه رأ يه، ضاربا عرض الحا ئط  بقو اعد النقا ش و اللبا قة . فنهض أ حد مؤيدي ا لإ قترا ح و قد ظهر عليه ا لإ نفعا ل  و أ علن أ نه سيغا در ا لإ جتما ع  و بأ نه سيستقيل ا حتجا جا على عجز المجتمعين عن ا تخا ذ القرارالذي بدا له أ نه القرار المنطقي الو حيد. و أ قر جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (24: 2003)  أ ن ا مر الخلا ف بين ا لأ عضاء ا قتضى تقسيم الفريق الثا ني إ لى فئتين و طلب من الفئة ا لأ و لى أ ن تعا لج المسأ لة با لطريقة التي اتبعها الفريق ا لأ ول  مع إ سدا ء النصح و تقد يم إ رشا دا ت لهذه الفئة  بخصو ص كيفية إ دارة ا لإ جتما ع  و ا لإ عدا د له بصو رة نظا مية. وأ خيرا، ا تضح أ نه  على الرغم من أ ن هذ ه الفئة ا ستطا عت حل المشكل، إ لا أ ن هذا الحل لم يكن با رعا لأ نه تم في غيا ب ضما ن تخو يل  الفئة المتنا زعة  منهجية حد يثة  تتجسد في تخو يلها حرية  و استقلا لية اتخا ذ القرار. يقو ل جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (25: 2003) أ نه لو تركت الجما عا ت و شأ نها، لكا نت أ ميل لأ ن تخرج بحلو ل مبتكرة و مجد ية من الجما عا ت التي ا تبعت منهجا تقليد يا في طرح المشرو ع و منا قشته.

يمكن إ درا ج “محا با ة بيئة تسيير الجمعيا ت”  با لمنها ج التربو ي من أ جل تفعيل ا ليا ت العمل الد يمقراطي التشاركي: 

 و بناء على عرض طريقة جو ن سي ريد ينغ   Redding John C (2003) حو ل تنمية القدرا ت التوا صلية و المعرفية عن طريق نهج طريقة عمل في فريق يتسم بكثير من الحرية و ا لإ ستقلا لية في ا تخا ذ القرار  ، يمكن القو ل بأ ن البيئة المغربية تو فر مجا لا خصبا لوا ضع المنها ج و للمربي لإ عدا د الطلبة و الطا لبا ت للعمل في فريق و لتجسيد المقتضيا ت الد ستو رية  لسنة 2011 على أ رض الو اقع. فمن شأ ن العمل في فرق أ ن يسا هم في الرفع من قدرا ت الطلبة بو صفهم كو ادر المستقبل على مما رسة العمل بمجلس الجا معة في جو تسو د ه الحرية في شكلها الإ يجا بي. و بناء عليه، يمكن القو ل بأ ن نظا م الجمعيا ت يو فر مجا لا لوا ضع المنها ج و للمربي لتحقيق هذا الهذف.  و بما أ ن طريقة تسيير الجمعيا ت تتم و فقا لما ورد با لد ستور، فلا بد من جعل الو ثيقة الد ستورية بمثا بة مرشد لتو جيه كيفية تنظيم الطلبة في إ طار فرق لمحا با ة طريقة عمل الجمعيا ت. و الجد ير با ذ كر أ ن الد ولة المغربية تد عو الشبا ب ليس فقط إ لى محا با ة طريقة سير الجمعيا ت بل إ لى ا لإ نخراط الفعلي بها.  فقد  ينص الفصل  الثا لث و الثلا ثو ن  من دستور المملكة المغر بية  لسنة  2011 على أ ن تعمل السلطا ت العمومية على توسيع ة تعميم مشا ركة الشباب في التنمية الإ جتما عية و الإ قتصا دية و الثقا فية و السياسية للبلا د و في العمل على مسا عد تهم على الإ ندما ج في الحياة النشيطة و الجمعوية. فقد أ قر نا صر الد ين أ سد و ا خرون  (  9 :  2005  )  بأ ن الشبا ب أ دا ة للتغييرو بأ نهم القوة التي تتطلع إ ليها ا لأ مة لإ نجا ز مشا ريع الد يمقرا طية الحقيقية و الو حد ة القو مية و المشا ركة  في تنمية الحضا رة ا لإ نسا نية. و لهذا، لا بد من تريضهم على العمل في إ طار مشترك . كما فقد ينص الفصل  الثا ني عشر من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 أ نه  يجب أ ن يكون تنظيم الجمعيات و المنظما ت غير الحكومية و تسييرها مطا بقا للمبا دئ الديمقرا طية  (القسم السيا سي ، 16 : 2011  ). كما ينص الفصل  الثا ني عشر من د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011  على أ ن تؤ سس جمعيا ت المجتمع المد ني و المنظما ت غير الحكو مية وأ ن  تما رس أ نشطتها بحرية في نطا ق احترا م الدستور و القا نون (القسم السيا سي ، 16 : 2011  ). فعملا با قتراح (منذر الشرع و ا خرون ،10 :  2009) المتعلق  بتضمين قدرة “العا مل المعرفي” على تفهم بيئة العمل الثقا فية و مراعا تها، وقدرته على التعا مل في الموا قف الفجا ئية و القدرة على العمل كعضو في فريق و القدرة على ا لإ تصا ل مع الرؤساء و المرؤو سين و الزملاء و الزبا ئن ، فإ نه لا بد من و ضع منها ج يسا عد الشبا ب من ا لطلبة على تنمية كفا يا ت العمل و ا لإ تصا ل مستقبلا. وتجدر ا لإ شارة إ لى أ ن  كفا يا ت العمل الجما عي تعتبر بمثا بة محفز لمما رسةا ليا ت الديمقراطية التشا ركية. فقد أ قرت الصحفية فا طمة يا سين ( 7  : 2012 ) أ ن  متخصصين في القا نو ن الدستوري يعتقد و ن بأ ن تنصيص الدستور الجديد  على   حقو ق الشبا ب و الطفو لة و إ قرارالأ ليا ت  المؤسسا تية لبلورة هذه الحقو ق في إ طا ر مجلس و طني للشبا ب و العمل الجمعوي و مجلس وطني للا سرة و الطفو لة اعتراف صريح با لأ همية الإ سترا تيجية لشريحة  الشبا ب في مجا ل التنمية .

فقد سا همت الصحا فية فا طمة يا سين ( 7  : 2012 ) في التعر يف بالأ هداف التي تم التخطيط لها عن طريق جعل العمل الجمعوي أ مرا مرتبطا با لشبا ب المغر بي ، مو ضحة أ ن العمل الجمعوي المرتكز في عمقه التنظيمي و التأ طيري على الشبا ب يضطلع بأ دوار مهمة تتعلق بالمشا ركة في البنا ء الديمقرا طي. فقد يهد ف العمل الجمعوي إ لى  إ عطا ء المكا نة اللا ئقة للشباب في المنظو مة المؤ سسا تية و الدستو رية  لكي تستطيع هذه الشريحة الو لوج  إ لى مرا كز القرار مستقبلا بشكل أ سهل . و قد أ كد ت فا طمة يا سين ( 7  : 2012 ) على أ ن   متخصصين في مجا ل  القا نو ن الدستوري يعتبرون  أ ن تنصيص الدستور الجديد  على   حقو ق الشبا ب و الطفو لة و إ قرارالأ ليا ت  المؤسسا بية لبلورة هذه الحقو ق في إ طا ر مجلس و طني للشبا ب و العمل الجمعوي و مجلس وطني للا سرة و الطفو لة  تروم تقوية العمل الجمعوي الشبا بي و التربوي كشريك أ سا سي في العملية التنمو ية في مستويا تها السيا سية و الإ قتصا دية و ا لإ جتما عية. و يعتبر هذا بمثا بة  مدخل جو هري لمجمو عة من الإ صلا حا ت السيا سية التي تيسر الو لوج الفعلي للشبا ب إ لى مرا كز القرار و اعتما د مقا ربة تشا ركية .و ا عتبر ت الصحفية ( فا طمة يا سين ، 7  : 2012 ) الدستو ر الجديد بمثا بة تأ سيس للجمعيا ت لتكون شريكا في رسم و تجسيد السيا سا ت العمو مية على أ رض الوا قع.  و تؤكد الصحفية (فا طمة يا سين ، 7  : 2012 ) بأ ن الشبا ب اليو م يشعرون بأ همية  اللحظة التا ريخية التي يمر بها المغرب و بأ همية التحد ي الذي يطرحه الدستو ر الجديد لإ براز القدرات و الطا قا ت التي يختزنونها بصفتهم  أ طرا فا رئيسية  في صنا عة التا ريخ المغربي.

و بم أ ن الفصل الفصل الثا لث و الثلا ثو ن  ينص على ضرورة اشراك الشبا ب في الحيا ة الجمعوية‘ فقد يستحسن عدم ا لإ قتصا ر على محا با ت أ عما ل جمعوية بل العمل على تشجيع الطلبة و الطا لبا ت على ا لإ نخراط الفعلي با لجمعيا ت عن طريق إ يلا ء إ دا رة المؤسسة المشرفة على الجا معة اتخاذ كل الإ جراءلت التي من شأ نها  تسهيل هذه العملية. بل يمكن ا يضا تحفيز الطلية على استقطا ب شرائح مختلفة من المجتمع  المغربي للعمل معا في إ طا ر هذه الجمعيا ت‘ الشيء الذي سيؤدي حتما إلى خلق نوع من التا زر بين هذه الشرائح المختلفة. و تعتبر كل من الشا با ت  المقيما ت أ صلا با لأ قليم الجنو بية و ذوو ا لإ حتيا جا ت الخا صة ضمن  الشرا ئح  التي تستد عي التشجيع على ا لإ نخراط في جمعيا ت لصقل مقولا تهم في مجا ل الد يمقراطية التشا ركية، علما بأ ن الشريحة الإ جتما عية المقيمة با لأ قا ليم الجنو بية لها  من المؤ هلا ت الثفا فية القدر الكا في لجعلها طرفا فا علا ببلدها المغرب.

و أ شا رت فا طمة يا سين ( 7  : 2012 ) إ لى الصد ى الذي أ حد ثته دعوة الشبا ب إ لى ا لإ نخرا ط في العمل الجمعوي. فالجمعو يو ن  من الجيل القد يم يعتبرو ن بأ ن التصيص على إ حدا ث مجلس و طني للشبا ب و العمل الجمعو ي ما هو إ لا تكريس للنضا ل الذي أ با نت عنه  الحركة الشبا بية على مر عقو د من القرن العشرين  و مطلع القرن الو احد و العشرين خا صة المنظما ت الشبا بية المتتمية للحركة التقد مية و الد يمقرا طية (فا طمة يا سين ، 7  : 2012). في حين، يرى  متخصصو ن في القا نو ن الدستوري أ ن المقنضيا ت التي حملها دستور 2011 في مجا ل الطفو لة و الشبا ب و العمل الجمعوي تعتبر محفزا أ سا سيا لأ نخرا ط الشبا ب في الحيا ة العا مة و في خلق انفرا ج حقيقي يصحح رؤ ية هذه الشريحة لمعنى المشا ركة في الفعل في مختلف أ و جه الحيا ة العا مة ( فا طمة يا سين ، 7  : 2012 ).   في حين،  يرى الصحفي سعيد يقطا ن (  8 : 2012 ) أ نه للأسف، لا ز لنا لا نؤ من بنجا عة العمل الجمعوي و العمل الجماعي. و علل الصحفي سعيد يقطا ن (  8 : 2012 ) انعد ا م تقا ليد و ثقا فة العمل الجماعي لدينا في اننا لا  نؤ من بإ قا مة علا قا ت ا فقية مع إلإٌ خر:”على  اٌلأ خر أ ن يكون تا بعا و منتقد ا و طا ئعا و لا مشا ركا و لا فا علا”. و لهذا، فلا بد من تشجيع الطلبا ت و الطلبة بما في ذلك الطلبة  القا طنين با لأ قا ليم الجنوبية على ا لإ نخراط في تعا و نيا ت و أ عما ل جمعو ية .

يمكن إ درا ج محا با ة “بيئة تسيير التعا و نيا ت” با لمنها ج التربو ي من أ جل تفعيل ا ليا ت العمل الد يمقراطي التشاركي: 

فقد ا تضح من خلا ل برنا مج إ دا عي حو ل نظا م التعا و نيا ت أ ن هذه ا لإ خيرة  توفر مجا لا خصبا للطلبة و الطا لبا ت لمحا با ة مما رسة  عمل المتعا و نين في فريق من أ جل الرفع من مؤهلا تهم في مجا ل تقنيا ت التواصل و تقنيا ت الد يمقراطية التشا ركية  . و قد أ عد هذا البرنا مج ا لأ ستا ذ عا د ل الر يسو ني يو م ا لأ ربعا ء 19  نو نبر 1912. و حضره كل من السيد محمد البشير شا بو رئيس كممثل ا لإ تحا د المتو سطي لتعا و نيا ت الصيد التقليدي بمد ينة طنجة. كما حضر هذا البر نا مج السيد عبد الجليل شر قا و ي منسق الشبكة ا لإ فر يقية للإ قتصا د ا لإ جتما عي و التضا مني و هو أ يضا مد ير عا م للتعا و ن الو طني. كما حضر البر نا مج السيد الجيلا لي و هو عضو أ يضا في الغر فة الفلا حية.  و حضر هذا البر نا مج أ يضا السيد محمد ما مو ن و هو فلا ح متعا و ن جمعو ي و عضو في مجمو عة من التعا و نيا ت على الصعيد المحلي لمد ينة الصخيرات. كما حضر البر نا مج ا لإ د اعي الد او دي و هو فلا ح متعا و ن و عضو با لمجلس ا لإ دا ري لتعا و نية الفضيلة و عضو أ يضا في الغر فة الفلا حية لجهة الر با ط-سلا- ز عير. و قد تم تسليط الضوء على  ا لإ دارة و الممثلين البر لما نيين و الممثلين على الصعيد ا لإ قليمي و على صعيد الجهة لمعر فة مد ى ا ستطا عة المتعا و نين  من الفلا حين و الصيا د ين و المنخر طين في إ طا ر الصنا عة التقليد ية على تحقيق الهد ف من خلا ل تضا من كل هذه ا لأ طر اف في العمل في إ طا ر التعا ونيا ت التي ا رتفع عددها با لمملكة المغربية إ لى  . و الحقيقة أ ن هذا البر نا مج سا هم في تعميق فهمي للد يمقرا طية التشا ركية و أ يما ني بمزا يا ها التي لا زالت لم تجد ضدى لها بمجلس الجا معة.

و تد ل المعطيا ت المحصل عليها عبر هذا البرنا مج بأ ن الد و لة المغربية تسا هم فعلا في د عم حرية المتعا و نين، و با لتا لي، فلا بد من تسليط واضع المنهاج و المربي على مقو لة “الحرية” أ ثناء محا باة الطلبة لأ عما ل المتعا و نين. فبناء على ما ورد على لسا ن المتعا و نين، فإ ن العمل التشا ركي با لتعا و نية  يهيء ا لأ رضية للمتعا و نينن لتلقي مسا عدا ت تتجا وزحدو د التراب الو طني. فقد أ كد أ حد المتعا و نين الفلا حين أ ن المجمع ” يتو فر على بنية مقا و لا تية و على تنظيم محكم قا ئم على تعا و ن و طني و د و لي”.  فقد أ فا دنا فلا ح متعا و ن بمعلو ما ت حو ل مضمو ن التعا و نية قا ئلا بأ ن بر نا مج التعا و نيا ت “يد خل في إ طا ر البر نا مج ا لأ خضر” و بأ ن هذا البر نا مج  جا ء بهذا التصور التشا ركي  لينكب على فئتين من المتعا و نين: فئة تتو فر على إ مكا نيا ت تؤ هلها للتعا و ن و فئة أ خر ى تحتا ج إ لى مر افقة المجمع”. قا ل أ حد المتعا و نين: “ذ كرنا -نحن الفلا حو ن المتعا و نو ن-  السا كنة با لد وار أ نه في إ طا ر المغر ب ا لأ خضر، سنتلقى إ عا نا ت في إ طا ر المغر ب الأ خضر من طر ف و زارة الفلا حة . و ستعمل و زارة الفلا حة أ يضا على تجزيئ ضيعا ت فلا حية”. و قا ل متعا و نين ا خر أ نه يمكن للد و لة أ ن تقد م مسا عدا ت للتعا و نية لتأ سيس  البنية ا لأ و لى للتعا و نية. و ا ضا ف متعا ون ما يلي: “لما تأ خذ ا لأ مو ر حجمها و تصبح للتعا و نية صحة ما لية، تكو ن ا لإ ستمرا رية و يعو د العمل بخير”. فقد “سا همت وزارة الفلا حة في تقد يم  مسا همة للتعا و نية التي أ نتمي إ ليها بتخو يلنا ميزا نية تم تقد ير ها في 4000 درهم كثمن يو ا ز ي  ثمن  بقرة و احد ة لكل متعا و ن”.و أ كد متعا و ن أ خر أ ن أ عضا ء التعا و نية أ قا موا “علا قا ت مع أ شخا ص خا رج الو طن. فسا عدوهم فقط على إ عطاء ا لإ نطلا قة ا لأ ولى للتعا و نية. و بعد ذلك، حقق المتعا ونون أ ربا حا طا ئلة بناء على العمل التشا ركي “.  و أ كد متعا و ن أ خر : ” عقد نا نحن ا لأ عضا ء المتعا ونون  ” ا تفا قية مع شركة سنطرا ل تتضمن تقد يم المد يو نية لنا مقا بل تزويدها با لحليب. و الحقيقة أ ن هذ ه العملية تشجعنا على تربية البقر الحلوب. لو اعتمد الفلا ح على نفسه لشرا ء البقر لما ا ستطا ع ذلك”.

و تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها  عن طر يق القيا م با ستجو ابا ت مع الفلا حين المتعا و نين على أ ن العمل با لتعا و نية  يتم في إ طا ر من الحرية و ا لإ ستقلا لية من هيمنة  أ صحا ب الما ل كما هو متعا رف عليه في أ ي نظا م رأ سما لي قا ئم على ا  ستغلا ل قوة الطبقة العا ملة. و من ا لأ مثلة على التصور الذي تحمله  العينة من المتعا و نين الفلا حين ما أ كده فلا ح متعا ون قا ئلا بأ ن “التعا و نية هي أ فضل و سيلة لخد مة المجمع لأ نه ليس لها طا بع ر أ سما لي كما هو الشأ ن با لنسبة للمؤ سسا ت ا لأ خرى. “فأ د بيا ت ا لإ قتصا د ا لإ جتما عي و التضا مني يملي علينا شيئا أ سا سيا و مهما  بل و يحذ رنا منه: عد م ا يلا ء العنا ية با لرأ سما ل المحض لا ن التعا و نية ليس لها طا بع ما لي. فا لرأ سمال المحض له طا بع ا ستغلا لي و التعا و نية تقو م على التعا ن و ليس على ا لإ ستغلا ل”.”ا لإ حتيا ط يمنحك ضما نا ت في ميد ان التجميع. يقتضي هذا ا لإ حتيا ط تأ سيس تعا و نية يكو ن المتعا و نو ن بها في نفس القو ة “. و قد أ جمعت العينة من الفلا حين المستجو بين على غيا ب التر ا تب في المها م با لتعا و نية، إ ذ جا ء على لسا ن أ حد الفلا حين المتعا و نين أ ن  “للمتعا و نين نفس القو ة التفا و ضية  المخو لة للمتجمعين “.” يمكن لفلا ح صغير أ ن يتفا و ض بحضور مجمع قوي” . ” يظل ثمن البيع في المستو ى الذ ي يتمنا ه كل متعا و ن”. و السبب في تهميش رأ س الما ل هو أ نه “إ ذا كا ن الما ل حا ضرا بقو ة فإ نه يصبح و سيطا مستغلا و لا يد ع مجا لا للتفا و ض”. ” و نحن ليس لد ينا الو سيط الذ ي يمكن أ ن يؤ دي مبلغا ها ما من الما ل يصل معد له إ لى  80%   مقا بل تأ د ية   20  %  فقط من طر ف الفلا ح  . بل يتم تو زيع المد خو ل با لتسا و ي على الفلا حين أ ي بنسبة 100 % با لنسبة لكل فلا ح”.

و قد أ با نت المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من خلا ل القيا م با ستجوا با ت مع المتعا و نين الفلا حين أ نه كا نت لمما رسة العمل با لتعا ونية كمؤسسة مبنية على نظا م د يمقرا طي قا ئم على التضا من، المشا ركة و ا قتسا م رأ س الما ل با لتسا وي بين ا لأ عضا ء المنخر طة نتا ئج إ يجا بية. فقد أ كد أ حد المتعا و نين أ نه “أ صبحت النتيجة جيدة ا لأ ن . كا نت تضيع كميا ت ها ئلة من الحليب سا لفا”. “فقبل تأ سيسنا و ا نخرا طنا في التعا و نية الفلا حية، كا ن الفلا ح ضا ئعا  لأ نه لم يكن له أ ي مو رد مما كا ن يد فعه إ لى الهجرة إ لى المد ينة. و لهذا، أ سسنا تعا و نية لتطو ير ظر و ف الفلا حة. فأ صبح لكل فلا ح  متعا و ن ا لأ ن و الحمد لله  مد خو ل قا ر كل خمسة عشر ا و كل شهر، مما سا عد نا على محا ربة الهجرة القر و ية. و بعد ذ لك، ا صبحت للمتعا و نين ثقة في الفلا حة و ا زداد تضا منهم في إ طا ر العمل الجما عي. فكو نا تعا و نيا ت أ خرى و جما عا ت على صعيد الجما عة  التي ننتمي إ ليها كلها. فقد أ قمنا جمعية و تعا و نية على صعيد كل د و ار” .” عملنا على ا ستيرا د أ بقا ر من الخا رج  وو ز عنا ما بين بقرة إ لى بقر تين على كل فلا ح متعا و ن”. “و قد يصل ثمن البقرة الوا حدة ما بين 26000 درهم و 27000 درهم. إ ذن فلو لا التعا و نية، لما استطا ع الفلا ح أ ن يقو م بهذا العمل”. فا لتعا و نية “تعمل على تمرير مشا كل التسو يق من خلا ل المجمع “و لتحقيق هذه ا لأ هذا ف، تم – حسب العينة المستجو بة- تخويل مجمو عة من المها م للتعا و نية با لمجا ن. و قد أ كد أ حد المتعا و نين مثلا أ نه “تو جد بمنطقة الر ما ني مجمو عة من الفلا حيين الذ ين تم تأ طير هم  في إ طا ر تعا و ني د ا خل المنطقة”.

كما يمكن لوا ضع المنها ج و المربي المسا همة في  الرفع من قدرا ت الطلبة و الطا لبا ت على ا لإ ستفا دة من محا با با ة مما رسة العمل في فريق في بينة متعا ونة  في مجا ل حل المشكلا ت التي تعترض المتعا و نين في جو د يمقراطي. فعلى الرغم من أ ن العمل الجمعوي هو عمل د يمقرا طي أ صلا إ لا أ نه لا يخلو من مشا كل. فقد أ كد ت العينة من المستجو بين المتعا و نين أ ن عد م عنا ية  بعض المؤ سسا ت با لتعا و نية يحد من الد ور ا لإ قتصا دي  ا لإ جتما عي للتعا و نية. و قد و ر د على لسا ن أ حد الفلا حين المتعا و نين أ ن بعض الو كا لا ت البنكية تر فض فتح حسا ب بنكي للتعا و نية بد عو ى أ ن التعا و نية بطبيعتها غير قا رة و قا بلة  للتفكك في أ ي لحظة.  كما أ كد متعا و ن أ ن العمل با لتعا و نية لا يجد ا هتما ما من طر ف الغر فة الفلا حية على الر غم من أ ن التعا و نية تسا هم في تغطية حا جيا ت ا لأ عضا ء المنخر طة و عا ئلا تهم. و قد أ بد ى أ حد المتعا و نين أ سفه على مصير التعا و نية نتيجة لهذا ا لإ هما ل قا ئلا: “حسب إ حصا ئيا ت 2010، تم تحد يد الر بح الذ ي تم تحقيقه من طر ف التعا و نيا ت في 848 مليو ن و 192 أ لف درهم. و هو ر قم ضعيف جدا مقا رنة مع ما يمكن للتعا و نية أ ن تحققه من ربح. فطرح المشا كل إ ثناء محا با ة مما رسة عمل التعا و نيا ت في فريق يمكن أ ن يؤهل الطلبة أ يضا لتفتق قدرتهم على الد فا ع على حقو ق ا لإ نسا ن.  

يمكن إ درا ج محا با ة “بيئة تسيير مجا لس  “الو سيط”، “المجلس ا لأ على للحسا با ت” المجا لس الجهوية للحسا با ت”، “مجلس المنا فسة” و ” المجلس الو زاري” با لمنها ج التربو ي من أ جل تفعيل ا ليا ت العمل الد يمقراطي التشاركي: 

يمكن مسا عدة الكوا در من الجيل الجليل على ا كتسا ب ا ليا ت العمل الد يمقلرا طي عبر تيسير السبل لهم للإ نخرا ط في فريق طلا بي إ سوة بمجلس “الو سيط” و المجلس ا لأ على للحسا با ت و الهيئة المركزية و المجلس الو زاري و مجلس الحكومة  لدعم ا ليا ت الد يمقرا طية التشا ركية. و الجدير با لذ كر أ نه تم تخصيص الفصول الممتد ة ما بين الفصل ما ئة و ثما نية و ستين والفصل ما ئة و وا حد و سبعين من د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 لمجمو عة من المجا لس التي تم تأ سيسها من أ جل النهو ض با لد يمقراطية التشا ركية و با لتنمية البشرية التي يمكن ا عتبا رها كمرجعية با لنسبة لوا ضع المنها ج و للمربي لتنشئة كو ادر المستقبل على ا لأ سس الد يمقراطية. والجدير با لذكر أ ن  هذه المجا لس تشبه في تشكلتها مجا لس الجا معا ت و مجا لس المؤسسا ت التا بعة لها، مما سيفيد الطلبة في ا كتسا ب و ا سيعا ب أ ليا ت العمل الد يمقراطي مستقبلا.  فقد و رد “الو سيط” بالفصل الما ئة و الثا ني و ستين و هو بمثا بة مؤسسة و طنية مستقلة و متخصصة مهمتها الدفا ع عن الحقو ق في نطا ق العلا قا ت بين الإ دارة و المرتفقين و الإ سها م في  إ شا عة قيم التخليق و الشفا فية في تدبير الإ دا رات و المؤسسا ت العمومية و الجما عا ت الترا بية و الهيئا ت التي تما رس صلا حيا ت السلطة العمو مية (القسم السيا سي،72 : 2011  ). كما تم التصيص على المجلس ا لأ على للحسا با ت بالفصل الما ئة و السبعة و ا لأ ربعين من د ستور 2011 و  الذي  يما رس مهمة تدعيم و حما ية مبا دئ و قيم الحكا مة الجيدة و الشفا فية و المحا سبة با لنسبة للد و لة و الأ جهزة العمو مية  ت (القسم السيا سي ،68 : 2011 ). كما تم التنصيص على المجا لس الجهوية للحسا با ت با لفصل الما ئة و التسعة و ا لأ ربعين و قد أ سند ت إ ليها  مهمة  مرا قبة حسا با ت الجهة و الجما عا ت الترا بية الأ خرى و هيئا تها و كيفية قيا مها بتدبير شؤونها قشة  (القسم السيا سي،69 : 2011 ). إ ضا فة إ لى هذا، تم التنصيص على الهيئة المركزية بالفصل الما ئة و السا بع و الستين من د ستور 2011 و قد أ سند ت إ ليها مهمة  المبا درة و التنسيق و ا لإ شرا ف و ضما ن تتبع تنفيذ سيا سا ت محا ربة الفسا د و تلقي و نشر المعلو ما ت في هذا المجا ل (القسم السيا سي،74 : 2011  ). كما تم التنصيص على مجلس المنا فسة با لفصل الما ئة و الستة و الستين من د ستو ر 2011  و هو  هيأ ة مستقلة مكلفة في إ طا ر تنظيم منا فسة حرة و مشرو عة بضما ن الشفا فية و الإ نصا ف في العلا فا ت الإ قتصا د ية  خا صة من خلا ل تحليل و ضبط و ضعية المنا فسة في الأ سوا ق القسم السيا سي ،73 : 2011  ). و يمكن أ يضا ا عتبا ر المجلس الو زاري الوار د  بالفصل  التا سع و ا لأ ربعين بمثا بة سند لتد عيم الد يمقرا طية التشا ركية في مجا ل القيا م ببعض التعيينات . و يمكن كذ لك جعل هذا المجلس كمثا ل يحتد ى به في مجا ل الد يمقرا طية التشا ركية. و قد “يتداول المجلس الوزاري في التعيين با قتراح من رئيس الحكومة وبمبادرة من الوزيرا لأ ول”. وقد يشمل هذا التعيين كلا من والي بنك المغرب، السفراء، الولا ة، العما ل، المسؤولون عن الإدارات  المكلفة با لأمن الداخلي و المسؤولون عن المؤسسا ت والمقا ولا ت العمومية اللإستراتيجية”. كما يمكن ا عتبا ر مجلس الحكومة  الوا رد با لفصل الثا ني و التسعين من د ستور 2011 بمثا بة محفز لمجلس الجا معة لطرح قيم الد يمقرا طية التشا ركية  على أ رض الو اقع. و قد يتدا ول هذا المجلس – تحت سلطة رئيس الحكومة- في تعيين الكتا ب العا مين و مديري الإ د ارات المركزية با لإ د ارات العمومية ورؤساء الجا معا ت و العمداء و مد يري المد ارس و المؤسسا ت العليا. 

يمكن إ درا ج محا با ة “بيئة تسييرا لأ حزا ب السيا سية المتسمة با لإ عتدا ل و التسا مح” با لمنها ج التربو ي من أ جل تفعيل ا ليا ت العمل الد يمقراطي التشاركي:

و بناء على ما أ قره  منذر الشرع و ا خرون ( 10:  2009) بخصوص ضرورة ا متلا ك الفرد للكفا يا ت الو ظيفية في عا لم كو ني،   فقد  يتطلب  العمل بالكفا يا ت الو ظيفية و تفعيل مؤهلا ت “العا مل المعرفي” ربط المنها ج با لحيا ة السيا سية . و يقتضي ذلك ا ستفا دة و اضع المنها ج التربوي و المربي من طريقة عمل ا لأ حزا ب المغربية المتسمة با لإ عتدا ل و التسا مح.  فقد يقتضي ربط المنها ج با لحياة السيا سية جعل الطا لب ينخرط في إ حزا ب سيا سية مصغرة على صعيد المؤسسة التي يدرس بها. فربط المنها ج با لحيا ة السيا سية يمكن أ ن يسا عد الطلبة على تحقيق هذ فين. يتمثل الهذ ف ا لأ و ل في السعي إ لى تطوير مؤهلا ت ت الطا لب في مجا ل التوا صل الشفا هي، علما بأ ن ذ لك سيؤهله للعمل مستقبلا في إ طا ر فريق . و يتمثل الهد ف الثا ني من وراء ربط المنها ج با لأ حزاب السيا سية في تأ هيل الطلبة للعمل با ليا ت العمل الد يمقرا طي مستقبلا للد فا ع عن حقو قهم المشرو عة.

و مما ا ستد عى ضرورة  تشجيع الطلبة و الطا لبا ت على محا با ة ا لإ حزا ب السيا سية  النتا ئج المحصل عليها با لبا ب الثا ني من هذه الدرا سة بعد إ جراء استجوا با ت مع العينة من ا لأ عضاء المنتمية لمجلس الجا معة. فقد و لد لدي عدم اكثرا ث العينة المستهذ فة با لد ور الذ ي يمكن أ ن تلعبه ا لأ حزا ب السيا سية في تا طير الأ عضاء سيا سيا بمجا لس الجا معة ليكونوا في مستوى تمثيل ا لأ فراد به. فعلى الرغم من أ نه تمت ا لإ شارة في ا لبا ب ا لأ ول من هذا البحث المتعلق با لبحث النظري           the review of literature إ لى مقتضيا ت د ستورية تتعلق با لد ور الذي يجب أ ن تقو م به ا لأ حزاب في حيا ة الموا طن المغربي، فأ ن العينة لم تشر إ ليها بثا ثا أ ثنا ء الحديث. مما يدل على أ ن  و جو د  ا لأ حزاب با لجا معة لا زا ل أ مرا  مستبعدا. كما يد ل ذ لك أ يضا على أ ن ظروف النشئة الإ جتما عية لم تسعف ا لأ حزا ب على فرض ثقلها السيا سي  كثيرا في رسم خطى التحدي لتحمل المسؤولية الملقاة على عا تقها.   فما تم و ضع ا لأ حزاب السيا سية في صلب الد ستور إ لى ليتم تفعيلها على صعيد حياة ا لأ فراد أ ينما حلوا و ارتحلوا. ويتضح من خلا ل ذ لك على أ نه على الرغم من أ ن الد و لة المغربية تعمل على و ضع مقتضيا ت د ستورية ها مة للرفع من مستوى و عي ا لأ فراد بحقوقهم السيا سية، إ لا أ ن المواطن المغربي لا زا ل يفتقر إ لى هذا الو عي. و قد يعو د السبب في ذ لك إ لى غيا ب منها ج تربوي يسا هم في تربية المواطن على الحقو ق السيا سية.  يقو ل الصحفي خا لد فتحي (  9  :  2011 ) أ نه يجب على ا لأ حزاب السيا سية أ ن تكو ن صدى لهموم ا لأ فراد بوطنهم المغرب “راسمة أ مينة ” لغد هم و لمستقبلهم كما يريدون هذا المستقبل لا كما يتم فرضه.  ويقول  الصحفي خا لد فتحي (  9  :  2011 ) نحن نريد قوا نين لا تكدر عنفوا ن الد يمقرا طية أ و تعكر صفوها. بل لا بد من تطبيق الد يمقرا طية كما تم نظيرها  و صا غها الد ستور. و لهذا لا بد من جعل ا لأ حزاب محورا لد عم الحقوق بمجا لس الجا معا ت.و لا بد أ يضا من إ سما ع كلمة ا لأ فراد بمجا لس الجا معا ت عبر ا لأ حزاب.  ، و إ ن

يمكن إ درا ج محا با ة “بيئة النقا بات ” با لمنها ج التربو ي من أ جل تفعيل ا ليا ت العمل الد يمقراطي التشاركي:

  يمكن أ يضا تطوير كفا يا ت الكوادرمن الطلبة  في مجا ل ا ليا ت العمل الد يمقراطي عن طريق تضمين العمل في فريق نقا بي با لمنها ج

ونظرا لأ ن  تفعيل الكفا يا ت الو ظيفية تتطلب في و قتنا الحا ضر ربط المنها ج با لحيا ة السيا سية ، فلا بد من و ضع النقا بة في صلب المنها ج. و يقتضي تفعيل هذا الهد ف تشجيع الطلبة و الطا لبا ت على تكو ين فريق لمما رسة العمل النقا بي محا با ة لأ عما ل فرق نقا بية  عملت على و صف مضمو نها با لبا ب ا لأ و ل من هذه الدرا سة. و الحقيقة أ نني كنت أ ترقب بكل حما س أ ثناء القيا م با ستجوابات مع العينة من ا لأ عضاء  المنتمية لمجلس الجا معة أ ن تشير هذه العينة إ لى منظما ت حكو مية أ و إ لى منظما ت غير حكو مية لتقو م مقا م ا لأ عضا ء الممثلين للموظفين و للأ سا تذة  في أ داء وا جب الد فا ع عن حقوق من يتم تمثيلها بمجا لس الجا معة، علما منا بأ ن بعض ا لأ مور تحتا ج إ لى التقويم و المساءلة.  و قد ا تضح بكل جلا ء أ ن  النقا بة كا نت غا ئبة عن أ ذها ن العينة شأ نها في ذ لك شأ ن ا لأ حزاب السيا سية.  كما ا تضح أ ن النقا بة  هي أ صلا غا ئبة  بمجا لس الجا معا ت

و قد يد ل غيا ب النقا بة عن هذا المشهد أ يضا عن تهمميش كل ا لأ دوار التي أ لقيت على عا تق جل النقا با ت التي تمت ا لإ شا رة إ ليها با لبا ب ا لأ ول من هذا البحث المتعلق با لبحث النظري           the review of literature. كما يدل هذا الغيا ب على رغبة الأ عضا ء في تحقيق ما رب شخصية ضيقة مختصرة تجد صد ى لها في سجل “بطا قة الحياة الشخصية  Curriculum Vitae  ” و في ا لإ جراءات المعقدة المتعلقة با نتخا بهم…… و قد يبدو للخبير في الميدا ن الد يمقرا طي و المدا فع عنه أ ن تشكيلة العمل بمجا لس الجا معا ت في غيا ب الحضور المكثف للنقا با ت  أ مرا متجا وزا رتيبا متها لكا و مملا، يثير القلق و ا لإ شمئزاز. و قد يو حي هذا الغيا ب و عدم ا لإ كثرا ث بمصير العا ملين با لجا معة عن  سيا دة تنا قض صا رخ بين التصور للد يمقرا طية كما تم التعبير عنه بد ستور المملكة المغربية لسنة 2011 و ما يحد ث على صعيد المشهد السا ئد. و قد لا يبرهن هذا الغيا ب إ لا عن عجز ا لأ عضا ء المنتمية للمجلس الجا معة  عن موا كبة تطلعا ت و ا ما ل من يتم تمثيلهم به. فا لد ستور المغربي لسنة 2011  لن يشجع أ بدا مجا لس الجا معا ت على أ ن تسير على هذا النحو في و جود نقا با ت متعددة با لمملكة المغربية. فقد أ لقى د ستورنا مسؤولية تمثيل النقا با ت للأ فراد بحكم ا نتما ئهم لوطنهم المغرب لكن النقا با ت لا تفعل ذ لك لأ نها أ ولا و قبل كل شيئ غا ئبة عن ا لأ ذهان. و لهذا لا بد من التفير في تنشئة الطلبة و الطا لبا ت على الإ عتراف با لدور الذي يمكن أ ن تلعبه النقا با ت بمجا لس الجا معات و بتفعيل قوتها تما ما كما نصت عليه المقتضيا ت الد ستورية لسنة 2011. و لن يتم تحقيق هذا الهذف إ لا عن طريق و ضع النقا بة في صميم المنها ج و تشجيع الطلبة بصفتهم كو ادر المستقبل على ليس فقط محا باة النقا بة و إ نما ا لإ نخراط الفعلي بها.

خلا صة

أ قر برو كلين  Brooklin  بأ ن المؤسسة التربوية علمته كيف يفرق ما بين طبيعة الحكو مة أ نذا ك وكيف يجب أ ن تكون.

و لهذا، فبما أ ن د ستور المملكة المغربية لسنة 2011  يؤيد فكرة إ فا مة نظا م د يمقراطي، فلا بد من و ضع منها ج تربوي يسا هم في تحقيق هذه الغا ية. فالمنهاج التربوي يجب أ ن يعكس  طبيعة النظا م السا ئد و مدى تطلع المقيمين على عمليا ت ا لإ صلا ح التربوي إ لى تشييد نظا م د يمقراطي تشاركي . يقول وود (181: 1998) أ نه يجب على القا ئمين بمها م التد ريس أ ن يقوموا بدوراستطلا عي  على الصعيد ا السيا سي . و يقول وود (181: 1998) أ نه لا بد من تحد يد أ شكا ل الحكم الد يمقراطي الذ ي يؤيدو نه قبل الشروع في أ عما ل تتعلق بو ضع ا لمنها ج إ ذا كا ن هذا المنها ج يستهذف فعلا دعم الد يمقراطية التشا ركية. فخلا فا لهذا النهج ، يصف كا رفيرت   Bruce Calvert (مشار إ ليه من طرف وود، 39  : 1998) طبيعة المنها ج التربوي ا لإ ستبدادي با لد و لة ذا ت النظا م ا لإ شترا كي فا ئلا بأ ن ا لأ طر التربوية لم تكن تتمتع با لإ ستقلا لية. بل كا نت تعمل و تفكر طبقا لأ فكا ر جا هزة يتم إ عدا دها من طرف النخبة. و إ ذا رفضوا ا لإ مثتا ل للأ وامر، فإ نه يتم فرض ا قتطا عا ت من ا دا ءاتهم. و لهذا، ا قترح المعا رضون لهذه السيا سة المجحفة ا لأ خذ بعين ا لإ عتبا ر لطرق مخا لفة لما هو سا ئد في المجا ل  السيا سي للنهوض بأ مريكا ا لإ شترا كية. و قد ذ هب وود (44: 1998) أ بعد من ذ لك حين ربط المنها ج  و عا لم السيا سة و ا لإ قتصا د. فقد روى بأ ن بورتا ميلي  Berta Mailly قد ا نتقد بصفته أ ستا ذا  أ حد العما ل خلا ل زيارته لمعمل صحبة مجمو عة من الطلبة حينما كا ن يصف بكل ا فتخا ر نجا عة و سا ئل ا لإ نتا ج و لم يشر بثا ثا إلى العما ل الذ ين سا هموا بناء على مؤهلا تهم الثقا فية  في ا رتداء الأ حذية التي كا ن يرتد يها الطلبة أ نفسهم. و قد ا هل إ لما م بورتا ميلي  Berta Mailly با لأ هذا ف التي ينبغي تضمينها با لمنها ج التعليمي  تأ سيسه لمجمو عة من الدا رس بكل من و لا يا ت  بو ستن،  boston  ما سا تشو شست  Massachusetts  و نيو يو رك .New York

خلا صة عا مة تتعلق بتأ كيد الفرضيا ت المستخلصة با لبا ب الثا ني من هذ ه الدرا سة

ختا ما،على الرغم من كو ن د ستور المملكة المغربية لسنة 2011 كا ن بمثا بة صنع ا لأ مة المغربية، إ لا أ نه  يمكن القول و جملة القول ههنا أ نه يتبين من خلا ل التحث النظري الوا رد با لبا ب الأ و ل من هذه لدرا سةأ ن د ستور المملكة المغر بية لسنة 2011 جا ء بعد ة قضا يا سا همت في الر قي با لتصور الذي يحمله جميع المواطنين المغا ربة سواء كا نوا من أ صو ل عربية أ ند لسية أ و بربرية أ و مسيحية أ و يهو دية أ و من ا لأ فا ليم الجنو بية  للمملكة،  إ نا ثا منهم و ذ كورا حو ل  المسار الد يمقراطي با لمملكة المغر بية.  و من بين المقتضيا ت ااد ستورية التي  تم طرحها على أ رض الواقع و التي كا ن لها با لغ الأ ثر على التصور الذ ي يحمله المو اطنو ن حو ل الد يمقرا طية تلك التي تنص على الحقو ق ا لأ سا سية للأ فراد .و الجدير با لذ كر أ نه على الرغم من أ ن هذ ه الحقو ق مستمدة من القا نو ن الو ضعي ، إ لا أ نها لا تتعا رض مع رو ح الشريعة ا لإ سلا مية . كما  سا همت المقتضيا ت الد ستو رية في تزكية رو ح الد يمقرا طية التشا ركية المتجسد ة في الحوا را ت الثنا ئية ما بين الحكو مة و السلطة التشريعية و حوار ا لأ حزا ب المشكلة للأ غلبية و أ حزا ب المعا رضة. با لإ ضا فة إ لى هذا، سا همت المقتضيا ت الد ستو رية الدا عمة لتشكيل عدة مجا لس كا لمجا لس العلمية و الو سيط و مجلس الوزراء و المجلس ا لأ على للحسا با ت في بث الو عي لد ى المواطن المغربي بقيمة العمل التشا ركي في ا تخا ذ القرار. و قد سا همت المقتضيا ت الد ستو رية المتعلقة با لقضاء في بث الو عي لدى المو اطن حو ل ضرو رة تخليق الحيا ة و ضما ن كرا مة ا لإ نسا ن.  

و من بين الخلا صا ت التي ا ستنتجتها على إ ثر القيا م بهدا العمل أ نه لا بد من إ تا حة الفرصة للمو اطن المغربي للمزيد من الو عي حو ل حقو قه المشرو عة  .  فقد ا تضح من خلا ل المعطيا ت المحصل عليها با لبا ب الثا ني من هذا الفصل أ ن العينا ت المستهد فة لا تتو فر على معلو ما ت كا فية  و عميقة حو ل مضمو ن دستور المملكة المغربية لسنة 2011، مما يحو ل دو ن مما رسة ا لأ سس الد يمقراطية با لفضاء الجا معي .  و قد يقتضي ذ لك و ضع منها ج يسا هم في تقريب المعلو مة الحقو قية إ لى الطلبة و الطا لبا ت  إ لى جل الطلبة بجل المؤسسا ت التعليمية المغربية .  و قد ا تضح من خلا ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها من طرف اعينا ت  المنتميا ت إ لىى مجا لس الجا معا ت بهذه الدرا سة أ ن الد يمقرا طية لا زا لت لم تتجا وز ا لإ طار النظري و هي بذ لك لا تجد صدى لها على أ رض الو اقع. و قد ير جع ذ لك  إ لى عدة أ سبا ب يمكن إ جما لها في كو ن ثقا فة حقو ق ا لإ نسا ن حد يثة العهد با لمملكة المغربية، إ ذ لا يتجا وز عمر تدا و لها  على ا لأ لسن بضع سنين فقط. فقد أ ثبتث المعطيا ت أ ن و عي  حر كا ت الر بيع العربي يحتا ج إ لى  تأ صيل ثقا في يسا هم في ترسيخ الو عي بضرورة مطا بقة التصور الد يمقراطي للمما رسة. و في هذا ا لإ طار، يمكن تذ كير القا رئ بأنني سا همت بمجمو عة من ا لإ قترا حا ت التي أ عتقد أ نها ستقلص من الهو ة ما بين التصور الوارد با لد ستور و التصور الذي يحمله المواطن حو ل ا لأ سس الد يمقرا طية. و قد ا ستفد ت و أ نا بصدد التفكير حول الطر ق التي يمكن أ ن تسا هم في د تجسيد المبا دئ الد يمقرا طية با لمملكة المغربية مما و رد بمقا ل  (علي او مليل سفير المغرب في لبنا ن،  مشار إ ليه من طرف عبد الحميد جما هري ، 20 : 2012 ) حين أ كد  على أ ن أ ن و عي  حر كا ت الر بيع العربي يحتا ج إ لى تلأ صيل ثقا في يسا هم في ترسيخ الو عي في  عقلية العا مة من النا س. و لا يمكن الحديث عن الد يمقرا طية ما لم  تكن هذه الد يمقرا طية مد عمة بو عي و بثقا فة د يمقرا طية و بمو اطنين  د يمقرا طين . و يعني هذا أ نه لا مستقبل للد يمقرا طية في غيا ب تعميم الثقا فة الد يمقرا طية عن طريق و ضع منا هج تسا هم في الحد من الصراعا ت و تستجيب لمتطلبا ت بناء الد يمقرا طية التشا ركية على الصعيد ا لمحلي وا لإ قليمي.

كما خلصت إ لى أ نه لا بد من العمل على تو حيد التصور الذ ي يحمله المو اطنو ن المغا ربة حو ل ا لأ سس الد يمقرا طية من أ جل خلق بيئة العمل التشا ركي الها د ف إ لى الحوار من أ جل تحقيق التقدم على الصعيد ا لو طني و العا لمي. فقد سا همت المعطيا ت التي حصلت عليها با لبا ب الثا ني من هذ ه الدرا سة في تأ كيد الفرضية  المتعلقة بوجود ثنا ئية التصور با لمملكة المغربية، حيث ا تضح أ ن الطا لبا ت المتمد رسا ت بمؤ سسة “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين تحمل تصورا حو ل الد يمقرا طية مستمدا من القرا ن و السنة . في حين تحمل العينة المتمدرسة بمؤ سسة “ب” ذا ت التو جه العلمي التجريبي تصورا للد يمقرا طية مستمدا من القا نو ن الو ضعي الغربي.  سا هم هذا البحث أ يضا في تأ كيد فرضية حمل ا الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي لتصور حول الد يمقراطية مستمد من القا نو ن الو ضعي. و قد أ با نت المعطيا ت بأ ن مفهوم الد يمقراطية با لنسبة لهذه العينة مرتبط با لتحرر من ا لإ ستعمار. و قد تم تأ كيد الفرضية ا نطلا قا من طرح السؤا ل الفر عي: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “ب” ذا ت التوجه العلمي أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟ ترتب عن هذا البحث أ يضا تأ كيد فرضية أ ن العينة من الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين لها تصور حو ل الد يمقراطية يرتبط أ سا سا با لحفا ظ على كرا مة ا لإ نسا ن و بتحقيق المسا وا ة طبقا لمبا دئ الشريعة ا لإ سلا مية. و قد تم التو صل إ لى تأ كيد هذه الفرضية بناء على طرح السؤا ل الفر عي: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا لبا ت المغا ربيا ت المزدادات با لأ قا ليم الجنو بية و  ا للا تي يتا بعن د را ستهن بمؤ سسة التعليم العا لي  “أ ” و هي مؤسسة  متخصصة في تدريس علوم أ صو ل الد ين أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟ ترتب عن هذا البحث أ يضا تأ كيد فرضية أ ن العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي لها تصور مستمد من الشريعة ا لإ سلا مية. و قد تم التوصل إ لى تأ كيد هذه الفرضية من خلا ل طرح السؤا ل الفر عي: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة (أ) ذا ت التوجه ا لأ صو لي أ ن لهذ ه العينة أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية كمفهو م و ارد بد ستور المملكة المغربية لستة 2011 ؟ و قد سا هم هذا البحث أ يضا في تأ كيد فرضية حمل العينة من الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي لتصور حول الد يمقراطية مستمد من القوانين الوضعية. و قد تم التوصل إ لى هذه النتيجة بناء على  طرح السؤا ل الفر عي: هل تد ل المعطيا ت التي تم الحصو ل عليها عبر عينة الطا قم النسوي العا ملات بمؤسسة “ب” ذا ت التوجه العلمي التجريبي أ ن لها أ ي تصور حو ل الد يمقرا طية؟

و بناء عليه، عملت على ا قتراح و ضع  منها ج تربوي رسمي  Formal Curriculum   و منها ج تربوي غير رسمي     Informal Curriculum    لكي يسا هما ن في الحد من ثنا ئية التصور و مما رسة ا لأ سس الد يمقرا طية و في العمل على دعم المعرفة الحقو قية المستمد ة من الثراث ا لإ سلا مي. 

الهوا مش

(ها مش 1 : أ حدا ث مو جزة من تا ريخ المغرب من  سنة 1912  إ لى غاية 1934 )

المملكة المغربية  من 1912  إ لى 1934

المملكة المغربية قبل توقيع معاهدة الحماية في 1912: التوغل الفرنسي والإسباني

واجه المغاربة التوغل الفرنسي والإسباني قبل توقيع معاهدة الحماية في 1912 . خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )   
استمرار مواجهة الاستعمار

وبعدها استمرت مواجهة الاستعمار رغم تباين الإمكانيات بين الجانبين. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة من 1912 إلى 1934

 وبدأت المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة من 1912 إلى 1934 خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

فترة المقاومة السياسية: المطالبة بالإصلاحات

تلتها فترة المقاومة السياسية ، التي تركز عملها على المطالبة بالإصلاحات فيما بين الحربين. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

المغرب ما بين 1944 -1956: مرحلة النضال المسلح السري

المطالبة بالإستقلا ل: انطلاقا من 1944


طا لب المغا ربة با لإ ستقلا ل انطلاقا من  1944 . لكن رفض فرنسا للمطالب المغربية ونفي
محمد الخامس في 1953 ، دفع المغاربة إلى مرحلة ثانية من النضال المسلح السري
حتى تم تحقيق الاستقلال في 1956 خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )   .*

المقاومة في الجنوب والأطلس المتوسط والريف
 
*
تميزت المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة بالمقاومة في الجنوب والأطلس خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
المتوسط والريف.*
الملك مولاي عبد الحفيظ و التوقيع على  معاهدة الحماية في 30 مارس 1912

بعد توقيع مولاي عبد الحفيظ على معاهدة الحماية في 30 مارس 1912 ، استمرت
المواجهة الشعبية للإستعمار. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

عزل فرنسا للسلطان و تعيين أخيه مولاي يوسف في اليوم التالي

 ولتهدئة الأوضاع، عزلت فرنسا السلطان في 13 غشت، وسارعت لتعيين أخيه مولاي يوسف في اليوم التالي، قبل وصول أحمد الهيبة إلى مراكش ” وصلها في 18 غشت. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

تحديد مناطق النفوذ من طرف فرنسا و إسبانيا

 وقامت فرنسا في نفس السنة بتحديد مناطق النفوذ مع إسبانيا. واستعمل المستعمرون الإسبان والفرنسيون أحدث الوسائل العسكرية لاحتلا ل المغرب‘ وجندوا أبناء المستعمرات، إضافة على الاعتماد على القواد الكبار
المرتبطين بالإستعمار، للتوغل في البلاد. ورغم ذلك واجه المستعمر مقاومة شديدة في الجنوب والأطلس المتوسط والريف خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
 
 المقاومة في الجنوب من  7/9/ 1912  إ لى 1934 :

معر كة سيدي بوعثما ن: في 7/9/ 1912 : قيا دة  أحمد الهيبة بن ماء العينين
*
تزعم المقاومة أحمد الهيبة بن ماء العينين؛ ففي 1912 خضعت له منطقة سوس، وسيطر أخوه على أكادير وتارودانت. وفي شهر غشت خضع له الجنوب المغربي باستثناء الموانئ وعبدة. وعبر الأطلس الكبير ووصل مراكش في 18 غشت، ومنها خرج لمواجهة الفرنسيين في معركة سيدي بوعثمان في 7/9/ 1912 ، لكنه انهزم لضعف عدد جنوده وعتادهم الحربي أمام القوات الفرنسية. وانسحب إلى الجنوب وتابع المقاومة حتى توفي سنة 1919 ، وتابع المقاومة أخوه مربيه ربه إلى 1934 خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )   

المملكة المغربية من 1914 أ لى   1934

المقاومة في الأطلس المتوسط:  من 1914  أ لى   1921

قيادة موحا أو حمو الزياني: معركة الهرى : نونبر 1914

لقي الفرنسيون مقاومة عنيفة من طرف القبائل بقيادة موحا أو حمو الزياني.وعندما احتل الفرنسيون مدينة اخنيفرة في 1914 ، شن المقاومون هجوما عنيفا وهزموا القوات الفرنسية في معركة الهري في نونبر 1914 . لكن القوات الفرنسية استرجعت سيطرتها على المدينة، فاعتصم الزياني وأتباعه بالجبال إلى أن قتل في
1921 خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

المقاومة الريفية من 1921 إ لى 1926: قيا دة عبدالكريم الخطابي قاضي بني ورياغل و غبنه محمد بن عبد الكريم
الخطابي قاضي بني ورياغل: تحرير الريف خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
 بعد اغتيال محمد أمزيان في 1912 ، الذي تزعم المقاومة الريفية في بدايتها، وسيطرة الإسبان على الريف، ظهرت مقاومة منظمة تزعمها في البداية عبدالكريم الخطابي قاضي بني ورياغل، ثم بعده غبنه محمد بن عبد الكريم، الذي ربط كفاحه بكفاح الشعوب التي تخوض الحروب التحررية. واعتبر تحرير الريف مرحلة أولى لتحقيق استقلال المغرب. وحققت المقاومة الريفية انتصاراتها الأولى في جبل عريت وجبل إبران، لكن أهم انتصار حققته في معركة أنوال في يوليوز 1921 أمام القوات الإسبانية التي قادها الجنيرال سيلفستر. وفي 1924 لم يبق بيد الاسبان سوى العرائش وأصيلا وسبتة ومليلية. ونظم محمد بن عبد الكريم المناطق المحررة وفرض التجنيد الإجباري، فوجدت إسبانيا نفسها عاجزة عن احتلال الريف، فتحالفت مع فرنسا التي أصبحت تنظر بجدية لحركة الخطابي التي تهدد مصالحها. واستمرت المواجهات العسكرية ضد المستعمرين من 1924 إلى 1926 حيث سلم قائد الثورة الريفية نفسه للقوات الفرنسية، حقنا لدماء المسلمين. ونفي إلى جزيرة
لاريينيونLaréunion لمدة 20 سنة، ثم استقر في مصر لمتابعة النضال السياسي.* خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
المملكة المغربية في 1934 :   احتلا ل الجيوش الفرنسية والإسبانية ما تبقى من المناطق المغربية

واستمرت المقاومة في عدة مناطق إلى حدود 1934 حيث احتلت الجيوش الفرنسية والإسبانية ما تبقى من المناطق المغربية مثل تافيلالت وجبل صاغرو بعد إخضاع قبائل أيت عطا. وكذلك منطقة درعة والأطلس الكبير والصغير والمناطق الجنوبية الصحراوية. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

تأ سيس الجرائد المغربية: 1932 خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

 وتأسست الجرائد مثل” المغرب الكبير” بباريس 1932 وجريدة عمل الشعب بفاس 1933 ، تصدران بالفرنسية لأن سلطات الحماية منعت إصدار الجرائد باللغة  العربية. وبدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 193 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية . يقو ل محمو د شا كر ( 370  : 1996) أ نه تم صد و ر جريدة “الشعب” با للغة الفر نسية بفا س  كما تم صد ور جر ائد أ خرى ببا ريس.

و أ خيرا، استفادت الحركة الوطنية من الظروف الدولية الجديدة  كهزيمة فرنسا أمام النازية ونزول قوات الحلفاء بالمغرب في 1942 ومؤتمر الدار البيضاء “مؤتمر أنفا الذي انعقد سنة 1943  الذي ضم كلا من جلا لة الملك رحمه الله محمد الخامس والرئيسا ن روزفلت وتشرشيل خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ).  فا نتقلت طبيعة النضال الوطني في المغرب بعد الحرب العالمية الثانية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالإستقلال. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 )  .و تم تقديم “وثيقة المطالبة بالاستقلال” في 11 يناير 1944 من طرف قادة الحركة الوطنية إلى الإقامة العامة. أثار هذا الحدث الحما س الوطني، فقامت سلطات الحماية باضطهاد السكان وباعتقال بعض زعماء الأحزاب الوطنية..

 
1952 ثورة الملك والشعب وتحقيق الاستقلال:
1952 : فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات
السياسية+ اعتقال الزعماء السياسيين + منع الأحزاب والصحف+ أطلا ق النار على المتظاهرين

في سنة  1952  فشلت الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية

فاستغلت فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد،لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين ومنع الأحزاب والصحف. إذ أطلقت النار على المتظاهرين، حيث قتل حوالي 16 ألف مغربي في الدار البيضاء خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة

وعملت فرنسا بمساعدة القواد الكبار وزعماء الطرق الدينية ” الكلاوي وعبد الحي
الكتاني ” على عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة.
20 غشت 1953: نفي السلطا ن محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة كورسيكا
ثم إلى جزيرة مدغشقر.

وفي 20 غشت 1953 ليلة عيد الأضحى، تم نفي محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة كورسيكا
ثم إلى جزيرة مدغشقر.

عدم اعتراف المغاربة بالسلطان الجديد محمد بن عرفة. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

 ولم يعترف المغاربة بالسلطان الجديد محمد بن عرفة

بدا ية  المرحلة الثانية من المقا ومة المسلحة السرية:

.. وبدأت المرحلة الثانية من المقا ومة المسلحة السرية، وتشكلت النواة الأولى لجيش التحرير.
 محا ولة اغتيال ابن عرفة مرتين:+ اغتيال الباشا الكلاوي+ تخريب المنشآت الاستعمارية

استهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية
حصول المغرب على تأييد الجامعة العربية+ وحركة دول عدم الانحياز+ لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة: خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

وحصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة،

تفاوض السلطات الفرنسية مع السلطان وقادة الحركة الوطنية:

دفع رفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة السلطات الفرنسية إلى التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبان. وانتهت المفاوضات

1945:نضال السلطان محمد الخامس كقائد أ على للحركة الوطنية: مطالبته الحكومة الفرنسية بوضع حد لنظام الحماية+  تأ كيد خطابه على وحدة المغرب: 1947  خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 
 

وتجلى نضال السلطان محمد الخامس الذي يمثل القيادة العليا للحركة الوطنية في مطالبته الحكومة الفرنسية بوضع حد لنظام الحماية، خلال رحلته إلى فرنسا سنة 1945 ، وفي رحلته إلى طنجة سنة 1947 ، حيث أكد في خطابه على وحدة المغرب الترابية تحت سلطة ملكه الشرعية، وأن مستقبل المغرب مرتبط بالإسلام والجامعة العربية التي تأسست في 1945

1950 تقد يم مذكرة من طرف السلطان لفرنسا  لتحقيق الاستقلال خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

 في سنة 1950 قدم السلطان مذكرة لفرنسا تهدف إلى تجاوز مشكلة الإصلاحات لتحقيق الاستقلال
 *2 )

1955=عودة السلطان محمد  الخامس إلى المغرب+ ، وتوقيع اتفاقية الاستقلال مع فرنسا في 1955+ اتفاقية في أبريل مع إسبانيا

بعودة السلطان محمد  الخامس إلى المغرب في 1955 ، وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956 مع
فرنسا، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا.

 1958 :  تحقيق الوحدة الترابية: استرجاع طنجة خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ) 

 وفي أكتوبر انتهى الوضع الدولي لمدينة طنجة.

استرجاع طنجة

سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بيد الاسبان في الأ فق:

بقيت سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بيد الاسبان. خليل أ خمد خليل ( 23 :2003 ).   

يقو ل خليل أ حمد خليل ( 23 :2003 )  أ ن المغر ب  حر ص على استر جا ع إقليم طرفاية سنة  1958.  كما أ نه  استرجع إ قليم سيدي إفني سنة 1969 (خليل أ حمد خليل، 23 :2003 )، و  استر جع إقليمي الساقية الحمراء و وادي الذهب في  سنة 1975 عقب تنظيم  المسيرة الخضراء  .فمما لا شك فيه أ ن  ا لإ د عا ءا ت التي سا هم في إ غنا ئها كل من جبهة البو ليزا ريو والسلطا ت الإ ستعما رية الإ سبا نية  حو ل الصحراء المغربية كا نت خا طئة و بأ نها كا نت تتطلب الكثير من التعبئة و اليقظة. فقد ورد بوكيبيد يا أ نه أ ثناء المفا وضا ت الإسبا نسية مع المغرب ‘ طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء المغربية بدعوى أ ن للسكا ن تقاليد شبيهة بالتقا ليد الموريتا نية. و قد يعو د السبب في هذا الإ د عا ء إ لى أ ن  المغرب كا ن د و ما محط ا لأ طما ع  الأروبية نظرا لموقعه الإ ستراتيجي  (وكيبيد يا ). 

ها مش 2: موجز للأ حزاب السيا سية التي لعبت د ورا ها ما على صعيد تعميق العمل الد يمقر اطي  با لمملكة المغربية

و من بين الأ حزاب السيا سية التي لعبت د ورا ها ما على صعيد تعميق العمل الد يمقر اطي  حزب العدا لة و التنمية  Justice and Development Party  حزب الإ ستقلال  Istiqlal Party  ، ا لحزب الو طني للأ حرار،      national ally of independents  حزب الأ صا لة و المعا صرة،   authencity and Modernity Party          الحزب الإ شترا كي للقو ات الثعبية، Socialist union of Popular Forces          حزب الحركة الشعبية، Popular Movement    حز ب الإ تحا د الد ستو ري،   Constitutional Movement       حزب التقد م و الإ شترا كية، Party of Progress and Socialism   حز ب العما ل،   Labour Party   حزب البيئة و التقدم،   Environment and Development Party      حزب البيئة و التقد م

Democratic and Social Movement حزب الحركة  الد يمقر اطية و الإ جتما عية

Party of Renewal and Equity حزب التجد يد و العد الة

Democratic Oath Party حزب الو عد الد يمقر اطي

Front of Democratic Forces حزب

Geen Left Party 

Action Party حزب الفعل 

Union and Democracy Party حز ب التجمع و الد يمقر اطية

Party of Liberty and Social Justice حز ب الحرية و العد الة الإ جتما عية

Socialist Party الحزب الإ شترا كي

Moroccan Union for Democracy حز ب التجمع حو ل الد يمقر اطية

Citizens’ Forces حز ب قو ات المو اطنين

Party of Renaissance and Virtue  حزب التجد يد و الأ صا لة

National Congress Party حزب الكننرس الو طني

Moroccan Liberal Party الحز ب الليبرا لي المغر بي

Social Center Party حزب المركز الإ جتما عي

Reform and Development Party حزب الإ صلا ح و التقد م

National Democratic Party الحزب الو طني ا لد يمقرا طي

Party of Hope حزب الأ مل

Democratic Society Paty  حزب المجتمع الد يمقرا طي

Democratic Independence Party  الحزب الد يمقرا طي للأ حرار

Independents    الأ حرار

مراجع:

ا برا ش ا. علم ا لإ جتما ع السيا سي، مقا ربة ا بستمو لو جية و د را سة تطبيقية على العا لم العر بي. غزة: منشو را ت إ ي كتب، 2011.

إ براهيم، أ بو بكرمحمد أ حمد محمد. التكا مل المعرفي و تطبيقا ته في المنا هج ا لإ سلا مية. فرجينيا: المعهد العا لمي للفكر ا لإ سلا مي، 2007

ا بن خلدون. المقد مة . بيروت: مكتبة المدر سة و دار الالكتب اللبنا ني، 1961.

ا بن عربي مشار إ ليه من طر ف النا صري م، ، شرح سورة فصلت، إ ذا عة محمد السا دس، 28 د جنبر 2012، الخا مسة صبا حا.

ا بن كثير مشار إ ليه من طر ف النا صري م، ، شرح سورة فصلت، إ ذا عة محمد السا دس، 28 د جنبر 2012، الخا مسة صبا حا.

ا لأ زهري م. المرأة و الحضارة.  إ ذا عة محمد السا دس. 14 د جنبر 2012. العا شرة ليلا.

أ بو ريدة م . المعا يير و القيم (فصل متضمن في):  بو حد يبة ع & الد و اليبي م . مختلف جوا نب الثقا فة ا لإ سلا مية. الفرد و المجتمع في ا لإ سلا م. الجلد الثا ني. ب ريس: مطبو عا ت اليو نسكو، 2000 .

ا حداد م، ‘الكتلة الديمقراطية تجا وزها التا ريخ و الحزب الجد يد هدد استقرار المغرب”، المساء، العدد. 1678، ص-ص. 1-24. الأربعاء 15 فبراير 2012.

ا حداد م، ‘التعديل الوزاري’، المساء، العدد. 1562، ص-ص. 1-24، الجمعة 30 شتنبر 2011.

ا حزرير ع ، ‘ذكورالسيا سة في حكو مة بن كيران’، الصباح، عدد. 3683 ، ص-ص. 1-23، ا لأ ربعاء 5 فبراير 2012.

اغربول م، ‘كلمة العدد’، مجلة فصلية للدراسا ت و الأ بحا ،العدد 5،

إ د يصفت. الدستور المغربي الجديد. المغرب: مطبعة النجا ح الجديدة، 2011.

ا فرو جي، ا محمد: مقد مة في : مد و نة ا لأ سرة وفق ا خر التعد يلا ت المد خلة با لقا نون رقم 09 .08  بشأ ن سما ع د عوى الزوجية مع النصو ص التطبيقية ، عدد. 28 ،  ص-ص.1-96، 2012.

ا لأ رقا م، أ حمد، ‘وزارة العدل و الحريا ت تراهن على تفعيل دور الجهاز القضائي في التصدي لمختلف جرائم الفساد’، الخبر، العدد. 441 ، ص-ص. 1-23، ا لأ ربعاء 7 نونبر 2012.

الأ سد  ن & الكر كي خ & العا لم م & عبد الخا لق ج & تيزيني ط & عر سا ن ع & لبيب ط & بدرا ن إ & خمش م & أ بو الشعر ه . النهو ض العر بي و مواكبة العصر. بيروت: مؤسسة عبد الحميد شو مان، 2005.

الأ سد ن & الد جا ن أ & أ بو المجد أ & السما ك م & أ مين ج & مطلو ب أ & بيضو ن أ & كا فو د م & بشور م & عبد الخا لق غ & عبد الر حيم م & ميكو لسيكي د & أ كمير ع & الكر كي خ. حوار الحضا رات و المشهد الثقا في العر بي. الأ رد ن : مؤسسة عبد الحميد شو ما ن ، 2004.

البقا لي، شرفة، ‘ ملا مح الو ضع القا نو ني للمرأ ة على ضوء المستجدات القا نو نية’، ا لأ خبار، العدد. 119، الجمعة 5 أ بريل 2013.

البيا تي ، و ليد سعيد & الكربا سي، صا د ق محمد.  المنها ج. درا سة في الجزء ا لأ ول من كتا ب الحسين و التشريع ا لإ سلا مي. لبنا ن: بيت العلم للنا بهين، 2003.

الحربي س. السيا سة التعليمية . مفا هيم و خبرات. الرياض: العبيكان، 2007.

الحروف، فا طمة، ‘المرأة المسلمة و التحد يات المعا صرة’ برنا مج إ ذا عي: إ ذا عة محمد السا دس، 9 مارس 2013، الثا لثة  صبا حا.

الحفيظي ع & اليميني ب، ‘الفلسفة ووضعية المرأة بين التميز و التمييز’، ا لأ حذاث المغربية، العدد.727 4، السنة 14، ص-ص.1-7 2 ، الجمعة 27 يوليوز . 2012

الخطا بي نقط مأ خو ذة إ ثر الحضور لمحا ضرا ت الأ ستا ذ ما لكي ا . كلية العلو م الإ قتصا دية و الإ جتما عية و الإ قتصا دية .  1992 . لم تنشر بعد.

العجل، سعيد، ‘ حرب التزكيا ت تنطلق في العا صمة ا لإ قتصا دية في انتظار الحسم في التقطيع ا لإ نتخا بي’، المساء،

 العدد.41 15، ص ص. 1 – 23، الثلا ثاء 6 ، شننبر 2013.

أ ل عصفور م . يو سف أ ل عصفور و مذ هبه العلمي. درا سة تحليلية عن حيا ة المحقق البحرا ني (صا حب الحدا ئق). المؤسسة. بيروت: العربية للدرا سا ت و النشر، 2006 .

أ ل عصفور م . يو سف أ ل عصفور و مذ هبه العلمي. درا سة تحليلية عن حيا ة المحقق البحرا ني (صا حب الحدا ئق). المؤسسة. بيروت: العربية للدرا سا ت و النشر، 2006 / حد يث شريف: نهج السعا دة ج / ص 198.

العظمة، عزيز . العلما نية من منظور مختلف. بيروت: مركز درا سا ت الوحدة العربية،   1992 ،  وارد ب: إ براهيم، أ بو بكرمحمد أ حمد محمد. التكا مل المعرفي و تطبيقا ته في المنا هج ا لإ سلا مية. فرجينيا: المعهد العا لمي للفكر ا لإ سلا مي، 2007.

القا ضي ف (فا رو ق القا ضي). قراءة نقدية في التا ريخ الأ روبي و العربي الإسلا مي. بيروت: مركز البحوث العربية و الإ فريقية، 2004.

القد يمي ن. محا ورات. ا لإ سلا ميو ن و أ سئلة النهضة المعا قة. عما ن: المؤ سسة العر بية للد را سا ت و النشر، 2006.

القسم السيا سي. الدستور المغربي الجديد. الربا ط: مطبعة النجا ح الجديدة، 2011.

القسم السيا سي، خطا ب العرش يرفع منسوب الديمقرا طية في تفعيل الدستور، الأ حدا ث المغربية، العدد.4731 ، ص -ص. 1-  السنة 14، الأ ربعاء 1 غشت .2012.

ا

القسم السيا سي، ‘الجهوية، الحكا مة و القضاء. أ ولويا ت الدستور’،ا لأ حداث المغربية، العدد. 4731، ص-ص. 1 – 28، السنة 14، الأربعاء 1 غشت 2012 .

الكربا سي، أ ية الله& الغديري، أ ية الله القا ضي الشيخ حسن. متطلبا ت ا لأ مة بين الحا جة و المسؤولية. لبنا ن: بيت العلم للنا بهين، 2005.

الكنز ع. المنظور الثقا في في تنا و ل قضا يا العو لمة و حدو ده. دراسة نشرت ضمن كتا ب: صرا ع الحضا را ت أ م حوار الثقا فا ت؟. القا هرة: مطبو عا ت التضا من، 1977.

المجلس الإقتصا دي و الإ جتما عي. ا للجنة المكلفة با لحقوق الإ قتصا دية و الإجتما عية و الثقافية. الد ورة السا د سة و الثلا ثون. 2006

المجلس ا لإ قتصا دي و ا لإ جتما عي. منا قشة التقرير الدولي المتعلق بإ عما ل المغرب  للعهد الدولي الخاص بالحقوق الإ قتصا دية و الإجتما عية و الثقافية.معطيات جوابية عن الأ سئلة التي و جهها ألى المغرب فريق العمل التا بع للجنة الحقوق الإقتصادية و الإ جتما عية و الثقافية . الحقو ق المتضمنة في المواد من 1 إ لى 15 من العهد. الوثيقة E/1994/104/Add.29“.الرباط:  المملكة المغربية. وزارة العدل‘ 2006.

المسفر ، محمد الصا لح. الد ين و السيا سة. بيروت: المؤسسة العربية للدرا سا ت و النشر، 2005.

الميدا وي أ، ‘قا نو ن جد يد  لحما ية  المرأ ة من  سيا دة السلطة الذ كورية’، ، أ خبا ر اليو م، العدد.:  817، ص-ص. : 1- 23،

الجمعة  27 يو ليو ز 2012.

الوا في، إ براهيم، ‘المجلس العلمي بإ نزكا ن أ يت ملول’، برنا مج إ ذا عي: إ ذا عة محمد السا دس، 16 فبراير 2013. العا شرة ليلا.

الميدا وي، أ حمد، ‘ الحجا ب في قلب اتجا ها ت المو ضة النسو ية العا لمية’، المساء، العدد. 2005، ص ص. 1-23، ا لأ ربعاء 6 ما رس 2013.

الترا بي،  حسن عبد الله. قضا يا التجديد . نحو منهج أ صو لي. الخرطوم: معهد البحو ث و الدرا سا ت ا لإ جتما عية، 1990، مشار إ ليه من طرف إ براهيم، أ بو بكرمحمد أ حمد محمد. التكا مل المعرفي و تطبيقا ته في المنا هج ا لإ سلا مية. فرجينيا: المعهد العا لمي للفكر ا لإ سلا مي، 2007.

الدريج م، ‘التدريس با لملكا ت نحو تأ سيس نموذج تربوي ا صيل في التعليم’،< mderrij@hotmail.fr<، (الجمعة 1 فبراير 2013).

الدريس، زيا د بن عبد الله. مكا نة السلطا ت ا لأ بو ية في عصر العو لمة. بيروت: المؤسسة العربية للدرا سا ت و النشر، 2009

الذ هبي ش& العرا قي ا & معوض ع & عبد المو جو د ع & أ بو سنة ع. ميزا ن الإ عتدا ل في نقد الر جا ل. لبنان: دار الكتب العلمية، 1990.

الريسوني س،’ أ طمح إ لى نظا م لا يكون فيه رئيس الدولة مؤثرا في الحياة الإ قتصادية’،  جريدة المساء، العدد: 1742، ص: 1-24،  الإثنين 8 جما دى الثا نية 1433 ، الموافق ل 30 أ بريل 2012.

الريسو ني ع. التعا و نيا ت. إ ذا عة محمد السا دس. 19 نو نبر 2012. العا شرة ليلا.

السا سي م، ‘ الدستور العرفي’، المسا ء ، العدد.1852، 18 شوا ل 1433، الموافق ل 6  شتنبر 2012، ص-ص.:1 -23

السطي خ، ‘يتيم يدعو الحكومة إ لى تفعيل لقاءات الحوار الإ جتما عي’، جريدة التجديد،  العدد: 2905 ، الإ ثنين 6 رجب1433، الموا فق ل 8  2 ما ي 2012، ص 1-11.

السعيدي، عبد الله جمعا ن سعيد. سيا سة الما ل في ا لإ سلا م في عهد عمر بن الخطا ب رضي الله عنه و مقا رنتها با لأ نظمة الحد يثة. قطر: مكتبة الد و حة ، 1983 .

.

الدريس ز. مكا نة السلطا ت ا لأ بوية في عصر العولمة. بيروت: المؤسسة العربية للدرا سا ت، 2009.

الشرع م & زعبلا وي ع & كما ل م & نيفة ع & المحيسن م & الزعبي ع & حداد ين م & أ بو كركي ر& السا كت ب & عبا ينة م & حمدي كنعا ن  ط & الوريكا ت ع & الرزاز ع & الطويسي ع & العبا دي ع & بسطا مي ب & الصا يغ س & وا صف المصري م . المشهد ا لأ ردني في المرحلة الجديدة. ا لأ ردن: مؤسسة عبد الحميد، 2009.

الشرع  م& طو قا ن  ص & البطيخي أ & الشنطا و ي ع & عبد الفتا ح أ & الجرا ح ع & طو قا ن أ  & المصري ط & بلتا جي ع & الر فا عي ط & عقل م & التل ص & المصر ي ص & المصر ي م و. عما ن: مؤ سسة عبد الحميد شو ما ن، 2006.

النا بلسي ش. لما ذا؟ ا سئلة العرب، مطلع ا لأ لفية الثا لثة. المؤ سسة العربية للدرا سا ت و النشر. بيروت: 2006.

النا صري م،’ شرح سورة سبأ ، الشرح و التفسير،’ برنا مج إ ذا عي: إ ذا عة محمد السا دس، 8 أ كتوبر 2012، الخا مسة صبا حا.

النا صري م، ، شرح سورة فصلت،الشرح و التفسير: برنا مج إ ذا عي،  إ ذا عة محمد السا دس، 28 د جنبر 2012، الخا مسة صبا حا.

النا صري م، ، شرح سورة  النساء،الشرح و التفسير: برنا مج إ ذا عي،  إ ذا عة محمد السا دس، 17 ما رس 2013.

نجدي، عادل، ‘ الدا خلية تستأ نف مشا ورا تها مع ا لأ حزاب بعرض مد و نة ا لإ نتخا با ت و القا نو ن التنظيمي على مجلس المستشا رين’، المساء، العدد.   41 15 ، ص ص. 1- 23، الثلا ثاء 6   شتنبر 2013.

بد وي م & دراج ف & شا هين م & الشيخ خ & با رو ت ج & الزعبي ز & صا لح ف & صا لحة م ع، عبد الخا لق ج & سليما ن ع & شرق ل & نعما ن ع & الد جا ني الم & الطا هر ت.مشا عل عر بية على د رو ب التنو ير. عمان: دار فا رس للتو زيع و النشر، 2009.

با حا ر، ‘معا يير الترشح للوظا ئف السا مية’،جريدة  الصباح السيا سي، العدد:  3729 ، ص: 1-21، 2012.

با حا ر،’ الملك يحتفظ بحق النظر و التقدلر النهائي’، جريدة  الصباح السيا سي، العدد:  3729 ، ص: 1-21، 2012.

بدو ن. ذ ووا ا لإ حتيا جا ت الخا صة. إ ذا عة محمد السا دس. د جنبر 2012.

بدون، ‘الجهوية، الحكا مة و القضاء.. أ ولويا ت الدستور’،ا لأ حداث المغربية، العدد. 4731، السنة 14، الأربعاء 1 غشت 2012.

بر كا ت ح. الد يمقر اطية و العدا لة الإ جتما عية في سبيل إ غنا ء التجر بة العر بية. موا طن: را م الله، 1995.

بشتا وي ع. تا ريخ الظلم العربي في عصر ا لأ نظمة الو طنية. بيرو ت: المؤسسة العربية للد را سا ت و النشر، 2006.

بلشكر ع، ‘تنصيب الحكو مة الملتحية’، ، أ خبا ر اليوم، العدد.: 819، ، ص-ص: 1- 30 ،  الإ ثنين  30 يو ليوز 2012.

بنجو يد ة  الم ، ‘ الشبا ب المغربي من زاوية التركيبة و المشا كل و التطلعا ت. انتظا را ت قوية في ميدا ن التنمية الإ قتصا د ية و الإ جتما عية’ ،  الصحراء المغربية، الثلا شاء  21 غشت 2012.

بن شعيب  ع، ‘ارتفا ع مخيف في حا لا ت هتك العرض و الإ غتصا ب بطنجة’، أ خبا ر اليو م، العدد.:  817، الجمعة 27 /7/ 2012، ص-ص. : 1- 23.

بنشليخة ح، ‘الحكام العرب ا لأ ربعة الدمويون’، أ خبار اليوم، العدد. 902، ص-ص. 1-23، الخميس 08 نونبر 2012.

بن عبد ا لله الربيعة الما لكي، فهد & بن عبد ا لله الربيعة الما لكي، مبا رك. مختصر الثقا فة السيا سية. عمان: دار ابن الجوزي، 2013.

بن عبد ها دي، فا طمة الزهراء، ‘مؤسسة ورش بنا ت للتعليم العتيق الخا صة’، برنا مج إ دا عي: إ ذا عة محمد السا دس، 10 فبراير 2013، الوا حدة ليلا.

بو حد يبة ع & الد و اليبي م . مختلف جوا نب الثقا فة ا لإ سلا مية. الفرد و المجتمع في ا لإ سلا م. الجلد الثا ني. ب ريس: مطبو عا ت اليو نسكو، 2000 .

بو بكري م، ‘السلطة و النخب با لمغرب’، ، المساء، العدد. 1541 ، ص-ص. 1-24 ، الثلاثاء 6 شتنبر 2011.

بو عشرين ت، ‘الملك و الربيع العربي’، أ خبا ر اليوم، العدد. 819، ، ص-ص: 1- 30 ،  الإ ثنين 30 يو ليوز 2012.

بو ليدام ه، ‘بطا قة  ر ميد بين الوا قع و الطمو حا ت’، مشا هد مغر بية،  العدد. 55 ، ص-ص.: 1 -24  ، ما ي 2012.

بو هريد م، ‘الميداوي يفرج عن تقرير صا دم ‘ ، المساء، العدد. 1715، ص-ص. 1-24. الخميس 29 مارس 2012 .

تا لحو ت، سا لم، ‘ رها نا ت جمعية دعم مدرسة النجا ح أ ما م تأ ثيرات ثقا فة ا لأ سرة و المدرسة’، المساء التربوي، العدد. 1541 ، ص ص. 1- 23 ، الثلا ثاء 6 شتنبر 2011.

توفيق ز. أ ديب إ سحق،  مثقف نهضوي مختلف. المؤسسة العربية للدراسا ت و للنشر: بيروت، 2003.

تيبر ، محمود & حجي، محمد &الكتا ني، محمد & الصقلي، علي. النصو ص ا لأ دبية للسنة السا د سة الثا نوية ( البا كا لو ريا). و زارة التربية الو طنية. الدار البيضاء: دار النشر المغربية، 1973.

تيتيبو م  Tetebaum K مقطع في: وود Wood H.The Curriculum, Problems, Politics and Possibilities. Albany : State University of New York Press, 1999.

جليد م، ‘أ ي دور للفلسفة في الثورة و تغيير المجتمعا ت؟  ‘ ، أ خبا ر اليو م، العدد.  817، ص-ص. : 1- 23، الجمعة 27 /7/ 2012،

جليد م، ‘محمد الخا مس سأ لني: هل تريد العو دة إ لى المغرب؟ ‘، ، أ خبا ر اليو م، العدد.:  814 ، ص-ص. : 1- 23، الثلا ثاء 24 / 07/2012

جما هري. ع ، ‘د علي أ و مليل : المبا رزة المقبلة ستكون بين دعاة الدو لة المد نية و دو لة الشريعة’ ، الإ تحا د الإ شترا كي، العدد. 158 .10 ، الأ ربعاء 01  غشت 2012 ، ص ص. 1-19

جيركس، سا م ب Girgus,Sam B. النهضة السينما ئية. السينما من أ جل الد يمقرا طية في عهد فورد، كا برا و كزان. بريس سيندكيت او ف د يو نفيرستي أ ف كا مبرج, 1988 .

حا مي الدين ع، ‘ألإ رادة السياسة  شرط للتنزيل الديمقراطي للدستور’، التجديد، العدد: 2905 ، ص: 1 -11 ، الإثنين 6 رجب، 1433، الموا فق ل 28 ماي 2012 .

حا مي الدين،  عبد العا لي، ‘جد ل الحرية في الإ سلا م’، جد ل الحرية في الإ سلا م’، ، أ خبا ر اليو م، العدد.:  817، الجمعة 27 /7/ 2012، ص-ص. : 1- 23.

حا مي الدين،  عبد العا لي، & بلكو س حبيب & ظريف، محمد & سؤا ل محمد، ‘حقو ق ا لإ نسا ن و الد يمقرا طية’، برنا مج إ ذا عي: إ ذا عة محمد السا دس،  فبراير 2013. العا شرة ليلا.

حا مي الدين،  عبد العا لي، ‘نظا م الحما ية احتفظ بهيكل لبنظا م المخزني دون سلطا ته’، أ خبا ر اليوم، العدد. 720 ،ص ص. 01-16 الخميس 05 /4 0/ 2012.

حسنة ، عمر عبيد في:  العلوا ني، طه جا بر. إ صلا ح الفكر ا لإ سلا مي. مد خل إ لى نظم الخطا ب في الفكر ا لإ سلا مي المعا صر. فرجينيا: المعهد العا لمي للفكر ا لإ سلا مي

حسني، دور المراة المسلمة في بناء الحضارة. ‘المرأة و الحضارة’: برنا مج إ ذا عي، إ ذا عة محمد السا د س ، 16 ينا ير 2013.

حداد، حسن. تعا لى حيث النكهة. رؤى نقد ية في السينما. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات و النشر، 2009.

حدا دي ع : الخبز الحا في: 99-100 مشا ر إ ليه من طر ف محمد جليد، ‘أ ي دور للفلسفة في الثورة و تغيير المجتمعا ت؟  ‘ ، أ خبا ر اليو م، العدد.  817، الجمعة 27 /7/ 2012، ص-ص. : 1- 23.

حليم ع (عبد الجليل حليم )،’ التد خل الإ ستعما ري و الحركية الإ جتما عية’،المجلس القومي للثقا فة العربية، السنة الخا مسة، العدد :57 ، جوان  1989

حليم ع (عبد الجليل حليم )، ‘من القبيلة كمفهو م إ لى القبيلة كواقع’، المجلس القومي للثقا فة العربية، السنة الخا مسة، العدد :57، يو نيو   1989.

حمو دي، إ سما عيل ، ‘ الربيع السلفي القا دم إ لى المغرب’ ، أ خبار اليوم ، العدد. 8888 ، ص ص 1-23، السبت-أ لأ حد 20  -21  أ كتوبر 2011

حنفي ع م. الثورة الشر عية. عو امل سقو ط النظا م السيا سي السو ري  1963  – 2012. منشورات ائ كتب  طبعة إ ليكترو نية، 2011. books.google.co.ma.

حو بي، مينة، ‘ حما ية تمدرس ا لأ طفا ل’، أ لأ خبا ر الريا ضية، العدد. 119 ، ص ص. 1- 23، الجمعة 5 أ بريل 2013.

خنوشي ج، ‘تغييرات وشيكة داخل الشركة الوطنية للإ داعة و التلفزة’، جريدة الصبا ح السيا سي، العدد. 3729، ص: 1-  21،الإ ثنين 09 أ بريل  2012 .

خلف الله ، سليمان. الحوار و بناء شخصية الطفل. سلسلة المشكلا ت السلو كية للأ طفا ل. الريا ض: مكتبة العبيكا ت، 1998

خليفة، محمد، ‘ا لإ نتخا با ت ا لأ مريكية و منظو مة القيم الغربية’، الخبر، العدد. 441 ، ص-ص. 1- 23 ، ا لأ ربعاء 7 نونبر .

.2012

دوكلا ص مشار إ ليه في: لينكو لن، أ برا ها م  Lincoln ، Abraham . سلسلة أ عما ل  أ برا ها م  لينكو لن، الجزء الثا لث. نيويورك: جمعية أ برا ها م  لينكو لن ، 1953.

د يو ب ، ما جهموت & مو غا ريدو ، أ لفريدو & د مصيرنيا ن جبريل في: مزرو عي ، علي أ & ووند جي، ك. تا ريخ إ فريقيا العا م . المجلد الثا من. منظمة ا لأ مم المتحدة للتربية و العلم و الثقا فة، 1993، ص 81.

د و ي جDewy J, ‘Democracy and Educational Administration’, School and Society, No. 45, pp. 457-467, 1937.

ريد ينغ ، جو ن سي Redding , John C   : تعريب  ا لأ رمنازي، أ يمن. المنهج الرا د يكا لي في إ دارة المشرو عا ت. عرض و تطبيق لمنهجية تقو م على تنمية الخبرة و المعرفة التي تحتا ج إ ليها فرق العمل لتنفيذ المشرو عا ت المكلفة بها و تحقيق نتا ئج ملمو سة.  الريا ض: مكتبة العبيكا ن، 2003.

زين الد ين، محمد، ‘ المعو قا ت  الذا تية و الموضوعية لتحا لف أ حزاب اليسا ر با لمغرب’، أ لأ خبا ر الريا ضية، العدد. 119 ، ص ص. 1- 23، الجمعة 5 أ بريل 2013.

سبيلا م، ‘سبيلا يفكك خيو ط أ زمة المد رسة و الجا معة المغربية’، الساء، العدد. 1852، الخميس 6 شتنبر 2012.

سليم ج، ‘عو لمة الثقا فة و ا سترا تيجيا ت التعا مل معها في ظل العو لمة’، المستقبل العر بي، السنة السا د سة و العشرون، العدد. 293، يو ليوز 2003، ص 118.

شا كر م. التا ريخ ا لإ سلا مي. التا ريخ المعا صر. بلا د المغر ب.بير و ت: المكتب ا لإ سلا مي، 1996.

السر غيني م ح. الثقا فة العر بية و العو لمة. درا سة سو سيو لو جيةلأ راء المثقفين العرب. بيروت: المؤسسة العربية للد را سا ت و النشر، 2007.

شعبا ن ع ح ، ‘المجتمع المدني: المحور’، الحوار المتمد ن، العدد. 2222، ص: 1 -6 ، 2008 .

شوارتز ، با ري.  schwartz, Barry  . أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln و  د عم الذ كرى الو طنية. شيكا كو: University of Chicago Press ، 2000

صا بر، عبد الرحمن، ‘ مها را ت التفوق الدرا سي الذ ي تشرف عليه مجموعة من المجا لس العلمية با لدار البيضاء’،  برنا مج إ ذا عي:   إ ذا عة محمد السا دس،  فبراير 2013، الثا نية عشرة ليلا. .

صا د ق م & الكر با سي & با قر ش ق & الحكيم ع ح & الحا ئري ا & جها د ح.  مشرو عية ا لأ حزاب في ا لإ سلا م في تنظير أ ية الله الكر با سي. بيروت: بيت العلم للنا بهين،  2006.

صرا ف، علي. ا بن علي و مسيرة التحذ يث بتو نس. بيروت: المؤسسة العربية للدرا سا ت و النشر، 2004.

صو فيا .ر،  ‘عيد الشبا ب. إ نه المغرب الذي أ حببنا ه و الملك الذي وهبنا مغربا عشقنا ه’ ، الصحراء المغربية، ص .1-.11، 21 غشت 2012،

صو فيا .ر،  ‘أ ليا ت جد يدة لد لد مقرطة المؤسسا ت’،   الصحراء المغربية، الثلا ثاء  21 غشت 2012.

صو فيا .ر، ‘إ صلا حا ت لترسيخ دو لة الحق و القا نو ن’ الصحراء المغربية، الثلا ثاء  21 غشت 2012.

صو فيا .ر،  ‘ملك لكل المغا ربة’،  أ خبا ر اليوم، العدد. 819،  ص-ص: 1- 30 ،  الإ ثنين 30 يو ليوز  2012.

طا لبي . إ شعا ع الحضا رة المغربية و تأ ثيرها على الحضارة الغربية: في  نيا ني ج ت. تا ريخ إ فريقي العا م. إ فريقيا من القرن الثا ني عشرإ لى القرن السا دس عشر. با ريس: منظمة ا لأ مم المتحدة للتربية و العلم و الثقا فة، 1988، ص. 75.

عا يش ح & خضر أ & عبد الجا بر ه & الصبا غ أ & السا كت أ & ظهيرات ن & أ بو السمن م & عا هد ه & الما ضي ش & ا لأ طرش ل & حتيل أ & السبور ب & الروا شدة س & فطينا ت إ & أ بو الشكر ه.   المرأ ة و الد ور. نظرة أ رد نية. عما ن: مؤسسة عبد الحميد شو ما ن، 2008.

عبد الها دي، جما ل & جمعة ، و فاء رفعت.  تا ريخ ا لأ مة ا لإ سلا مية الوا حدة منذ أ قد م عصورها و حتى القرن السا بع قبل الهجرة في مصر و العرا ق. المنصورة: دار الو فاء، 1991 .

عليمو س خ ، ‘نيني خا رج السجن و الرميد و الخلفي و بنسعيد أ ول المهنئين’،جريدة  المساء،  العدد. 1742، ص 1-24 ،

الإ ثنين 8 جما دى الثا نية 1433، الموا فق ل 30 أ بريل 2012.

غنيفر ف، ‘تلظيم الإ ضراب و الإ صلاح’، ، التجديد،  العدد. 2905 ، ص-ص 1-11، الإ ثنين 6 رجب1433، الموا فق ل 8  2 ما ي 2012.

فتحي خ، “الديمقراطية الخا م’، المساء، العدد. 1541 ، ص-ص. 1-24 ، الثلاثاء 6 شتنبر 2011.

قا سم ع   (قا سم عبد العزيز )  . نها ية التا ريخ تحت مجهرالفكر العربي: حوار فوكوياما بمراة المثقفين العرب. الرياض: العبيكا ن، 2007

قريع أ .الد يمقرا طية و التجربة البرلما نية الفلسطينية. تجربتي في ر ئا سة أ و ل مجلس تشريعي فلسطيني. بيرو ت: المؤسسة الغربية للد را سا ت و النشر، 2006.

قريع أ .الد يمقرا طية و التجربة البرلما نية الفلسطينية. تجربتي في ر ئا سة أ و ل مجلس تشريعي فلسطيني. بيرو ت: المؤسسة الغربية للد را سا ت و النشر، 2006.

قريع أ. التجر بة الإ نتا جية للثو رة الفلسطينية. بيرو ت: المؤ سسة العر بية للد را سا ت و النشر، .2007.

كو ينز، جا ن بيير  Geuens, Jean Pierre . نظرية صنا عة الفيلم Film Production Theory . أ لبا ني Albany: ستا يت يونيفيرسيتي أ و ف نيويورك State University of New York  ، 2000.

كيلي ، أ .ف. المنها ج كنظرية و كمما رسة. لند ن: Sage Publications، 2009.

كشميري م . مقد مة في أ صول التربية. الريا ض: مكبتة العبيكا ت، 1997.

لعبد ا لله، يحيى. ا لإ غتراب. بيرو ت: دار الفرس و النشر، 2005.

لغروس م، ‘اختتا م الدورة   9 3  للصحفيين الشبا ب الأ فارقة بالقا هرة’،  ، جريدة التجديد،  العدد: 2905 ، ص 1-11، الإ ثنين 6 رجب1433، الموا فق ل 8  2 ما ي 2012.

لفر و جي م. مدو نة ا لأ سرة و فق أ خر التعد يلا ت المد خلة با لقا نون ر قم  09 .08  بشأ ن سما ع د عو ى الزو جية مع النصوص التطبيقية، عدد 28. الر با ط: مطبعة النجا ح الجديدة، .2012

ليندة ش. (شنا في ليندة). تأ تيرسيا سة الإ صلا حا ت الإ قتصا دية  في البنا ء الإ جتما عي للمجتمع الجرائري. دراسة تحليلية . دراسة مقد مة لنيل شها دة دكتوراه العلوم في علم الإ جتما ع، تخصص تنظيم و عمل،( إ شراف أ.د مصطفى عوفي).الجمهو رية الجزائرية الديمقراطية الشعبية:  وزارة التعليم العا لي و البحث العلمي. جا معة الحا ج لخضربا تلة. كلية العلوم ا لإ جتما عية و العلوم الإ سلامية. نيا بة المديرية لما بعد التدرج، 2009.

ما كفيرسن ، جيمس.    Mc Pherson, James M . أ برا ها م  لينكو لن  Abraham Lincoln والثورة ا لأ مريكية الثا نية. نيويورك: Oxford University Press ، .1991

ما لكي ا (امحمد ما لكي). الحركة الوطنية وا لإ ستعما ر في ا لمغرب  العربي . سلسلة أ طرو حة الدكتوراهبيروت: مركز درا سا ت الوحدة العربية، 3 199

ما لكي. نقط مأ خو ذة إ ثر الحضور لمحا ضرا ت الأ ستا ذ ما لكي ا . كلية العلو م الإ قتصا دية و الإ جتما عية و الإ قتصا دية .  1992 . لم تنشر بعد.

ما يلدر، وولف كا نك ، Milder   Wolfgang  .“منزل منشق ” مقتبس من حكم با لإ نجيل مو جهة إ لى الجميع عبر  لينكو لن Lincoln  في:  برا و ن، وار ن  Brown، Warren S . فهم ا لأ سس، العلم و ذ هاء المجتمع . فيلا ديلفيا: Templeton Foundation Press, 2000

مسعو د ج & لبن ع. المجتمع ا لإ سلا مي المعا صر. المد خل. المنصورو: دار الو فا ء للطبا عة و النشر، 1995.

مسكين ، يونس ، ‘مجلس الحكو مة ينا قش اليوم الحوار الوطني حول إ صلا ح العدالة”، ، جريدة أ خبا ر اليوم، العدد. 720،ص ص. 01-16 الخميس 05 /4 0/ 2012.

 مسكين، يونس، ‘ مصطفى الخلفي يخلص دوزيم من هيمنة الفرنسية  و ينتصر للعربية و الأ ما زيغية’ ، جريدة أ خبا ر اليوم ،ص-ص. 01-..23،  العدد. 720 ،  الخميس 05  أ بريل 2 201 .

مسكين،  يونس، ‘التحد يا ت ال 10 للملكية الثا نية لمحمد السا دس:: حقو ق الإ نسا ن، شبح الترا جع’، أ خبا ر اليوم، العدد. 818، ص ص.01-23 ،  29 يو ليو ز 2012.

مسكين ، يو نس، ‘و صفة محمد السا د س النا جحة لموا جهة الربيع العربي’، أ خبا ر اليوم، العدد. 819،  ص-ص. 1-  23   الإ ثنين 30 يو ليوز  2012 .

مسكين ، يو نس ، ‘المخا ض الذي أ خرج  حكو مة بن كيران من د ستور محمد السا دس’،  أ خبا ر اليوم، ، ص-ص. 1- 30، العدد. 819،  30 يو ليوز  2012 .

مسكين ، يو نس ، ‘لشكر يلوح بخرو ج حزب ا لإ ستقلا ل من الحكو مة بعد مؤتمر ا لإ تحا د ا لإ شتراكي’ ،أ خبا ر اليو م، العدد.903 ، ص-ص. 1- 23، الجمعة 9 نونبر 2012.

مزرو عي ، علي أ & ووند جي، ك. تا ريخ إ فريقيا العا م . المجلد الثا من. منظمة ا لأ مم المتحدة للتربية و العلم و الثقا فة، 1993.

مزواري ع ، ‘ ربط الجيل الجديد من مغا ربة الخا رج با لوظن’ ، المغربية، 31 غشت 2012، ص-ص: 1-11

يا سين ف، ‘جمعيا ت المجتمع المدني كا لية تنظيمية تسا هم في تأ طير المجتمع. تحد يا ت المسا همة في السيا سا ت العمو مية المحلية و الو طنية’،  الصحراء المغربية، الثلا ثاء  21 غشت 2012.

معتو ق ح. بر نا مج يسأ لو نك. قيم التضا من : برنا مج إ ذا عي،إ ذا عة محمد السا دس،  17 دجنبر 2012 ، العا شرة ليلا.

ملكاوي، فتحي حسني& لحسني، محمد بلبشير. محمد الطاهرا بن عا شور و قضا يا ا لإ صلا ح و التجديد في الفكر ا لإ سلا مي المعا صر. رِ ؤية معرفية و منهجية. ا لأ ردن: المعهد العا لمي للفكر ا لإ سلا مي، 2010.

موران إ . تربية المستقبل. المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل: الترجمة إ لى اللغة العربية: لزرق ع & الحجوبي م. اليونسكو: طوبقا ل، 1999.

نقرة ت . الحقو ق و المسؤو ليا ت في الشريعة ا لإ سلا مية ( فصل متضمن في): بو حد يبة ع & الد و اليبي م . مختلف جوا نب الثقا فة ا لإ سلا مية. الفرد و المجتمع في ا لإ سلا م. الجلد الثا ني. ب ريس: مطبو عا ت اليو نسكو، 2000 .

نيا ني ج ت. تا ريخ إ فريقي العا م. إ فريقيا من القرن الثا ني عشرإ لى القرن السا دس عشر. با ريس: منظمة ا لأ مم المتحدة للتربية و العلم و الثقا فة، 1988.

هما م  م، ‘ ا سترا تيجيا الخطا ب الإ سلا مي الجد يد و سؤال التفكيك’، ، المسا ء ، العدد.1852، ص-ص.: 23 ، 18 شوا ل 1433الموافق ل 6  شتنبر 2012.

وزارة العدل. المملكة المغربية ” منا قشة التقرير الدولي المتعلق بإ عما ل المغرب  للعهد الدولي الخاص بالحقوق الإ قتصا دية و الإجتما عية و الثقافية.معطيات جوابية عن الأ سئلة التي و جهها ألى المغرب فريق العمل التا بع للجنة الحقوق الإقتصادية و الإ جتما عية و الثقافية . الحقو ق المتضمنة في المواد من 1 إ لى 15 من العهد. الوثيقة E/1994/104/Add.29“.الرباط:  المملكة المغربية. وزارة العدل‘ 2006.

وود Wood H.The Curriculum, Problems, Politics and Possibilities. Albany : State University of New York Press, 1999

<http://ar.wikipedia.org/wiki/Moroccan_parliamentary_election._( 10 September 2011).

<http://ar.wikipedia.org/wiki/المغرب _في_سياسية_احزاب/=.D8.A7.D9.84….< (15 Janvier 2013).

<http://wikipedia.org/&lt; حداثة ( 14 March 2013).

<http:// wikipedia.org/wiki/< الثورة الفرنسية ( 14 March 2013).

<http:// wikipedia.org/wiki/< التنوير ( 14 March 2013).

<http:// wikipedia.org/wiki/< عصر- التنوير  ( 14 March 2013).

 < http://ar.newikis.com/ المغرب  (5 Juin 2012)

Leave a comment